﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ».
﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا﴾.
«سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ».
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ أنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلَاءَ أحْزَانِنَا وَهُمُومِنَا».
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ».
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
«اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا».
﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾.
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لَا إلَهَ إلَّا أنْتَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إلَيْكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِكَ».
﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
«اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ».
﴿كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ • وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ﴾.
قال قتادة :
اختارَ أكثَرُ الناسِ العاجِلَةَ إلا مَن رَحِمَ اللهُ وعَصَمَ.
تفسير الطبري.
﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإيمَانِ ، وَكَرِّهْ إلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ .. نَسْألُكَ يَا رَبَّنَا أنْ نَكُونَ هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ ، سِلْمًا لِأوْلِيَائِكَ ، وَحَرْبًا عَلَى أعْدَائِكَ .. تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَألْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ».
قال ابن القيم :
ومِن عَلاماتِ الإنابَةِ تَركُ الاستِهانَةِ بأهلِ الغَفلَةِ والخَوفُ عليهِم مع فتحِك بابَ الرَّجاءِ لنفسِك فترجُو لنفسِك الرَّحمَةَ وتخشَى على أهلِ الغَفلَةِ النِّقمَةَ ، ولَكِنِ ارجُ لَهُمُ الرَّحمَةَ واخشَ على نفسِك النِّقمَةَ ، فإن كُنتَ لا بُدَّ مُستهينًا بِهِم ماقِتًا لَهُم لانكِشافِ أحوالِهِم لك ورُؤيَةِ ما هُم عليهِ فكُن لنفسِك أشَدَّ مَقتًا مِنك لَهُم وكُن أرجَى لَهُم لرَحمَةِ اللهِ مِنك لنفسِك.
قال بعضُ السَّلَفِ : لَن تَفقَهَ كُلَّ الفِقهِ حتَّى تَمقُتَ الناسَ في ذاتِ اللهِ ثُم ترجِعَ إلى نفسِك فتكونَ لها أشَدَّ مَقتًا. وهذا الكلامُ لا يَفقَهُ مَعناهُ إلا الفَقِيهُ في دينِ اللهِ ؛ فإنَّ مَن شَهِدَ حقيقَةَ الخَلقِ وعجزَهُم وضعفَهُم وتقصِيرَهُم بل تفرِيطَهُم وإضاعَتَهُم لِحَقِّ اللهِ وإقبَالَهُم على غيرِهِ وبيعَهُم حَظَّهُم من اللهِ بأبخَسِ الثَّمَنِ مِن هذا العاجِلِ الفانِي لَم يَجِد بُدًّا مِن مَقتِهِم ولا يُمكِنُهُ غيرُ ذلِك البَتَّةَ ، ولكِن إذا رَجَعَ إلى نفسِهِ وحالِهِ وتقصِيرِهِ وكانَ على بَصِيرَةٍ مِن ذلِك كان لنفسِهِ أشَدَّ مَقتًا واستِهانَةً ، فهذا هو الفَقِيهُ.
مدارج السالكين.
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.
«اللَّهُمَّ أحْيِنَا وَأمِتْنَا عَلَى الإسْلَامِ وَالسُّنَّةِ».
كتب سعيد بن جبير إلى أحد إخوانه :
أمَّا بعدُ يا أخِي ، فاحذَرِ الناسَ واكفِهِم نفسَك ، وليَسَعك بيتُك وابكِ على خَطِيئَتِك ، وإذا رأيتَ عاثِرًا فاحمَدِ اللهَ الَّذي عَافَاك ، ولا تأمَنِ الشَّيطانَ أن يفتِنَك ما بَقِيتَ.
شعب الإيمان للبيهقي.
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾.
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ، وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ ، الأحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأمْوَاتِ».
قال أبو أسامة الكوفي :
اشتَكَى سُفيانُ بن سعيدٍ ، فذَهَبتُ بمائِهِ في قارُورَةٍ فأرَيتُهُ الدِّيرَانِيَّ ، فنَظَرَ إليهِ فقال : بَولُ مَن هذا؟ ، ينبغِي أن يكونَ هذا بَولَ راهِبٍ! ، هذا رجُلٌ قد فَتَّتَ الحُزنُ كَبِدَهُ .. ما لهذا دواءٌ.
الجعديات للبغوي.
﴿وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا • يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾.
«اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي ؛ إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ».
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"إنَّ لِلصَّائِمِينَ بَابًا فِي الجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ غَيْرُهُمْ ، إذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ .. مَنْ دَخَلَ مِنْهُ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأ أبَدًا".
مسند أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن رسول الله ﷺ قال :
"مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ سَبْعِينَ خَرِيفًا".
مسند أحمد.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال :
يا رسولَ اللهِ ، مُرنِي بعَمَلٍ آخُذُهُ عَنك ينفَعُنِي اللهُ بِهِ. قال :
"عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ؛ فَإنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ".
مسند أحمد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلَّا الصِّيَامَ ، فَهُوَ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، إنَّمَا يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أجْلِي ، فَصِيَامُهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلَى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إلَّا الصِّيَامَ ، فَهُوَ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ".
مسند أحمد.
• باب في فضل شهر شعبان.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
لَم يَكُن رسولُ اللهِ ﷺ في الشَّهرِ من السَّنَةِ أكثَرَ صِيامًا مِنهُ في شَعبانَ ، وكانَ يقولُ : "خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ ؛ فَإنَّ اللهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا". وكانَ يقولُ : "أحَبُّ العَمَلِ إلَى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإنْ قَلَّ".
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
كانَ رسولُ اللهِ ﷺ يصومُ حتَّى نقولَ : لا يُفطِرُ. ويُفطِرُ حتَّى نقولَ : لا يصومُ. .. وما رأيتُ رسولَ اللهِ ﷺ استَكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلا رَمضانَ ، وما رَأيتُهُ في شَهرٍ أكثَرَ مِنهُ صِيامًا في شَعبانَ.
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال :
سَألتُ عائِشَةَ عن صِيامِ رسولِ اللهِ ﷺ فقالَت : كانَ يصومُ حتَّى نقولَ : قَد صامَ. ويُفطِرُ حتَّى نقولَ : قَد أفطَرَ. .. ولَم أرَهُ صائِمًا من شَهرٍ قَطُّ أكثَرَ مِن صِيامِهِ من شَعبانَ ، كانَ يصومُ شَعبانَ كُلَّهُ ، كانَ يصومُ شَعبانَ إلا قَليلًا.
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله ﷺ :
"قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ، إلَّا الصِّيَامَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ».
وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، فَإذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَسْخَبْ ، فَإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ.
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ ..
وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إذَا أفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".
صحيح مسلم.
ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ ـــ ـــ ـ
قال ابن رجب في لطائف المعارف :
ولَمَّا كانَ شَعبانُ كالمُقَدِّمَةِ لرَمضانَ شُرِعَ فيهِ ما يُشرَعُ في رَمضانَ من الصِّيامِ وقِراءَةِ القُرآنِ ليَحصُلَ التَّأهُّبُ لتَلَقِّي رَمضانَ وتَرتاضَ النُّفُوسُ بذلِك على طاعَةِ الرَّحمَنِ ... يا مَن فَرَّطَ في الأوقاتِ الشَّريفَةِ وضَيَّعَها وأودَعَها الأعمالَ السَّيِّئَةَ وبِئسَ ما استَودَعَها :
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأوْقَاتَ جَهْلًا
بِحُرْمَتِهَا أفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي المَوْتُ كَرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلَامَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.
«اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ صِدْقَ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ».
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
قال قتادة :
هي مَتَاعٌ مَترُوكٌ أوشَكَت واللهِ الَّذي لا إلَهَ إلا هو أن تَضمَحِلَّ عن أهلِها ، فخُذُوا من هذا المَتَاعِ طاعَةَ اللهِ إنِ استَطَعتُم ، ولا قُوَّةَ إلا باللهِ.
تفسير ابن أبي حاتم.
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
قال الحسن البصري :
هؤلاءِ أقوامٌ بَاعُوا خَلاقَهُم بالدُّنيا .. أنبَأكُمُ اللهُ كيفَ يصنَعُ بِهِم.
تفسير ابن أبي حاتم.
وَاسْمَعْ نَصِيحَةَ مَنْ لَهُ خُبْرٌ بِمَا
عِنْدَ الوَرَى مِنْ كَثْرَةِ الجَوَلَانِ
مَا عِنْدَهُمْ وَاللهِ خَيْرٌ غَيْرَ مَا
أخَذُوهُ عَمَّنْ جَاءَ بِالقُرْآنِ
وَالكُلُّ بَعْدُ فَبِدْعَةٌ أوْ فِرْيَةٌ
أوْ بَحْثُ تَشْكِيكٍ وَرَأيُ فُلَانِ
فَاصْدَعْ بِأمْرِ اللهِ لَا تَخْشَ الوَرَى
فِي اللهِ ، وَاخْشَاهُ تَفُزْ بِأمَانِ
وَاهْجُرْ وَلَوْ كُلَّ الوَرَى فِي ذَاتِهِ
لَا فِي هَوَاكَ وَنَخْوَةِ الشَّيْطَانِ
- من نونية ابن القيم.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
لَا تَفقَهُ كُلَّ الفِقهِ حتَّى تَمقُتَ الناسَ في جَنبِ اللهِ ثُم ترجِعَ إلى نفسِك فتكونَ لها أشَدَّ مَقتًا.
مصنف ابن أبي شيبة.
• واحذَر ثُم احذَر أهلَ زَمانِك خاصَّةً ، وانظُر مَن تُجالِسُ ومِمَّن تَسمَعُ ومَن تَصحَبُ ؛ فإنَّ الخَلقَ كأنَّهُم في رِدَّةٍ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ مِنهُم.
- شرح السنة للبربهاري.
كتب أحمد بن عاصم الأنطاكي إلى أحد إخوانه :
إنَّا أصبَحنا في دَهرِ حَيْرَةٍ تضطَرِبُ علينا أمواجُهُ بِغَلَبَةِ الهَوَى ، العالِمِ مِنَّا والجاهِلِ ، فالعَالِمُ مِنَّا مَفتُونٌ بالدُّنيا مع ما يَدَّعِيهِ من العِلمِ والجاهِلُ مِنَّا عاشِقٌ لها مُستَملَأٌ من فِتنَةِ عالِمِهِ ، فالمُقِلُّ لا يقنَعُ والمُكثِرُ لا يشبَعُ ؛ فكُلٌّ قد شَغَلَ الشَّيطانُ قَلبَهُ بخَوفِ الفَقرِ ، فأعاذَنا اللهُ وإيَّاك من قَبُولِنا عِدَةَ إبليسَ وتَركِنا عِدَةَ رَبِّ العالَمِينَ.
يا أخِي ، لا تَصحَب إلا مُؤمِنًا يَعِظُك بِفِعلِهِ ومَصادِيقِ قَولِهِ أو مُؤمِنًا تَقِيًّا ؛ فمَتَى صَحِبتَ غيرَ هؤلاءِ وَرَّثُوك النَّقصَ في دِينِك وقُبحَ السِّيرَةِ في أُمُورِك ، وإيَّاك والحِرصَ والرَّغبَةَ ؛ فإنَّهُما يسلُبَانِك القناعَةَ والرِّضَا ، وإيَّاك والمَيلَ إلى هَوَاك ؛ فإنَّهُ يَصُدُّكَ عن الحَقِّ ، وإيَّاك أن تُظهِرَ أنَّك تخشَى اللهَ وقَلبُكَ فاجِرٌ ، وإيَّاك أن تُضمِرَ ما إن أظهَرتَهُ أخزَاك وإن أضمَرتَهُ أردَاك .. والسَّلَامُ.
الزهد لابن أبي الدنيا.
قال أبو بكر المروذي :
وأرادَ أبو عبدِاللهِ أن يبولَ في مَرَضِهِ الذي ماتَ فيهِ ، فدَعَا بطَستٍ فجِئتُ بِهِ ، فبالَ دَمًا عَبِيطًا ، فأرَيتُهُ عبدَالرَّحمنِ المُتَطَبِّبَ فقال : هذا رجُلٌ قد فَتَّتَ الغَمُّ -أو قال : الحُزنُ- جَوفَهُ.
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.
قال أبو المفضل الضبعي :
أتَيتُ يونُسَ بن عُبَيدٍ فخَرَجَ إلَيَّ فقَعَدَ على بابِ الدارِ فإذا هو كئيبٌ حزينٌ ، قُلتُ : يا أبا عَبدِاللهِ ، ما الَّذي أرَى بِك؟. فسَكَتَ مَلِيًا ثُم رَفَعَ رأسَهُ فقال : ذَاك واللهِ ما أرَى في العامَّةِ.
المعرفة والتاريخ للفسوي.
قال سفيان الثوري :
مَن يزدَدْ عِلمًا يزدَدْ وَجَعًا ، ولو لَمْ أعلَمْ لَكانَ أيسَرَ لِحُزنِي.
شرف أصحاب الحديث للخطيب.