قناة سيدتي كل ما يهم المرأة كل مايهم المرأة العصرية والفتاة العربية . @Sayidati
موصولٌ بالله
تكلّم كما تشاء…
جَوِّد حروفك، زيِّنها بما شئت من البيان، اجعلها تتراقص كأنها دررٌ على لسان شاعرٍ بليغ،
اصنع من الألفاظ قلاعًا، ومن الصور خيولًا تعدو في ميدان الإعجاب.
لكن…
إن لم يكن قلبك موصولًا بالله،
فكل حرفٍ ينطق به لسانك… رياء.
وكل ضوءٍ يُسلّط عليك… وَهْم.
وكل إعجابٍ يُقال فيك… غبار.
الصدق مع الله لا يُرى في البيان،
بل في الخفاء… في لحظة صدق بينك وبين ربك،
حين لا تُصفّق لك الدنيا، ولا تُحاط بعلامات الإعجاب.
فلا تُضيّع وقتك،
ولا تُزيِّن الظاهر وتُهمل القلب،
فالقلب هو الأصل… ومنه تبدأ القصة،
وإليه ينتهي المصير.
محمد سعد الأزهري
يعد رمضان شهر الانتصارت، وأعتى معارك الإنسان التي يخوضها؛ معركته في إصلاح قلبه الذي بين جنبيه حتى يستقيم على أمر الله تبارك وتعالى وبالتالي تستقيم بعد ذلك جوارحه، وقد منّ الكريم سبحانه على عبيده بشهر رمضان ؛ ليكون نقطة الانطلاقة في التغيير، وأعانهم عليه، وسهل لهم دروب الهداية، ويسر سبل الاستقامة، وروض النفوس للتقوى، ابتداء من تضيق عروق الإنسان مجرى الشيطان إلى تهيئة البيئة من حوله بين راكع قائم مسبح عاكف حافظ خاتم متصدق جواد قانت ساجد يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، فالكثير يتسابق لرضوان الله تبارك وتعالى، والكثير يأزك حاله مع الله تبارك وتعالى للطاعة والعبادة والإنابة والخشية والاستقامة والمسارعة، بل وهيأ الكون بأسره؛ صفدت الشياطين ومردة الجنّ، فتحت أبواب الجنّة ، غلقت أبواب النار، فكأنما هو سوق الجنّة، فشمر إليه الصادقون وتسابقوا، وقد استشعروا عظم هذا الضيف الذي حط رحاله في أعمارهم القصيرة ونفوسهم الضعيفة في القوة والقوى، فعرفهم ربهم أن ضيفهم عجول، أيامه المباركة معدودة، ما أن تبدأ حتى تشارف على الرحيل، فجعله الصورة النابضة للغاية التي من جلها خلق الخلق، ولكنهم اختطفوا منها بسطوة الدنيوية وهيمنة المادية وغياب مركزية الآخرة، وجعل صيامه وقيامه سببًا للمغفرة لمن امتثل قيده (إيمانا واحتسابًا)، وأكرمهم بليلة خير من ألف شهر العبادة فيها نحو نيفًا وثمانين سنة، وقيامها على وجه الخصوص سببًا للعتق والمغفرة من الذنوب التي لطالما حالت بين العبد وبين وبين ربه ومولاه وسيده ..
وعلمهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؛ أفضل ما يمكن أن يقولوا على الإطلاق فيها ، حينما سألته زوجه وحبيبته الفقيهة الصديقة المبرأة من فوق سبع سموات عما ما تقول في تلك الليلة ، فقال : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، فلماذا العفو في أعظم ليالي الدنيا؟
لأنه محو الذنوب وما بعد محوها إلا محبة الله تبارك وتعالى ورضاه وجنّته ..
وأقل العفو أن تزول الحجب التي خلفتها الذنوب بين العبد وبين توفيق الله تبارك وتعالى وهدايته وتسديده ورحمته ورضاه،
وأعظمها أن يمحو الذنوب حتى يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنّة بلا حساب ولا سابقة عذاب .. في دار الخلود الحياة الحقيقية السرمدية !
وهذا ميدان التغيير وميدان المسارعة في الخيرات، ولعله رمضانك الأخير فماذا أنت فاعل؟!
وبشرى لمن سارع وسابق فمن كان في الله تلفه كان على الله خلفه !
#غيداء
معاناة المرأة في زمن موسى - 9
معاناة أخت موسى
لمَّا ربط الله على قلب أُمِّ موسى لتكون من المؤمنين بوعده، ألهمها كيفيَّة التَّصرُّف مع فقد وليدها، فَقالَتْ لِأُخْتِهِ: (قُصِّيهِ) [القصص: 11].
هنا بدأت مرحلة التَّفكير الصَّحيح والهادئ لحلِّ المشكلة الواقعة عليها وهي فقد وليدها موسى، مع أنَّ القلب كما وصفه الله عَزَّ وَجَلَّ: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) [القصص: 10] إلَّا أنَّ الحزن والبكاء والعيش فِي داخل المشكلة بكثرة تردادها لا يوصل إلى حلٍّ.
فكانت النعمة من الله على أُمِّ موسى أن ربط على قلبها لتُحسن التَّدبيرَ والتَّفكيرَ، فَقالَتْ لِأُخْتِهِ: (قُصِّيهِ).
وهذه فائدة عظيمة لكِ أيَّتها الأخت الكريمة فِي معرفة كيفيَّة التَّصرُّف عند حلول المشاكل فِي حياتك؛ بحيث لا يسيطر على قلبك الحزن، فبادري ابتداءً باللُّجوء إلى الله ليربط على قلبك، ويُلهمك السَّداد فِي التعامل مع مشكلتك، وهذا يحتاج منك إلى خمسة أمور:
الأوَّل: يحتاج منك إلى ركعتينِ تتوجَّهينَ فيهما إلى الله بخالص الدُّعاء أن يكشف عنك هذه المصيبة التي حلَّت بك. وهذا كان فعل النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى. (رواه أبو داود)
قال محمد بن عز الدين رحمه الله: (أي: نزل به أمر مُهِمٌّ، أو أصابه غَمٌّ. "صلى"؛ ليسهلَ ذلك الأمرُ ببركةِ الصلاة). (شرح المصابيح 2/205)
وقال العيني رحمه الله: (ويستفاد من هذا: أنَّ الرَّجل إذا نزل به أمر يهمُّه، يُستحبُّ له أن يُصلي). (شرح سنن أبي داود 5/226)
الثَّاني: يحتاج منكِ إلى كثرة الاستغفار، لأنَّ المصائب والمشاكل التي تصيبنا داخلة فِي قوله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 165]
والاستغفار يمحو الله به الذنوب وآثارها على القلب، ويغيِّر حياة المستغفر وأحواله، كما قال هود لقومه: (وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود: 52]
الثَّالث: يحتاج منكِ إلى تَقْوى الله، لحلِّ جميع مشاكلكِ، وخاصَّةً فِي التَّعامل مع أطراف المشكلة، فلا تقعي فِي غِيبتهم، ولا ظلمهم، ولا الافتراء عليهم، وخاصَّة إذا كانت المشكلة بينكِ وبين زوجكِ، فإذا فعلتِ ذلك فأبشري بالفرج، فهو وعد من الله لا يُخلف، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2-3].
الرَّابع: يحتاج منكِ إلى الأناة وعدم الاستعجال فِي اتخاذ أيِّ قرار، فإنَّ العجلة فِي اتخاذ القرارات من الشَّيطان، ليُعمي قلبَكِ عن معرفة أبعاد اتخاذ مثل هذه القرارات السَّريعة، فيوقعكِ فِي الخطأ، وهذا سبب كثيرٍ من المشاكل فِي حياة النَّاس، وخاصة فِي موضوع الطَّلاق، والتَّفريق بين الأحبَّة.
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (التأَنِّي منَ الله والعَجَلَةُ مِنَ الشيْطانِ). (رواه أبو يعلى)
الخامس: يحتاج منكِ فِي حلِّ أيِّ مشكلة فِي حياتك إلى الاستشارة، والاستفادة من عقول الآخرين وخاصَّة العلماء، وأهل الاختصاص، ومن هم أكبر منكِ سنًّا وخبرةً.
وما خاب من استشار.
فهذه خمسة أمور تَحلَّيْ بها فِي حياتك لمعالجة مشاكل الحياة المتنوعة.
فأُمُّ موسى لما ربط الله على قلبها اتخذت القرار الصَّحيح فِي التَّعامل مع فقدها لرضيعها فَقالَتْ لِأُخْتِهِ: (قُصِّيهِ) قال ابن قتيبة الدينوري رَحِمَهُ الله: (أي قُصِّي أثرَه واتَّبعيهِ). (غريب القرآن 329)
وهنا تبدأ معاناة جديدة للمرأة فِي زمن فرعون، وتدخل شخصيَّة جديدة فِي هذه المعاناة، وهي أخت موسى.
فكانت أوَّل مراحل المعاناة تتبع أثر موسى، قال ابن كَثِير رَحِمَهُ الله: ((قُصِّيهِ) أَيْ اتْبَعِي أَثَرَهُ، وَخُذِي خَبَرَهُ، وَتَطَلَّبِي شَأْنَهُ مِنْ نَوَاحِي الْبَلَدِ). (تفسير ابن كثير 6/ 201)
وهذا التَّتبع يمكن أن يكون فِي جانب سير التابوت فِي اليمِّ، ولكن كيف يمكنها أن تتبع أثره وهو في داخل القصر؟!
وكيف تسير على الشاطئ وهي تراقب التابوت الذي تتقاذفه الأمواج من غير أن يشعر بها أحد، أو يشكُّ فيها أحد؟!
قال السَّعْدِي رَحِمَهُ الله: ((وَقَالَتِ) أُمُّ موسى (لأخْتِهِ قُصِّيهِ) أي: اذهبي فقُصي الأثر عن أخيك وابحثي عنه من غير أن يحسَّ بكِ أحدٌ أو يشعروا بمقصودكِ). (تفسير السعدي 613)
إنَّها معاناة الفتاة الشَّابة فِي زمن فرعون؛ خوفٌ، وقلقٌ من أن تُكتشف أو يُفتضح أمر الطِّفل ويعرف أهله، فتأتي عليهم العقوبة.
📌 قَاَلَ الإمام ابنُ القَيَّمِ رحمه الله :
والأَفضلُ فِي العَشْرِ الأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ ، لزُوُمِ المَسجدِ فيه والخَلْوة والاعتكاف دون التَّصَدَّي لمخالطَةِ النَّاسِ ، والاشتغال بهم حتى إِنَّه أفضل من الإقبال على تعليمهم العِلْم وإقرائهم القُرآن عند كثيرٍ من العُلماء ...) اﻫـ .
🔸🔷 (مدارج السالكين) (١٨٩/١) .
كيف تدعو في ليالي العشر؟ 💡
الدعاء في مثل هذه الليالي له مسالك!
فمنها:
▫️الأول: أن تطلب أمرًا واحداً مهماً تلحّ على الله بتكراره.
وهذا كسؤال عائشة قالت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟
قال: «قولي: اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني» ﷺ
وفيه تبيين إلحاحك على الله
وهذا يناسب المضطر والمكروب، يدعو بجوامع الخير ثم يلح في طلب مسألته.
▫️ الثاني: أن تعمد لجوامع أدعيته ﷺ والأنبياء من قبله كما في الكتاب والسنة، فتدعو بها، وفيه أوارد منشورة.
وقد يُلحَق به ما عُلم من أدعية السلف أو الصالحين بعدهم مما يُرجى نفعه.
كدعاء ابن تيمية "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث".
وهذا يناسب المشغول، بحيث لا يفوته الفضل، ولا ينقطع شغله.
▫️ الثالث: أن تجمع حاجاتك فتكتبها، مثلا:
الدعاء لمشايخك بأسمائهم، ولأصحابك بما تعلم من حاجتهم، أو تفصّل في الدعاء بالعلم، ولو في كتاب أو متن استعصى!
أو في دعوتك بما يكتب لك القبول، وفي الدين (وحاجاته كثيرة) كالدعاء بالفتح في الأوراد، أو الرقي في التعبد
وهذا لائق بالمناجاة الطويلة.
▫️ الرابع: أن تجمع المسالك السابقة كلها، وهذا أفضلها وهو ممكن، وبه تتحقق لك طول المناجاة، وتُري الله من نفسك طول اللزوم لبابه، ويمضي الوقت فيه بلاشعور.
فبعضهم يقضي الساعتين وأكثر في الدعاء والمناجاة وهو لا يشعر.
وبه يتحقق البر بمن له حق عليك.
وبه تحس القرب من الله لطول النجوى
والدعاء كما هو مستحب فيه الإجمال في مواضع.
فإن التفصيل في مثل هذه المواسم مستحب أيضاً.
يقول ابن رجب:
"وفي الحديث: «ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع».
وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه حتى ملح عجينه وعلف شاته.
وفي الإسرائيليات أن موسى عليه السلام قال:
يا رب، إنه لتعرض لي الحاجة من الدنيا، فأستحي أن أسألك، قال: سلني حتى ملح عجينك وعلف حمارك.
فإن كل ما يحتاج العبد إليه إذا سأله من الله فقد أظهر حاجته فيه، وافتقاره إلى الله، وذاك يحبه الله، وكان بعض السلف يستحي من الله أن يسأله شيئا من مصالح الدنيا، والاقتداء بالسنة أولى".
[جامع العلوم والحكم ٢/ ٣٩]
ولا تنس أن تسأل حاجات الدين، فبالدعاء وصل الواصلون، وسبق العارفون، وسلك المبتدئون.
يوسف بن عمر
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xh9puT9yKP_UMh5j1NpyvIJ&si=cPQFeuxG_LtIA4Q1
٣٣ = قصة داود وسليمان
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiIsHl3tq69AIMcEIW1uf1z&si=-vBWK1Y25n6a2ZTx
٣٤ = الدفاع عن أبو هريرة - رضي الله عنه -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xjidmxa2P1T5H0T_Eis9GMd&si=CaKOVi-M2s-HJbJN
٣٥ = الدفاع عن البخاري ومسلم - رحمهما الله تعالي -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xgmr473UPVZVPoGpMLC1J-M&si=46xbp_kKkh6rpjoX
٣٦ = حق النبي علي أمته
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiCbrrsTYiS7WKwKtk6Br-1&si=WT6RTisgxCq7oS5S
٣٧ = سلسلة الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiUgNHhzS7kRLq0PFRKv5if&si=MbHYbE-Pi5k8DNqA
٣٨ = شرح الباعث الحثيث
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xg8y8Ypo3KQRaiPBJjF-G-z&si=mKr_FkxntJuwq5xE
٣٩ = شمائل النبي - صلى الله عليه وسلم -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xj607QYzzCOb6SaXaEQ3d3n&si=LiHjo7zqZ2P2QMCG
٤٠ = شرح صحيح البخاري من برنامج فك الوثاق
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XitqNoRgtb5DzNsF6QcvJT2&si=TVEaxlatrJC_JOHi
٤١ = موضوعات متنوعة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiiJPeQuqVfh3lSJm5_Rf_f&si=ql7vfYgJ89qxheNV
٤٢ = فتاوي متنوعة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xi4UsQnzGeCmR-Yo8y0hnTd&si=MTBLfLP4dQ7pmZO_
٤٣ = شرح كتاب الرقاق صحيح البخاري
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xiwn1oU7Ht32cUwCfT470h5&si=r533FsSrbJx49Slm
٤٤ = مسائل الشيخ الحويني مع الشيخ الألباني
https://youtu.be/gWgrv-WfuhE?si=FnN9OU1NsgUQkhTl
٤٥ = فضائل الصحابة
https://youtube.com/playlist?list=PL98DE9412BC03FE27&si=2B9gzPNwsic9ZHN0
٤٦ = محاضرات الشيخ أبو إسحاق الحويني
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xi6p0LiZzmwXx0LzdncJXf7&si=wk-Cxen48juhgSyh
٤٧ = مجموعة محاضرات مرئية
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xi6p0LiZzmwXx0LzdncJXf7&si=2QL8VyBRnPNvJFjo
٤٨ = مفاتيح السعادة الزوجية
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgzSciaQhwbDc8SmWd6Eev5&si=UeY27v_V5xM04ae_
٤٩ = سلسلة حقيقة العلم النافع
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xh2saxA1XBNh0hLl-JmXqaK&si=QPQA9EAYkksltXAq
٥٠ = برنامج ساعة وساعة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhJBI8MWT665UcnEqntZogq&si=wxSxaHtjFH46m6DD
٥١ = نظرات حول سورة الأنفال
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhUr5NnW6qfEuChCXKGbqXF&si=FkX_2s-6olF_AyIa
٥٢ = سلسلة واعلموا أن فيكم رسول الله
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xj57GtkKaPhd8VazynhdtE9&si=pb-mt0p1-elODnTd
٥٣ = لقائات الشيخ أبو إسحاق الحويني
والشيخ المربي محمد حسين يعقوب
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xiz4T-osvJ1NjNkOYiCEADN&si=X8t_9m8yE3asvLwf
٥٤ = سلسلة مقتل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xgz8eZWd2ThUJDZt8xo91qz&si=AbAK9HTItl7CgPnl
٥٥ = سلسلة فضفضة
https://youtube.com/playlist?list=PLTxeFCL4YAjMjXH8ZDjF8k0HXYZt1On3a&si=qtfOYTIecLFRqhjQ
٥٦ = شرح صيد الخاطر
https://youtube.com/playlist?list=PL7E2xIowSWNmHhnE02vhYLe0pAotErs08&si=kulfLIHPSt076FQo
٥٧ = سلسلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XjdZjmstsa7kwElIWzGQ2EE&si=CR_ChPDzJR3bcAfQ
٥٨ = سلسلة الولاء والبراء
https://youtube.com/playlist?list=PLy0UtJAofsZM2zfMDAJqxMIT-llFEKKk1&si=MDy4kcBhSrBr2ErA
٥٩ = سلسلة المحبة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhjhtEM56n2gfOIeCcH15Yt&si=IPZ7h4cd7BHGpq6k
٦٠ = دروس في مصطلح الحديث
https://youtube.com/playlist?list=PL-ZWNyL2NZVBoUzvaOLpB4AyE8E8XDj-C&si=ngUcXs0TYR9Q00c7
٦١ = محاضرات نادرة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgSNBKFjTUzF_PuX24-nY9P&si=e8m0FrikNSHUf1Rl
٦٢ = سلاسل مدرسة الحياة
https://m.youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhKDv8u26O_Es85dQMsWJSQ
https://m.youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhGv-jK_7vf7opKbtFF5qrh
https://m.youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgwJCmUO-sv7PKziwzMLmaE
✨
عشر سنوات من الملازمة
كلنا كان يجري خلف فضيلة الشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني -حفظه الله- لينهل من علمه، دون أن يكون له هدف آخر
وسرعان ما تبدل هذا الهدف لديّ عندما التقيت الشيخ وهو بجسد نحيل وساق مبتورة ويدين ملأتهما الجروح والضمادات، خارجًا من جلسة الغسيل الكلوي دام فيها لأربع ساعات، وهو صائم في رمضان لم يفطر!
فقلت له: ياشيخنا اصبر واحتسب، فإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه
فرد عليّ بتلقائية شديدة وقناعة تامة:
"ابتلاء ايه يا بني! كيف بك لو رأيت المرضى في المستشفيات؟! أنا في نعيم والحمد لله"
حينئذ تحول هدفي من تلقي علمه فقط إلى الاقتداء به في عبادته لله سبحانه وتعالى
وها أنا ذا أقولها بملئ فمي
إن ما عند أبي أسحاق الحويني أكبر من العلم
فعلمه يستطيع أي أحد تحصيله من كتبه
أما ما تكتسبه من ملازمتك له فهو أمر آخر
وهذا ما جعله قدوة يُحتذى بها وكان سببًا في غرس حبه في قلوب الجميع (الموافقين له والمخالفين)
رأيت وتعلمت منه معنى العبودية
وكيف تكون عبدًا لله على الحقيقة
بل ورأيته يتلذذ بعبوديته لله تعالى
ورأيت فيه تسليمًا تامًا لكل ابتلاء قدره الله عليه
ولا أنسى أبدًا يوم أن كنت أزوره في المستشفى وقد أجهده المرض
فقلت له: اصبر يا سيدنا، ربنا يؤجرك
قال لي: لو صح أن أقول (أنني مضيت لله على بياض أن يفعل بي ما شاء) فقد فعلت، فأنا عبد له وهو سيدي، يفعل بي ما يشاء، ويأخذ مني ما يريد
أراه يجلس بالاربع ساعات على جهاز الغسيل الكلوي، وساقه مبتوره وجسده ملئ بالجروح، ويعالج من القلب والكبد، وقد ابتلاه الله في كل جسده، ورغم ذلك لا يترك صلاة الجماعة قط، إلا حين يشتد عليه المرض
تخيل رجل ينتهى من جلسة الغسيل ثم يذهب إلى بيته ويأخذ كرسيه المتحرك يقوده بنفسه ليذهب إلى المسجد ليلحق بالجماعة
رأيت في فضيلة الشيخ الحويني رجلا شديد الحب لله ورسوله وصحابته وأمهات المؤمنين
شديد الاتباع لهم
شديد الزهد، لا تشغله الدنيا ولا يهتم بمظاهرها إطلاقًا
عايشت شيخنا في مرضه هذا مدمنا للعلم بحق!
ولست أبالغ في كلمة مدمن، ولكنها الحقيقة
فلا يقطعه عن الكتاب اي عارض إلا المرض الشديد
ويفرح بالكتب الجديدة فرح الرجل بمولود جديد
عايشت رجلا سليم الصدر لإخوانه
لا يغضب لنفسه قط، بل يغضب لله فقط
أذكر أني ذكرت له شخصًا يقع فيه
وقلت له: يا سيدنا لمَ لمْ ترد عليه؟
فقال لي: لست أول من أحسن ولا آخر من أسئ إليه
ثم إن اخونا هذا فريد في منطقته، والله ينفع به الناس
فإن تكلمت في خطئه فمن يسد مكانه ويقوم مقامه؟!
رأيت شيخًا لم تشغله كم المصنفات، بل ما يشغله جودة ما يصنف
وأنا أُشهد الله أنه لو اتبع الشيخ الحويني في مؤلفاته طريقة الجمع دون التحرير لأخرج كل أسبوع كتابًا ضخمًا
ولكنه أخذ على نفسه أن يكون مُحرِرًا للعلم
لذا، فمصنفاته عظيمة عزيزة، وهي بمثابة مراجع لخواص طلبة العلم، لا حظ للعوام فيها
وقد قال شيخنا حفظه الله: [لساني للعوام وقلمي للخواص]
وقد صدق..
ختامًا..
أقول إن ما عند أبي إسحاق من عبودية لله وايمان بالقدر يفوق ما عنده من العلم
[هذا رجل عرف الله في الرخاء وهرول إليه في الشدة]
أسال الله عز وجل أن يحفظه ويرعاه ويخلد ذكره بالخير
✍ أحمد علي النجار.
#الدعاء_للحويني
#الحويني
لا نقول إلا ما يرضي ربنا
غفر الله للشيخ أبي إسحاق الحويني وجمعنا به على خير
اللهم تقبل عبدك وأكرمه
اللهم إنه ضيفك أكرم ضيافته
اللهم اجمعه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا
وقَالَ صلى الله عليه وسلم : (النِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ النَّائِحَةَ إِنْ لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ فَإِنَّهَا تُ
بْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، ثُمَّ يُعْلَى عَلَيْهَا بِدِرْعٍ مِنْ لَهَبِ النَّارِ). (رواه ابن ماجه)
وما حدث لأُمِّ موسى من الحُزن والخوف على طفلها الرضيع كاد أن يخرج عن الحدِّ المشروع، لولا لطفُ الله بها وربطه على قلبها، قال تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
قال الطاهر بن عاشور رَحِمَهُ الله: (وَالرَّبْطُ عَلَى الْقَلْبِ: تَوْثِيقُهُ عَنْ أَنْ يَضْعُفَ كَمَا يُشَدُّ الْعُضْوُ الْوَهِنُ، أَيْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا بِخَلْقِ الصَّبْرِ فِيهِ). (التحرير والتنوير 20/ 82)
وقال ابن أبي زمنين رحمه الله: (الرَّبْطُ عَلَى الْقَلْبِ: إِلْهَامُ الصَّبْرِ وَتَشْدِيدُهُ وَتَقْوِيَتُهُ). (تفسير القرآن العزيز 3/ 318)
وقال ابن حيان الأندلسي رحمه الله: (والربط الشدُّ وَهُوَ حَقِيقَةٌ فِي الْأَجْسَامِ فَاسْتُعِيرَ مِنْهَا لِمَا حَصَلَ فِي الْقَلْبِ مِنَ الشِّدَّةِ وَالطُّمَأْنِينَةِ بَعْدَ التَّزَلْزُلِ). (البحر المحيط 5/ 283)
فالربط على القلب نعمة من الله يؤتيها من يشاء من عباده المؤمنين، وأكثر ما يحتاجها المؤمن وقت الشدَّة، وعند إقامة الحقِّ في زمن الباطل، وفي مواجهة أهل الباطل والطغاة أمثال فرعون ومن تشبَّه به.
ففي غزوة بدر ذكر الله مِنَّتَهُ على الصحابة فقال: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) [الأنفال: 11]
والفتية في قصة أصحاب الكهف، قال الله عنهم في مواجهتهم لقومهم: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) [الكهف: 13-15].
وأُمُّ موسى احتاجت إلى هذه النعمة فمَنَّ الله عليها بها، لتصبر في مواجهة طغيان فرعون وقتله للأطفال.
وإذا ربط الله على قلب المؤمن، ثبت، وصبر، وأحسن تدبير الأمر.
وهذا ما وقع لأُمِّ موسى.
فكيف تصرفت في هذه المعاناة الثالثة التي مرت بها؟
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
8 رمضان 1446هـ
وهذا التسلُّط من المرأة على زوجها لا يصدر إلا من امرأة لم تلتزم بتعاليم هذا الدين العظيم. فهو ظالم سلَّط الله عليه ظالمًا مثله، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأن
عام: 129]
أما المرأة الصالحة فإنها لا تفعل ذلك، ولو ظلمها زوجها، لأنها تتعامل مع الله، وتريد ما عند الله من الثواب، فلا تقابل السيئة بمثلها، امتثالًا لقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت: 34-35].
فالتصرُّفات السيئة من الزوج تُدفع بأعمالٍ حسنة من الزَّوجة، حتى تنقلب العداوة إلى مودة.
ولعل من الأمور العظيمة التي لو فعلتها الزوجة فهي من أهل الجنة، ما جاء ذكره في حديث النبي والذي قال فيه: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ، الْوَلُودُ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا، ثُمَّ تَقُولُ وَاللهِ لا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى). (رواه النسائي في الكبرى)
وهذا الخُلُق لا تفعله مَن في نفسها شيءٌ من الكِبْر.
وهكذا صرف الله فرعون عن قتل موسى وجعل امرأته سببًا في ذلك، فدخل موسى عليه السلام قصر فرعون الذي ينتظره منذ سنوات ليقتله، وأدخله الله في قلب امرأة فرعون من أول نظرة نظرت إليه، وهي من مِنَنِ الله على موسى كما قال الله تعالى: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) [طه: 39].
فموسى عليه السلام في قصر فرعون وفي قلب امرأة فرعون في آن واحد، فماذا سيفعل فرعون ليصرف عن نفسه أمر الله الذي قضاه في سابق علمه: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص: 5 - 6]؟
لم تنته مِنَّة الله على موسى، ولم تنته معاناة أُمِّ موسى من فقدها لرضيعها، وإن كانت هذه خطوة ثانية في الفرج من الذي تعانيه أُمُّ موسى، ولكنها لم تعلم بها.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
7 رمضان 1446هـ
ويلاحظ أنَّ العطف كله بالفاء التي تفيد التَّرتيب والتَّعقيب من غير تراخ زمني؛ ذلك لأنَّ الأُمَّ الرؤوم تريد المسارعة بنجاة ولدها الحبيب من الذبح، والإلقاء هو السبيل الوحيد أمامها، والله سبحانه وتعالى الذي ألهمها بإلهامه الذي هو وحي، ينقذه قبل أن يموت جوعًا أو تتقاذفه الرياح، يعجل سبحانه وتعالى بالنجاة فألقاه فِي الساحل). (زهرة التفاسير 9/ 4723)
وهناك فرقٌ بين طريقة قذف أُمِّ مُوسَى لموسى في اليمِّ، وإلقاء اليمِّ لموسى على الساحل. قال أَبُو زُهرَة رَحِمَهُ الله: (وقد عبَّر عن وجوده عَلَى الساحل بالإلقاء دون القذف؛ لأنَّ القذف يكون من أعَلَى لأسفل ولأن الإلقاء لم يكن بمعاناة من الأُمِّ، بل كان برحمة من الله تعالى). (زهرة التفاسير 9/ 4724)
وهنا بدأت المرحلة الثَّالثة من المعاناة؛ وهي فقد أُمِّ مُوسَى لرضيعها.
موسى عليه السلام، ذلك الطفل الرضيع ملقى في تابوت في اليمِّ، واليمُّ يجري بالتابوت بعيدًا عن عين أُمِّ مُوسَى، ثمَّ يتَّجه به بأمر الله إلى قصر الطاغية فرعون؛ وقصر فرعون يطل على النهر، فرآه الحرس فانتشلوه من النَّهر وأحضروه أمام فرعون وامرأته.
والقرار المتوقع هو قتله، لأنَّ الحال في تلك السنة هو قتل كلِّ مولود ذكر يولد لبني إسرائيل.
فهل استطاع فرعون قتله؟
وكيف صرف الله عن موسى القتل؟
وكيف كان حال أُمِّ مُوسَى وقد فقدت التابوت الذي فيه رضيعها؛ موسى عليه السلام؟
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
6 رمضان 1446هـ
وقال ابن كثير رحمه الله: ((وقوله تعالى: ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ﴾ يعني بني إسرائيل، وكانوا فِي ذلك الوقت خيار أهل زمانهم، هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يستعملهم فِي أخس الأعمال، ويكدهم ليلًا ونهارًا فِي أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارًا وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه)).
وقال أيضًا: ((أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه فِي القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان، إنَّما منشؤه ومرباه على فراشك وفِي دارك، وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلـله وتتفداه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن ربَّ السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال، الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن)). (تفسير ابن كثير 6/ 198)
ومثل هذه البشارة التي نالها بنو إسرائيل، بشرنا الله بها فِي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]
قال ابن كثير رحمه: ((هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنَّه سيجعل أُمَّته خلفاء الأرض، أي أئمة النَّاس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد. وليُبدِّلنَّهم من بعد خوفهم من النَّاس أمنًا وحُكمًا فيهم)). (تفسير ابن كثير 6/ 70)
فأبشري أختي الكريمة بنصر الله، ورفع معاناتك وتبديلها مهما كان الطغيان، ومهما فعل الطواغيت، فأمر الله نافذ بعلوِّ هذا الدين، ونصرة أهله، جعلنا الله ممن ينصرون دينه.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
4 رمضان 1446هـ
وقال ابن كثير رحمه الله: ((وقوله تعالى: ﴿يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ﴾ يعني بني إسرائيل، وكانوا فِي ذلك الوقت خيار أهل زمانهم، هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبَّار العتيد يستعملهم فِي أخس الأعمال، ويكدهم ليلًا ونهارًا فِي أشغاله وأشغال رعيته، ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم، إهانة لهم واحتقارًا وخوفًا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه)).
وقال أيضًا: ((أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى، فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب، بل نفذ حكمه وجرى قلمه فِي القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه، بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفًا من الولدان، إنَّما منشؤه ومرباه على فراشك وفِي دارك، وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلـله وتتفداه، وحتفُك وهلاكُك وهلاكُ جنودِك على يديه، لتعلم أن ربَّ السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال، الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن)). (تفسير ابن كثير 6/ 198)
ومثل هذه البشارة التي نالها بنو إسرائيل، بشرنا الله بها فِي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55]
قال ابن كثير رحمه: ((هذا وعد من الله تعالى لرسوله صلوات الله وسلامه عليه بأنَّه سيجعل أُمَّته خلفاء الأرض، أي أئمة النَّاس والولاة عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد. وليُبدِّلنَّهم من بعد خوفهم من النَّاس أمنًا وحُكمًا فيهم)). (تفسير ابن كثير 6/ 70)
فأبشري أختي الكريمة بنصر الله، ورفع معاناتك وتبديلها مهما كان الطغيان، ومهما فعل الطواغيت، فأمر الله نافذ بعلوِّ هذا الدين، ونصرة أهله، جعلنا الله ممن ينصرون دينه.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
4 رمضان 1446هـ
من مظاهر العقوق أن يهجر الابن أباه أو أمه !
لا لمخالفة من الوالدين، بل لأمر لم يوافق صلف الابن أو مزاجه ، يريد بذلك أن (يؤدّب) والديه ، اللذين لم يقصرا في تربيته!
فهذا من الكبائر ، والله له بالمرصاد.
من تمام نعمة الله على المرأة أن يُوفّقها لعبادته بأصغر ما تأتي من الأعمال وأحقرها في نظر الناس، فتصيرُ حركتها في بيتها بحسن نيتِها أجرًا ومثوبة، وتبتغي الحسنات في طبخ الطبخة لأهلها وتمهيد فراشهم ومجلسهم وغسل ثيابهم.
ومن أجمل ذكاء المرأة ألا تبطل هذا كله أو تُنقص منه بمنةٍ تمنُّها أو ضيق خُلُقٍ أثناء الشغل، وما إمساكها نفسها عن المنة والضيق إلا لأنها تعلم أنها مُتعبَّدةٌ بإصلاح شأن أهلها كتعبُّدها بالصيام والصلاة والقرآن والذكر.
أفلحتْ من كانت حركتها في بيتها عبادة، وأفلحت من وُفقت لاستغلال أوقات شغل البيت في ذكرٍ أو سماع درس، هذا الدين ليست الطاعة فيه حصرًا على المتفرّغ، بل قال من فهموا عن الله: «عاداتُ أهل اليقظة عبادات»، فما أثقل الميزان بشغل البيت إذا صلحت النية.
شيماء
هل تعرف ربك حق المعرفة؟!
تعرّف على ربك…
ربك الذي خلقك من العدم، وربّاك في ظلمات الرحم، وساق إليك الرزق من حيث لا تحتسب، وأمهلك حين عصيت، وقبِلك حين تبت.
ربك الذي قال:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾
وغفر لقاتل مئة نفس، وأثاب من قال: “ربي الله ثم استقام”، ونجّى من دعاه بصدق.
تعرّف على ربك:
• فهو أرحم بك من أمك،
• أقرب إليك من حبل الوريد،
• يسمعك ولو همست،
• ويعلم حزنك ولو كتمت،
• ويجبر كسرك ولو خذلك الناس كلهم.
ربك لا يُقاس بعدل الناس، ولا يُشبه حبّه حبّهم،
من عرفه أحبه، ومن أحبه لم يهن، ومن رجاه لم يخيّب.
أما آن لقلبك أن يفيق؟
أن تتعرّف إلى ربك لا معرفة العادة، بل معرفة الحب والخضوع؟
أن تعبده لا لأنك وُلدت على عبادته، بل لأن قلبك ذاق حلاوة القرب منه؟
أن تحبه لا خوفًا فقط، بل شوقًا، وحياءً، ورجاءً؟
تعرّف إلى ربك في السعة، يثبتك في الضيق.
قدّم إليه قلبًا صادقًا، يفتح لك أبواب رحمته.
هو ربّك الذي يحب العائد، فهلّا أقبلت؟!
محمد سعد الأزهري
فالمهمَّة فِي تتبُّع أثره شاقَّة وليست يسيرة، إنَّها ليست مجرد مسيرٍ مع نظرٍ للتابوت، وإنَّمَا هي خوفٌ وقلقٌ وحذرٌ شديدٌ من أيِّ تصرُّفٍ خاطئٍ قد يؤدي إلى قتل الطِّفل، وإيذاء أهله.
والأخت الأولى عادة ما تكون مثل الأُمِّ فِي رعاية مَن هم أصغر منها سنًّا، فقلبها مثل قلب الأُمِّ، فإذا كانت أُمُّ موسى قلقة، فهي كذلك مثلها.
ولبَّت أخت موسى نداء أُمِّها، ونفَّذت أمرها فسارت تتبع أثر أخيها موسى وتتسمَّع لأخباره من بعيد حتَّى لا يشعر بها أحد، ونجحت فِي هذه المهمَّة الأولى (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [القصص: 11]
قال ابن جرير الطبري رَحِمَهُ الله: (يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَقَصَّتْ أُخْتُ مُوسَى أَثَرَهُ، (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ): يَقُولُ فَبَصُرَتْ بِمُوسَى عَنْ بُعْدٍ لَمْ تَدْنُ مِنْهُ وَلَمْ تَقْرَبْ، لِئَلَّا يُعْلَمَ إنَّها مِنْهُ بِسَبِيلٍ). (جامع البيان 18/ 174)
وقال الشنقيطي رحمه الله: (أَيْ رَأَتْهُ مِنْ بَعِيدٍ كَالْمُعْرِضَةِ عَنْهُ، تَنْظُرُ إِلَيْهِ وَكَإنَّها لَا تُرِيدُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِإنَّها أُخْتُهُ جَاءَتْ لِتَعْرِفَ خَبَرَهُ). (أضواء البيان 4/10)
وهذا دليلٌ على حرص أخت موسى وشدَّة حذرها، وعلى ذكائها فِي التَّعامل مع أكبر طاغوت وُجد على وجه الأرض وهو فرعون.
فإذا كان فرعون المدَّعي للربوبية، الطاغية، الذي وصفه الله بقوله: (إِنَّهُ طَغَى) [طه: 24] استطاعت فتاة أن تتعامل معه من غير أن يشعر بها وبمرادها، بل لم يعرف مَن هي، فكل طواغيت الأرض بعده يمكن لأهل الحقِّ أن ينشروا ما هم عليه من الحقِّ وينصروه من غير أن يشعر بهم هؤلاء الطواغيت، أو يكتشفوا أمرهم!
لأنَّ الله ينصر أهل الحقِّ فِي نصرتهم للحقِّ، ولا يوفق أهل الباطل فِي محاربتهم للحقِّ.
قال تعالى: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 264]،
وقال سبحانه: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [البقرة: 258].
وقال عز وجل: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [المائدة: 108].
فالتَّوفيق مسحوب من الكافرين، والظالمين، والفاسقين.
فكوني مؤمنة بالله وتأسَّيْ بأخت موسى وأُمِّه، وانصري أهل الحقِّ، ودافعي عنهم، من غير أن يشعر بك أحد.
نُكملُ غدًا إنْ شاءَ الله.
وكتبه
د. عادل حسن يوسف الحمد
9 رمضان 1446هـ
.
معنى قوله تعالى:
﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾
.
✅ *( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)* من السنة الاكثار من هذا الدعاء في ليالي العشر :
قالت عائشة - رضي الله عنها -: قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟
قال: قولي *(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) .*
حديث حسن صحيح.
الحسابات الرسمية لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني طيب الله ثراه على جميع وسائل التواصل الاجتماعي:
📌 الموقع الرسمي
📍 www.alheweny.me
📌 اليوتيوب
📍https://youtube.com/c/alhewenytube
📌 الفيسبوك
📍 www.facebook.com/Alheweny.Official.Page
📌 التليجرام
📍 t.me/Alheweny
📌 الانستجرام
📍https://www.instagram.com/alheweny?igsh=cnZoNzNkbHR1bHZ3
📌 ساوند كلاود
📍 https://on.soundcloud.com/QKNTZFee5eafiR7f8
📌 الواتساب
📍https://whatsapp.com/channel/0029Va1AYFbDOQIY2diIxl3y
دي تجميعة لدروس شيخنا رحمه الله نفعنا الله وإياكم بها
" إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ ينتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو له."
١ = تلاوات الشيخ أبو إسحاق
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xjv5uMPEdHsAqlCFAXCsHu_&si=DgyfzDX5AsuDQRLX
٢ = مجموعة خُطب للشيخ - رحمه الله -
https://m.youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XisC6o_NS_RGznSD3B3ppoo
٣ = سلسلة حياة الصحابة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgFHPMe7_quKxyhmSUzjppt&si=gHxtIZ_uxNLX4Tvv
٤ = أحكام صفة صلاة النبي - عليه السلام -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XjWxhCbmFfAwp4mZlzfXLU2&si=umFYnWquEYHU15mI
٥ = شرح كتاب بلوغ المرام
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xi5A5OsUWNCp-FSp5towBYG&si=dnsk2-3It5XB6iLN
٦= سلسلة من قصص التائبين
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiTl-3NkQzt0WpHejBFAy6h&si=9BFMDChYU3RcvcyG
٧ = سلسلة التابع والمتبوع
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XjLhmkyhscvG2T2Whma8DhV&si=XBZMoI0FkSM-V0WM
٨ = سلسلة أحاديث ضعيفة وموضوعة عن النبي
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgDoErS9Ca3jIxwVsGKizxT&si=fxXf-37tGahL3VN1
٩ = شرح الأربعين النووية
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhRXq0pBd-ub5BXcpntPV_W&si=hK4IeCDQ1xleFYiV
١٠ = وقفات مع النقاب واللحية
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xhz1e5G26kRrysB5tPQeA0T&si=yjaHjq3dcM5y1p_c
١١ = سيرة أمنا عائشة - رضي الله عنها -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgbHBW9iqx-X-SLShka2WbG&si=kA9UiQ11SvrPMJio
١٢ = فضائل يوم عرفة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xg1NhRimx1q9YOCsh4q3TSP&si=9J-DLL-edw6DMKFK
١٣ = سلسلة القدوة الحسنة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XghsFtSSgJhXjcJvgEL5Pdz&si=vTc7Eros321n8OUP
١٤ = درر الشيخ - حفظه الله تعالي -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XjZhcwFgVX_E-OpyuG-Fkwr&si=6N1-jiMf6SrHlLUA
١٥ = سيرة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XghYP16-8pWgJsX1CpDzfEg&si=GPuM4MxXmtDHxEeX
١٦ = قصص من حياة الصحابة والتابعين
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XidIiR2J1siMdMOe_H2TZyY&si=VBtaIJI0q8a1m6h3
١٧ = ترجمة الإمام الشافعي
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xhyv41AooveZgWg54UZgZ6r&si=UG48lU4Mrtx-rP5q
١٨ = فقه الزكاة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiCLIQD2QqQlM-t5moPd6aN&si=BEACheB1OjlF4G8c
١٩ = شرح كتاب مدارج السالكين
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XibM_rNTEh7DXDRxNRkMl4H&si=apvjSS8dkNRXHbaT
٢٠ = سلسلة أحاديث ضعيفة
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XjTIbXWAlrx_ung2esTrv_K&si=qccpkMIyccol0Go4
٢١ = أحاديث نبوية
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xi6a4PFU8Vb8Skar27JgY1q&si=UrHyBoLnFZ2hTqQQ
٢٢ = فتاوي
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhuRVv3u38WB4G9l8RPOT_R&si=zsq3iEsqlj-an843
٢٣ = صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xi-Ba436Q9-gwOxLsOaUsG_&si=35fpZyzHFSWT9l84
٢٤ = فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgY6K9K8rkWMzJ2KFvG6Gg0&si=rcBccRGKev5DZijc
٢٥ = ترجمة الإمام مالك - إمام دار الهجرة - رحمه الله
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiL0FVbtx3EhoGyC9tWUto9&si=HmFJHbaa_5mGB9Qj
٢٦ = ترجمة الإمام الأعمش - رحمه الله تعالي -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xg7FvhufUe615jWsBV5uwsL&si=IoHwnW5TQIT9F7Re
٢٧ = ترجمة الإمام سفيان الثوري - رحمه الله تعالي -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XiV0KZA5sH3aLUWF1Z4GONm&si=zIv8EOhW0WGDmZQ3
٢٨ = ترجمة عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgoiDGg29CQJF26gRMZX6B4&si=CrXjh7Djk5A_svPs
٢٩ = شرح ألفية السيوطي - رحمه الله تعالي -
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XgpggBNvD9HSglZqeB0jQ7B&si=cv8vx55X4k_OZApq
٣٠ = الشرح النفيس لاختصار علوم الحديث
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38XhCroD-lL3_xzkgxW9trus6&si=wy-iCjZ7zNeciXDF
٣١ = شرح كتاب العلم صحيح البخاري
https://youtube.com/playlist?list=PLZbyN8Td38Xjr3pwaRt2AF0Zdnk2BuX5g&si=CYzskx-I9dHB-swq
٣٢ = شرح حادثة الإفك
لا نقول إلا ما يُرضي ربَّنا
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم تقبل عبدك أبا إسحاق الحويني في الصالحين
وارفعه درجات
واجعل ما تعلمناه منه أجراً عظيما باقيا
وما عند الله خيرٌ للأبرار
اللهم اجُرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها
********
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ، وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ ، وَأَوْسِعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ
لا حول ولا قوة إلا بالله، مات المعلم والمربي والشيخ والأب شيخنا الحويني.
✍محمد سعد الأزهري
معاناة المرأة في زمن موسى - 8
المعاناة الثالثة لأُمِّ موسى
في اللحظة التي كان الحوار يدور بين فرعون وامرأته في موضوع قتل موسى، كانت أُمُّ موسى في شدَّة معاناتها من فقدها لرضيعها، حتى وصف الله حالها بقوله: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص: 10]، أصبح فؤادها فارغًا لا عقل فيه يُفكِّر، أو يُدبِّر الأمر، من شدَّة هول الصدمة عليها بفقدها لطفلها، بل كادت أن تفضح نفسها وتُعلن عن فقدها لطفلها في اليمِّ، لولا لطف الله بها.
قال ابنُ كَثِير رَحِمَهُ الله: (يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ فُؤَادِ أُمِّ مُوسَى حِينَ ذَهَبَ وَلَدُهَا فِي الْبَحْرِ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَارِغًا، أَيْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنيَا إِلَّا مِنْ مُوسَى، قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَالضَّحَّاكُ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ. (إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) أَيْ إِنْ كَادَتْ مِنْ شَدَّةِ وَجْدِهَا وَحُزْنِهَا وَأَسَفِهَا لَتُظْهِرُ أَنَّهُ ذَهَبَ لَهَا وَلَدٌ، وَتُخْبِرُ بِحَالِهَا لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ ثَبَّتَهَا وَصَبَّرَهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلَى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)). (تفسير ابن كثير 6/ 201)
وقال السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ الله: (ولما فقدت موسى أُمُّه، حزنت حزنًا شديدًا، وأصبح فؤادها فارغًا من القلق الذي أزعجها، عَلَى مقتضى الحالة البشرية، مع أن الله تعالى نهاها عن الحزن والخوف، ووعدها بردِّه. (إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) أي: بما فِي قلبها (لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا) فثبَّتناها، فصبرت، ولم تُبدِ به. (لِتَكُونَ) بذلك الصبر والثبات (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)؛ فإن العبد إذا أصابته مصيبة فصبر وثبت، ازداد بذلك إيمانه، ودل ذلك عَلَى أن استمرار الجزع مع العبد، دليلٌ عَلَى ضعف إيمانه). (تفسير السعدي 613)
من الطبيعي أن يصاب الإنسان بالحزن عند المصيبة، ولكن أن يستمرَّ معه الحزنُ، أو يتصرَّف بخلاف الشرع، فهذا أمرٌ مذموم، ومخالفٌ للصبر الذي أمرنا الله به.
قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156-157]
ولما رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم امرأة تبكي عند قبرٍ أمرها بالصبر، فعن أَنَسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فقالَ: (اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي). قالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي. وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَها: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم . فَأَتَتْ بابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فقالَت: لَمْ أَعْرِفْكَ. فقالَ: (إِنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى). (رواه البخاري)
فالحزن مما يُبتلى به المسلم، ولكن عليه أن يتعامل معه بما أمر الله عَزَّ وَجَـلَّ، وقد فقد النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم عليه السلام، فعلَّمنا عليه الصلاة والسلام كيف نتعامل مع مثل هذه المصائب فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ: (يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ)، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلا نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهيمُ لَمَحْزُونُونَ). (رواه البخاري)
وهذا هو المطلوب منكِ أختي الكريمة عند المصيبة، أن يقف أمر الحزن عند القلب ولا يتعداه عــــــلى اللسان بالبكاء والعـويل فيتحـوَّل الحُــزن إلى نياحة، فتقعين في كبيرة مــن الكبائر، قال عنها النبيُّ صلى الله عليه وسلم (اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ). (رواه مسلم)
معاناة المرأة في زمن موسى - 7
تعلُّق قلب امرأة فرعون بالطفل الرضيع
تحرَّك التابوت في اليمِّ وفيه قطعة من قلب أُمِّ موسى، وسار به اليمُّ إلى قصر فرعون، وهناك انتشله الحرس وجاؤوا به إلى فرعون، وكانت امرأته حاضرة، فلما رأته ألقى الله في قلبها حُبَّه، فقالت: (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) [القصص: 9]
قال ابنُ كَثِير رَحِمَهُ الله: (وقوله تعالى: (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) الآية، يَعْنِي أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا رَآهُ هَمَّ بِقَتْلِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فشرعت امرأته آسية بنت مزاحم تخاصم عَنْهُ وَتَذُبُّ دُونَهُ وَتُحَبِّبُهُ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَتْ: (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) فقال فرعون: أَمَّا لَكِ فَنَعَمْ، وَأَمَّا لِي فَلَا، فَكَانَ كذلك، وهداها الله بسببه وَأَهْلَكَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ). (تفسير ابن كثير 6/ 200)
وقال الطَّاهرُ بن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (يَدُلُّ الْكَلَامُ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ انْتَشَلُوهُ جَعَلُوهُ بَيْنَ أَيْدِي فِرْعَوْنَ وَامْرَأَتِهِ، فَرَقَّتْ لَهُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَصَرَفَتْ فِرْعَوْنَ عَنْ قَتْلِهِ، بَعْدَ أَنْ هَمَّ بِهِ، لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الطِّفْلَ لَيْسَ مِنْ أَبْنَاءِ الْقِبْطِ؛ بِلَوْنِ جَلْوَتِهِ وَمَلَامِحِ وَجْهِهِ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حَمَلَهُ النَّيْلُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ لِظُهُورِهِ أَنَّهُ لَمْ يَطُلْ مَكْثُ تَابُوتِهِ فِي الْمَاءِ وَلَا اضْطِرَابُهُ بِكَثْرَةِ التَّنَقُّلِ، فَعَلِمَ أَنَّ وَقْعَهُ فِي التَّابُوتِ لِقَصْدِ إِنْجَائِهِ مِنَ الذَّبْحِ. وَكَانَ ذَلِكَ وَقْتَ انْتِشَالِهِ مِنَ الْمَاءِ وَإِخْرَاجِهِ مِنَ التَّابُوتِ. وَكَانَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ امْرَأَةً مُلْهَمَةً لِلْخَيْرِ وَقَدَّرَ اللَّهُ نَجَاةَ مُوسَى بِسَبَبِهَا). (التحرير والتنوير 20/ 77)
لقد واجهت امرأة فرعون زوجها فرعون بكلمة قوية تنهاه عن قتل الطفل فقالت: (لَا تَقْتُلُوهُ) وهذا نهي صريح لفرعون بألَّا يقتل الطفل الرضيع ولو لم يرغب أن يكون قُرَّة عين له.
ومثل هذا الأسلوب عادة لا يقبله الرجل من امرأته، فكيف إذا كان الزوج هو فرعون الذي تكبَّر في الأرض وطغى؟!
فكان المتوقَّع منه في تلك اللحظة بحسب ما عُرف عنه من الطغيان أن يُوبِّخ أو يُؤدِّب امرأته على تَجرُّئها في الكلام معه بصيغة الأمر والنهي، وأن يقتل الطفل عنادًا لها، ولكنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ ألهم امرأة فرعون فقالت مباشرة بعد قولها: (لَا تَقْتُلُوهُ): (عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا)، مسوِّغةً له سبب طلبها بمنع قتله.
قال الطَّاهر بن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (وَيَتَضَمَّنُ قَوْلُهَا: (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا) إِزَالَةَ مَا خَامَرَ نَفْسَ فِرْعَوْنَ مِنْ خَشْيَةِ فَسَادِ مُلْكِهِ عَلَى يَدِ فَتًى إِسْرَائِيلِيٍّ بِأَنَّ هَذَا الطِّفْلَ لَا يَكُونُ هُوَ الْمَخُوفَ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا انْضَمَّ فِي أَهْلِهِمْ وَسَيَكُونُ رَبِيَّهُمْ فَإِنَّهُ يُرْجَى مِنْهُ نَفْعُهُمْ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُمْ كَالْوَلَدِ. فَأَقْنَعَتْ فِرْعَوْنَ بِقِيَاسٍ عَلَى الْأَحْوَالِ الْمُجَرَّبَةِ فِي عَلَاقَةِ التَّرْبِيَةِ وَالْمُعَاشَرَةِ وَالتَّبَنِّي وَالْإِحْسَانِ، وَإِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي بِالشَّرِّ. وَلِذَلِكَ وَقَعَ بَعْدَهُ الِاعْتِرَاضُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)؛ أَيْ وَفِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ لَا يَعْلَمُونَ خَفِيَّ إِرَادَةِ اللَّهِ مِنَ الِانْتِقَامِ مِنْ أُمَّةِ الْقِبْطِ بِسَبَبِ مُوسَى). (التحرير والتنوير 20/ 79)
وتصرُّفُ امرأة فرعون يدلُّ على مدى الخوف من فرعون الذي استسهل قتلَ الأطفال، ولم يرحم أُمَّهاتهم، ولم يُراعِ حرمة نساء بني إسرائيل، فلا غرابة أن تخاف منه امرأتُه!
وقد رأينا أمثال فرعون من طواغيت زماننا من سار على نهج فرعون في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستباح أعراض النساء، وفعل بالناس الأفاعيل من أنواع التعذيب في السجون وغيرها، كلُّ هذا من أجل الحفاظ على ملكه وسلطانه، ولكن الله جعل لنا العبرة في إزالة بعضهم في حياتنا، لنعلم علم اليقين أنَّ وعد الله حقٌّ، وأن الظلم لن يدوم، وما سورية عنا ببعيد!
وقد رأينا في واقع الحياة، أن المتغطرس على الناس خارج بيته يُسلِّط الله عليه امرأته داخل البيت، وإن كانت هذه ليست قاعدة عامة.
وقد يكون هذا من باب: الجزاء من جنس العمل، فكما أنه متسلِّط على الناس، يُسلِّط الله عليه من يذِلُّه في بيته.
معاناة المرأة في زمن موسى - 6
أرضعيه وألقيه ولا تخافي ولا تحزني وأبشري
بداية انفراج معاناة أُمِّ مُوسَى كانت بالوحي الذي أوحاه الله عزَّ وجلَّ لها بقوله: (أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7].
واشتمل هذا الوحي على أمرين، ونهيين، وبشارتين.
أمرها بإرضاعه ليتعوَّد على لبنها، وكانت هذه الخطوة الأولى في حماية طفلها من عدوِّ الله فرعون وجنوده، فامتثلت لأمر الله.
ولكن لماذا ترضعه إذا كانت ستلقيه في اليمِّ؟
مِثلُ هذه الأسئلة لا تصدر مِن أهلِ الإيمان بالله إذا جاءهم الأمر مِنَ الله أو مِن رسوله، لأنَّ أهل الإيمان يعلمون يقينًا أنَّ ما أمر الله به لابدَّ فيه من حكمة ظهرت لهم أو لم تظهر.
وهنا تتجلَّى حقيقة إيمان المرأة أمام الأمر والنَّهي الشرعي، أتمتثل أو تتعذَّر بالسؤال عن الحكمة قبل أن تمتثل؟!
مَن علَّقت استجابتها لأمر ربِّهَا على معرفةِ الحكمة، أو القناعة بالحُكم، فهذه لم تُعظِّم ربَّها، ولم تؤمن بأنَّ الله عليمٌ، حكيمٌ، خبيرٌ، سبحانه وتعالى.
أمَّا أُمُّ مُوسَى فقد امتثلت لأمر ربِّها فأرضعت مُوسَى عليه السَّلام. قال الطَّاهر بِن عَاشُور رَحِمَهُ الله: (وَإِنَّمَا أَمَرَهَا اللَّهُ بِإِرْضَاعِهِ لِتَقْوَى بُنْيَتُهُ بِلِبَانِ أُمِّهِ؛ فَإِنَّهُ أَسْعَدُ بِالطِّفْلِ فِي أَوَّلِ عُمُرِهِ مِنْ لِبَانِ غَيْرِهَا، وَلِيَكُونَ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ الْأَخِيرَةِ قَبْلَ إِلْقَائِهِ فِي الْيَمِّ قُوتٌ يَشُدُّ بُنْيَتَهُ فِيمَا بَيْنَ قَذْفِهِ فِي الْيَمِّ وَبَيْنَ الْتِقَاطِ آلِ فِرْعَوْنَ إِيَّاهُ وَإِيصَالِهِ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ وَابْتِغَاءِ الْمَرَاضِعِ وَدَلَالَةِ أُخْتِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى أُمِّهِ إِلَى أَنْ أُحْضِرَتْ لِإِرْضَاعِهِ فَأُرْجِعَ إِلَيْهَا بَعْدَ أَنْ فَارَقَهَا بَعْضَ يَوْمٍ). (التحرير والتنوير 20/ 73)
أمَّا كم بقيت ترضعه، أو متى جاءها الخوف من عدوِّ الله فرعون؟ كلُّ هذا لا يعلمه إلَّا الله، وليس لنا علمٌ بذلك.
قال ابن جَرِيرٍ الطَّبَرِي رَحِمَهُ الله: (وَأَوْلَى قَوْلٍ قِيلَ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ، أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ أُمّ مُوسَى أَنْ تُرْضِعَهُ، فَإِذَا خَافَتْ عَلَيْهِ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ فِرْعَوْنَ وَجُنْدِهِ أَنْ تُلْقِيَهُ فِي الْيَمِّ. وَجَائِزٌ أَنْ تَكُونَ خَافَتْهُمْ عَلَيْهِ بَعْدَ أَشْهُرٍ مِنْ وِلَادِهَا إِيَّاهُ؛ وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ، فَقَدْ فَعَلَتْ مَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا فِيهِ، وَلَا خَبَرَ قَامَتْ بِهِ حُجَّةٌ، وَلَا فِطْرَةَ فِي الْعَقْلِ لِبَيَانِ أَيِّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ أَيٍّ، فَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ أَنْ يُقَالَ كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ). (جامع البيان 18/ 157)
فكان من وحي الله لها أن ترضعه، فإذا خافت عليه قذفته في اليمِّ، وهذه هي الطَّريقة الوحيدة التي أمامها لإنقاذه من زبانية فرعون.
قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7]
وقال تعالى: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه: 39]
والأمر الإلهي الذي أوحاه الله إلى أُمِّ مُوسَى هو القذف في التابوت، ثم القذف في اليم؛ والقذف هو الرمي بشدة، فلماذا أمرها بقذفه بشدَّة مع أنه طفلٌ رضيع؟!
قال أَبُو زُهرَة رَحِمَهُ الله: (وإن فِي قوله: (أَنِ اقْذِفِيه فِي التَّابُوتِ) أي كان مما أوحى به الأمر بقذفه، والقذف هو الإلقاء، كما قال تعالى (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْب)، ولا شكَّ أنَّ التَّعبير بالقذف يفيد معنى الشدَّة فِي الإلقاء، وذلك للمعاناة النَّفسيَّة التي كانت تعتلج فِي قلب الأمِّ الرؤومِ، فكان التَّردد الشديد، ثم انتهى التَّردد بالإلقاء، وكأنَّها تقذف قطعة منها فِي تابوت مغلق لَا تدري بالحسِّ ما الله فاعلٌ بِهِ.
ألقته فِي التَّابوت بمعاناة نفسيَّةٍ، ثم ألقت التَّابوت الذي فيه مُوسَى قطعة نفسها فِي اليمِّ وهي فِي ألمٍ مريرٍ. والضمير فِي قوله تعالى: (اقذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) يعود عَلَى موسى بلا ريب وأمَّا فِي قوله: (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ) يحتمل أن يكون لموسى وأن يكون للتَّابوت، وفِي كلتا الحالين هي تقذفه وقلبها معلَّق به، والأوضح أن يكون لموسى، لقوله تعالى: (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ) العداوة ليست للتابوت، وإنَّما هي لشخص الرسول الكليم.
معاناة المرأة في زمن موسى - 4
إذلال فرعون للنساء في زمن موسى عليه السلام
جعل الله المرأة سكنًا للرَّجل، وجعل الله الرَّجل سندًا للمرأة، تحتمي به من كل المخاوف، وتشعر بالأمن فِي كنفه، ولذلك تحب المرأة أن ترمي برأسها على صدر الرَّجل لتشعر بهذه الطمأنينة، وتحب أن ترى من الرَّجل قوَّته فِي الدفاع عنها وحمايتها.
كما أنَّها تحب أن تشعر بغَيرته عليها، بل قد تستثيره عمدًا لترى أثر هذه الغَيرة على وجهه، وفي تصرفاته، لأن هذه الغَيرة دليل على محبته لها، وفيها تظهر حمايته لها، والذبُّ عنها. فالمرأة عِرضُه الذي يحميه، ويخاف عليه من كل ما يؤذيه، أو يجرحه.
والرَّجل وقت الغَيرة فِي قمة الغضب، وشدة غليان قلبه على ما يحدث لزوجه.
والمرأة فِي قمة السَّعادة لما ترى من غَيرته، وإن كانت تخفِي سعادتها فلا يظهر لها أثر على وجهها الذي يمثل الخوف، فإن قلبها يمتلئ فرحًا بما ترى.
هذه السعادة التي تشعر بها المرأة فِي حال غيرة زوجها عليها، فقدتها المرأة فِي زمن موسى بسبب ظلم فرعون وإذلاله لزوجها.
وهذا هو النوع الرابع من العذاب الذي تمر به المرأة فِي زمن فرعون، وهو إذلال زوجها وإهانته وكسره، بما وضع فرعون من قوانين عليهم تهينهم، وتربيهم على الذُّل والخنوع وفقدان الرجولة، فلا يملك هذا الرَّجل أن يدافع عن زوجته، ولا عن مولودها، بل هو مستسلم لقرار فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل، فلا يحرك ساكنًا من أجله، ولا يدافع عن عرضه، ولا يرد عنها أيَّ نوع من أنواع العذاب الذي تسلَّط به فرعون على نساء بني إسرائيل.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدِّ، بل إنَّ فرعون استخدم رجال بني إسرائيل فِي الأعمال الشاقة مع إذلالهم وتعذيبهم، حتى أصبحت شخصية غالب رجال بني إسرائيل فِي ذلك الزمان شخصية ضعيفة أمام طغيان فرعون وهامان وجنودهما.
و«هامان» ((هو اليد العاملة لفرعون، فيما يشاء. وقد يكون وزيرًا لفرعون، أو مستشارًا له، أو كبير جنده. وهو الذي دعاه فرعون إلى أن يبنى له صرحًا يطلع منه إلى إله موسى)). (التفسير القرآني للقرآن 10/ 310)
وهذه عادة الطغاة فِي الأرض، صناعة شخصيات ومناصب تعينهم على الطغيان. وهذا ما فعله فرعون، فجعل هامان وزيرًا له يُنفِّذ أوامره، ويبطش بالنَّاس.
وعادة ما يزيد طغيان أمثال هؤلاء الذين هم أعوان الظلمة لشعورهم أنَّ لهم سندًا يستمدون قوتهم منه، ويبطشون باسمه، وإن لم يأمرهم. ولو علم لن يخذلهم لأنه يريد البطش بالنَّاس ويعجبه ذلك.
فاجتمع على نساء بني إسرائيل بطش فرعون وهامان، من جهة، وضعف شخصية رجالهنَّ من جهة أخرى، فلا حماية لهنَّ، ولا صيانة لعرضهنَّ، ولا رحمة لمواليدهنَّ.
وهذا التعذيب والإذلال بأنواعه المختلفة كان قبل ولادة موسى عليه السلام.
فجاءت البشارة من الله لبني إسرائيل قبل ولادة موسى عليه السلام برفع الظلم عنهم، وإذلال عدوهم، فقال عَزَّ وَجَلَّ مبينًا قدره فِي إنهاء هذه المعاناة التي كانت تمرُّ بها المرأة: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: 1-6]
قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ((ومعنى الكلامِ: إن فرعونَ علا فِي الأرضِ، وجعَل أهلَها من بني إسرائيلَ فِرَقًا، يَسْتَضْعِفُ طائفةً منهم، ونحن نُرِيدُ أن نَمُنَّ على الذين استَضْعَفهم فرعونُ فِي الأرضِ من بنى إسرائيلَ، ونَجْعَلَهم أئمةً)). (تفسير الطبري 18/ 152)
وقال القشيري رحمه الله: ((نريد أن نمنَّ على المستضعفين بالخلاص من أيديهم، وأن نجعلهم أئمة، بهم يهتدى الخلق، ومنهم يتعلم النَّاس سلوك طريق الصدق، ونبارك فِي أعمارهم، فيصيرون وارثين لأعمار من يناويهم، وتصير إليهم مساكنهم ومنازلهم فهم هداة وأعلام، وسادة وقادة بهم يُقتدى وبنورهم يُهتدى، ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ نزيل عنهم الخوف، ونرزقهم البسطة والاقتدار، ونمدُّ لهم فِي الأجل. ونُري فرعون وهامان وقومهما ما كانوا يحذرون من زوال ملكهم على أيديهم وأنَّ الحقَّ يُعطى وإن كان عند الخلق أنّه يُبطي)). (لطائف الإشارات 3/ 54)
معاناة المرأة في زمن موسى - 4
إذلال فرعون للنساء في زمن موسى عليه السلام
جعل الله المرأة سكنًا للرَّجل، وجعل الله الرَّجل سندًا للمرأة، تحتمي به من كل المخاوف، وتشعر بالأمن فِي كنفه، ولذلك تحب المرأة أن ترمي برأسها على صدر الرَّجل لتشعر بهذه الطمأنينة، وتحب أن ترى من الرَّجل قوَّته فِي الدفاع عنها وحمايتها.
كما أنَّها تحب أن تشعر بغَيرته عليها، بل قد تستثيره عمدًا لترى أثر هذه الغَيرة على وجهه، وفي تصرفاته، لأن هذه الغَيرة دليل على محبته لها، وفيها تظهر حمايته لها، والذبُّ عنها. فالمرأة عِرضُه الذي يحميه، ويخاف عليه من كل ما يؤذيه، أو يجرحه.
والرَّجل وقت الغَيرة فِي قمة الغضب، وشدة غليان قلبه على ما يحدث لزوجه.
والمرأة فِي قمة السَّعادة لما ترى من غَيرته، وإن كانت تخفِي سعادتها فلا يظهر لها أثر على وجهها الذي يمثل الخوف، فإن قلبها يمتلئ فرحًا بما ترى.
هذه السعادة التي تشعر بها المرأة فِي حال غيرة زوجها عليها، فقدتها المرأة فِي زمن موسى بسبب ظلم فرعون وإذلاله لزوجها.
وهذا هو النوع الرابع من العذاب الذي تمر به المرأة فِي زمن فرعون، وهو إذلال زوجها وإهانته وكسره، بما وضع فرعون من قوانين عليهم تهينهم، وتربيهم على الذُّل والخنوع وفقدان الرجولة، فلا يملك هذا الرَّجل أن يدافع عن زوجته، ولا عن مولودها، بل هو مستسلم لقرار فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل، فلا يحرك ساكنًا من أجله، ولا يدافع عن عرضه، ولا يرد عنها أيَّ نوع من أنواع العذاب الذي تسلَّط به فرعون على نساء بني إسرائيل.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدِّ، بل إنَّ فرعون استخدم رجال بني إسرائيل فِي الأعمال الشاقة مع إذلالهم وتعذيبهم، حتى أصبحت شخصية غالب رجال بني إسرائيل فِي ذلك الزمان شخصية ضعيفة أمام طغيان فرعون وهامان وجنودهما.
و«هامان» ((هو اليد العاملة لفرعون، فيما يشاء. وقد يكون وزيرًا لفرعون، أو مستشارًا له، أو كبير جنده. وهو الذي دعاه فرعون إلى أن يبنى له صرحًا يطلع منه إلى إله موسى)). (التفسير القرآني للقرآن 10/ 310)
وهذه عادة الطغاة فِي الأرض، صناعة شخصيات ومناصب تعينهم على الطغيان. وهذا ما فعله فرعون، فجعل هامان وزيرًا له يُنفِّذ أوامره، ويبطش بالنَّاس.
وعادة ما يزيد طغيان أمثال هؤلاء الذين هم أعوان الظلمة لشعورهم أنَّ لهم سندًا يستمدون قوتهم منه، ويبطشون باسمه، وإن لم يأمرهم. ولو علم لن يخذلهم لأنه يريد البطش بالنَّاس ويعجبه ذلك.
فاجتمع على نساء بني إسرائيل بطش فرعون وهامان، من جهة، وضعف شخصية رجالهنَّ من جهة أخرى، فلا حماية لهنَّ، ولا صيانة لعرضهنَّ، ولا رحمة لمواليدهنَّ.
وهذا التعذيب والإذلال بأنواعه المختلفة كان قبل ولادة موسى عليه السلام.
فجاءت البشارة من الله لبني إسرائيل قبل ولادة موسى عليه السلام برفع الظلم عنهم، وإذلال عدوهم، فقال عَزَّ وَجَلَّ مبينًا قدره فِي إنهاء هذه المعاناة التي كانت تمرُّ بها المرأة: ﴿طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القصص: 1-6]
قال ابن جرير الطبري رحمه الله: ((ومعنى الكلامِ: إن فرعونَ علا فِي الأرضِ، وجعَل أهلَها من بني إسرائيلَ فِرَقًا، يَسْتَضْعِفُ طائفةً منهم، ونحن نُرِيدُ أن نَمُنَّ على الذين استَضْعَفهم فرعونُ فِي الأرضِ من بنى إسرائيلَ، ونَجْعَلَهم أئمةً)). (تفسير الطبري 18/ 152)
وقال القشيري رحمه الله: ((نريد أن نمنَّ على المستضعفين بالخلاص من أيديهم، وأن نجعلهم أئمة، بهم يهتدى الخلق، ومنهم يتعلم النَّاس سلوك طريق الصدق، ونبارك فِي أعمارهم، فيصيرون وارثين لأعمار من يناويهم، وتصير إليهم مساكنهم ومنازلهم فهم هداة وأعلام، وسادة وقادة بهم يُقتدى وبنورهم يُهتدى، ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ نزيل عنهم الخوف، ونرزقهم البسطة والاقتدار، ونمدُّ لهم فِي الأجل. ونُري فرعون وهامان وقومهما ما كانوا يحذرون من زوال ملكهم على أيديهم وأنَّ الحقَّ يُعطى وإن كان عند الخلق أنّه يُبطي)). (لطائف الإشارات 3/ 54)
حرية التفكير لا تعني إقصاء الآخرين ..
وحرية التعبير لا تعني الإساءة إليهم .
النية مكانها العقل
اطلاق النوايا - قانون النية
المشيئة الكونية - الإنسان الكوني
كورس المشيئة - شجرة الأمنيات
النفس الحقيقة - الشرارة الإلهية
لقاء تأصلي يكشف حقيقة هذه المفاهيم ومتعلقاتها
https://youtu.be/Fe4BLnKbkNE?si=c3dg0FZOL569gIRq
رابط المحاضرة على يوتيوب
قناة صون العقول
/channel/Sawn_El_akol
#sawn_al_akol