هو اعتراف حزين، لكنه حقيقي:
ما زلت أصاب بنوبات حزن مفاجئة لأنني تذوقت الفراق أكثر من مرة، غادرت صديقًا أو غادرني، هجرت حبيبًا أو تركني، سرق الموت عزيزًا على غفلة أو راقبته يغادر حتى رحل.
كل الفقد مُر، كل الفقد في قلبي لا يمر؛ أنا وللأسف تعيش العلاقات في صدري وقلبي حتى بعد انتهائها، كل شخص رحل من حياتي أخذ برفقته جزءًا من روحي لا يعود مهما حاولت أو بكيت.
لا أستطيع أن أُخبرك أنّي حزينة أو أنّ هذه
الشُهور لا تسير بشكل جيد معي لا أستطيع
أن أُخبرك أنّي أنظر للحياة وكأنّ كلّ شيء
يبدو جارحًا.
أتمنّى لمرّة واحدة أن لا يغمرني هذا الشعور
العدمي نحو ما حولي، سئمت أن أشعر بتفاهة
الأشياء بمنتصف متعة اللحظة.
أصلّي
على أن لا أكون ندبةً
في صدر أحدهم
يتحسسها بيده
كلما أوشك على الثّقة بشخصٍ ما
ليتراجع.
أبكي
لعدم قدرتي على إخبار
عائلتي
صديقتي
شخصي المفضل
بما يجول بخاطري.
أشعر بالتوهان،
وأن صدري ضائقٌ بي.
أشعر بالحزن
والوحدة
وأنني لست المُفضل لأحد.
لا أستطيع أن أُخبرك أنّي حزين أو أنّ هذه
الشُهور لا تسير بشكل جيد معي لا أستطيع
أن أُخبرك أنّي أنظر للحياة وكأنّ كلّ شيء
يبدو جارحًا.
أخافُ عليكِ أن تَقَعي بحُبّي
وأن تُستدرَجي باسمِ الصداقةْ
أنا يا أنعمَ الورداتِ شَـوكٌ
وصحرا لا تُطاقُ .. وأنتِ باقةْ
فعُدّي قبلَ أن تَهوَي لألفٍ
فدربُ الحبِّ أولـهُ صَداقةْ
وأوسطهُ جنونٌ في جنونٍ
وآخرهُ كمُجمَلهِ .. حماقةْ!
فغضّي الطرفَ إنّ هوايَ مُرٌّ
وما نَجَحَت معي يوماً علاقةْ
وأنتِ صغيرةٌ وهواكِ غَضٌّ
وما لكِ بي ولا بالحبِّ طاقةْ
سأرحلُ قبلَ أن تقعي بحبّي
فهذا القلبُ لا يقوى احتراقهْ!
يا قوي، امنحني القوة، قوة العشبة التي تجرح
الجدار، قوة القطرة التي تثقب الحجر، قوة الصلاة
التي تستجلبُ المطر.
الموتى يحاولون مواساتَنا
لكنّ محاولاتِهم غير قابلة للفهم
إنّهم الزلّات، العثرات، ما لا تقوله الكلمات.
يعرفون كيف يحبُّون بيد،
وبيدٍ أُخرى يشيرون إلى ما لا نرى.
سفري الذي لا ينتهي،
لن ينتهي..
والثابتان.. تردّدي وتولُّهي
جرت الرياحُ بما اشتهتهُ سَفينتي،
وتعانقا.. لكنني، لم أشتهِ.