ما معنی هذا الذي أكتبه ؟
إني لا أعرف ماذا أعني به ،
ولكني أعرف أنك محبوبي
وأني أخاف الحب
أقول هذا مع علمي
أن القليل من الحب الكثير
الجفاف والقحط واللاشيء بالحب
خیر من النزر اليسير
كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا وكيف أفرط فيه ؟ لا أدري
أحتاج إلى إشارة منك
إشارة تخبرني بأن كل هذا السواد
سينجلي ولو بعد حين
أحتاج أن تضع لي نقطة ضوء
في نهاية هذا النفق الضيق والمظلم
أن تدلني إلى زهرة غافية في هذا
الحقل المحروق
أن تُسمعني صوت قرقعة مفاتيح
خلف هذه الأبواب الكئيبة الموصدة
أحتاج يا الله لحافز صغير
كي أصمد
- قيس عبد المغني
كُلنا عاديون، مُملون، خجولون،جريئون. كُلنا أبطال، وكُلنا بلا حول ولا قوة
الأمر يتوقف على اليوم فقط
أن تكون أو لا تكون ـ تلك هي الحياة
من كل ما كُنته لا أحمل إلا هذه الندوب القاسية،
لأن هاتيك الأحزان تؤكد وجودي ذاته
أستوعب إنتصارات الماضي كلها
ظنّ أنه سيحظى بوجود أبدي
وكان كل ما منحته الحياة هو
حتفه ، زمانًا تُسلب منه فيه الحياة
وأرضًا يتوسدها في النهاية
أعرف أن لا أحدًا الآن
في الدار، في الطريق، في المدينة المريرة
سجين أنا، وراء باب مفتوح
والعالم يفتح ذراعيه
حزين أنا ، ضائعٌ في الشفق
لا الليل الراحل في الحزن وحده بكواكبه
لا الغابة فقط ، بما تعج بها من كائنات
وإنما الألم ، الألم هو خبز الإنسان
لقد كتبت كل هذه الصفحات
لأتحاید كلمة الحب
إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والإجتماعات ، يُنمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية
قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي ، لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر
ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم ، ويفضلون وحدتهم
ويفضلون السكوت
ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها
والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة ويفضلون أي غربة وأي شقاء " وهل من شقاء في غير وحدة القلب ؟ "
على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة
يتلخص شقائي دائمًا في أنني أفهم، أفهم من تلميحة، من نبرة، من نظرة، من تصرف يوشك على أن يكون لا شيء، أفهم من التغاضي ما يمكنني فهمه من الجدال، أفهم من الصمت ما يمكنني فهمه من أطول حديث
أفهم حتى ما لا أريد فهمه
الأمر إني لا أحتاجك لأعيش
وبإستطاعتي إكمال اليوم من غير محادثتك
ولا أُحدق في صورك طويلًا ، ولا أشعر بالضيق
عند غيابك ، الأمر ببساطة أَشعر كما لو أَني أحملك معي بنظرات عينيّ، صوتي
بقلقي وأَرقي وصداعي النصفي
ثق بالشخص المفرط بالتفكير حين يخبرك بإنه يحبك فهو بكل تأكيد ، فكر في كل سبب
لعدم القيام بذلك
لقد قدموا لنا خبز الجوع في صحن من الكريستال اللامع ، لأن بطوننا الصغيرة لا تستطيع أن تتحمل كثافة منتجات الأرض
الغذائية
لقد قدموا لنا جثة الأرض في تابوت من المرجان
بدعوى أنهم لا يعرفون كيف يمكن حفر قبر لائق بها
لقد قدموا لنا الأوبئة لنتمكن من المحافظة على ضغط السكان في المدن الكبيرة بمعدله المتوسط
لقد قدموا لنا الرصاص لنتسلى بقتل أنفسنا بدلًا من أن نتسلى بالشطرنج والمطالعة والنزهات
واختراع طرق جديدة للتقبيل
أما نحن فلا نستطيع أن نقدم لهم الحب لأننا نريد أن نعيش
- رياض الصالح الحسين
هكذا ، وملء القلب حزن
أُطالع أمورًا قد لا تكون باعثة على الحزن
وإنما ودودة أو حانقة
أو مترعة برسائل خفية
غير أنه بالنسبة لي
كان يمكن لكلمات كثيرة
أن ترحل بي بعيدًا عن عزلتي
مضيت عبرها لاهيًا
دونما ضيق أو إستخفاف
كأنما هي رسائل إلى آخرين
آخرين مثلي ، لكنهم بعيدون عني
رسائل ضائعة
أوغلت في معاناة الأخرين
لا حبًا في المديح أو النفع
إنما كان الأمر أهون
كان إباء للعيش أو التنفس في هذا الظل
ظل آخرين كالأبراج
كالأشجار المريرة ، التي تدفنك
فيما هم يعلقون الحُب بالمسامير
على صليب هائل
ويحظرونه
ماكنتُ أحدًا، ولم تكوني أحدًا
ماكنا أحدًا
قاومنا ، جمرة فجمرة
قبلة فقبلة
شيء ما إجتاح روحي
حُمى أو أجنحة منسية
وأنا الكائن الضئيل
ثملٌ بالفضاء ، الهائل ، المرقّش
وحيدًا في المقدمة
وقفتُ ضئيلًا ، وبالكاد إنسانًا
ضائعًا
لا ذهن له ، ولا صوت
ولا فرح
إنما يضغط على قلبي هذه الأيام، أشياء قد مضت و ولت، وإن الإنسان ليتملكه ضعف كبير ازاء ذلك، فهو غير قادر على نسيان حدوثها، وغير قادر على جعل الأمور وكأنها لم تكن، لأنها قد كانت، وستظل هكذا تعود للأبد لتشقي المرء وتسوطه بالعذاب
Читать полностью…