rwayatsudan | Unsorted

Telegram-канал rwayatsudan - رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

45563

🌐 الموقع الرسمي 🌐 http://rwayatsudan.blogspot.com طريقك نحو حب القراءة 🍂 • PDF @PDFSD •للتواصل | •فريق العمل | @RwayatSdbot 📨 •قناتي الثانية | @pllli 💋 •قناتي المفضلة | @pandasd 💟 •كباشية | @pllii💌 •فهرس الروايات | @uiiiio 📙

Subscribe to a channel

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

لو معماري، مهندس مدني،
ميكانيكا أو حتى طالب 👷‍♂️📐
وكنت بتشتغل بـ Revit، AutoCAD،
أو 3ds Max؟
📌 نحن وفرنا ليك تفعيل مضمون وسريع
لأقوى برامج أوتوديسك:

🔥 البرامج المتوفرة:

Revit – للتصميم المعماري وBIM

AutoCAD – للرسم الهندسي والتنفيذي

Civil 3D – لتصميم المواقع والطرق

3ds Max – للرندرة والأنيميشن

Navisworks – لتنسيق المشاريع ومراجعة
التصاميم

وأكثر من كدا ✨


💥 العرض الخاص للطلاب!
خصم مميز عند إثبات الهوية الجامعية 🎓

✅ تفعيل مضمون وسريع
✅ دعم فني لو احتجت أي مساعدة
✅ بدون كراك وبدون مشاكل تحديث

والعرررض❤️:
اكود لافندر تخفيض.
انت وصاحبك تخفيض
اكتر من برنامج في تخفيض.
وللطلبه..
وحديثي التخرج في تخفيض برضو.



📩 راسلنا الآن وخلي شغلك يكون بروفيشنال
من أول يوم!
🔖 HA Store –.
كل أدواتك الرقمية في مكان واحد.

@esraa24bot.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

"ورابع وعاشِر.. التغذيَة الكُويّسة مُهمَّة جدًّا لمرحلتك دِي."

بنبرةٍ مرحَة:

"يا دكتُورة لو سمحتِ أنا طالِب إيدك.. كيف مُمكن إنسان يفوِّت عليهُ حاجات لذيذة زي دِي؟"

حاولَت جاهدَةً إخفاء ابتسامتهَا وقلَّبت عينيها بملل:

"شكلك عُمرك ما حَ تكُون جادِّي يا جِياد. "

"يمكن يا د. آن"

أردفَ وهُو يُطالعُ الجدارَ الأبيضَ من حولهِ:

"حاسِّي بنشاط غرِيب، ومافِي تعب."

"الحمدلله، أطمّنك مُؤشِّراتك الصحيَّة بدأت تتحسّن كتير."

"الفضل بيرجع ليكِ بعد الله يا دكتُورة."

"كُلّ الفضلِ لله، عن إذنك."

خرجَت سريعًا ولكنَّها كانت تحملُ معهَا طاقةً بحجمِ تلك الغُرفة، بدأت تعتادُ وجُوده، مزاحهُ، خفّتهُ وأدبهُ عند الحديث، وهذا ليسَ مُؤشِّرًا جيِّدًا أيضًا، زالت ابتسامتهَا عندمَا رنَّ هاتفهَا، فتوارت عن مرأى النَّاس لتستجِيب للمُكالمةِ، ويترامَى إلى مسامعهَا صوتهُ الأجشُّ:

"تُك تِيك، مرتِي البحبَّها قريبًا."

أغمضَت عينيهَا لتكبحَ جماحَ غضبها:

"أوَّاب، أنا فِي المُستشفى ما تحاوِل تستفزَّنِي."

"أستفزِّك؟.. لأ أنتِ لسَّة ما عرفتِ استفزاز يا آن."

"عارِف إنَّك حَ تندم على أيِّ حرف قُلتهُ؟"

"أدخلِي الواتس، وشُوفِي الفيديو."

أردفَ بنبرةٍ ضاغنَة:

"وخمسَة دقائق، ألقاكِ فِي المكانَ المطلُوب، ما حَ أفسِّر أكتر"...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• السُودان ••

اقتربَ من منزلِ عمِّهِ ومنزلُ زوجتهِ الأُولى، لقد طفحَ كيلًا من مُراقبتهَا من على بُعد، طرقَ الباب مرَّةً، ومرَّتينِ حتَّى فتحت الباب، انقضَّ على عُنقها خنقًا وحاصرهَا مع الحائط، قالَ وعينيهِ تقدحُ الشرار:

"ليه كلَّمتِ هِينار؟."

ارتجَّ جسدهَا بذُعرٍ وهِي تُقاومهُ وتنطقُ بصعُوبةٍ بالغَة:

"مُعِيد.. فك فكَّنِي."

"مُعِيد" بنفادِ صبر:

"عِكرمة وين يا لمِيس؟"

سحبَ يدهُ منها عندمَا أحسَّ أنَّ لون وجهها بدأ يتغيّر.. سعلت بقوَّةٍ بينمَا صرخ هُو:

"بتكلَّم معاكِ وين عِكرمة؟؟"

تحسّست جِيدهَا بألم ونظرت إليهِ بعينينِ دامعتينِ قائلةً:

"ما بعرف."

"مُعِيد" بحنقٍ شديد:

"لا شكلهُ حَ تخلِّيني أفقد أعصابِي أنتِ التانيَة."

أردفَ وهُو يضربُ الحائط:

"عِكرمة وين يا لمِيس؟؟؟ للمرَّة الأخِيرة بسألك. "

"ولو قُلت ليك ما حَ أجاوبك، حَ تعمل شنُو؟"

أردفَت والدمُوع تتأرجحُ فِي مآقيها:

"حَ تطلع برُوحِي مثلًا زي ما أنت بتقُول؟"

"يعنِي ما حَ تتكلَّمِي؟"

"أبدًا."

"تمام، لمَّا تشُوفِي حَ أعمل فيكِ شنُو."

خرجَ من المنزلِ سريعًا وتركها تُحاول الاتَّزان فِي الوقُوف، والعودةَ إلى الغُرفة...

"بعد مرُورِ ساعَة"

جلسَت أمام شاشةِ التلفاز، وكُلّ حواسها مشغولةٌ بالتفكِير والخوف، لقد كانت جريئةً للدرجةِ التِي لا تعلمُ عواقبهَا، بالتأكيدِ لن يُمرِّر لها فعلتها تلك، بل كما اعتادتهُ، ستكُون ردَّة فعلهِ قاسيةٌ جدًّا، ما إن أغمضَت عينيهَا لتطردَ الأفكارَ القاتلة تلك من بالهَا، حتَّى رنَّ هاتفها بغتةً، فأسرعَت بالردِّ عليهِ دُون الاطّلاع على هويَّة المُتّصِل، ليتناهَى صوتهُ إلى مسامعهَا:

"قاعدة ومُستكِينة؟"

نظرت إلى الشاشة بعد إبعادها عن أذنهَا، لتردّ بعدها بارتجافٍ:

"مُعِيد عايز شنُو؟"

"هيف.. صاحبتك الكانت معاكِ قبيل وطلعت منِّك، ساكنَة فِي(...)"

"لمِيس" باضطرابٍ شديد:

"ه هيف مالهَا يا مُعِيد؟"

"تعالِي ودِّعِي جُثّتها، لأنّها رحلت."

أردفَ وهُو يصكُّ على أسنانهِ:

"عشان تانِي ما تلعبِي بهفوات الشيطان!!"...





يُتّبع...

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

غيُوم زرقاء
الفصل الثانِي والعشرُون {22}

بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}

صلِّ على النبي ﷺ





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

(أمَّا الليل؛ فهُو مشيمةُ الذكريات
وملامحُنا غذاءٌ، وأثرُ خطوتها الأولى فِينا الارتجافات.)

•• منزلُ آل صُباحِي ••

دلفَ أخيرًا إلى غُرفتهِ المُظلمَة، المغمورةِ بالبرُودة، والهدُوء، كلماتهَا الأخيرَة غليظةُ الصدى على أذنهِ...

(لأ معلِيش، نحن العليهُ دا ذاتهُ بتمنَّى يختفِي...)

(استصغرتنِي قدَّام نفسِي وخلِّيتنِي أحس بجُرح فِي كرامتِي ومشاعرِي...)

(مُستحِيل أقبل إنّهُ يكُون فِي راجِل أنانِي زيَّك يا ناجِد فِي حياتِي...)

لم يفعَل شيئًا، سوى أنّهُ جلسَ على طرفِ الأرِيكة، وابتسمَ بتهكُّمٍ على سذاجتهِ واندفاعهِ، ماذا فعَل؟
اعترَف، هكذا ونسيَ نفضَ الغُبار عن الذِي تركهُ خلفهُ قبل سنوات، بالتأكِيد سترفضهُ دُون شك، يالهُ من ساذج!
عليهِ الآن ألَّا يُمثِّل دورَ الضحيَّةِ، ولكِن، ماذا يفعلُ بهذا الصراع الذي اندلعَ بينَ قلبهِ وعقلهِ فجأة؟
عقلهُ يُخبرهُ أنّهُ لا يجبُ أن يكُون أنانيًّا، وقلبهُ يشِي لهُ بألَّا يستسلم، ويسعى إليها كـحُلمٍ بلغَ ذروةَ الرغبة لديهِ، كلماتهَا لم تكُن مُجرَّد كلمات، كانت شرارًا لحربٍ لا تدرِي عنها شيئًا.. الآن هُو يتسائل، كيف أُغشي على بصيرتهِ وتجاهَل شعورهُ نحوهَا؟ بل وتركَ التيَّار يسحبهُ للقاعِ الأسفل.. "نُوف" كانت خطيئةً مُخدّرة، والآن زالَ التخدير.. وانقشعَ السراب، قامَ إلى خزانتهِ ليسحبَ منامةً تُناسبُ الليلَة المُثقلة، فإذا بعينيهِ تقعانِ على طبقٍ أبيضَ صغيرٍ من البلاستيك، لا يُخالط نقاءهُ سوى خدوشٍ صغِيرة، كانَ يُرافقهُ فِي جميع مراحِل عُمره، ابتداءً من طفُولتهِ، مُراهقتهِ، وحتَّى شبابهِ الآن!...

•• فلاش باك - Flash back ••
••الطفُولة النقيّة ••

انقشعَت الغيُوم عن السماء، كانقشاعِ البتلَّات عن غُددِ الرحيقِ السعيدةِ فِي الربيع، لفَّت الشمسُ وشائجهَا حولَ الأرضِ بدفءٍ وحُب، تعلُو الهُتافات من مآذنِ المساجدِ والساحاتِ جميعهَا:

"اللهُ أكبر، اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبر وللهِ الحمد."

اليوم عيدٌ، شعيرةٌ يجتمعُ فِيها حُبّ الربِّ وصفاء القلب، يتعانقُ الأطفال والكبار وتنتشرُ فيهِ المحبّة.. خرجَ من صفُوف الصبيةِ عقب الصلاة وعينيهِ تجولُ حولَ الشراراتِ المُتطايرة من على بُعدٍ من ميدانِ الصلاة، الألعابُ الناريَّة لا تتوقّفُ اليوم، اقتربَ من أبيهِ فِي الصفُوفِ الأماميَّةٌ وهمسَ لهُ:

"أنا راجِع البيت."

اومأ والدهُ كـإشارةٍ لهُ بالانصراف، فأسرعَ فِي لهفةٍ إلى المنزلِ.. دلفَ بحماسٍ وهُو يُحدّقُ بالمكانِ، رائحةُ البخُورِ تحتضنُ أنفاسهُ، اقتربَ من شقيقتهِ ووالدتهِ الجالستينِ على الأريكَةِ ويدهنانِ من كريمِ الجسمِ الخاصِّ بهما، اقتربَ وقبَّل جبينَ أمَّهِ:

"كُلّ عام وأنتِ بخير يا ستّهُم."

لتستقبلهُ بالأحضانِ والدعواتِ النديّةِ الطاهِرة، أخيرًا التفت إلى شقيقتهِ التِي امتلأ محياها بابتسامةٍ مُتوهِّجة ونقيَّة، طالعَ فُستانهَا الورديَّ وشرائطِ شعرها الرقيقةِ، حتّى تفاصِيلها جمِيعها تشعُّ بالحُبّ والحنّيَّة، أخذهَا إلى أحضانهِ وقبَّل رأسهَا وخدّها قائلًا:

"كُل عام وأنتِ بخير يا حُلوة."

"وأنت بخير يا أحلى ناجِد."

"تجِي نلعب؟"

"راويَة" وهِي تنظرُ إليهمَا بسخف:

"تلعبُوا ولا تخرِّبُوا؟.. نحن ماشيين للجيران خلُّوكم نُضاف."

"هِينار" ببراءة:

"مامَا بليييز، عاوزة ألعب معاهُ دُور واحِد وبعدِين حَ تجيني لِيلاس."

"أنا ماشة لـ أُم لِيلاس.. ما حَ تمشي؟"

"بنلحقك أنا وهِي مع بابَا."

"بطريقتكم.. لكِن الوسخ لأ."

"هِينار" و"ناجِد" بصوتٍ واحِد:

"يييييي."

انطلقَا إلى الخارج بحماسٍ مُشتعلٍ وخطواتٍ سريعَة، ولكِن استوقفهمَا صوتُ اصطدامِ شيء طائرٍ مع رأسِ "ناجِد" الذِي وقفَ وهُو يتحسّسُ رأسهُ بغيظٍ:

"ياخ..."

قطعَ عبارتهُ عندمَا رآهَا تقتربُ منهمَا، بِفُستانٍ أحمرَ يُماثل فُستان شقيقتهِ، وخُصلاتِ شعرٍ تُداعب وجنتيهَا الناعمتينِ بشغف، شريطةٌ حمراء تنتصفُ ذؤابة شعرهَا الخلفيَّة وأساورَ فضيّة تُعانق معصمها الصغِير بدلال، عانقَت صدِيقتها بمحبّةِ العالمِ جميعهِ وهِي تُهنِّئها بحيويَّةٍ غامرَة، أخيرًا انفصلت عنهَا ونظرت إليهِ:

"آسفَة ما قاصدَة."

هزّ رأسهُ:

"ما مُشكلة.. دا وزن طبق؟"

"آي."

"ما مُعلِّمة فيهُ."

قلَّبت بُؤبؤيهَا بملل:

"خلاص تمام.. أدِّيني الطبق."

"تُؤ.. ما نصيبك."

ارتفعَ حاجبهَا:

"الله؟"

رفعَ يدهُ عنهما إلى الأعلى وهُو يُمسك بالطبق:

"أمسكيهُ لو بتقدرِي."

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

فجاءة بجيك الحنين لفترة من حياتك كان مل شي فيها ذهبي
الدنيا بسيطة ورايقة وم شايل هم لاي شي ولا فارق معاك شي ولا كان ف هموم كانت الدنيا سالكة ع الاخر
بتنون وتصحي ولا كانه ف شي
تقريبا ده نعيم الجهل اللي بتكلمه عنه

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

ماذا لو أنك حزين، ومع ذلك متفائل
وحيد، وتأنس بصحبتك
ساكن، ومع ذلك تترقب وتخطط

وماذا لو أنك مرتبك، وتواصل المحاولة
قلق، وتتعلم الصبر
متسائل، ورغم غياب الأجوبة، مطمئن

وماذا لو أنك متشكك، وتختار أن تثق
خائف، ومع ذلك تنهض وتواجه
ضائع، وتؤمن - رغم التيه - أن الطريق هو المعنى!

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

كنا ننتظر حكومة التكنوقراط لكن جاتنا حكومة التكنوكلاش

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

لا شيء يُشبِه عودة الإنسان إلى داره، أول نظرة، أول سجدةٍ بين أركانه الأربعة في صلاةِ ليلٍ على سجادةٍ يملؤها الغبار، كأنك تقول للسجادة:
"أنا لم أمت بعد… فقط تأخرتُ قليلًا"

لا شيء يشبه لحظة أن تفتح الباب فتشُمَّ رائحة التراب الذي اختلط بقدميك مراراً، والجدران التي خبَّأت أسراركَ ولم تفضحك يوماً. أول هواءٍ يملأُ صدرك من هواء بيتك، فيدخل رئتيك فيقتلع بقايا الزيف الذي علِق بك بعيداً عنه.. أول ضحكة وأولُّ جلسة، لا شيء كملاقاة الأصحاب بعد سنين، لا رسائل جامدة، لا مكالمات مقطوعة، لا صور باهتة باردة كالتحنيط الرقمي، فقط أنت وهم، وشيء من اللهفة العتيقة. لا شيء يُشبِه هذا، لا شيء...

دخلتُ حيِّي بعد سنتين وثلاثة شهورٍ من الغياب القسري، رجعتُ كأعمى يتحسس طريقه بيده وفجاةً أعادوا له نور عينيه في منتصف زحامٍ خانق.. ضحكتُ لأول مرةٍ من قلبي بعد سنين، أول نومةٍ تُشبه النوم، لا كنوبات الإغفاءة الهاربة التي كنا نسرقها بين أصوات القصف...

ملأتُ عيني بالشوارع التي تبدلت كثيراً وغزاها "الباسكيت"، نظرتُ بحِزنٌ للبيوت التي لم تُعد كما عرفتها وغيَّرت الشظايا الكثير منها وهدَّت الدانات متبقيها...

" يكفي أن ساكنيها كما هُم، لم تسرق الحرب أخلاقهم ومروءتهم "
هكذا أقولُ لنفسي لتصبيرها، لكن الحقيقة أن الأشكال تغيّرت، الناس تآكلت من الداخل أو انكمشت كظلٍّ في منتصف الليل...

ملامحُ الناس بهتت، الوجوه ذابت، الشيبُ صار عنواناً حتى لمن لم يتجاوز الثلاثين، هياكلُ تسيرُ على قدمين، يبتسمون بلا أسنانٍ، وينظرون في الأرض خشيةَ أن ينكسروا أكثر...
هنا صار السلامُ ممزوجًا بالفاتحة. لا أحد يبدأك بقول السلام، بل يبدأك بتعداد الراحلين والترحم عليهم، ثم يضمّك إلى صدره كما لو أنك آخر الأحياء. أحتضنُ فلانًا فأكتشفُ بعد لحظة أني لا أعرفه، أو أعرفه من زمنٍ كان فيه شعره أسود ووجهه ممتلئًا وضحكته واسعة...
اليوم كل بيتٍ هنا فيه قبرٌ مفتوح، ولو لم يُحفر في الأرض فقد حُفر في الصدر. نُعزِّي قبل أن نُسلِّم، نذكرُ الموتى أكثر مما نذكر الأحياء، وما من يدٍ تصافحك إلّا وفيها أثر جنازةٍ شيَّعتها قريباً...

الناسُ هنا كانت مجبورة على العيش مع ذلك السرطان، فلا بلد لهم غير هذه البُقعة، أرهق بعضهم ذُل الإيجار في مدنٍ مُتفرقة فقرروا العودة، وجزءٌ مستطيع لم يتحمل أن يشُم هواءً غير هواءها فعاد وفضَّل أن يموت هنا ويُدفن هنا بدلاً عن تلك المدافن في "مُدن بعيدة، تنوم وتصحى"...

تأملتُ شارع المسجد، هناك حيث كان العم "يوسف الحاج" يبيع الخضار والنسوةُ حوله يتبادلن الحديث، فيُناديني لأشتري قبلهنّ، يدسّ لي ربطة نعناع زيادة محبة كأنه يُخفي كنزًا، وحين أرفض يردّ عليّ بصوته المشبع بحنان لا يُشترى:
"عشان عملتا ليك دبابير… ما داير تشيل من عمك يعني؟!"
ابتسمتُ، ثم تذكّرت أنه رحل، رحل إلى الأبد...

جلستُ أمام الدكان قبل صلاة المغرب كعادتي، أنتظر ذلك المشهد المألوف، جاري "مصعب عفيفي" يقود الصغار إلى المسجد كأنه نبيٌ صغير، أو حواريٌ صادق.. مصعب كان يزرعُ في قلوبهم شجرةَ حبٍّ صغيرةً تكبر معهم، كانوا يحبونه بلا شرط ولا سبب.. إنتظرت وانتظرتُ حتى جاء الصبيةُ وحدهم إلى الصلاة دونه فتذكرتُ أنهُ ارتقى شهيداً، وتركني أجلسُ وحدي أرقبُ الشارع ولا أحد يأتي...

عصرًا ذهبتُ إلى الميادين، فوارغ الرصاص تلمع على الأرض كتحفٍ تذكارية، لا ماء ولا كهرباء، لا مُتنفس للناس إلا الكرة...
جلستُ على أحد لساتك الميدان، أنظُر شرقاً أنتظر قدوم صلاح أبو ورقه، سيأتي بفانيلته البيضاء ذات الزيق الأسود، وترينسوه الأزرق، ونظارته على وجهه التي تُخفي نصف حُزنٍ ونصف طيبة، ويداه خلف ظهره ماشياً بخطاه البطيئة، وحين يراني سيقول ساخراً:
"يا سمسم القضارف"...

انتظرتُ حتى صفر الحكم، وتذكّرت موته في المعتقل، مسحتُ دمعةً خجولة بطرف ثوبي، كأنني أخاف أن يراني أحد متلبسًا بالإنسانية...

لكن هنالك الكثير من القديم الجميل، سمعتُ الأذان بصوت العم "عاطف"، الصوت الذي أشبه ما يكون بصوتِ القماري، يدخلُ الصوتُ إلى قلبك ويتسرَّب إلى دورتك الدموية كمحلولٍ وريدي، كماءٍ باردٍ في حنجرةٍ عطشى، صوتٌ يُعيدك طفلًا لحظةً واحدةً قبل أن تستيقظ من حلمك وتجد نفسك كبيراً وحيداً من جديد، ككل شيءٍ جميل...
دخلتُ السوق ولمحتُ من بعيد "محمدو" بائع الخضار، لا زال كما هو، لم تغيره الحرب، نفس الابتسامة، نفس الدعابة، نفس الحكاوي التي لا تُمَّل كأنها ورد يومي.. يهزّ الجرجير وينفضه ويرشّه بالماء ويضحك...

ما زال جيراني بخير، يُشبهون الماء النقي.. ربما تغيَّر شكل البيوت، لكن القلوب بقيت كما هي، ذهبٌ لا يصدأ...

الكثيرُ من التفاصيل صارت خلف خط اللا عودة، كثيرٌ من الأحبّة صاروا حكاياتٍ تُروى عند العشاء، لكن ما بقي يشبه نواةَ تمرٍ تحتضن نخلةً كاملة. لا تزال هنا حياةٌ صغيرة تُقاوم، تُصِرُّ أنَّ البيوت بيوتٌ ما دامت قلوبُ أهلها عامرةً بالعشم...🥺❤️‍🩹❤️‍🩹.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

بوست مؤقت
زول عندو شات جي بي تي يرسل لي حقي وقف.
@esraa24bot.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

"تتذكَّر وقت اعترفت ليك بمشاعرِي زمااان، واتجاهلتنِي وكمَّلت حياتك عادِي وخطبت نُوف كمان، ولا كأنّهُ أنا فِي الوجُود؟ استصغرتنِي قدَّام نفسِي وخلِّيتنِي أحس بجُرح فِي كرامتِي ومشاعرِي ليُوم الليلة يمكن أنا ما قادرة أتعافَى منّهُ، جاي تقُول لي الليلة نكُون أكتر ممَّا نحن عليهُ؟"

ابتسمَت باستهزاء:

"لا معلِيش، نحن العليهُ دا ذاتهُ بتمنَّى يختفِي، وأنا مُستحِيل أقبل إنّهُ يكُون فِي راجِل أنانِي زيَّك يا ناجِد فِي حياتِي، مُستحيل."

تركَت عباراتهَا فِي مسامعهِ دُون رد، وغادرت مُسرعةً وهِي تتجاهلُ نداءاتهِ، وعينيهَا تقطرُ بألمٍ وحنق...





يُتّبع...

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

غيُوم زرقاء
الفصل الواحِد والعشرُون {21}

بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}

صلِّ على النبي ﷺ





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• مالِيزيا- العاصمَة كُوالالمبُور ••

أخيرًا.. دبَّت خطواتهَا المُتعبَة على أرضِ المنزِل، رفعَت رأسها إلى السماءِ وأغمضَت عينيهَا بتعب، تُنفِّثُ الهواءَ القابعَ بصدرهَا وتنفضُ رأسها من الأفكارِ التِي تُلاحقهَا، ولكن فجأةً، أحسَّت بيدٍ تنتصفُ ذراعهَا، وتسحبهَا بقوَّةٍ عن مكانها، فتحَت عينيهَا لتجد نفسهَا أمامهُ ولمعةٌ حادَّة أشعّت من عينيهِ:

"مِين الكُنتِ معاهُ قبيل داك يا آن؟"

حاولت الفكَاك منهُ وقَالت بألم:

"وجعتَ يدِّي.. فكِّنِي."

شدَّهَا نحوهُ أكثر:

"حَ تتكلَّمِي، ولا يكُون آخر يُوم فِي عُمره؟."

لاحت الدمُوع فِي عينيهَا، وطعمٌ لاذعٌ تصاعدَ إلى حنجرتها بغتةً:

"أوَّاب فكَّنِي."

نتلَ يدهَا عنهُ ومسحَ وجههُ قائلًا بنفادِ صبر:

"لآخِر مرَّة بسألك.. دا منُو يا آن الكُنتِ واقفة معاهُ قبيل داك؟"

أمسكَت بمكانِ قبضتهِ وتحسَّستهُ بوجعٍ شديد، رمقتهُ بحنقٍ وقالت:

"وأنت دخلك شنُو؟"

أردفَت وهِي تصكُّ أسنانهَا بغيظ:

"ما ليك الحق تسألنِي.. أنت بالذَّات."

استفزّتهُ كلمتها الأخِيرة، فاقتربَ منهَا حتَّى حاصرهَا مع سُور الحدِيقة وأمسكَ فكَّها الأسفَل قائلًا:

"مافِي زُول ليهُ الحق فيكِ غيري، والكلام دا مفرُوض تعرفيهُ كُويِّس يا مُدلَّلة زمانِك."

أردفَ وهُو يثقبُ عينيهَا بنظراتهِ الشرسَة:

"فاكرانِي غافِل عنِّك؟"

أمسكَت حقِيبتها ودفعتهُ عَنها بكُلِّ قوتها لتنفضَّ فِي وجهه:

"ياخِي تحرق أنت وجنُونك المؤذِي الما ليهُ مُبرِّر دا، فاكِر نفسك منُو أنت عشان تتعدَّا مساحتِي الشخصيَّة وبدُون حق؟ عندك رابِط شرعي بيأذن ليك بالحاجَة دِي؟ ولا عندك ياتهُ إذن؟"

زفرَت بحنقٍ واستطردت:

"لـ آخر مرَّة أنا بقُولها ليك، أنت ما عندك دخل بي وما عندك دخل بحياتِي، أمشِي وين أجِي من وِين دِي ما مسؤول منَّها حضرتك."

"أوَّاب" بحُرقة:

"آن..."

قاطعتهُ زاجرةً:

"لا آن لا زفت، وخلِّيك فاكِر ما أنا البتسكت عن حقَّها يا أوَّاب، بلا خيابة ونقص رجُولة معاك."

أردفَت وهِي تتّجهُ نحوَ المنزل:

"إنسان مرِيض."

دلفَت وأغلقَت البابَ فِي وجههِ بقوَّة، أغمضت عينيهَا وهي تُسند ظهرها إلى الباب، لقد فرغ مخزونهَا من الطاقةِ اليوم، فتحتهُ على صوتِ نداءٍ صغِير:

"آن."

ابتسمَت بتكلُّف:

"خالتُو رِيمان."

"دِي أنتِ الكُنتِ بتكُوركِي برَّة؟"

اومأت "آن":

"أيوا.. مُشكلة بعِيد عنِّك."

"إن شاء الله خِير يا بتِّي؟"

"آن" بتنهِيدة قصِيرة:

"كُل خير إن شاء الله."

أردفَت:

"طب الحُلو مُحضِّرة لي شنُو للعشاء؟"

"يا بت ما تخلِّي البكش بتاعِك دا.. أحلى باستَا لعيُونك."

"آن" وهي تغمز:

"دا الكلام البجيب المزاج ذااتهُ."

"رِيمان" بيأس:

"غايتهُ."





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• السُودان ••
•• منزل آل صلاح ••

ذُبح هدوءُ المنزلِ المُرِيب حينمَا طرقَت خطواتهَا الغاضبَة الأرضيّة الرخاميّة ببُطء، أدارَ عينيهِ حولَ المكان ليلتقطَ صاحب الخُطوات القادمَة، سحبَ الهاتفَ عن أُذنهِ حينمَا لمحهَا تقفُ أمامها، ابتسمَ وهُو يقتربُ منهَا ويُمسك بيديهَا قائلًا بلهفَة:

"هِينار.. هِينار أنتِ كُويِّسة؟"

لا رد.. كانت هادئةً بشكلٍ مُخيف لم يسبق لهُ أن رآهُ عليها، البرُود يُسيطرُ على ملامحهَا، نظراتها الميِّتة تتنقَّلُ بين تعابيرِ وجههِ بصمت، عقدَ حاجبيهِ وأردفَ:

"هِينار؟؟"

قفزَ بنظراتهِ المُتسائلة إلى مكانِ الباب، سألها بقلق:

"أمِّي وين يا هِينار؟"

أفلتت يديها منهُ وهِي ترشقهُ بحنقٍ وألم:

"أمَّك فِي أيدِي أمِينة.. أنا المفرُوض اسألك."

حلَّ الغضبُ على تعابيرهِ فجأةً وهُو يُجيبها:

"خاطِفها عِكرمة وتقُولي لي فِي أيدِي أمِينة؟.. جنِّيتِ شكلك."

أفرجَت عن ابتسامةٍ مُتهكِّمَة:

"وجعَتك؟ وجعتك إنِّي قُلت لعدوّك إنّهُ يدّهُ أمِينة؟ "

أردفَت بحدَّة ودمُوعها تتأرجحُ فِي جفنيها:

"ما دِي الحقِيقة.. لأنَّك أنت الطلعت العدُو ما هُو."

"مُعِيد" بنفاد صبر:

"هِينار، إذا أنتِ جنِّيتِ أنا بعرف أنصِّحك كيف، ما تضيِّعي الوقت واتكلَّمِي قبل ما انفصم فِيك."

"بدِيت تظهر على حقِيقتك."

انفضَّ فِي وجهها مُزمجرًا:

"حقِيقة شنُو وزفت شنُو؟ أنتِ الظاهِر فقدتِ منطقك نهائيًّا، دا وضع تقُولِي لي فيهُ كلام زي دا؟"

لتنفضَّ فِي وجهها هِي الأخرى بحُرقة وتسمح لدمُوعها بالسقُوط:

"حقِيقة إنِّك خدعتنِي يا مُعِيد ومافِي أيّ شيء فِي علاقتنا دِي كان حقِيقي من البداية، ولا شيء."

أردفَت وهِي تُشير إلى نفسها:

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

/channel/lovendrrr?livestream=45fa72fd79f0055ac0

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

ما زرع الله في قلبك رغبةً في الوصول لأمر معيَّن إلا لأنه يعلم أنك ستصل إليه. {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

الحماس والتفاعُل
الحماس والتفاعُل
أعتذِر على تأخِير البارت!!

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

"وفجأة سمعت إنّهُ اتزوَّج."

نظرت إلى عينيّ "هِينار" الشاخصتينِ ونبست بعطف:

"صح أنا جِيت آخد حقِّي، لكِن أنا مرة وما عايزة زول تانِي يعيش نفس العشتهُ.. ألحقِي نفسك يا هِينار."

صمتٌ ألجمَ لسانَ "هِينار" عن الحدِيث، لا ردَّة فعلٍ غير الصدمَة، نقّلت عينيهَا بينَ تعابيرِ وجهِ حماتها الصامتةِ عن الرد، وكيف تردُّ على حقيقةٍ كهذه؟ انكشف الستارُ عن سوءتهم بعد كُلِّ هذهِ السنوات فِي ظرف ثوانٍ، سألتهَا بعدم تصدِيق:

"الكلام دا صح؟"

لا رد.. صمتٌ سرى فِي ألسنتهم حتَّى صاحَت "هِينار":

"الكلام دا صح يا خالتِي؟؟"

اومأت الأخرى بإجفالٍ وهِي تتزاوغُ ببصرها عنها، أغمضت "هِينار" أجفانها بحُرقةٍ وندمٍ ينفخُ نارهُ بقلبها، كيف؟ كيف وقعت بينَ شِباكِ عدِيمي الإنسانيَّةِ هؤلاء؟ استغفرت الله بصوتٍ عالٍ وقالت:

"حسبي الله ونعم الوكِيل."

رفعَت بصرهَا إلى "عِكرمة" الذِي لاحت فِي عينيهِ نبرةُ حُزنٍ غير ملفوظَة، ترجمتها لمعةُ التأثُّرِ الذِي لمحتها فِيهما، كأنّهُ يُشير إليها أنّهُ يشعرُ بما تشعرهُ، تلعثمت "لمِيس":

"ما حَتتكلَّم."

"عِكرمة" وقد أشاح ببصرهِ إلى خُرمِ الحائط:

"تُؤ.. أنا أفعالِي حَ تتكلَّم."

أردفَ بنبرةِ تلميح:

" دُور الضحيّة ما بناسبنِي."

التقَت نظرتهُ مع "هِينار" التِي فهمت ما يرمِي إليهِ، كأنّهُ يُحاول انتشالها من حالةِ الضعف التِي تطفُو فوقَها الآن، نطقَت بعد صمتٍ طوِيل:

"فكَّنِي يا عِكرمة، أنا مُستحِيل أسكت."

ابتسمَ بانتصارٍ لكلماتها الأخِيرة، يبدُو أنَّ شراسةَ الذئبة التِي بها لم تخبُو، بل اشتعلت أكثر، أشارَ إلى "لمِيس" بفعلِ ما طلبتهُ، فراحَت تفكُّ الأغلال عنهَا حتَّى صارت حُرَّة ووقفَت على قدميهَا، تحسَّست معصمَ يدهَا وبادلتهُ نظراتٍ صامتةٍ ذات معنى، قبلَ أن تخطُو إلى الخارجِ استوقفهَا وهُو ينظرُ إلى عدسةِ ساعة يدهِ التِي تعكسُ صورةَ عينيهَا المُثبّتتةِ تحت عقاربها قائلًا:

"اتأكَّدِي إنِّي طُول ما أنا حي، حَ أحميكِ بكُل قوَّتِي يا هِينار."

غادرت فِي صمت، وكلماتهُ الأخِيرة تركت بصمةً عمِيقة بداخلها، رُغم انعدام ثقتها بهِ، تجاهَل استنجادات والدةِ "مُعِيد" وأغلق فمها مُجدَّدًا بالشريط، زفرَ وهُو يدسُّ الساعةَ فِي جيبهِ، لئلَّا ينتبهَ لها شخص، لقد وصلَ بهِ الولهُ إلى درجةٍ بعيدة، لا يعلمُ بها إلَّا خالقهُ...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

••مالِيزيا - العاصمَة كُوالالمبُور ••

خرَجت من إحدى الغُرف الطبيَّةِ مُتوجِّهةً إلى حدِيقة المشفَى، تشعرُ أنَّ كُلّ شيءٍ يخنقُ أنفاسها، رمَت بالقفَّزاتِ على سلَّةِ المُهملاتِ ووقفَت عند سياجِ الحدِيقة، تتجرَّعُ أنفاسَ الزهُورِ ولثماتُ الفراش، نفَّثت عن الهواءِ القابعِ بصدرها وهِي تُطالع الأفقَ بصمت، أفاقت من شرُودها على لمسةٍ صغِيرة أحسَّتها عند ساقيهَا فاستدارت لتجدَ طِفلةً توشَّحت تعابيرُ وجهها البراءة تطلبُ منهَا:

"خالتُو، مُمكن تربطِي لي طيَّارتِي دِي؟.. أنا ما لقيت ماما."

مدَّت بأجزاءٍ صغيرةٍ لطائرةٍ ورقيّةٍ ثمَّ أردفَت:

"مُمكن؟"

ابتسمَت الأخرى وهِي تأخذهَا عنها:

"حااضِر يا حبيبتِي."

حاولت أن تُؤلّف بينَ أجزاءهَا، مرَّة، ومرَّتينِ وثلاث.. ولكِن دُون جدوى، لم تكُن تحترفُ لعبَ الطائرةِ الورقيّة فِي حياتها، زفرت بيأسٍ وهِي تُطالع حولها:

"أمممم."

حتَّى لمحتهُ يقفُ عند بابِ المشفَى ويتأمَّلُ المكانَ حولهُ أيضًا.. فابتسمَت بحماسٍ واستطردت:

"تعالِي لعمُّو داك، حَ يربطها لِينا."

انطلقتَا نحوهُ بطريقةٍ أثارت انتباههُ فاستغربَ:

"د. آن؟"

تنحنحَت وهِي تهربُ بنظراتها نحوَ الطفلة:

"جِياد، معلِيش عايزَة منَّك طلب."

أومأ:

"أكِيد اتفضَّلي."

"عايزاك تربُط لي الطيّارة الورقيّة دِي.. مُمكن؟"

نظرَ إلى يدها المبسُوطة نحوهُ، ليلتقطَ حافّة الطائرة تفاديًا للمسِ وابتسم:

"أكِيد."

جعلَ يُوصلها بكُلِّ سهُولةٍ حتَّى اكتمَل تركيبها، نظرت لهُ باندهاشٍ ونبسَت:

"آ.. جزاك اللهُ خيرًا."

مدَّ يدهُ بالطائرةِ إلى الصغِيرة مُجيبًا:

"ولكِ بالمثل."

"عمُّو شُكرًا."

حملهَا ليُقبِّل كفّها الصغيرَ قائلًا:

"ولُو يا حلوة."

أنزلهَا إلى الأرضِ لتشرع فِي اللعبِ بطائرتها فورًا، تارة تقتربُ منهُ ويُمسك عنها، وتارةً تلفُّها حولَ "آن" المُبتهجة، كانت لحظةً عابرةً ولكنَّها من أمتعِ اللحظاتِ لديهِ، حيثُ غرقَ فِي عسلتيهَا، وتاهَ بينَ وجنتيها هكذَا، بلا حولٍ منهُ ولا قوَّة، أخيرًا رحلت الصغِيرةُ مع عائلتهَا وبقيَا واقفينِ يُراقبانِ ابتعادهَا، تنحنحَ:

"من وِين عرفتِ إنِّي بعرف أربط الطائرات الورقيّة."

"أمممم.. إحساس مُمكن تقُول."

"إحساس الدكاترة دائمًا صادِق؟"

"على حسب إحساسك أنت، نحن أدوات كشف بس."

"يا دكتورة..."

قاطعتهُ:

"أخدت أدويتَك؟"

"أيوا الحمدلله."

"اتفضَّل أمشِي، ما تعمَل لي زحمَة فِي دوامِي زمنك انتهَى."

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

غيُوم زرقاء
الفصل العشرُون {20}

بقلم: رحاب يعقوب
{مُور فِـينَا}

صلِّ على النبي ﷺ





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

••المساء••
•• منزلُ آل صلاح ••

ذابَ غضبُ الشمسِ فِي ذوائبِ السماء، فجعلت جدائلُ الليلِ تزحفُ نحوهَا، وتُرخِي أشرطتهَا النجميَّةَ على وسائدِ الغيم، دلفَ إلى المنزلِ بُخطًى مُتزلِّقة، غير ثابتة.. جسدهُ يتخبّطُ بينَ الفينةِ والأُخرى، حُمرةٌ داميَة تختبئ تحت أجفانهِ المُتذبذبَة، انطلق صوتهُ الثقيلُ المُتلعثم من بين شفتيهِ المُتقاعستينِ عن الحدِيث:

"ز.. زهراء، يا زهراء."

خرجَ الآخرُ من غُرفتهِ على صوتِ نداءهِ وهُو يُشمِّر أكمام قميصهِ مُجيبًا:

"أيوا يا حاج، أمِّي دِي ماف."

عقدَ حاجبيهِ وهُو يتطرَّقُ بنظراتهِ بينَ ملامحِ أبيهِ الشاحبَة ثمَّ أردف:

"تانِي شراب يا حاج؟"

والدهُ بثِقلٍ وحنق:

"ت.. تعال ساعدنِي ودِّيني الغُرفة ي.. يا مُعِيد."

أغمضَ "مُعِيد" عينيهِ مُتجاوزًا الضيقَ الذِي شعرَ بهِ حِينها، زفرَ قبل أن يُسرع بمُساندةِ أبيهِ ونقلهِ إلى غُرفتهِ، مسحَ رأسهُ وهُو يهزُّ رأسهُ بيأس ويُحدِّثُ نفسهُ:

"مُستحِيل زول فِي البيت دا يكُون منّهُ فايدَة ولو لمرَّة."

سحبَ هاتفهُ من جيبِ بنطالهِ الأماميِّ وجعلَ يُعاودُ الاتَّصالَ بزوجتهِ، ولكن لا جدوَى من المُحاولة، الهاتفُ مُغلقٌ وهاتفُ والدتهِ فِي المنزل، صدحَ صوتُ الرنِين المُنبعثِ من هاتفهِ ليردَّ بلهفةٍ على أملِ أنّها قد تكُون زوجتهُ:

"ألووو."

"تُك.. تِيك، عرفتنِي صح؟"

رشقهُ صوتُ ذاك الفحِيح فأغمضَ عينيهِ وأجابَ بحنق:

"عِكرمة، جنَت على نفسها براقش."

"عِكرمة" بتهكُّم:

"أنت بتقُول لنفسَك كدا."

"عارِف نفسك دخلت وِين؟"

صاحَ وهُو يُردف بغضب:

"أنت نسيت ماضِيك ولا شنُو؟"

"الساقيَة حاليًّا بتدُور، أثبت يا مُعِيد."

"قايلنِي ما حَ أجيبك؟"

"وأنت قايلنِي حَ أجيب أمَّك ومرتك؟"

ازدردَ "مُعِيد" ريقهُ وهُو يسألهُ:

"أمِّي ومرتِي مالهم يا عِكرمة."

ضحكَ "عِكرمة" باستفزاز:

"مُعِيد أثبت."

"مُعِيد" بنفادِ صبر:

"بسألك تانِي، أمِّي ومرتِي مالهم؟"

"عايز تسمع صوت أمَّك.. يمكن للمرَّة الأخِيرة فِي حياتك؟"

"مُعِيد" باستنكَار:

"ما بتتجرَّأ تعملهَا."

"تكرم.. اتفضَّل أسمَع."

صدحَ صوتُ أنفاسِ والدتهِ الثائرة من سمَّاعةِ الهاتف فجأةً وتسرَّبت نبرتها الهلعَة إلى أذنهِ:

"مُعِيد يا ولدِي، ألحقنِي يا مُعِيد ألحق..."

قبلَ أن تُكمل كلمتها انتقلَ الصوتُ إلى صوتِ "عِكرمة" الذِي قهقهَ قائلًا:

"إن شاء الله اتأكدّت؟"

"أنت شكلك عايز ترجع للماضِي تانِي."

"أمممم."

"مُعِيد" وهُو يزجرهُ مُنفضًّا:

"بتسِيب أمِّي وهِينار فِي حالهم يا عِكرمة سمعت؟"

"عِكرمة" بتشفِّي:

"وطِّي صُوتك، وأمشِي أشكِي لأبُوك، خلِّيهُ يتذكَّر هُو عمل شنُو فِي ماضيهُ."

أردفَ بصوتٍ هادِر:

"وقُول ليهُ لسَّة الجاي أصعَب."

أنهَى المُكالمةَ تاركًا الغضبَ يتأجّجُ فِي أنفاسِ "مُعِيد" الذِي تكاثرت البراكينُ فِي رأسهِ فجأةً، وبلا حدُود ...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• منزلُ آل عبد الملك ••

ربطةُ الشعرِ الحمراء، هِي اللمسةُ الأخِيرة فِي ذؤابةِ الشعرِ المعقُودةِ فِي مُؤخِّرة رأسِ ابنتها بدلال، ليتناسقَ لونها مع لونِ فُستانها الأسودِ البسيطِ والذِي يُبرزُ نعُومة وجهها وجمالها، انحنَت إلى كتفِ الصغيرةِ لتُفرج عن ابتسامةٍ لطيفةٍ وهِي تُطالع انعكاسهما على المرآة:

"اللهمَّ بارِك، أميرتِي الحُلوة."

"يُمَّة أنتِ أحلى."

أردفَت وهِي تُدير وجهها إلى والدتهَا:

"أرح سرِّحِي زيِّي عليك الله أمِّي."

اومأت الأخرى بعد تفكِير:

"ما غلط، ونقعد نحضَر رِيمي؟"

"كُونان."

"ونعمَل شنُوو قبل دا؟"

"أنتِ تعملِي ليها القهوَة، وأنا أونّسها."

قبَّلتها والدتها على خدِّها:

"شااطرة."

اعتدلت فِي وقفتها لتُفسحَ لها المجال للنهوضِ من على الكُرسيِّ واستطردت:

"حَ أسرِّح وأجِيك، تمام؟"

"أحلى ماما إباء."

"وأحلى كتكُوتة نُوران."

انطلقت "نُوران" بحماسٍ إلى مهمَّتها، بينمَا حلَّت الأخرى ربطةَ شرحها وبدأت بتمشِيطهِ بمحيَا باسمٍ طلِق، حتَّى سمعت أصوات نقاشٍ عالية بالخارج ...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• فِي مكانٍ آخر ••
•• إحدى المُستودعات القدِيمة ••

صوتُ أنفاسها يتلاطمُ مع الهواءِ المُتسلِّل نحوها عبر خُرم الحائطِ الصغِير، أفكارهَا تتدفَّق إلى عقلها كأبابيلٍ ضلَّت طرِيقها إلى عُشّها، وتتخبَّطُ بأجنحةِ بعضهَا، قوقعةُ الشرُود كانت أقوى من أن يثقبها صوتُ حماتها التِي تنتفضُ وتُقاوم لتخرُج، أفواههمَا مُغلقةٌ وجسدهمَا مُغلَّلٌ مع الكُرسيِّ ولا حولَ لهما بالمُقاومَة، ليست خائفة أو مُرعبةً كمَا ينبغي أن يكُون لمن فِي موقفها، بل تُفكِّر، أيُّ مُصيبةٍ اقترفها زوجها أو عائلتهُ لتتلاحقَ

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

يا جماعَة يدِّي براها الكتبت البارت المُؤسف دا معليش😔👍

تفاعُلكم!! 🥳🩶🩶🩶

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

عقدَت حاجبيهَا وحاولت القفزَ للحاقِ بهِ، ولكنّهُ كان أطولَ من قامتهَا بكثير، وقفَت الأخرى تضحكُ وتُشجِّعها على التقاطهِ، بينمَا جعلَ هُو يتبادلُ حملهُ بينَ يديهِ حتّى يُرهقها، ولكن للأسف!
هُو يعلمُ إرادتها العنِيدة، لم تكد تتوقَّفُ حتَّى حاولت التسلُّق عليهِ، كانَ الضحكُ يغمرُ محياهُ حِينها، أمسكَ بيدهَا ونظرَ إلى عينيهَا بسُرعةٍ نظرةً أربكَت عزيمتهَا، ثُمَّ جعلَها تدورُ حولَ نفسها تحت ذراعهِ بحركةٍ طفيفة، قالَ بمُشاكسَةٍ وهُو يرمقُ تعابيرهَا المُتفاجئة:

"حاولِي ألقطيها تانِي."

وجدهَا تقفُ خلفَ ظهرِ صدِيقتها وتُقلِّبُ عينيهَا بسخف:

"طير ياخ."

"هِينار" وعينيهَا تدمعُ من الضحك:

"ياخ أنتِ عويرة؟ كان تضربيهُ بأيّ حاجة وتشيلِيها."

"ناجِد" بغيظ:

"هِينار أنا أخُوك ولا هِي؟"

"هِي أختِي وحبيبتِي."

لثمَت "لِيلاس" خدّها وضمَّتها بحُب:

"واااا.. يلَّا شُوف ليك أخت تانيَة."

حدّجهما بنظرةِ غيظٍ وغادرَ وفِي معيِّتهِ الطبقُ الذِي أقسمَ أنّهُ لن يُعيدهُ إليهَا، ولكنّهُ أحسَّ بلذّةٍ انتصارٍ خفيَّة، وأحسَّت هِي بشعُورٍ مرحٍ يسرِي فِي داخلها على عكسِ الغضبِ الذِي كانت تُظهرهُ ...

•• باك - Back ••

أغمضَ عينيهِ وأدارهمَا بعيدًا عن الطبق، هذهِ الذكرى لا تجعلهُ يتألَّمُ فحسب، بل جعلتهُ يشعرُ بالحنينِ لأختهِ، كمَّ ودّ لو كانت هُنا، حتَّى يتقاسمَ معهَا عناءَ هذا الشعُور، اتّجهَ إلى غُرفتهَا وجلسَ فِي سريرها، يحتضنُ وسادتهَا ويُقبِّلها، ويرفعُ رأسهُ إلى السقفِ مُستنجدًا باللهِ من شعُور السوء الذِي اعتراهُ فِي تلك اللحظَة ...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• صباحُ اليوم التالِي ••
•• منزلُ آل صِدقي ••

خرجَت أخيرًا من حوضِ الاستحمام الذِي أفرغت بهِ كُلّ طاقتها السلبيَّة، ارتدت فُستانًا منزليًّا مُريحٌ وخفِيف، لفَّت شعرهَا المُبتلّ بالماء بمنشفتهَا البيضَاء الصغِيرة وجلست أمام‌َ المرآة لتضع طبقةً من قناعِ الوجهِ الشفَّاف وتدهنَ القليل من مُرطّب الجسد و "الڤازلين".. قامت إلى خارج غُرفتها حينمَا فرغت من ساعة العنايةِ الخاصَّةِ بها، اتّجهت إلى رُكنِ الصلاة الذي تجلسُ عندهُ والدتها وتُحدّق فِي السقف بشرُود، اقتربَت منهَا ووضعَت فكّها الأسفَل على كتفهَا بخفَّة:

"صباح الخير لأحلى أُم فِي الدُنيا."

ابتسمَت الأُخرى:

"صباح النُور لأحلَى لِيلو."

"أممم.. عاوزَة أتكلَّم معاك فِي شيء."

"قُولِي يا ماما."

"أمممم..."

زفَرت وهِي تبتعدُ عنها لتجلسَ أمامَها:

"ماما.. أنا مُوافقة على الزواج من قُصي"...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• منزلُ آل صلاح ••

وكأنَّ الغُرفة اُفرغت من الأوكسجين!!
الهواءُ لا يمرُّ من حنجرتها بالكاد، أطرافها ترتجفُ بحركةٍ مُفرطَةٍ ومُضطربة، أعينهَا الآن مُصابةٌ بالخريف، ذابلة، حزِينة، ووجههَا لا تكادُ تنبتُ فيهِ تعابيرٌ أخرى غير الحُزن، قامت إلى الخزانةِ الخاصَّةِ بها لتُفرغ محتوياتها فِي حقيبةِ الملابس الخاصّةِ بها.. وقبل ذلك قامَت بإرسالِ رسالةٍ إلى المُسمَّى بزوجها حتَّى تُخطرهُ عن مُغادرتها للمنزل، لقد طفحَ الكيل، كم ليلة باردَة وخاويَة ستعيشهَا بعد مثل الليلةِ الماضيَة؟ كم من الألمِ ستتكبَّدهُ بعد؟
تحتاجُ إلى استجماعِ قواها من جدِيد لتُواجه بهِ هجمات هذا العالمِ البغِيض، أهلكهَا التفكيرُ فِي الأمر، والحُزن المُنصبّ فِي سرابِ اللاشيء، حمَلت الحقيبةُ فِي يدهَا وهمَّت بالمُغادرةِ أخيرًا، استوقفهَا صوتُ والدِ زوجها:

"لوين يا.. بت صُباحِي؟"

التفتت إليهِ بانزعاج:

"بيت أهلِي."

"من أوّل يومِين عرس وأنتِ ماشة بيت أهلك؟.. دايرة تجيبي السُمعة؟"

"هِينار" بتهكُّم:

"مُش لمَّا يكُون اسمهُ عرس أوَّل؟.. دا خراب ودمَار."

عقدَ حاجبيهِ:

"دا كلام شنُو البتقُولِي فيهُ دا؟"

"يُفضَّل تسأل ولدك.. أو اسألوا نفسكم عُمومًا، عن إذنك."

ذهَبت وتركت الأفكارَ خلفها تتشرنقُ حولَ عقلهِ بصخب، ماذا حدث فِي هذهِ الليلةِ الصغِيرة التِي فقد فِيها وعيهُ؟ أينَ اختفَى ابنهُ وزوجتهُ فجأةً؟ وما الذي جعلَ الأخِيرة تتحدّثُ بهذا الأسلوبِ معهُ؟ أيُعقلُ أنّ المستُور قد انكشف؟ عدَّل ربطةَ عُنقهِ وسحبَ هاتفهُ ليُجري مُحاولاتِ اتّصالٍ عديدة بابنهِ وزوجتهِ ...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

••مالِيزيا - العاصمَة كُوالالمبُور ••
•• المشفَى ••

مدّت إليهِ بقطعةٍ من "الكيك" الذِي صنعتهُ اليوم، وأطعمت منهُ جميعَ زُملاءها ومرضاهَا، كان شهيًّا للدرجةِ التِي لا تُقاوم، مذاقهُ يسرِي سريان السعادةِ داخل المعدَة، التقمها لُقمةً واحدَة ونظرَ إليها بتفاجُؤ:

"حضرة الدكتُورة عاملَة الكيك دا؟"

ابتسمَت واومأت:

"رأيك؟"

"حَ أبقى طمَّاع وأقُول ليك عايز قطعَة تانيَة."

"تؤ مافِي.. حَ تأكُل سلطَة."

"تانِي؟"

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

صباح الخير ي شباب
فاتح لايف استريم فيه قران كريم ح احاول اخليه فاتح 24 ساعة طول الوقت بقدر ما بقدر اديكم الرابط بتاع القناة؟

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

الفترة دي كل الواحد محتاجها تعدي
محتاج تعدي بكل امان بكل طمانينة بكل سلام وبس والله

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

حكومة مصر بنديكم نص ساعة تفكو
المصباح، ولا بنرسل ليكم جيش اوله
شندي، واخره فيصل!.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

"اليوم كُنت على وشك الإنفصال عن صديقة حياتي لولا محاولة أخيرة مني كبحتُ فيها كل كبريائي و ذهبت على مضض و سألتها ببساطة :- في شنو مالك؟
م كنت بتوقع سوى ردود باردة تخليني ألعن نفسي لمدةِ سنتين من اليوم ؛ بصراحة م أتوقعت شئ سوى الخِذلان.

إنفجرت باكية كانه م حصل قبل كدة و بقت متسرعه في الكلام و هي بتلتقط أنفاسها وتوريني بالضبط "في شنو"
ورتني عن المرت بيهوخلال الأيام الأخيرة و عن الأصابها و عن غيابي و عن غضبها الشديد مني، ورتني أني بعيدة و أني مُخطئة في كذا و كذا و كذا...

م كنت ب سمعها وبس؛ وم كنت بسمع الكلمات ولكن كُنت شايفة دموعها و أسمع قلبها يشكو مني و أنا ال جئت بظنوني و خيالاتي عشان القي عليها اللوم، كيف إنقلبت الموازين؟
-في الحقيقة لم تنقلب، لم تكن هناك موازين من الأساس، لم يكن هناك شئ سوى ظنوني فقط و زاوية رؤيتي.

لما انتهت من الكلام و بقت ترجف من البكاء م لقتني إلا و أنا أضمهُا و أبكي معهاو أعتذر م سمعت لومها و لا عرفت اعتذر عن شنو بالضبط أعلى ما جئت لأجله أم على ما جعلتها تشعر به؟
نسيت عتابي و أسبابي و كل شئ و م أتذكرت غيرها "

أنا هسي بفكر في كان حصل شنو لو م مشيت ، ماذا لو ظل الكبرياء سيد الموقف و إعتبرتُ نفسي صاحبة الحق في كل شئ؟
كنا حنتلاقي بعد وقت ما و يسلم كل واحد سلام بارداً و يمشي و كأنه ماف بيننا عهد و عمر أو حتى لم نلقِ السلام و تظاهرنا بالتجاهل، كانت صداقتنا و أيامنا الخضراء و ذكرياتنا اللامُنتهية ح تضيع تحت غطاء الكبرياء، كان كل شئ على وشك الإنتهاء لولا كلمتين "مالك في شنو؟"

-لو أنها خذلتني من البدايةِ و شفتها في اليوم التاني م كنت ح أشعر بشئ سوى أني راضية لأني تمسكت للنهاية، لكن لو م جاذفت و مشيت من الأساس كان حينتهي الأمر و كنت ح افضل أظن أن شيئ جميل قد فاتني.

- لا تتركوا الناس من غير أسباب واضحه لا أحد في الدنيا يستحق أن ينام و هو يشعر أنه لم يكُن كافياً، أنه تُرِك بلا أسباب و هو لا يعلم "ماذا حدث؟"

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

أسير على نفس الطرقات بدون خطواتك بجواري، اسمع موسيقانا المفضله كلحن حزين يواسيني، انت كاذب سخيف لأنك قطعت وعداً بالبقاء وكنت أول الراحلين، والان انا أسير بألم في قلبي أريد رميه على قارعة الطريق، الفراغ يبتلعني ولست هنا لتنتشلني.
لست هنا لأخبرك
وهذا هو الحزن الأكبر

#غرام

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

أمس كُنت عايزة أنزّلهُ لقيت التلفون قفل والكهرباء قاطعَة.. عوارض😭☑️.

التفاعُل🖤🤭.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

"ياخِي أنا كُنت واضحَة معاك من البدايَة ليه ما صارحتنِي يا مُعِيد؟ ليه ما صارحتنِي بإنَّك كان عندك زوجَة؟ ليه ما ورِّيتنِي إنَّك عقيم وما بتنجِب؟ ليه اتجابنتَ ودسِّيت منِّي؟"

استطردَت وهِي تهزُّ رأسها:

"وفُوق دا كُلّه.. مُعِيد أنت أبُوك قاتِل؟ قاتِل وأنت ساكِت ما ورِّيتنِي؟ عشان شنُو؟"

صاحَت وهِي تضربُ صدرهُ:

"ورِّينِي عشان شنُو دا كُلّه؟"

تجمَّدت تعابيرُ الصدمةِ فِي وجههِ حِينما انهالت عليهِ بكُلِّ تلك الحقائق.. كيف ذلك؟ ازدردَ رِيقهُ وهُو يرمقها:

"دا عِكرمة القال ليك كدا صح؟ وأنتِ زي الشاطرة صدَّقتيهُ."

"عِكرمة أو غيرهُ، المُهم أنا عرفت."

أردفَت بخفُوتٍ وهِي تُطالعهُ بألم:

"أنت خسارة كلمة رجُولة فِيك يا مُعِيد.. وأنا مُستحِيل أكمِّل معاك."

أمسكَ ساعدهَا وثناهُ خلف ظهرها لتتأوَّه بألمٍ وتتسرّب نبرتهُ المُخِيفة من بينِ شفتيهِ:

"صدِّقِيني أنَا هسِّي ما فاضِي ليك.. بس ألقَى أمِّي، وبعدِين حَ أندِّمك على أيّ حرف قُلتيهُ.. والحريقة الح تحرق عِكرمة الواقفَة لي معاهُ دا حَ تحرقك برضهُ."

نتلَ يدهُ عنهَا وانطلقَ إلى الخارجِ تاركًا إيَّاهَا تغرقُ فِي الألم، والبُكاء الهستيريّ دُون مُبالاةٍ منهُ ...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• منزلُ آل عبد الملك ••

خرجَت من غُرفتها وهِي تتلثَّمُ خلفها ثوبهَا، وقفَت عند ذلك المجلس الذي يجمعُ بينَ والديها وبينهُ هُو ورجُلٌ آخر لم تتعرَّف على ملامحهِ، سألتهُ:

"رابِح؟ شنُو جابك هنا؟"

"جيت أشيل بتِّي يا إباء."

نظرت إلى ابنتهَا التِي تقفُ عند الزاويَةِ وتنكمشُ على نفسها بخوف، رمقتهُ بحدَّةٍ وهِي تعقدُ ذراعيها أمام صدرها:

"وبأيُّ حق؟"

"رابح" باستهزاء واستنكار:

"بأيُّ حق؟؟"

"أيوا، بأيُّ حق جاي تاخدها؟"

"أنتِ نسيتِ أنا منُو ولا شنُو؟.. أنَا أبُوهَا يا أُستاذة لو سمحتِ."

"وبأيِّ حق أخدت المُسمَّى دا؟"

"رابِح" بغيظٍ من استفزازهَا:

"أنتِ مجنُونة ولا شنُو؟ "

"وطِّي صُوتك."

صاحَ والدهَا بالعبارةِ الأخيرة فِي وجههِ زاجرًا لهُ، مسحَ "رابِح" وجههُ بحنق:

"أحسن يا إباء تدِّيني ليها بالحسنَة، أحسن ما آخدها منِّك بالقانُون."

"إباء" باستهزاء:

"قانُون؟"

أشارَ إلى الرجُل الغريبِ قائلًا:

"دا مُحامِي، أنا بتِّي ما بخلِّيها ليك يا إباء."

"وأنا مُستحِيل أدِّي بتِّي لواحِد ما كان بيعرف يدِّيها أبسط حقُوقها لو عملت شنُو وشنُو يا رابِح."

أردفَت بصرامةٍ شديدةٍ:

"ولُو بالقانُون، أنت البديت المسألة، وأنا ال حَ أختمها يا أُستاذ."

استطردت وهِي تُوجِّهُ خطابها لأبِيها:

"أبُوي.. قُول لـ آسِر إنِّي مُوافقة يستلم قضيَّة نُوران."...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• فِي مكانٍ آخر ••

جلسَت أمامَ ذلك الرجُل وجسدهَا يقشعرُّ من منظرهِ.. حاولت تجاهُل المنظَر لتقُول سريعًا:

"إن شاء الله أنجزت؟"

رشقهَا بنظرةٍ مُريبَة قائلًا:

"الاتنين الأنتِ قُلتيهم دِيل مُحصَّنِين شدِيد.. مُداومين على التحصِين.. يعنِي شيء ما بيمسّهم بسهُولة."

"من الآخر كدا؟"

"الموضُوع ما نجح، لكِن مرَّة واحدة ما فرقت، أكيد البعدِيها بتنجح، إلَّا ما يغفلُوا عن التحصِين."

صكّت أسنانها بغيظ:

"لازِم ينجح.. ماف حاجة اسمهَا ما نجح."

أردفَت بحنق:

"أنا مُستعدَّة أدفع ليك قدر ما داير، بس لازِم الاتنين دِيل يضُوقوا الإهَانة الأنا ضُقتها، ويعرفُوا نُوف عبد الباقِي هِي منُو"...





ـــــــــــــــــــــ ༺༽❁ ❁༼༻ ـــــــــــــــــــــ

•• منزلُ آل صُباحِي ••

خرَجت إلى حدِيقة المنزلِ تقصدُ مُغادرة المنزلِ بعد أن تفقّدت والدة صدِيقتها واطمأنّت على أوضاعها، استوقفها صوتهُ قبلَ الخرُوج:

"لِيلاس."

التفتت إليهِ وعلى محياهَا أثرُ ابتسامَة:

"ناجِد."

"أنتِ كُويِّسة؟"

"الحمدلله.. قبيل سألتنِي."

وقفَ وهُو يُنقّل نظراتهُ بينَ بُؤبؤيهَا بعُمق، أوتارُ قلبهِ جميعها تخفقُ على كلمةٍ واحدة الآن.. "اعترف"، لا تُفوِّت الفُرصة عليكَ!
فرَّت ابتسامةٌ إلى ثغرهِ وهُو يتنحنح عندمَا رأى تورُّد وجنتيهَا:

"عارفَة.. أنا كُنت بفكِّر فِي اليُومِين الفاتُوا كتير، وكُلَّ التفكِير دا كان حول علاقتنَا يعنِي."

عقدَت حاجبيهَا بضيق وتبدَّلت ملامحهَا عند سماعِ كلماتهِ تلك، أردفَ الآخر:

"يعنِي، هل مُمكن نكُون أكتر ممَّ نحن..."

قاطعتهُ:

"بربَّك يا ناجِد أنت كُنت بتفكِّر كدا؟"

أردفَت وهِي تهزُّ رأسهَا:

"ولا أنت بتفكِّر وقت ما عايز وزي ما عايز، شيء تقُول لي أنتِ زي هِينار عندِي وشيء تجِي تقُول لي نكُون أكتر ممَّا نحن عليهُ؟"

استطردت بصرامةٍ:

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

عودة الكهرباء الى الولاية الشمالية بعد
غياب اكثر من شهر
.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

نص:

كل الحَبيبَات
بَنات عُمومة لِلغِيرة!

تَشِي لهن أَزرار الأَقمِصة بِما يحدُث معكُم
وكَم مِن النِساء علقّن نظراتهُن على وُجوهكم
لا تَقتلعُوا الأَزرار..

فـ حتى جوارحكُم تَشهد عليكم
وتأَتي بمَا خُفي وما ظهر ..

كُل الحَبِيبات رقِيقات كَالقُرى الْنّائمة
عَن الْعَواصِم..

غنِيات بالأُنوثة حِين تُباغتهُن (أُحِبُكِ)
فِي وقتهَا الْغَير مُتوقَع..

سلِسات كَالمَوزريلا حِين تَسألها شَيئاً بِـهُدوء
كـ الْكَمنجات إِن جئتهنّ قَاصِد تضمِيد الْجِراح!

الحبِيبَات
هُن الْحَياة
قُدسِية الوجُود
رِضا الله عَلى آدم
الِفاكهة المُحرمة النّزف..

م هي دي الحبيبة،
الداخلة من بين مسامات العرق رقراق!
وطالعة زي قمر الدُجى!❤️.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

سلطان الفاشر "
المدينة المحاصرة لأكثر من سنة ونصف لم تدخلها اي مساعدات، إمدادات، ادويه، مواد تموينية، البحصل في الفاشر حاجة ما طبيعية جوع، موت، قتل، الناس وصلت لي درجة أنو الشفع بقوا هياكل عظمية، الناس ياكلوا علف الحيوانات، الصابونة البتستحمة بيها انت السعرها 2500 عندهم عامله16000الف انت مستوعب الفرق العجيب دا شوال حق القمح ولا شنو عامل مليون حاجه إذا توفر من الأساس يا اخوانا لا تسكتوا واخواننا في الفاشر يموتون، بإختصار غزة داخل السودان

كلنا الفاشر

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

أطلقَ ضحكةً صغيرةٍ دغدغت شعُورها لتبتسمَ بدورهَا على اتّساع محياهَا، ويرحلَ هُو دُون نقاشٍ كثير أو تدقيقٍ على تعابيرهَا، لكنّ ثمَّة عينٌ غريبةٌ، تُراقبهما دُون أن يدريا شيئًا ...





يُتّبع...

{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }.

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

عليهم المصائبُ هكذا؟ أفعالُ هذا الشخصِ الغرِيب ليسَت محضُ عداوةٍ أو ضغِينةٍ عابرة، بل هِي سيناريُو انتقامٍ رُسمَ بدقَّة، ناتجٌ كردَّةِ فعلٍ عن خطأ طبعوهُ عائلة زوجها فِي ماضيهِ، وقد أدركت ذلك وهِي تدرسُ ردُوده على "مُعِيد" الذِي ظلَّ يُردِّد أمامهم ودُون علمهِ:

(أنت نسيت ماضِيك...)
من الواضحِ الآن، أنَّ ما خُفيَ أعظمَ بالفعلِ، إنّها تُحاول تصويرَ كُلّ فعلةٍ وحركة يتحرَّكها "عِكرمة" فِي عقلها، ربطُ الأحداثِ أصعَب، صدحَ صدى قدميهِ المُقترب نحوهمَا ليُشدِّد انتباهَها إليهِ، وقفَ أمامهما وهُو يتنقّلُ بنظراتهِ بينَ وجهيهما وتقاطيعُ وجههِ تفوحُ غِلًّا، دسَّ يديهِ فِي جيُوبهِ ونبسَ باسمِ فتاةٍ:

"لمِيس."

طرَقت خطواتٌ أخرى بلاط الأرضيةِ بخفَّة، تنقّلت النظراتُ حولها بينَ استغرابٍ وصدمة، فجأةً صبَّ تركيزهُ على وجهِ المصدومةِ لِيُخاطبها:

"مدام زهراء، أوعى تكُونِي مصدُومة!"

ازدردت "لمِيس" رِيقها وهِي تُطالع نظرات "زهراء".. ارتجفَ كفّها وهِي تُمسك بذراع يدها الأخرى وقالَت:

"عِكرمة..."

قاطعهَا ببرُود:

"دِي فُرصتك."

رمقتهُ بصمتٍ وأومأت، اقتربَت من كُرسيِّ الأخرى لتجلسَ عند قدميها وتنظرُ إلى عينيهَا:

"هِينار؟"

عقدَت "هِينار" حاجبيهَا واومأت، زفرَت "لمِيس" قبل أن تُواصل:

"عارفَة أنا منُو؟"

زادت عُقدة حاجبيّ "هِينار" وهِي تتفحَّصُ تفاصِيل وجهها الشاحبَة، هزَّت رأسهَا بنفي، وترقَّبت خروجَ الكلمات من فاهِها بعد تردُّدٍ شديد:

"أ.. أناااا..."

أطلقَت نظرةً سريعةً على وجهِ "عِكرمة" وأخرى على وجهِ "زهراء" التِي تُراقبها بيأس، ازدردت رِيقها وأردفت:

"لمِيس.. زوجة مُعِيد الأولَى."

أغمضَت عينيهَا واستطردت فِي خفوتٍ:

"وأنتِ زوجتهُ التانيَة."

صاعقةٌ أصابت عقلَ "هِينار" وهِي تُصغِي لها بكُلّ حواسهَا، هزَّت رأسهَا باستنكارٍ وقد توسّعت محاجرُ عينيهَا بتفاجئ، ما الذِي تتحدَّثُ عنهُ هذه؟.. نزعَت الأخرى الشريطَ اللاصقَ عن فمهَا بحركةٍ مُتردِّدة وهِي تُراقبُ تعابيرَ الصدمةِ على وجهها، نطقَت "هِينار":

"أنتِ عارفَة بتقُولِي فِي شنُو؟"

اومأت الأخرى وهِي تُغمض عينيهَا.. تسرّبت الإجابةُ المُقتضبة منها:

"تمامًا."

اقتربَ "عِكرمة" ونزعَ الشريطَ اللاصقَ عن وجهِ "زهراء" قائلًا باستفزاز:

"حَ تتكلَّمِي، ولا تفضلِي مصدُومَة؟"

"زهراء" وهِي ترمقهُ بخوف:

"أ.. أنت بتعرفها من وين؟ أنت منُو؟"

"أنا منُو دِي مفرُوض تسألِي منّها زوجك وولدك."

اقتربَ منهَا قليلةٍ وأشهرَ قدَّاحتهُ المُشتعلة أمام وجهها، لتشهقَ بهلع ويستطردَ فِي حديثهِ:

"أحسَن تنجزِي وتحكِي، المرَّة دِي حرقت شركَة ولدك بس، لكنّ المرَّة الجايَة حَ أحرقهُ هُو نفسهُ."

أردفَ زاجرًا فِي وجهها:

"أحكِي."

كادت تفزُّ عن مكانهَا إثرَ الفزع، فتأتأت وهِي تُطالع القدَّاحة القريبةَ من وجهها:

"ت.. ت.. تمام تمام."

حوَّلت لواحظها إلى وجهِ "لمِيس" الذِي بدا أنَّها تبغضهُ وبشدَّة قائلةً:

"فعلًا، لمِيس مرت مُعِيد قبل ما هِينار تكُون."

رمقتهَا "هِينار" بصدمةٍ أكبر لتُصغِي إلى تكملة الحديث:

"أبُوها كان أخُو صلاح زوجِي، يعني هِي بت عمّهُ، أبُوها كان المالك لشركات وهِبي كُلّها وكانت تحت إدارتهُ من بعد جدَّها وهبِي، فـ صلاح قرَّر يزوِّج مُعِيد بـ لمِيس عشان ياخد كُل شيء."

غُصَّةٌ مَا حالَت بينَها وبينَ مُواصلةِ روايةِ القصَّة، فصمتت قليلًا حتَى تنحنحَ "عِكرمة" كـإشارةٍ لها فأردفَت:

"ب، بعدِين قتَل أبُو لميس، بسبب خِلاف بينهم، و..."

عجزت عن المُتابعةِ فطأطأت رأسها بصمتٍ بينمَا نبسَت "لمِيس" بقهر والدمُوع تُغرق محجريها:

"و شنُو؟ آه؟ ليه ما عايزَة تحكِي عن المُعاملة الكنتُوا بتعاملُونِي ليها؟ وخصُوصًا ولدك مُعِيد اللِّي ما خلَّى أسلُوب وقح إلَّا وعاملنِي بيهُ."

شمَّرت أكمامَ عباءتهَا، لتكشفَ عن علاماتِ ضربٍ مُبرحة تنتشرُ فِي ساعدهَا:

"اتحمَّلت أذاهُ وضربهُ وشتايمهُ، وكمَان اتحمَّلت حِكاية إنّهُ هُو عقِيم ما بنجب أطفال."

"هِينار" باستنكار:

"عقِيم؟؟؟؟"

اومأت "لمِيس":

" أكِيد ما كلَّمك طبعًا.. لأنّهُ حَ يخلِّيك تنصدمِي براكِ زي ما عمل معاي."

عرضَت عليهَا صُورةٌ من ألبومِ هاتفها، لتقريراتٍ طبيَّة تخصُّها هِي ومُعيد ثمّ استطردت:

"طُول الوقت كان واهمنِي بأنِّي أنا العقِيمة ويدعي عليَّ، لحدّ ما فِي يُوم أخدتهُ على غفلة منهُ على عيادة دكتُور وفجأة، بدُون ما أخلِّي ليهُ فُرصة يعمل أيَّ شيء، وبانت الحقِيقة."

سمحَت لدمُوعها بالاسترسالٍ ممَّ أضعفَ نبرتها:

"وكمان ما اكتفَى بـ دا، أبوهُ قتل أبوي قدّام عيُوني.. وهُو كان بيذوِّقني كُل أنواع العذاب الجسدِي لمَّا يجِي داخل البيت وهُو سكران، وكان حالِف يتزوَّج عليّ، فِي الأخِير ما لقيت نفسِي إلَّا هربت، لأنّهُ ما كان راضِي يطلِّقني ويفكّني من بين مخالبهُ الحادَّة."

أغمضَت عينيهَا واسترسلت:

Читать полностью…

رِوايات سُودانية🪐🤎!)"

/channel/lovendrrr?livestream=45fa72fd79f0055ac0

Читать полностью…
Subscribe to a channel