#المجالس_الحسينية
السّؤال:
زيارة عاشوراء هل مروية عن أحد الأئمة الأطهار المعصومين عليهم السلام؟ أم أنّها من تأليف علمائنا الكرام؟
الجواب:
نعم هي مروية عن المعصوم عليه السلام، فقد رواها الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) بهذه الصورة: «صالح بن عقبة وسيف بن عميرة: قال علقمة بن محمد الحضرمى: قلت لأبي جعفر عليهالسلام...». وروى ابن قولويه رحمه الله في كتاب (كامل الزيارات) زيارة عاشوراء بالسند التالي: حدثني حكيم بن داود بن حكيم وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعاً، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر عليه السَّلام. وكما لاحظنا في كلا الكتابين الرواية مسندة إلى مولانا الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام.
روضة الولاية
#المجالس_الحسينية
زوجة العباس
تذكر العديد من الروايات بأن العباس تزوج من امرأة واحدة هي لبابة بنت عبيد الله بن عباس، وكانت من سيدات عصرها ومن أفضلهن نسباً وطهارة وعفة؛ فهي تنتمي إلى البيت الهاشمي.
أبوها هو عبيد الله بن عباس، وكان والياً على اليمن من قبل الإمام علي (عليه السلام)، أما أمها فهي السيدة الجليلة أم حكيم بنت خالد بن قرض الكنانية وكانت من أجمل النساء وأوفرهنّ عقلاً، وقد فُجعت هذه السيدة الفاضلة بمقتل ولديها الصغيرين (عبد الرحمن وقثم) من قبل السفاح (بسر بن أرطأ) أحد قادة معاوية بن أبي سفيان عندما احتلّ اليمن، حيث لم يتمكن عبيد الله من الصمود أمام الجيش الأموي الأمر الذي دعاه إلى ترك اليمن، لكنه لم يتمكن من أخذ طفليه معه؛ لأنه كان قد أرسلهما إلى البادية لينشئا هناك، ولما علم بسر بن أرطأ بوجود هذين الطفلين أرسل لهما رجاله وأمر بذبحهما.
ولما بلغ قتلهما أمير المؤمنين (عليه السلام) دعا على بسر وقال: "اللهم اسلبه عقله ودينه"، فلم تمضِ مدة طويلة حتى انتقم الله سبحانه وتعالى منه فخرف وسُلب عقله وأخذ يتصرف تصرفات تشمئزُّ منها النفوس، حتى أهلكه الله وأورده النار وبئس المصير.
-في كربلاء:
وقفت السيدة (لبابة) مع زوجها في كربلاء موقفاً شجاعاً ونبيلاً حيث آزرته وساندته وحثّته على المضي قدماً في الوقوف مع أخيه سيد الشهداء...
ويذكر بعض المؤرخين أن للعباس ولداً من السيدة لبابة يدعى محمداً، كان يحبه حباً شديداً، وكان بين عينيه أثر السجود، فلما رأى العباس حال أخيه الحسين (عليه السلام) قدّم إخوته بين يديه، ثم أتى بابنه هذا وقلّده السيف واستأذن له فقبّل محمد يدي عمه ورجليه وودع عماته، وقاتل حتى قُتِل، وقد ذكره ابن شهرآشوب من شهداء الطف أيضاً، ولكن صاحب كتاب (فرسان الهيجاء في تراجم أصحاب سيد الشهداء) ينكر وجود محمد هذا ويقول: لا يوجد دليل تاريخي على وجود ابن للعباس استشهد في كربلاء.
-ما بعد كربلاء:
استمرت هذه المرأة تقارع السلطة وتقاسم السيدة زينب (عليها السلام) المصائب والألم، وصمدت أمام تعسف أزلام السلطة وقسوتهم، وشاركت عقيلات الرسالة رحلة السبي المؤلمة من كربلاء إلى الشام وحتى العودة إلى المدينة المنورة، حيث أكملن بمسيرهن الثورة الحسينية.
واختلفت الروايات فيما حصل للسيدة لبابة بعد يوم الطفّ، فهناك رواية تقول إنها لم تعش بعد استشهاد العباس (عليه السلام) إلّا قليلاً، وتذكر هذه الرواية أنها توفيت سنة 63 هجرية أي بعد استشهاده بسنتين فقط، وكان عمرها وقت وفاتها خمسة وعشرين سنة؛ لأن محنتها كانت كبيرة ولم تستطع تحمل شدة الصدمة وعمق المصيبة فرحلت عن الحياة صابرة محتسبة، وذهبت إلى ربها راضية مرضية، بينما توجد رواية أخرى تقول إنها تزوجت بعد أبي الفضل من زيد بن الحسن بن أمير المؤمنين (عليه السلام) ورُزِقت منه بنت اسمها نفيسة التي تزوجها الوليد بن عبد الملك.
هذه الرواية تحتاج إلى وقفة تأمل، خصوصاً في موضوع زواج نفيسة من الوليد بن عبد الملك؛ وذلك لأن الأمويين كانوا يحاولون مصاهرة البيت الهاشمي من أجل إعطاء نوع من الشرعية لوجودهم المشؤوم، كما حدث في خطبة معاوية لزينب بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد من خالها الإمام الحسن (عليه السلام)، حيث رفض الإمام الخطبة بكل مبرراتها المادية، ومما قاله بالمناسبة: "وأما صلح الحيّين، فإنا عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا" فلا يبعد أن تكون هذه المصاهرة المزعومة من موضوعات الأمويين وضعت لأهداف سياسية.
-أبناؤها:
تضاربت الروايات أيضاً في هذا الجانب من حياة السيدة لبابة، ولكن المشهور بين علماء النسب أن للعباس (عليه السلام) ولداً واحداً هو عبيد الله وأمه السيدة لبابة، كما اتفقوا على انحصار عقب العباس فيه من ولده الحسن، وكان عبيد الله من كبار العلماء موصوفاً بالجمال والكمال والمروءة، ربّاه الإمام زين العابدين (عليه السلام) وله منزلة كبيرة عنده كرامة لموقف أبيه، وزوّجه ابنته، وكان إذا رآه رقّ واستعبر باكياً، فإذا سُئل قال: إني أذكر موقف أبيه يوم الطّف فما أملك نفسي.
ويرى بعض المؤرّخين أن السيدة لبابة أنجبت للعباس (عليه السلام) خمسة أولاد وبنتاً واحدة، والأولاد هم: الفضل، عبيد الله، الحسن، القاسم، محمد الذي ذكره ابن شهر آشوب كما ذكرنا سابقاً، وذكره بعض المؤرخين تمشياً معه، بينما تذكر مصادر أخرى أن أولاد السيدة لبابة هما الفضل وعبيد الله فقط.
ومهما تكن الحقيقة فإن أحفاد العباس انحصروا في ابنه عبيد الله، وكانوا كلهم أجلّاء لهم المكانة العالية بين الناس؛ لأنهم ما بين فقهاء ومحدّثين ونسّابين وأمراء وخطباء وشعراء وفصحاء وأسخياء وزهّاد .
منقول
#المجالس_الحسينية
منقول
حبيب بن مظاهر الأسديّ
كان من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله مقيماً في الكوفة، وكان من أتباع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أثناء خلافته، ومن خواصّ أصحابه، وشارك معه في كلّ حروبه1.
وكان حبيب من كبار وجهاء الكوفة وأحد الذين كتبوا للإمام الحسين عليه السلام يدعونه إليهم2.
وعندما ورد مسلم بن عقيل سفير الحسين عليه السلام إلى الكوفة ونزل في منزل المختار التفّ حوله الشيعة3، وكان حبيب أحد الذين تكلّموا معلناً وقوفه إلى جانب الحسين عليه السلام والدفاع عنه.
وقد شارك حبيب مع مسلم بن عوسجة في أخذ البيعة من أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام، ولكن بعدما ورد ابن زياد إلى مدينة الكوفة وتفرّق الناس عن سفير الإمام عليه السلام تخفّى هذان الرجلان ومن ثمّ التحقا بالإمام الحسين عليه السلام.
ولمّا رأى حبيب قلّة أنصار الإمام في كربلاء مقابل الجيش العظيم للأعداء استجاز الإمام عليه السلام في الذهاب إلى بني قومه من بني أسد لطلب النصرة لأبي عبد الله، فأجازه الحسين عليه السلام، فتوجّه نحوهم وتكلّم معهم، فصمّم البعض منهم على الالتحاق بهم، ولكن أخبارهم وصلت عبر بعض العيون إلى جيش ابن سعد الذي أرسل فرقة من جيشه إلى مضارب القوم ووقع النزاع والخلاف بينهم، ومَنعوا تلك العدّة من الالتحاق بالحسين عليه السلام، فرجع حبيب وحيداً وتوجّه نحو خيمة الإمام ليخبره بما جرى4.
وفي يوم عاشوراء استلم حبيب قيادة الميسرة في جيش الإمام، وكان على الميمنة زهير بن القين5.
وعندما سقط صاحبه القديم مسلم بن عوسجة على الأرض توجّه حبيب برفقة الإمام عليه السلام ووقفا عند رأسه، فقال له حبيب: "عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة".
فقال له مسلم وهو يشير إلى الإمام عليه السلام: بشّرك الله... فإنّي أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام فقاتل دونه حتّى تموت.
فقال له حبيب: وربّ الكعبة، لأنعمنّك عيناً6.
ولمّا طلب أبو عبد الله عليه السلام من القوم المهلة لأداء صلاة الظهر، قال له الحصين بن تميم: إنّها لا تقبل.
فلم يسكت حبيب على وقاحته وجرأته فقال له: "زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول الله صلّى الله عليه وآله وتقبل منك يا..." فحمل عليه الحصين وخرج إليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشبّ فسقط عنه الحصين فاستنقذه أصحابه، وقاتل حبيب قتالاً شديداً7، فقتل رجلاً من بني تميم اسمه بديل بن صريم، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه، فذهب ليقوم فضربه الحصين على رأسه بالسيف فوقع على الأرض شهيداً8.
وذهب البعض إلى أنّ بديل بن صريم 9هو من قتل حبيب بن مظاهر... ولمّا استشهد حبيب هدّ مقتله الحسين عليه السلام وتأسّف عليه لِما له من المكانة والمنزلة عنده فقال سلام الله عليه:"عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي "10.
وكان له من العمر عند شهادته خمسة وسبعون عاماً.
------
1- الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ص155.
2- الإرشاد، ج2، ص37؛ تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص261.
3- الإرشاد، ج2، ص41.
4- تسلية المجالس، ج2، ص260؛ إبصار العين، ص103.
5- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص319؛ الأخبار الطوال، ص256.
6- الإرشاد، ج2، ص103؛ اللهوف، ص162.
7- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص70.
8- إبصار العين، ص105 و 106.
9- الخوارزميّ، مقتل الحسين، ج2، ص22.
10- تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص336.
#المجالس_الحسينية
المطلوب من القارئ أو المحاضر أو الخطيب أن يدقق في الآيات القرآنية أو نقل الروايات الشريفة أو حكاية القصص التاريخية أو الأحكام الفقهية... قبل أن يصعد على المنبر؛ فعدم التدقيق فيما يُطرح يُفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في أذهان المستمعين.
في محاكاة فنية لواقعة كربلاء تُعرض أمام الجمهور تُبيّن أحداث العاشر من المحرم، هذه الطفلة لم تتمالك نفسها فتقدمت بشكل عفوي نحو مؤدي دور الشمر؛ في محاولة لاستدرار عطفه وثنيه عن حز رأس الإمام الحسين (عليه السلام)، لتنقلب الصورة بشكل وجداني مؤثر! السلام عليك يا أبا عبد الله و على الأرواح التي حلّت بفنائك
Читать полностью…#المجالس_الحسينية
البعض يدعون الله تعالى أن يحشرهم مع فلان العالم أو المجاهد أو قارئ العزاء...
نصيحة: علينا أن ندعو الله تعالى أن يحشرنا مع النبيّ محمّد وآله صلّى الله عليه وآله.
وقد ورد في بعض صيغ الصلاة على الميّت ما يلي:
"...اللّهمّ احشره مع من يتولّاه ويُحبّه، وأبعده ممّن يتبرّء منه ويُبغضه، اللّهمّ ألحقه بنبيّك وعرِّف بينه وبينه وارحمنا إذا توفّيتنا، يا إله العالمين، اللّهمّ اكتبه عندك في أعلى عليّين، واخلُف على عقبه في الغابرين، واجعله من رُفقاء محمّد وآله الطاهرين...".
#المجالس_الحسينية
إن ما نُسب للإمام الحسين عليه السلام من بيت شعر أو أكثر عند مصرع ولده علي الأكبر عليه السلام:
يا كوكبا ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار...
إنما هو مقتبس من قصيدة رائية لأبي الحسن علي بن محمد التهامي...
ليس كل من استشهد بآيات القرآن الكريم يكون فاهما لما فيه، أو مصيبا في تمسكه المزعوم، وقد خرج بعض الناس على الإمام علي عليه السلام في صفين ممسكين بكتاب الله قائلين: لا حكم إلا لله، وقد نُقل عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: كلام حق يراد به باطل...
كما تستشهد الوهابية بالقرآن على القتل والسبي وهتك الأعراض ونهب الأموال...
والمطلوب هو التمسك بالقرآن وبأهل البيت عليهم السلام معا، ونرفض رفضا قاطعا تاما أن نفسر القرآن بعيدا عن الروايات عن أهل البيت عليهم السلام، ولكن بعد تدقيق العلماء بها والتأكد منها، والأصوات من البعض ترتفع بأننا لا نقبل إلا بالقرآن فقط، وهذا غير مقبول، ونحن أمام خيارين:
1_ أن نترك الروايات المفسرة عن أهل البيت عليهم السلام ونأخذ بتفسير هذا المعترض من ذوي الأصوات المرتفعة.
2_ أو نأخذ بالروايات عن أهل البيت عليهم السلام بعد التدقيق بها.
فلا والله لا نأخذ بتفسير الصارخين المنفوخين كالطبول، بل نأخذ بروايات أهل البيت عليهم السلام. وقد ورد عن رسول الله محمد صلّى الله عليه وآله: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض." وهذا يعني أن المطلوب التمسك بالقرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام معا، فلا فلاح ولا رشاد إلا بالتمسك بهما معا.
ومن يترك الروايات ويفسر القرآن بعقله هو فهو من الضالين. نحن مع القرآن وأهل البيت عليهم السلام، من خلال فهم الفقهاء الدقيق.
#فقه_المجالس_الحسينية
استعمال الطبول والصّنوج: إنّ استعمال الطبول والصنوج والأبواق في مجالس العزاء والمواكب إذا كان بشكلٍ متعارف، فلا إشكال فيه، بشرط أن لا يقترن بإيذاء الآخرين.
لم تكن الكوفة وحدها من خذلت الإمام الحسين عليه السلام، بل سبقه خذلان أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما للإمام الحسين عليه السلام، بالإضافة إلى خذلان أهل الكوفة.
وأوضح كلام عن ذلك هو ما نشره الشيخ إبراهيم جواد :
الإمامة، والوعي السياسي عند الأمة الإسلامية.
كثيراً ما يتم التعرض لقضية موقف أهل الكوفة خلال نهضة سيد الشهداء (عليه السلام) ولكن لا يتم التطرق إلى موقف باقي الأمصار التي خذلت سيد الشهداء ورضيت بقتله، فما هو حال أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة وهما من مراكز بلاد الإسلام، والبصرة والطائف وغيرها من البلدان؟! وهذا الأمر مهم جداً في استكشاف مستوى وعي الأمة بالنسبة لمشروع الإمامة الإلهية.
والحق أن تلك المناطق كانت قد خذلت أهل البيت عليهم السلام منذ زمن السقيفة، ومذ أكبت الأعراب على معاداة أمير المؤمنين عليه السلام، وهنا يمكن أن يقال: إن إعراضها عن أهل البيت عليهم السلام كان سبباً في تقوية التسلط الأمويّ، بعد أن اجتمعوا على التهاون في أمر الإمامة.
ومن هذا المنطلق نصل إلى قضية مهمة وهي أنّ انحطاط الوعي السياسي عند الأمة كان نتيجة التهاون في أمر الإمامة وفهم مشروعها الإلهي.
كان التصور الساذج لدى غالبية العرب حول الإمامة أنها زعامة قبليّة عشائريّة مستحوذ عليها من قبل بني هاشم، دون النظر إلى المضمون المعرفي والسياسي عند الأئمة (عليهم السلام).
وسبّبَ هذا الأمر فيما بعد غفلة عن حقائق النظام والتشريع الإسلامي، وابتعاداً عن مسير أهل البيت (عليهم السلام)، ما أدى إلى هيمنة الباطل لقرون طويلة دون أن تسعى الأمة لإعادة الأمور إلى مواضعها.
وهذا الأمر له امتداده الزمني، فما دمنا جاهلين بحقيقة الغدير ومشروع الإمامة، وما دمنا نصغي إلى مقولات فاسدة تجعل الإمامة بحثاً «تاريخياً» تآكل بمرور الوقت، فسنبقى في حالة تأخرٍ عن رفع الظلم وتأخير ليوم ملء الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
إن حركة أهل البيت (عليهم السلام) واستجابتهم لرفع الظلم منوطة بمدى تفاعل الأمة مع مشروع الإمامة، وهذا يكشف لنا عن أهمية التعمق في الطرح المعرفي والسياسي للأئمة (عليهم السلام)، ودوره في الاقتراب من اليوم الموعود، وهذا يعني أن المسألة في تعجيل الفرج منوطة بمقدار جهودنا في ساحة الإمامة تحت راية ولي الله الأعظم (عجل الله فرجه)...
من 17 هذا الشهر وحتى اليوم نشرت عشرات الرسائل عن عاشوراء، من يرد الاستفادة فليراجع.
وسأستمر في النشر إن شاء الله تعالى.
اللّـهمَّ اجعل محياي محيا محمَّد وآل محمَّد ومماتي ممات محمَّد وآل محمَّد.
اللهمّ صلّ على محمّد وآله.
#المجالس_الحسينية
لماذا لم يقاتل الإمام الحسن عليه السلام؟
إنّ جيش الإمام الحسن (عليه السلام) لو كان مطيعاً له لسلك نفس الطريق الذي سلكه أخوه الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لأنّ جيش الإمام الحسن (عليه السلام) غلب عليه الخلاف والتشتت وحبّ الراحة والدِّعة، وتسرّب حب الدُّنيا إلى قلوب أصحابه؛ فتقاعسوا عن الجهاد وحبّ الشهادة، وخوض حرب بهكذا جيش ليس معناه إلاّ الهزيمة والدمار، ممّا جعل الإمام الحسن (عليه السلام) يسحب يده من الحرب ويتحمّل مرارة الصلح.
ولعلّه لا توجد وثيقة أصدق وأبلغ من كلام الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) لرسم أبعاد المجتمع المتشتّت والمنقسم في تلك الأيّام، وتبيّن مدى عجز العراقيّين عن الحرب في ذلك الزمان، فعندما كان الإمام الحسن (عليه السلام) في «المدائن» وهي أقصى نقطة تقدّم إليها جيشه لمواجهة معاوية، قام بإلقاء خطبة جامعة مهيّجة للأحزان، حيث قال بعد حمد الله عزّ وجلّ:
«إنّا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنّما كنّا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فسُلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى صفّين ودينكم أمام دُنياكم، فأصبحتم اليوم ودُنياكم أمام دينكم، ألا وإنّا لكم كما كنّا، ولستم لنا كما كنتم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين؛ قتيلٌ بصفّين تبكون عليه، وقتيلٌ بالنهروان تطلبون بثأره، فأمّا الباقي فخاذل، وأمّا الباكي فثائر، ألا وإنّ معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ بظباء السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا».
فناداه القوم من كلّ جانب: البقية البقية، فلمّا أفردوه أمضى الصلح 1.
فإنّ النظر إلى جيش كهذا فاقد لروح القتال، كيف يمكن للإمام (عليه السلام) أن يدخل به في حرب مع عدوٍّ ماكر مثل معاوية؟ وهل يبقى هناك أملٌ بالانتصار مع هذا الحال؟
لقد كتب المؤرِّخون كتباً قيّمة حول موضوع صلح الإمام الحسن (عليه السلام) ولكن للأسف إنّ صاحب هذا الكتيّب ليس له علمٌ بذلك؛ ولذلك ننصح من يريد التعرّف على هذا الموضوع أن يقرأ كتاب «صلح الحسن» للشيخ راضي آل ياسين.
وهناك أمرٌ آخر نشير إليه هنا وهو أن عدم مقاتلة الإمام الحسن (عليه السلام) بذلك الجمع من جيشه كما قاتل أخوه الإمام الحسين (عليه السلام) بذلك العدد القليل من أصحابه (72 رجلاً)، يعود إلى أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) كان يعلم أنّ شهادته في تلك الظروف سوف لا تساعد على تغيير الأوضاع، ولا تقود الناس للثورة على النظام الأموي الظالم؛ لأنّهم لم يتعرفوا آنذاك على هذا النظام بشكل جيّد والرؤية عندهم لم تكن واضحة، على خلاف وضوح الرؤية في عهد يزيد بن معاوية ومعرفة ظلمه وفجوره، ممّا دفع بالحسين (عليه السلام) بالثورة عليه، فكانت شهادته سبباً حرّك العالم الإسلامي برمّته، وأوجدت ثورات متعاقبة 2.
-------
1. أُسد الغابة: 2 / 17.
2. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الإلكتروني الرسمي لسماحة آية الله الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته.
بعض المؤمنين يدخلون في الصلاة وهم مشغولون بأفكار اخرى، فالشيطان يسعى بكل الوسائل المتاحة له ليبعد تفكير المصلّي عن صلاته؛ وهذا يكشف عن ضعف العلاقة مع الله، وقلّة الحب.
فلو أن شابا التقى بامرأة يحبها فإنه يوجه كل أحاسيسه ومشاعره نحوها، ولا يقبل بأي شيء يبعد تفكيره عنها، عيناه عليها، يصغي لكلامها يراقب حركاتها، وإذا غاب عنها وأرسلت له رسالة فيكرر قراءتها وتزيل شعوره بالتعب، ويشمها ويحتفظ بها...
لماذا؟ لأنه يحبها. بينما لو وقف للصلاة أمام الله فحواسه ومشاعره وقلبه وعقله مع غير الله، لماذا؟ لأنه بعيد عن حب الله.
فلنحاسب أنفسنا ولنوجهها الوجهة الصحيحة، والصلاة تكشف حجم العلاقة مع الله.
س. هل أستطيع قراءة الجزء الأخير من زيارة عاشوراء (اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ...) بلا سجود؟
ج. بشكل عام، العبادات - واجبة كانت أم مستحبة - التي تَرِدُ عن المعصومين عليهم السلام بكيفيةٍ خاصّةٍ، لا بدّ من مراعاة تلك الكيفية فيها، وهذا من مصاديق القول بتوقيفية العبادات.
نعم، في العبادة المستحبّة ومنها الزيارة، بما أنّ المستحب يجوز تركه من أصل، فللزائر أنْ يترك بعض ما يعتبر في الزيارة - كالسجود في مفروض السؤال - لكنّ الأثر والثواب الكامل الذي يترتّب على الفعل مع هذه الكيفة قد لا يترتّب عليها حينئذ، والله العالم بحقائق الأمور.
روضة الولاية
حمل القرآن الكريم في مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السلام في مقام الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء.
#وفاء_للحسين
كل مكلف يحتاج إلى ثلاثة علوم:
1_ علم العقائد.
وأصول الدين الإسلامي أمران: الأول: أن يعتقد بوحدانية الله تعالى. الثاني: أن يعتقد بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله، وأن ما جاء به حق. وبعض العلماء يضيفون أصلا ثالثا وهو الاعتقاد بالمعاد. وأما أصول الإيمان الاثني عشري فهي نفس أصول الإسلام مع إضافة الاعتقاد بإمامة الأئمة الاثني عشر. ويشترط الإيمان بضروريات المذهب.
2_ علم الأخلاق: وعلى المسلم أن يتعلم الأخلاق الفاضلة ويمارسها، ويجتنب رذائل الأخلاق.
3_ علم الشريعة: وعلى المسلم أن يتعلم الأحكام الشرعية، ويلتزم بالواجبات ويجتنب عن المحرمات.
#فقه_المجالس_الحسينية
السؤال: نذرَ بعض الأشخاص الأرز واللحم لتوزيعه في هيئات العزاء، فإذا كان الأرز أكثر من اللحم فهل يجوز بيع الزائد من الأرز وشراء اللحم بقيمته أو بعض مستلزمات توزيع ذلك النذر؟
الجواب: يجب أن تُصرف النذور والهدايا في نفس المورد الذي ذكره الناذر أو المُهدي ونواياه، وإذا لم يكن نذره بالصيغة الشرعية فيمكن أن يُستأذن منه ويُصرف ما أهداه في موردٍ آخر أو يعوّض بشيءٍ آخر.
#المجالس_الحسينية
إذن الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه بالانصراف
السبب في أن الإمام الحسين (عليه السلام) يحلّ أصحابه من بيعته، فلعله هو أنه أراد أن يعرّفهم، ويعرّف كل الأجيال من بعده أن الذين حاربوا معه حتى الاستشهاد، لم يفعلوا ذلك بدافع الوفاء بالبيعة، ومن حيث إنهم تخيلوا أنهم ملزمون بمقتضياتها، وقد كان هذا سائدا حينذاك.
وحين أعلن الإمام لأصحابه بإحلالهم من بيعته، فإنما أراد أن يعرّف الأجيال كلها أنهم حاربوا معه لا لمجرد الوفاء بالبيعة، ولا التزاماً بمنطق العشائرية والقبلية، أو دفاعاً عن الرحم، أو خجلاً من التراجع عن الوعد أو غير ذلك.
وكذلك كان الحال بالنسبة لأهل بيته، فإنه قد أحلّهم من بيعته أيضاً، فبإمكانهم اتخاذ القرار الذي يريدون، فليس لأحد منهم، ولا من غيرهم أن يتوهم أنهم يواجهون معه أي نوع من أنواع الضغوط، أو أنهم كانوا محرجين تجاهه من أي جهة فرض هذا الإحراج.
وإن أي قرار يتخذونه، فإنهم قادرون على تنفيذه، حتى لو كان قرارهم هو الانسحاب من المعركة.
وبذلك يكون (عليه السلام) قد أوضح أن الذين قتلوا معه كانوا قادرين على مغادرة ساحة المعركة، وذلك بالاستفادة من ستر الليل، وقد نبههم إلى هذا الساتر بقوله: هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً...
ومعنى هذا أن المعركة لم تفرض عليهم، وأن الموت لم يكن هو الخيار الوحيد لهم، ولم يكونوا قد وقعوا في فخ لم يكونوا قد حسبوا له حساباً، إذ لم يكونوا محاصرين إلى درجة أنهم لا يستطيعون التخلص من براثن الأعداء.
بل إن الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه كان قادراً أيضاً على الاستفادة من ظلمة الليل للاختفاء عن عيون الأعداء، فلا يقدرون عليه بعد ذلك، تماماً كما كان العرب يفعلونه مع جيوش الفرس، حيث كانوا يواجهونها نهاراً، ثم إذا حل الظلام رحلوا إلى جهة مجهولة، ويستفيق الجيش في اليوم التالي فلا يجد أحداً في الساحة، ولا يستطيع تحديد الجهة التي انطلقوا فيها، ولا مجال للبحث العشوائي عنهم في تلك الصحاري الصعبة وغير المأمونة، فكان يضطر للانكفاء من دون أن يحقق أي نتيجة.
ونشير أخيراً إلى أن هذا الموقف من الإمام الحسين (عليه السلام) مع أصحابه من شأنه أن يزيد من بصيرتهم، وأن يرفع من درجة الإيمان والوعي لديهم، ويجعلهم أكثر تصلباً وحزماً، وقوة، وشجاعة، وإقداماً.
كما أنهم سينالون الثواب على هذا الاختيار.
وفي جميع الأحوال نقول: إنه إذا ما قرر أحدهم الانسحاب من المعركة، فإن كربلاء والإمام الحسين (عليه السلام) في غنى عنه؛ لأنه لو بقي وقتل في غير سبيل الدفاع عن الإمام (عليه السلام) وعن الدين فإنه سيكون قتيلاً لا شهيداً.
ولا يريد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يغرّر بأمثال هؤلاء؛ لأنه من لا يحارب دفاعاً عن الإمام والإمامة وعن الدين فهو لا يملك المؤهلات التي تجعله مستحقاً للاستشهاد في أقدس حرب، حيث شهداؤها هم أفضل الشهداء، فإن لهذا المقام أهله.
فتصفية الحركة الحسينية ممن ليسوا في مستواها، لا من حيث الوعي، ولا من حيث الإيمان والصفاء الروحي... كان ضرورة لا بد منها.1
-------
1. مختصر مفيد... (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الرابعة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002، السؤال (222).
القرآن الكريم يعجز جميع البشر عن الإتيان بمثله حتى النبيّ محمّد وآله صلّى الله عليه وآله.
وأهل البيت عليهم السلام عملوا بتعاليم القرآن الكريم بدون نقص أو تقصير، ولا ينفع القرآن الكريم بدونهم، ولا ينفعون عليهم السلام بدونه.
والقرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام لا يفترقان، فالتمسك بهما واجب أساسي للحصول على الهدى والابتعاد عن الضلال.
#فقه_المجالس_الحسينية
مضافات عاشوراء
رمي الطعام الصالح للأكل والماء الصالح للشرب من التبذير، والتبذير حرام.
خذ حاجتك من الطعام والشراب ولا تبذّر.
هل ترك الإمام الحسين عليه السلام طلب الإصلاح وتنازل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما عطش جميع النساء والرجال والأطفال في معسكره؟ هل اعتقد بأنه لأجل أن يشرب كل من معه عليه أن لا يواصل تحركه؟
هل ترك أهدافه لأجل تحصيل الماء والأمان لمن معه؟
كلا وكلا وكلا وكلا وكلا...
الأهداف التي سعى لتحصيلها هي الأولوية حتى لو استُشهد هو وجميع الرجال معه، وذاق النساء والأطفال مُرّ الظمأ.
و يأتينا في هذه الأيام وسواس من الناس يوسوس لنا أن نتخلى عن المجالس ونطعم بكلفتها الفقراء...
أين هذا أو هؤلاء من الإمام الحسين عليه السلام؟
وأستعين عليهم بمواقف الإمام الحسين عليه السلام وصحبه رضوان الله تعالى عليهم...
وبموقف معظم الفقراء الذين يقيمون المجالس وما حولها. وأستعيذ بسورة الناس منهم.
كتاب من الإمام الحسين عليه السلام
"أما بعد فقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال في حياته: "من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله، ناكثا لعهد الله، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ثم لم يغيّر بقول ولا فعل، كان حقيقا على الله أن يدخله مدخله"، وقد علمتم أن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتولوا عن طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرموا حلاله، وإني أحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقد أتتني كتبكم، وقدمت علي رسلكم ببيعتكم، أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فان وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم حظكم ورشدكم، ونفسي مع أنفسكم وأهلي وولدي مع أهاليكم وأولادكم، فلكم بي أسوة، وإن لم تفعلوا ونقضتم عهودكم وخلعتم بيعتكم، فلعمري ما هي منكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي، والمغرور من اغتر بكم، فحظكم أخطأتم، ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم والسلام".
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٨٢