refaee | Unsorted

Telegram-канал refaee - عبدالجبار الرفاعي

2266

مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضۚ

Subscribe to a channel

عبدالجبار الرفاعي

كتاب مسرّات القراءة ومخاض الكتابة
غفران سعد
أُتابع باهتمام كتابات الدكتور عبد الجبار الرفاعي مُنذ عامين وربما أكثر، قرأتُ لهُ مما يُنشر على حساباته وبعض كُتبه أيضاً، ولطالما انتابني الفضولُ لمعرفة رحلته مع القراءة والكتابة. حريٌّ بي وبغيري ممن يعرف الدكتور الرفاعي أن ينتابه هذا الفضول، فمثل هذه القامة الفكرية الفذة تُعدّ كنزاً معرفياً لنا نحنُ الجيل الجديد. أتممتُ قراءةَ كتابه الصادر مؤخراً عن داري "منشورات تكوين في الكويت، ودار الرافدين في بيروت": "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة" هذا العنوان الذي أراه وصفًا دقيقًا لرحلة القارئ مع القراءة وبَهجتها وملذاتِها، والكتابة وآلامها.
يكتب لنا الدكتورُ الرفاعي رحلتهُ - الثرية معرفيًا - مع القراءة، هذه الرحلة بكل مسرّاتها ومشاقّها ألهمتني وأسرتني، واستني ومنحتني دفقةً معنوية كبيرة لرحلتي أيضًا في عالم القراءة والكتابة. يذكر الرفاعي في سيرته كيف للقراءة الحقيقية والجادّة أن تصنع المعنى لحياة الفرد القارئ، هذا المعنى الذي لا يكون واحدًا مُطلقًا للجميع بطبيعة الحال، فلكلّ واحدٍ منا معناه الذي صنعته رحلتُه وتجرِبتُه. يكتب بلغةٍ كما قال عنها قُرّاؤه، وأقولها أنا أيضًا، إنها: "لغةٌ شهية" تجعلك تتلذذ ببلاغة كلماته، وتسكن النفس لمُلامستها القلب والروح بحُسن معانيها وصدقها، ومخاطبتها لما يعتملُ داخل النفس الإنسانية من تساؤلاتٍ وتطلعات وآمال. يصف الرفاعي رحلتَه مع القراءة في تقديمه لكتابه بقوله: "أنا قارئٌ قبل كلِّ شيء وبعد كلِّ شيء. لم تمنحني القراءةُ إجازةً ليومٍ واحدٍ في حياتي، لم أجد نفسي خارجَ أسرِ القراءة، وأظن أني لن أتوقفَ مادمتُ حيًا. أنفقتُ من سنوات عمري معها أكثرَ بكثيرٍ مما أنفقتُ برفقة البشر. بعد هذه الخبرة في القراءة أصبح القارئُ كاتبًا، غير أن القراءةَ مازالت تلازمه وتفرض حضورَها كأولويةٍ على الكتابة، لا تصمد مواعيدُ الكتابة وجداولها الزمنية لحظة يتّقد شغفُ القراءة. حين أضجر من الكتابةِ أستريحُ بالقراءة، وحين أفقدُ التركيزَ بعد ساعاتٍ من القراءة، لا يستفيق وعيي مجددًا إلا بالقراءة".
محطات القراءة المبكرة في حياة الرفاعي لها أثرٌ بالغُ الأهمية فيما هو عليه الآن، منذ كان طفلاً وحتى بدايات الشباب لم يتوانَ عن قراءة كلّ ما يقع بين يديه من الكراسات وغيرها، كان مُستمعًا جيدا لصوت الفضول في داخله لاكتشاف العالم من حوله، نما هذا الفضولُ المُحبب لديه، وهكذا كبُر على هذا المنوال في درب القراءة كمن يلتمسُ فيها غذاءَ روحه وعقله، فلا يستطيعُ عنها انفكاكًا.
يحدّثنا مؤلف "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة" أيضاً عن أهمية أن تكون لدى القارئ منهجيةٌ واعية فيما يقرأ، ذلك لأن القراءةَ قبل كلّ شيء متعلقةٌ بالمنهجية والتوجيه، أن تكون قارئًا فهذا لا يُحتّم عليك قراءةَ كلّ كتابٍ مهما كان، المنهجية تُشكّل نظامَك المعرفي بدقة ورسوخ، أما القراءة العشوائية فليست إلا حائلا أمام تطورك المعرفي، ولا تضيف لك إلا التشتت والضياع.
"المكتبةُ متحفٌ يكتنزُ أثمنَ ما يمتلكه الكاتبُ بحياته" هكذا يصفها الرفاعي، وأجد أن هذا أدقّ وصفٍ لمكتبة القارئ الفذّ، القارئ الذي حُرِرَ عقله بمكتبته، مكتبته التي تحمل نجاَته المعنوية من أغلال الوجود وعذابات تساؤلاته، يرى القارئُ في هذه الكتب والأوراق حياةً غير الحياة، فيها وصفٌ لشخوصه وتطلعاته وسير نموه المعرفي. ويوجز عبد الجبار الرفاعي نمطَ حياته في فضاء الكتب بقوله: "يعرف مَن يعيش في فضاء الكتب ما تتحدث إليه لوحاتُ أغلفتِها وألوانها وأشكالها، وما تحكيه خطوطُ عناوينها، وإخراجُ صفحاتها وحروفُ كلماتها، وما تبثّه روائحُها ونكهةُ أوراقها. المولعون بالكتب يشعرون بالهدوء والأنس لحظةَ تحدّثهم وينصتون إليها بعيدًا عن أيّ شيء سواها".
ولأجل ألا نحصر سُبل المعرفة بالقراءة فقط على الرغم من كونها من أعمق و أهمّ السُبل، إلا أن مصادر المعرفة تنوعت و تعدّدت في هذا العصر كما يرى الرفاعي، فاليوم تُستقى شتى أنواع المعارف من خلال المسارح و الأفلام ووسائل التواصل، وما تحمله من رسائل للمتلقي في طياتها، بل وخوض التجارب باختلافها، و الترحال في الميادين المتنوعة، كما أن الواقع مدرسةٌ تعلمك ما لا يمكن للكتب أن تعلمك إياه، يجبرك على خوض ما لم تتوقع، إن هذا التنوع في تلقي المعارف يمنحك إحساسًا جليلاً بالتوسع والحرية في كيفية بناء وعيك بتنوع مصادر هذا البناء. يتحدث لنا المؤلف عن أهمية الواقع بقوله: "تجارب الحياة علّمتني أن بعضَ الأشخاص، ممن لا يعيشون بين أوراق الكتب؛ يعرفون الإنسانَ جيدًا من خلال تفاعلهم اليومي مع الواقع، ربما أكثر مما نعرفه نحن جماعة الكتاب والقراءة، رأيتُهم أكثرَ قدرةً على التكيّفِ مع الواقع، وبناءِ علاقات وثيقة بغيرهم، منا معشر الكتّاب والمثقفين".

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://x.com/daralrafidain/status/1727635697576599793?s=48&t=xm_BESlFUp5FWUclE39h3A

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏ التفكيرُ الفلسفي على الضدّ من الاعتقاد النهائي المغلق. التفكيرُ الفلسفي متحرّرٌ من الحدود والقيود والشروط والأسوار المغلقة. من المشكلاتِ العميقة للتفلسف التفكيرُ بالفلسفة ضدّ الفلسفة: عبر توظيف إجابات التصوف في الفلسفة، وتوظيف إجابات اللاهوت في الفلسفة، وتوظيف إجابات الفقه في الفلسفة، وتوظيف إجابات العلم في الفلسفة. حدود العلم الطبيعي وحقله هو كلُّ شيء في الطبيعة والكون المادي، الفلسفة لا حدودَ لها، بوصفها فعلَ تفكير عقلي يتجاوز الظواهر للبحث في حقيقة العلم وماهية كلّ ظاهرة.
يتفشى اليوم في الفكر العربي التفكيرُ في فلسفة الدين بعقلٍ كلامي وفقهي، كما نقرأ لدى مَن يفكرون في التعدّدية الدينية بعقل متكلم، أو يفكرون في مشكلة الشرّ بمنطق أصول الفقه وأدوات الفقيه وفتاواه.كذلك يتسيّد في الفكر العربي تفكيرٌ لاهوتي يكتب الفلسفةَ بمنطقِ علم الكلام وأدواته ومقولاته، وذوقٌ صوفي يكتب الفلسفةَ بمنطق التصوف ومكاشفاته. صارت هذه صنعةً لجماعة من المفكرين العرب الذين صنعوا لهم أسماء كبيرة، خاصة لدى شباب نفروا من تبسيط أدبيات الجماعات الدينية، واحتلت كتاباتُ هؤلاء مواقعَ متقدّمة في الجامعات والدراسات العليا، على الرغم من أنهم يفكرون بعقلٍ كلامي وفقهي، ويصدرون فتاوى فقهية حول ‏التفكير الفلسفي، ‏ويتسلحون بمقولات المتكلمين ‏في مناهضة الفلسفة. ‏هؤلاء يتكلمون بلغة تحاكي لغةَ الفلسفة إلا أنهم ضدّ الفلسفة.
أحيانًا نرى إنسانًا عبقريًّا في منطقةٍ يقظة من عقله، وعلى الضدِّ من ذلك في منطقةٍ نائمة من عقله. تدهشك قدرتُه على توظيف المغالطاتِ المنطقية لعقله اليقظ للاستدلال على أوهام عقله النائم. المراوغاتُ الذهنية والثغراتُ المنطقية في تفكير العباقرة تفسيرُها يتطلب الانتباهَ لوجود هذه الحالة الذهنية. ذلك ما يجعل هؤلاء يبدأون بمقدماتٍ عقلية وينتهون بنتائجَ غير معقولة . يتراجعُ العقل وينزاح بالتدريج أحيانًا، بعد أن يتسعَ ما هو نائم ويعطل ما هو يقظ.
العقلُ الفلسفيُّ عقلٌ كوني، عابرٌ للهويات الإثنيّة والأيديولوجيَّة والعقائدية والدينية. قراءةُ الفلسفة بأفقٍ أيديولوجي تنتجُ أيديولوجيا، قراءةُ الفلسفة بأفقٍ لاهوتي تنتجُ لاهوتًا، قراءةُ الفلسفة بأفقٍ كلامي تنتجُ علمَ كلام، قراءةُ الفلسفة بأفقٍ اعتقادي تنتجُ عقيدة، قراءةُ الفلسفة بأفقٍ فقهي تنتجُ فقهًا، حتى قراءة الفلسفة بأفق العلم الطبيعي ينتج علمًا. لا ينتج الفلسفةَ إلا التفكيرُ الفلسفي، وقراءةُ الفلسفة بأفقٍ فلسفي. أتحدثُ هنا عن التحيزاتِ الواعية، أعني حين يفكّر الإنسانُ في آفاق المعتقدات والهويات والأيديولوجيات وحدودها المغلقة. ولا أعني التحيزاتِ اللاواعية، وما يعكس البنية اللاشعورية العميقة في باطن الإنسان، التي يكونُ التحررُ من تأثيرها الكامل غير ممكن. التفكيرُ الفلسفي ينبغي أن يكونَ في آفاق رحبة، خارجَ المعتقدات والهويات والأيديولوجيات المغلقة.
الفيلسوفُ ينشغل بالتفلسف، ويفكّر تفكيرًا عميقًا بالأسئلة الوجودية، يبدأ بمقدمات فلسفية ومنطقية وينتهي بنتائج فلسفية ومنطقية. حين يتفلسف الفيلسوفُ يقدّم تفسيرًا يتجاوز سطحَ الأشياء والظواهر ويبحث في حقيقتها. يحاول أن يفسّرَ حقيقةَ العلم وماهيته، ويقدم إجابات لمشكلات العلم وأسئلته العميقة خارجَ حدوده. الفيزياء والكيمياء والعلوم تنشغل باكتشاف قوانين الطبيعة ومعادلاتها، ولا تعرف حقيقةَ العلم وماهيته. الفيلسوف يحاول أن يجيب عن سؤال المبدأ والمصير، وسؤال الحياة، وسؤال الموت، وغيرهما من الأسئلة الوجودية الكبرى، أي الأسئلة خارج حقل العلم بالمعنى التجريبي. لا نهاية للتفلسف، يظلّ الإنسانُ يتفلسف مادامت الحياةُ والموت، والأسئلة الوجودية التي لا تجيب عنها العلوم. ‌‏العلم غير الميتافيزيقا، كلُّ سؤال وجواب ميتافيزيقي بالإثبات أو النفي هو تفلسف خارج حقل العلم. عندما يقدّم أحدُ علماء الطبيعية أجوبةً للأسئلة الوجودية الكبرى، ينتقل تفكيرُه من حقل العلم إلى حقل التفلسف في هذه الأسئلة.
‌‏ إصداراتُ الكتب والدوريات التي تحملُ عناوينَ فلسفية لا أقرأ فيها غالبًا رؤيةً فلسفية، ولا أرى أكثرَها تتحدثُ لغةَ الفلسفة. صارت الفلسفةُ لافتةً يختفي وراءها جماعةٌ من المولعين بالشهرة، يراكمون عنواناتٍ بلا مضمون فلسفي، ويكتبون موضوعاتٍ عويصةً وهم عاجزون عن التفلسف وخلق الأسئلة الفلسفية، تتكدّسُ في كتاباتهم كلماتٌ تتخبّطُ في دلالتها ولا تفصحُ عن وجهتها، لا تقرأ فيها ما يشي بشيءٍ يصنَّفُ على الفلسفة. في أقسام الفلسفة بجامعاتنا قلّما نجدُ أستاذًا يتفلسف خارج النصِّ الذي يقرّرُه لتلامذته، مَنْ يعجز عن التفلسف يعجز عن تعليم الفلسفة، التفلسفُ غايةُ تعليم كلّ فلسفةٍ تنشدُ لنفسها إيقاظَ العقل.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏المجمع العلمي العراقي "مجمع الخالدين" يضم في عضويته الدكتور عبد الجبار الرفاعي، فضلا عن 23 استاذًا للأعضاء العاملين في المجمع. ورد اسم الرفاعي الثالث في اللائحة المنشورة على الموقع الرسمي للمجمع في ال Facebook

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0CgFYvz3tdpTKPbTZ6J2sgEkcBghto6LozPGccmRX5T2HRYjFcihcHH9VydDjqpekl&id=100064908573543&sfnsn=wa&mibextid=RUbZ1f

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

ووقف الكتابُ في فصله الخامس عند ظاهرةٍ فكرية ليست شاذةً في الفكر العربي في زماننا، وانتخب أحدَ أبرز ممثليها، وهو محمد عمارة، الذي رحل من الماركسية إلى السلفية عبر سلسلة من المحطات. وفي الفصل السادس تحدث الكتابُ عن داعيةِ اللاعنف جودت سعيد، وأمانيه الرومانسية بموت الحرب، ونسيانِه أن الحربَ لن تموت مادام الإنسانُ إنسانًا. وفي فصله الختامي تحدث الكتابُ عن هاجس الهوية والصراع الحضاري لدى المفكر الجزائري مالك بن نبي.

عبد الجبار الرفاعي
بغداد 1.9.2023
#عبد الجبار_الرفاعي

https://alsabaah.iq/87283-.html?fbclid=IwAR12W1tDrwaMNRuyDFCnXospcmLvNKo42cvq0lzGwPpd-6xf9MBnBca-OPw

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

مفارقات وأضداد في توظيف الدين والتراث
د. عبد الجبار الرفاعي
الفكرُ العربي الحديث منشغلٌ بالغربِ والفكرِ الغربي منذ أكثر من قرنين، مولَعٌ بما أنتجه، وغارقٌ بأسئلته واهتماماته ومقولاته ورؤاه ومعالجاته وإجاباته، إثباتًا أو نفيًا، أو تلفيقًا وتوفيقًا. نادرًا ما يتعرّف هذا الفكرُ على الفلسفات والفضاء الميتافيزيقي والآداب والفنون الشرقية في الهند واليابان والصين وبلاد الملايو، ولم يعرف إلا القليلَ جدًا عن الفكر الإيراني حتى الأربعين سنة الأخيرة. الفكرُ الإيراني منفتحٌ على الفضاء الغربي بشكلٍ واسع، يحتفلُ بترجمات المتون الأساسية والشروح بالألمانية والفرنسية والانجليزية، بنحوٍ صارت الترجماتُ تتسيّد عددَ العنوانات المطبوعة كلّ سنة. أخبرني وكيلُ وزير الإرشاد أن عددَ العنوانات المطبوعة قبل سنوات بلغ نحو سبعين ألف عنوان باللغة الفارسية في سنة واحدة. يتميّز الفكرُ الإيراني بتفاعله الواسع مع الفلسفات والأديان وعوالم الميتافيزيقيا الشرقية، ويعود هذا التواصلُ والتفاعل إلى العصور القديمة، وتنامى ذلك بالتدريج في العصر الإسلامي، ولم ينقطع في العصر الحديث. يتميزُ الفكرُ الإيراني الحديث غالبًا بغطاءٍ ميتافيزيقي، ‏خلافًا للفكر العربي الحديث الذي يكون متمردًا غالبًا على الميتافيزيقيا. حتى الفكرُ الديني العربي لا يرتدي ذلك الغطاءَ الميتافيزيقي بهالته الرمزيةِ والعرفانيةِ وايحاءاته الفلسفية.
اللافتُ أن لا الفكر الإيراني ولا الفكر العربي حدث بينهما تواصلٌ ديناميكي وتفاعلٌ خلّاق في العصر الحديث، بمستوى تفاعلِ الفكر العربي مع الفكر الغربي، وتفاعلِ الفكر الإيراني مع الفكر الشرقي والغربي. هذا الكتابُ محاولةٌ لفتح نافذة حوارٍ فكري عربي إيراني، بعرضِ ونقدِ مشاغل نماذج من المفكرين المتنوعة والشديدة التمايز في الفضائين.كنا نقرأ في كتابٍ واحد دراسةَ نماذج لمفكرين عرب وغربيين، أو إيرانيين وغربيين، ولم نقرأ كتابًا يتسعُ لأصواٍت عربية بجوار أصواتٍ إيرانية. في هذا الكتاب يتحدث الفكرُ العربي للفكر الإيراني، والفكرُ الإيراني للفكر العربي، كلٌّ منهما ينطلقُ من سياقاته ورؤيته للعالم وطريقة تفكيره المختلفة ولغته الخاصة. وهي محاولةٌ تتطلع أن تكون فاتحةً لكتابات تعيدُ وصلَ ما أحدثت التعصباتُ من انفصالٍ داخل فضاء الإسلام الثقافي المشترَك، وتعكس تنويعاتِه المتعدّدة، بتعدّد اللغات والثقافات والمجتمعات، والإكراهاتِ المتنوعة أمس واليوم. حاولتُ في هذا الكتاب انتخابَ جماعةٍ من مفكري الفضائين العربي والإيراني، يختلفون أكثر مما يتفقون في فضائهم الثقافي الواحد، لكلِّ واحدٍ منهم فرادةٌ في طريقةِ تفكيره، وبصمةِ لغته، وتميزٌ عن غيره في رؤيته للعالم، وتباينٌ في شخصيته الفكرية، وكيفية تذوقه الأشياء، ومعالجته الأفكار، وصياغته المفاهيم.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

مسرّات الكتابة ومخاض القراءة

د. حسن مدن
ما أجمل أن يُقدّم كاتب نفسه إلى قرائه، ليس بوصفه كاتباً فحسب، وإنما بوصفه قارئاً بالدرجة الأولى، موحياً بأنه لولا القراءة لما أصبح الكاتب الذي نعرف، وتزيد أهمية هذا التقديم حين يأتي من كاتب له مكانة صنعتها مؤلفاته المميزة، كالكاتب العراقي عبدالجبار الرفاعي، الذي أفرد كتاباً ماتعاً قدّم فيه شهادته عن علاقته بالقراءة وبالكتابة معاً، كفضاءين شديدي الارتباط والتداخل ببعضهما بعضا.
والرفاعي كاتب ومفكر وأستاذ فلسفة إسلامية، حاصل على دكتوراه فلسفة إسلامية، وماجستير في علم الكلام، بعد أن انهى دراسته الجامعية الأولى في الدراسات الإسلامية، وانصبت جلّ مؤلفاته في بناء علم الكلام الجديد، ومن عناوين هذه المؤلفات: «تمهيد لدراسة فلسفة الدين»، «مقدّمة في علم الكلام الجديد»، «الدين والاغتراب الميتافيزيقي»، وسواها من مؤلفات تتصل بالحقل نفسه، كما تقارب موضوع الهوية بأوجهها المتعددة، أما الكتاب الذي نحن بصدده وعنوانه «مسرّات القراءة ومخاض الكتابة - فصل من سيرة كاتب»، فإن قراءته تعين القرّاء في التعرف إلى جذور تكوين الكاتب المعرفية والفكرية، وتنم عن انفتاحه الفكري على الآراء المختلفة، ومقدرته على تجاوز القيود التي تحدّ من هذا الانفتاح، فضلاً عن وقوفه عند أهمية القراءة وطقوسها وعوالمها.
يحكي عبد الجبار الرفاعي في هذ الكتاب الصادر عن داري «منشورات تكوين» و«الرافدين»، شغفه بالقراءة الذي بدأ مبكراً، وهو شأن كل من جذبهم هذا العالم الرحب إلى فضاءاته، ليبني لا معارفهم وحدها، وإنما شخصياتهم أيضاً، ولعله أمر ذو مغزى أن يكون الكتاب الأول الذي أسر الرفاعي الفتى، يومها، هو كتاب عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي الموسوم «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» في جزئه الأول، بعد أن وقعت عليه عيناه ويداه وهو لما يزل تلميذاً في بداية المرحلة الثانوية في مكتبة عامة في مدينة الشطرة جنوبي العراق، قريبة من مدرسته، وفيها تعرف إلى الكتب، التي كان من بينها كتاب الوردي هذا.
لم يكن الرفاعي قد سمع يومها باسم هذا الكاتب، ولكنه بُهر بلغته الواضحة المباشرة، «كأنه حكواتي» و«بشجاعة عقله وتحليله للظواهر الاجتماعية المختلفة وتفسيرها بطريقة علمية»، تعرّف إليها للمرة الأولى في حياته. تلك كانت البداية فقط، ولم يكن كل ما قرأه من طراز كتاب الوردي، فثمّة كتب كانت بالنسبة له «نفقاً مظلماً ومتاهة خطرة» ضاع فيها مدة، قبل أن تجد خطاه طريق الخروج منها.
يطوف بنا الرفاعي الذي يقول عن نفسه: «أنا قارئ قبل كل شيء وبعد كل شيء»، في رحلة شائقة ماتعة في هذا الكتاب، نخرج في نهايتها بعدّة من المتعة والمعرفة معاً.

#عبدالجبار_الرفاعي
#القراءة
#الكتابة

https://www.alkhaleej.ae/2023-11-14/%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9/%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%85%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

شكرًا دكتور حميدرضا تمدن للإشارة إلى صدور كتاب: "مفارقات وأضداد في توظيف الدين والتراث". الكتاب دراسة نقدية لمشاريع فكرية عربية وإيرانية، للمرة الأولى تلتقي في كتاب واحد أصوات فكرية متنوعة، تنتمي إلى السياق الديني والثقافي والحضاري العربي والسياق الديني والثقافي والحضاري الإيراني. لم أشأ الكتابة عن مفكرين تتوفر كتابات كثيرة جدًا عن مشاريعهم بالعربية. تناول الكتاب مفكرين لم يكتب عنهم كثيرًا، وبعض المفكرين الايرانيين مثل احمد فرديد لم يعرف من قبل بالعربية قبل نشر مقالتي عنه سنة 2013 في مجلة الكوفة، التي تصدرها جامعة الكوفة في العراق.
‏موفق رابط المقالة:

‏⁦ journal.uokufa.edu.iq/index.php/Kufa⁩…



https://x.com/alrifaeejbbar/status/1723543796166623672?s=48&t=xm_BESlFUp5FWUclE39h3A

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://
www.facebook.com/100001524003286/posts/pfbid02j1cqUyhMoZkMDoxSGHdAtpVGsRQMhXZYrfmw8Ue5vBJXTXWNHDPwfNbgmTCbAij2l/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://vm.tiktok.com/ZMjWVoQ8L

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

لا يكتسب المرء صفة القارئ النوعي دون أن تخيّب ظنه عدد من العناوين التي قد أعجبته لأول وهلة، ومن ثّم يكتشف بأنها كلفته وقتا ثمينا وبالمقابل لم يظفرْ بمعلومة جديدة. وقد استغرق الأمر ردحا من الزمن إلى أن غادر الرفاعي حالة الولع الفوضوي بالكتب ليصبح انتقائيا في اختياراته. ويستقي من عراكه المعرفي مبدأ مفاده بأنّ الإنسان عليه أن ينتقي الكتاب الذي هو منبع أساسي في بناء وعيه ومهارته كما يحرص على انتقاء أحسن الأشياء من كل شيء.
وينصح الروائي الياباني هاوركي موراكامي الشباب بقراءة العديد من القصص والتشرب بالكتابات الرائعة وبالكتابات الرديئة أيضا. والطريف في مروية الرفاعي هو ما يقوله عن نفر من رجال الدين الذين لا يعرفون الكتابة ويتحدثون بثقة عن كل شيء يعرفونه ولا يعرفونه، وما إن تتكدس الأموال في رصيدهم حتى يتم تجنيد الطلاب المحتاجين لقوت يومهم لتأليف الكتب من خامة كلامهم وخطبهم.
ربما هذا الواقع التراجيكوميدي قد أقنع الرفاعي بأن ما يفقر العقل ويشيع الجهل من الكتب أكثر مما يحرك الوعي ويفعِل الإدراك العقلي. يلفت الرفاعي إلى موجة الكتب الرائجة عن التنمية البشرية وعلم الطاقة النفسية مشيرا إلى ما يخلفه كل ذلك من تبلد العقل وتضخم الأوهام. بينما الهدف من القراءة يجب أن يكون إثارة الأسئلة في ذهن المتلقي وانتشال العقل من مستنقع المألوف.

الكتب والوعي
لا شك أن من تذوق القراءة والبحث عن الكتب وتحمل عناء تكوين المكتبة يدرك بأنّ التواصل مع عالم الكتب يتخذ طابعا وجدانيا. يستعيد الرفاعي في سياق سرده النكبة التي حلت بكتبه مرة في النجف وأخرى في الكويت، مشيرا إلى القصص التي وردت في كتب التراث عن مصير المكتبات بعد رحيل أصحابها، وقد لا يكترث الورثة بصيانة الكنز الثقافي مستهينين بالقيمة التاريخية للمصادر المعرفية نتيجة تفاوت الاهتمام بين الأجيال.
والأسوأ على هذا الصعيد هو استهداف الغزاة للمكتبات مثلما حصل في بغداد، إذ أباد المغول الوجه الثقافي للمدينة، وتتكرر المحرقة الفكرية في غرناطة إذ أوعز الكاردينال سيسنيروس بحرق مكتبة “الزهراء”. والكلام عن مصير الكتب يحلينا إلى أشخاص أتلفوا كتبهم، فقد أشعل أبوحيان التوحيدي النار في مؤلفاته احتجاجا على الظروف البائسة ومزق سفيان الثوري صفحات كتبه، وأقدم داود بن نصير تلميذ أبي حنيفة على إبادة كتبه وإغراقها في الفرات وامتناعه عن إقامة المجالس العلمية والمشاركة في مجالس غيره والإفادة بإجابة عن أسئلة توجه إليه غضبا من تردي الواقع الاجتماعي والثقافي حسب رواية الباحثة التونسية نسرين بوزازي.
كتابة السيرة المعرفية ليست مجرد تحبير للمساحات البيضاء بتواريخ جامدة أو استعادة للمحطات الحيوية من الحياة، بل يتشابك السرد السيري مع الصوت النقدي والملمح التأملي، ويقابل المتكلم بين الأزمنة التي يسترجعها وما يعاينه في لحظة الكتابة من التحولات التي تلقي بظلالها على العقول وطريقة العيش.
على الرغم من أن نشأته كانت ذات خلفية محافظة لكن ذلك لم يمنع الرفاعي من ارتياد حقول ثقافية متنوعة، واللافت في هذا الإطار هو مرونته العقلية في فهم الوقائع وإيمانه بتعددية مصادر المعرفة، وتفوق الطاقات الجديدة في التمكن من الأخذ بأعنّة الآليات والإحداثيات التي تمثل روح الحضارة الرقمية.
المؤلف الرفاعي يتعامل مع كتبه على اعتبار أنها نسخ مسودة باستمرار يتم تنقيحها في طبعات لاحقة.
تخلو لهجة الكاتب من استنكار حظوة الوسائط الرقمية وهيمنتها على المشهد والأهم من ذلك هو اعترافه الصريح بأنّ القراءة والكتابة لا تكسبان العقل وعيا فائقا ولا تبصّرا بالضرورة إذ علمته تجارب الحياة “أنّ بعض الأشخاص، ممن لا يعيشون بين أوراق الكتب يعرفون الإنسان جيدا من خلال تفاعلهم اليومي مع الواقع” ربما أكثر مما يعلمه معشر القراء والكتاب. إذن يعلن الرفاعي بأنّ الواقع في مكان آخر لا في الكتب، ويلتقي على هذا المستوى بالفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري الذي كان يبحث عن حقيقة العالم بين دفات الكتب فإذا به يكتشف أنّ حقيقة العالم تكمن في العالم على حد تعبيره.
يتناول الرفاعي في مفصل آخر من سيرته تجربة الكتابة ومحاولته لنظم الشعر محاكيا في ذلك قصائد النثر التي كان يقرأها آنذاك، إذ يتفرغ من كتابة ديوان شعري في غضون عشرة أيام. وما لبث أن تأكد الفتى بأنه ليس كائنا شعريا، ويتناول جانبا من كواليس كتاباته وهو يعيد غربلة وتمحيص النص ويحرره من الفائض اللفظي، لأنّ التمرس يعني الاقتصاد في الكلمات والتكثيف في التعبير.
ويتعامل المؤلف مع كتبه على اعتبار أنها نسخ مسودة باستمرار يتم تنقيحها في طبعات لاحقة. ويأبى الرفاعي الإقامة في برج الأيديولوجيا ولا يتوسم من الكاتب القيام بأعمال بطولية لأنّ قناعاته الأساسية قد تتغير بعد أن تصطدم بمنطق الواقع.
يمضي الرفاعي في رفض الأيديولوجيا معتبرا إياها مفسدة للكتابة. ويعلن في الوقت نفسه بأن خراب الأوطان نتيجة كارثية لأيديولوجيات منفصلة عن الواقع.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://vm.tiktok.com/ZMjWYa3oS

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://vm.tiktok.com/ZMjnke3yf

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://vm.tiktok.com/ZMjtybFC2

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

أغلبُ ما يُكتب ويُنشر عن الشعر تكديسُ كلامٍ على كلام، وليس شعرًا بالمعنى الذي تتكشّف فيه رؤيا مبدِعة، ومعرفةٌ مكتنزة، وبصيرةٌ مُلهمة. نادرًا ما نقرأ اليوم شعرًا يلوح لنا فيه أنه يختصر معرفةً في جملة، وصورةً في عبارة، وجمالًا في لوحة.
بلغ اغواءُ الشعر أن تتمركزَ الثقافة العراقية حوله، وأن تستندَ إليه كمرجعية ومعيار في خلع لقب "مثقف" على كلِّ مَن ينشر شعرًا، بنحو استنزف عقولَ ومواهب شباب مؤهلين للعطاء الثمين في مجالات أخرى. أوقع إغواءُ الشعر هؤلاء الشباب، ممن يفتقرون لموهبة الشاعر، في محاولات للتجريب المتواصل للقصيدة بلا جدوى، من أجل أن تسجل اسماؤهم في لائحة الشعراء. حتى اليوم لم يسجل الشعرُ العربي، فضلًا عن الشعر العالمي اسما لأحد من هؤلاء، على الرغم من ضياع أعمارهم في اللهاث وراء صنعة "شاعر".كان يمكن لهؤلاء أن يبدعوا في الرياضيات أو العلوم الطبيعية أو الفلسفة والعلوم الإنسانية أو الآداب والفنون الأخرى.  
"مركزية الشعر في الثقافة العراقية" الحديثة رسخها الدورُ الطليعي للعراق في تدشين الحداثة الشعرية، بولادة الشعر الحر في أربعينيات القرن الماضي في قصائد بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، وغيرهما؛ ما عزّز اختزالَ الثقافة بالأدب خاصة، والمثقف بالشاعر.كلُّ مَن يحلم أن يكون مثقفًا ينبغي أن يكون شاعرًا أولًا وقبل كلِّ شيء. اتسع فضاءُ الكتابة الشعرية لمن لا يمتلكون موهبةً، وأغوى الأذكياء الذين يمتلكون مواهبَ في غير الشعر، ممن تعِدُ مواهبُهم بولادة مثقف كبير، لو شاؤوا أن يتكونوا تكوينًا علميًّا صبورًا. طغيان الشعر في ثقافتنا انتهى إلى تسيّد الكلام وضمور الأفكار، واختباء العقل والغرق في الإنشاء وتكديس الألفاظ. الكلام سلطة، غالبًا ما يوظّف بديلًا لبراهين العقل وحججه في الاقناع والوثوق. الشاعر يمتلك مهارة استثمار هذه السلطة لتسويق وترسيخ أية عقيدة أو أيديولوجيا أو مقولة أو اسطورة، وإن كانت مناهضة لأحكام وأدلة العقل، وحتى بداهاته أحيانًا.   
انشغلت الثقافةُ العراقيةُ ببعضِ شعراء القصيدة العمودية إلى الحدّ الذي صارَ فيه كلُّ من يطمح أن يكتسبَ عنوانَ مثقف عليه أن يحفظَ بعضَ قصائدهم المحاكية لشعر العصر العباسي، ويكتبَ عنهم. لم يحضر بدر شاكر السياب كحضور هؤلاء الشعراء، وكأن السيابَ عوقب لأنه تجرّأ على التمرّد على ميكانيكية القصيدة العمودية فكسر تصلبها، ولأنه انتقل بالشعر العربي إلى أفقِ العصر، وذوقِه الفني، ولغتِه الرمزية، وكثافةِ معانيه، واتساعِ رؤيته. الإصرار على القصيدة العمودية يعكس ميكانيكيةَ العقل وتصلبه، وعجزَه عن الإصغاء لديناميكيةِ شعر السياب وأنسي الحاج، وأمثالهما، والعجز عن تذوق تناغم إيقاع هذا الشعر مع لغة ورؤية العصر. تسيّدُ الرؤية التراثية وتسلطُها على اللاشعور الفردي والجمعي هو الذي يجعلنا لا نتذوق إلا قصيدةَ الأزمنة القديمة الغريبة على زماننا. 
لا أتبنى كلَّ ما يراه الوردي في الشعر، وليست لدي مخاصمةٌ مع ما هو حقيقي منه، ولا تصفيةُ حسابٍ مع شاعر، وأنا المولع بذلك اللون من الشعر، الذي وصفه هايدغر بقوله: "إن الشعرَ تسميةٌ مؤسِّسة للوجود ولجوهر كلِّ شيء، وليس مجردَ قول يقال كيفما اتفق". 
أخيرًا بدأت الثقافةُ العراقيةُ تنفتحُ على الرواية بجدّية وغزارة، وهو تحوّل في الاتجاه الصحيح. ‏الروايةُ الحقيقية تتسع لكلِّ الأجناس الكتابية، وتتغذّى من مختلف المعارف البشرية، الروايةُ الخالدة هي ما تكشف للقارئ أعماقَ الإنسان، وتفضح تناقضاتِه الداخلية. الروايةُ تُفتضح فيها تابواتُ المجتمع، وما تخفيه الأعرافُ والتقاليد والثقافة المحلية، وتفسّر فاعليةَ الهويات المغلقة وتسلطَها، وأثرَها في الثقافة والسياسة والعلاقات الاجتماعية، وأثرَ المخيال في الثقافةِ الجمعية، وأنماطِ التدين وتمثلاتِ الدين المتنوعة في حياة الفرد والجماعة، وينقِّب الروائي الحقيقي في أرشيف اللاشعور الجمعي، والمستور الذي يتكتم عليه ظاهرُ العلاقات في العائلة والمجتمع والدولة، والأهداف المضمَرة للسلطات السياسية والدينية والحزبية والعشائرية.

#علي_الوردي
#عبدالجبار_الرفاعي
#الحداثة_الشعرية
#الرواية

https://alsabaah.iq/86449-.html

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

كتاب الصوفية اليوم، قراءات معاصرة في مجتمع التصوف ونماذجه، مجموعة باحثين.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

صارت الكتابةُ والحديث في الفلسفة موضة، يمارسها حكواتيون من دون أيّ تأهيل أكاديمي، ولا قراءات معمّقة للتراث الفلسفي والفلسفة الحديثة. لستُ ضدّ تبسيط الفلسفة وتيسيرها للقراء، غير أن لغةَ الكتابة يفرضها نوعُ مفاهيمها، وغايةُ تفهيمها. تبسيطُ المعارف والعلوم الذي يتولاه خبراء في كلِّ حقل ضرورةٌ لفهمها وتنمية الوعي المجتمعي. ‏التدريس مثلا ضربٌ من التبسيط، إشاعةُ المعرفة تتطلب تبسيطًا يتولاه المتخصِّصُ في كلِّ حقل معرفي. تبسيطُ غير المتخصِّص لأيّ علم ومعرفة يزيّفها.
‏الفلسفة تخصصٌ عميق يتطلب إنسانًا ذكيًا مثابرًا صبورًا، يمكث سنوات طويلة في دراستها الجادة، ويواصل المطالعات المكثفة في مختلف الحقول، ولا يتوقف عن التفكير والتأمل الصبور والتفكير النقدي كلّ حياته. أتحدث عن الذي يكتب في الفلسفة أوهامًا لا صلةَ لها بالفلسفة، يكتب وهو لم يدرس يومًا واحدًا في حياته فلسفة، ولم يتعمّق بمطالعة النصوص الفلسفية. أعرف بعضَ الأشخاص لم يقرأوا التراث، ولم يتعلموا في أية مؤسّسة تعليم قديم أو حديث، ولم يحصلوا على أية شهادة جامعية، يضعون قبل أسمائهم لقب "دكتور"، ويسوقون كتاباتهم البائسة تحت هذه اللافتة.
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة،16.11.2023

#عبدالجبار_الرفاعي
#اليوم_العالمي_للفلسفة

https://alsabaah.iq/87653-.html

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

لا علمَ بلا فلسفة
د. عبد الجبار الرفاعي
تعلّمُ الفلسفةِ تعلّمُ التساؤلِ، وتعميقُ الأسئلة الكبرى، وتوالدُ الأسئلة على الدوام من الإجابات. التفلسفُ لا ينتهي ولن يتوقفَ مادام الإنسانُ يندهشُ ويفكر ويتسائل ويشكّك ‏ويتأمل ويناقش ويتحاور ويختلف ويتنافس ويتصارع. التفلسفُ وعيٌ عقلي تأملي عميق، لا يجيده كلُّ عقل، يحتاج التفلسفُ عقلًا ذكيًا فطنًا مندهشًا متسائلًا. الموهبةُ لا تكفي وحدَها للتفلسف، يتطلب التفلسفُ إنفاقَ سنوات طويلة في التعلّم وترويضِ الذهن وتدريبِه على التفكير المتريث، والتشكيك ومسائلة المسلّمات وغربلتها، وتمحيصِ ما تسالم الناسُ على أنه من البداهات،كما يحتاج كلُّ علم ومعرفة وفنّ إلى التعلّم والتفكير والمران المتواصل.
لم يولد العلمُ إلا ‏في أحضان الفلسفة، تظلّ الفلسفةُ تواكبُ العلم، تتغذّى بأسئلته الحائرة ومشكلاتِه وأزماته خارجَ حدود المادة والتجربة، وترفده وتغذّيه بالأجوبة والحلول والرؤية لما تنتجه تطوراتُه من تساؤلاتٍ، ومشاكلَ معقدة، وأزماتٍ روحية وأخلاقية ونفسية وعقلية، سواء أكانت هذه المشكلات والأزمات فرديةً أم مجتمعية. لن يكتفي العلمُ بذاته ويستغنى عن الفلسفة، مهما بلغ تقدّمُه وتنوعت وتراكمت نتائجُه.كانت الفلسفةُ وستبقى تتفاعل مع النظريات العلمية والاكتشافات تؤثر وتتأثر فيها. تستجيبُ الفلسفة لما يستجدّ من اكتشافات في الفلك والفيزياء والأحياء وغيرهما من العلوم، فقد كان لعلم الفلك الحديث الذي بدأ مع كوبرنيكوس (1473 – 1543) ونظريتِه في مركزية الشمس ودوران الأرض والأجرام الأخرى في المجموعة الشمسية حولها، أثرٌ مباشرٌ على التفكير الفلسفي والميتافيزيقي في أوروبا من بعده. وهكذا تأثّر هذا التفكير بقوانين الحركة والجاذبية العامة في فيزياء نيوتن (1642 – 1727)، كما تأثَّر لاحقًا بفيزياء الكوانتم لماكس بلانك (1858 – 1947)، ونظرية النسبية لأينشتاين (1879 – 1955)، وقبل ذلك تأثر بنظرية التطور لتشارلز داروين (1809 – 1882).
الوعي الفلسفي هو الذي شكّل العقلَ الحديث، مع فرنسيس بيكون وديكارت وكانط وغيرهم من الفلاسفة توالد هذا العقلُ وتشكّل، فكان عاملًا أساسيًا بوضع التاريخ البشري في مسار جديد، غادر فيه حالتَه الرتيبة التكرارية الطويلة، بعد أن لبثت البشريةُ آلاف السنين لم تحقّق المكاسبَ العلمية من الاكتشافات والاختراعات والتكنولوجيات المنجزَة في القرون الثلاثة الأخيرة، وتحول فيها الإنسانُ من الآلات اليدوية إلى المحركات الحديثة، ومن وسائل النقل البدائية إلى القطار والسيارة والطائرة ووسائل النقل المتطورة. وهكذا تواصلت هذه المكاسبُ بقفزات على شكل منعطفات، حتى وصلنا إلى هندسة الجينات، وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والروبوتات.
إيقاعُ التقدّم المتسارع للذكاء الاصطناعي والروبوتات، والهندسة الجينية، وتكنولوجيا النانو، وتكنولوجيات متعدّدة تتحدث لغةَ الذكاء الاصطناعي وبرمجياته، يخلقُ طورًا وجوديًا بديلًا تعيد تكوينَه الأنماطُ المختلفة لصلاتِ الإنسان بالأشياء، وصلاتِ الإنسان بالكائنات الحيّة المتنوعة في الطبيعة، وصلاتِ الإنسان بالإنسان. ينتجُ التقدّمُ المتسارِع حالةَ لايقين شاملة، تطول: القيمَ، والمعتقدات، والثقافات، والاقتصادات، والنظم السياسية، والسياسات المحلية والإقليمية، والعلاقات الدولية، والعلاقات الاجتماعية، وكلَّ شيء في حاضر الإنسان ومستقبله.كلّما تضخّم اللايقينُ واتسعت مدياتُه اتسعَت الحاجةُ لحضورٍ فاعلٍ للعقل الفلسفي. الأسئلةُ الوجودية الكبرى، وأزماتُ العقل والروح ليست من اختصاص العلم، ولا تقع في فضاء المادة والتجربة.
التشديدُ على العلم، واختزالُ العقل والمعقولات والتفكير بحدوده، يجهضُ العقلَ الفلسفي، وينتهي إلى افتقار العلم إلى إجاباتٍ لأسئلته الحائرة ومشكلاته العويصة، وكلِّ ما لا يجد له حلًا في فضائه وسياقاته. تختنق المعرفةُ حين توضع في فضاء ما يخضع لحدود العلم الطبيعي ومجاله الحسي خاصة، وحين تعتمد مقاييسَه وأدواته التجريبية ووسائله ومنطقه ولغته وأحكامه. تلك هي الأدلجة التي يتحول فيها العلمُ إلى "أيديولوجيا علموية" تعطّل العقلَ الفلسفي.
علاقةُ الفلسفة باللاهوت ديناميكية، فمثلما يتغذّى ويتجدّدُ اللاهوت بالفلسفة تتغذّى الفلسفةُ وتتسعُ آفاقُها وتتنوّعُ حججُها بالسؤال اللاهوتي. السؤالُ اللاهوتي يبحثُ عن يقينيات لا يظفر بها مهما توالدت الأجوبةُ وتواصلت الاستدلالات. إنه سؤالٌ مفتوح،كلُّ سؤال مفتوح منجمٌ ثمين للتفلسف.كلّما ابتعدَ اللاهوتُ عن الفلسفة وقعَ فريسةَ اللامعقول، ودخل حالةَ سبات يتعطل فيها العقل، وتتغول الأوهام. لا يضعُ اللاهوتَ في حدوده ويمنع تغوّل الأوهام إلا الفلسفة، ولا يتجدّدُ اللاهوتُ إلا عندما يعيدُ النظرَ في الحقيقة الدينية ويتأملُها بعيون فلسفية.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://youtu.be/mWt3RSSpu94?si=y0OaQhQKvPogNm-b

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

بدأ الفصلُ الاول في الكتاب بحديثٍ عن علي الوردي، وجاء الاهتمامُ بفكره لأكثر من سبب؛ الأول يعودُ إلى أن كاتبَ هذا الكتاب ينتمي الى جيلٍ بدأ يقرأ كتاباتِ الوردي في المرحلة الثانوية قبلَ نصف قرن، وتشبّع وعيُه ومشاعرُه بآراء الوردي، وظلّ الوردي حتى اليوم يتجدّد حضورُه في وعي هذا الجيل. والسبب الآخر يعود إلى أن الوردي كان ضحيةَ جفاءٍ في وطنه وفي غير وطنه، ففي العراق صمتت وسائلُ الإعلام بأسرها عن أعمال الوردي في المرحلة الأخصب من حياته، وكأنه غيرُ موجود على خارطة الفكر العراقي، وتواصل هذا الصمتُ حتى وفاته. وهو موقفٌ معلَن من السلطة السياسية المستبدّة، بوصف فكرِ الوردي يقوّض الاستبدادَ بكلِّ تعبيراته في العائلة والمجتمع والسلطات السياسية وغيرها، ويرادف هذا الموقفَ صمتُ اليسار العراقي بتنويعاته الأممية والقومية وتجاهلُه لفكر الوردي في حياته. فكرُ الوردي يرفض الأيديولوجيا، والأيديولوجيا معبودةُ اليسار بكلِّ أنماطه. في العشرين سنة الأخيرة تعرّض فكرُ الوردي الى نوعٍ آخر من الجفاء، إذ لم تهتم به مراكزُ البحوث والأكاديميات العلمية في وطنه، ولم نقرأ دراساتٍ تحليلية نقدية جادة لأعماله، وقلّما صارت هذه الأعمالُ مادةً للدراسات العليا في العلوم الإنسانية، وإن ظهر اهتمامٌ بكتاباته في العشرين سنة الأخيرة على شكل موجةٍ جماهيرية، بنحوٍ صارت كتاباتُه تُطبع وتُباع على الأرصفة، وكأنها قصصُ عنترة بن شداد والسندباد البحري والزير سالم وأمثالها. وخارج وطنه جفاه المثقفون والأكاديميون العرب حتى اليوم، إلا في حالاتٍ استثنائية، وكأن هناك تواطؤًا على نسيانه، في الوقت الذي انشغل الفكرُ العربي أحيانًا بشخصيات هامشية ليست في مكانة الوردي الفكرية. لا تهتم في الغالب أقسامُ العلوم الاجتماعية في الجامعات العربية بأعماله، ونادرًا ما نقرأ مَن يكتب عن فكره في المطبوعات الثقافية، المحتكَرة لجماعاتٍ تتكرّر أسماؤها في المناسبات المختلفة، ولا تسمح لغيرها بالحضور على هذه المنابر. ولم يحدث أن تبنّت دورُ النشر المعروفة في بيروت وغيرها إصدارَ أعماله، ولبثت مؤلفاتُه إلى اليوم تُنشر تجاريًا،كما تُنشر الكتبُ الشعبية وتُباع على عربات الأرصفة.
الفصل الثاني في الكتاب يدرس فكرَ حسن حنفي، وهو مثالٌ ينفرد فيه مفكرٌ متعدّدُ التكوين، خبيرٌ بالتراث، وأكاديميٌّ تخرج في جامعة السوربون. مدهِشٌ في مثابرتِه وصبرِه الطويل، وتدفقِ إنتاجه المتواصل بغزارة. قلّما رأينا كمًا بحجم كتاباته لدى أمثاله في موطنه مصر والبلاد العربية الأخرى، ولعله من أغزر المفكرين العرب في نصف القرن الأخير في حجم إصداراته الموسوعية المتنوعة. خاض حنفي مغامرةً فكرية لم يسبقه إليها كاتبٌ قبله، تراه يخصّص موسوعاتٍ تبدأ بالتراث وتعود للتراث،كلُّ موسوعة منها تتكدّس فيها مجلدات متعددة، يحاول فيها إعادةَ إنتاج التراث بلغتِه الخاصة، ذاتِ الصبغة الشعاراتية التعبوية الشديدة الإيقاع، وبقدرتِه الاستثنائية على التوفيق والمصالحة بين الأضداد. تشعر وأنت تقرأه كأنك داخلَ مكتبة يتحدث فيها المتكلمون واللاهوتيون، والفلاسفة، والمفكرون، من المسلمين والغربيين، تستمع إلى أصواتهم المتنازعة، بصوت كاتبٍ يلفقها بشكلٍ تبسيطي، فتنطق بصوته لا بصوتها، وتتحدث لغتَه لا لغتَها، وتعبّر عن رؤيته لا عن رؤيتها.
وجاء الفصلُ الثالث لينتقل من الفكر العربي ويدرس تجربةَ مفكرٍ إيراني معروفٍ على نطاق محدود في الفضاء الثقافي العربي المشرقي، ومعروفٍ بصورة أوسع في الفضاء الثقافي الفرانكفوني. يكتب داريوش شايغان بالفرنسية، وقلّما يكتب بلغته الأم الفارسية. تتميز رحلتُه الفكرية بثرائِها وكثافتها النوعية، وشجاعةِ عقل هذا الرجل الفذّة على الانتقال عبر محطات، يغادر في كلِّ سابقة منها مُقلِعًا إلى لاحقةٍ لا تكرّرها، وهو يستأنف النظرَ في مسلّماته وقناعاته وأحلامه الماضية، ويدلّل على خطأها بنفسه.
ودرس الفصلُ الرابع فكرَ مواطنه وصديقه حسين نصر، وهو أيضًا مفكرٌ مثير للجدل، تميّز ببصمةِ فكره الميتافيزيقي المركبة، ذات المنحى الغنوصي الغامض. أفكارُه الغريبة هذه لم تجد صدىً لها في الفضاء الثقافي والميتافيزيقي العربي.
واتسع هذا الكتابُ لدراسة فكر أحمد فرديد، وهو المفكر الإيراني الغريب الأطوار، الذي لم يدون أفكارَه، ولم ينشر شيئًا منها في حياته. ظلّ مفكرًا شفاهيًا، غير أنه ملأ الدنيا وشغل النخبةَ الإيرانية في زمانه، بمنحوتاتِه اللغوية ومعجمِه الاصطلاحي الفريد، وأفكارِه الملتبِسة الهجينة، وما أحدثته مقولاتُه من ضجيجٍ وسجالات لم تسكت حتى اليوم، لاسيما بعد رحيلِه وصمتِه الأبدي.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://www.facebook.com/100001524003286/posts/pfbid08VN9Xc3R4ajHi4yA91yktJfSrMNRbjB5fjUr7LQ2coSJ2rARPkKkWTiRshd75Srbl/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏يمكن تحميل النسخة الإلكترونية لكتاب د. عبد الجبار الرفاعي: "مسرات القراءة ومخاض الكتابة: فصل من سيرة كاتب" عبر الاشتراك المدفوع في هذا الموقع:

https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.abjjad.com/book/2803367943/%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AA-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A1%25D8%25A9-%25D9%2588%25D9%2585%25D8%25AE%25D8%25A7%25D8%25B6-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9-%25D9%2581%25D8%25B5%25D9%2584-%25D9%2585%25D9%2586-%25D8%25B3%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A9-%25D9%2583%25D8%25A7%25D8%25AA%25D8%25A8&ved=2ahUKEwi0tr7TsryCAxVdaqQEHc-BDasQFnoECAkQAQ&usg=AOvVaw2cqplDlLlJvvBnQGFNTHBt

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

حاولتُ في هذا الكتاب انتخابَ جماعةٍ من مفكري الفضائين العربي والإيراني، يختلفون أكثر مما يتفقون في فضائهم الثقافي الواحد، لكلِّ واحدٍ منهم فرادةٌ في طريقةِ تفكيره، وبصمةِ لغته، وتميزٌ عن غيره في رؤيته للعالم. بدأ الكتابُ بحديثٍ عن #علي_الوردي، بوصفه مثالًا لولادةٍ مُجهَضة لأول مثقف ديني عراقي. وهو الذي لا يكفّ في كتاباته عن الإثارة والتحرّش في تابوات المجتمع. ودرس الكتابُ فكرَ #حسن_حنفي، وهو مثال ينفرد فيه مفكرٌ تشعر وأنت تقرأه كأنك داخلَ مكتبة يتحدث فيها المتكلمون واللاهوتيون، والفلاسفة، والمفكرون، تستمع إلى أصواتهم المتنازعة بصوت كاتب يلفّقها، فتنطق بصوته، وتعبّر عن رؤيته. ودرس الكتابُ تجربةَ مفكرٍ إيراني هو #داريوش_شايغان، الذي تتميز رحلتُه الفكرية بثرائِها وكثافتها النوعية، وشجاعةِ عقله على الانتقال عبر محطات، يغادر في كلِّ سابقة منها مُقلِعًا إلى لاحقةٍ لا تكرّرها، وهو يستأنف النظرَ في مسلّماته وقناعاته وأحلامه الماضية. ودرس فكرَ مواطنه #حسين_نصر، وهو مفكرٌ مثير للجدل، تميّز ببصمةِ فكره الميتافيزيقي المركبةِ ذات المنحى الغنوصي الغامض. واتسع هذا الكتابُ لدراسة فكر #أحمد_فرديد، وهو المفكر الإيراني الشفاهي، الذي شغل النخبةَ الإيرانية في زمانه بمنحوتاتِه اللغوية ومعجمِه الاصطلاحي الغريب، وأفكارِه الملتبِسة الهجينة. ووقف الكتابُ في فصله الخامس عند ظاهرةٍ فكرية ليست شاذةً في الفكر العربي في زماننا، وانتخب أحدَ أبرز ممثليها، وهو #محمد_عمارة، الذي رحل من الماركسية إلى السلفية عبر سلسلة من المحطات. وتحدث الكتابُ عن داعيةِ اللاعنف #جودت_سعيد، وأمانيه الرومانسية بموت الحرب. وفي فصله الختامي تحدث الكتابُ عن هاجس الهوية والصراع الحضاري لدى المفكر الجزائري #مالك_بن_نبي… يصدر الكتاب هذا الأسبوع.

#عبدالجبار_الرفاعي

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

كلُّ شيء في الثقافة العراقية متمركزٌ حول الشعر. سرق اغواءُ الشعر أثمن المواهب في جيلنا، ومازال مقبرة للأذكياء، فجيل الأبناء لم يتحرر كليًا من غوايته. لا نحتاج إلى المزيد من هذا اللون الزائف والكتابة الغزيرة فيه وعنه، الذي يسمى خطأ بـ “الشعر”، وهو ضربٌ من الهذيان اللفظي. أغلبُ ما يُكتب ويُنشر عن الشعر تكديسُ كلامٍ على كلام، وليس شعرًا بالمعنى الذي تتكشّف فيه رؤيا مبدِعة، ومعرفةٌ مكتنزة، وبصيرةٌ مُلهمة. نادرًا ما نقرأ اليوم شعرًا يلوح لنا فيه أنه يختصر معرفةً في جملة، وصورةً في عبارة، وجمالًا في لوحة. بلغ اغواءُ الشعر أن تتمركزَ الثقافة العراقية حوله، وأن تستندَ إليه كمرجعية ومعيار في خلع لقب “مثقف” على كلِّ مَن ينشر شعرًا، بنحو استنزف عقولَ ومواهب شباب مؤهلين للعطاء الثمين في مجالات أخرى. أوقع إغواءُ الشعر هؤلاء الشباب، ممن يفتقرون لموهبة الشاعر، في محاولات للتجريب المتواصل للقصيدة بلا جدوى، من أجل أن تسجل اسماؤهم في لائحة الشعراء. حتى اليوم لم يسجل الشعرُ العربي، فضلًا عن الشعر العالمي اسما لأحد من هؤلاء، على الرغم من ضياع أعمارهم في اللهاث وراء صنعة “شاعر”.كان يمكن لهؤلاء الأذكياء أن يبدعوا في الرياضيات أو العلوم الطبيعية أو الفلسفة والعلوم الإنسانية أو الآداب والفنون الأخرى.

#عبدالجبار_الرفاعي
#مركزية_الشعر_في_الثقافة_العراقية

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

أما عن تعلم الكتابة فيعتقد بأنّه “كما أن الاقتصاد سياسة مكثفة كذلك الكتابة مطالعة مكثفة”، ولا ينكر دور القراءة في التقدم، فأحد مفاتيح النهضة اليابانية تجده في كثافة القراءة وثقافة مطاردة المعلومة. فوزن الإنسان في الثقافة اليابانية بعدد ما قرأ من الكتب لا بعدد الكيلوغرامات التي يمتلكها.
ما يشد الانتباه في مسيرة الرفاعي ليس افتتانه بالكتب لأنّ هناك من يشاركه هذا الوتر، ولا إرادته المستميتة في إعادة بناء مكتبته، لأنّ ذلك قدر معظم القراء. إنما تواضعه وروحيته المسالمة البعيدة عن الاستعراض فهذه فضيلة نادرة في كل العصور. ما قاله سارتر بأنّه لا يولد قارئا إنما تهفو النفس إلى عالم الكتب إثر الإدراك بأنّ الواقع محدود ينطبق على مسلك عبدالجبار الرفاعي.

#عبدالجبار_الرفاعي
#مسرات_القراءة_ومخاض_الكتابة


https://alarab.co.uk/%D9%85%D8%B3%D8%B1%D9%91%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%87%D8%A7-%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

"مسرّات القراءة ومخاض الكتابة" سيرة معرفية يكتبها صوت النقد

كه يلان محمد
القراءة فعل مؤسس في رسم معالم وجود الفرد من خلاله يمكن تحقيق المعرفة وبناء وعي الإنسان وتحفيزه على التفكير والكتابة وإنتاج المعرفة بدوره، لكن لا تنحصر المعرفة بالحياة في القراءة، وهذا ما يؤكده الباحث العراقي عبدالجبار الرفاعي في سيرته بعنوان “مسرّات القراءة ومخاض الكتابة”.
الغرض من العودة إلى البدايات في السيرة المعرفية هو الكشف عن خط التطور الفكري، والنضوج في الرؤية، والإلمام بأدوات النقد، هذا إضافة إلى الاعتراف بأنّ التجربة لم تكن بعيدة من الانسداد الفكري غير أنّ الاستمرارية بنفس بروميثيوسي هو ما يرفع الغشاوة عن العقل ويزيد من الحس الاستكشافي.
إنّ الانقلاب على ما هو بمنزلة المسلمات والوثوقيات في التشكيلة العقلية والعقائدية قوام للرحلة الفكرية. الأمر الذي تراه بوضوح في سيرة الباحث العراقي عبدالجبار الرفاعي إذ يتناول في كتابه الموسوم بـ”مسرّات القراءة ومخاض الكتابة” مراحل مفصلية من حياة القراءة وتوسعِ الاهتمامات المعرفية، ويشار إلى أنّ مفردة “فصل من سيرة الكاتب” ترافق العنوان الأساسي وما يفهم من منطوقها أنّ ما يضمه المؤلف ليس كل ما عاشه واختبره على امتداد حياته. وبالتالي لا يزال الأفق مفتوحا للمعاينة والتنقيب عن المعطيات الجديدة قبل أن يستعيد محطات القراءة المبكرة.

عصامية المعرفة
الهدف من القراءة يجب أن يكون إثارة الأسئلة في ذهن المتلقي وانتشال العقل من مستنقع المألوف
الهدف من القراءة يجب أن يكون إثارة الأسئلة في ذهن المتلقي وانتشال العقل من مستنقع المألوف
يشير الرفاعي إلى أنّ الكتاب قد أصبح حاضرا في يومياته ولا يزاحم القراءة أي شيء آخر في برنامجه. لم تمنحه القراءة إجازة ليوم واحد، وما أنفقه من السنوات برفقة الكتب يفوق ما أمضاه بصحبة البشر، وهو يقول إنّه لو كان له الاختيار بين أن يعيش مع البشر أو الكتب لأقام بجوار الكتب، لأنّه يستمد المعنى مما يقرأه.

لا مبالغة في القول إنّ الكتابة محاكاة للقراءة غير أنّ هذه الرغبة للمحاكاة تنشأ على إيقاع القراءات الجادة. وتكمل الكتابة دور القراءة في الخروج من السياقات المقفلة. ومن المعلوم أنّ الكتابة يرافقها النشاط الفكري، وما يكسب الكتابة قيمة برأي الرفاعي هو ما يستتبعها من ضيق الفضاء بالأجوبة وتوالدِ مزيد من الأسئلة. وهذا ما يجعل الذهن مسكونا بالسير في الطريق ولا ينساق وراء غواية الوقوف بالمحطات. هنا يتداعى في الذاكرة ما قاله نيتشه: إذا رغبت في تحصيل راحة البال والسعادة فعليك بالإيمان، أما إذا رغبت في أن تكون من مريدي الحقيقة عند ذاك عليك بالبحث.
ما يرويه الرفاعي في بداية سيرته قد يخالف توقعات المتلقي، إذ يسود الاعتقاد بأنّ الشغف بالقراءة يبدأ بتأثير البيئة التي ينشأ فيها المرء حيث يقع النظر على العناوين، ويتعرف على أسماء فكرية وأدبية على غرار ما حظي به سارتر وهو يقول في “الكلمات”، “بدأت حياتي كما سوف أنهيها بلا شك بين الكتب، ففي حجرة مكتب جدي كانت الكتب في كل مكان”. كذلك كانت الحال بالنسبة إلى الفيلسوف البلغاري تودوروف فقد كان والداه يمارسان مهنة أمانة المكتبة لذلك توفرت الكتب في البيت بأعداد كثيرة الأمر الذي حدا به لتعلم القراءة بسرعة.
لكن المكتبة لم تكن جزءا من مكونات المكان الذي قد عاش فيه صاحب “الدين والظمأ الأنطولوجي” سنوات الطفولة، ما عدا الكتب المدرسية لم ير كتابا آخر عندما كان تلميذا بالمرحلة الابتدائية. واقتصرت علاقته بالقراءة على كراسات يجلبها أخوه الكبير معه من العتبات المقدسة.
يتوسع خيال الطفل مع قراءة القصص التي يتابعها “المياسة والمقداد”، و”السندباد البحري”، و”عنترة بن شداد”، ومع مضي الوقت يكون الكتاب حاميا نفسية المبتدئ من الكآبة والوحشة، إذن كانت الكراسات والأدعية الدينية نواة لمكتبة الرفاعي، وبذلك يثور على واقعه دون الجلبة، وتتأخر مرحلة المطالعات الجادة إلى أنْ ينتقل إلى الشطرة، وهناك يؤرخ لولادته ثقافيا، حيث يكتسب فيها شيئا من تقاليد المدن. الإنسان عليه أن ينتقي الكتاب الذي هو منبع أساسي في بناء وعيه ومهارته كما يحرص على انتقاء أحسن الأشياء.
يكتشف الرفاعي مكتبة لبيع الجرائد والكتب في البيئة الجديدة ولا يشغله سوى البحث عن الكتب التي تشفي غليله المعرفي، ولا تستهويه المجلات الفنية على منوال أصدقائه المفتونين بمتابعة أخبار النجوم. وقد لاحظ بأنّ أقرانه الذين توقف اهتمامهم في حلقة الأسبوعيات الفنية فشِل أغلبهم في إدراك عالم الكتب.
ومن المؤلفات التي تأخذ بمجامع قلب الفتى في مرحلة البدايات هي الجزء الأول من كتاب “لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث” لعلي الوردي و”معالم في الطريق” لسيد قطب. كما ينجذب إلى مجلة “العربي” الكويتية بمحتوياتها الثقافية والفكرية المتنوعة.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://vm.tiktok.com/ZMjnWSsC8

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏الى القراء الكرام، خاصة الذين يسألون على الدوام عن كيفية وكمية القراءة، وكيفية تعلّم الكتابة. هذا الكتاب فصل من سيرتي أتحدث فيه عن تجربة القراءة البهيجة، ومخاض الكتابة المنهك. يتوفر الكتاب في العراق بمكتبات: دار الرافدين في المتنبي، والنجف، والبصرة. وفي منشورات تكوين الكويتية بمعرض الشارقة اليوم، وفي تكوين او الرافدين بمعارض الكتاب العربية.

https://www.facebook.com/100001524003286/posts/pfbid0trZoLdbNCAeMnU4utq6GPMXYtKjQ5wQCf8uGRNYwkQCxrCCji3L6eJt5DB3QfsZkl/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://vm.tiktok.com/ZMjtY6CXc

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

علي الوردي ومركزية الشعر في الثقافة العراقية

د. عبد الجبار الرفاعي
 لم أقرأ لعالم اجتماع باللغة المتداوَلة في كلام الناس ومحادثاتهم اليومية في مختلف القضايا كعلي الوردي، يكتب بهذه اللغة وهو لا يكفّ عن الإثارة والتحرّش بتابوات الدين والأيديولوجيا والعشيرة والسلطة ومؤسساتها المتنوعة. ويتحرش حتى في انتخاب عناوين كتبه، التي يختارها وكأنها لافتاتٌ تحريضية، مثل: "وعّاظ السلاطين"، "أسطورة الأدب الرفيع"، و"مهزلة العقل البشري".
علي الوردي يتقن مهارةً إنشائية ينفرد بها، فهو يكتب في السوسيولوجيا والأنثربولوجيا والسيكولوجيا، يصف ويحلّل وينقد مختلفَ الظواهر في المجتمع العراقي بأسلوبٍ مباشر، يفهمه كلُّ الناس، بما يسوقه من أمثال وحكايات وفلكلور، بلغةٍ لا تخلو من تهكّم وسخرية لاذعة أحيانًا،كأنه يتحدث في مقهى قديم يدمن روادُه الإصغاءَ له بوصفه قصاصًا. يختتم الوردي مقدمتَه لكتابه "أسطورة الأدب الرفيع" متهكمًا بقوله: "وصف أحد الأدباء كتبي السابقة كجبة الدرويش ليس فيها سوى الرقع. وأظن أنه سيصف كتابي هذا بمثل ذلك. ولست أرى في ذلك بأسًا، فخير لي أن أكون رقّاعًا أخدم الناس بالملابس المهلهلة، من أن أكون خياطًا ممتازًا أصنع الملابس المزركشة، التي لا تلائم الأجساد ولا ينتفع بها أحد". 
 لبث الوردي غريبًا، يرفضه المجتمعُ، ولم تتفاعل أيديولوجيات اليسار الأممي والقومي والأصولي مع أفكاره في وطنه. تجلّت غربةُ علي الوردي الأقسى بحضوره في هذا اللون من الثقافة العراقية، ثقافةٌ يتمركز كلُّ شيء فيها حول الشعر، ثقافةٌ متيمةٌ بالشعر إلى الحدِّ الذي قلّما تحتفي فيه بمعرفةٍ أو فكرٍ أو ثقافةٍ لم يمسسها الشعر، ولا يندرج في اهتماماتها أيُّ صاحب منجز فكري إن لم يكن أديبًا وشاعرًا، وغالبًا ما لا تصنّفه على الثقافة، وربما تبخل عليه حتى بعنوان "مثقف"، ولا يدخل في اهتمامها وندواتها ومنتدياتها ومهرجاناتها من لم يكن شاعرًا، أو عاشقًا أو صديقًا أو متذوقًا للشعر والأدب، حتى صار احتكارُ عنوان المثقف في العراق بالشاعر كاحتكار الخلاص في الفرقة الناجية.
   لم يكن علي الوردي شاعرًا، ولم يُعرف عنه ارتيادُ منتديات الشعراء، ولم يكتب مديحًا لشعر أو شاعر، حتى تعاطي الشواهد الشعرية شحيحٌ جدًا في كتاباته،كان على الضدِّ من توثين الشعر والأدب وتسيده في الثقافة العراقية. الوردي سبق من قبله، ولم أقرأ لأحد جاء بعده في الثقافة العراقية، مَن يتجرأ على نقد الشعر بأسلوبٍ تهكمي في: "أسطورة الأدب الرفيع"، إذ يكتب تصديرًا لكتابه هذا بقوله: "أهدي كتابي هذا إلى أولئك الأدباء الذين يخاطبون بأدبهم أهل العصور الذهبية الماضية، عسى أن يحفزهم الكتاب على أن يهتموا قليلًا بأهل هذا العصر الذي يعيشون فيه، ويخاطبونهم بما يفهمون، فلقد ذهب عهد الذهب، واستعاض عنه الناس بالحديد!". لا يكفّ الوردي عن نقدِ الشعر القديم والدعوةِ لتجاوزه، بوصفه مرآةَ العصر الذي أنتجه بكلِّ ما يحفل فيه. بلغت الجرأةُ به أن يزدري "طريقة الاستجداء لكسب العيش"، وطريقة تكسّب بعض الشعراء، ويعلن بصراحة: "إنهم شحاذون، ويدّعون بأنهم ينطقون بالحق الذي لا مراء فيه، والويل لمن يجرأ على مصارحتهم بالحقيقة المرة أو تكذيبهم فيما يقولون".    
 لم ينشغل الوردي بنقاشاتِ وردودِ التهم المُثارة ضدّه، وثرثراتِ الوعّاظ الذين أغاظهم كتابُه "وعّاظ السلاطين" وكتاباتُه الأخرى، ولم يكترث بهذر بعض الأدباء والشعراء الذين امتعضوا من كتاباتِه المثيرة عن الشعر، وسخريتِه بـ "الأدب الرفيع". في حالات استثنائية كان يصغي لبعض الباحثين الجادّين، كما فعل مع عبد الرزاق محيي الدين، الذي كتب نقدًا لآراء الوردي في الأدب، فأجابه بسلسلة مقالات نشرها في كتابه: "أسطورة الأدب الرفيع". يشير الوردي إلى قصة تأليفه كتابه "أسطورة الأدب الرفيع" فيقول: "بدأت القصة منذ بضعة أشهر، حيث كنت قد نشرت في جريدة الحرية بعض المقالات، نعيت فيها على الأدباء تمسكهم بالتقاليد الأدبية القديمة، وقلة اهتمامهم بما يحدث في هذا العصر من انقلاب اجتماعي وفكري عظيم. فهب الأدباء من جراء ذلك هبة واحدة، وأخذوا ينتقدونني ويتهجمون، ويصولون ويجولون. فلم أجد بدًا من الرد عليهم بمناقشة الآراء التي جاءوا بها... ولسوف أقتصر في هذا الكتاب على إعادة نشر مقالات الدكتور محيي الدين وحدها، تلك التي نشرتها في جريدة البلاد، وكان لها صدى بين القراء لا يستهان به. ومقالات الدكتور هذه، والحق يقال، من خير ما كتب في الموضوع. فهي تمثل وجهة نظر جديرة بالدرس والعناية. وأحسبها لا تخلو من أصالة".
كلُّ شيء في الثقافة العراقية متمركزٌ حول الشعر. سرق اغواءُ الشعر أثمن المواهب في جيلنا، ومازال مقبرة للأذكياء، فجيل الأبناء لم يتحرر كليًا من غوايته. لا نحتاج إلى المزيد من هذا اللون الزائف والكتابة الغزيرة فيه وعنه، الذي يسمى خطأ بـ "الشعر"، وهو ضربٌ من الهذيان اللفظي.

Читать полностью…
Subscribe to a channel