refaee | Unsorted

Telegram-канал refaee - عبدالجبار الرفاعي

2266

مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضۚ

Subscribe to a channel

عبدالجبار الرفاعي

الإيمان بوصفه سكينة للروح عند عبد الجبار الرفاعي

نجاة عبدالله، كاتبة وشاعرة عراقية.
كان هناك وجه مضيء ينبعث منه النور اينما وليت نظراتي ، يا الهي إنه الدكتور #عبدالجبار_الرفاعي .. ضمن الكبار الذين يفطرون معا في الفندق بالقاهرة الشهر الثاني 2024، بعدها استجمعت كل شجاعتي في صالة فندق تيولب الذي نقيم فيه نحن ضيوف معرض القاهرة الدولي للكتاب ، بعد أن حياني بوداعة من فرط الإيمان في حديثه ومحياه ازددتُ جرأة وأنا أطلب منه ان التقط صورة معه ، أنا التي لم تطلب من أي من المشاهير الكثر الذين التقيتهم في حياتي، بل حتى الرؤساء من التقاط صورة معهم ، كنتُ وما زلت في ذهول تام من تلك الطاقة الروحية العجيبة التي غمرتْ المكان، وهذا الهدوء وتلك السكينة اللذان يملآن محياه ، كان بودي ان أقول له إنك منشغل كثيرا وعملك بالدقائق وليس بالساعات، كيف لي أن أقول لكَ إن رأسي الصغير هذا يمتلك ورشة لأسئلة كونية ، وان هذه التقوى التي خص الله بها تقاطيعكَ قد فقدتْ في زمننا هذا، كما فقدتْ أبوابنا الخشبية العملاقة .
لغة الرفاعي مشبعة بالرحمة والرقة والمحبة ، وكنتُ كلما قلتُ له من أين تأتي بتلك الهالة النورانية يرد علي: "الله هو النور والرحمة والمحبة والجمال والسلام ، هذه صورة الله بقلبي ، وهذا هو الدين الذي يشرحه مشروعي في تجديد الفكر الديني في الإسلام ، وأدعو اليه وأعيشه وتتحقق فيه حياتي بطور وجودي ايماني أخلاقي جمالي ، وأحاول أعيشه في عائلتي ومع كل الناس حتى المختلف قي دينه ومعتقده وثقافته" ...
تتمة المقال منشور على هذا الرابط:

https://altanweeri.net/12673/%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d9%88%d8%b5%d9%81%d9%87-%d8%b3%d9%83%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%b9%d9%86%d8%af-%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

في سبعينيّة د.عبد الجبّار الرفاعي

‏علي وجيه
وصلتُ قم عام ٢٠٠٦، وفي كلّ حديثٍ كان يتردّدُ اسمُهُ الكريم، فهو المطبخُ الحداثيّ الإسلاميّ المعتدل الذي خرّج عقولاً فذّة، تنقّلت بين يمينٍ ويسار، وتمرّد والتزام، بسبب عاصفة تفكير حظيَ به شبّان في ذلك السياق، لكنني لم أكن محظوظاً بلقائه إلاّ بعدها بنحو ٤ سنوات، وبين نبرته الهادئة، وسلوكه الأبويّ، دخلَ الرفاعيُّ القلبَ والعقل مرّةً واحدة.
للرفاعيّ مناقبُ عديدة، ليتحدّثْ عنها طلبتُهُ المباشرة، وأصدقاؤه، لكنني سأكتفي بأن أذكرَ شيئاً، حينَ جاءني شابّان صغيران نسبياً، في وقتِ اشتعال العقائد مع سقوط الموصل وما تلاه، سألوني في حينها عن "الدين" وتداخلِهِ في الحياة العامة، السياسيّة منها والاجتماعية، تحدّثنا طويلاً حينها، وهُما يقرآن هذه السطور الآن، وفي نهايةِ الجلسة أهديتُ لهما نسخةً من "الدين والظمأ الانطولوجي" للرفاعيّ، وهو درسُ تطهيرٍ ذاتيّ للعلاقة مع الغيب والإله، لأكتشفَ بعدها بعام، أن حديثي، وكتاب الرفاعيّ، أنقذهما من موت حتميّ، وأن يتحوّلا لشاهدتيْ قبرٍ في معركةٍ كانا ينويان الذهاب لها بلا تدريب.
منذ تلك اللحظة، وأنا أتحدثُ عن هذا الكتاب، وأهديه، وأقتبسُ منه، وأبشّر به، لأنه يعيدُ النسغَ النقيّ لعلاقة الفرد بالغيب.
دامتْ سنواتُكَ مضيئةً أستاذنا الكبير، ونحنُ نستظلّ بكَ شخصاً وأستاذاً ونصوصاً.

https://www.facebook.com/100044923281689/posts/pfbid02QDWinjZqnee2E1k59CcStVBLrqs8apVFfvu9siebtL4vAFQChKPzY4Q1poiKgstpl/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

ليس له منبر يستطيع التحدث من خلاله. مازال تيارًا فكريًا يتمثله بعض المثقفين. وهو بعيد عن الوسطية التى تنتهجها التيارات الإسلامية المحافظة، لأنه يتطلب أحيانًا الثورة والتطرف فى أخذ حقوق الفقراء من أموال الأغنياء، وحقوق المستضعفين من نهب المستكبرين. لا يتعامل مع نظم سياسية، حتى لا يفقد استقلاله، ويظل تيارًا فكريًا يخاطب المثقفين، لإعادة بناء الثقافة الشعبية. هذا ما تمثله “قضايا إسلامية معاصرة” بإشراف وتوجيه #عبدالجبار_الرفاعى.

المقال بتمامه منشور على هذا الرابط لمجلة تفكير المصرية:

https://tafker.net/2024/07/11/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%81%d8%a7%d8%b9%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab-%d8%a8%d9%82%d9%84/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

هكذا يكون تجديد الخطاب الديني: مجلة قضايا إسلامية معاصرة

د. نصر محمد عارف
التجديد عملية تاريخية لا تتم بخطبة جمعة، أو قرار وزاري، أو تغيير منهج دراسي فحسب، ولكن لابد من عملية فكرية ثقافية مستدامة ومستمرة، تعالج مختلف جوانب الثقافة، وعملية التفكير، بصورة زمنية تتناول في كل فترة جانباً أو بعداً معيناً، ولكي نفهم التغيير الثقافي الذي حدث في مصر والشام في بداية القرن العشرين نتيجة للحركة التجديدية التي قادها جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده وتلاميذهما، لكي نفهم هذا التغيير لابد أن نرصد المجلات الثقافية والفكرية والعلمية التي ظهرت في بداية القرن العشرين، حيث كان لكل تيار فكري مجلاته الخاصة التي تحمل رسالته، وفي النهاية حققت أهدافها واقعاً ملموساً لم نزل نعيشه حتى اليوم. وللاسف في مطلع القرن الحادي والعشرين لا يوجد من هذه المجلات الثقافية إلا القليل، إذ إن الغالبية العظمى من المجلات الفكرية الرصينة مخصصة لنشر أبحاث الترقية لأساتذة الجامعات، وغالبا هذه الأبحاث لا علاقة لها بالتجديد، أو الفكر أو الواقع، إذا غالبها صناعة لغوية دائرية لا يخرج منها شيء، أما المجلات الفكرية الرصينة فعددها قليل جداً، والمتخصص منها في الفكر الديني نادر جداً، لعل منها مجلة تكاد تكون وحيدة في مجالها هي “ #قضايا_إسلامية_معاصرة” التي يصدرها ويترأس تحريرها الدكتور #عبدالجبار_الرفاعي المفكر العراقي، صاحب الرؤية التجديدية المتجاوزة لكل حمولات التراث السلبية من تقليد، وانغلاق، وطائفية، هذه المجلة تحمل على عاتقها الفعل التجديدي بمنهجية رصينة تقوم أولاً، على تقدير التراث، والتعامل الجدي معه من خلال البحث، والتحقيق، والتدقيق، والتحليل، والاستنطاق الذي يسهم في فهم مشاكل العصر، وليس إسقاط أفكار الماضي على مشاكل العصر كما يفعل الكثيرون من المتخصصين في الفكر الديني فيزيدون الأمور تعقيداً؛ لانهم يتوقعون من مفكري الإسلام الذين ماتوا من مئات السنين أن يقدموا لنا حلولا وإجابات عن مشاكل واقعنا المعاصر. وتقوم منهجية “قضايا إسلامية معاصرة” ثانيا على ربط قضايا الدين بالواقع المعاصر وقضاياه وإشكالياته، وتعيد قراءة النص الديني في ضوء معطيات العصر، باحثة عن رؤية تصلح الواقع وترتقي به إلى مستوى يتناسب مع مقاصد النص الديني وغاياته وقيمه، بحيث تكون عملية التجديد هي عبارة عن جدلية مستمرة بين النص والواقع، صعودا من الواقع إلى النص، ونزولا من النص للواقع؛ وهنا يدخل العنصر الثالث الذي تعتمده هذه المجلة في منهجيتها وهو الانفتاح على العلوم الإنسانية والاجتماعية المعاصرة والاستفادة من مناهجها، وما تقدمه من أدوات في فهم الواقع، وتحليل النص، من خلال هذه المنهجية الثلاثية: المزج بين التراث والواقع والعلوم الاجتماعية والإنسانية. استطاعت هذه المجلة عبر ما يقارب عقدين من الزمان أن تقدم نموذجاً تجديدياً يصلح أن يكون قياسياً لأي محاولات قادمة. هذا الجهد الفكري المتميز انتظمت في إطاره عقول شابة، وخبرات رصينة من أساتذة مخضرمين منذ ١٩٩٤ حتى اليوم لم تزل تمثل نافذة فكرية تطل من خلالها أفكار أصيلة وجديدة، دينية ومعاصرة، إسلامية وفي نفس الوقت متفاعلة مع العلوم الإنسانية والاجتماعية، هذا النموذج نقدمه للمؤسسة الدينية الرصينة في مصر، إلى الأزهر الشريف ليعيد النظر فيما لديه من مجلات قائمة، ولعله يبادر إلى تجاوز الماضي، وإنشاء من المجلات الفكرية والثقافية ما يستطيع أن يحقق هدف التجديد وغاياته.
تتمة المقال على هذا الرابط:

https://al-aalem.com/217062/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏كلمة تحرير مجلة أفكار المغربية للإحتفاء بأعمال الدكتور عبد الجبار الرفاعي:

تحل الذكرى الـسبعون لميلاد المفكر عبد الجبار الرفاعي الذي أثرى بإبداعاته الفكرية والنقدية الساحة الثقافية واجترح خيارات جديدة تفتح مساحات جديدة في التفكير وتعيد النظر في أسئلة الدين والمعنى والجمال من منظور رحب يتجاوز منطق الثنائيات التي أسر الأنساق الفكرية الأيدولوجية ، و لقد استفاد من عطاءاته وأفكاره الآلاف من  قرائه ومحبيه وطلبته، وأضحت مدار نقاش فكري وبحثي في الجامعات العربية والإسلامية.
وتستحق تجربة المفكر عبد الجبار الرفاعي الفكرية، المليئة بالأسئلة والمعارف المتنوعة والمفعمة بالمعاني، التوقف عندها بالقراءة والتحليل والنقد، لاستلهام تجربته في القراءة والترجمة والبحث والكتابة، ثم اكتشاف ما يزخر به منجزه الفكري والبحثي من إمكانات جديدة في التفكير في موضوعات متشابكة في فلسفة الدين وعلم الكلام الجديد والأخلاق…، يستعيد فيها الدين معناه في الوجود الإنساني ليحرر الإنسان من آفات الاغتراب والاستلاب والاستبداد وليشكل منبعا ومنهلا عذبا بمعاني الجمال والجلال يروي ظمأه الأنطولوجي.
 وهي التجربة التي سيتوقف معها موقع مركز أفكار للدراسات والأبحاث طيلة شهر يوليوز معرفا بها وكاشفا عن أبعادها وخصوصيتها ومقربا لأهم نواظمها للقراء.
والمفكر عبد الجبار الرفاعي من الكتاب الأوفياء للموقع الذي لم يتوان منذ تأسيسه من رفده بمقالاته والتفاعل مع مبادراته والاشتباك مع أسئلته، فقد كان الموقع بوابته للقارئ المغاربي خاصة والعربي عامة، والموقع في الذكرى السبعين لولادته يحتفى به احتفاء تعريف وتقريب واحتفاء عرفان واعتراف.

https://afkaar.center/الذكرى-السعبين-للمفكر-عبد-الجبار-الرف/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

مسرات القراءة ومخاض الكتابة

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏كلمة تحرير مجلة التنويري الأردنية الاحتفال بأعمال الدكتور عبد الجبار الرفاعي. وتحتفل بهذه المناسبة ‏في سلسلة مقالات وشهادات:
مجلة تفكير المصرية، ومجلة أفكار المغربية، جريدة الصباح العراقية، وغيرها:

تحتفل (مجلة التنويري) هذا الشهر – تموز/ يوليو 2024 بسبعينيَّة المفكِّر العراقي الدكتور عبد الجبار الرفاعي، الذي ولد بجنوب العراق سنة 1954. بدأ الرفاعي قارئا نهما، واستمر راصدا يقظا حاذقا لحركة الفكر في المنطقة والعالم. وأمضى أكثر من أربعين عاما تلميذا وأستاذا ومؤلفا في حوزتي النجف وقم، إلى أن اجتهد في معارف الدين. وبموازاة ذلك تحصَّل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلاميَّة، والماجستير في علم الكلام، والبكالوريوس في معارف الدين.
منذ 35 سنة يعكف الرفاعي على مشروعه في (التنوير)، منطلقا من رؤية تجديديَّة “لا إحيائيَّة ولا إصلاحيَّة” وفقا لمفهومه للإحياء والإصلاح والتجديد. تذهب رؤيته التجديديَّة إلى الأعماق ولا تتوقف عند السطح، وتنطلق من الأصول المؤسسة في الدين، فتبدأ بعلم الكلام، بوصفه كما يرى: “نظريَّة المعرفة في الإسلام”، التي تتأسس عليها الفروع. وضع خارطة طريق لبناء هذا العلم في كتابه: “مقدمة في علم الكلام الجديد”، واقترح “إعادة تعريف الوحي” معيارا لتمييز الكلام الجديد عن القديم. وقبل ذلك وضع تعريفه للدين، بقوله: “الدين حياة في أُفق المعنى، تفرضه حاجة الإنسان الوجوديَّة لإنتاج معنىً روحي وأخلاقي وجمالي لحياته الفرديَّة والمجتمعيَّة”، ومن هذا التعريف انبثقت رؤيته لتجديد معارف الدين. الرفاعي مولع بالتفكيك، لكنه مولع أيضا بالبناء، فهو يفكك ليركب، ويهدم ليبني، ففي كل ما كتبه يؤكد على أنه: “ينشد إيقاظ المعاني الروحيَّة والأخلاقيَّة والجماليَّة في الدين”، ويحدد هذه المعاني في ضوء منهجه في تفسير القرآن الكريم. في سياق ذلك ولدت أسئلته الضروريَّة والحاسمة، أكثر بكثير مما أنتج اجابات نهائيَّة وناجزة، لأنه يرى أن: “الأسئلة الميتافيزيقيَّة لا جواب نهائيا لها”. كان الرفاعي وما زال يعمل بجهود وموارد شخصيَّة، وهو يثابر على غرس فسائل العقل بصبر وحكمة ومحبة في أرض وعرة شائكة.
تعد مجلة قضايا إسلاميَّة معاصرة (1997- ) الرائدة، التي صدر منها 80 عددا متخصصا في فلسفة الدين وعلم الكلام الجديد، العلامة الفارقة في مشروع الرفاعي، إذ يمكن اعتبارها سجلا ثريا لرحلته الفكريَّة من دارس ومدرس ومؤلف في علوم الدين الى مفكر معاصر في فلسفة الدين ومنظر لعلم كلام جديد، يعيد تعريف الإنسان والوحي والدين والشريعة، مشغول بأسئلة الانسان وقلقه الوجودي و(ظمئه الانطولوجي) في عصر التكنولوجيا الرقميَّة والنانو فيزيك.كما ان المجلة سجل شامل لعقود من الصيرورة الفكريَّة والمعرفيَّة لمنطقتنا في سياق تجربتها الإشكاليَّة مع (الدين في الاجتماع السياسي والحكم) وفي سياق اتجاهات التفكير الفلسفي العالميَّة، وأسئلة التحديث والحداثة وما بعد الحداثة وصلتها العضويَّة بالفكر الديني.
ورغم نخبويتها فقد تلقفت أجيال مختلفة كتب الرفاعي، الأخيرة منها خاصة، مثل: (السؤال اللاهوتي الجديد)، (الدين والنزعة الإنسانيَّة)، (الدين والظمأ الأنطولوجي)، (الدين والاغتراب الميتافيزيقي)، (مقدمة في علم الكلام الجديد)، (مفارقات وأضداد في توظيف الدين والتراث)، (مسرات القراءة ومخاض الكتابة)، وهي مؤلفات تنتشر بشكل واسع وتعاد طباعتها باستمرار، بنحو أضحت فيه أشبه بالظاهرة الثقافيَّة.
ابتهاجا بهذه الظاهرة الثقافيَّة، واحتفاء بالقراءة والكتابة والتفلسف والأسئلة والأجوبة والتجديد تحتفل (التنويري)، بمعيَّة منصات عربيَّة اخرى، مثل جريدة (الصباح) العراقيَّة، بمسيرة الرفاعي، التي أحيت الفلسفة في زمن الإسلام السياسي، وأيقظت النزعة الإنسانيَّة في الدين، وأيقظت المعاني الروحيَّة والأخلاقيَّة والجماليَّة في الدين.
ستنشر التنويري سلسلة مقالات وشهادات تكريميَّة كتبت بهذه المناسبة.

محرر مجلة التنويري

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

مجموع الكتاب (23) ثلاث وعشرون مقالاً، يجمعها رباطٌ عامٌّ هو رابطةُ "السيرة الذاتية"، ورباطان خاصَّان، هما: "القراءة" و "الكتابة"، قد يتراءى لك من خلال قراءتك الكتاب، أنَّ الكاتب مهوسٌ بالقراءة، لكنَّ مع دقَّة الملاحظة، ستخرجُ بنتيجةٍ طريفةٍ، هي أنَّ الكاتب مسكونٌ بهوسِ الكتابة أكثر من هوسهِ بالقراءة... المتفحِّصُ لعناوين المقالات الثلاث والعشرين، لا يجد حضوراً للفظة "القراءة" سوى خمس مرات، مرَّةً واحدةً في فعل "يقرأ"، وأربع مرات في مصدر "القراءة"، بينما ترد لفظة "الكتابة" إحدى وعشرين مرةً: ثلاث عشرة مرَّةً مصدراً في كلمة "الكتابة"، ومرَّتين في لفظتي "الكتاب. كتابات"، ومرَّةَ واحدةً لكلِّ من ألفاظ " الكتب. مكتباتنا. مكتب. نكتب".
قد نستنتج حرصَه الدائب على "إبداعه المتميز"، والكلُّ عنده يعملُ من أجل ذلك، ومن اللطيفة أنْ تجد أنَّ ألمه بين لذَّتيْن، لذَّةٍ صغرى، وهي الحاصلة من فعل القراءة الأولى التَّراكميَّة، ثمَّ مرحلة الوجع في عملية الكتابة المخاضيَّة، حتَّى إذا استوى النصُّ بين يديه، وتكامل... دخل مرحلة الهدوء النَّفسي... مرحلة الارتخاء "قبل الكتابة أقلق، حين أفرغُ منها أهدأ" (ص70)، هي مرحلة اللَّذَّة الكبرى. استنتجتُ اللذة الأولى مع القراءات المتتاليات، ثم ممارسة الكتابات المتتاليات، وفيها الألم، ثم الوصول إلى النص النهائي، أي الجديد والإبداع، وهو عين اللذة الكبرى، فهو لا يتعلق إلا بالكاتب.

https://afkaar.center/2023/12/18/%d8%ac%d8%af%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d9%8e%d9%91/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

جدلية القراءة والكتابة
في كتاب "مسرَّات القراءة ومخاض الكتابة"
                                            عبد اللطيف الحاج اقويدر، كاتب جزائري.

وددتُ لوْ يكون هذا الكتابُ جزءً أوَّلَ من سلسلةٍ تتعقَّبُ سيرةَ الكاتب الغنيَّة أحداثاً وعبراً. تتكوَّن عتبتُه من دالتيْن متساويتيْن صوتاً، متقابلتيْن دلالةً، موحيتيْن: "مسَّرات القراءة"، و "مخاض الكتابة"، وردتا مصدرين ميمييْن، يقول النحوُ: المصدر الميمي أقوى دلالةً على الحدث من المصدر الأصلي، فلفظةُ "مسرَّات" حدثٌ أوَّلٌ، ورد جمعاً، و"مخاضٌ" حدث ثانٍ، ورد مفرداً، والحدثُ الأولُ يحْكي عن تعاظم سرورٍ مصدرُه القراءة التي تبهج أكثر القراء، والثاني هلعٌ ووجعٌ مصدره الكتابة، كما يمارسها ويشعر بها الرفاعي، وكأنه لا يريد أن يتحدث عن شعور غيره، ممن لا يكابدون وجع الكتابة.
سعادةُ الكاتب تبدأ من ساعة إبحاره في عالم القراءة، شقاوتُه تبدأ من ساعة التفكير في الكتابة. القراءة عند الكاتب انعتاق وانطلاق، والكتابة معاناة وعسرٌ كعسر الولادة.
اختار الكاتبُ هذه الثنائية، يلج منها إلى أدب السِّيرة الذاتية، وهي طريقةٌ جديدةٌ، وطرحٌ غيرُ مسبوق، ولم يعتمد في إيراد سيرته على السرد الكرونولوجي لمراحل حياته، ولا احتذى بطريقة من طرق سابقيه، بل ربط سيرته بما هما توأما سيرته. القراءةُ والكتابةُ شريكتا حياته... حتَّى إنَّ المقدِّمة التي عادةً ما تكون توطئةً لموضوع الكتاب، ومدخلاً إليه، خصَّصها الكاتب لفن القراءة، فن إدارة القراءة.
يتحدث عن القراءة في طول كتابه كعاشق يعرف عن معشوقه أكثر ممَّا يعرف معشوقه عن نفسه، فهو شغوفٌ بها، لمْ يتوقَّفْ عن مغازلتها، والتودُّد إليها مدَّة حياته كلّها، فلمْ يستأنسْ، ولمْ ينفردْ إلاَّ بها، كانتْ تتعبُه ويستريحُ بها... الرفاعي ظمآنٌ قراءةً ظمأً مزمناً، ريُّهُ عينُ ظمئه، فهو غير قابلٍ للارتواء من القراءة إلا بالقراءة... عرفها من جميع نواحيها وزواياها، عرف فضاءها الحيوي قديماً في الكتاب، في لبوسه الورقي، ولمَّا ارتحل الكتاب إلى العالم الافتراضي، لمْ يشأ الكاتبُ إلاّ أنْ يرتحل معه، وهو مستعدٌّ لأنْ يصحبهُ إلى أيِّ فضاءٍ اختار... عرفه في المكتبات ومعارض الكتب، ودوَّن تواريخ شرائه وقيمة أثمانه، ولوحات أغلفته ونكهة أوراقه... (ص44)، عرض محاسن القراءة وثمراتها، ومنحنياتها وتطوراتها، ومزالقها وأعطابها، وهو واعٍ، ولم يُخفِ ذلك، بأن بعض القراءات تسبَّبت في نكْساتٍ وكوارث خطيرةٍ. هناك رواياتٌ قاتلةٌ قتلاً حقيقياً لا مجازياً (رواية يوهان غوته الألماني "آلام الشاب فارتر" أودتْ بحياة كثيرٍ من الشباب)، أمَّا القتلُ المجازي، والإعاقاتُ الذِّهنيَّة والنَّفسيَّة، فيذكر منها كتب التَّنميَّة البشريَّة مثلاً لذلك...
تضطرُّ الكاتبَ ظروفٌ خاصة، فيفرُّ من بلده العراق على وجه السُّرعة إلى البلد المجاور الكويت، يدخل البلد خائفاً مترقِّباً متوجِّساً، لكنَّه أَّول ما يفكر فيه اقتناء كتبٍ، لا تسوية وضعيةٍ (ص50)، ويقتني ذلك... وتمضي حياتُه كلُّها قراءةً، وإمعاناً في القراءة... لكنَّ القراءةَ تطوَّرتْ عنده، فلم تعُد حبيسةَ مساحة كتابٍ، ولا حبيسةَ حجمه، بالرَّغم من علاقته التَّاريخية الحميميَّة به، فقدْ أصبح بحكم التطوُّر للقراءة آفاقٌ وفضاءاتٌ، لم يصمَّ دونها أذنه، ولم يزورَّ عنها، بل جاراها، وترافَقَ في مسيرته معها.
الأفلامُ والمسرحيات واللوحات الزَّيتية، والمنحوتات قراءاتٌ، والتَّجوال والأسفار، والمهنُ والحرف، وأنواع التجارب والخبرات الإنسانية، ودهاليز النفوس البشرية الفاتحة والقاتمة، البسيطة والمعقَّدة قراءاتٌ، حتَّى السجن يصلح لأنْ يكون موضوع قراءةٍ، ولعلَّ كتاب فَرَاشَة Papillon، للكاتب الفرنسي هنري شاريار Henri Charrière، خيرُ مثالٍ، فقد صدر عام 1969، بيع منه 13 مليون نسخة في العالم، يتحدث فيه الكاتب عن تجربته القاسية في سجن جزيرة غويانا الفرنسية الرهيب، هذا السِّجنُ الذي أعِدَّ خصِّيصاً لعتاة المجرمين، وقد حُوِّلت هذه السيرة الذَّاتية إلى إنتاجٍ سينمائي ناجحٍ...
القراءة عند الرفاعي هي هذا الواقعُ كلُّه بما حمل "الواقع معلِّمٌ عظيمٌ" (59)، وقد تقاطع في ذلك مع ميخائيل نعيمة المفكر والناقد اللبناني الألمعي... لكنَّ القراءة مع أهميَّتها، وضرورتها عند الرفاعي، ليستْ هدفاً في حدِّ ذاتها، وليستْ تزجيةً للوقتِ، وهي ليستْ سيفَ مبارزةٍ في صالونات المناقشة والكلام، القراءةُ عندهُ "منتجةٌ للمعنى" (ص57).

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

العقلانية والمعنوية مقاربات في فلسفة الدين تأليف مصطفى ملكيان ترجمة عبدالجبار الرفاعي وحيدر نجف

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏وسائل التواصل ليست شرًا مطلقًا

د. عبد الجبار الرفاعي

‏هجاءُ الفلسفة والعلوم والمعارف الحديثة والتكنولوجيات الجديدة والتقدّم لا يختصّ بعصرٍ دون غيره. الإنسان يخاف من تغييرِ نمط حياته، خاصة إذا كان هذا التغييرُ ينقله إلى طورٍ وجودي بديل، ‏لذلك يسارع إلى الإعلان عن خوفه وتحذيره من كلِّ ما هو جديد. يلازم هذا التحذيرَ على الدوام مديح، غالبًا ما يكون غارقًا برسم صورةٍ رومانسية متخيَّلة لكلَّ شيء ينتمي إلى الماضي مهما كان، ويشتدّ هذا المديحُ إن كان الماضي موغِلا في القدم. ‏أكثر الناس في مختلف العصور مسكونين بـ "وهم الزمن الجميل" الذي مضى. يرون بشاعةَ الزمن الذي يعيشون فيه، ويصفونه على الدوام بأنه أسوأ الأزمنة، ‏ويتوهمون أن الناسَ الذين سبقوهم محظوظون بوصفهم عاشوا زمنًا جميلًا، كان العيشُ فيه سهلًا، وحياةُ الإنسان سعيدة، خلافًا لعيشهم الشاقّ وحياتهم الشقية في زمانهم الراهن.
لا يعلمون أن العيشَ دائمًا كان صعبًا، ممارسةُ الإنسان للمهن كانت قاسية، لأنه يستعمل الآلات اليدوية في الزراعة والحرف اليدوية والصناعات المتنوعة قبل اختراع الماكنة البخارية. أحيانًا يأخذ الموقفُ من تبجيل كلِّ شيء في الماضي طابعًا دينيًا، فيصدر تحريمٌ باستعمال التكنولوجيات الجديدة،كما صدر في وقتٍ مبكر في السلطنة العثمانية تحريمٌ بطباعة القرآن الكريم في المطبعة ، ‏وتوالى التحريمُ لاستعمال الراديو والتلفزيون والفيديو وغير ذلك من بعض الفقهاء في أزمنة لاحقة. ‏في كلِّ هذه الحالات تتوالد صورٌ فاتنة متخيَّلة للماضي، ويقع تحت تأثيرِ هذا النوع من الصور المفتعلة كثيرٌ من الناس، الذين لا يعرفون ما تقدّمه العلومُ والمعارفُ والتكنولوجيا لتيسيرِ حياة الإنسان، وتحسينِ ظروفه المعيشية وأحواله الحياتية المتنوعة. التكنولوجيا الجديدة تنتج سلسلةَ مشكلات على شاكلتها، عندما تقضي على نمطِ إنتاج سابق تحدث أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية وقيمية وثقافية ونفسية متنوعة،كما حدث بتصفية المهن والحرف اليدوية بالتدريج بعد اختراع الآلة البخارية.
كانت العصورُ الماضية عصورَ استعباد وخضوع، كان الإنسانُ مكلفًا بالطاعة العمياء للسلطان.كي يتمتع الإنسان برعاية السلطان وحمايته عليه ان يكون عبدًا مطيعًا لا ينطق بكلمة "لا" أبدًا. لا أحدَ يتمتع بالحقوق والحريات ذلك الزمان إلا السلطان، السلطان يتكلم والرعية وظيفتها السمع والطاعة. في العصر الحديث ظهرت الحريات والحقوق. الحقوق والحريات تعمل باتجاهين متضادين،كما تسمح للإنسان أن يكون إنسانيًا، تسمح له أن يكون متوحشًا.
أرى من الضروري إعادةَ النظر بتعميم توصيف عصر "التفاهة" للواقع الراهن. الغريبُ أن مصطلحَ "التفاهة" صار لافتةً تُلصق على ما يسود حياةَ الإنسان اليوم، يستعملها كثيرون بأسلوب مبتذل. إذا كان هذا راهنَ وجود الإنسان في العالم، ولكلِّ عصر نمطُ وجودٍ تنكشف فيه كينونةُ الإنسان ويتحقّق نمط وجوده الخاص فيه، فكيف نظهر أنه عصرُ تفاهة، ونضمر الحنينَ لعصور ذهبية متخيَّلة.كان يقال: "دوام الحال من المُحال"، وأضيف إلى ذلك: "عودة الحال إلى الماضي مُحال". لا يتمكن الإنسانُ من استئناف ماضيه مهما امتلك من إمكانات ووسائل، كلّما حاول العودةَ قبض عليه الواقعُ الذي يعيش فيه وحبسه وعطلّه عن إدراك الأمس واستئنافه كما هو، ومهما فعل سينهك حياتَه ويضيّع مستقبلَه من دون أن يستأنف الأمس.
توصيف عصرنا بـ "التفاهة" يحيل إلى أن العصورَ الماضية كانت ذهبية، وكأن لا موضع فيها للبؤس والشقاء. يتجاهل من يتحدث عن تسيّد "التفاهة" وتغلبها على كلِّ شيء اليوم ذلك البؤسَ والشقاء عندما جرى اجتثاتُ وإبادةُ حضارات الأمريكتين، بعد اكتشاف كولمبس للعالم الجديد سنة 1492، وما تلاه في القرون التالية من تغوّلِ ظاهرة الاستعمار المتوحشة، واسترقاقِ شعوب أستراليا وأفريقيا وآسيا ونهبِ ثرواتها، ومآسي الحربَين العالميتين الأولى والثانية في القرن العشرين، وسقوطِ عشرات ملايين الضحايا الأبرياء، وتدميرِ المدن وإنهاكِ كثيرٍ منها، وجريمةِ الكيان الصهيوني باغتصاب فلسطين، وما جرى ويجري من قتل وتشريد أهلها حتى اليوم.
‏أتحدث عن التخويفِ المبالغ فيه من استعمال وسائل الاتصال والتطبيقات الجديدة في الإنترنت، والتشديدِ على أنها شرٌّ مطلق. ولا أريد الغوصَ بعيدًا في ضوء الموقف الفلسفي للفيلسوف الشهير هيدغر بخصوص ميتافيزيقا التكنولوجيا، وما يختبئ فيها من قدرةٍ مهولة على تغيير منظومات المعتقدات والقيم ورؤى العالم والأفكار.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

مؤتمر النهضة العربية، تجديد الرسالة الحضارية
الجلسة الخامسة: مشروع نهضة عربية إنسانية؛ مقاربة حضارية للدين بمشاركة كل من الأساتذة:
عبدالجبار الرفاعي، حسن حنفي، محمد شحرور، يونس قنديل
مدير الجلسة: عامر الحافي
27‏/05‏/2018
126 دقيقة
قناة يوتيوب: مستنير Mostaneer
#قناة_تلغرام_يستمعون
/channel/yestemiaon

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

فرقٌ بين ناقد يفكّك ليهدم وناقدٍ يبني ويعمّر

ملاك عبد الله

القراءة للدكتور عبد الجبار الرفاعي فيها من الغنى والرحابة الكثير. ميزة كل كتاباته تكمن في اقتران العقلانية النقدية مع حضور الوجدان الإنساني العميق. أنت دائماً ما تخرج بعد أن تقرأ له متصالحاً مع ذاتك، متحرراً من الانفعال بوصفه غريزة انحطاط، ومتبصّراً بحكمة ورويّة للواقع حولك. الواقع الذي يشكّلك بمقدار ونوعية تفاعلك معه.كيف نتفاعل مع هذا الواقع لنطوّر ذاتنا ونحسنها ضمنه، ولنطوّره بالتالي معنا. هذا الجهد الذي لا يتوانى الدكتور عبد الجبار عن الاشتغال به هو سعيٌ في سبيل العمران. فرقٌ بين ناقد يفكّك ليهدم وناقد يبني ويعمّر ويرمّم ويجمّل. فرقٌ بين فكرٍ يستثير فيك الغضب لأجل الرفض وحده، وبين فكرٍ يجعل من الرّفض حالة حُبّ على طريق الارتقاء الإنساني ككل.كما فرقٌ بين فكرٍ يجعل المعتقد به يعيش الإحساس بالدونية في ذاته، وبالخجل مما هو محاط به، وبين فكرٍ يذكّرك بألا تجرح ضمائر من هم حولك، وألا تتنكّر لما ومَن شكّلك في طفولتك وشبابك وعلى طوال الطريق، وشكّل شخصيتك وفكرك وما أنت عليه. اقتران حالة الرفض بحالة الرضا مفارقة، لكنها صنعةٌ جميلةٌ جداً، والأهم أنها ولّادة للارتقاء بالواقع لا للاغتراب عنه، وإن تباعدت أفكارك عن الأفكار التي يحملها من حولك.
لقد كتب الرفاعي في مرحلة مليئة وعاصفة بالتناقضات، وكان الإقبال على كتاباته كبيراً. لكني أعتقد، كل الاعتقاد، أن الحاجة لقراءته ستزداد أكثر مع تقادم الأيام والأحداث، وأن كتبه "ستمكث طويلاً في ذاكرة المكتبة". من خلال مراقبتي أقله لشبكة علاقاتي مع الشباب من حولي، بتّ ألحظ نوعاً من اليتم عند بعض الشباب الذي تغرّب عن مجتمعه وسعى للتمايز عنه (طبعاً ثمة فئة ما عادت تحمل هذا الهمّ أساساً وما عادت مسألة الإيمان ملحّةً عندهم). مع الوقت، جزء معتبرٌ من هؤلاء الشباب، خصوصاً من يسافر منهم، يتوازنون على إثر ما يرونه، وعلى إثر تفاعلهم مع الآخر/الأنا المستجد. حالة التوزان هذه أو الميل لها ستجد ضالّة لها في كتابات الرفاعي. وهنا ميزة جديدة، أنك تستطيع أن تقرأ له في كل حالاتك، وفي كل مرة ستسفيد، وستصلك خلاصات جديدة بعد قراءتك التالية وفقاً لتفاعلك الجديد مع المحيط، الذي سيهديك إلى تفاعل جديد مع النص.
هذا ليس نصاً من قبيل المديح الشخصي. هي كلمات أملاها الإحساس بالمسؤولية أمام جيل اليوم والغد، ممن يعيش او سيعيش مشاعر اعتراضية على الحالة الدينية، يتبعها تيهٌ وغضب. هذه الفئة لا بدّ وأنها ستزداد اتزاناً عندما تقرأ للدكتور عبد الجبار، وهي التي سترتاد نصوصه في ظلّ عالمٍ هو حتماً مقبلٌ على المزيد من المشاكل والخضّات والتساؤلات والأحداث السالبة للأمان واليقين... حينها، من الجيّد الانفتاح على أنّ الدين كما يقول الرفاعي: "ظاهرة حياتية تعبّر عن أعمق متطلبات الوجود والكينونة"، وأنه: "لن يتراجع عن أن يواصل حضوره المزمن المتنوّع في الاجتماع البشري"، كما أنه "الظاهرة البشرية الأشد غموضا في الحياة، وإن كانت تبدو فيه الأشد وضوحاً. ولولا غموضها لما بقت منذ فجر التاريخ حتى اليوم". وأنّ أغلب حالات "الاغتراب والعدمية هي احتجاج عالمي على قبح العالم". كما من الجيد الغوص مع الدكتور الرفاعي في رحلة الاحتجاج على اختزال الدين في المدونة الفقهية، ورحلة الحرص على"عدم ترحيله من حقله الروحي المعنوي القيمي الأخلاقي إلى حقل آخر يتفوّق فيه القانون على الروح، ويصبح الدين فيه ايديولوجيا سياسية صراعية، أيديولوجيا تهدر طاقاته الرمزية والجمالية والروحية والمعنوية"، واستدراك الرفاعي بأنّ: "ثقافةً لا تتشبّع بالفلسفة ولا تتذوق العرفانَ تظلّ فقيرة، تحاول أن تغطي فقرَها بفائض الألفاظ. مثلُ هذه الثقافةِ تجهل الحاجةَ للدين، وتعجز عن رؤية أعماق الحياة الروحية"... والتّنبّه إلى أنّ "كثرة الكلام في الدين وثرثرة معظم الجماعات الاسلامية ورجال الدين تتورط في نسيان الإيمان"، وقراءة أن" فشل الإسلاميين في بناء الدولة يعود إلى عجز معظمهم وقصورهم عن إدراك الجذور العميقة للدولة الحديثة. لأنهم يفكرون في مرحلة ما قبل الدولة لذلك يحرصون على استدعاء القبيلة وقيمها وتشكيلاتها العميقة". ومعرفة أن" المأزق يكمن في الأسس ومناهج التفكير والنظر والأدوات المتوارثة المنتجة للتفكير الديني في الإسلام"، وأنّ "معقولات العقل كائنات تاريخية، لحظة يكرر العقل نفسه لم يعد عقلا"... وأن "الفلسفة الحديثة والمعاصرة وفلسفة العلم والفيزياء الاحتمالية جميعها أشادت المعرفة والعلم على الاحتمال. تاريخ العلم مقبرة نظريات علمية".
الخوف، كلّ الخوف، أن تهدر طاقات الحياة عند الجيل الذي ينفتح على الكثير من المشاكل والتساؤلات والتناقضات. الخوف أن يتحول الإنسان الناقد إلى كائنٍ رافضٍ منعزلٍ يتعاطى مع محيطه بفوقية وازدراء، لأنه" اهتدى" إلى ما يناقض أفكار هذا المحيط، أو لأنه أدرك ما فيه من ثغرات تحول دون النهوض والتطور والعيش الواقعي لا الميثولوجي.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

عندما تتشكّلُ هويةٌ في سياقٍ امبراطوري تتغذّى بنرجسية الإمبراطورية، وتولد وهي تشعر بأنها ممتلئةٌ ثرية، فخورةٌ تعتزُّ بذاتها، مركزيةٌ تتوهم القوةَ والتفوقَ على غيرها. وعندما تتشّكل هويةٌ في سياق احتلالاتٍ واستعبادٍ أجنبي، واستبدادٍ عنيف، تولد وهي تشعر بأنها أشلاءُ محطمةٌ معاقة، هامشيةٌ تحتقر ذاتَها وتنظر لها بازدراء، وتنظر لغيرها بهيبةٍ وإجلالٍ ورهبة، وتظلُّ تدرُ في آفاق وأحلام غيرها.كان العراقيّ من رعايا السلطنة العثمانية، معنى الرعية السلطاني غير معنى المواطنة الدستورية الحديثة، ومفهوم الرعايا غير مفهوم المواطنين. لم تتشكّل في العراق دولةٌ عراقية في العصر العثماني، وكلُّ محاولات تشكيل الدولة منذ عام 1921 حتى اليوم مازالت هشة. يتعذّر تشكّلُ ذاكرة دولة في غياب الدولة، غيابُ ذاكرة الدولة يغيّب مفهومَ الوطن والمواطن والوطنية. لذلك لم تتشكّل هويةٌ عراقية واضحة المعالم، ينغرسُ فيها انتماءُ العراقي لأرضه حتى اليوم. قلّما رأيتُ من يهجو وطنَه في مجتمعات أخرى، حتى إن كان أحيانًا يهجو نفسَه ومحيطَه، لكن العراقيّ يبادرُ فيهجو نفسَه ووطنَه ومواطنَه ومجتمعَه أحيانًا، لضمور مفهومِ الوطن والمواطن والوطنية في شعوره ولاشعوره السياسي العميق.
عند حديثهم عن طبيعة الإنسان العراقي لا يهتمّ هؤلاءُ الكتاب كثيرًا بما تشترك فيه الطبيعةُ الإنسانية للعراقي مع أيّ إنسان في كينونته الوجودية الأبدية. يمكننا التماسُ العذر لبعض هؤلاء الكتاب؛ لأن الرؤيةَ التي تتخطى ثقافةَ الإنسان وأحوالَه الاجتماعية وظروفَه المعيشية، تتطلب تكوينًا فلسفيًّا يتوغل في أنطولوجيا الإنسان وكينونتِه الوجودية، يغوص في أعماق البشر، وينشغل بالكشف عن شيءٍ من كينونتهم العميقة، التي هي أبعدُ من ظروف الإنسان المعيشية، والثقافة الموروثة في بيئته. عندما نتحدثُ عن الإنسان تارةً ننظر للإنسان من حيث هوياته الاجتماعية المتغيرة، أي الإنسان الذي عاش في بيئة وواقع ومجتمع، بمكان وزمان وعصر معين، وأخرى نتحدثُ عنه لا بوصفه الزماني والمكاني والتاريخي الخاص بعصر، بل ننظرُ للإنسان بوصفه إنسانًا، الإنسانُ بكينونته الوجوديه الذي يتسعُ لكل مصداق للإنسان في أيّ زمان ومكان، بغض النظر عن أية هوية متغيرة يكتسبها من المجتمع والثقافة والدين والبيئة والواقع والعصر الذي يعيش فيه. الإنسانُ بكينونته الوجوديه يشترك العراقي فيها مع كلِّ إنسان، مهما كان الزمانُ والمكان والواقعُ المجتمعي الذي يعيشُ فيه.
#عبدالجبار_الرفاعي
#الشخصية_العراقية

https://jabbaralrefae.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a1/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

الاُنس بمعاشرة الكُتب
د. طه جزاّع
لعل من أصعب أنواع الكتابات، تلك التي تتناول السيرة الشخصية للكاتب، وهي في الوقت ذاته من أصدق الاعترافات، وأكثرها اثارة ومتعة وفائدة، إن كان كاتبها يحترم عقل القراء، ويؤمن بأن تجربته الخاصة لابد وأن تكون متاحة امامهم بكل جوانبها، بما فيها من أخطاء لا ينجو منها أي كاتب مهما كانت موهبته ومنزلته.
في كتابه "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة: فصل من سيرة كاتب" الذي صدر مؤخراً عن منشورات تكوين في الكويت، ودار الرافدين ببيروت، ينقل لنا عبد الجبار الرفاعي جانباً مهماً من جوانب سيرته ككاتب، وحكاياته المثيرة مع الكتب والمكتبات، والكتابة التي من شروطها الأساسية عنده أن تعتمد العقل، كما يقول: "لا قيمة لكتابة لا تعتمد العقل، العقلُ لا غير هو ما يحمي الانسانَ من الانزلاق في متاهات الخرافات والأوهام والجهالات".
فوجئ الرفاعي منذ سنة 1971 بوجود مكتبة عامة قرب مدرسته الثانوية في مدينة الشطرة، وفيها تعرف على الجزء الأول من كتاب: "لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث" لعلي الوردي الذي فرض حضوره عليه، وبعد سنة يطلع على كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب الذي فرض حضوره عليه أيضاً، قبل ان يستفيق عقله ليكتشف أن كتابات قطب لا تقول شيئاً نافعاً، وانها وغيرها من كتب الجماعات الدينية غيبته عن الواقع، بعدما اغرقته بأحلام رومانسية وأوهام ووعود خلاصية. كذلك اكتشف وجود مكتبة صغيرة لبيع الصحف والمجلات عند "حميد أبو الجرايد" في الشطرة، وسرعان ما تراكمت لديه مبالغ بسيطة، تمكن أن يشتري بها بعض المطبوعات، ومنها مجلة العربي الكويتية، ومازال يذكر افتتاحية ذلك العدد التي كتبها احمد زكي في رثاء جمال عبد الناصر.
لأن وجود الكتاب يشعره بالأمن النفسي، ويؤنسه حين يشعر بـ "وحشة الوجود"، وفق تعبيره، فأنه حاول باستمرار أن يؤسس لمكتبة شخصية على الرغم من ظروف تنقله الاضطرارية بين النجف والكويت وقم وبيروت، قبل عودته النهائية إلى بغداد، ليكّون بالتدريج مكتبة تملأ اليوم كل غرف البيت، وتجمع مكتباته "نحو 30000 من الكتب ودوريات الدراسات والمجلات الثقافية"، فهو يتعامل مع الكتب على أنها: " كائناتٍ حيّة تتغلغل في العاطفة، ويبهج حضورُها العقل"، وفي ذلك يكتب عبارة جميلة يقول فيها: "وجودُ الكتب في كلّ بيت أسكنه يخفضُ الشعورَ بالاغترابِ الوجودي وقلق الموت". ولذلك فانه يتحسر على كتب لم يحصل عليها في وقتها، وقد يكون السبب أنه لم يكن يملك ما يكفي من المال لشرائها، ومنها دائرة معارف البستاني في أول زيارة له لشارع المتنبي سنة 1973 عندما كان طالباً في بغداد.
بمقدمة وثلاث وعشرين مقالاً يسرد الرفاعي سيرته منذ محطات القراءة المبكرة، والوقوع في أسر الكتب، وكلما احترقت مكتبة انطفأ شيءٌ من نور العالم، إلى الكتابة في عصر الانترنت، ومواجع الكتابة. وعلى الرغم من تجربته الطويلة في الكتابة والتأليف الديني والفكري والفلسفي، إلّا أنه يقول بتواضع شديد في أول سطر من كتابه: "أنا قارىٌ قبل كلَّ شيء وبعد كلّ شيء. لم تمنحني القراءةُ إجازةً ليومٍ واحد في حياتي".
في بداية شهر نيسان 1980 وهو في الكويت التي وصلها مغامراً بالفرار من النجف في متاهات الصحراء ليلاً، ورطه شغف الكتب بموقف محرج كاد يودي بحياته، فقد دخل في مخزن واسع للكتب تحت الأرض بمكتبة للقرطاسية واللوازم المدرسية في "مكتبة وكالة المطبوعات"، ولم ينتبه "إلا بعد مضي نحو خمس ساعات من الأُنس بمعاشرة الكتب"، وعندما خرج من المخزن ليغادر وجد المكتبة مقفلة، وهو من دون جواز سفر، وليس لديه أية وثيقة تثبت اقامته القانونية في البلد. وعليك أن تعرف ما حدث بعد ذلك، وكيف تخلص الرفاعي من هذا الموقف المحرج والخطير، وغيرها من الحوادث والمواقف والحكايات، بالعودة إلى كتاب "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة" لتتذوق متعتها من دون ايجاز يغفل الكثير من نوادر القراءة والكتابة التي عاشها الرفاعي خلال مراحل مسيرته الطويلة.
#عبدالجبار_الرفاعي
#القراءة
#الكتابة
https://jabbaralrefae.com/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%8f%d9%86%d8%b3-%d8%a8%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8f%d8%aa%d8%a8/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

عبدالجبار الرفاعي الهادئ البعيد عن الصدام والجدل

د. نصير جابر

https://alsabaah.iq/99395-.html

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

سبعينية الرفاعي في الصباح | |🔸

‏احمد عبدالحسين، رئيس تحرير جريدة الصباح.

أصعب مهمة يمكن أن يتعهد بها إنسان، هي إتيانه بجديد في موردٍ يباشره الناس كافة. فالناس مثلاً تتكلم بأجمعها، لكنّ من يجعل كلامه، مجرد كلامه، فناً سيكون قد راهن على المحال وكسب رهانه.
المؤمنون بما يفعلون لم يجترحوا مواضيعهم من عدم، بل فتشوا أولاً وقبل كلّ شيء عن الجديد فيهم، عن النادر الذي يستوطنهم، ثمّ أضاءوا العالم من حولهم فبدا غضاً كأنْ ولد للتوّ.
تحل هذه الأيام الذكرى السبعون لولادة المفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي. وسيكون أمامنا درسه الأجلى: أنه جعل من موضوعٍ تناوبت عليه الأفهام في الماضي والحاضر كما لو أنه بكر ابن يومه، وجعل من موارد يظنها الآخرون قد بليت دالة بعمق على رهانات الحاضر.
هل يمكن أن يصبح علم الكلام جديداً؟ وهل بمقدورنا التقاط النزعة الإنسانية من اشتباك العقدي بالفقهي في المدوّنة الدينية؟ وهل بإمكان الإيمان أن يغدو قنطرة للتلاقي بدل أن يكون سياجاً لتحديد الملكية ورسم معالم الهوية؟
هذه الأسئلة وسواها كثير هي مؤونة الدرس الرفاعي الذي استغرق الجزء الأوفى من عمر أستاذنا الذي بلغ اليوم سبعين ربيعاً، فسنوات الفكر ربيع كلّها.
سنحتفل بسبعينية الرفاعي هنا في الصباح بطريقتنا الخاصة. سنخصص يوم الأحد من كل أسبوع صفحة تحت هذا العنوان "سبعينية عبد الجبار الرفاعي" داعين الزملاء والزميلات للكتابة فيها.
كل سنة ومفكرنا الأستاذ الرفاعي بوافرٍ من الحياة والكشف. | |🔸

https://www.facebook.com/100000510515631/posts/pfbid0Ri7pFucPFrzKM5QF2Abk46SSiRQLXUg4cCdc5iURwfTdKdMaxJcKkdmVoG778ioGl/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

‏عبد الجبار الرفاعي: الطريق الثالث

د. حسن حنفي
تعرفت على شاب عراقى فى مقتبل العمر في حوزة قم، يجتهد ويفكر فى مدينة الاجتهاد والتفكير. حوّل بيته إلى مكتبة، وحصير غرفه إلى منتدى فكري وقاعات للاستقبال والدراسة، على طريقة العلماء القدماء. هو وأسرته يستقبلون الطلاب. لا فرق بين منزل وجامعة، بين طعام الجسد وطعام الروح. هو فقيه وعالم من علماء التراث، منفتح على قضايا العصر، مثل عديد من العلماء فى قم الذين يحملون همّ نشر التراث... كما تزخر قم بعديد من مراكز الأبحاث لتربية العلماء الشبان، إقامة ودراسة،كما كان الحال فى تراثنا القديم، حتى أروقة الأزهر القريبة العهد. لا يحتاج العلم إلى دولة ترعاه، أو مؤسسة تسانده، بل يكفى أن يتطوع عالم بمفرده بكل ذلك، على سنة القدماء أو ما يسمى قطّاعا خاصا أو مؤسسات ثقافية للمجتمع المدنى. فالعلم هو الدولة، والدولة صرح يشيده العلماء. بدأت الأعداد الأولى لمجلته “قضايا إسلامية معاصرة” فى الصدور، تنبئ بمضمونها واتجاهها، الطريق الثالث الذى يتجاوز السلفيين والعلمانيين. وتفتح صفحاتها إلى عديد من المفكرين الجدد الذين يمثلون هذا التيار، فى شكل حوارات معهم أو مقالات منهم، واضحة ومفهومة، وقادرة على إقناع القراء بما تريد… فقد آن الأوان لتطوير الفكر الإصلاحى، من الخطاب الأخلاقى الوعظى إلى الخطاب العلمى التحليلى. هو عراقى مهاجر إلى حوزة قم، بعد أن حُكم عليه بالإعدام فى بغداد، أيام حكم الاستبداد السابق، ومطاردة العلماء والقادة الوطنيين. لم تكن الهجرة إلى باريس أو لندن للنضال من بُعد، بل كانت إلى قم مدينة العلم والثورة، والقريبة إلى بغداد… وصدرت الأعداد الأولى لمجلة “قضايا إسلامية معاصرة”، وكأننى أقرأ نفسى، لا فرق بين شيعة وسنة. تحمل نفس الهموم، قضايا “التراث والتجديد”، متجاوزة ما كان يصدر فى العالم الإسلامى، فى الكويت، أو فى ماليزيا. تحمل همومًا ثقافية، وإن لم تشر صراحة إلى العراق أو إيران أو الثورة الإسلامية… تم تحويل “قضايا إسلامية معاصرة” من قم إلى بغداد، وعودة مؤسسها إلى موطنه الأصلى، شجاعة كبيرة فى جو العراق بعد نهاية الاستبداد، حيث الاحتلال مازال جاثما بطريقة أو بأخرى، وما يهدد العراق من مخاطر التجزئة. فالتحرر الحقيقى لا يأتى فقط عن طريق المقاومة العسكرية للاحتلال، أو مقاومة التجزئة الطائفية والعرقية، بين الشمال الكردى والوسط السنى والجنوب الشيعى، بل يأتى عن طريق العمل الثقافى على الأمد الطويل، وإعادة تفسير التوحيد بما يحقق وحدة العراق، والعدل بما يحقق العدالة الاجتماعية، والنبوة والمعاد كبعد للتاريخ بين الماضى والمستقبل، والإيمان والعمل هو الحاضر والتأثير فيه. ولا يكفى فقط إعادة قراءة العقائد، بل أيضا الأحكام الشرعية، وإعطاء الأولوية للمعاملات على العبادات. تستطيع “قضايا إسلامية معاصرة” أن تكون منبرا للحوار الوطنى بين مثقفى العراق وعلمائه، وليس فقط بين ساسته. فالثقافة السياسية لها الأولوية على العمل السياسى. شارك عبد الجبار الرفاعى فى أعمال الجمعية الفلسفية المصرية فى مؤتمرها بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية، وهو أحد أعضائها البارزين. بسبب اضطهاد الإسلاميين وسجنهم وتعذيبهم، فارتدوا معظمهم سلفيين محافظين.
الكل ينادى بالحل الثالث، وضرورة تجاوز الاستقطاب، لكن الواقع لا أحد يريده أو يفهمه، لأنه لا يطالب بالسلطة مطلب الفريقين المتنازعين. ويعمل على الأمد الطويل، التغيير الثقافى، والانتقال إلى مرحلة تاريخية جديدة. يتهمه العلمانيون بالإسلامية المتخفية، ويتهمه الإسلاميون بالعلمانية المتخفية. ليس له منبر يستطيع التحدث من خلاله. مازال تيارًا فكريًا يتمثله بعض المثقفين. وهو بعيد عن الوسطية التى تنتهجها التيارات الإسلامية المحافظة، لأنه يتطلب أحيانًا الثورة والتطرف فى أخذ حقوق الفقراء من أموال الأغنياء، وحقوق المستضعفين من نهب المستكبرين. لا يتعامل مع نظم سياسية، حتى لا يفقد استقلاله، ويظل تيارًا فكريًا يخاطب المثقفين، لإعادة بناء الثقافة الشعبية. هذا ما تمثله “قضايا إسلامية معاصرة” بإشراف وتوجيه عبد الجبار الرفاعى. وهو يمثل تيارا تنويريا فى العراق وإيران. وقد أصبح هذا التيار شائعًا كموضوع دراسة فى الماجستير والدكتوراه. كيف يمكن تحويل اجتهادات فردية فى بغداد والقاهرة إلى تيار فكرى، له مفكروه وطلابه وأنصاره وتأثيره؟ فمازال الاستقطاب بين التيارين الكبيرين، الإسلامى والعلمانى شديدًا… فمازال المنطق السائد هو منطق “إما… أو” على النقيضين، وليس منطق “معًا” أو “سويًا”، تحت تأثير حديث الفرقة الناجية، ووجود الحق من جانب واحد... الكل ينادى بالحل الثالث، وضرورة تجاوز الاستقطاب، لكن الواقع لا أحد يريده أو يفهمه، لأنه لا يطالب بالسلطة مطلب الفريقين المتنازعين. ويعمل على الأمد الطويل، التغيير الثقافى، والانتقال إلى مرحلة تاريخية جديدة. يتهمه العلمانيون بالإسلامية المتخفية، ويتهمه الإسلاميون بالعلمانية المتخفية.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

عبد الجبار الرفاعي: الطريق الثالث

د. حسن حنفي

تعرفت على شاب عراقي في مقتبل العمر في حوزة قم، يجتهد ويفكر في مدينة الاجتهاد والتفكير. حوّل بيته إلى مكتبة، وحصير غرفه إلى منتدى فكري وقاعات للاستقبال والدراسة، على طريقة العلماء القدماء. هو وأسرته يستقبلون الطلاب. لا فرق بين منزل وجامعة، بين طعام الجسد وطعام الروح. هو فقيه وعالم من علماء التراث، منفتح على قضايا العصر، مثل عديد من العلماء في قم الذين يحملون همّ نشر التراث، كما تفعل مؤسسة آل البيت لإحياء التراث للعلامة جواد الشهرستاني، التي أسسها وأنفق عليها، ويعمل فيها المحققون الشبان. ومثل أصحاب مكتبات التراث التي تزخر بها شوارع قم، فالدين والعلم قرينان. كما تزخر قم بعديد من مراكز الأبحاث لتربية العلماء الشبان، إقامة ودراسة،كما كان الحال في تراثنا القديم، حتى أروقة الأزهر القريبة العهد. لا يحتاج العلم إلى دولة ترعاه، أو مؤسسة تسانده، بل يكفي أن يتطوع عالم بمفرده بكل ذلك، على سنة القدماء أو ما يسمى قطّاعا خاصا أو مؤسَّسات ثقافية للمجتمع المدني. فالعلم هو الدولة، والدولة صرح يشيِّده العلماء. بدأت الأعداد الأولى لمجلته “قضايا إسلامية معاصرة” في الصدور، تنبئ بمضمونها واتجاهها، الطريق الثالث الذي يتجاوز السلفيين والعلمانيين. وتفتح صفحاتها إلى عديد من المفكرين الجدد الذين يمثلون هذا التيار، في شكل حوارات معهم أو مقالات منهم، واضحة ومفهومة، وقادرة على إقناع القراء بما تريد. فما كنت أفكر فيه: في إنشاء مجلة فصلية “اليسار الإسلامي” ها هي تصدر في قم، بصرف النظر عن العنوان. والأفكار تتوالى بصرف النظر عن المكان، قم أم القاهرة، مما يدل على مدى الحاجة إليها وواقعيتها. فقد آن الأوان لتطوير الفكر الإصلاحي، من الخطاب الأخلاقي الوعظي إلى الخطاب العلمي التحليلي. هو عراقي مهاجر إلى حوزة قم، بعد أن حُكم عليه بالإعدام في بغداد، أيام حكم الاستبداد السابق، ومطاردة العلماء والقادة الوطنيين. لم تكن الهجرة إلى باريس أو لندن للنضال من بُعد، بل كانت إلى قم مدينة العلم والثورة، والقريبة إلى بغداد. واستمر النضال الثقافى كأساس للنضال السياسي في أيام الثورة الأولى، التى كانت تمثل أملاً للمسلمين جميعا، خاصة في فلسطين بعد أن تحولت سفارة إسرائيل المفتوحة أيام الشاه إلى سفارة لفلسطين. صدرت الأعداد الأولى لمجلة “قضايا إسلامية معاصرة”، وكأنني أقرأ نفسي، لا فرق بين شيعة وسنة. تحمل نفس الهموم، قضايا “التراث والتجديد”، متجاوزة ما كان يصدر في العالم الإسلامي، في الكويت، أو في ماليزيا. تحمل همومًا ثقافية، وإن لم تشر صراحة إلى العراق أو إيران أو الثورة الإسلامية. وقد تجلى ذلك في المقابلة مع عبد الجبار الرفاعي، بعنوان “قم تسأل، والقاهرة تجيب”، مما أحزن بعض علماء قم، وكأن قم هي الحائرة، والقاهرة هي التي لديها الخبر اليقين، وهو غير صحيح على الإطلاق.كان يمكن أن يكون العنوان بالعكس “القاهرة تسأل، وقم تجيب”. فالسؤال أحيانا أهم من الجواب. تحويل “قضايا إسلامية معاصرة” من قم إلى بغداد، وعودة مؤسسها إلى موطنه الأصلى، شجاعة كبيرة في جو العراق بعد نهاية الاستبداد، حيث الاحتلال ما زال جاثما بطريقة أو بأخرى، وما يهدد العراق من مخاطر التجزئة. فالتحرر الحقيقى لا يأتى فقط عن طريق المقاومة العسكرية للاحتلال، أو مقاومة التجزئة الطائفية والعرقية، بين الشمال الكردي والوسط السني والجنوب الشيعي، بل يأتي عن طريق العمل الثقافي على الأمد الطويل، وإعادة تفسير التوحيد بما يحقق وحدة العراق، والعدل بما يحقق العدالة الاجتماعية، والنبوة والمعاد كبعد للتاريخ بين الماضي والمستقبل، والإيمان والعمل هو الحاضر والتأثير فيه. ولا يكفى فقط إعادة قراءة العقائد، بل أيضا الأحكام الشرعية، وإعطاء الأولوية للمعاملات على العبادات. تستطيع “قضايا إسلامية معاصرة” أن تكون منبرا للحوار الوطنى بين مثقفي العراق وعلمائه، وليس فقط بين ساسته. فالثقافة السياسية لها الأولوية على العمل السياسى. شارك #عبدالجبار_الرفاعي في أعمال الجمعية الفلسفية المصرية في مؤتمرها بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية، وهو أحد أعضائها البارزين.كان سيقدم هذا العام سيرته الذاتية، لولا أن منعته الظروف من الحضور. وهو يمثل تيارا تنويريا في العراق وإيران. كما يمثل “اليسار الإسلامى” هذا التيار في مصر. وقد أصبح هذا التيار شائعًا كموضوع دراسة في الماجستير والدكتوراه.

تتمة المقال منشور على هذا الرابط:

https://altanweeri.net/12570/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

5️⃣ مركز دراسات فلسفة الدين

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

https://altanweeri.net/12504/التفسير-الثالث-للدين؛-خارطة-طريق-عبد-ا/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

عمليةُ بناءِ الإنسان هي البدايةُ الحقيقيةُ لكلِّ عمليةِ بناءٍ خلّاقة، وما تنشدُه أيةُ تنميةٍ شاملة. رأسُ المالِ البشري المتعلم هو ما يتكفلُ بناءَ دولة مواطنة دستورية حديثة. رأسُ المالِ البشري أثمنُ من كلِّ رأسمال، فمهما امتلكنا من بترولٍ وغيره من مصادر الثروة المادية لن نتفوقَ على مَن يمتلكُ رأسَ المالِ البشري المكوَّن من الخبراء وذوي المهارات المتنوعة. الإنسانُ المتعلم أثمن من كلِّ شيءٍ، لا شيءَ يفوقُ الإنسانَ المتعلم بقيمته في عالَمنا الذي نعيشُ فيه. الاستثمارُ في الإنسان أثمن من كلِّ استثمار، تخلُّفُ البلدان ينشأُ من الفشل في بناء الإنسان، وإدمانِ الكسل. اليابانُ مثلًا تفتقرُ للموارد الطبيعية، لكنها بارعةٌ في بناء الإنسان، تقدّمت اليابانُ بسبب تفوق إنسانها بتكوينه التربوي والقيمي والتعليمي، وتراكم خبراته المهنية، ومثابرتِه على العمل، وارتفاعِ معدل إِنْتاجيَّته كمًّا وكيفًا. سنغافوة أيضًا تفتقر للثروات المادية، لكنها تفوقت على غيرها من البلدان، وقفزت لمعدلات باهرة في التنمية، بسبب أنها وضعت تكوين رأس المال البشري أولويةً في برامجها للتنمية، واعتمدت في ذلك على مكاسب العلوم والمعارف الحديثة، وما أنجزه العقلُ والخبرة البشرية من مكاسبَ مهمة في التربية والتعليم.

#عبدالجبار_الرفاعي
#التربية_والتعليم
#رأس_المال_البشري

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

يبدأ الكاتبُ حكايته ومغامراته في عالم الكتابة من الصفحة 62، تناول فيها محاولاته الأولى، قبل وبعد انتسابه إلى حوزة النجف الأشرف (ص64)، هي بداياتٌ أوليَّة مترنِّحة ككلِّ البدايات، ثم بدأ يتدحرج بها تدحرج كرة الثَّلج صاعداً بها إلى قمَّة الجبل، لكنْ تبيَّن له مع الأيام أنَّها مصدر آلامٍ ومعاناةٍ، ليس له بدٌّ منْ أن يحْتملها، فإذا كانتِ القراءة تمنحُه لذَّةً، فإنَّ الكتابة تمنحُه وجعاً مستديماً، "ربما هربتُ إلى حيلٍ نفسية، تنقذني من هلع الكتابة" (ص68)، كان إزاءها مشلولاً: "كنتُ أحسبُ أني مصابٌ بشلل الإرادة" (ص68)، والكتابة تعذبه "الكتابة تعذبني وتستنزفني" (ص69)، لها عنده فعلُ الإدمان، فهي قلقُه وهدوؤه "قبل الكتابة أقلق، حين أفرغُ منها أهدأ" (ص70)، ومصدرُ الآلام آتٍ من كونه يتمثَّلُ كتاباته، يعيشُها، ويتماهى معها، يكتبُ نصه، ويهذبه، ويضيفُ إليه، ويرجع إليه مرة بعد أخرى، ويعيشُ في جوِّهِ، وهو ربما يكون قد فارقه لموضوعٍ أوْ نصٍّ آخر... فنصوصه مسودَّاتٌ أبداً، حتى ولو كانتْ بيد قارئه، ويأملُ أنْ يجد بعض العزاء لدى قارئه، بل مستعدٌّ أن يدفع ضريبة أخرى، هي ضريبة الصدق والإخلاص يقدِّمُها راضياً بين يديِ قارئه.
عنوان كتاباته الصَّرامةُ والجِدُّ وَالجدَّةُ، قارئه المثالي هو الرِّفاعي نفسه، قبل أن يحيلها إلى قارئه الخارجي، يرى الكتابة تشذيباً متواصلاً، فهي "فنُّ الحذف والاختزال" (ص71)، وله في ذلك نفسُ رؤية أقطاب الفكر الحداثي، كما يرى أنَّ اللغة تُخْفي أكثر ممَّا تصرح، "أكثرُ الكتابات المنشورة تُخفي أكثر ممَّا تُعلن" (ص72)، ويذهبُ إلى أنَّ جوهر الكتابةَ كامنٌ في التناصِّ، فهي عصارة جميع القراءات السَّابقة "كلُّ كتابة حقيقية تختزل سلسلةً طويلةً من قراءة كتبٍ متنوعةٍ" (ص73)، فلا يمكنُ لكاتبٍ أن يُخْرِجَ نصاً محترماً إلاَّ إذا كانتْ حصيلتُه نصوصاً كثيفةً متراكمةً، يصهرها الفكرُ، وتلوِّنها العواطفُ، وتؤطِّرها الخبرة والتجربة، وتجوِّدُها الموهبةُ (ص102)، ويتحدث في عالم الكتابة عن عالم الترجمة، فيرى أنَّ الترجمة الصادقة هي التي تنقلُ روح الكلمات والعبارات، لا شكلها الخارجي، فلكلِّ لغةٍ منطقها الداخلي الخاص بها، الترجمة تجديدٌ للغة المنقولة إليها، تستقبلُ مصطلحات لا عهد لها بها، فتغتني وتتنوَّع وتتجدَّدُ، والترجمةُ حوارٌ بين لغتين.
ولكنَّ للكتابة عند الرفاعي جانباً آخر مهمّاً، هو جانبُ التَّجربة التي لا تتوفَّر في القراءة، فتزوِّده بخبرتها الخاصَّة، "الكاتب الصبور يتعلم من الكتابة أكثر ممَّا يتعلَّم من القراءة" (ص74)، ولأغلب الكتَّاب والشُّعراء طقوسهم الخاصَّة، وأزمنتهم عندما يباشرون الكتابة، لكنَّ الأمر عند الرفاعي يختلف، فهو لا يجدُها، ويعلن ذلك بعفويته "ليستْ لديَّ قواعدُ مُلزمة للكتابة، ولا طقوس..." (ص77)، لكنَّ أرَقَ الكتابة الحقيقية عنده، هي ما تتضمَّنُه، هي محتوى ما يكتبه، هنا مكمنُ صداعه المزمن، فهو يؤمن بأنَّ "الفرادةَ"، و "التَّميُّزَ" خاصيَّةٌ لازمةٌ لكتابةٍ ذات قيمةٍ، ذات مصداقيةٍ، يكونُ الكاتبُ فيها هو ذاته، حرّاً، لا إمَّعَةً مقلِّداً، يكون صدى غيره... لا يكون الكاتبُ عند الرفاعي "قيمةً مضافةً" إلاَّ إذا عاش ممارساً حريته الكاتب الشخصية... "يسعى الكاتبُ أن يعثر على صوته الخاص، ولغته الصَّافيَّة، وطريقه الذي لا يمرُّ عبر طريق غيره" (ص78).
يسعى الرفاعي أن تكون كتاباتُه زبدة مخاضه، لا يقدمها إلاَّ بعد تصفيتها خضَّةً بعد أخرى، فيُزيلُ كافَّة شوائبِها، فلا تكونُ إلاَّ زبدةً خالصةً "ما أكتبهُ...خلاصة تأملات عقلية، وتعبيراً عن خبرةٍ روحية وحياة أخلاقية" (ص78) ... إذَن فهو يشرَئبُّ نحو "الكتابة الإبداعيَّة"، ولا يسعى إلا نحوها.
يصارحُ قارئه بأنَّ قراءاته وكتاباته إنَّما هي حمياتٌ يتناولُها حرصاً على سلامته النفسية، وجلسات علاجية يتداوى بها من أمراض هذا العصر، أمراض الاغتراب النَّفسي، والقلق الناتج عن الحياة المركَّبة المعلَّبة، والشر الأخلاقي.
هذه الكتابة في نظره ترياقٌ لأدواء الروح والنَّفس والفكر... أدواء الطَّريق الطبيعية، التي تتحَّول مع الكتابة إلى سلالم للارتقاء والتكامل... هذه الأدواءُ هي أخطاء المسيرة الحياتية "الخطأ ضرورة لاستمرار الحياة وإثرائها وتجدُّدها" (ص84)، وهو من هذه الأخطاء، بدأ يتلمَّس طريق "الحقيقة"... الحقيقةُ هي جوهرةُ الإنسان المفقودة... لقد أدركها... "وأدركتُ أنَّ للحقيقة وجوهاً وطرقاً متنوعةً" (ص91)،
ويرى أنَّ للكتابة دوراً في ترقية الذات وتطويرها "أعيش الكتابة بوصفها أفقاً أتحقَّق فيه بطورٍ وجودي جديد" (ص76)، فكأنها حركة جوهريةٌ، إذْ يتماهى الكاتب مع قارئه، فهما معاً يتطوران أبداً... "العملية الإبداعية" عند الرفاعي تبدأ من القراءة، وتنتهي عند الكتابة النهائية... تبدأ لذَّة، وترتدُّ وجعاً، وتنتهي نشوة وسعادة.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

مواجعُ الحياة وآلامُها لا تُطاق، يشكو لي بعضُ الشباب من أن حياتَهم يعصفُ بها القلقُ الوجودي. أحدُ الشباب مولعٌ بمطالعة الكتب الكابوسية، أصبح سوداويًا متشائمًا قانطًا محبطًا ممزقًا من الداخل، بسبب انحصار مطالعاته بهذه الكتب فقط. استشارني فنصحته بالعودة إلى كتب تداوي جروحَ الروح، وتشفي نزيفَ القلب. عندما قرأها أخبرني بحدوث تحول استثنائي في حياته، حيث انخفضت وتيرةُ القلق الوجودي لديه، وبدأ يمارس عملَه بحيوية وفاعلية خلّاقة، ويخطط ويعمل من أجل مستقبل أجمل. أندهش كلّما شاهدتُ إغراقَ المكتبات بمؤلفات فرانز كافكا وإميل سيوران، وأمثالها من الكتب الكابوسية للمتشائمين العدميين، ممن لا يرون أيَّ شيء في حياة الإنسان إلا في الظلام. اتألم من تغييب كتاب "المثنوي" لجلال الدين الرومي وأمثاله من الأعمال الخالدة التي تنظر للعالم بعيونٍ مضيئة، وتداوي جروحَ الروح، وتشفي نزيفَ القلب.

#عبدالجبار_الرفاعي
#القراءة

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

من مكاسب عصر الإنترنت وشيوع وسائل التواصل القضاءُ على "طبقية التعليم".كلُّ شيء يريد الإنسانُ تعلّمَه اليوم متاحٌ للجميع بمختلف المراحل العمرية، يعلّمه أمهرُ المعلمين بأحدث الوسائل مجانًا. قبل هذا العصر كان أبناءُ الفقراء أمثالي، يوم كنتُ تلميذًا، عاجزين عن تعلّم اللغات والمهارات المتنوعة. أتألم كلّما تذكرت أمنيةً ضائعة في نفسي، بعد تخرجي في الثانوية قبل نصف قرن عندما كنتُ طالبًا ببغداد، شعرتُ بحاجة ماسة لتعلّمِ اللغة الإنجليزية وإتقانِها. سألتُ زملائي الطلاب، أخبروني بأن مَن يريد إتقانَ الإنجليزية عليه الالتحاقُ بدورات مكثفة في "المعهد البريطاني" في منطقة الوزيرية ببغداد، سألتُ عن أجور كلِّ دورةٍ فعلمتُ بضرورةِ دفع مبلغ باهض، لا أستطيع تأمينَه تلك الأيام. لم تتكرّر مثلُ هذه الفرصة، فضاعت هذه الأمنيةُ وأُضيفت إلى ما ضاع من أمنياتي. بعد سنوات طويلة كان باستطاعتي دفعُ المبلغ وقت توفر المال، لكن لم تعد الرغبةُ ممكنةَ التنفيذ، بعد أن ساقتني الأقدارُ بعيدًا عن مثل هذه الأحلام الجميلة.
سألتُ ولدي علي قبل أيام بعد مناقشته الماجستير، ماذا تفعل هذه المدة؟ فقال: انخرطتُ في معهد أونلاين لتعلم أجود طريقةٍ لتحميص القهوة وتحضيرها. قلتُ له: أعرف أنك خبيرٌ في هذه الصنعة، بعد دوراتٍ متعدّدة على أيدي خبراء محترفين، وممارسةِ المهنة منذ سنوات عمليًا، فلماذا تفعل ذلك؟ قال: أدرس في معهد استرالي متقدّم لتعليم تحضير أجود أنواع القهوة وأغلاها ثمنًا، يتولى التعليمُ فيه أكاديميون متخصصون في هذه الصنعة. هذا المعهد من أفضل المؤسسات التعليمية في هذا المضمار، يدرس فيه أونلاين عشرات الآلاف من قارات عديدة، شهادته معتبرة في كل أنحاء العالم، وأجور التعليم لديهم ليست فاحشة. فوجئت بوجود مثل هذا المعهد، فبادرتُ بسؤال: ومَن يريد تعلمَ صنعة أخرى هل هناك مثل هذا المعهد؟ فقال:كلُّ مَن يرغب بإتقان مهنة مهما كانت، يستطيع التعلّمَ وهو في بيته عبر الإنترنت، وكثيرًا ما يكون التعليمُ مجانًا. أردفتُ بسؤال إنكاري: هل تحضيرُ القهوة يتطلب وجودَ مهارات وتأهيلَ متخصّص لا يتقنه إلا مَن يتعلم في مثل هذه المؤسسة الأكاديمية المختصة؟ فأجاب: حجم التداول في سوق القهوة عشرات المليارات، الجيل الجديد مسحور بالقهوة، لم يعد أكثرُهم يشرب الشاي، القهوة شرابُه المفضل في كلِّ الأوقات. عندما رجعتُ إلى محرك البحث لأتحقّق من حجم التداول، قرأتُ تصريحًا لخبيرٍ بسوق القهوة، جاء فيه: "أكد علي الإبراهيم، المؤسس والمدير التنفيذي لتطبيق COFE، وهو عبارة عن سوق إلكترونية للقهوة، أن سوق القهوة العالمية التي يبلغ حجمها اليوم 150 مليار دولار، ستنمو بعشر مرات خلال السنوات الخمس المقبلة، على الرغم من مشكلة الجفاف، وتقطّع سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار البن مؤخراً" .
من المكاسب الأخرى لعصرِ الإنترنت وشيوعِ وسائل التواصل الحدُّ من تضخمِ "طبقية العلاقات الاجتماعية" وأرستقراطيتها الممقوتة، وعيشِ الطبقة العليا في حصون منيعة بعيدًا عن المجتمع. وسائل التواصل كسرت حصونَ الأسوار المغلقة، وفكّكت كثيرًا من شكليات البروتوكولات الزائفة، وحاصرت الشخصياتِ السياسية والاجتماعية والثقافية في قصورهم وأبراجهم العاجية، واضطرتهم للخروج والعودة لحياة المجتمع والتواصل مع شؤون الناس وهمومهم.

#عبدالجبار_الرفاعي #وسائل_التواصل https://alsabaah.iq/88778-.html

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

من الفهم الى الأنطولوجيا .. في سوسيولوجيا الدين: قراءة للدين والظمأ الأنطولوجي

د. فاطمة الثابت
لكي نقبل هذا العالم يجب أن نرفض هذا العالم، فالوجود أستُهلك إلى درجة الأضمحلال، وهناك تناقض فعلي بين تأمل العالم وبين تحويل العالم، ومن هنا تبرز ضرورة توظيف الفهم الحقيقي للدين ليرتوي "الظمأ الأنطولوجي".
من منظور اجتماعي، تتضمن أنطولوجيا الدين دراسة طبيعة الكيانات والتجارب والظواهر الدينية في إطار الهياكل والمؤسسات والتفاعلات الاجتماعية. يدرس علماء الاجتماع كيف يشكل الدين المجتمع ويهيكله، وينظرون إلى البناء الاجتماعي للواقع الديني. من أهم القراءات السوسيولوجية للدين قراءة إميل دوركهايم، عالم الاجتماع الرائد، الذي تناول دراسة الدين من منظور وجودي، لا سيما في عمله الأساسي: "الأشكال الأولية للحياة الدينية" الذي نشر عام 1912، كان دوركهايم مهتمًا بفهم الطبيعة الأساسية وجوهر الدين داخل المجتمعات البشرية.
كما قدم ماكس فيبر، عالم الاجتماع الألماني، مساهمات كبيرة في الفهم الاجتماعي للدين من خلال كتابه "الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية "، بينما ركز إميل دوركهايم على التكامل الاجتماعي والجوانب الجماعية للدين، كان نهج فيبر أكثر دقة وشمل باستكشاف تجربة الفرد الذاتية، وتأثير الأفكار الدينية على التغيير الاقتصادي والاجتماعي، حيث وظّف (الفهم). كان نهج فيبر في فهم الظواهر الاجتماعية، بما في ذلك الدين، يرتكز على مفهوم "Verstehen"، وهو ما يعني الفهم باللغة الألمانية، وشدد على أهمية فهم المعاني الذاتية التي يعلقها الأفراد على أفعالهم ومعتقداتهم وتجاربهم. في دراسة الدين كان هذا يعني الاهتمام بالتجارب الحياتية للأفراد والمعاني التي ينسبونها إلى الممارسات الدينية.
وبغض النظر عن السياقات التاريخية التي ميزت بداية وجهات النظر الحداثية وتأثيرها الدائم، فضلاً عن الظهور اللاحق لاتجاهات ما بعد الحداثة، التي كشفت عن نقاط الضعف في العديد من الأيديولوجيات الحداثية، أو من زاوية مختلفة، النظر في إعادة تشكيل المشهد الفكري عالميًا، إن الحاجة ملحة إلى فهم جديد خاصة في العصر الحالي، بعد تراجع الهيمنة الأيديولوجية للفكر الغربي، أصبح من الضروري بالنسبة لنا أن نفهم فهمًا جديدًا واقعنا.
هذا الفهم يبدأ من تشخيص دقيق لأزمة التديّن، حيث يبين د. عبد الجبار الرفاعي: "إن ما وضع الدين اليوم في مأزق تأريخي، هو ترحيله من مجاله الأنطولوجي الى المجال الأيديولوجي هذا من جهة، ومن جهة أخرى ازدراء بعض النخب للدين واحتقارهم للتديّن، أثر الفهم الساذج المبتذل لحقيقة الدين في فهمهم، والصدور في أحكامهم من نمط التديّن الأيديولوجي الشائع".
في رحلة عميقة من الذات ينتقل بنا الرفاعي الى الوجود الإنساني، حيث يعتبر "الإيمان تجربة ذاتية، خلافًا للفهم والمعرفة، لا يتحقق الإيمان بالنيابة، بوصفه تجربة تنبعث من الداخل، وصيرورة تتحقق بها الروح وتتكامل، ونمط وجود يرتوي به الظمأ الأنطولوجي للكائن البشري". مَن يقرأ الفصول الأولى للكتاب وما بعدها يفهم هذا النص بتجلياته، يبدأ كتاب: "الدين والظمأ الأنطولوجي" بنسيان الذات، ثم نسيان الأنسان، ليصل الى التجربة الدينية وأزمة الظمأ الأنطولوجي، وبعدها يقف على الاحتكار الأيديولوجي لإنتاج المعنى الديني، ويخرجنا من هذه الأزمات الى ضرورة تجديد الفكر الديني. مما يؤدي في النهاية إلى استكشاف التجارب الدينية والتعطش الوجودي للمعنى، فهو يدقق في أزمة الشوق الوجودي، ويواجه احتكار الأيديولوجيات لإنتاج المعنى الديني. وبذلك ترشدنا رحلة الرفاعي إلى الخروج من هذه التحديات الوجودية، وترسم خارطة طريق لتجديد الفكر الديني.
وفي تنمية هذا الفهم والانغماس في الأعماق الروحية لهذه المعاني، هناك تجنب متعمد للابتعاد والازدراء تجاه الذات أو نقيضها، وبدلًا من ذلك، يبدأ الاستكشاف من الذات، ويمتد نحو الوجود، ويرسم صورة متكاملة للوجود الإنساني.

د. فاطمة الثابت، أستاذة الاجتماع في كلية الآداب بجامعة بابل في العراق.


https://al-aalem.com/article/52034-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%B7%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

قد يقول قائل إن الرفض بكلّ أشكاله وبتعددها، ومع تظافر هذه التعددية، سيولّد تحولاً وتغيراً منشوداً في النهاية. وقد يكون هذا واقعاً، لكني أرى أنه مكلفٌ للغاية، إذا كان عنيفاً وذا صفة اغترابية انعزالية، وأول هذه الكلفة تكريس النزعة العنيفة في هذا العالم.كثيرون ممن ينتقدون التجليات العنيفة لبعض أشكال التدين ينتهي بهم المطاف إلى أنهم يكشفون الغطاء عن التجليات العنيفة للاتديّن أيضاً. تطرّفٌ وتطرّفٌ مضادّ، ينبغي ترشيده بمساعي إعادة التوازن، ومما لا شكّ فيه أن كتابات عبد الجبار الرفاعي تشكل مسعىً هاماً في هذا الإطار، بالشكل الذي يمكن أن يقرأ له كلّ من امتلك نزعة الانصاف والتوازن، وابتعد عن مصيدة التصنيفات والتعميمات.

https://afkaar.center/2023/12/08/%d9%81%d8%b1%d9%82%d9%8c-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%af-%d9%8a%d9%81%d9%83%d9%91%d9%83-%d9%84%d9%8a%d9%87%d8%af%d9%85-%d9%88%d9%86%d8%a7%d9%82%d8%af%d9%8d-%d9%8a%d8%a8%d9%86%d9%8a-%d9%88/

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

الوردي وشريعتي في الميزان

د. طه جزّاع
بحدود اطلاعي ومعرفتي المتواضعة، فإنَّ قراءة تحليليَّة لفكر علي الوردي، ومراجعة نقديَّة جادة لطروحاته، لم تتم حتى الآن، فالرجل دخل نادي المقدسات عند الكثير من القرَّاء والباحثين والطلبة الذين باتوا يرددون بعضَ مقولاته الاجتماعيَّة كما لو كانت نصوصاً مقدسة. والحقيقة أنَّ الرجل مثله مثل أي عالمٍ كبيرٍ متواضع، لم يكن ينظرُ إلى نفسه هكذا طيلة حياته، بل أنَّه كان كثيراً ما يعترف بالخطأ في بعض الاستنتاجات، ويعلنُ بشجاعة العلماء التراجعَ عنها.
وبعد أكثر من نصف قرنٍ من تفتح عينيه وهو فتى بعمر 15 عاماً، على الجزء الأول من كتاب الوردي" لمحات اجتماعيَّة في تاريخ العراق الحديث"، يعود الباحث عبد الجبار الرفاعي لقراءة كاتبه المفضل الذي انجذب مبكراً إلى عقله النقدي، وطريقة تفكيره، وواقعيته، "واهتمامُه بالمهمَّش والمهمَل واليومي في المجتمع"، قراءة جديدة فاحصة ناقدة. وكذلك كان الأمر مع علي شريعتي الذي اطلع على آثاره الصادرة بالفارسيَّة قبل أكثر من ثلاثين عاماً. بل أنَّ الرفاعي يعقد مقارنة بين الاثنين، موضحاً البونَ الشاسعَ بين الرجلين، بينما يتوهم الكثيرون، أنَّ الوردي قد سار على خطى شريعتي في بعض طروحاته الدينيَّة والسوسيولوجيَّة، وأنَّه قد أخذ منه بعض الآراء وتأثر بها. لكنَّ قراءة الرفاعي الجديدة لكلا المُفَكِرَين تبين بوضوحٍ تامٍ الفرقَ بينهما، ففي حين كان الوردي مثقفاً نقدياً خرج من المجتمع والأيديولوجيات السياسيَّة، فإنَّ شريعتي كان مثقفاً أيديولوجياً، فأعمال الوردي تسودُها "عقلانيَّة نقديَّة لا تخلو من انطباعات ذاتيَّة، وما يسود أعمالَ شريعتي التبشيرُ بأيديولوجيا الثورة".
"المثقَف النقدي غير المثقّف الأيديولوجي" وبذلك يضع الرفاعي كلاً من الوردي وشريعتي في ميزانه الفاحص، وهو لا يرغب بأنْ يقسو كثيراً على أول من قرأ له بدهشة القراءة الأولى، والإطلالة الأولى على عالم المدينة في الشطرة التي عاش فيها ثلاث سنوات طالباً، وفيها اكتشف عالم علي الوردي، لكنَّه يشيرُ إلى افتقار الوردي إلى تكوين في الفلسفة، وعلم الكلام، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والتصوف، وغيرها من علوم الدين التراثيَّة، يماثل خبرته الواسعة "بثقافة المجتمع العراقي وتقاليده وأعرافه وفولكلوره، وتاريخه في القرنين الأخيرين"، لذلك فإنَّ بحثه في شخصيَّة الفرد والمجتمع العراقي "لم يتوغل في الحَفر ليصل إلى البنى الدينيَّة والأنساق الاعتقاديَّة المترسخة في اللاوعي الجمعي". 
وإذا كان شريعتي "مثقفاً رسولياً، كرّس جهوده لترحيل الدّين من الأنطولوجيا إلى الأيديولوجيا"، فإنَّ علي الوردي كان يمثل بذرة "المثقّف الديني النقدي"، وكان أول مثقفٍ ديني عراقي تُجهض ولادته.
لم يدخل علي الوردي في معركة مع الله.
هكذا يقرر الرفاعي في دراسته المقارنة المثيرة بين الوردي وعلي شريعتي.

https://alsabaah.iq/88548-.html

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

العراقي ليس استثناء

د. عبد الجبار الرفاعي
لا تخلو آثارُ بعض الكتّاب في وطننا من أحكام سلبية يخصّ بها العراقي، وربما قدحٍ وهجاءٍ وتندّر بظواهر تطغى على سلوكِه وعلاقاتِه الاجتماعية وثقافتِه وطريقةِ تفكيره، وكأن الأفرادَ والمجتمعات الأخرى تخلو من تلك الظواهر. العراقي لا ينفرد بشخصيته وتاريخه وتحولاته عن غيرِه من البشر، طبيعتُه الإنسانية كغيره في مجتمعات أخرى. تاريخُ العراقي ليس مستقلًّا عن تاريخِ البشرية، وشخصيةُ العراقي ليست استثناءً من البشر. العراقي ليس أفضل إنسان ولا أسوأ إنسان، العراقي ككلّ الناس محكومٌ بما يتحكم بحياة ومآلات البشر من عوامل طبيعية ومجتمعية ترسم مصائرَه مع أمثاله من الناس. تطورُ العلوم والمعارف والتكنولوجيا يؤثر على حياة الكلّ بدرجات ليست متطابقة. ينفرد العراقي بعوامل وأحوال ووقائع تخصّه من دون سواه، مثلما ينفرد غيرُه في مجتمعات أخرى بظروف محلية خاصة.
توصيفاتُ وأحكامُ هؤلاء الكتّاب الصارمة بالازدواجية والتناشز والفصام لا يختصّ بها العراقي، يمكن تطبيقُها على أفراد ومجتمعات محكومة بسياقات دينية وثقافية واجتماعية مماثلة لما يعيشه الفردُ والمجتمع العراقي. لو عاش إيُّ إنسانٍ ظروفَ العراقي وتجرّع مرارات واقعه المفروض عليه، يصير سلوكُه مشابهًا لسلوك العراقي. قلّما رأيتُ مَن يعطي مجانًا في مجتمعات عرفتها، رأيتُ بعضَ العراقيين يبادرون فيفيضون محبتَهم ودعمَهم العاطفي وحتى أموالهم مجانًا. عشتُ في بلدان متعددة وعاشرتُ مجتمعات متنوعة، تلمستُ الازدواجيةَ والتناشز والفصام والمراوغة والتمويه والخداع في سلوك الإنسان. رأيتُ شخصيةَ الإنسان في بعض تلك المجتمعات أشدَّ غموضًا وتركيبًا ووعورةً من الشخصية العراقية. هذه ليست حالاتٍ شاذة أو مختصة بفرد أو مجتمع.كلُّ إنسان يحمل تناقضاتٍ في داخله، على وفق البنيةِ السيكولوجية لشخصيته، ونمطِ تربيته، وعقدِه النفسية والتربوية، ودرجةِ وعيه، وكيفيةِ رؤيته لذاته وللعالَم. الطبيعة الإنسانية في غاية التركيب والتعقيد والعمق، يقول علي الوردي: "إن طبيعةَ البشر هي من أصعب المواضيع النفسية والاجتماعية، إن لم تكن أصعبها جميعًا، فهي موضوعٌ متشعبٌ ومعقد إلى أبعد الحدود، والواقعُ أني كلما توغلت في دراسته شعرت بأني لا أزال في أول الطريق، وكلما بحثتُ في جانب منه ظهرت لي جوانبُ أخرى تحتاج إلى بحث. ظهرت في موضوع الطبيعة البشرية نظرياتٌ متعددة، ونشرت فيه دراسات لا تحصى، وأعترف أني أشعر بالعجز تجاه تلك النظريات والدراسات، فهي في غاية الصعوبة، بل من المستحيل استيعابها كلّها. أضف إلى ذلك أنها قد تتعارض وتتناقض، ولهذا يقف الباحثُ حائرًا لا يعرف ماذا يأخذ منها وماذا يترك" . ويكتب ابن خلدون: "إنّ الإنسانَ ابن عوائده ومألوفه لا ابن طبيعته ومزاجه، فالذي ألفه في الأحوال حتّى صار خلقًا وملكة وعادة، تنزّل منزلة الطبيعة والجبلة واعتبر ذلك في الآدميّين تجده كثيرًا صحيحًا" ، ويشرح في موضع آخر من المقدّمة كيف تتشكل شخصيةُ الإنسان في سياق الواقع الذي يعيشه بقوله: "ألا ترى إلى أهل الحضر مع أهل البدو، كيف تجد الحضري متحليًا بالذكاء ممتلئًا من الكيس، حتى إن البدوي ليظنه أنه قد فاته في حقيقة إنسانيته وعقله، وليس كذلك، وما ذاك إلا لإجادته في ملكات الصنائع والآداب في العوائد والأحوال الحضرية ما لا يعرفه البدوي، فلما امتلأ الحضري من الصنائع وملكاتها وحسن تعليمها ظن كلُّ من قصر عن تلك الملكات أنها لكمال في عقله، وأن نفوس أهل البدو قاصرة بفطرتها وجبلتها عن فطرته، وليس كذلك، فإنا نجد من أهل البدو من هو في أعلى رتبة من الفهم والكمال في عقله وفطرته، إنما الذي ظهر على أهل الحضر من ذلك هو رونق الصنائع والتعليم، فان لها آثارًا ترجع إلى النفس" .
لا فرقَ بين العراقي وغيره في مجتمعات أخرى، الإنسانُ محصلة تاريخ الإنسان. الإنسانُ في تلك المجتمعات كثيرًا ما يستطيع التحكّمَ بتناقضاته، ويخفي كثيرًا منها خلفَ أقنعة يتقن حياكتَها. العراقي محتقنٌ متفجر، نتيجة لمعطياتِ الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي المفروض عليه، وظروفِ حياته المحكومة بتقاليد استبدادٍ وعنف متواصلة، لذلك غالبًا لا يستطيع إخفاءَ غضبه وتناقضات سلوكه، وهو أقلّ قدرةً على التحكم بانفعالاتِه وردودِ أفعاله الفجائية، إثر الغضب المكبوت زمنًا طويلًا بداخلة.

Читать полностью…

عبدالجبار الرفاعي

أما عن الكتابة عند الرفاعي؛ فهي كما يصفها تجرِبةُ وجود، وتحقيقٌ للذات بطورٍ أعمق، هي خلاصةٌ لكونك لا يمكن أن تكون كاتبًا عميقًا ما لم تكن قارئًا حاذقًا، تواصل مِران الكتابة وتنغمس فيها حتى تخرج كتاباتُك في أبهى تجلياتها، وأعمق معانيها، الكتابة اِختبارٌ أخلاقيٌ لضمير الكاتب. يقول مؤلف "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة": "أعيشُ الكتابةَ بوصفها أُفقًا أتحَقّق فيه بطور وجودي جديد. الصدقُ في التعبير عن الذات هو البدايةُ الحقيقية للكتابة. أنا مشغول بالذات وأنماطِ تحقّقها، وليس في إصدار الأحكام على الناس والخوض في شؤونهم وخصوصياتِهم".كتاباته تمنحك من الشجاعة ما يكفي لتُنصت لصوت تساؤلاتك، ألا تخافها ولا تقمعها، تحثّك على التفكير الهادئ، ومراجعة القناعات وسبر أغوار النفس. في الحديث عن القارئ والكاتب نرى الرفاعي يتناول حالاتهما السيكولوجية بمهارة مَن يعرف أعماقَ النفس الإنسانية وتذبذباتها وقلقها وحالاتها المتقلبة، يشرح لنا كيف تكون القراءةُ أفراحا ومسرات وابتهاجا، وكيف تولد الكتابة بمشقة تكاد تزهق روحَ الكاتب المبدع بمكابدتها أحيانًا.
سيرة الرفاعي في القراءة والكتابة باهرةٌ زاهرة، تستحق التأمل، والإنصات لما بين السطور، هي بستانٌ وارف تنهل منه ولا تكتفي، أقترح على مَن يهمّه التعرّف على تجارب القراء والكتّاب بقراءة كتاب: "مسرّات القراءة ومخاض الكتابة" ليتعرف على فصلٍ شيّق من سيرة كاتب كّرس كلَّ حياته لقراءة الكتب، وخاض مشقةَ الكتابة بشجاعة، واستنزفته تمارينُها المنهكة. وأخيرًا أقترح قراءةَ مؤلفات الرفاعي الأخرى، التي لا تقلّ ثراءً عن هذا الكتاب القيّم. أقول ذلك عن تجربة قراءة متوالية لها، وقد أعانتي في التغلّب على متاعب حياتية متنوعة، وأيقظتْ وعيي، وعملتْ على إثارة عقلي بأسئلةٍ عميقة وإجابات مبتكرة.

#عبدالجبار_الرفاعي
#غفران_سعد
#القراءة
#الكتابة
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=812377

Читать полностью…
Subscribe to a channel