rouknouahlilmadinah | Unsorted

Telegram-канал rouknouahlilmadinah - رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

629

فقه أهل المدينة على عقيدة السلف بقلم أبي لبابة الخضر بن شريف بتقاوي الجزائري للاستفسارات: @Mahadelimamsouhnoun_bot

Subscribe to a channel

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

لماذا لم يدخل رأيُ أبي حنيفة المدينةَ في العصور الأولى


قال الخطيب البغدادي (ت.٤٦٣هـ) في كتابه "تاريخ بغداد" (٥٤٤/١٥-٥٤٥): أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، وأخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا حمزة بن محمد بن علي بن هاشم المامطيري بها، قالا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا صاحب لنا، عن حمدويه، قال: قلت لمحمد بن مسلمة: ما لرأي النعمان دخل البلدان كلها إلا المدينة؟

قال [أبو هشام محمد بن مسلمة المديني من أفقه أصحاب الإمام مالك وأقربهم إليه (ت.٢١٧هـ) -رحمه الله-]: "إن رسول الله ﷺ قال: "لا يدخلها الدجالُ، ولا الطاعونُ، وهو دجّال من الدجاجلة".

وقال الخطيب: أخبرني محمد بن الحسين الأزرق، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ أن أبا رجاء المروزي أخبرهم، قال: قال حمدويه بن مخلد: قال محمد بن مسلمة المديني، وقيل له: ما بال رأي أبي حنيفة دخل هذه الأمصار كلها ولم يدخل المدينة؟

قال: "لأن رسول الله ﷺ قال: على كل نَقْب من أنقابها ملكٌ يمنع الدجال من دخولها، وهذا من كلام الدجالين فمِنْ ثَمَّ لم يدخلها، والله أعلم".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قلت: إنما كان ذلك في العصور الأولى، أما اليوم لا تكاد تجد مجلساً من مجالس المدينة إلا ويبث فيه قول جهم والكرابيسي ويثنى على أبي حنيفة وأمثاله، والله المستعان.

انظر أيضاً: إجماع أئمة السلف ومنهم الإمام مالك على تضليل أبي حنيفة

#ذم_الرأي

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

إنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله ﷺ وأصحابه، ولا نتبع الرأي


قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي الفسوي (ت.٢٧٧هـ) -رحمه الله- في كتابه "المعرفة والتاريخ" (٧٨٩/٢-٧٩٠):

حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحُنيني، قال:

قال مالك: ما وُلد في الإسلام مولودٌ أضرَّ على أهل الإسلام من أبي حنيفة؛ وكان يعيب الرأي، ويقول: قُبض رسولُ الله ﷺ وقد تم هذا الأمرُ واستكمل، فإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله ﷺ وأصحابه، ولا نتبع الرأي [وإنه متى اتُّبِعَ الرأي] جاء رجل أقوى منك في الرأي فاتبعتَه، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعتَه، أرى هذا الأمرَ لا يَتِمّ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بين المعقوفتين زيادة من تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (١٥/٥٤٥).

#قال_إمام_دار_الهجرة
#ذم_الرأي

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

الرخصة في الشرب بنفس واحد لمن لا يتنفس في الإناء


روى الإمام مالك (ت.١٧٩هـ) -رحمه الله- في "موطئه" (٢/٩٢٥) تحت باب "النهي عن الشراب في آنية الفضة، والنفخ في الشراب" عن أيوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص، عن أبي المثنى الجهني، أنه قال: "كنت عند مروان بن الحكم، فدخل عليه أبو سعيد الخدري، فقال له مروان بن الحكم: أسمعتَ من رسول الله ﷺ أنه نهى عن النفخ في الشراب؟
فقال له أبو سعيد: نعم.
فقال له رجل: يا رسول الله، إني لأروى من نفس واحد.
فقال له رسول الله ﷺ: فأَبِنِ القَدَحَ عن فيك، ثم تنفّسْ.
قال: فإني أرى القذاةَ فيه.
قال: فأهرِقْه".

وفي "العتبية" (البيان والتحصيل ٢٦٧/١٧-٢٦٨) قال مالك في حديث النبي -عليه السلام-: «إني لا أروى من نفس واحد»، فقال له النبي -عليه السلام-: «فأبن القدح عن فيك»: "وإني لا أرى بالشرب من نفس واحد بأساً، وأرى فيه رخصة لموضع الحديث: «إني لا أروى من نفس واحد»".

قال أبو الوليد محمد بن رشد (ت.٥٢٠هـ) تعليقاً على قول الإمام مالك: "استدلال مالك بالحديث على إجازة الشرب في نفس واحد بيّنٌ واضح؛ لأن النبي ﷺ لمّا نهى عن النفخ في الشراب فقال له الرجل: «إني لا أروى من نفس واحد» قال له: «فأبن القدح عن فيك ثم تنفس» ومعناه: فإن كنت لا تقدر على ذلك فأبن القدح عن فيك ثم تنفس.
وفي ذلك دليل ظاهر على أنه إن قدر على ذلك جاز له أن يفعله.
والنظر يدل على جواز ذلك أيضا؛ لأن النهي إنما جاء عن النفخ في الإناء أو التنفس فيه؛ روي عن ابن عباس قال: «نهى رسول الله ﷺ أن ينفخ في الإناء أو يتنفس فيه» . وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا يتنفس أحدكم في الإناء إذا كان يشرب، ولكن إذا أراد أن يتنفس فليؤخره عنه ثم يتنفس».
فإذا لم يتنفس في الإناء جاز له أن يشرب كيف شاء، إن شاء في نفس واحد، وإن شاء في نفسين، وهو قول عمر بن عبد العزيز؛ روي عن ميمون بن مهران أنه قال: رآني عمر بن عبد العزيز وأنا أشرب، فجعلت أقطع شرابي وأتنفّس، فقال: إنما نهى رسول الله ﷺ أن تنفّسَ في الإناء، فإذا لم تَنفّسْ فيه فاشربْه إن شئتَ في نفس واحد.
وقوله عين الفقه، وهو قول سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح (...)".

وقال أبو عمر ابن عبد البر (ت.٤٦٣هـ) في "الاستذكار" (٣٠٢/٨-٣٠٣) تعليقاً على حديث الباب: "وفي هذا الحديث الرخصة في الشرب بنفس واحد، وكذلك قال مالك -رحمه الله؛ روى عيسى بن دينار عن ابن القاسم عن مالك أنه رأى في قول النبي ﷺ في الرجل الذي قال له: «إني لأروى من نفس واحد»، فقال له النبي ﷺ؛ «فأبن القدح عن فيك»؛ قال مالك: "فكأني أرى في ذلك رخصةً أن يشرب من نفس واحد".

قال مالك: "ولا أرى بأساً بالشرب من نفس واحد، وأرى فيه رخصة لموضع الحديث: «وإني لا أروى من نفس واحد»".

قال ابن عبد البر: يريد مالك -رحمه الله- أن النبي ﷺ لمّا لم يَنهَ الرجل الذي قال له: «فإني لا أروى من نفس واحد» أن يشرب من نفس واحد، بل قال له كلاماً معناه: فإن كنت لا تروى من نفس واحد فأبِنِ القدحَ عن فيك.
وهذا إباحة منه للشرب من نفس واحد أو كالإباحة".

ثم قال: "وروي عن سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن عبد العزيز أنهم قالوا: لا بأس بالشرب في نفس واحد، وقد ذكرنا الأسانيد عنهم بذلك.

وقال ميمون بن مهران: رآني عمر بن عبد العزيز وأنا أشرب، فجعلت أقطع شرابي وأتنفّس، فقال: إنما نُهي أن يُتنفّسَ في الإناء، فإذا لم تتَنفّسْ في الإناء، فاشربْه إن شئتَ بنفس واحد.

قال ابن عبد البر: قول عمر بن عبد العزيز هذا هو تفسير الباب وتهذيب معناه".

انظر أيضاً: كراهية النفخ في الطعام والشراب

#فقهيات_مدنية
#كتاب_صفة_النبي_ﷺ

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

في جواز قول الرجل لغيره "يا سيدي" وأن "السيّد" و"الحنّان" ليسا من أسماء الله -عز وجل- واستحباب الدعاء بـ"اللهم" كما دعت به الأنبياء


قال أبو عبد الله محمد بن أحمد العتبي القرطبي (ت.٢٥٥هـ) -رحمه الله- في "المستخرجة" المعروفة بـ"العتبية":

"وسئل [مالك] هل كان أحد بالمدينة يكره أن يقول العبد لسيده "يا سيدي"؟
فقال: لا، ولم يكره ذلك، وقال الله -تعالى-: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا اَ۬لْبَابِۖ} [يوسف: ٢٥]، وقال -تبارك وتعالى-: {وَسَيِّداٗ وَحَصُوراٗ وَنَبِيٓـٔاٗ مِّنَ اَ۬لصَّٰلِحِينَۖ} [آل عمران: ٣٩] فلم يكره ذلك.
قيل: يقولون: إن السيد هو الله.
قال: فأين في كتاب الله أن الله هو السيد(١)؟ هو الرب، قال: {رَّبِّ اِ۪غْفِرْ لِے وَلِوَٰلِدَيَّ} [نوح: ٣٠]، وقال: {وَقُل رَّبِّ اِ۪رْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَٰنِے صَغِيراٗۖ} [الإسراء: ٢٤].
قيل: أفتكره أن يدعو الرجل فيقول "يا سيدي"؟
فقال: غير ذلك أحب إلي أن يدعو بما في القرآن وما دعت به الأنبياء.
قيل: ذلك أحب إليك من أن يقول "يا سيدي"؟
فقال: نعم، لا أحب أن يقول "يا سيدي"، وغير ذلك أحب إلي.

وقال: وسئل [مالك] عن الذي يقول في دعائه: "يا سيدي"، فكرهه وقال: أحب إلي أن يدعو بما في القرآن وبما دعت به الأنبياء: "يا رب"، وكره الدعاء بـ"يا حنان".

وقال: وسئل مالك: عن الرجل يقول يالله يا رحمن يا رحيم، قال: يقول: يا رحمن يا رحيم فيقول يالله؟
قال: يقول: اللهم أبيَنُ، ويدعو بما دعت به الأنبياء(٢).

البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة (١/٤٥٦ و١٧/٤٢٢ و١٨/٤٣٠)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) فيه إشارة إلى عدم ثبوت الحديث الذي أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي الذي فيه "السيد الله تبارك وتعالى".

(٢) لا خلاف بين المسلمين في جواز دعاء الله باسميه الرحمن والرحيم فلم يكرهه مالك وإنما استحب الدعاء بـ"اللهم" و"يا رب" اقتداءً بالأنبياء كما ورد في القرآن.

قال أبو الوليد محمد بن رشد (ت.٥٢٠هـ) تعليقاً على قول الإمام مالك: و"اللهم" بمنزلة "الله"؛ لأن الميم زيدت في اسم الله عوض "يا" النداء المحذوفة من أوله تعظيماً له بذلك.

#فقهيات_مدنية
#كتاب_الجامع

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

كراهة تزين الرجل بالكحل


قال أبو عبد الله محمد بن أحمد العتبي القرطبي (ت.٢٥٥هـ) -رحمه الله- في "المستخرجة" المعروفة بـ"العتبية":

"وسئل [مالك] عن الكحل للرجل بالنهار، فقال: ما يعجبني أن يكتحل الرجل بالليل ولا بالنهار، إلا أن تكون تأخذه علة فيكتحل، وإنما الكحل من أمر النساء(١)، وما أدركت أحداً من الناس يكتحل هكذا إلا من ضرورة(٢)، ولربما وجدتُ الشيءَ(٣) فاكتحلتُ به فجلستُ في البيت ولم أخرج منه".

البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة (١٨/٤٣٨)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) يستفاد من ذلك أن التزين بالكحل تشبه بالنساء ومن تداوى به لعلة يجدها اجتنب الخروج به.
(٢) من ضرورة: أي من علة
(٣) وجد الشيء: أي اشتكى عينيه

#فقهيات_مدنية
#كتاب_الجامع

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

إِذا جاء عن النبي ﷺ حديثان مختلفان وبلغنا أن أبا بكر وعمر عملا بأحد الحديثين وتركا الآخر كان في ذلك دلالة أن الحق فيما عملا به


جاء في "التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد في حديث رسول الله ﷺ" (٢٥٨/١٩-٢٥٩): "[ٍروى] مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن رسولَ الله ﷺ أفرد الحجَّ.

قال أبو عمر [ابن عبد البر (ت.٤٦٣هـ)]: هذا أصح حديث يروى عن النبي -عليه السلام- أنه أفرد الحجَّ وإليه ذهب مالك في اختياره الْإفراد وأصحابُه وأبو ثور وجماعة، وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وهو أحد قولي الشافعي واختيارُه.

وروى محمد بن الحسن عن مالك أنه قال: إذا جاء عن النبي ﷺ حديثان مختلفان وبلغنا أن أبا بكر وعمر عملا بأحد الحديثين وتركا الآخر كان في ذلك دلالة أن الحق فيما عملا به".

ثم قال: "حدثنا خلَفُ بنُ قاسم بن سهل بن محمد، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية، حدثنا أبو عبد الرحمن زكرياءُ بنُ يحيى السِّجْزِيُّ، حدثنا ابنُ الرَّمَّاحِ،قال: قلتُ: الإِفرادُ أحبُّ إليك أم القرانُ؟
قال: الإفرادُ.
قلتُ: من أين؟
قال: لأن رسولَ الله ﷺ أفرد الحج.
قلت: عمن؟
فقال: حدثني عبد الرحمن بن الْقاسم عن أبيه عن عائشةَ أن النبيَّ ﷺ أفرد الحج.
وحدثنا خلف بن القاسم، حدثنا أبو بكر محمدُ بنُ الحسين بن صالح السَّبِيعِيُّ بدمشق، حدثنا أحمد بن خالد بن يزيد بن عبد الله الكِنديُّ الحلبيُّ، حدثنا مُطَرِّفُ بن عبد الله المدنيُّ، حدثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة أن النبي ﷺ أفرد الحج.
ورواه مطرفٌ أيضاً عن ابن أبي حازم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي ﷺ مثلَه.
ورواه الوليدُ بنُ مسلم عن الأوزاعي وابنُ جُرَيْجٍ عن عطاءٍ عن جابر عن النبي ﷺ مثلَه سواء، وأبو معاويةَ عن الأعمش عن أبي سفيانَ عن جابر عن النبي ﷺ مثلَه". اهـ

○ وقد وقعت مناظرة مشهورة بين حبر الأمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس (ت.٦٨هـ) -رضي الله عنهما- والتابعي الجليل أحد الفقهاء السبعة عروة بن الزبير (ت.٩٤هـ) -رحمه الله- في تفضيل إفراد الحج عن العمرة وهي أن ابن عباس -رضي الله عنهما- كان يوجب التمتع بالعمرة إلى الحج في حين كان أبو بكر وعمر يفضلان الإفراد مع تجويز القران والتمتع.
وكان الحق فيها مع عروة بن الزبير لتمسكه بعمل أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- لكونهما أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ من ابن عباس -رضي الله عنهما-.

روى الطبراني في "الأوسط" (٢١) عن عروةَ بن الزبير : "أنه أتى ابنَ عباس، فقال: يا ابنَ عباس، طالما أضللتَ الناسَ.
قال: وما ذاك يا عُرَيَّةُ؟
قال: الرجل يخرج محرماً بحج أو عمرة، فإذا طاف، زعمتَ أنه قد حل، فقد كان أبو بكر وعمرُ ينهيان عن ذلك؟
فقال: أهما، ويحك، آثَرُ عندك أم ما في كتاب الله، وما سَنَّ رسولُ الله ﷺ في أصحابه وفي أمته؟
فقال عروة: هما كانا أعلمَ بكتاب الله، وما سَنَّ رسولُ الله ﷺ مني ومنك".

وروى الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٢/١٨٩) عن ابن أبي مُلَيْكَةَ: "أن عروة قال لابن عباس -رضي الله عنهما-: أضللتَ الناسَ يا ابن عباس.
قال: وما ذاك يا عُرَيَّةُ؟
قال: تفتي الناسَ أنهم إذا طافوا بالبيت فقد حلوا، وكان أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- يجيئان مُلَبِّيَيْنِ بالحج فلا يزالان محرمين إلى يوم النحر؟
قال ابنُ عباس: بهذا ضللتم؟ أحدثكم عن رسول الله ﷺ وتحدثوني عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-؟
فقال عروة: إن أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- كانا أعلمَ برسول الله ﷺ منك".

وروى الإمام أحمد (٢٢٧٧) عن ابن أبي مُليكة، قال: قال عروة لابن عباس: حتى متى تضل الناس يا ابن عباس؟
قال: وما ذاك يا عرية؟
قال: تأمرنا بالعمرة في أشهر الحج، وقد نهى أبو بكر وعمر.
فقال ابن عباس: قد فعلها رسول الله ﷺ.
فقال عروة: هما كانا أتبع لرسول الله ﷺ، وأعلمَ به منك".

وروى أيضاً (٣١٢١) عن ابن عباس، قال: "تمتع النبي ﷺ.
فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة، فقال ابن عباس: ما يقول عرية؟
قال: يقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة،
فقال ابن عباس: أراهم سيَهلِكون، أقول: قال النبي ﷺ، ويقول: نهى أبو بكر وعمر؟"

وروى ابن حزم الجهمي (ت.٤٥٦هـ) في "حجة الوداع" (صـ٣٥٣) وابن عبد البر في "الجامع" (٢/١٢٠٩) عن أيوب، قال: "قال عروة لابن عباس: ألا تتقي الله؟ ترخّص في المتعة؟
فقال ابن عباس: سلْ أُمَّك يا عُروَةُ.
فقال عروة: أمّا أبو بكر، وعمر فلم يفعلا.
فقال ابن عباس: والله ما أُراكم منتهين حتى يعذّبَكم اللَّهُ، أحدّثكم عن رسول اللَّه ﷺ وتحدّثوننا عن أبي بكر وعمر،
فقال عروة: هما أعلمُ بسنة رسول الله ﷺ وأتبعُ لها منك".

○ ولا يُفهم من ذلك أن أبا بكر وعمر كانا ينهيان عن التمتع نهيَ تحريم؛

جاء في "الاستذكار" (٣٦٧/٤-٣٦٨): "وفي الباب مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب، قال: افصلوا بين حجكم وعمرتكم، فإن ذلك أتم لحج أحدكم، وأتم لعمرته، أن يعتمر في غير أشهر الحج.

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

كلا، لم يكن الإمام ابن أبي زيد -رحمه الله- أشعرياً وكتبه تشهد له بذلك


قال أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجزيّ الوائلي البكري (ت.٤٤٤هـ) في "رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت" (صـ٣٤٧-٣٥٣):

"ويتعلق قوم من المغاربة علينا بأن أبا محمد بن أبي زيد وأبا الحسن القابسي قالا: إن الأشعري إمام.

وإذا بان صحةُ حكايتِهم عن هذين فلا يخلو حالُهما من أحد وجهين:

- أن يُدّعى أنهما كانا على مذهبِه [أي الأشعري] فلا يُحكَم بقولهما بإمامته، وإن كانت لهما منزلةٌ كبيرة كما لم يُحكم بما يقول ابن الباقلاني وأشكالُه.

- وإما أن يُقَرّ بأنهما مخالفان له [أي الأشعري] في الاعتقاد فقولُهما بعد ذلك إنه إمام لا يؤثر شيئاً يُفرح به.

وهذه رسالة أبي محمد بن أبي زيد في الفقه، ورسالة أبي الحسن القابسي في الاعتقاد، موجودتان.

فأبو محمد [ابن أبي زيد] قال في رسالته: "إن الله فوق عرشه بائن من خلقه".

وعند الأشعري أن اعتقاد هذا كفر، وعندنا أن أبا محمد محق فيما قال، والسنة معه فيه.

ولأبي محمد [ابن أبي زيد] كتاب في إنكار الكلام والجدال والحث على الأثر واتباع السلف.

وأبو الحسن القابسي ذكر في كتابه: "إن الاعتمادَ على السمع وإن الكلام والجدال مذموم"، وذكر فيه: "إن لله يدين كما يقول أهل الأثر".

وعند بعض أصحاب الأشعري أن لله يداً واحدة، ومن قال إن له يدين صفة ذاتيه فهو زائغ.

فبان بما ذكرنا أن هذين الشيخين -رحمهما الله- إن قالا ما يحكى عنهما من إمامة الأشعري فإنما قالاه لحسن ظنهما به، لتظاهره بالرد على المعتزلة، والروافض، ولم يَخبَرا مذهبَه، ولو خبراه لمَا قالا ما قالاه والله أعلم.

وإذا جاز لأبي محمد أن يخالفَه في كرامات الأولياء، وفي معنى الاستواء، وغير ذلك، وجاز لأبي محمد مخالفتُه، والقول بما نطق به الكتابُ، وثبت به الأثر؛ فهو غير قائل بإمامته في السنة. وبالله التوفيق".

انظر أيضاً: هلك أبو الحسن الأشعري كافراً على أصول الجهمية

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

حماية جناب التوحيد


قال ابن القاسم: وقال مالك: وناس يقولون زرنا قبر النبي ﷺ، قال: فكان مالك يكره هذا ويُعظمه أن يقال إن النبي -عليه الصلاة والسلام- يُزار"

المدونة (٢/١٣٠)

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

هذا يكفي دليلاً على كون هذا المولد بدعة وضلالة

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

يا أمير المؤمنين، نظرتُ مسألته في كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، وقول الصحابة والتابعين، فلم أجد أصل مسألته فيها، ولا خير في علم لا يكون فيما ذكرتُه.


قال سعيد بن أبي مريم(١) ومصعب بن عبد الله(٢): قدم هارون(٣) المدينة ومعه أبو يوسف(٤)، فدخل عليه مالك فرفعه فوق أبي يوسف.

وقال مصعب: فقال مالك: أين يجلس الشيخ؟
فقال هارون: حيث تشاء.
فجلس فوق أبي يوسف.

فقال له [هارون]: يا يعقوب، ناظر أبا عبد الله.

فقال أبو يوسف: ما تقول فى رجل قال لامرأته: أنت طالق ملء سُكُرُّجَة(٥)؟ (٦)

فأطرق مالك ساعة، ثم رفع رأسه، فقال له هارون: أجبه يا أبا عبد الله!

فقال له مالك: يا أمير المؤمنين، نظرتُ مسألتَه في كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ، وقول الصحابة والتابعين، فلم أجد أصل مسألته فيها، ولا خير في علم لا يكون فيما ذكرتُه.

فالتفت هارون إلى أبي يوسف وقال له: يا يعقوب! إن أبا عبد الله اجتثّ مسألتَك من أصلها.

قال مصعب: فقال [أبو يوسف]: يا أمير المؤمنين ليس عنده في ذلك شيء، ولو كان لأجاب، وضحك.

فالتفت إليه مالك، وقال: ساء ما أدّبك أهلُك، أتضحك في مجلس أمير المؤمنين؟

فخجِل أبو يوسف.

ثم سأل أميرُ المؤمنين مالكاً عن مسائل فأجابه فيها فسُرّ بذلك، وكان في المجلس رجل يقال له سندل(٧)، فقال: إن أبا عبد الله، مرة يخطىء، ومرة لا يصيب.

فقال مالك: كذا الناس.

فلما فكر في قوله، غضب غضباً شديداً، ثم قال: يا أمير المؤمنين! قال الله تعالى: {۞أَلَمْ يَانِ لِلذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اِ۬للَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ اَ۬لْحَقِّۖ} الآية، وما ظننتُ أن أحداً من المسلمين يذكر الله والرسول فلا يَمرَض قلبُه خوفاً لهما، قال الله: {وَمَا كَانَ لِمُومِنٖ وَلَا مُومِنَةٍ اِذَا قَضَي اَ۬للَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْراً اَن تَكُونَ لَهُمُ اُ۬لْخِيَرَةُ مِنَ اَمْرِهِمْۖ وَمَنْ يَّعْصِ اِ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَد ضَّلَّ ضَلَٰلاٗ مُّبِيناٗۖ} الآية، فلا عرفتم حقَّ عظمة الله، ولا عرفتم قدرَ رسولِه ولا عرفتم حق مجلس أمير المؤمنين!

ثم قام مُغضَباً يقول: بُلِيتم بالإسلام، وبُلي بكم أهلُ الإسلام وخرج.

فصعُب ذلك على هارون، وقال لأبي يوسف: قم فَالْحَقْ بالشيخ، وأَرضِهِ.

فخرج فوجد مالكاً قد جلس في حانوت صديق له سراج، يستريح فيه، وأبو يوسف على فرس محلى، بين يديه جماعة، فسلم عليه وقال: کیف تراني يا أبا عبد الله؟

فنظر إليه مالك وقال: مثل قيصر في قومه.

فخجل [أبو يوسف] ومضى.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك (١٢٢-٢/١٢٤)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أبو محمد سعيد بن الحكم الجمحي مولاهم المصري، محدث الديار المصرية.
حدث عن مالك، والليث، وحماد بن زيد، ويحيى بن أيوب، وغيرهم.
حدث عنه ابن معين، والذهلي، وأبو حاتم الرازي، والبخاري، وغيرهم.
قال الحسين بن الحسن الرازي: سألت أحمد بن حنبل: عن من أكتب بمصر؟ فقال: عن ابن أبي مريم.
توفي سنة ٢٢٤هـ.

(٢) أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الزبيري المديني.
حدث عن مالك، والدراوردي، والضحاك بن عثمان، وغيرهم.
روى عن ابن معين، وأبو خيثمة، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم.
توفي سنة ٢٣٦هـ.

(٣) أمير المؤمنين أبو جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي.
خامس خلفاء بني العباس والخليفة الرابع والعشرون بعد النبي ﷺ.
حكم الدولة العباسية من ١٥ ربيع الأول ١٧٠ حتى وفاته ٣٠ جمادى الأولى ١٩٣هـ.

(٤) أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري.
سمع من هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعطاء بن السائب، والأعمش، وغيرهم، ولزم أبا حنيفة وتفقه به.
صاحب رأي كشيخه إلا أنه لم يكن جهمياً وكان أحسن حالاً منه.
قال عبد الله بن أحمد رحمه الله في "السنة" (١/٢٢٦): حدثني أبو الفضل حدثني يحيى بن معين قال: كان أبو حنيفة مرجئاً، وكان من الدعاة ولم يكن في الحديث بشيء وصاحبه أبو يوسف ليس به بأس".
توفي سنة ١٨٢هـ.

(٥) سُكُرُّجَة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْم، أو من الكوامخ التي توضع على المائدة حول الأطعمة للتشهي والهضم، ج: سكارج.

(٦) سؤال أبي يوسف هذا من خزعبلات أهل الرأي ومالك صاحب أثر متبع لمن سبقه من السلف لا يخوض في مثل ذلك.

(٧) أبو حفص عمر بن قيس المكي سندل، خبيث يبغض مالكاً كان يشرب المسكر من النبيذ، تكلم فيه مالك فسقط كما هو الحال في كل من تكلم فيه مالك؛ يسقط لا محالة.
قال أبو طالب: سَألتُ أحمد بْن حنبل عَنْ عُمَر بْن قيس، فَقَالَ: عُمَر بْن قيس أخو حميد بْن قيس متروك الحديث، يُقَال لَهُ: سندل من أهل مكة وكان لَهُ لسان ولم يكن حديثه صحيحاً.

انظر أيضاً: ما تكلمت برأيي إلا في ثلاث مسائل

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

ورد عن الإمام عبد السلام بن سعيد التنوخي الملقب بسحنون (ت.٢٤٠هـ) -رحمه الله-: "أنه ولى رجلاً القضاء، وكان الرجل ممن سمع بعض كلام أهل العراق، فشرط عليه سحنون أن لا يقضي إلا بقول أهل المدينة، ولا يتعدى ذلك".

تبصرة الحكام لابن فرحون (١/٢٦٤).

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

فضل السلف على الخلف


أخرج عبد الله بن وهب المصري (ت.١٩٧هـ) -رحمه الله- في "جامعه" (٢/١٨٤): ١٤٣٧ - قال: وحَدَّثني مالك، أن عيسى بن مريم قال: تأتي أمة مُحَمَّد عُلماء، حكماء، كَأَنَّهُم مِنَ الفقه أنبياء.

قال مالك: أَرَاهُمْ صَدْرَ هذه الأمة.

وأخرجه العتبي في "المستخرجة" (البيان والتحصيل ٧/١٨)، وأبو نعيم في الحلية (٦/٣٢٠).

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

أخرج عبد الله بن وهب المصري (ت.١٩٧هـ) -رحمه الله- في "جامعه" (٢/١٢٨) قال: ١٢٨٥ - وحدثني عبد الله بن عيّاش، عن محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن عمر؛ أن عمر بن الخطاب (ت.٢٣هـ) -رضي الله عنه- قال: "اتقوا الرأيَ في دينكم".

#ذم_الرأي

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

أخرج عبد الله بن وهب المصري (ت.١٩٧هـ) -رحمه الله- في "جامعه" (٢/٨٠) قال: ١١٧٤ - وحدثني بكر بن مضر، عن رجل من قريش، قال: سمعت ابن شهاب (ت.١٢٤هـ) -رحمه الله- وهو يذكر ما وقع فيه الناس من هذا الرأي، وتَركِهم السُّنَن، فقال: "إن اليهود والنصارى إنما انسلخوا من العلم الذي بأيديهم حين استبقوا الرأي وأخذوا فيه".

#ذم_الرأي

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

قال ابن نافع وأشهب - وأحدهما يزيد على الآخر -: "قلت: يا أبا عبد الله! {وُجُوهٞ يَوْمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ● اِلَيٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞۖ} ينظرون إلى الله؟

#قال_إمام_دار_الهجرة مالك بن أنس (ت.١٧٩هـ) -رحمه الله-: نعم، بأعينهم هاتين.

فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا يُنظَر إلى الله، إن {نَاظِرَةٞۖ} بمعنى منتظرة إلى الثواب.

قال: كذبوا، بل يُنظَر إلى الله، أما سمعتَ قولَ موسى -عليه السلام-: {رَبِّ أَرِنِےٓ أَنظُرِ اِلَيْكَۖ}؟ أفترى موسى سأل ربَّه محالاً؟ فقال الله {لَن تَر۪يٰنِے} في الدنيا، لأنها دار فناء، ولا يُنظَر ما يبقى بما يفنى، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى.
وقال الله: {كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٖ لَّمَحْجُوبُونَۖ}.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك (٢/٤٢)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

--> ومن أنكر الرؤية بعد العلم فهو كافر

قال ابن هانيء: "سمعت أبا عبد الله [أي أحمد بن حنبل] يقول: من لم يؤمن بالرؤية فهو جهمي، والجهمي كافر".

سؤالاته (١٨٥٠).

قال الفضل بن زياد: "سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وبلغه عن رجل قال: إن الله لا يُرى في الآخرة، فغضب غضبًا شديدًا ثم قال: من قال إن الله لا يُرى في الآخرة فقد كفر، عليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس، أليس الله عَزَّ وَجَلَّ قال: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ● إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢-٢٣]، وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥] هذا دليل على أن المؤمنين يرون الله عَزَّ وَجَلَّ".

صفات رب العالمين لابن المحب (٥/٤٢٢).

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

فائدة عزيزة: رواية محمد بن الحسن الشيباني الجهمي لموطإ الإمام مالك -رحمه الله- وما فيها من المساوئ مما أدى إلى عدم اعتمادها.

الجهمية لا يؤتمنون على علم السلف.

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

عدة المستحاضة سنة


روى مالك (ت.١٧٩هـ) -رحمه الله- في "موطئه" (٢/٥٨٣) عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: "عدة المستحاضة سنة".

وأخرجه كذلك أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت.٢٥٥هـ) -رحمه الله- في "سننه" (١/٦٠٢)، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة، قال: سئل مالك عن عِدة المستحاضة إذا طُلقت، فحدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: "عِدتها سنة".
وزاد أبو محمد الدارمي، قال: "هو قول مالك".

انظر أيضاً: ما جاء في طلاق السنة

#فقهيات_مدنية
#كتاب_الطلاق

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

كراهية النفخ في الطعام والشراب


روى الإمام مالك في "موطئه" (٢/٩٢٥) تحت باب "النهي عن الشراب في آنية الفضة، والنفخ في الشراب" عن أيوب بن حبيب مولى سعد بن أبي وقاص، عن أبي المثنى الجهني، أنه قال: "كنت عند مروان بن الحكم، فدخل عليه أبو سعيد الخدري، فقال له مروان بن الحكم: أسمعتَ من رسول الله ﷺ أنه نهى عن النفخ في الشراب؟
فقال له أبو سعيد: نعم.
فقال له رجل: يا رسول الله، إني لا أروى من نفس واحد.
فقال له رسول الله ﷺ: فأَبِنِ القَدَحَ عن فيك، ثم تنفّسْ.
قال: فإني أرى القذاةَ فيه.
قال: فأهرِقْه".

قال ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٥/١٠٧): ٢٤١٧٧ - حدثنا أبو الأحوص، عن سِمَاك [الكوفي (ت.١٢٣هـ) -رحمه الله-]، قال: كنت في مجلس الأنصار فأتى بعضُهم بشراب، فلما أراد أن يشرب نفخ فيه، فقال بعض القوم: مهلاً، فإن رسول الله ﷺ كان ينهى عنه".

وقال: ٢٤١٧٩ - حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري [(ت.١٢٥هـ) -رحمه الله-]، قال: "نهى رسول الله ﷺ عن النفخ في الطعام والشراب".
قال [ابن شهاب]: ولم أَرَ أحداً أشدَّ في ذلك من عمرَ بن عبدِ العزيز.

وقال: ٢٤١٨٠ - ححدثنا ابن عيينة، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن النبي ﷺ نهى أن يُتنفس في الإناء، وأن يُنفَخ فيه".

انظر بقية الآثار تحت باب "من كره النفخ في الطعام والشراب".

وقال عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه" (٢/١٨٨): ٣٠١٦ - عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير [(ت.١٢٩هـ) -رحمه الله-]، قال: "ثلاث نفخات يُكرَهن: حيث يسجد، ونفخةٌ في الشراب، ونفخة في الطعام".

قال محمد بن أحمد العتبي (ت.٢٥٥هـ) -رحمه الله- في "العتبية" (البيان والتحصيل ١٧/١٧٢): "وسئل مالك عن النفخ في الطعام أتكرهه كما تكره النفخ في الشراب؟
قال: نعم هو مكروه".

وقال ابن يونس الصقلي (ت.٤٥١هـ) في "الجامع لمسائل المدونة والمختلطة" (٢٤/١٦٥): "قال مالك: ويكره النفخ في الشراب والطعام جميعاً".

#فقهيات_مدنية
#كتاب_صفة_النبي_ﷺ

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

لا بأس بالانتعال قائماً


قال إسحاق بن راهويه (ت.٢٣٨هـ) -رحمه الله- في "مسنده" (٣/٩٢٣): أخبرنا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن عبد الله، عن عائشة، قالت: "انتعل رسول الله ﷺ قائماً وقاعداً، وشرب قائماً وقاعداً، وانفتل عن يمينه وشماله".

وقال أبو بكر ابن أبي شيبة (ت.٢٣٥هـ) -رحمه الله- في "مصنفه" (٥/١٧٦): بلّغني حفص، عن الأعمش، قال: "بلغنا أن عليًّا انتعل قائماً".

وقال: حدثنا معاذ، عن ابن عون، قال: "ذُكر عند محمد [بن سيرين] انتعال الرجل قائماً، قال: لا أعلم به بأساً".

وقال محمد بن أحمد العتبي (ت.٢٥٥هـ) -رحمه الله- في"العتبية" (البيان والتحصيل ١٨/٥٠): "وسئل مالك عن الانتعال قائماً فقال: لا بأس بذلك".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما ما ورد في النهي عن الانتعال قائماً فضعيف لا تقوم به حجة مثل أحاديث النهي عن الشرب قائماً.

قال أبو بكر الْخلَّال: كَتب إلي يوسفُ بنُ عبدِ الله، حدثنا الحسينُ بنُ علي بنِ الحسن، أنه سأل أبا عبد الله [أحمد بن حنبل] عن الانتعال قائماً، قال: لا يثبت فيه شيء. (الآداب الشرعية ٣/٥٤٣).

انظر أيضاً: فائدة في حجية عمل الصحابة لدى السلف

#فقهيات_مدنية
#كتاب_الجامع

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

قال أبو عمر [ابن عبد البر]: كان عمر -رضي الله عنه- يرى الإفراد ويميل إليه ويستحبه.
فلا يرى أن يقرن الحج مع العمرة، وإن كان ذلك عنده جائزاً؛ بدليل حديث الصبي بن معبد، إذ قرن وسأله عن القران، وذكر له إنكار سليمان بن ربيعة، وزيد بن صوحان لتلبيته بالحج والعمرة معاً.
فقال له: هديتَ لسنة نبيك.
فهذا بين له أن القران عنده سنة، ولكنه استحب الإفراد؛ لأنه إذا أفرد الحج ثم قصد البيت مِن قابِل العمرة أو قبلها - في عامه من بلده أو من مكة في غير أشهر الحج - كان عملُه وتعبُه ونفقتُه أكثر.
ولهذا لم يكن يستحب العمرة في أشهر الحج، ولا استحب التمتع بالعمرة إلى الحج، كل ذلك حرصٌ منه على زيارة البيت وعلى كثرة العمل؛ لأن من أفرد عمرته من حجه كان أكثر عملاً من القارن، ومن كان أكثر عملاً كان أكثر أجراً إن شاء الله، أو لِمَا أَعلمَ اللهُ -عز وجل- من استحبابه الإفراد.
ولعله كان يعتقد أن رسول الله ﷺ كان مفرِداً في حجته، فمال إلى ذلك واستحبه.

ولقد روي عنه أنه قال في قول الله -عز وجل-: {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة : ١٣٦] قال: إتمامها: أن تفردها وتفرد الحج.

ولا أعلم أحداً من السلف روي ذلك عنه غيرَه إلا طاوساً".

ثم قال: "ذكر عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، قال: سئل ابن عمر عن متعة الحج، فأمر بها. فقيل له: إنك تخالف أباك. فقال: إن عمر لم يقل الذي تقولون، إنما قال عمر: أفردوا الحج من العمرة، فإنه أتم للحج، وأتم للعمرة".

وقال: "وأخبرني ابن التيمي، عن القاسم بن الفضل، قال: سمعت رجلاً قال: أنهى عمر عن متعة الحج؟ قال: لا، أَبَعْدَ كتاب الله!". اهـ

○ وهذه المناظرة التي وقعت بين عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وعروة بن الزبير -رحمه الله- يبترها الظاهرية أعداء السلف ولا يَروُون ردَّ عروة الذي حاجّ به ابنَ عباس ليُوهِم أتباعهم أن الحق في الاقتصار على ظواهر النصوص وإهمال فهم الشيخين وما سار عليه الناس في المدينة خاصة وفهم السلف عامة.
والظاهرية يرددون كثيراً ما نسبه شيخهم ابن تيمية لابن عباس -رضي الله عنه- في تلك المناظرة "يوشك أن تنزلَ عليكم حجارةٌ من السماء! أقول قال رسول الله ﷺ وتقولون قال أبو بكر وعمر؟"
وهذا اللفظ، في الحقيقة، لم يُروَ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- ولعله من نقل ابن تيمية القصةَ بالمعنى لا باللفظ.
وهؤلاء المعاصرون المرددون لهذه الجملة يحسبون أنهم بها قد قضوا على فقه السلف، وهذا جهل منهم لأن الحق كان فيها مع عروة، لكنهم لا يعرفون ما رد به عروة لأن شيخهم -علاوة على روايته للقصة بالمعنى- قد رواها كذلك تارة غير مكتملة وتارة متغيرة السياق.

○ والذي ينبغي أن يفهم من هذه المناظرة أن عروة بن الزبير -رحمه الله- لم يعارض حديث رسول الله ﷺ بقول من دونه -حاشاه-، وإنهما عارض فهم ابن عباس -رضي الله عنهما- لحديث رسول الله ﷺ بفهم من هو أعلم منه بمعنى حديث رسول الله ﷺ.

○ ويجدر التنبيه ههنا إلى فائدة عزيزة وهي أن تلك الفتاوى التي صدرت من ابن عباس -رضي الله عنها- المخالفة لما كان عليه الجماعة كإيجابه للتمتع بالعمرة إلى الحج -كما سبق- وتجويزه أكل لحوم الحمير الأهلية ونكاح المتعة -وقد تراجع عن هذا الأخير والحمد لله-، وهو من أعلم الصحابة وأففههم، إنما صدرت منه لأنه فارق المدينة واستقر بمكة مستقلاًّ عنهم؛ وفي لزوم مذهب أهل المدينة عصمةٌ من مثل هذه الأراء الفردية ولزومُ أمر العامة، والله أعلم.

انظر أيضاً: العمل ناسخ وتقديم قول ابن عمر على قول غيره من الصحابة

#أصول_الفقه

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

لا يُعذر من أداه التأويل إلى كفر أو بدعة


قال الإمام أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت.٣٨٦هـ) -رحمه الله- في كتابه "الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ" (صـ١٢١):

"ومن قول أهل السنة: إنه لا يُعذَر من أدّاه اجتهادُه إلى بدعة؛ لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يُعذروا إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة، فسماهم -عليه السلام- مارقين من الدين، وجعل المجتهدَ في الأحكام مأجوراً وإن أخطأ".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكذلك الجهمية ومنهم الأشاعرة أداهم اجتهادهم -زعموا- إلى تأويل الصفات على غير ما فسرها السلف، فأطبق المسلمون على تكفيرهم ولم يكن تأويلُهم عذراً يمنع من تنزيل الحكم عليهم.

قال الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي (ت.٢٧٩هـ) -رحمه الله- في "سننه" (صـ٢٢١-٢٢٢):

٦٦٩ - حدثنا ‌أَبو كُريب محمدُ بنُ العَلاء، قال: حدثنا ‌وكيع، قال: حدثنا ‌عَبَّادُ بنُ منصور، قال: حدثنا ‌القاسمُ بنُ محمد، قال: سمعتُ ‌أبا هريرةَ يقول: قال رسول الله ﷺ: «إن اللهَ يَقبَل الصدقةَ ويأْخذها بيمينه، فيُرَبِّيهَا لأحدكم كما يربّي أحدُكم مُهْرَهُ، حتى إن اللُّقمةَ لتصير مثلَ أُحُد، وتصديقُ ذلك في كتاب الله عز وجل: و{ألم يعلموا أن الله هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة : ١٠٤]، و{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة : ٢٧٦]».

قال أبو عيسى: هذا حدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ نَحْوَ هَذَا.

وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالُوا: قَدْ ثَبَتَتِ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا، وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا يُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ.

هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ الله بنِ المبارَك، أنهم قَالُوا فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ: أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفٍ. وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا: هَذَا تَشْبِيهٌ، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ، فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الْآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ، وَقَالُوا: إِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ، وَقَالُوا: إِنَّما مَعْنَى الْيَدِ هَهُنَا الْقُوَّةُ.

وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ: يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ، أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ، فَإِذَا قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ، وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ، وَلَا يَقُولُ كَيْفَ وَلَا يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلَا كَسَمْعٍ، فَهَذَا لَا يَكُونُ تَشْبِيهاً، وَهُوَ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : ١١].

قَالَ الإمام أَبُو سَعِيدٍ عثمان بن سعيد الدارمي (ت.٢٨٠هـ) -رحمه الله- في كتابه "الرد على الجهمية" (صـ١٧٩):

"فهذه الأحادِيثُ قَدْ رُوِيَتْ، وَأَكْثَرُ، مِنْهَا مَا يُشْبِهُهَا، كُلُّهَا مُوَافِقَةٌ لِكِتَابِ اللَّهِ فِي الْإِيمَانِ بِكَلَامِ اللَّهِ، وَلَوْلَا مَا اخْتَرَعَ هَؤُلَاءِ الزَّائِغَةُ مِنْ هَذِهِ الْأُغْلُوطَاتِ وَالْمعَانِي يَرُدُّونَ بِهَا صِفَاتِ اللَّهِ، وَيُبَدِّلُونَ بِهَا كَلَامَهُ، لَكَانَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ كَافِيًا لِجَمِيعِ الْأُمَّةِ، مَعَ أَنَّهُ كَمَيْلٍ شَافٍ إِلَّا لِمُتَأَوِّلِ ضَلَالٍ، أَوْ مُتَّبِعِ رِيبة، فحين رأَينا ذلك أَلفنا هذه الآثار عن رسول الله ﷺ وأصحابه والتابعين من بعدهم، لِيَعْلَمَ من بقي من الناس أن من مضى من الأمة لم يزالوا يقولون في ذلك كما قال الله عز وجل، لا يعرفون له تأويلًا غيرَ ما يُتْلَى من ظاهره أنه كلام الرحمن تبارك وتعالى، حتى نَبَغَ هؤلاء الذين اقتربوا لرد كتاب الله عز وجل، وتعطيل كلامه وصفاته المقدسة بهذه الأُغلوطات التي لو ظهرت على عهد رسول الله ﷺ وأصحابه ما كان سبيل من يُظهِرُها بينهم إلا كسبيل أهل الردة".

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

اتباع السلف الصالح طريقتنا


قال الإمام أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (ت.٣٨٦هـ) -رحمه الله-: في معرض ذكره "ما أجمعتْ عليه الأمةُ من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافُها بدعة وضلالة":

"والتسليم للسنن لا تُعارَض برأي ولا تُدافَع بقياس، وما تأوله منها السلفُ الصالح تأولناه، وما عملوا به عملنا به، وما تركوه تركناه ويسعنا أن نمسك عما أمسكوا ونتبعهم فيما بينوا، ونقتدي بهم فيما استنبطوه ورأوه في الحوادث ولا نخرج عن جماعتهم فيما اختلفوا فيه أو في تأويله".

الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ (صـ١١٧)

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

لمن تجوز الفتوى؟


وروى عيسى بن دينار، عنِ ابن القاسم قال: سئل مالك، قيل له: لمن تجوز الفتوى؟
قال: "لا تجوز الفتوى إلا لمن عَلِمَ ما اخْتَلَفَ الناسُ فيه".
قيل له: اختلاف أهل الرأي؟
قال: "لَا، اختلافُ أصحاب محمد ﷺ وعلمُ الناسخ والمنسوخ من القرآن ومن حديث رسول الله ﷺ وكذلك يُفْتِي".

جامع بيان العلم وفضله (٢/٣١٧)

#قال_إمام_دار_الهجرة

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

من أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سَلَفُها، فقد زعم أن رسول الله ﷺ خان الرسالةَ


قَالَ عبد الملك بن حبيب الأندلسي: وقد حدثني ابنُ الماجشون أنه سمع مالكاً يقول: "من أحدث في هذه الأمة شيئًا لم يكن عليه سَلَفُها، فقد زعم أن رسول الله ﷺ خان الرسالةَ، لأن الله يقول: {اِ۬لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: ٤]، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكونُ اليومَ ديناً".

الاعتصام (١/٤٩٤)

#قال_إمام_دار_الهجرة

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

لا يَصلُحُ الرجلُ حتى يتركَ ما لا يعنيه ويشتغلَ بما يعنيه


وقال ابن المبارك: سمعته [أي مالك بن أنس (ت.١٧٩هـ) -رحمه الله-:] يقول: "لا يَصلُحُ الرجلُ حتى يتركَ ما لا يعنيه ويشتغلَ بما يعنيه، فإذا كان كذلك، يوشك أن يفتحَ اللهُ له قلبَه".

ترتيب المدارك وتقريب المسالك (٢/٦٤)

#قال_إمام_دار_الهجرة

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

أهل المغرب وفقه أهل المدينة في زمان التابعين


أخرج عبد الله بن وهب المصري (ت.١٩٧هـ) -رحمه الله- في "جامعه" (٢/١٩٨): ١٤٧٧ - قال: وحَدَّثني ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران(١)، أنه أتى القاسم(٢) وسالماً(٣) بمسائل من المغرب فذهب يسائلهما، فأبيا عليه أن يجيباه، فقال لهما خالد: إنا بموضع جفاء في هذا المغرب، وإنهم حمّلوني هذه المسائل، وقالوا لي إنك تقدَم المدينة وبها أبناء أصحاب رسول الله ﷺ فسلهم لنا، وإنكم إن لم تفعلا كانت حجةً لهم فما شئتما؟
فقال القاسم: سلْ، فسألهما خالد وأجاباه فيما ساءلهما عنه.اهـ

قلت: وسؤالات خالد بن أبي عمران للقاسم وسالم كثيرة في كتب السنن والآثار كمصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرهما؛ وهذا كله يدل على أن أهل المغرب كانوا يرجعون إلى أهل المدينة في أمر دينهم منذ زمان التابعين قبل أن تنتشر فيهم فتاوى الإمام مالك ومُوَطَّؤه بعقود عدة.
وإنما قصدوا المدينة ولم يقصدوا غيرها لأنه كان فيها ما لم يكن في غيرها من أبناء الصحابة كثرةً كما بينه خالد بن أبي عمران.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أبو عمر خالد بن أبي عمران التجيبي التونسي، مولى عمرو بن حارثة.
الإمام القدوة، قاضي إفريقية، كان فقيه أهل المغرب ومحدثهم، ثقة ثبتاً صالحاً ربانياً، يقال: كان مجاب الدعوة.
ابن التابعي أبي عمران التجيبي، كان أبوه ممن صحب قديمًا الصحابي عبد الله بن سلام، ثم قدم إفريقية مع جيش حسان بن النعمان سنة ٧٤هـ، واستقر في مدينة تونس، وولد له خالد.
عاد خالد إلى إفريقية بعد رحلته إلى المشرق فأخذ عنه جماعة من أبناء البلاد مثل عبد الملك بن أبي كريمة، وعبد الرحمن بن زياد وسواهما.
تولى خالد قضاء إفريقية في ولاية عبد الله بن الحبحاب، وتوفي سنة ١٢٣هـ، وقد ترك ديوانًا كبيراً في الحديث فيه مروياته عن تابعي المدينة.

حدث عن عروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وحنش الصنعاني، والقاسم بن محمد، ووهب بن منبه، وسالم بن عبد الله، وعدة.

روى عنه سعيد بن يزيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهو من أقرانه، وطلحة بن أبي سعيد، وعبيد الله بن زحر، والليث، وحيوة بن شريح، وعبد الله بن لهيعة، وآخرون.
أخرج له مالك في "موطئه" عن طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، كما أخرج له مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

(٢) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت.١٠٧هـ) -رحمه الله- من فقهاء التابعين السبعة بالمدينة.

(٣) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (ت.١٠٦هـ) -رحمه الله- من فقهاء المدينة الذين كانت تدور عليهم الفتوى في زمان التابعين.

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

الكفار أنجاس لا يتطهرون


قال أبو زيد، عن ابن القاسم في "العتبية"، ومن "المجموعة"، قال ابن نافع لمالك: فالوضوء من بيوت النصارى، وربما كانوا عبيداً للمسلمين؟
فقال: أكره ذلك، هم أنجاسٌ، لا يتطهّرون".

النوادر والزيادات لابن أبي زيد (٧٠/١-٧١)

#كتاب_الطهارة

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

أخرج عبد الله بن وهب المصري (ت.١٩٧هـ) -رحمه الله- في "جامعه" (٢/١٠٩): ١٢٤١ - قال: وأخبرني [يعني ابنَ أبي الزناد] عن هشام بن عروة، قال: ما سمعت أبي [أي عروة بن الزبير (ت.٩٤هـ) -رحمه الله- أحد فقهاء المدينة السبعة] يقول في شيء قط برأيه، قال: وربما سئل عن الشيء من ذلك، فيقول هذا مِن خالص السلطان، يريد أن الذي ينظر في مثل هذا ويقضي فيه السلطان".

#ذم_الرأي

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

الورع في الفتيا


#قال_إمام_دار_الهجرة مالك بن أنس (ت.١٧٩هـ) -رحمه الله-: "ما شيءٌ أشدُّ علي من أن أُسأَل عن مسألة في الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله،
ولقد أدركتُ أهل العلم والفقه ببلدنا وإنّ أحدَهم إذا سُئل عن مسألة كأن الموتَ أشرفَ عليه،
ورأيت أهلَ زماننا هذا يشتهون الكلامَ فيه، والفتيا؛ ولو وقفوا على ما يصيرون إليه غداً لقلّلوا من هذا،
وإن عمر بن الخطاب، وعلياً، وعثمان*: خيارَ الصحابة، كانت ترِدُ عليهم المسائل، وهم خير القرون الذين بُعث فيهم النبي ﷺ، وكانوا يجمعون أصحاب النبي ﷺ، ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها،
وأهل زمانا هذا قد صار فخرُهم الفتيا، فبِقَدر ذلك يُفتَح لهم من العلم،
قال: ولم يكن من أمر الناس، ولا مَن مضى مِن سلفنا الذين يُقتدَى بهم، ومُعَوَّلُ الإسلام عليهم، أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقولون: أنا أكره كذا، وأرى كذا، وأما حلال وحرام فهذا الافتراءُ على الله، أما سمعتهم قول الله تعالى: {قُلَ اَرَٰٓيْتُم مَّآ أَنزَلَ اَ۬للَّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٖ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماٗ وَحَلَٰلاٗۖ}، الآية؛ لأن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرّماه".

ترتيب المدارك وتقريب المسالك (١٧٩/١-١٨٠)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* في الأصل "علقمة" بدلاً من "عثمان" لعله تصحيف.

Читать полностью…

رُكْنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ

ما تلك المسائل الثلاث؟


نقل أبو عمران عبيد بن محمد الفاسي الصنهاجي (توفي بعد ٥٢٠هـ) في كتابه "النّظائر" (٣١) عن ابن أبي زيد (ت.٣٨٦هـ) من كتابه "الذب عن مذهب الإمام مالك" (من الجزء المفقود للكتاب) قال:

"قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني -رحمه الله تعالى- في كتابه المسمى بـ "كتاب الذب":

قال مالك: ما تكلمت برأيي إلا في ثلاث مسائل:

فمن ذلك:

١) قوله في كتاب الشفعة في [ما] إذا بنى قوم داراً حُبست عليهم، ثم مات أحدُهم فأراد ورثتُه بيعَ نصيبِه من البناء؛ فلإخوته فيه الشفعة، استحسنه مالك، وقال: ما سمعت فيها شيئاً.

٢) والثانية: في الكتاب المذكور، قوله: وإن كان بين قوم ثمرٌ في شجر قد أزهى، فباع أحد منهم حصتَه منه قبل قسمته، والأصل لهم أو بأيديهم في مساقاة أو حبس؛ فاستحسن مالك لشركائه الشفعةَ مالم تيبس قبل قيام الشفيع أو تباع وهي يابسة، وقال: ما علمت أن أحداَ قاله قبلي.

٣) والثالثة: في كتاب الديات عند قوله فيه: وليس في شيء من الجراح قسامة، ولكن من أقام شاهداً عدلاً على جرح عمداً أو خطأً فليحلف معه يميناً واحدةً، ويقتص في العمد، ويأخذ العقل في الخطإ، وإنما خمسون يميناً في النفس لا في الجراح، قيل لان القاسم: لم قال ذلك؟ فقال: إنه لشيء استحسنه وما سمعت فيه شيئا. فاعرفه" اهـ

Читать полностью…
Subscribe to a channel