Telegram-канал quranicdays7 - يوميات قرآنية💕~: Unsorted

يوميات قرآنية💕~

28 Jun 2025 05:05

يمرّ بك أشخاص يستبدلون لك الطريق، يزيّنونه، أو يعيدون رسمه، يهدونك قطعة من ذاتك، بطيبهم أو بشرّهم سيّان، المهم أنهم ما وضعوا في قدرك عبثًا، قد يُخرج لك الشرُّ طيبًا عندما يحرقك فانتظر عبقك.

كل الأشخاص الذين يدخلون في حياتك، يدخلونها في الوقت المناسب، كلهم دون استثناء.
أزداد بذلك يقينًا كلّما كبرت يومًا.
بل أتعجّب أيّما تعجّب من أنّ كلّ واحد ممن مررتُ بهم طرق بابي في موعدٍ لم يتقدم أو يتأخر عنه ألبتة، كان حضوره درسًا أو غرسًا أو أنسًا، حسبما يشاء الله، وما عليّ سوى أن أقول مرحبًا وأحسن التعامل مع قدر الله الذي جاءني في أشخاص.

يشاء الله لك أن تلتقي فلانًا لتكتشف طعمًا للحياة ما كنت تعرفه قبلًا.
ربّما ترى في بريق عيني هذا شغفك، وتكتشف في وصله حبّك، وتعرف في تعامل ذاك صبرك، وتختبر في كيده تغافلك.
تتذوق مشاعر جديدة تُضاف إلى النكهات التي يحسن بك أن تعرفها عنك.
فعلًا هناك أشخاص يزاورونك بوصلهم كالشمس صبح مساء لا يغييون، لتجد في ليلك كذلك انعكاس ضوئهم على قمرك، تلتقط أنفاسك فتشتمّ عبيرهم الذي يتغلغل في شعورك، تعيش بهم وإن لم ترهم.
وهناك أشخاص يمرون عليك كالفصل في السنة؛ منهم الشتاء ومنهم الصيف ومنهم الربيع ومنهم الخريف؛ كل بحسب صفاته ومرورهم بقيمته يعرّفك معنى غيرهم.

كنت أقرأ في قصة موسى عليه السلام وأعجب من ميعاد لقيا الشخصيات في سير حياته، موعد الرجل الذي يقتتل مع أخيه ثم النجدة ثم الوكزة التي جعلت من موسى عليه السلام مُطارَدًا مطلوبًا، ثم مجيئ الرجل الذي يسعى لينصحه بالخروج، ثم موعد وصوله إلى مدين وتزامنه مع لقيا المرأتين "ولمّا ورد ماء مدين وجد…" ؛ حتى ذُكر في التفسير أن منظر موسى عليه السلام وهو متورم القدمين، قد انقطع نعلاه من مشقة الطريق ومع هذا يبادر بإيجابية بالسؤال والملاحظة والمساعدة كان موقفًا لافتًا للمرأتين؛ مما دعا إحداهما أن تقول " يا أبتِ استأجره…"، وزواجه منها واستقراره العاطفي والمالي.
فكان قدر الله لموسى عليه السلام بلقاء أولئك الرجال ليُعلن بعدها الرحيل ثم ظهور المرأتين في هذا الوقت العصيب، و الأثر الكبير جدا في تتابع الأحداث في حياته بعدها.

يظهر لك شخص يكون هو فتحًا لحياتك وإن ظننت أن أبوابًا به أُغلقتْ، تأمّل مليًّا وانظر داخل نفسك: ماذا صنع ظهور هذا الشخص فيك؟

عندما يمرّ بك الأشخاص
افتح عينيك على كنوز ٍ أخرجوها منك..
واحمد الله عليهم واشكره على خفاء لطفه،
واكتشف صفاتك من خلالهم.

"قضى الله في بعض المواقف للفتى
برُشدٍ وفي بعض الهوى ما يُحاذِرُ

ألم تعلَمي أنّي إذا الإلْفُ قادَني
إلى الجوْر، لا أنقادُ والإلْفُ جائرُ؟"