قال العلامة السعدي رحمه الله:
على قدر تَكرارك للرقية الشرعية، يكون فتكُكَ بالشياطين وطردك لسموم الحسد.
📓 علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام(47)
لاتخلو إستقامة من تقصير...
▪قـال الحافـظ ابـن رجب رحمه الله :
❍ وفي قوله عز وجل :
{ فاستقيموا إليه واستغفروه }
☜ إشارة الى أنه لابد من تقصير في الإستقامة المأمور بها ، فيُجبر ذلك بالإستغفار المقتضي للتوبة والرجو؏ الى الإستقامة .
📝 جامع العلوم والحكم (510/1)
عسى لمحة من لمحات عطفه، ونفحة من نفحات لطفه، وقد صلح من القلوب كل ما فسد، فهو اللطيف الكريم:
عَسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنَّه
له كُلَّ يومٍ في خَليقَتِه أمرُ
إذا اشتدَّ عُسرٌ فارجُ يُسرًا فإنَّه
قَضى اللهُ أنَّ العُسرَ يتبَعُه اليُسرُ
[لطائف المعارف (ص/550) لابن رجب]
المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ، وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله.
[جامع العلوم والحكم(589/2) لابن رجب]
المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ، وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله.
[جامع العلوم والحكم(589/2) لابن رجب]
قَالَ [ابن الجوزي]: وَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ [ابن هبيرة]:
كُنْتُ جَالِسًا فِي سَطْحٍ أُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَعَيْنَايَ مُغْمَضَتَانِ، فَرَأَيْتُ كَاتِبًا يَكْتُبُ فِي قِرْطَاسٍ أَبْيَضَ بِمِدَادٍ أَسْوَدَ مَا أَذْكُرُهُ، وَكُلَّمَا قُلْتُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ"، كَتَبَ الكَاتِبُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ"، فَقُلْتُ لِنَفْسِي: افْتَحْ عَيْنَكَ وَانْظُرْ بِهَا، فَفَتَحْتُ عَيْنَيَّ، فَخَطَفَ عَنْ يَمِيْنِي، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ ثَوْبِهِ، وَهُوَ شَدِيْدُ البَيَاضِ فِيْهِ صَقَالَةٌ.
[ذيل طبقات الحنابلة (159/2) لابن رجب]
٢٤١ - حدثني محمد بن إسحاق الثقفي، قال: قال بعض الحكماء: عجبت ممن يحزن على نقصان ماله، ولا يحزن على فناء عمره.
📚 ذم الدنيا لابن أبي الدنيا ١١٤
[ كتاب أخلاق العلماء للآجري ]
قد صنَّفَ أبو بكر الآجري -وكان من العُلَمَاء الربَّانيين في أَوائلِ المائةِ الرابعة- مصنفًا في "أخلاق العُلَمَاء وآدابهِم" وهو من أجلِّ ما صُنِّف في ذلك، ومن تأمَّله علمَ منه طريقة السَّلفِ من العُلَمَاء، والطرائقَ التي حَدَثَتْ بعدهم المخالفةَ لطريقتهم، فوصفَ فيه عالم السوء بأوصافٍ طويلة.
[مجموع الرسائل (72/1) لابن رجب]
كلّ وقت يخليه العبد من طاعة مولاه فقد خسره، وكلّ ساعة يغفل فيها عن ذكر الله تكون عليه يوم القيامة ترة. فوا أسفاه على زمان ضاع في غير طاعته! وا حسرتاه على وقت فات في غير خدمته.
[لطائف المعارف (ص/393) لابن رجب]
يا شبّان التّوبة، لا ترجعوا إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام، فالرّضاع إنّما يصلح للأطفال لا للرجال.
ولكن لا بدّ من الصّبر على مرارة الفطام؛ فإن صبرتم تعوّضتم عن لذّة الهوى بحلاوة الإيمان في القلوب.
[لطائف المعارف (ص/394) لابن رجب]
ينبغي لطَالب العلم إذا أرَاد أن يسِير في طلب العلم، أن يرسم لنفسه طريقًا، فيقول: أنا في هَذا الوقت في هَذه المدّة المعيّنة، أريد أن أتعلّم الكتاب الفلاني، أريد أن أتعلم العلم الفلاني؛ فيَجعل لنفسه شيئًا مرسومًا واضحًا، يستطيع مَعه أن يسير سيرًا صحِيحًا، وبذلك تجْتمع عليه الأمور، أمّا من لم تتضح له الغَاية، ولَم يرسم له طريقًا؛ فهو في طَلبِ العلم كمَن يسير في صَحراء، بِلا هاد ولا مُرشِدٍ، قَد يرْديه الطّريق، فيَموت في الطّرِيق جوعًا وعطشًا، ولا يُحصِّل خيرًا .
📚 كِتاب العلم وسائله وثماره ص ٢٣ .
المُحبّ لا يملُّ من التقرُّب بالنوافل إلى مَولاه، ولا يأمل إلا قربه ورضاه.
[لطائف المعارف (ص/393) لابن رجب]
أيّها المؤمن، إنّ لله بين جنبيك بيتا لو طهّرته لأشرق ذلك البيت بنور ربّه وانشرح وانفسح.
[لطائف المعارف (ص/440) لابن رجب]
وكل ما يؤلم النفوس ويشقّ عليها فإنَّه كفارة للذنوب.
[مجموع الرسائل (17/4) لابن رجب]
فإنّ أعظم نعم الله على هذه الأمّة إظهار محمد صلّى الله عليه وسلّم لهم وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: ١٦٤].
فإنّ النّعمة على الأمّة بإرساله أعظم من النّعمة عليهم بإيجاد السّماء، والأرض، والشّمس، والقمر، والرّياح، والليل، والنّهار، وإنزال المطر، وإخراج النبات، وغير ذلك؛ فإنّ هذه النّعم كلّها قد عمّت خلقا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبدّلوا نعمة الله كفرا.
وأمّا النّعمة بإرسال محمد صلّى الله عليه وسلّم، فإنّ بها تمّت مصالح الدّنيا والآخرة، وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم.
[لطائف المعارف (ص/189) لابن رجب]
*قال ابْن رجبٍ* *رحمه اللّٰه* :
ومن الذنوب ما ينساه العبد، ولا يذكره وقت الاستغفار،فيحتاج العبد إلىٰ استغفارٍ عامٍّ من جميع ذنوبه، ما علم منها وما لم يعلم، والكل قد علمه اللَّه وأحصاه .
مجموع رسائل ابن رجب ٣٩١/١
قال النبي ﷺ:
(..وأَستغفِركُ لِما تَعلَمُ؛ إنَّك أنت عَلَّامُ الغُيوبِ)
"من الذُّنوب ما ينساه العبد ولا يذكره وقت الاستغفار، فيحتاج العبد إلى استغفار عام من جميع ذنوبه - ما عَلِم منها وما لم يعلم - والكل قد علِمه الله وأحصاه"
[مجموع الرسائل(392/1)لابن رجب]
حُكيَ عن الشيخ عفيف الدين البقّال -وقد كان صالحاً عالماً ورعاً زاهداً- أنّه قال:
كُنْتُ بِـ"مِصْرَ" زَمَنَ وَاقِعَةِ "بَغْدَادَ" فَبَلَغَنِي أَمْرُهَا.
فأنكرته بقلبي، وقلت: يا رب كَيْفَ هَذَا وفيهم الأطفال ومن لا ذنب لَهُ؟
فرأيت فِي المنام رجلًا، وَفِي يده كتاب. فأخذته فَإِذَا فِيهِ:
دع الاعْتِرَاضَ فَمَا الأمْرُ لَكْ … وَلَا الحُكْمُ فِي حَرَكَاتِ الفَلَكْ
وَلَا تَسْأَلِ اللهَ عَنْ فِعْلِهِ … فَمَنْ خَاضَ لُجَّةَ بَحْرٍ هَلَكْ
[ذيل طبقات الحنابلة (101/4) لابن رجب]
كان الإمام أحمد يدعو: اللهم أعزّنا بعزّ الطاعة ولا تُذلّنا بذلّ المعصية.
[مجموع الرسائل (243/1) لابن رجب]
في سماع أخبار الأخيار مقوّياً للعزائم ومعيناً على اتباع تلك الآثار، وقال بعض العارفين: الحكايات جندٌ من جنود الله تقوى بها قلوب المريد.
ثم تلا قوله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ﴾.
[مجموع الرسائل (477/2) لابن رجب]
قال عطاء بن أبي رباح ـ رحمه الله ـ :
«قال لي طاووس: ياعطاء، لاتنزلن حاجتك بمن أغلق دونك أبوابه، وجعل دونك حجّابه، ولكن أنزلها بمن بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، أمرك أن تدعوه، وضمن لك أن يستجيب لك».
"صفة الصفوة" لابن الجوزي (٢٨٨/٨)
••
*"ياربّ بلّغني لأصبحَ حافظًا*
*آتي بكلّ الآي لا أتردّدُ*
*وإذا سمعتُ تلاوةً لمجوّدٍ*
*كان التمامُ على لسانيَ يُسرَدُ*
*لا حولَ لي ياربّ منكَ ثباتهُ*
*فاجمعهُ في صدري بذلكَ أسعدُ"*
١- إذا اعترف العبدُ بذنبه
٢- وطلب المغفرة من ربِّه،
٣- وأقرّ له أنّه لا يغفر الذنوب غيره =
كان جديراً أنْ يُغفر له.
ولهذا قال في الحديث: (فاغفرلي إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت)،
وكذلك في دعاء سيد الاستغفار،
وكذلك في الدعاء الذي علّمه الصديق أن يقوله في صلاته.
وإلى هذا الإشارة في القرآن: {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}.
[مجموع الرسائل (147/1) لابن رجب]
لِمن يُعانون من كَثرة النوم وخاصةً طلاب العلم، عليكم بِهذا الدُعاء..
كَانَ هَمَّامْ بْنْ اَلْحَارِثْ اَلنَّخْعِي اَلْفَقِيه يَقُولُ فِي دُعَائِه:
"اَللَّهُمَّ اِشْفِنِي مِنْ اَلنَّوْمِ بِالْيَسِيرِ، وارْزُقْنِي سَهَرًا فِي طَاعَتِك".
فَكَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ..
المُحبُّ اسمُ محبوبهِ لا يغيبُ عن قلبهِ ، فلو كُلِّفَ أن ينسى ذكرهُ لما قَدرَ ، ولو كلفَ أن يكُفَّ عن ذكرهِ بلسانِه لما صبرَ :
كيف ينسى المُحبُّ ذكرَ حبيبٍ = اسمهُ في فؤاده مكتوبُ
كان بلالٌ كلما عذَّبه المشركونَ في الرَّمضاءِ على التوحيد ، يقول : أحدٌ ، أحدٌ ، فإذا قالوا له : قُل : اللاَّت والعُزَّى ، قال : لا أُحسِنُهُ :
يُرادُ من القلب نِسيانكُم = وتأبى الطِّباعُ على النَّاقِلِ
كُلّما قويت المعرفةُ ، صار الذِّكرُ يجري على لسانِ الذَّاكِرِ من غير كُلفةٍ ، حتى كان بعضُهم يَجْري على لسانِه في منامِهِ : الله الله .
ولهذا يُلهم أهل الجنّة التسبيح ، كما يُلهمون النَّفس ، وتصير «لا إله إلا الله» لهم ، كالماء البارد لأهل الدُّنيا.
[جامع العلوم والحكم (ص/659) لابن رجب]
قد أمر النّبيّ ﷺ بكثرة ذكر الموت، فقال: «أكثروا ذكر هاذم اللّذّات، الموت»..
وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد؛ منها:
أنّه يحثّ على الاستعداد له قبل نزوله،
ويقصّر الأمل،
ويرضي بالقليل من الرّزق،
ويزهّد في الدّنيا،
ويرغّب في الآخرة،
ويهوّن مصائب الدّنيا،
ويمنع من الأشر والبطر
والتّوسّع في لذّات الدّنيا.
[لطائف المعارف (ص/179) لابن رجب]
كان أئمّة الهُدى ينهون عن حمدِهم علَى أعمالهم وما يصدُرُ منهم من الإحسان إلى الخلق، ويأمرون بإضافة الحمد على ذلك إلى الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، فإنَّ النِّعم كُلَّها منهُ.
[مجموع الرسائل (76/1) لابن رجب]
وقد يكُون الأجنبيُّ أنفع للميّت من أهله، كما قال بعض الصالحين: وأين مثل الأخ الصالح؟! أهلك يقتسمون ميراثك، وهو قد تفرّد بحزنك، يدعو لك، وأنت بين أطباق الأرض.
[مجموع الرسائل (423/2) لابن رجب]
فإنَّ معنى (لا إله إلا الله): أنَّه لا يؤلَّه غيرُه حباً، ورجاءً، وخوفاً، وطاعةً، فإذا تحقَّق القلبُ بالتَّوحيد التَّامِّ، لم يبق فيه محبةٌ لغير ما يُحبُّه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه الله، ومن كان كذلك، لم تنبعثْ جوارحُهُ إلاّ بطاعة الله، وإنَّما تنشأ الذُّنوب من محبَّة ما يكرهه الله، أو كراهة ما يُحبه الله، وذلك ينشأ من تقديم هوى النَّفس على محبَّة الله وخشيته، وذلك يقدحُ في كمال التَّوحيد الواجبِ، فيقعُ العبدُ بسببِ ذلك في التَّفريط في بعض الواجبات، أو ارتكابِ بعضِ المحظوراتِ، فأمَّا من تحقَّق قلبُه بتوحيدِ الله، فلا يبقى له همٌّ إلا في الله وفيما يُرضيه به.
[جامع العلوم والحِكَم (ص/785) لابن رجب]