🌐 الموقع الرسمي 🌐 http://rwayatsudan.blogspot.com طريقك نحو حب القراءة 🍂 • PDF @PDFSD •للتواصل | •فريق العمل | @RwayatSdbot 📨 •قناتي الثانية | @pllli 💋 •قناتي المفضلة | @pandasd 💟 •كباشية | @pllii💌 •فهرس الروايات | @uiiiio 📙
معاي 10 الف فقط
انا :
اسالي من اجراءات الجواز
الفستان ده بكم ؟
جرام الدهب بكم ؟
السلسل ده عجبني عايزاهو ..
الشنطة ، شنطتي بقت قديمة ..
ماعندي جزمة لازمني جزمة
جراب تلفوني قدم دايرة اشتري جديد
عايني بطة بكرة نمشي السوق ، الكير برودكت بتاعتي خلصت
فرشة الشعر ام 5الف دي ظابطة يابنات جربتوها ؟ دايرة اجيبها
اسمعني يا انت البلوروفات الرافعة دي .. لو شلت 2 بتعمل لي ديسكاوند ؟
شوفي لون الشعر ده حايكون حلو علي ؟ عايزة اصبغ شعري
جلسة الفيشيل عندك بكم يهناية ؟
ارح يهناية انا عازماك
في ايفنت تمشي معاي ؟ قروش شنو يابتي خليها علي
اسكرين شوت ملابس
اسكرين شوت دهب
اسكرين شوت اسبورتات
اسكرين شوت عبايات وادناءات
اسكرين شوت اوتيلات جنب الحرم
"العقِد حَ يكُون خلال اليُومِين الجايين، وماف وقت للتفسِير."
والدتهُ بتفاجئ:
"كيف؟.. دا شنُو يا ولد؟"
"المُهم يا أمِّي، الجمَاعة دِيل أنتُوا حَ تمشُوا ليهم بُكرة وتكلّمُوهم، أنا حَ أفهِّم هِينار بطرِيقتي."
رمقَ والدهُ بلواحظٍ قلقة:
"عِكرمة رجع تانِي يا حاج."
جالت الأخرى بعينيها بينَ وجهيهما:
"عِكرمة شنُو دا شنُو أنتُوا بتتكلَّمُوا عن شنُو؟"
"صلاح" بقلق:
"كيف يعنِي رجع؟ طلع من وِين دا؟"
مسحَ "مُعِيد" وجههُ:
"ما عارِف، بشرح لِيك بعدِين."
مسحَ والدهُ وجههُ وزفَر بضيق مُوجّهًا خطابهُ لزوجتهِ:
"زهراء، قُومِي أعمَلي الشاي."
"زهراء" باستغراب:
"ياخوانَّا القرارات الما منطقيَّة دِي شنُو؟ نحن ما جهَّزنا شيء كيف يعنِي العقد بعد يُومين؟"
"صلاح":
"زهراء، كدِي أنتِ جيبي الشاي وخلِّينا نتفاهم برواق."
أردفَ وهُو يزفر:
"غايتهُ الواحِد ما عارِف يلقاهَا من وِين ولا مِن وِين."
قامَت "زهراء" إلى المطبخ وهِي تُنقّل لواحظها بشكٍّ بينَ وجهيهما، أغمضَت عينيهَا وهِي تتأفّفُ قائلةً:
"يا لطِيف تجيبهُ خفِيف."...
•
•
•
يُتّبع...
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }.
غيُوم زرقاء
الفصل الحادِي عشَر {11}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
صلِّ على النبي ﷺ
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• المساء ••
•• فرنسَا - تُولوز ••
تسلّلت النجُوم إلى ثغرِ الغيُوم، صبّت عليهَا لُثُم القمرِ المُشتاق، فأمطرتهَا غيثًا على الأرضِ، وقفَت تُراقبُ انهمالَ ماءِ السماء من النّافذة، تُخبِّئ يديهَا داخِل أكمامِ قميصها الفضفاض، قطعَ حبل أفكارهَا صوتُ صدِيقتها:
"لمِيسُو، مساء الخِير."
أجابت بنبرةٍ مبحُوحة ابتلعها صمتها الطوِيل:
"مساء النُور."
"مالِك شاردَة كدا؟"
"فِي البعِيد، كيف كان يُومك الليلَة؟"
"الحمدلله، نُص نُص."
ارتمَت "لمِيس" إلى الفراش ومسحَت وجهها:
"تمام."
جلست الأخرى إليها وقالت بجديّة انبعثت من صوتهَا:
"أنا جادَّة يا لمِيس، يا تحكِي لي يا بشِيل شنطتي وبمشِي."
قلبَت "لميس" وجهها إلى الجهةِ الأخرى:
"أحسن تشِيلي شنطتك وتمشِي."
"أنا كلامك دا أفهم منّهُ شنُو؟"
انتصبَت "لمِيس" إلى الجلُوس وهِي تصيح:
"العايزة تفهميهُ يا هيف."
أردفَت ودمُوعها تتجمّعُ فِي مآقيها:
"أرجُوكِ ما تزوِّديها عليّ، أنا ما ناقصة."
انتفضَت "هيف" بغضب:
"يعنِي أنا قدر ما قُلت أحاوِل أفهمك وأحاوِل أخفِّف عليك أنتِ بتسدِّي كُلّ الأبواب.. أنتِ وافقتِ نتقاسم السكن ليه ما دامك ما عايزة تعتبرِيني رفِيقة."
أمطرت عينا "لمِيس" وهِي تقُول:
"هسِّي لو عايزة أطلعِي، ما مانعاك."
أردفَت باختناق:
"بس أرجُوك خلِّيني فِي حالِي."
"لمِيس، ما سايباكِ، أحكي."
أغمضَت "لمِيس" عينيهَا بنفادِ صبر:
"يا ربِّييي."
اقتربَت "هيف" وجذبتهَا إلى حجرهَا بهدُوء:
"هشش، أوَّل حاجَة ما تبكِي، الحاجَة التانية يا لمِيس أنا ما عايزة منّك شيء زي ما بتوسوس ليك نفسك، أنا بس عايزة أكُون صاحبتك، عايزاك تعتبرِي إنّك بتحكِي لسلّة تفريغ، ولكِن أنا ما بقدر أشُوفك كُل يُوم وأنتِ بنفس الحالة وما أكُون فاهمة شيء، صدِّقيني قلبِي بيوجعنِي معاكِ."
فاضَت "لمِيس" بمشاعرها كالطفلةِ فِي حجر رفيقتهَا وقالت بصوتٍ صغِير وسطَ شهقاتِ البُكاء:
"بس ما تخلِّيني يا هيف، ما تغدرِي بي زي ما هُو عمل معاي، أرجُوك."
مسحَت "هيف" على رأسهَا بحنانٍ، انتابها القلق عندما قالت "هُو" من تُراه يكُون قد فعل بها ذلك؟.. قالت بنبرةٍ لطِيفة:
"هشش، خلاص اطمَّنِي ما تبكِي"...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• السُودان ••
•• منزلُ آل صُباحِي ••
أخيرًا عادُوا جميعًا إلى المنزلِ وسطَ خوفهم على "راويَة" التِي كانت تشكُو من آلامِ يدهَا، اجتمعُوا على مائدةِ الطعام التِي قامت "هِينار" بتحضِيرها سريعًا، كانَ حديثهم يتراوحُ بينَ المزاح والجدّ وتحليل الأمُور بشأنِ ما حدثَ اليُوم، تنحنحَت "هِينار" لتخرجَ من قوقعةِ شرُودها وقالت بنبرةٍ غير مُعتادة:
"أنا عايزة أقُول ليكم شيء."
عقدَ "صُباحِي" حاجبيهِ:
"خِير إن شاء الله؟"
"أنا.. قرّرت أبيعَ المطعم."
"راويَة" وهِي تلطمُ خدَّها:
"أجِي؟؟.. ودا لشنُو كمَان؟"
"ناجِد" بغيرِ استيعاب:
"بتهظِّري أكِيد."
هزّت "رأسها" بالنفي:
"ما بهظِّر، أنا جادَّة."
مسحَ "صُباحِي" وجههُ وزفرَ بضيق:
"ليه يعنِي؟ السبب شنُو فِي القرار المُفاجئ والما عندهُ معنى دا؟ وعايزة تبيعيهُ لمنُو ومتين؟"
"بُكرة عايزة أبيعهُ، وأستفِيد منّهُ فِي حاجات تانيَة بتهمَّنِي، وأنا بس قُلت أورِّيكم عشان تكُونُوا عارفِين، باقِي الاسئلة ما بقدر أجاوبكم علِيها."
"ناجِد"
"ما هُو لازِم تجاوبِيها عشان نعرف الحاصِل شنُو ونقدر نحلّهُ معاك.. ما مُمكن ترمِي لينَا قرار زي دا فِي كلمتين مُبهمات!!"
انتفضَت قائلةً بانفعال:
"دا كلامِي يا ناجِد، وبس أنا قُلت أورِّيكم وما عايزة حد يتدخّل."
أسرَعت إلى غُرفتها تاركةً إيَّاهم يتخبّطُون بينَ السِين والجيم، للمرَّةِ الأُولى يعلُو صوتها على أخاها بتلك الطرِيقة ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
•• منزلُ عائلةِ إباء ••
أخيرًا، هِي بينَ أحضانِ المدينةِ بعد سنواتٍ من الفراق والعذاب، نظرَت إلى ابنتهَا النائمةِ بهدُوءٍ على السرِير، مرّ وقتٌ طويلٌ جدًّا على أن رأتهَا تغرقُ فِي النومِ هكذا، قبّلت رأسهَا بحنانٍ وشدّت وخرَجت من الغُرفة، تصادمَت مع والدتها التِي كانت تحملُ الطعام و حافظةِ العصير قاصدةً غُرفتها، ابتسمَت وهِي تحملُ عنها الأغراض:
"يسلمُوا يا ستَّ النَّاس."
أجابتها والدتهَا بلُطف:
"الله يسلِّمك يا بتِّي، نُوران بقت كِيف؟"
"نايمة أهِي الحمدلله."
"الحمدلله، أنا وأبُوكِ قاعدين فِي الصالة إن دايرة تحكِي. "
"أصلّي وأجِي أحكي ليكم الحاصِل كُلّه."
"عدِيلة."
" عمَّتك راويَة وبتّها هِينار قبل كم يُوم سألُوا عليك واللهِ. "
اديني من بتاعت الخناقة دي
اتنين كيلو بالله😂😂😂💕.
أردفَ بفحِيح:
"وهسِّي أنا بخيّرك، يا المطعم، أو يفقد حياتهُ نهائيًّا."
استطردَ بعد أن ارتشفَ شيئًا:
"دِي مُجرَّد جُرعة بس.. وأحب أذكِّرك، ما تحاولِي تستعملِي القانُون ضدِّي."
أحسَّت بأنَّ رأسهَا يكادُ ينفجِر، تسرّبت الكلماتُ منهَا على مُضضٍ وهِي تقُول:
"مُوافقة.. مُوافقة أبيعَك ليهُ"...
•
•
•
يُتّبع
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }.
غيُوم زرقاء
الفصل العاشِر {10}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
صلِّ على النبي ﷺ
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• صباح اليوم التالِي ••
•• مطعمُ الزنبقَة ••
تغازَلت شُعاعات الشمسِ على خصرِ الأرضِ لتصنعَ ثوبًا ملكيًّا تُدثّر بهِ سوءتهَا، وقفَت تستنشقُ الزهُورِ التِي تلثمُ خدّها الأسمَر بحُب، تُحرّر الأفكارَ المُتجمّدةَ بعقلها عن طريقِ التنهيدات، التفتت على صوتِ الخطواتِ الذِي يقتربُ منها، كانت إحدى مُوظّفاتها التِي قالت على عجل:
"أُستاذة.. فِي زُول عايزك برَّة."
مدَّت يدهَا بصندُوق هدايا صغِير وأردفَت:
"وقال دِي ليك."
عقدَت "هِينار" حاجبيها باستغرابٍ وهِي تأخذُ عنها الهديّة:
"ما قال ليك اسمهُ؟"
"لأ.. بس هُو مُنتظرك برَّة."
"تمام.. شُكرًا."
قلّبت الصندُوق بينَ يديهَا حتّى التقطت المُلاحظة الصغِيرة المكتُوبة فِي مُؤخّرتهِ:
(أُريدك، بمقدار ما لا أستطيع أخذك)
سرَى فِي داخلهَا شعورٌ يمتزجُ بينَ اللُطفِ والحُب، عبارةُ "غسّان كنفانِي" كانت كفيلةً بتغيير مِزاجها كُلّه، الآن هِي تعرفُ جيِّدًا صاحب الصندُوق، ومن غيرهُ هُو؟
يعلمُ أنَّ كُلّ شيءٍ يخصِّ الكُتب يأثرها، خرَجت سريعًا وهِي تجولُ بعينيهَا بينَ زحامَ النّاس والسيّارات بحثًا عنهُ، أجفلت على صوتهِ الذِي انبعثَ من وراءها حِينمَا قال:
"أقسم باللهِ مُشتاقِين."
التفتت إليهِ ووجدتهُ على مسافةٍ بعيدةٍ عنها قليلًا، زفرت بارتياح قائلةً:
"مُعيد خلعتنِي."
"عادِي آخدك مشوار؟"
"قُلنا الأمُور دِي نخلِّيها لمَ بعد الزواج صح؟"
"ولو قُلت ليك راويَة خالتِي بنفسهَا ماشة معانَا؟"
عقدت حاجبيهَا باستغراب:
"مُمكن أعرف وِين؟"
"مُفاجأة."
رنَّ هاتفُها فِي تلك اللحظةِ سابقًا لردِّها، استأذنتهُ بالردّ وانزوَت عنهُ لتستجيب للمُكالمة:
"ألُو."
"من غِير كلام كتير، اخترتِ أيَّ واحِد من الخيارِين؟"
تذكَّرت نبرةَ صوتهِ فأغمضت عينيهَا وأفرجَت عن ابتسامةٍ جانبيَّةٍ ماكِرة:
"الخيارِين ملكِي أصلًا، وأنت أنسَى موضُوع الملكيَّة دا."
ضحكَ باستخفاف:
"اعتبر دا آخِر جواب؟"
"اعتبر الدايرهُ، أنت منُو أصلًا عشان تخيّرنِي فِي حياتي؟"
أجابَ بدهاءٍ شدِيد:
"حَ أورِّيك أنا منُو."
أغلقَ الاتّصال فِي وجهها، فأطلقت زفيرًا قويًّا واتّجهت إلى سيّارة خاطِبها ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• بعيدًا عن الريف- نحو كيلومترات ••
•• إحدى المُستشفيات ••
اختتمَت صلاتهَا بالتسليمِ وهِي تُلثِّمُ وجهها، رفعَت كفَّيها تبتهلُ إلى الله بعُمقٍ أن يشفِي ابنتهَا، ولكن.. وبلا مُقدّمات، ندَّت صرخةٌ حادَّةٌ دوت بكُلّ أرجاءِ المشفى، قامَت وهِي تنتفضُ بفزعٍ عن مفرشةِ الصلاة، اتّجهت إلى مصدرِ الصوتِ فإذا بها "وهِيبة" تلطمُ خدّها وتصِيح.. استوقفتهَا الأُخرى بفزع:
"دا شنُو يا وهِيبة الحاصِل شنُو؟"
"أحيييَّا يا إباء، فِراس ولد آسر أخوي مات مات."
تراجعَت "إباء" خُطوةً إلى الوراء وهِي تسترجعُ:
"إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعُون.. لا حولَ ولا قوَّة إلَّا بالله."
"أحيييَّا منّك يا فِراس شِلت معاك فرحة أبُوك كُلّها أحيييَّا يا حبِيب عمَّتك."
تقدّمت "إباء" إليها لتضمّها إلى حجرها:
"دِي ما بتنفعهُ والولد مات بدُون حساب، أدعِي ليهُ وأدعِي ربَّنا يصبّر أبوهُ، استرجعِي يا وهِيبة استرجعِي."
"وهِيبة" بألمٍ شديد:
"إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعُون إنَّا للهِ."
بقيتَا مُدَّةً على هذا الوضع، إلى أن لمحَت "إباء" والدَ الطفلِ وهُو يقفُ عندَ العمُودِ يُحاول التماسُك، ما أصعبَ أن تفقد قطعةً من رُوحك!!
ولكن من لهُ أن يردّ قضاء الله إذا جاء؟
قامَت مُتوجّهةً إليهِ بعد أن انشغلت "وهِيبة" بهاتفها، وقفت على بُعدٍ وقالت بصوتٍ واضِح:
"إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعُون، أحسنَ اللهُ عزاءكم والبركَة فِيكم.. نسألُ اللهُ لكم الصبر والسلوانَ يا أبو فِراس."
أجابَ وهُو يُديرُ وجههُ عنها:
"البركَة فِي أُمَّة مُحمَّد."
رقّ قلبها لحالهِ وحالهم جميعًا، استدارت عائدةً إلى حيثُ كانت، عليهَا العودةُ الآن، فقط انتهَت الحوجَة وعليها قضاءُ عُدَّةِ الطلاق، ومُواجهة أهلها بالأمر -بحيثُ ستكونُ المواجهةُ الأصعب - وفِي ذاتِ الآن، يعزُّ عليها تركُ صدِيقتها وهِي تُعانِي، قلبهَا يتشظّى بينَ هذا وذاك، سمحَت لدمُوعها بالاسترسَال، وخطت خُطًى ثقيلةً نحوها حتَّى تستأذنهَا فِي المُغادرة ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ ما ••
وقفَت مشدوهةً تُطالع اللون الفيروزيَّ الذِي يُخلِّبُ عينيهَا، لا تُصدِّق أنّ هذا المبنَى بأسرهِ ملكٌ لهَا!!
تجوّلت المشاعرُ بينَ قلبها ولسانهَا، ولكن أنَّى لها أن تُترجم إلى كلمات؟
يبدُو أنّ من شأنها أن تبقَى أسيرةً فحسب، التفتت لتُطالعهُ بلمعةٍ صغيرةٍ طافت فِي عينيهَا وقالت:
"هششش، كدِي أهدِي أهدِي أكِيد حَ نلقى حُلول بإذن الله."
"بس أنا مفرُوض بُكرة أسلِّمهُ المطعم، ما قادرة يا لِيلاس."
"ما حاولتِ تعرفِي من مُعِيد دا منُو؟"
"ما حاولت أتواصل معاهُ، أنتِ عارفة إنِّي مُؤجّلة تواصلنا لـ بعد الزواج."
"ما أُخذ بالقوَّة لا يُستردّ إلَّا بالقوَّة، أنتِ عارفة القانُون حَ يخدمك فِي القضيَّة دِي صح؟"
هزَّت "هِينار" رأسها:
"لكِن مع الأسف، أقلّ حركَة منِّي حَ تخلِّيني أخسر مُعِيد يا لِيلاس."
"عاينِي، وقسمًا بالله كان أرفع القضيَّة أنا بنفسِي ما بخلِّيهُ، وبعدِين أنتِ من متَى ضعِيفة كدا؟ وِيين هِينار البتهز وترز؟"
تشبّثت "هِينار" بثوبِ رفِيقتها كالطفلةِ وقالت بنبرةٍ مُهتزّة:
"أنا ما ضعِيفة ولكن هُو مسكنِي من نُقطة ضعفِي."
سمَحت "لِيلاس" لدمُوعها بأن تأخذ مجراها أخيرًا، تستطيعُ تحمُّل أيِّ شيء، ولكنّ ضعف صدِيقتها وحبيبة عُمرها!!
هذا الذي لن تقوَى عليهِ مهمَا حاولت، قبّلت رأسهَا بحنيَّة وهِي تُحاول مُواساتها وامتصاصَ الحُزن منها ...
"ورفِيقٌ، أنّى ساور أيَّامِي الشقاء، تبدّلت معهُ الشينُ نُونًا." ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
•• أحدِ المطاعمِ الراقيَّة ••
فِي طاولةٍ عائليّةٍ فخمة، حيثُ تنتصفها زهُور الأقحوان البيضاءَ، وتعجُّ أركانُ المحلِ برائحةِ عطرةٍ صاخِبة، زوَّارٍ من شتّى الألوانِ والبُلدان، اجتمعَ هُو ومخطُوبته على كُرسيينِ مُتقابلينِ يتبادلانِ الحدِيث بمزاجٍ لا يُكدّر صفوهُ سوى صوت الضجّة حولهما، طاقةٌ عاليَة فِي تبادُلِ الأفكار وتخطيطِ المُستقبلِ القريبِ بإذن الله، وضع خدّهُ على يدهِ وراحَ يتأمَّلُ وجهها بحُبٍّ أكبر، حتّى رنَّ هاتفهَا مُقاطعًا:
"عن إذنك جِياد، ثوانِي."
قامَت عن الطاولةِ مُتّجهةً خارجَ المطعم، بقيَ ثوانٍ يجوِّلُ عينيهِ فِي المكان وبينَ الحُضورِ والمارَّة، التقطَ هاتفهُ الذِي رنَّ سريعًا وأجاب:
"أووو أبُو الشباب.. يا زول أحلف!!!"
قالَ بصدمةٍ تعلُو وجهَهُ:
"لالا جاي هسِّي دقِيقة، لا حولَ ولا قوَّة إلَّا بالله العظيم."
قامَ وهُو يندهُ على النادلِ لدفعِ الحساب، انطلقَ إلى الخارجِ بسُرعةٍ خاطفَة ليُخبر مخطُوبتهُ بوفاة أحدِ أصدقاءهِ المُقرَّبين، ولكن استوقفتهُ جُملتها وهِي تقُول:
"يا بت جِياد دا أنا ما عايزاهُ ولا شيء الله يخلِّصنِي منّهُ عاد، لكِن القرش لا يُعلى عليهِ وأنتِ عارفة.. لا موضُوع إنِّي ما بجيب أولاد دا ما ورّيتهُ يا بت خلِّيني أعرف أترفّه زيَّ النّاس بعدِين بورِّيهُ، كدي هسِّي أقفلِي عشان هُو راجِيني برجع ليك بعدِين بتمَّ ليك الحاصِل.. يل..."
قاطعَ جُملتها صدمتهَا من وجُودِ خاطِبها وراءهَا، فغرت فاهَها وقالت بتلعثم:
"ج.. جِياد، خلعتنِي."
لكنّهُ تراجع للوراءِ عندما اقتربت منهُ خطوةً أُخرى، يعتريه شعورٌ كبير بالخيبةِ والانكسَار، ابتسامةٌ مقهُورة شقّت طرِيقها إلى ثغرهِ، الآن هُو يشعرُ بلسعة الحقِيقة بعُمق، انتشرَ سُمّها فيهِ، كانتشارِ النَّارِ فِي الغاب ...
"كُفرانُ الحقيقةِ مُجرّدُ فكرةٍ نيّئة فِي شخصٍ نضجَت بهِ ثمارُ التجارُب."
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل صُباحِي ••
•• عقبِ صلاة العشاء ••
وقفَت وهِي تُقلِّبُ البطاطا على نارٍ هادئةٍ وتُراقبها بصمت، شعرت بحسيسِ خطواتٍ يقتربُ منهَا، التفتَت فإذا بها تراهُ أمامها وهُو يتسائلُ باستغراب:
"لِيلاس؟؟"
"نعم يا ناجِد."
"غرِيبة.. هِينار وِين؟"
"نايمة، ويارِيت ما تزعجها."
"نايمة؟؟ نامت بدرِي كدا؟"
"أممم، تعبانَة شويَّة."
"طيِّب وِين الحجّة؟"
"مشت غُرفتها وحَ تجِي هسِّي."
اقتربَ منهَا ليخطف القليلَ من البطاطا المقليّة، ممَّ جعلهَا تُغمض عينيهَا غيظًا:
"نااجِد، أرجُوك إلَّا حركَات جِياد دِي."
"رأيك شنُو تجِي تسوِّي البطاطس كُل يُوم تانِي؟"
"عندك مالكة مطعم الزنبقة بنفسهَا."
"دا ما بيعنِي إنّهُ ماف طعم مُميَّز غِيرها، صح؟"
خفقَ قلبها لوهلةٍ.. لقد أصابَت كلماتهُ صمَّام شعُورها، كبحت ابتسامتها التِي كادت تفرُّ منها وقالت بنرجسيَّةٍ:
"شُكرًا.. عارفَة رُوحِي."
"القال لِيلاس منُو هسِّي؟"
"اللبيبُ بالإشارةِ يفهمُ."
نظرت ليدهِ بتدقِيق مَمَّ جعلهُ يتسائل:
"مالِك؟"
"الكانيُولا وِين؟"
"شلتها، ما حاسِّي إنِّي مُحتاج ليها."
رمقتهُ بحدَّةٍ فتلعثم:
"ي.. يا لِيلاس بالرَّاحة ما كدا."
اطفئت الأخرى النَّار بعد انتهاءهَا من قليّ البطاطا قائلةً:
"رأيك شنُو تجِي تبقى محلِّي؟"
"أنتِ محلِّك ماف زُول بياخدهُ."
ازدردت رِيقها وهِي عازمةٌ على الخرُوج من المطبخ:
"اتخارج."
استوقفهَا وهُو يقف أمامَها حاجزًا بينها وبين الخرُوج:
"لِيلاس."
قالهَا وهُو يُحدّق فِي عينيهَا بعُمق، بينمَا جعلت هِي ترمقُ كُلّ شيءٍ بنظراتها، إلَّا هُو، أجابت باقتضابٍ شدِيد:
"أمممم."
ثمّة من يُسارع إلى الصفح قبل أن يُنصت لما أوجعه، يغفر للمؤذي وهو ما يزال يجهل جراحه. قلوبٌ تُسارع إلى الصفح، لا عن سعة صدر، بل لأن الغضب مكبوت، والامتعاض ممنوع، والاعتراض على الأذى يُهدّد صورة "الطيب" التي بنوها ليستروا بها هشاشتهم القديمة، خليط من غضبً مكبوت لا يُسمح له بالخروج، وأوامر داخلية تُدين كلّ من يرفع رأسه ليقول: "لقد تأذيت." أنهم اشخاص لا يشعرون بأنهم يستحقّون شيئاً، لا يملكون حتى اللغة التي تقول: "هذا ليس عدلاً." تنقصهم القدرة السليمة على الاستنكار والاستهجان، لا يعرفون الغضب الذي يصون الكرامة، الغضب والامتعاض الذي لا يجرح بل يضع حدوداً بينهم وبين الاخرين. لا يسجّلون الإهانة، لأنهم نشأوا على الشكّ: هل ما شعرتُ به حقاً حدث؟ إنهم يتشبّثون بالآخر، أيّ آخر، ولو كان مصدر الأذى، لأن الجوع إلى القرب أقوى من أيّ شعور بالاستحقاق
وكما قيل فيهم:
إذا المرء لم يحلم قديراً على الجزا
تحيلم ذلاً حيث سيق وسيقه
بمعنى أنّ الذي لا يستطيع أن يُجازي، يتظاهر بأنه حليم ومُتسامح، لكنّه إنما يُساق إلى الذلّ ساقة الخائفين.
إنت بتعمل شغل حلو جدًا بس we are sorry مش هنقولك عاش علشان إنت مش من الشِلة بتاعتنا
ونطبل للناس اللي تبعنا حتى لو شغلهم وحش😁
Do I care about what you think of me ?
N
O
O
o
o
o
o
。
。
.
.
.
.
اعترف أنني اصبحت سيئ جداً في التواصل ، عفا الله عني وأصلحني
وأشكر الله لإثنين
لشخص عرف ذلك عني فلم يَقْطَعَني ، ولشخص إذا واصلته بعد فترة طويلة لم يلومني ، والله أعلم بالقلب ، وما يخفيه.
بعتذر للتأخِير، اليُومِين دِيل فِي ضغط حاصِل
التفاعُل!!
الجاي كتير🤭🩶.
"ياحليلهم.. سلِّمي لي عليهم وعلى هِينار شدِيد، لحدّ ما ربَّنا يسهّل ونتلاقَى."
"إن شاء الله يا بتّي"...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل صلاح ••
رفعَ جذعهُ عن الطاولةِ التِي غفَا عليها لوقتٍ لا يعلمُ قدرهُ، أمسكَ برأسهِ الملفُوف بالشَّاشِ وهُو يتأوّهُ بألم، لقد كانَ حادثًا مُروِّعًا بالفعل، يحمدُ الله على أنّهُ قد نجَا منهُ، أحسَّ بخطواتِ والدتهِ التِي اقترَبت منهُ ووضعت طبقَ الخُبزِ المحشوِّ بالجُبن والكُفتة، وكأسًا من عصير الليمُون الطازج، ابتسمَ فِي وجهها بحُب:
"تسلمِي يا ستَّهُم."
ردّتهُ بنبرةٍ حنُون:
"الله يسلِّمك يا ولدِي.. لكِن تانِي مرّة انتبه."
قامَ إليهَا وهُو يلتهمُ طعامهُ وأمسكَ بخدّها:
"عشان خاطر العيُون الحلوِين دِيل كُلّ شيء سمع وطاعة."
ابتعدت عنهُ متوجِّهةً نحوَ الباب:
"بكَّاش، أكل وأرقد فِي السرير، ما ألقاك تانِي فِي التربيزة دِي."
أردفَت قبل الخرُوج:
"صحِي، أهل خطيبتك اتّصلُوا يطمّنُوا عليك."
"وإن شاء الله طمَّنتيهم؟"
"أيوا طمّنتهم، المُهم هسِّي ارتاح."
رنَّ هاتفهُ عقبَ خروجِ والدتهِ مُباشرةً، التقطهُ وردَّ باستغراب:
"ألو."
أجاب الطرفُ الآخر بفحِيح:
"مُعِيد صلاح."
"مُعِيد" بانفعال:
"ياخ يلعن..."
قاطعهُ الآخر:
"تمَّها وحَ تلقى نفسك فِي المقابِر."
"بتهدّد منُو أنت يا حشرة؟ نسِيت زمانك؟"
"تؤ ما نسِيت، لكن ضربت بس أقُول ليك حمدلله على السلامَة."
ضيّق "مُعِيد" عينيهِ:
"قصدَك شنُو أنت؟"
"غبِي للدرجة دِي؟"
كزَّ الآخرُ على أسنانهِ بغيظ:
"شكلك عايز تمُوت على يدِّي واللهِ يا ابن ال..."
"كلمَة تانيَة، حَ تلقى نفسك فِي البرز..خ، صدّقني."
أردفَ بنبرةٍ أعلى:
"وعلى كُلِّ حال دِي لسَّة البداية بس، أنا هسِّي أخدت العايزهُ من خطيبتك وانتهِينا."
"أخدت شنُو يا عِكرمة."
"المطعم."
صاحَ "مُعِيد":
"المطعم كِيف يعنِي؟"
"عِكرمة" بغيظ:
"حرقك وقت الحكاية جات على مرتَك؟.. أنت ما بتتذكَّر زمانَك عامِل شنُو لـ آن؟.. دا ولا نُص حقَّها أصلًا، كان مُمكن أعمَل فِي خطيبتك نفس العملتهُ فِيها، لكِن عمايلك دِي للوسخ الزيّك، لكِن خلِّيك مُتأكِّد تمامًا، إنّهُ الجاي صعَب شدِيد."
استطردَ باستفزاز:
"يا أخدت حياتَك مِنَّك زي ما أخدت المطعم، يا أخدت حاجَة تانيَة."
"حاجة شنُو يا عِكرمة."
"مرتَك مثلًا؟"
"تحلم بيهَا فِي الأحلام، دا كان ما مُتَّ على يدِّي."
"نشُوف."
أردفَ وهُو يضحك:
"ما تحاوِل إنّك تصل لي، لأنّهُ دا احتمال بعِيد جدًّا، لكِن عايز أحذِّرك، أحمِي نفسك، زي ما أخدت المطعَم بدُون ما تحس، حَ أخد مرتك."
أنهَى المُكالمة فجأةً، وتركَ نيرانًا تغلِي بداخِل "مُعِيد" الذِي لا يكادُ يعِي شيئًا ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل صُباحِي ••
"كيييف يعنِي يا هِينار تبيعيهُ، أنتِ واعيَة للبتقُولي فيهُ دا؟"
قالتهَا "لِيلاس" بانفعالٍ فِي وجهِ رفِيقتها التِي أغمضت عينيهَا حتَّى تكبح دمُوعها عن النزُول، قالت بضِيق:
"كدا يا لِيلاس، وأرجُوك ما تناقشِيني كتير لأنِّي ما عندِي طاقة للنقاش."
"يا ربَّنا يا رحِيم، هِينار، دا حُلمك حُلم الطفُولة أنتِ مُستوعبة العملتيهُ؟"
أردفت وهِي تضعُ يدهَا على رأسهَا:
"أنا ما عارفَة السبب البيخلِّيك تستسلمِي لواحِد ما بتعرفيهُ من الأساس شنُو، أنتِ الضمّنك شنُو أنّهُ صادِق فِي تهديداتهُ دِي؟"
"لو ما صادِق قُولِي كيف عرف إنّهُ مُعِيد هُو خطِيبي؟ وكيف عرف بموضُوع الحادِث؟"
"أنتِ ليه ما حاولتِ تتكلَّمِي مع مُعِيد عشان تلقُوا حل للموضُوع دا."
"أنا عشان رفضت أبيعهُ المطعم حصَل الحصَل دا ولولا لُطف الله كُنت فقدّت أمِّي ومُعِيد الاتنين.. يطير المطعم إذا بسببهُ أنا حَ أخسر أعزّ ناس عليّ."
"الموضُوع دا ما منطقِي نهائيًّا، يعنِي كيف يظهر واحِد أنتِ ما بتعرفيهُ فِي يُومين ويقلب ليك كيانِك بالطرِيقة دِي؟"
"هِينار" بانفعال:
"ما هُو دا البيخوِّف، إنِّي ما بعرف غير اسمهُ، لكِن هُو منُو وبيعمل كدا ليه ما عارفَة.. وقدر ما حاولت أصل ليهُ ماف فايدَة، لا عن طريق رقمهُ ولا غيرهُ، أنا ما دايرة أعانِي بقيّة حياتِي إذا مُعِيد حصل ليهُ حاجة بسبب أنانيَّتِي."
سمحَت لدمُوعها بالاسترسالِ أخيرًا، فتهافتت الأخرى نحوهَا لتجذبها إلى حِجرها وتُسكن خوفها، تعلمُ أنّها ترزحُ تحت وطأةِ الألم والقلق البالغينِ ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• منزلُ آل صلاح ••
اجتمعَ "مُعِيد" ووالديهِ فِي مجلسٍ عائليٍّ بعد أن طلبَ منهمَا الاجتماع لأمرٍ هام، سأل والدهُ بقلق:
"الحاصِل شنُو يا مُعِيد؟ مالك خِير إن شاء الله؟"
"مُعِيد" وهُو يزفرُ بضِيق:
"عاينُوا."
أردفَ وهُو يمسحُ مُؤخّرة رأسهِ برفق:
كهرباء نهر النيل
حتى الآن لا أمل لعودة الكهرباء رغم الجهود التي يقوم بها ابطال الكهرباء بنهر النيل هنالك معالجات لم تنجح ولازال المهندسين يجتهدون في تشغيل جزئي لأحد المحولات، إن لم تتوج الجهود بالنجاح سيستمر انقطاع التيار الكهربائي عن نهر النيل والبحر الأحمر لعدة أيام.
الناس تشوف بدايل...........
مجاهد عثمان.
"مُعِيد، أنت جادّي؟"
ضحكَ الآخر:
"وطيِّب لو ما جادِّي، اسم هِينار صُباحِي المختُوم على ورقَة الملكيَّة دا ما عاجبك؟"
"بس أنت عارِف إنِّي فقدت الشغف فِي صناعة العطُور زمان و..."
"هشش.. ولا كلمَة."
أخرجَ زُجاجة عطرٍ صغيرةٍ من جيبهِ وأردف:
"تتذكّرِي، وقت كُنتِ عندك شغف بصناعة عطُور الڤانِيليا وأنا شلتها منِّك؟"
أجابت وهِي تُقلِّب حدقتيهَا:
"شلتها عنوةً واقتدارًا، لأنّك كُنت خاتّيني فِي رأسك أصلًا."
ضحكَ بقوَّة:
"مغيُوظة لسَّة؟"
"مُعِيد أنجز، أنا وراي شُغل."
"لأ ياخِي، أنا عاطِل صح؟"
"مُعِيد."
قالتهَا بحدَّةٍ فعاودَ اعتذارهُ للمرَّةِ التِي لا يعلمُ عددها خلال هذا اليُوم، تنحنحَ وتابع حديثهُ:
"أنا عايز كُلّ الدُنيا دِي تعرف إنّهُ مرتِي..."
قاطعتهُ وهِي تعقدُ ذراعيهَا أمامَ صدرها قائلةً:
" ال حَ تبقى مرتك لو سمحت."
هزَّ رأسهُ بيأس:
"طيِّب، ال حَ تبقى مرتِي دِي عايز كُلّ العالم يعرف إنّها أحسن صانعَة عطُور فانيليا فِي العالم، ما عايزك تدفنِي الموهبة دِي عشان مُسمَّى فُقدان الشغف الما ليهُ أساس من الصحّة أصلًا، فهمتِيني."
"بس..."
قاطعهَا:
"بدُون بس، رجاءً."
ابتسمَت ابتسامةً صغِيرة وهي تومئ لهُ برأسها:
"إن شاء الله."
"وعندِي طلب تانِي."
"اتفضَّل!"
"نعقد هسِّي، عشان أنا ما قادِر أتحمَّل."
استدارت عنهُ وهِي تُقلِّب بُؤبؤيهَا بمللٍ وتُنادِي:
"ماما، يا ماما."
ضحكَ وهُو يهزُّ رأسهُ بقلَّةِ حِيلة، ياللمشّقةِ فِي أن يتعامَل الشخصُ معهَا دُون حواجِز، وهذهِ الحواجِز لن تذوبَ إلَّا عندمَا يمتلكها ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• إحدى الصيدليّات ••
خرجَ الرجُل الأخير الذِي ابتاعَ منها الدواءَ على عجلٍ وعادت هِي لتُراجع بعض الحساباتِ المُهمَّة على دفترها، أحسّت بخطواتٍ شخصٍ تقترب فرفعَت بصرها إلى الباب، تفاجئت بالشخصِ الدالف عبرهُ وهُو يأتِي نحوها.. "نُوف"!!
ما الذِي جاءَ بها اليوم على غيرِ العادة، قالت وهِي تُهاتفُ شخصًا آخر:
"أيوا أيوا أنا دخَلت الصيدليّة، قُلتِ لي إنّهُ المُرطِّب اسمهُ (...) صح؟، يلَّا تمام."
أبعدت سمّاعة الهاتفِ عن أذنها وأخذت ترمقُ الأخرى بنظراتِ اشمئزاز:
"عاينِي، أدِّيني مُرطّب (...)"
تحرّكت "لِيلاس" بصمتٍ وأحضرت المُرطِّب، جعَلت "نُوف" تتفحَّص تاريخ ومكان صناعتهِ، نظرَت الأخرى إلى ساعةِ يدهَا وقالت بنبرةٍ سرِيعة:
"طالعَة دقِيقة وبجِيك."
اومأت "نُوف" وهِي تُقلّب حدقات عينيهَا، خرَجت "لِيلاس" مُتوجّهةً إلى "البقّال"، لم تمكث كثيرًا وعادت سريعًا إلى الصيدليَّة، دلفَت بهدُوءٍ دُون أن تشعر الأخرى بهَا وقد كانت مشغُولةً بمُكالمةٍ هاتفيَّةٍ؛ ليقعَ فِي مسامعهَا بكُلّ وضُوحٍ حديثهَا:
"كذَّابة!!! أحمد وعلِي حَ يجُوا؟.. لالا يا بت كييف ما أجِي أنا أوَّل من يجِي طبعًا، أه خطِيبي بتاعَ الساعَة كم مُعرّسني هُو عشان يتحكَّم فِيني؟.. يلَّا يلَّا نتلاقَى بعدِين."
أحسَّت "لِيلاس" بشعُورٍ لاذعٍ وهِي تستمعُ لكلماتها المُهِينة والقاسيَة، كيف يسمحُ لها ضميرها بخيانةِ رجُلٍ وهب كُلّ إخلاصهِ لها؟.. ياللغرابة، عادت إلى طاولتهُ ممَّ جعَل "نُوف" تُجفل وتسألها:
"جيتِ متى أنتِ؟"
"هسِّي."
"أممم، كم سعرهُ."
"(...) جنيه"
وضعَت أوراقَ النقدِ على الطاولةِ باشمئزاز، تجاهَلت "لِيلاس" كُلّ شيءٍ فِي تلك اللحظَة وقالت بكُلّ شفافيَّة:
"حافظِي على ناجِد يا نُوف."
ارتفعَ حاحبُ "نُوف":
" نعم؟ "
"السمعتيهُ."
"أنتِ بتستفزّي منُو حضرتك، وقصدك شنُو بكلامك دا؟"
"الفهمتيهُ برضهُ."
"شُوفِي يا اسمك، أنا ما مُحتاجة توصيَة منِّك عشان أعرف أحافظ على خطِيبي، تمام؟"
"لِيلاس" ببرُود:
"تمام، اتفضَّلي أطلعِي إذا خلَّصتِ لأنّهُ فِي وراءك زباين كُتار."
كزّت "نُوف" أسنانهَا بغيظٍ وخرجَت تتوعّدُ نفسهَا بألَّا تُمرّر لها استفزازهَا هذا ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
يقودُ على مهلٍ، وعينيهِ تهربُ إلى عينيهَا الشاردتينِ عبر مرآةِ السيَّارة بينَ الفينةِ والأخرى، فجأةً، وبلا مُقدِّماتٍ، لم يعُد يرى أمامهُ غير شاحنةً ضخمَة تصطدمُ بهم، ثمَّ لم يعِ شيئًا آخر، لا هُو ولا والدتهَا.. ندّت صرختها بقوَّةٍ وهِي تهبطُ من السيّارة، احتشدَ النّاسَ حولهم ليُغِيثُوها سريعًا بعد أن استنجدَت بهم، لم يستغرق نقلهم إلى المشفَى كثيرًا، رنّ هاتفها فردَّت سريعًا دُون أن ترى اسمُ المُتّصل، دمُوعها تُسابق صوتها، تناهَى إليهَا صوتهُ الذِي يقطرُ بالشر:
"هِينار صُباحِي، إن شاء الله تكُونِي عرفتِ أنا منُو؟"
صاحَت بهِ:
"ياخِي الله لا وفَّقك، أنت عايز شنُو منِّي؟"
"أنتُوا هسِّي فِي المُستشفى، بعد الحادث أكيد، صح ولا؟"
قالت بصدمةٍ:
"عرفت كيف؟"
"الحادِث عملتهُ أنا، فاكرانِي لمَّا قُلت ليك يا المطعم يا مُعِيد، كُنت بهظِّر؟"
كدِي يا جماعة
أتحفُونِي بتوقّعاتكم فِي البارتات القادِمة؟ 🩶🩶
حَ يحصل شنُو؟
مرة حصل خلاف بيناتنا
خلاف لدرجة إنو خلاص المفروض ينتهي الطريق هنا و أي حد يمشي بإتجاه..
إتلاقينا في ذات المكان البدينا منو..
- شكرا عشان لحدي نهاية الطريق إنت ما أخلفت بوعدك، أهو انحنا بنتفارق و انت لسى بذات اللطف القابلتني بيهو أول مرة.
رد عليّ بالحرف الواحد :
دي ما نهاية طريق..
دي بداية تانية.
أنا أديتك كلمة، و الراجل بمسكوهو من لسانو، ماف سبب ممكن يكون مبرر لتنازلي عنك.
...
مرة زعلتها و ما كنت متخيل انها ممكن تسامحني..
رسلت ليّ:
اللحظات ال إنت ما فيها بتعدي ببياخة و بتتقل على قلبي شديد.. أنا ما مسامحاك و ما عارفة حأصفى تجاهك متين.. بس المتأكدة منو إنو ماف حد أنسب ليّ غيرك.
بعد كم شهر كتبت في الاستوري:
نحن مشتاقين وحاتك، نحن مشتاقين كتير ..
ردت عليّ:
تمشي وين الخطوة عنك..
ما الزمن بالحب بلاك و إبتلاني
....
متوافقين في أي حاجة بس فكرة زواجنا من الأساس كانت مخالفة للعادات و لراي القبيلة..
لسنتين كاملات هو فضل يدق الباب في المرة ألف مرة..
لمن أبوي غلبتو الحيلة تجاهو جا قال ليّ:
الراجل شاريك يا بتي..بخيت و مبروك عليكم.
....
مرة أنا كنت مُصرة على الإنفصال لأسباب ممكن تكون بتستحق على حسب زعلي وقتها..
إحترم قراري..
إنفصلنا و فضل يواسي فيني برغم تقبُلي أنا للشعور و رفضو هو للفُرقة من الأساس.
بعديها سألني:
عارفة البطمِن شنو؟
أنتِ...
وجودك بدون أي مسمي
كونك لسى في بيناتنا ف دي حاجة كفيلة إنها تخليني أختارك تاني من أول .
لا السكة بيك حتنتهي
و لا معاك حأمِل طواف..
...
ف أعتقد الحكاية مبدأ و الله
أنا عايزك؟
خلاص معناها عايزك فوق للظروف و الطِباع و بُعد المسافات و كترت الإنتظار .
عايزك برغم الأراء كلها.
و عايزاك فوق للقيل و القال و الإختلاف و جوطة الخِلاف.
انتَ تستحق وحدة تشيل معاك عمر كامل بكل الظروف الممكن تقابلك، بذات الأمان البنيت عليهو أساسك.
و انتِ فعلًا تستحقي انو يحاربو عشانك كأنك فريدة و كأنك إنتصار عظيم.
المهم :
كل ما الريح تطارد الموج
أزيد إصرار و أحلف بيك
أغير سكة التيار
و أقول يا أنت يا أغرق.♥️
#YaGeen_A_Ahmad
نفضَ رأسهُ وكأنّهُ قد استعادَ وعيهُ للتوِّ، تنحَّى جانبًا وهُو يُفسح لهَا المجال:
"انتظرِيني، أجِي أوصِّلك، وما تقُولِي لي جِياد."
لم تنبسَ ببنتِ شفة، فقط اكتفت بإيماءةٍ سريعةٍ وخرجَت، بينمَا جعَل هُو يستغفر ويضربُ على قلبهِ بالثبات، ما يفعلهُ لا يُرضِي الله، ولا يُرضِي نفسهُ بالتأكِيد، هذهِ خيانة بالمُسمَّى الأصَح، والخيانةُ ليست سمةً يتّصفُ بها مثلهُ كما يُناشد نفسهُ ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي مكانٍ آخر ••
•• فِي ضفافِ النِيل العَاشِق ••
حيثُ تُرمَى الضحكات بجزلٍ فِي عُمقِ النِيل، تنضجُ فِي أحشائهِ الحنُون، وتتولَّدُ كذكرياتٍ بلا عناوِين، وقفَ وهُو يُحدّق فِي سكُونٍ المياهِ طويلًا، يتجاهلُ الضجيج من حولهِ، قاطعَ شرودهُ صوتٌ ضخم من وراءهِ:
"عِكرمة."
ابتسمَ ابتسامةً ماكرةً قائلًا دُون أن يلتفت:
"مُعيد صلاح."
"الرجَّعك شنُو تانِي أنت؟"
التفت "عِكرمة" إليهِ:
"اعتبر إنّك ما عارِف مثلًا؟"
"أقسم بالله أدفِّعك التمن، أحسن ما تلعب معاي."
"حَ تدفعهُ أنت قريبًا، ما تخاف."
"عِكرمة."
"خطِيبتك يا مُعِيد، هِينار صُباحِي."
شدَّهُ "مُعِيد" من ياقةِ قميصهِ وكزَّ على أسنانهِ بغيظ:
"هِينار مالها يا عِكرمة؟"
"بُكرة، حَ تعرف."
أمسكَ بيديهِ وأبعدهما عن قميصهِ وهُو يُحدّجهُ بنظراتٍ ناريَّةٍ، ثمَّ غادر فِي صمتٍ تاركًا وراءهُ "مُعِيد" الذِي يصرخُ عليهِ ...
•
•
•
يُتّبع ...
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }.
غيُوم زرقاء
الفصل التاسِع {9}
بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}
صلِّ على النبي ﷺ
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• فِي الرِيف ••
•• منزل رابِح معلاوِي ••
دلفَت "إباء" إلى المنزل وهِي تُكفكف الدمُوع عن عينيهَا الداميتينِ من كثرةِ البُكاء، أنفاسهَا المُشتعلة تحرقُ جوفها، حزمت القليلَ من الأغراض التِي تلزمهما هِي وابنتها للمبِيت فِي المشفَى، كانت على وشكِ الخرُوج، لكنّ استوقفها صوتُ إحدى النساء الساخر والخارجِ من غُرفة الضيافَة:
"أها شفتُوا؟ قبل كدا علَّقت للبنيَّة دِي كمُّون ساي فِي يدّها جات أمَّها المفلهمة دِي من هناك عاملة فِيها دايرة تعلِّمنِي الدين، تستحمل الجاتها هسِّي براها ضارّة بتَّها بنفسها."
أجابتها "فهِيمة":
"أصلها فقُر المرأة دِي مرَّات بقُول ياريتنِي ما عرَّستها لولدِي.. هسِّي فِي الختان دا عارضتنا لكِن التقُول دعواتها دِي صابت ووقعت تب الموضُوع أبا يمش قدَّام كُلّه كُلّه."
اتّجهت "إباء" إلى غُرفة الضيافة وهِي تنظرُ إلى وجُوههنّ المُجفلةِ بكُلِّ برود، ابتسمت بقهرٍ وسط دمُوعها المُتساقطة:
"دا بدل تدعُوا لـ نُوران إنَّها تتحسَّن؟"
"فهِيمة" بارتباك:
"بسم الله أنتِ مُش كُنتِ فِي المُستشفى؟ الجابك شنُو؟"
"جابنِي الله عشان أسمع كلامكم دا.. عليك الله يا خالتِي فهِيمة دا وقت تنتقدُوا فيهُ حاجات ما لِيها معنى؟"
أردفت وهِي تمسحُ أنفهَا بالمندِيل:
"على كُلِّ حال، أنا جِيت أقُول لِيكم ودِي المرّة الألف أقُولها، حاجَة بتودِّي للشرك بالله أنا ما بعملها ولا بربِّي بتّي عليها، الكمُّون ما بيحفظ بيحفظ الله، واسمهُ تميمَة والتمائم شرك، وأنتِ يا خالتِي فهِيمة أدرى برأيي عن الختان، لكِن طفح الكِيل بالجد، طفح الكيل..."
استدارَت لتُكمل مُشوارها ولكنّها فُوجئت بزوجها الذِي يقفُ وراءها، وقد استمعَ لكُلِّ الحوار الذِي دار بينها وبينَ النساء، قالَ بغضبٍ وقد تصلَّبَ فكّهُ الأسفل:
"أنتِ جيتِ هنا عشان تعملِي مواضِيع وبتّك فِي المُستشفى بين الحياة والمُوت؟.. أنتِ نسيتِ الحاصل دا كُلّه بسبب إهمالك؟"
"إباء" بخفُوت:
"الحاصِل دا قضاء وقدر، ما تعلِّي صُوتك يا أبُو نُوران لو سمحت."
استشاط غضبًا وصاح بحنق:
"بعلِّيهُ.. مرأة فقر الله لا جاب عقابك."
"إباء" بحدَّة:
"لو سمحت، أجِّل النقاش البيزنطِي دا بعدِين، بتّك حاليًّا بين الحياة والمُوت زي ما قُلت."
لم تشعُر إلَّا بصفعةٍ قويَّةٍ كادت تقطعُ أنفاسها لحظتها، صاحَ بغضبٍ أكبر:
"واللهِ يا إباء مالِي مُكمِّل معاكِ، أنتِ طالق بالتلاتة."
صاعقةٌ أصابت كُلّ شبرٍ بها حين قالها، نبضهَا الذِي كاد يفرُّ منها فرارًا، صمتٌ ابتلع لسانهَا، حتَّى اصطدمت بالبابِ الذِي بجانبها، صدمةً جعلت الوعيَ يدبُّ فِي خلايا عقلها من جدِيد بعد أن أُصيب بالجمُود للحظة، فرّت منهَا ابتسامةٌ جانبيّةٌ باهتَة، ولكنّها قويَّة، قويَّة للدرجة التِي لم يرهَا "رابِح" عليها طوالَ حياتهِ، قالت بثبات:
"الحمدلله، الحمدلله"
خرجَت سرِيعًا، وهِي تُحاول كبح دمُوعها عن الفيضان ...
•
•
•
ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ
•• بعد مرورِ يومينِ ••
•• منزلُ آل صُباحِي ••
حيثُ تزيّنت السماءُ باحمرارِ الشفق، كانَ هُو أثرُ شفاهِ الشمس التِي أودعتها قُبلةً دافئةً قبل الرحِيل، جلسَت بجانبِ المذياع الذي يبثُّ صوتَ التلاوةِ المُفضّل لديها بوضُوحٍ كبير، تُريد تنفضَ الهمُوم التِي ضيَّقت الخناق حولَ قلبهَا فِي اليُومين الماضيين، أحسَّ بصوتِ طرق الباب، أخفضت صوت المذياعِ وهِي تقُول:
"اتفضَّل."
دلفَت صدِيقتها وهِي تفتحُ ذراعيها لها بحماس:
"هِينارو حبيبِي."
قامَت الأخرى لتُعانقها بقوَّة:
"لِيلُو، واللهِ اشتقت ليك."
أردفت وهِي تبتعدُ عنها لتُجالسهَا:
"وِينك اليُومِين الفاتُوا دِيل؟"
"لِيلاس" بشيءٍ من الدراما:
"واللهِ تقُولي شنُو مشغُولة مع شركتِي."
"هِينار" بسخف:
"حلاة الشركَة فُوقك عاد."
ضحكت "لِيلاس":
" حَ أتجاوزك طبعًا."
أردفت بجدِّية:
"مالِك يا هِينار؟.. وشِّك دا ما عاجبنِي، ونبرة صُوتك من أمس ما عاجبانِي."
زفَرت الأخرى بتعبٍ وهِي ترتمِي إلى كتفِ رفيقتها:
"الصراحَة!.. فِي موضُوع من يُومِين وهُو شاغِل لي بالِي."
"واللِّي هُو؟"
"قبل يُومِين ..."
بدأت تسردُ تفاصِيل قصّتها مع ذلكَ الشاب المُسمَّى بـ "عِكرمة" وأنّها لا تعلمُ عنهُ أيَّ شيء، عن خوفها، ورغبتها الجامحةِ فِي عدم التنازُل عن حلمها، الجميعُ يعلمُ كم هذا المطعمُ عزيزٌ عليها، قدّمت فِي سبيلهِ تضحياتٍ وخسائر حتّى نالتهُ كعوضٍ من الله، أنَّى لها أن تتنازل عنهُ بكُلِّ هذهِ السهُولة، أردفَت أخيرًا وهِي تفكُّ أسر دمُوعها:
"أنا ما عايزة أخسر المطعم، ومُستحيل أخسر مُعيِد يا لِيلاس."
ضمَّتها الأخرى إلى حِجرها ومرَّرت يدها على جدائلِ شعرها بلُطف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
—عاوز تصلي الفجر حاااضر في Google في تطبيق أسمه never miss fajr....
— التطبيق ده بصحيك للفجر و حيفضل يرن , ما حيسكت إلا لو جاوبت على الأسئلة البيطرحها , وفيه أصوات مختلفة للمؤذنين ....
- عرّفوا الناس و دلّوهم فيمكن تلاقي يوم القيامة كل الناس الصلو الفجر بسببك في ميزان حسناتك.
اليُوم البارت حَ يتأخَّر شويَّة عن الموعد يا حلوِين🩵.
Читать полностью…رحلةٌ بلا ملامح
من أنا؟
سُؤالٌ نمَا فِي أحشاءِ لُغتِي
التِي تعفّنت بها أجنّةُ الأشعار
أُجوِّل نظراتِي الصدئةَ فِي الأركان
أتجرّعُ أنفاسًا مسخةً
ونُصوصًا بلا عُنوان
أُراقبُ شهيَّة الذئب
على شفاهِ ليلةٍ
تخثّرت ملامحهَا
فِي ذاكرةٍ بلا ذكريات
وبينَ ذلكَ وذاك
أتسائلُ من أنَا؟
هل كُنت جسدَ الحُلم
الذِي تكفّنَ ببياضِ
الأوراقِ الحالمة؟
أم أنَّنِي ذرّةُ التُراب
التِي لم تُنصفها
العد؟
أتبعثرُ بينَ لقاءِ الفنّان
وألوانهِ على أنامِل الريشة
بينَ أضغاثِ الطفُولةِ
وأشباحِ الغابة
أتبعثرُ بين الخوف من مُواجهتِي
والغرقِ فِي حُبّي
ولا زلتُ أجمعُ ملامحِي
يا تُرى
من أنا؟
#رحاب_يعقوب
#مُورفينا
- 𝓶𝓸𝓻𝓯𝓮𝓮𝓷𝓪.