نور الهداية في ظلمات العصر!
الحمد لله الذي اجتبى من عباده نزاعًا من القبائل المنحرفة، وجعل لهم نورًا يمشون به بين الناس. الحمد لله الذي هدانا للحق وميزنا بنعمة الإسلام، والصلاة والسلام على من بلغ الأمانة، وأرشدنا إلى طريق النور والهداية، وعلى آله وصحبه الذين آزروه وصبروا حتى كانوا خير قدوة وخير سلف.
قال الله تعالى في محكم كتابه:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} (الأنعام: 122).
يقول المفسرون: كان الإنسان ميتًا في ظلمات الكفر والجهل والمعاصي، فأحياه الله بنور الإيمان والعلم والطاعة، فجعل له نورًا يبصر به الحق، ويمشي به بين الناس، متبصرًا في أموره، مهتديًا لسبيله، عارفًا بالخير، مجتهدًا في تحقيقه لنفسه ولغيره، مبغضًا للشر، ساعيًا لتركه وإزالته. فهل يستوي هذا مع من هو غارق في ظلمات الجهل والكفر لا يملك الخروج منها؟
يا عبد الله، اعلم أن كونك مسلمًا هي من أعظم النعم التي يختص الله بها عباده، فأنت من بين مئات الملايين من البشر منَّ الله عليك بالإسلام وهداك للحق. وهذه النعمة لا يدرك عظمتها إلا من تأمل حال أولئك الذين يغرقون في ظلمات الجهل والشرك، يلهثون خلف الدنيا، ويعيشون في ضياع لا يعلمون أين هو المصير.
كم أنت ذا حظ وفطن بتوفيق الله!
في زمن الضجيج والفتن والحروب، حيث كل جماعة تتعصب لفكرها، وكل حزب بما لديهم فرحون، ترى الإمعات تركض خلف كل شعار براقة وأوهام زائفة. شعارهم “الديمقراطية” ولسان حالهم يقول: “الدين لله والوطن للجميع”. هذا هو عين الفكر العلماني المتسلل إلى قلوب كثير من الناس، حتى أولئك المنتسبين إلى الإسلام. ترى حديثهم تافهًا، لا صلة له بالإيمان ولا بالعمل الصالح. أما المسلم الحق، فيرى هذه الأحداث بنظرة مختلفة تمامًا، نظرة تتجرد من الهوى، محكومة بمنهج شرعي واضح.
المسلم يعلم أن تلك الأحزاب والجماعات يلهثون خلف السراب، فالعلمانيون والقوميون وغيرهم، كلهم غارقون في أفعال مملوءة بالشرك والضلال، بينما هو ينظر إليهم بحسرة وألم، يدعو لهم بالهداية تارة، ويدعو على من أفسد في الأرض منهم تارة أخرى. لكنه يدرك أن صوته الخافت لن يُسمع بسهولة وسط ضجيج التضليل والشرك.
يا من أنعم الله عليك بالفطنة والبصيرة، يا من أحيا الله قلبك بنور الهداية، عليك أن تدرك أن هذا النور ليس ملكًا خاصًا بك، بل هو أمانة تحملها بين الناس. يقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33).
لا تجعل هذا الضجيج يثنيك عن دعوتك، ولا تيأس من رحمة الله، فهذه الأمة لن تتغير إلا إذا بدأ كل فرد فيها بتغيير نفسه أولًا. يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (الرعد: 11).
فاثبت على الحق، وكن حاملًا لنور الدعوة، وذكر الناس بموعود الله الذي لا يتخلف. إن وعد الله آتٍ لا محالة، فلا تغتر بظلم الظالمين، ولا بضلال الضالين. يقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (المائدة: 9).
اللهم اجعلنا من أهل الحق، واجعلنا نورًا في ظلمات هذا العصر، نثبت على دينك وندعو إليه، ولا تجعلنا من القانطين أو المتخاذلين. آمين.
قد يعتلي ظهر الجياد ذباب ويقود اسراب الصقور غراب ويسود رجاف بمحفل قومه وعليه من حلل النفاق ثياب وترى الاسافل قد تعالى مجدهم
والحر فرد ما له اصحاب لكن ما يدي الفؤاد مرارة اسد وتنبح فوقهن كلاب
༻
وَلمّـا رأيــتُ الـوُدَّ ليــسَ بـنافِـعـي
لَـدَيْــهِ ولا رَاثٍ لِـحَـالَــةِ مُـــوجَـعِ
زَجَرْتُ الهَوَى إنّي أمرؤٌ لا يقودُني
هَـوَايَ ولا رأيٌ إلـى غَـيْـرِ مَـطـمَـعِ
- كعب بن مالك -رضي الله عنه-.
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو عمير ، ثنا أيوب بن سويد ، قال : ما سألنا سفيان الثوري عن شيء إلا وجدنا عنده أثرا ماضيا ، أو أثرا من عالم قبله .
الحلية لأبي نعيم ...
وليس يُجلّي الكربَ رأيٌ مسدَّدٌ
إذا لم تُؤانِسْهُ بسيفٍ مهندِ
قال المتنبّي:
حتّى رجعت و أسيافي قوائل لي المجد للسيف ليس المجد للقلم
أكتب بنا أبدا بعد الكتاب به فإنّما نحن للأسياف كالخدم
قال ابن المبارك-رحمه الله-:
إن الجماعة حبل الله فاعتصموا منه بعروته الوثقى لمن دانا كم يرفع الله بالسلطان مظلمة في ديننا رحمة منه ودنيانا لولا الخلافة لم تؤمن لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقـوانـا
الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم.
إخواني الفضلاء أولا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثانيا دين الله عز وجل غالي فلابد لأجله من تضحية وحركة كما ساروا الرعيل الأول من سلف هذه الأمة عليهم رضوان الله.
الحركة كما يقولون ولود، والسكون عقيم، والحركة في قاموس الدعاة هي الحياة، والسكون هو الموت، والحركة هي الحد الفاصل بين عهد الرخاوة، وبين عهد حمل الأمانة بعزم وحزم ووفاء.
وبالحركة انتشر المسلمون الأوائل مثل شعاع الشمس في أقطار الأرض، يفتحون البلاد، وقلوب العباد، ويدعون إلى التوحيد، ويحطمون الطواغيت، ويقودون الناس إلى الجنة. وبالحركة صاروا في ظلمات الحياة سراجا وهاجا، فإذا الباطل رماد بعد التهاب، وخمود بعد حركة.
والماء إذا سكن فسد ، والأسد إذا توقفت عن الصيد ماتت جوعا، والسهم لا يصيب إلا إذا أطلق من كنانته وقوسه كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
إني رأيت وقوف المـــــاء يفســده.. ... ..إن ساح طاب، وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست.. ... ..والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة.. ... ..لملها الناس من عجم ومن عرب.
فعلى الداعية أن يتحرك، ويحرك الآخرين، مبتدئا بعشيرته الأقربين:
كن مشعلا في جنح ليل حالك.. ... ..يهدي الأنام إلى الهدى ويبين
وانشط لدينك لا تكن متكاسلا.. ... واعمل على تحريك ما هو ساكن
وابدأ بأهــلك إن دعــوت فإنهم.. ... ..أولى الـورى بالنصح منك وأقمن
واللــه يأمــر بالعشـــــيرة أولا.. ... ..والأمــر من بعد العشــيرة هين.
الحركة قيامة وبعث للروح
"لا يكون المؤمن العامر القلب إلا متحركا محركا، أما المتباطئ الذي يعد بالالتحاق بعد ما تظهر بوادر النجاح، فإنما يعد وعد الضعاف. فلا تؤجل الانضواء تحت لواء الحق، وإلا عضضت أسنة الندم.
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الجوشن الضبابي إلى الإسلام بعد بدر؛ فقال له: "هل لك إلى أن تكون من أوائل هذا الأمر؟ قال: لا. قال: فما يمنعك منه؟ قال: رأيت قومك كذبوك، وأخرجوك، وقاتلوك، فانظر: فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك، وإن ظهروا عليك لم أتبعك". فكان ذو الجوشن يتوجع على تركه الإسلام حين دعاه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فكن رائدا، وأجب داعي الله، بلا تلكؤ ولا تلعثم، ولا تردد، فهذا هو شأن المؤمنين.
قال إبراهيم عليه السلام: "يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر". قال: "فاصنع ما أمرك ربك". قال: "وتعينني؟". قال: وأعينك".
وقد كان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ينادي في موسم الحج: "من يحملني حتى أبلغ رسالة ربي؟". وهاهو صلى الله عليه وسلم يناشدك: "بلغوا عني ولو آية". ويدعو لمن يبلغ عنه: "نضر الله امرءا سمع منا شيئا، فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع". وروي أنه كان يقول صلى الله عليه وسلم في دعائه: "اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين".
لا تجعل الكلام الذي مر عليك كلام عابر بل أنت المسؤول عن نصرة دين الله عز وجل اللهم بلغت اللهم فأشهد.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وجزاكم الله خيراً..
#الدرس_الأول_من_الرسالة
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِي إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ ، الَّذِي بَيَّنَ لَنَا الْأُصُولَ وَقَرَّرَهَا ، وفَصَّلَ الْحَجَجَ وَبَيَّنَهَا بِأَوْضَح دَلِيلٍ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، الَّذِي تَرَكَنَا عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا الْهَالِكُ الْعَلِيلُ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ مَضَوْا عَلَى سُنَّتِهِ وَاسْتَقَامُوا عَلَى هَدْيِهِ وَاسْتَضَاوُوا بِنُورِ التَّنْزِيلِ. أَمَّا بَعْدُ ، فَهَذِهِ رِسَالَةٌ مُخْتَصَرَةُ ، جَامِعَةً لِمُهِمَّاتِ الْأُصُولِ الْمُقَرَّرَةِ ، حَاوِيَةُ لِلدُّرَرِ الْمُنْتَثِرَةِ ، حَرَّرْتُهَا بِأَيْسَرِ عِبَارَةٍ ، وَضَمَّنْتُهَا أَوْضَحَ الْإِشَارَةِ ، لِتَكُونَ لِمَنْ حَفِظَهَا الْحَجَّةَ وَالْمَنَارَةَ ، أَلَّفْتُهَا عَلَى صِيغَةِ السُّؤَالِ وَالْجَوَابِ ، اقْتِدَاءً بِالنَّبِيَّ الْمُصْطَفَى الْأَوَّابِ ، لِتَكُونَ أَوْقَعَ فِي النَّفْسِ وَأَوْفَقَ لِنَيْلِ الْحَقَّ وَتَحْرِيرِ الصَّوَابِ ، وَأَرْجُو مِنَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ وَافِرَ الْأَجْرِ وَجَزِيلَ الثَّوَابِ.
#فَإِنْ_قِيلَ_لَكَ: #مَا_حَقِيقَةُ_الْإِسْلَامِ_الَّذِي
تَنَكَّبَتْ عَنْهُ جُمْلَةُ الْبَرِيَّةِ فِي هَذَا الزَّمَانِ ؟
فَقُلْ: الإسلام هو الاستسلام الله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والاتباع ، والبراءة من الشرك وأهله ، وهذا الحد يقوم على ثلاثة أركان مَنْ لم يأت بها جميعًا لا يُسَمَّى مُسلما ، وعموم الناس في هذا الزمان فاقدون لهذه الأصول لتلبسهم بشرك العبادة والطاعة والحاكمية والاتباع ، مُفارقون لدين الإسلام بدخولهم في دين وضعي جديد وخضوعهم لنظام علماني قائم على الشرك والتنديد.
#يتبع_إن_شاء_الله_تعالى 🔽
فَإِنْ قِيلَ لَكَ مَا مَعْنَى الِاسْتِسْلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ؟
{بسم الله الرحمن الرحيم}
سنشرع بحول الله وقوته سلسلة نافعة جامعة ألا وهي #الرسالة
للشيخ محمد بن سعيد الأندلسي حفظه الله وفك قيده.
نسأل الله التوفيق والسداد ونستمد منه العون والرشاد
قال عبدالله بن مسعود:
إذا رأيتم أخاكم قارَفَ ذنباً، فلا تكونوا للشيطان عَوْناً عليه، تقولون: اللّهمّ اخْزِهِ، اللّهمّ افْعَلْ به، اللّهمّ الْعَنْهُ، ولكن سَلُوا اللهَ العافية، فإنّا أصحاب محمد ﷺ كُنّا لا نقولُ في أحدٍ شيئاً، حتّى نَعْلَمَ على ما يَموتُ، فإنْ خُتمَ له بخيرٍ عَلِمنا، أو قال: رجونا أنه قد أصاب خيراً، وأن خُتمَ له بشرٍّ، خِفنا عليه عَمَلَهُ.
الزهد لابن المبارك (١١١٢)
ج_ لا يُسمَّى الملائكة والأنبياء والصالحون طواغيت؛ وذلك لأسباب منها:
١_ لأنهم موحدون لا يشركون باللّٰه شيئاً، ولا يرضون بهذه العبادة التي يصرفها المشركون لهم، ویکرهونها وينكرونها، ولا يحبون أن يُرفعوا فوق منزلتهم.
۲- لأنهم متبرئون من المشركين ومن كل ما يعبد من دون ﷲ.
٣- لأن العبادة في الحقيقة لم تصرف لهم، و إنما صُرَفَت لشياطين الجن والإنس، الذين أمروا بذلك وزيَّنوه ودعوا إليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[عن ابن إسحاق، قال: جلس رسول ﷲ ﷺ فيما بلغني يومًا مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم، وفي المجلس غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول ﷲ ﷺ، فعرض له النضر بن الحارث، وكلمه رسول ﷲ ﷺ حتى أفحمه، وتلا عليه وعليهم: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (١٠٠)﴾ [الأنبياء:٩٨_١٠٠]، ثم قام رسول ﷲ ﷺ، وأقبل عبد ﷲ بن الزبعرى بن قيس بن عدي السهمي حتى جلس، فقال الوليد بن المغيرة لعبد ﷲ بن الزبعرى: وﷲ ما قام النضر بن الحارث لإبن عبد المطلب آنفًا وما قعد، وقد زعم أنَّا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم، فقال عبد ﷲ بن الزبعرى: أَمَا وﷲ لو وجدته لَخَصَمْتُهُ، فسلوا محمدًا: أَكُلُّ من عُبد من دون ﷲ في جهنم مع من عَبَدَه؟ فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرًا، والنصارى تعبد المسيح عيسى ابن مريم، فعجب الوليد بن المغيرة ومن كان في المجلس من قول عبد ﷲ بن الزبعرى، ورأوا أنه قد خاصم واحتج. فذُكر ذلك لرسول ﷲ ﷺ من قول ابن الزبعرى، فقال رسول ﷲ ﷺ: نعم، كل من أحب أن يُعبد من دون ﷲ فهو مع من عبده، إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته، فأنزل ﷲ عليه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ [الأنبياء:١٠١]، أي: عيسى ابن مريم، وعُزير، ومن عُبدوا من الأحبار والرهبان، الذين مضوا على طاعة ﷲ، فاتخذهم من بعدهم من أهل الضلالة أربابًا من دون ﷲ].
{أنظر تفسير الطبري،وسيرة ابن إسحاق، وأخبار مكة للفكاهي} .
حصب جهنم: أي وقودها وحطبها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانك اللّٰهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الشروط الواجب توفرها فيمن يشهد أن لا إلـٰه إلا ﷲ لكي تكون شهادته مقبولة عند ﷲ هي:
الأول: أن يكون عارفاً بما دلت عليه نفياً وإثباتاً.
قال ﷲ تعالى: ﴿وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف:٨٦]، يعلمون حقيقة ما شهدت به ألسنتهم.
وقال سبحانه: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد:١٩].
وقال النبي ﷺ: ﴿مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخَلَ الجَنَّةَ﴾ [رواه مسلم].
ولا يتحقق الإيمان ب (لا إلـٰه إلا ﷲ) إلا بعد المعرفة الصحيحة لمعناها، فالعلم أساس الاعتقاد والقول والعمل، ومن قالها وهو يجهل معناها ولا يعرف حقيقة التوحيد الذي دلت عليه لا يمكن
أن يكون معتقداً لها، وقوله إياها مجرد لفظ نَطقَ به وليس شهادة؛ لأن الشهادة مبنية على العلم وهو لا يعرف حقيقة ما نَطق به لسانه، كذلك العلم بالتوحيد وما يناقضه أساس العمل، فمن لم يعرف
التوحيد كيف يعمل به؟ ومن لم يعرف الشرك كيف يترکه؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثاني: استيقان القلب بها.
قال ﷲ تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات:١٥].
وقال ﷺ: ﴿أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ﴾ [رواه مسلم].
فمن كان شاكّاً في صحة التوحيد وبطلان الشرك لا ينفعه قول لا إلـٰه إلا ﷲ وإن قالها في اليوم ألف مرة، ومن شك أو توقف في تكفير من يعبد غير ﷲ فإنما يشك في صحة التوحيد وبطلان الشرك، ولو كان على يقين من صحة التوحيد لم يشك لحظة في كفر من لم يحقق التوحيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثالث: القبول والانقياد لما دلت عليه ظاهراً وباطناً.
قال ﷲ تعالى: ﴿ وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ [لقمان:٢٢].
وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران:٢٠].
وقال سبحانه: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ [الأنعام:١٦١_١٦٣].
وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)﴾ [الأحقاف:٣١_٣٢].
وعلامة القبول والانتقياد لما تعنيه كلمة الإخلاص التزام التوحيد والعمل به اعتقاداً وقولاً وعملاً، وموالاةُ أهله، واجتناب الشرك وإنکاره ورفضه وهجره اعتقاداً وقولاً وعملاً، والبراءةُ من
أهله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابع: الصدق والإخلاص في قولها.
فلا يبتغي بها إلا الإسلام للّٰه وحده، لا يطلب بها عرضاً من الدنيا، ولا يخالف قوله عمله، فالدين ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وَقَرَ في القلب وصدَّقه العمل.
قال رسول ﷲ ﷺ: ﴿أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِن قَلْبِهِ أوْ نَفْسِهِ﴾ [رواه البخاري].
وقال ﷺ: ﴿فإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ﴾ [رواه البخاري، ومسلم].
وقال ﷺ: ﴿ما مِن أحَدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ صِدْقًا مِن قَلْبِهِ إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ﴾ [رواه البخاري، ومسلم].
ومن الناس من يقول لا إلـٰه إلا ﷲ ويعمل بها ظاهراً فيما بينه وبين الناس ولكنه لا يبتغي بذلك رضا ﷲ وتحقيق عبودیته والإسلام له وحده، وإنما يبتغي بذلك عرضاً من الدنيا کالمال أو الزواج
«تنظيم أوقات العلم» 📚✏
➖ قال ابن جماعة :
" أجود الأوقات :
🟤 للحفظ : الأسحار،
🟤 وللبحث : الأبكار.
🟤 وللكتابة النهار
🟤 وللمطالعة والمذاكرة : الليل". 📎📝
الهداية توفيق وليس ذكاء...
فالحمد لله الذي بصرنا بمسائل صعبة خطيرة على ضعف عقولنا وتقصيرنا في أعمالنا ، فهناك عباقرة ضلوا فيها.
ويروى بسند فيه ضعف أن خالد بن الوليد لما بعثه لتكسير صنم العزى قال لما كسرها ورجع ذكر أنه متعجب كيف كان والده ومن معه من العقلاء ومع ذلك عبدوا هذي !!
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم
(تلك عقول كادها باريها)
°•
- قال رجل: نجد في بعض الكتب: أن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمرّ من الصّبِر، يلبسون للناس مُسوك الضأن من اللين، ويختلون الدنيا بالدين،
قال الله: علي يجترئون؟ وبي يغترون؟ بعزتي، لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم حيران.
📖 سنن سعيد بن منصور (٣٣٣٨)
مسوك: جلود.Читать полностью…
يختلون: يخادعون
قال الله عزا وجل
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ
وبهذا نعلم ان العلم المنافي للجهل الذي يعلم معنا لا اله الا الله لا ينبغي لها ان يجهلا
العلم اصلا اصيل وليس طرطره دون تاصيل..!
قــد يعتلِي ظهرَ الجيادِ ذبابُ
ويقودُ أسرابَ الصقورِ غرابُ
ويسودُ رجّافٌ بمحفلٍ قومَهُ
وعـليهِ من حللِ النفاقِ ثيابُ
وترَى الأسافلَ قَدْ تعالَى مجدُهُمْ
والحــــــــــــرُّ فردٌ ما لهُ أصحابُ...؟
وديني دِينُ عِزٍّ لستُ أدري أذِلّةُ قومِنا مِنْ أَينَ جاؤُوا ؟! أتو بالجهل من أفكار قومٍ بلا دينٍ وغرّهمُ الثناءُ فلا طابت لهم فيها حياةٌ ولا لقوا بالدنيا هناءُ!
Читать полностью…#ما_هي_ديانة_الأقوام_في_هذا_الزمان
#رابطـ كتاب_الهداية 🔽
/channel/siraj_archive/901
قناة سراج الطريق🔽
/channel/siraj_archive
قناة المحجة🔽
/channel/al_mahajah
قناة الفتاوي الشرعية🔽
/channel/melataiibrahim
سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)
Читать полностью…من أهم الأدعية التي على الإنسان أن يحرص عليها فعلا في هذه الأوقات، ويكررها صادقا مع ربه في مقصدها هي:
"اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه".
أو الجاه والمكانة، فهذا لا تنفعه لا إلـٰه إلا ﷲ ولا تُغني عنه شياً، ومن الناس من يقوها ويعمل بها ظاهراً ولكنه يخالفها بباطنه فهو منافق، أقبح من الكافر الذي أظهر الكفر بها؛ لأنه يخادع ﷲ والمسلمين وﷲ خادعه ومعذبه في النار في الدرك الأسفل منها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخامس: المحبة لها والموالاة والمعاداة لأجلها.
محبة التوحيد والعمل به ظاهراً وباطاً أساس الإسلام، ولا تصح محبة ﷲ إلا بمحبة دینه، فمن لم يحب التوحيد لم يحب ﷲ، ومن قال لا إلـٰه إلا ﷲ وهو كارهٌ للتوحيد مُبغضٌ له كمن لا يقولها، فلا ينفع الإنسان قولها والعمل بها إذا لم يكن مُحبّاً لها مُبغضاً لما يناقضها، وقد أخبر ﷲ عَزَّ وَجَلَّ عن الكفار أن قلوبهم تشمئز من ذكر التوحيد وتضيق له صدورهم ويكرهون الحديث عنه والدعوة إليه، قال ﷲ تعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الزمر:٤٥]، وقال سبحانه: ﴿كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ﴾ [الشورى:١٣]، وقال: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [هود:٥]، وقال: ﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا﴾ [نوح:٧].
ومن محبة التوحيد محبة الموحدين أهل لا إلـٰه إلا ﷲ الصادقين المخلصين، وبغض المشركين ومعاداتهم.
هذه هي شروط شهادة التوحيد، إذا اجتمعت كلها لمن قالها نفعته هذه الكلمة، وإن لم تجتمع كلها لم تنفعه، والناس متفاوتون في تحقيق هذه الشروط، فمنهم من ينفعه قولها ومنهم من لا ينفعه
ولا يفيده شيئاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانك اللّٰهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
أقـول أن مساجد الضـرار هي المساجد التي بناهـا الطواغيـت وأعـداء الـدين للإضرار بالمسلمين وحـرب الإسلام الصحيح وإرصـاداً لمـن حـارب الـلـه ورسـوله.
كما هو مبين فـي آيـات الـتـوبـة فـي قـولـه تعـالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
فـإذا كـان هـذا المسجد قـد بـنـاه الطواغيـت وأعـداء الإسلام للإضـرار بـدين اللـه تعـالى والدعوة إلى الباطـل فهـو مـن مسـاجـد الضـرار التي لا تجـوز الصلاة فيهـا لـقـولـه تعـالى «لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا»، ولأن الطواغيـت لا يبنـون المساجد إلا لمحاربـة الـدين الصحيح ونشـر الشــرك والكفـر والوثنيـة ويمسكونه للصـوفية والمداخلـة ، لذلك لابـد للمسلم أن يسـأل عـن مـن بنى المسجد حتى يعلـم حكمـه، وأمـا إذا كان المسجد قـد بنـي قـربـة للـه تعـالى ونصـرة لـدين اللـه ثـم عـرض لـه عـارض كغلبـة أهـل الشـرك والبـدع عليـه فهـذا لـيس مـن مـسـاجد الضـرار لأن الحكـم يبنى علـى سـبب تأسيسـه كمـا فـي الآيـة {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ}.
/channel/siraj_siraj2/443
————————————————
/channel/melataiibrahim
العلمانية صورة من الجاهلية التي تقوم على الشرك باللّٰه في ربوبيته وألوهيته، فهي لا تدين بتوحيد ﷲ في الحكم والتشريع، ولا في الاحتكام والطاعة والاتّباع، بل إن من مبادئها الأساسية إنكار حق ﷲ في السيادة والحكم والتشريع المطلق، وإعطاء هذا الحق لغير ﷲ في أغلب مجالات الحياة، وقد فصلت دين ﷲ وشريعته عـن الحياة العامة للمجتمع وأبعدته عن الحكم والسياسة، وجعلت بديلاً عنه ما أوْحَتْه شياطين الإنس والجن، وما شرَعه الأرباب والشركاء من دون ﷲ، وأعطت السيادة المطلقة للشعب، هو الذي يقرر الدستور والقانون الذي يحكمه، والشرائع التي تناسبه، فما يحله هو الحلال وإن كان في دين ﷲ حراماً، وما يحرمه هو الحرام وإن كان في دین حلالاً، وهذه مناقضةٌ صريحةٌ لتوحيد ﷲ في ربوبيته وألوهيته، ورفضٌ للإسلام من أساسه، وهدمٌ لأصله وفرعه.
ولهذا فإن موقف المسلم منها موقفه من الطاغوت ومن الجاهلية في جميع صورها، فهو يكفر بها وينكرها ويبغضها ويجتنبها إعتقاداً وقولاً وعملاً، ويبرأ من أتباعها والداعين إليها والمدافعين عنها
ومِن كل من لم يكفر بها، ويبغضهم ويعاديهم.
وﷲ أعلم...