📚 *حديث_الكتب* معي أنا *#رجاء_البوعلي*
📕*كتاب_الأسبوع*:
*مسرّات القراءة ومخاض الكتابة*
للمفكر وأستاذ فلسفة الدين د.عبدالجبار الرفاعي
*أتحدث عن:*
🔖 *تعريف بالمؤلف*
🔖 *تصنيف الكتاب ومحتواه*
https://vt.tiktok.com/ZSNSqteHo/
🔖 *تأويلية عنوان السيرة الذاتية*
https://vt.tiktok.com/ZSNSqVMCu/
🔖 *السمات الشخصية للباحث*
🔖 *قلق البحث المعرفي والايمانيات*
https://vt.tiktok.com/ZSNSq3Jnw/
🔖 *ضمير الكاتب*
https://vt.tiktok.com/ZSNSbdsbb/
🔖 *علاقة الكاتب بالقراء*
https://vt.tiktok.com/ZSNSqWrgU/
🔖 *الكتابة الوجودية*
https://vt.tiktok.com/ZSNSbdsh4/
🔖 *غواية الكتابة*
https://vt.tiktok.com/ZSNSbR18j/
🔖 *القراءة العشوائية*
https://vt.tiktok.com/ZSNSXdCSg/
🔖 *اختلاف الرأي في الكتابة*
https://vt.tiktok.com/ZSNSbe4E7/
📌 *لمتابعة بقية أحاديث الكتب وأهم محاورها، تابعوني على:
💟 تيك توك:
https://vt.tiktok.com/ZSNSQnfGh/
💟 سناب شات:
snapchat.com/add/rajaa.buali
كَتب الدكتور عبد الجبار الرفاعي:
أمضيت اليوم وقتًا ممتعًا مع كتاب الدكتورة ايمان المخينيني: "في تاويلية علم الكلام: قراءة زمانية مركبة". لا يتسع وقتي اليوم لقراءة كثير مما يقع تحت يدي، هذه المدة لا أقرأ الا ما أعرف مسبقا تميز وعي ولغة من يكتبه. أعرف تميز كتابات د. إيمان، وذلك ما حثني على التعجل بمطالعة كتابها لحظة وصلني. تبتكر إيمان منهجها ومفاهيمها وأفكارها الحاذقة، وتنحت لغتها المنسوجة بذائقة أدبية تلتقط الكلمات كما يلتقط الغواص اللؤلؤ من الأعماق القصية، وتصوغها بإحكام وكأنها سجادة حرير نسجتها يد فنان يبرع في ابداع لوحاته الفاتنة. بقدر ما بهرتني لغة الكتاب بهرتني صرامته المنهجية، وقدرة الباحثة على بناء الأفكار في سياق منطقي مترابط، بوشائج عضوية وبصرامة منهجية فريدة . مهدت د. المخينيني للنماذج الأربعة المدروسة بباب يرسم باتقان ما ترمي اليه، وتشرح بوضوح مصطلحاتها ومفاتيح دراستها، استطاعت بذكاء أن ترسم صورًا تعكس بوضوح الأبعاد الابستمولوجية والانطولوجية للمنجز الكلامي لكل من: يمنى طريف الخولي، ومحمد باسل الطائي، وعبد الجبار الرفاعي، ومحمد إقبال. بعينين ثاقبتين كانت تصطاد ما يتسم فيه منجز كل واحد من هؤلاء، وتسلط أضواء كاشفة على ما تتميز فيه رؤية كل منهم، وتوجز أفكاره المحورية بتكثيف بديع.
يتوفر الكتاب في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر 2023 ، الصالة المركزية الملحق B1 الجناح A45
#عبدالجبار_الرفاعي
#إيمان_المخينيني
#علم_الكلام_الجديد
https://www.facebook.com/100063493513308/posts/pfbid0ytUxQBoSXcofj1UbyakwX1Vha7TXAPHRKfpyRED3ccHwRxbHrTXwiDgCKDmd9fCxl/
تباع هذه الكتب الخمسة في: جناح دار الرافدين B70 صالة السنترال - الصالون الدولي للكتاب بالجزائر 2023.
Читать полностью…اكتشفتُ أن ما يُفقِر العقلَ ويشيع الجهلَ من الكتب أكثر بكثيرٍ مما يوقظ العقلَ ويبعث الوعي.
التتمة على الرابط:
https://alsabaah.iq/75547-.html
الحُسن والقُبح غيرُ الذاتيين، وأعني بهما كلَّ مالم يحكم العقلُ العملي بأنه حسنٌ وقبيحٌ بالذات. ما كان حُسنهما وقُبحهما لسبب ما خارجَ ذات الفعل، سببٌ يتحقّقُ في مجتمع وثقافة وزمان ما، في مثل هذه الحالة الحُسن والقُبح نسبيان، يزولان بزوال سببهما. ذلك ما نراه في مختلف العادات والتقاليد والأعراف والثقافات المحلية المتنوعة بتنوع المجتمعات، والمتغيرة بتغيّر ظروف الإنسان وأحواله.
الحُسن والقُبح الذاتيان النسبيُ فيهما هو التعرّف على المصاديق. معرفةٌ المصاديق تتأثر بدرجةِ التطور الحضاري وتكاملِ الوعي البشري بذات الإنسان والعالم، كما تتأثر بمختلف أنماط عيش الناس، والظروفِ الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في حياتهم. يدرك الإنسانُ حُسنَ العدلِ بذاته في كل زمان ومكان.
العدلُ قيمةٌ أخلاقية وحقوقية تطور اكتشافُ مصاديقه بتطور وعي الإنسان بالكرامة والحرية والمساواة، لم يولد هذا الوعي مكتملًا مع أول إنسان عاش في الأرض. تفشَّت العبوديةُ ولم يصدر تشريعٌ بتحريم الرقِ، مع كل ما يتضمنه الرقُّ من هتك لكرامة الإنسان، إلا قبل أقل من قرنين. الكرامةُ والحرية والمساواة مفاهيمُ تطور اكتشافُ مصاديقها وتحقّقُها بالتدريج تبعًا لتطور الوعي البشري فيها، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
الكرامةُ والحريةُ والمساواةُ كغيرها من القيم الإنسانية الكونية، لم يولد الوعيُ بمصاديقها دفعةً واحدة، بل تطلَّبَ وصولُ البشرية إلى وعيها بمعانيها المعروفة، والتعرّف على حدودها وتطبيقاتها عبورَ عدة محطات موجعة، وهي تقطع مسارًا طويلًا مريرًا شاقًّا مضمخًا بالدماء. تطلبَ ذلك طيُّ مراحل وعرة تطورت فيها عبر آلاف السنين،كي يتحقّق الوعي بحدودها وتتحقّق بشكل واسع في المجتمعات البشرية.كتاباتُ المفكرين والكتاب، وجهودُ المصلحين، وتضحياتُ الأحرار في العالَم؛كان أثرُها ملموسًا في تكامل الوعي بهذه القيم وتحقّقها بالتدريج في الحياة.
لم يُنظر لاسترقاق البشر على أنه ظلمٌ وانتهاك للكرمة البشرية إلى القرن التاسع عشر. أضحى اليوم يُنظر إليه بوصفه ظلمًا قبيحًا، وانتهاكًا سافرًا للكرامة البشرية.كان فلاسفةٌ مثل أفلاطون وأرسطو وغيرُهما من الفلاسفة لا يقبلون أن يكون كلُّ الناس بمرتبة واحدة في استحقاق الحقوق، رفضوا أن يكون الكلُّ في المرتبة ذاتها في نيل الحق بالكرامة والحرية والمساواة. يرى أرسطو أن العبيدَ طبيعتُهم البشرية العبودية، والأحرارُ طبيعتُهم البشرية الحرية، اليوناني والأوروبي حرٌّ لأن لديه روح، والآسيوي عبدٌ لأنه لا روح له. جعل أفلاطون في "الجمهورية" البشر طبقاتٍ ليست متكافئةً في المكانة والحقوق والوظيفة، إلى الحدّ الذي وصف فيه كارل بوبر أفلاطونَ، في كتابه: "المجتمع المفتوح وأعداؤه"، بأنه المنظّر للتوتاليتارية والملهم للشمولية. في العصر الحديث يرى ديفيد هيوم (1711 – 1776) الزنوج وكل إنسان غير أبيض أدنى بطبيعته البشرية من الإنسان الأبيض. هذا الرأي لهيوم، على الرغم من كل ما أنجزته آثار هذا الفيلسوف العقلانية. هذه نماذج فقط من مواقف فلاسفة معروفين، وشرعنتهم للاستعباد وعدم المساواة، وعدم رفضها أخلاقيًّا. وليست غريبة هذه المواقف على معاصريهم أو مَن سبقوهم أو ظهروا في عصور تالية، قبل القرن التاسع عشر. #عبدالجبار_الرفاعي
#الأخلاق
#نسبية_القيم https://alsabaah.iq/84721-.html?fbclid=IwAR1O135UTSC5_zjlq8bRyB8tWpqQ3NA7cVGhN991oKsNEdxap_F7BACxr6k
https://x.com/takweenkw/status/1709098554759753972?s=48&t=xm_BESlFUp5FWUclE39h3A
Читать полностью…نوقشت هذا اليوم 28.9.2023 رسالة الماجستير المعنونة: "مبادئ تفسير القرآن الكريم عند عبدالجبار الرفاعي"، للطالب حسين احسان الزركاني، في جامعة الأديان والمذاهب.
https://x.com/alrifaeejbbar/status/1708142590996951412?s=52&t=xm_BESlFUp5FWUclE39h3A
فهم الإنسان سبيلا إلى فهم الدّين
قراءة في مشروع عبد الجبّار الرّفاعي
د. إيمان مخينيني
يبدو عنوان ندوة الدكتور عبد الجبّار الرّفاعيّ "الدّين: حياة في أفق المعنى" لافتا، جذّابا لسببين على الأقلّ. لكونه يلفت الانتباه إلى مستويين في المعنى، أوّلهما وجوديّ، وجدانيّ يربط الدّين بالحياة الإنسانيّة في أعمق أبعادها. وثانيهما معرفيّ - تفكّريّ، يتقوّم بالرّبط بين الدّين والمعنى، فيؤسّس لعلاقة بين العقديّ والمعرفيّ. والمطّلع على كتابات الرّفاعي يدرك أنّه يبني رؤيته الإسلاميّة التّجديديّة على هذين المقوّمين الرّئيسين، اللذين ترتكز عليهما جلّ المبادئ الفرعيّة. وقبل أن ننظر في الإجابات التي قدّمها وأسّس عليها مشروعه الفكريّ في إصداراته العديدة، وآخرها خماسيّته التي نحن بصددها:
1. الدّين والنّزعة الإنسانيّة.
2. الدّين والظّمأ الأنطولوجيّ.
3. الديّن والاغتراب الميتافيزيقيّ.
4. الدّين والكرامة الإنسانيّة.
5. مقدّمة في علم الكلام الجديد.
يعنينا أن نتفكّر في الأسئلة التي طرحها أوّلا. من جهة كون السّؤال يمثّل أولى خطواتنا التّأويليّة في اتّجاه المعنى. فسؤالنا حينئذ: عمّ تساءل عبد الجبّار الرّفاعي في سياق تجربته الفكريّة والرّوحيّة وفي إطار بحثه عن المعنى الدّينيّ وعلاقته بالمعنى الإنسانيّ؟
من خلال مراكز الاهتمام التي ضمّنها كتبه ومنشوراته، كان سؤال الإنسان في فكر عبد الجبّار الرفاعي هو السّؤال المركزيّ الذي تدور في مداره كامل الأسئلة، وتطوف حوله كلّ المباحث والمشاغل. فقبل السؤال عن الدّين ومقتضياته ومشروطيّة الانتماء إليه، لا بدّ من فهم حقيقة الوجود الإنسانيّ. حيث أنّ الدّين لا يتقوّم إلا بالإنسان. ولا يتعرّف الإنسان إلى الدّين إلا بمعرفة نفسَه أوّلا.
هذا السّؤال المركزيّ عن الإنسان، تتفرّع عنه أسئلة تفصيليّة تختصّ بالبعد النّفسيّ والبعد الرّوحيّ بما هما بعدان داخليّان في وجوده، تنتج عنهما الأبعاد الوجوديّة الأخرى على المستوى الاجتماعيّ والثّقافيّ والسّياسيّ وغيرها. ويتفرّع عن سؤال من نحن؟ ومن أنا؟ أسئلة من قبيل ما الحياة؟ ما الموت؟ أيّة رحلة وجوديّة تربط بين البدايات والنّهايات؟ أيّ سبيل للخلاص؟....
هذه المشاغل غير منفصلة عن بعضها البعض، بل هي تحتكم إلى تواصل وتواشج وثيقيّن، وتتقوّم بعلاقة التّأثير والتّأثّر. ذلك ما نقف عليه في طرح الرّفاعي ونجد عليه أدلّة ثابتة في مؤلّفاته.
ذلك أنّ مساءلاته عن الإنسان وعن حقيقة وجوده في الكون، وعن علاقة ذلك بوعيه بذاته وبالآخر وبصيرورته التّاريخيّة، جعلته يخصّص أقساما كبرى من كتاباته - وخاصّة في مؤلّفه "الدّين والظّمأ الأنطولوجيّ"- للإصغاء إلى صوت ذاته العميقة وهي تتحدّث إليه.
يمكن انطلاقا من هذا المدخل أن نوجّه اهتمامنا إلى نقطتين أساسيّتين:
I. ماهية الإنسان ، ماهية الدّين: أيّة علاقة؟
1- من هو الإنسان؟ [من الماهية الموهومة إلى الماهية المطلوبة]
1-1 الماهية الموهومة
1-2 الماهية المطلوبة
2- ماهية الدّين: نحو تصحيح المسارين المفهوميّ والعمليّ
2-1 الماهية المحرّفة
2-2 الماهية المنشودة
II. "السّؤال اللاّهوتيّ الجديد" ومساراته الممكنة
1- المسار القلبيّ - الوجدانيّ - الحيويّ وآفاقه
2- المسار الفكري - المعرفيّ
3- المسار التّفعيليّ - الواقعيّ ....
تتمة الورقة على هذا الرابط:
#عبدالجبار_الرفاعي
#الإنسانية_الإيمانية
https://al-aalem.com/article/51813-%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9
في ضوءِ ذلك نفهمُ لماذا يشحّ حضور عطاء مَن يعتقد بذلك في قائمةِ أعظمِ المتبرعين بثرواتهم من أجل الإنسانية ككل. لا نرى حضورًا لأصحاب الثروات ممن يعملون بـمقولة "الولاء والبراء" بما يتناسب مع نسبتهم من سكان الأرض، ونفهم السببَ الذي لا يجد معه رجالُ الأعمال دافعًا للعطاء من أجل إسعاد الإنسان بوصفه إنسانًا بغضّ النظر عن دينه،كما يفعلُ أصحابُ الضمائر الأخلاقية اليقظة، الذين ينصتون لنداء العقلِ الأخلاقي، من مالكي الثروات الهائلة في العالم، الذين لا ينظرون إلا لاحتياجات الناس الذين يستحقون الرعاية، ولا يهتمون بمعتقداتهم وهوياتهم الإثنية، فينفقون في أعمال الخير مليارات الدولارات، ولا تختصّ مشاريعُهم بصنفٍ من البشر دون غيرهم.
أخلاقُ الإنسان مرآةُ إنسانيته. خلصت من كلِّ تجارب حياتي إلى أن الإنسانَ الوحيد الذي يمكنُ أن أراهن عليه هو مَن يمتلك ضميرًا أخلاقيًا غير مشروط، بغضِّ النظرِ عن دينه وهويته وقوميته وثقافته وجنسه ولونه وموطنه، وبغضِّ النظرِ عن مقامه الاجتماعي والسياسي والمالي والثقافي.
#عبدالجبار_الرفاعي
#سبيل_الله_سبيل_الإنسان
https://alsabaah.iq/69281-%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%87%D9%88-%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86.html?fbclid=IwAR1tQFoSwP-MsQHegId3VJujf49ssPSgLZg6KiSdG4weNKPWBlNiE3LDGn4
سبيلُ الله هو سبيلُ الإنسان
د. عبد الجبار الرفاعي
التديّن الذي يتأسّس على "الولاء والبراء" لا يكون سبيلُ الإنسان فيه متحدًا مع سبيل الله، ولا يمرُّ الطريقُ إلى الله فيه عبر الإنسان، ولا ينطبق على بعضٍ من أفعال الخير فيه عنوانُ "في سبيل الله"، إن كانت من أجل الإنسان بوصفه إنسانًا. سبيلُ الله على وفق هذا النوع من التديّن لا يتّحد دائمًا مع سبيل الإنسان، أي لا يصدق على فعلِ الخير والعمل الصالح للإنسان أحيانًا أنه في سبيل الله إلا عندما يكون ذلك الإنسانُ متحدًا معه في المعتقد، ومعنى ذلك أن الإنسانَ بوصفه إنسانًا لا غير لا يستحقّ أن يتعامل معه كما يتعامل مع من ينتمي إلى معتقده، ولا ينطبق عنوانُ فعل الخير على ما يفعله من أجله بوصفه إنسانًا إلا في بعض المواقف الخاصة.
تتكرّر في القرآن آياتٌ عديدة تحثّ على إقراض الله، وفي هذا السياق آياتٌ تتحدث عن قضايا أخرى مماثلة يطلب فيها اللهُ أن يقدّمَ الإنسانُ له شيئًا وهو يريد بذلك أن يقدّمه الإنسانُ للإنسان، من هذه الآيات: "مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً" ، "إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ الله"، "مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ" ، "إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ" ، "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا". اللهُ غنيٌ عن العالمين غير محتاج لأحد، إقراضُ الله إقراضُ الإنسان، تكريمُ الله تكريمُ الإنسان، حُبُّ الله حُبُّ الإنسان، كلُّ خيرٍ وعملٍ صالح يقدّمُه الإنسانُ للإنسان يقدّمُه لله. ليس هناك طريقٌ إلى الله خارجَ طريق رعاية الإنسان واحترامه وتكريمه. يكتب محيي الدين بن عربي: "فقلتُ له: فأين حظي من ذاتك؟ قال: في إيثارك بأقواتك؛ ألم تعلم يا بُنيّ أنّه لولا الجود ما ظهر الوجود" .
عندما لا يتطابق سبيلُ الإنسان وسبيلَ الله لا تُصان حقوق الإنسان بما هو إنسان، ويمكن أن تُصادر حرياتُه في حالات متعدّدة بذريعة حماية حقوق الله، على الرغم من أن اللهَ يعفو عن الإنسان لو عصاه وفرّط بحقوقه حين يستغفر. الله يتنازل عن حقوقه بالتوبة والمغفرة والعفو والرحمة مهما كانت، ولا يتنازل عن العدوانِ على أيّ إنسان، وانتهاكِ كرامته وتضييع حقوقه. ذلك حقّ للإنسان، له أن يتنازل عنه، وله ألا يتنازل عنه. يتحدث القرآنُ الكريم عن المغفرة والتوبة والعفو واليسر، فقد وردت كلمةُ المغفرة ومشتقاتُها 234 مرةً في القرآن، تكرّر ذكر كلمة الجزاء 117 مرة، والمغفرة ضعف هذا العدد أي 234 مرة، وكلمةُ التوبة ومشتقاتُها 87 مرة، وكلمةُ العفو ومشتقاتُها 27 مرة، وكلمةُ اليسر 3 أضعاف كلمة العسر، فذكر اليسر 36 مرة والعسر 12 مرة. عدلُ الله يقتضي ألا يتنازل عن الاعتداء على حقوق خلقه، مالم يتنازلوا هم عنها. لا يمكن أن يتغاضى اللهُ عن حقوق خلقه أو يغفرها لمن ضيّعها أبدًا، الله يثأر لانتهاك كرامة الإنسان، ويعاقب من ضيّع حقوقَه عقابًا أليمًا، ويقتصّ ممن سرق أموالَه ويعاقب مَن أهدرَ كرامته، ويكون العقابُ على شاكلة الفعل.
في ضوء مفهومي للإنسانية الإيمانية يتّحد سبيلُ الإنسان بسبيل الله، سبيلُ الإنسان هو سبيلُ الله، ومفهومُ سبيل الله المنفصل عن سبيل الإنسان لا يوصل إلى الله. سبيلُ الإنسان وسبيلُ الله يتحقّقان معًا، وأن نفيَ سبيل الإنسان يعني نفيَ سبيل الله، كلاهما وجهان لحقيقةٍ واحدة. ذلك هو المضمونُ الإنساني للتوحيد، الذي تنعكس أجلى تعبيراته بالمحبّة والتراحم والتضامن مع القضايا الإنسانية العادلة. أسرع مَن يصلون في سفرهم إلى الله ويحضرون في ملكوته أولئك الذين يجعلون همَّهم الدائم إسعافَ المكروب وإدخالَ السرور على قلبه الكئيب ولو بكلمة محبة صادقة.
أكثرُ مَنْ يتحدثون ويكتبون عن الدين لا يهتمون بالصلة العضوية بين الدين والجمال. لم يهتم أكثرُ المصلحين والمجدّدين في عالَم الاسلام الحديثِ ببناءِ رؤيةٍ جمالية للعالَم تتكشف فيها الأبعادُ الجمالية للنصوص الدينية وما يكتنزه تراثُ العرفاء من رؤىً لتجليات الجمال الإلهي، ولم يهتموا بإيقاظ الأبعاد الجمالية في الدين. مَنْ ينشدُ إعادةَ فهم الدين في ضوء متطلبات العصر، عليه إعادةُ الاعتبار للجمال بوصفه قيمةً محوريةً لرسالة الدين، والبحثُ عن كلِّ ما من شأنه الكشفُ عنه في النصوص الدينية، وتفسيرُ هذه النصوص في سياق الحاجة الراهنة لبناءِ وترسيخِ الرؤية الجمالية للمسلم وتربيةِ ذوقه الفني.كلُّ إنسانٍ يفتقدُ الرؤيةَ الجماليةَ للعالَم ويفتقرُ للذوقِ الفنيّ تشتدُّ عزلتُه عن العالَم، لأنه لا يرى في العالَم ما يألفه ويبهج قلبَه، وأحيانًا يراه قبيحًا ولا يجد وشيجةً تربطه بما حوله.
#عبدالجبار_الرفاعي
#الرؤية_الجمالية_للعالم
#الفنون_الجميلة
أبارك لصديقي الصدوق الدكتور عبدالله إبراهيم فوزه بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الدراسات الأدبية والنقد، الدورة الثامنة عشرة 2022-2023. عبد الله إبراهيم من أبرز علماء العراق اليوم، تميز بتكوينه الأكاديمي الرصين، وأخلاقه الأصيلة ونبله ووفائه، ومنجزه الثمين المتنوع الغزير، الذي يمثل منعطفًا أساسيًا في الدراسات السردية والنقد. لم يكرم دكتور عبد الله في وطنه العراق، ولم يحتل منجزه الحضور الأكاديمي الذي يليق به في الجامعات العراقية، ولم يمنح أية جائزة حتى اليوم من وطنه، وإن كان منجزه حصد أهم الجوائز العربية، وهي:
1. جائزة عبد الحميد شومان للعلوم الإنسانية عام 1997.
2. جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الفنون والدراسات النقدية عام 2013، وذلك عن كتابه: "ل لتخيّل التاريخي: السرد، والإمبراطوريّة، والتجربة الاستعماريّة".
3. جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب في مجال الدراسات النقدية عام 2014، وذلك تقديرا لبحوثه المعمّقة في تحليل الرواية العربية.
4. جائزة سلطان بن علي العويس في حقل الدراسات الأدبية والنقد، الدورة الثامنة عشرة (2022 ـ 2023.
https://www.facebook.com/100001524003286/posts/pfbid0tUHaNpM98PTfM82FG8GG7nZzD4maicVnb8UaSj5kBnb5hxU7ZoRqHnx55xFrQwkHl/
صدر حديثًا كتاب: "التفكير الكلامي واللحظة الوجودية: امتثال الصورة الروحانية الإنسانية في فكر عبد الجبار الرفاعي"، لأستاذة الفلسفة في الجامعة الجزائرية د. صافية مناد.
صدر الكتاب عن: الدار الجزائرية للتواصل، ويباع في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر 2023، جناح الدار في المعرض:
Pavillon Concorde
Zone C
Stand A05
وقد سبق أن ناقشت د. صافية مناد في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران بالجزائر أطروحتها للدكتوراه عام 2020، وأجيزت الأطروحة بتقدير امتياز، وكانت بعنوان: "الفكر الإسلامي المعاصر والتجديد في علم الكلام: عبد الجبار الرفاعي أنموذجا".
كتاب مسرات القراءة ومخاض الكتابة
رجاء البوعلي
بعد أن قضى في حياة الكتابة والقراءة عمرًا هائلًا، وأصدر ما يزيد عن خمسين كتابًا.
هذه اقتباسات مما كتب د.عبدالجبار الرفاعي:
" الصدق في التعبير عن الذات هو البداية الحقيقية للكتابة. فشلت في أن أكون شخصية نمطية، وكل من تكون الكتابة تجربة وجود في حياته لايمكنه أن يكون نمطيًا".
هذا الكتاب الذي أمسكته قبل غيره وأنا عائدة من معرض الكتاب الدولي بالرياض ٢٠٢٣ في الطريق البري ليلًا إلى الشرقية، كان الصمت يطبق على طريقي، لا صوت إلا صدى المؤلف يرتد بين عيني متجهًا لذاكرتي؛ أين أنا من هذا النص؟
أجدني حبيسة المشهد، أسيرة النظر، النظر الطويل لذلك الدور الذي ينتصب مجانًا على مسرح الحياة، فحتى اللحظة الراهنة؛ أجدني أمام مأزق أخلاقي فكري، ففي ثقافتنا نشأنا واعتدنا على مفهوم الدين المرتبط بالمظهر؛ أيًا كان، مظهر الملبس، مظهر القول والكلام، أو حتى طريقة المشي وغيره، فتلك مؤشرات تدين والتدين مرتبط بالأخلاق في ثقافتنا.
لم يشاع أن القيمة الأساسية تكمن في الجوهر، الجوهر الخلاق الذي يفضي لسلوك وفعل خلاق يتطابق مع مبدأ الدين النبيل، وبالتالي هو تجلي إنساني للدين.
كنا نسمع تنظيرات كثيرة في كلا الاتجاهين، أما اليوم فأشعر أنني امتلأت بالصور والمواقف، التي وضعتني في مأزق المواجهة؛ ماهو الدين الذي لا يرتبط بالسلوك والسمات الإنسانية؟ وهل علينا إعادة النظر في مفهوم الدين وعلاقته بالإنسان؟.
كنت قد هربت طويلًا من كتب شبيهة بهذا الكتاب، لأنني لم أرى جدوى واقعية من استيعابها غير الوعي الفردي، والوعي الفردي لا يؤثر في الجماعات. لقد شعرت في فترة سابقة بالغربة الفكرية، وحاولت الهروب للسطوح بكتبٍ أقل غزارة، ولكن هذا الموعد أعادني للحظة إدراك حاسمة في فهمنا للدين والأخلاق والإنسان.
لست بخير هذه اللحظة، أشعر بوقوفي أمام مأزق وجودي! ولا أدري ماذا بعد!
https://x.com/alrifaeejbbar/status/1718159602720575764?s=48&t=xm_BESlFUp5FWUclE39h3A
تمت هذا اليوم 25.10.2023 مناقشة رسالة الماجستير لآخر أولادي علي في جامعة قم، وأُجزيت بتقدير امتياز. كانت الرسالة باللغة الإنجليزية تحت عنوان: "Intervention of Arabic Prepositions on English Preposition Usage Among Iraqi Female EFL Learners"، "تداخل حروف (أدوات) الربط العربيَّة في اِستخدام حروف الربط الإنكليزية للمتحدثات باللغة الإنكليزية بوصفها لغة أجنبية".
الاهداء:
I would like to express my special gratitude to my father, Dr. Abdul Jabbar Al-Rifaei, for his greatness and his hardship raising me up and being a great father. He has always been patient, kind, and generous with me. He has inspired me to follow his footsteps and to achieve excellence in my field. I am to express my profound gratitude to my mother, who has embodied all the greatness that one can aspire to. She has been the source of my strength, happiness, and peace. She has renounced a lot for my sake and for my education. She has always interceded for me and desired the best for me. My dear sister and my dear brothers, Abrar Al-Rifaei, Ebrahim Al-Rifaei, and Mohammad Al-Rifaei, for being friends to me. They have been great supporters for me throughout this process.
I am indebted to my sister, Dr. Toqa Al-Rifaei, for being the sister who assumed the role of a mother for me. She has exhibited care, passion, and admiring comprehension towards me. She has provided me with assistance in my academic endeavours. She has always been an exemplar and a confidant to me.
I would like to express my special gratitude to my father, Dr. Abdul Jabbar Al-Rifaei, for his greatness and his hardship raising me up and being a great father. He has always been patient, kind, and generous with me. He has inspired me to follow his footsteps and to achieve excellence in my field. I am to express my profound gratitude to my mother, who has embodied all the greatness that one can aspire to. She has been the source of my strength, happiness, and peace. She has renounced a lot for my sake and for my education. She has always interceded for me and desired the best for me. My dear sister and my dear brothers, Abrar Al-Rifaei, Ebrahim Al-Rifaei, and Mohammad Al-Rifaei, for being friends to me. They have been great supporters for me throughout this process.
I am indebted to my sister, Dr. Toqa Al-Rifaei, for being the sister who assumed the role of a mother for me. She has exhibited care, passion, and admiring comprehension towards me. She has provided me with assistance in my academic endeavours. She has always been an exemplar and a confidant to me.
أود أن أعرب عن امتناني الخاص لوالدي الدكتور عبد الجبار الرفاعي، على عظمته وكدحه في تربيتي وكونه أبًا عظيمًا. لقد كان دائمًا صبورًا ولطيفًا وكريمًا معي. لقد ألهمني أن أتبع خطواته وأحقق التميز في مجال عملي.
وأود أن أعرب عن امتناني العميق لوالدتي، التي جسدت كل العظمة التي يمكن للمرء أن يطمح إليها. لقد كانت مصدر قوتي وسعادتي وسلامي. لقد تخلت عن الكثير من أجلي ومن أجل تعليمي. لقد كانت تتدخل من أجلي دائمًا وترغب في الأفضل بالنسبة لي. أختي العزيزة وإخواني الأعزاء أبرار الرفاعي وإبراهيم الرفاعي ومحمد الرفاعي لكونهم أصدقاء لي. لقد كانوا داعمين عظيمين لي طوال هذه العملية.
وأنا مدين لأختي الدكتورة تقى الرفاعي لكونها الأخت التي قامت بدور الأم بالنسبة لي. لقد أظهرت الرعاية والعاطفة والفهم الإعجاب تجاهي. لقد قدمت لي المساعدة في مساعي الأكاديمية. لقد كانت دائمًا نموذجًا ومقربًا لي.
... وأخيرًا، إلى صديقي ورفيقي وأخي العزيز الأستاذ الدكتور محمَّدحسين الرفاعي، أود أن أعرب عن تقديري العميق لرفقتك وتوجيهاتك طوال حياتي، وفي كل الصعوبات والمنعطفات التي اِنتصرت فيها وسوف أتغلب على ما يأتي منها. لقد كنت الشخص الذي دفعني إلى الأمام، في الأوقات الصعبة والمعقدة، والذي علمني فضيلة الإصرار والمثابرة والجِديَّة.
هذه آخر رسالة نوقشت الشهر الماضي في جامعة الموصل لدراسة مشروع الدكتور عبد الجبار الرفاعي في تجديد الفكر الديني. حتى اليوم 25 اطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير كتبت حول هذا المشروع.
#عبدالجبار_الرفاعي
#الدين_والكرامة_الإنسانية
القيم الكونية نسبية في تطبيقاتها لا في ذاتها
د. عبد الجبار الرفاعي
كان لمطالعاتي المتواصلةِ للكتاباتِ العقلانية النقدية أثرٌ ملموسٌ في إيقاظِ ذهني، وتحرّرِه من الأوهام المتضخمة. لن أنسى أثرَ أعمال علي الوردي وغيرِه من ذوي التفكير النقدي الحرّ في إيقاظِ ذهني، واستردادِ عقلي الذي استلبته أوهامٌ بضعةَ سنوات، لبثَ فيها تأسره مفاهيمُ لا صلةَ لها بحياتي ومعاشي، ولا علاقةَ لها بمشكلاتِ الناس وآلامِهم.كنت عاجزًا عن استبصار العوامل المختلفة المعقدة المكونة للواقع، أحسبُ الواقعَ المركب بسيطًا، أفهمُ ظواهرَ اجتماعية معقدة تنتجها سلسلةُ عوامل عميقة ظاهرة ومضمرة فهمًا ساذجًا، لا أعرف شيئًا عن التفسير العلمي للظواهر السائدة في المجتمع. كنتُ أعتقد أن الناسَ يتغيرون بالمواعظ فقط، أتقنتُ صناعةَ الكلام، من دون أن أعرف شيئًا من أسرارِ الطبيعة الإنسانية الدفينة. لم أكن أعرفُ أن إصلاحَ ظروفِ عيش الناس، وإعادةَ بناء وعيهم وثقافتهم، هو الذي يتكفل بتغييرهم.
حذّر الوردي ممن يريد أن يغيّر الناسَ بالكلام، من دون أن يعرف الطبيعةَ البشرية، ويدرس الظواهرَ الاجتماعية دراسةً علمية، تتعرّف على أسبابها ومكوناتها وآثارها، ويبحث في كيفية الخلاص منها. البشرُ لا يتغيرون بالكلام، وأن ما هو عميقٌ في الطبيعة البشرية لا يمكن استئصالُه؛ ذلك ما دعا الوردي للشكوى ممن يعمل بذلك بقوله: "ابتلينا في هذا البلد بطائفة من المفكرين الأفلاطونيين، الذين لا يجيدون إلا إعلان الويل والثبور على الإنسان لانحرافه عما يتخيلون من مُثل عليا، دون أن يقفوا لحظة ليتبينوا المقدار الذي يلائم الطبيعة البشرية من تلك المثل... إن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ المجرد وحده، فهي كغيرها من ظواهر الكون تجري حسب نواميس معينة، ولا يمكن التأثير في شيء قبل دراسة ما جبل عليه ذلك الشيء من صفات أصيلة... لقد جرى مفكرونا اليوم على أسلوب أسلافهم القدماء، لا فرق في ذلك بين من تثقف منهم بثقافة حديثة أو قديمة،كلهم تقريبًا يحاولون أن يغيّروا طبيعة الإنسان بالكلام. وكثيرًا ما نراهم بمواعظهم يطالبون الناس أن يغيروا من نفوسهم أشياء لا يمكن تغييرها، فهم بذلك يطلبون المستحيل. وقد أدى هذا بالناس إلى أن يعتادوا سماع المواعظ، من غير أن يعيروا لها أذنًا صاغية" .
الوردي يعلن انحيازَه للتطور، لذلك يتكرّر في كلِّ كتاباته التشديدُ على أن كلَّ شيء في العالم يتغير ويتطور، الإنسانُ كائن تفرض عليه بيئتُه ومحيطُه وظروفُه المعيشية نوعَ ثقافته وقيمَه وشكلَ تدينه، بناء على أن كلَّ عصر يمتلك معاييرَه الخاصة للمعرفة والقيم والجمال والزمن وغيرها.
حدث تحولٌ في رؤيةِ الوردي للعالَم ومنظورِه للقيم وفهمِه للحياة ووعيه للواقع عندما انخرط في الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكيَّة، وذلك ما قاده للقول بنسبيةِ الأخلاق، واختلاِفها باختلاف الثقافات والمجتمعات والعصور، كما يصرّح بقوله: "الأخلاق نسبية كما لا يخفى. فما يعدو في نظرهم بريئًا قد يعتبر عندنا فسقًا وفجورًا. وربما تنقلب الأحوال عندنا في المستقبل، فيصبح مقياسنا في شؤون الأخلاق مخالفًا لمقياسنا الحاضر. ولستُ أنكر أني قد ذُهِلْتُ حينما رأيتُ في جامعات الغرب ذلك الاختلاط العجيب بين الجنسين لأول مرة، واعتبرته من قبيل الإباحية والفسق، حيث كنت آنذاك لا أزال تحت تأثير التفكير الوعظي الذي نشأتُ فيه في بيئتي الشرقية المتزمتة" . أبدى الوردي دهشتَه من الاختلاط لأحد أساتذته، فأجابه الأستاذ بقوله: "إننا إذا منعنا طلابنا وطالباتنا عن الاختلاط المكشوف لجؤوا إلى الاختلاط المستور بعيدًا عنا، في جو ملؤه الريبة والإغراء. إننا إذ نعترف بما في الطبيعة البشرية من قوى، ونهييء لها ما ينفّس عنها في جو من البراءة والطمأنينة، نكون بذلك قد وقينا الإنسان من مزالق الشطط ومغريات الخفاء" .
الأخلاق ليست كلها نسبية كما يرى الوردي، ما هو حسن بالذات وما هو قبيح بالذات يحكم بهما العقلُ العملي "الأخلاقي". "الحُسن والقُبح" الذاتيان، مثل حُسن الصدق والعدل والأمانة، وقُبح الكذب والظلم والخيانة، حكم الحُسن أبدي لما هو حسن بالذات، وهكذا القُبح أبدي لما هو قبيح بالذات، لكن معرفة حدوده في الواقع وتطبيقاته، وما يصدق عليه في الحياة، ينكشف بالتدريج. اكتشافُ مصاديق ما هو حسن بالذات وما هو قبيح بالذات نسبيٌ، بمعنى أن الإنسانَ لا يدرك كلَّ المصاديق، إلا بعد نضجِ عقله، وتطورِ وعيه، وتراكمِ خبراته عبر التاريخ، وادراكه للحريات والحقوق المستحقة للإنسان بما هو إنسان. الحقيقة الأخلاقية تتكشف بالتدريج للإنسان بمختلف أبعادها وحدودها ومصاديقها، في ضوء اكتشافه لذاته، والعالَم من حوله، وتطور علومه ومعارفه المتنوعة، وتراكم خبراته وتجاربه وتنوعها.كلما اكتشف الإنسان ذاته والعالَم من حوله، تكشفت له حدود الأخلاق، واتضح ما هو نسبي متغير وأبدي ثابت فيها.
https://x.com/rwabee26/status/1707541589852041485?s=48&t=xm_BESlFUp5FWUclE39h3A
Читать полностью…https://al-aalem.com/article/51810-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-1
#عبدالجبار_الرفاعي
#الانسانية_الايمانية
#الولاء_والبراء
مأزقُ التديّن الذي يتأسس على "الولاء والبراء" يكمن في أن الضميرَ الديني يتغلّبُ فيه على الضمير الأخلاقي، وأعني بالضمير الديني ما هو غاطسٌ في البنية اللاشعوريّة، وما تفرضه عليه مقولةُ "الولاء والبراء" ومرجعياتُها الكلامية. يتساءل الضميرُ الديني دائمًا عن تكليفه لحظةَ الإقدام على فعل شيءٍ ما، أو عند ترك شيءٍ ما، يريد معرفةَ موقفه في ضوء معتقده الكلامي، كي يتحدّد موقفُه العملي. أعني بالضمير الأخلاقي ما يحكم به العقلُ الأخلاقي "العقل العملي" بشكلٍ مستقلٍّ عن أيّ عنوان اعتقادي أو ديني أو هوياتي أو أيديولوجي، ففعلُ الخير على وفق منطق العقل الأخلاقي هو ما تقدّمه للإنسان المحتاج بعنوان كونه إنسانًا لا غير، من دون أيّ توصيفٍ إضافي، سواء كان هذا التوصيفُ الإضافي دينيًا أم هوياتيًا أم ثقافيًا أم عرقيًا أم جغرافيًا أم غيره.
عندما يبتني الضميرُ الديني على الأخلاق يكون هو ذاته الضمير الأخلاقي، وهو يختلف عن الضمير الديني الذي يبتني على مقولة "الولاء والبراء". في سياق مقولة "الولاء والبراء" يوجدُ الضميرُ الديني عندما يوجدُ التكليفُ بمدلوله في علم الكلام القديم، وينتفي هذا الضمير عندما ينتفي التكليفُ. فعلُ الخير على وفق مفهوم "الولاء والبراء"، هو ما تقدّمه للإنسان بتوصيفه وعوانه الإضافي، وهو عنوانُ كونه من دينك أو من مذهبك، لذلك لا يجد المُعتقِد بذلك، في أكثر الحالات، حافزًا لأن يفعلَ خيرًا ويعمل صالحًا للإنسان بعنوان كونه إنسانًا، لأنه غيرُ مكلّفٍ بذلك، فينحصر فعلُ الخير والعمل الصالح في ضميره الديني بما يقدّمه للإنسان بعنوان كونه من مذهبه أو دينه، انطلاقًا مما ينغرس في ضمير المتديّن من أن مفهومَ الخير لا يصدق على أيِّ فعلٍ مالم يكن خيرًا بالمعنى المكلَّف فيه المتديّن. هذا المنطق لا يختصّ بدين خاص أو معتقد معين، هذا المنطق يفرض على كلِّ صاحبّ عقيدة دينية من أيّ دين أن يكون فعلُ الخير مختصًا بدينه، إن كان فعلُ الخير في عقيدته مشروطًا بأتباع دينه ولا ينطبق على غيرهم.كما يتسلّط هذا المنطقُ ويأسر كلَّ إنسان ينطلق في فعل الخير من عنوانٍ للإنسان مُقيَّدٍ بتوصيفٍ إضافي مهما كان، سواء كان ذلك القيدُ دينيًا أو هوياتيًا أو ثقافيًا أو عرقيًا أو جغرافيًا أو حزبيًا أو غيره. خلافًا لمن ينطلقُ في فعل الخير من الضمير الذي يحكمُ به العقلُ الأخلاقي، فهو يتألمُ لآلامِ الناس بوصفه شريكًا لهم في إنسانيتهم، ويشعرُ باحتياجاتهم وآلامهم بغضّ النظر عن كونِهم شركاء في ملته أو خارجها، أو اتفاقِهم معه بأيّ توصيف آخر خارج عنوان كونهم شركاء في الإنسانية.
الضميرُ الأخلاقي يفسد إن كان مشروطًا، لأن الضميرَ الأخلاقي حرٌّ بطبيعته لا يقبل أيَّ قيد، بمعنى أن التعاملَ بصدق وأمانة وعدل حسنٌ مع كلَّ إنسان بوصفه إنسانًا، بغضّ النظر عن دينه ومعتقده وجنسه وثقافته، والتعاملَ بالكذب والخيانة والظلم والتمييز بين الناس قبيحٌ مع كلّ إنسان بوصفه إنسانًا. التربيةُ على "الولاء والبراء" وغيرها من المقولات الاعتقادية المماثِلة تفرض سلسلةً من الشروط لتصنيفِ البشر على مراتب، وعدمِ إنصاف الناس، والتمييزِ بينهم في المعاملة على أساس معتقداتهم، فمن تتطابق معتقداتُه معك يستحقّ أن تعامله كنفسك، في حين لا يستحقّ المختلِفُ عنك في الدين الحقوقَ التي يستحقّها الشركاءُ في معتقداتك.
لا يمكن بناءُ حياة روحية وأخلاقية أصيلة في مجتمع تتفشّى فيه ثقافةٌ يتسلط فيها التكفيرُ على الضمير الديني ويُلزِم المتديّنَ بمقاطعة المختلِف في المعتقد. لا يستطيع قلبٌ يمتلئ بكراهية الإنسان المختلِف في المعتقد، وروحٌ لا تشعر بالانتماء للعالَم، وعقلٌ ينهكه التشاؤمُ والاغترابُ والارتيابُ من الآخر، أن يؤسّس لحياة روحية وأخلاقية حقيقية، تشفق على المعذّبين، وتتضامن مع الضحايا، بغضّ النظر عن أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم وإثنياتهم، وتتصالح مع العقل وقيم الحق والخير والسلام والجمال في الحياة. يمنع أحد رجال الدين السلفيين تداول "كل عام وأنتم بخير" حتى بين المسلمين بذريعة أنها مستعمَلة عند غير المسلم، إذ يقول: (أمَّا "كل عام وأنتم بخير"؛ هذه تحية الكُّفَّار، سرت إلينا نحن المسلمين في غفلة منا) . العقل السلفي يستفزّه التحدّثُ أيام المسرات والأعياد بأية عبارة لم تكن متداولة في مدونات الحديث، وكأن اللغة ولدت في هذه المدونات واكتفت إلى الأبد بمعجمها، ولا مشروعيةَ خارج هذه المدونات لأية كلمة عند الاحتفاء بالإنسان الذي نشترك معه في الإنسانية بالأعياد وغيرها من المناسبات السارة.
في كلّ مراحل عمر الإنسان واختلاف أنماط عيشه وتنوع دروب حياته يظل الحُبّ أعذب منابع المعنى في حياته، لن يتراجع الأثرُ المُلهِم للحُبّ مهما تقلبت أيامُه واختلفت. يلبث الإنسانُ حتى اللحظات الأخيرة من عمره بأمسّ الحاجة إلى كلمةِ حُبّ صادقه، وضوءِ عين مُحبّة، ومحبّةِ روح مشفِقة. جوهرُ المحبّة ضوءٌ يكشفُ تجلياتِ جمال المحب والمحبوب. محبّةُ خلق الله من أجمل النعم الإلهية.
#عبدالجبار_الرفاعي
#المحبة