في صمتي أغرق ألماً،
أتحطم إلى قطع صغيرة،
أتنازع مع ذكرياتي الجميلة،
لا أسعى للنسيان بل للتعايش مع الألم ..!
أين يذهبُ المرء عندما يشعر أنه بحاجة لمكانٍ يحتويه ،
أين يذهبُ عندما تعتَصرهُ الخيبات ويقتله الأسى وهو في أمس الحاجة لمن يشعر به ،
لمن يهتم لأمره،
لمن لا يهون عليه كسرةُ خاطرةُ وقلبُة ..!
أقضي أيامي وأنا أحارب حُزني وتعب روحي ، أحارب انكساري وأجمع الشظايا التي تركتني أنزِف ،
أحارب لأجل البقاء بكل هذا الثبات ..!
البارحة بكيتُ ،
تمنيتُ أن يكون لي نصيبٌ من أحلامي أو أن يرتاح قلبي ، وتستمر إبتسامتي ولو ليومٍ واحد في حياتي ..!
جسمي يحتاج يوميًا
من 100 ل 900 دولار ؛
أما ال 3 لیترات ماء تحمّم
فيهن ، الدنيا حمئ ..!
مرَّ عمرًا كاملاً وأنا أنتظر الألم أن يزول لكنَّهُ لم يستجيب
كبرت وكبرت حتى أنقضى العمر ،
وشارفت أنا على الزوال
و أسودت أيام حياتي كلها ؛
ملامح التعب باتت واضحة على وجهي أكثر من أي وقتٍ مضى ،
كل طرق الشفاء أضعتها وكل سبل الحياة الهنيئة فقدت سبيلها ..!
ليس لدي أصدقاء ،
لا أمتلك أحداً أركض إليه وأُخبره عما يحزنني ،
أخبره عن الضجيج الذي يدور بقلبي ،
عن الأفكار السيئة التي تدور برأسي ،
تائه ،
مشتت ،
حزين ،
وحيد أتألم ،
وأغرق بكل هذا وحدي ،
لم أعرف معنى السعادة بحياتي إلا أوقات قصيرة وفارقتني ،
ولم تجد السعادة طريقها إلي بعد ،
أظنها ضلت الطريق ..!
نحن المهمشون ،
نحن البدائل ،
نحن المساء بنا الظن دومًا
نحن أصحاب الإعتذرات على الأشياء التي لم نفعلها
نحن تبريرات على أخطاء لم نرتكبها ،
نحن الجانب السهل والطريق الممهد والشماعات المهملة ،
نحن المنتهزون كالفرص والضائعون بلا ملجأ ، والمتهمون بلا اعترافات أو براهين ،
نحن الشعور بالذنب والندم ومنتصف الطرق
نحن العتمة المصطنعة ،
نحن الأيادي المتروكة والقلوب المخذولة ،
نحن الصدور التي لا يعلم بزحام الألم فيها إلاَّ الله ،
هكذا نحنُ وللهِ الحمدُ على كلِ حال ..!
لطالما أهرب إلى فراشي في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ،
لأريح رأسي من ضجيج الواقع ،
لأغفو قليلاً على جمال خيالي ،
أمارس فني عليه في صنع أحد الأفلام التي أتمنى تحقيقها إلى أن يعتليني الأرق ، والحزن ليعدون إيقاظي على ظلام الليل الدامس بعد منتصفه ،
فأرى أن الجميع نائم ما عداي أنا و قلبي و وجهي البائس ..!
ثم ماذا.!؟
ثم أن هذه ليست أفضل أيامي ،
لست على ما يرام ،
ولا يزال قلبي في خصومة مع الحياة ،
أتظاهر بالقوة ،
أتظاهر بالثبات ،
كما لو أنني لا أتالم ،
ولا أعاني ،
ولم أنكسر
وأقسم ان بداخلي حطاماً عظيماً لا يعلم عن أمره أحد
أقسم أن داخلي هش ولو رأى البعض الهشاشة التي أعاني منها لأشفقو كل الشفقه على قلبي ،
مأساتي أنني أفكر و التفكير لعنة لو تعلمون يا اعزاء نبضات ،
أفكر بلا هدنة ،
و آآه لو تعلمون مرارة ما أشعر به ،
العالم يضيق ،
والكون لا يتسع لأنفي ..!
كان قلبي يحترق بطريقة روتينية ، ضمن حلقة يومية
يحترق ثم يحترق مجدداً ،
لكن الفيزياء هذه المرة لم تنفذ قوانينها ، ظهرت القاعدة الشاذة ،
فالحرارة إما تصهر المادة ،
أو تحولها لبخار ،
أو تشكل رمادًا تحمله الرياح ،
أما أنا فمن فرط الحرارة تحول قلبي لكتلة جليد ..!
سُئل أحدهم عن تعريف
يليق بإخفاء الغيرة،
فقال :
كأن ألمس الجمرة براحة يدي ثم أدَّعي أنها مكعب ثلج ..!
الناس اللي وَجعها سكوت ،
وشَكواها سكوت ،
وعِتابها سكوت ..
وخِصامها سكوت..
أعانكم الله على قسوة الكتمان ..!
شيء محزن جدًا أن الإنسان يفضل طول الوقت يحارب شعوره من غير ما يلاقي مكان واحد يقدر يرمي كل ثقله فيه عشان بس ميبقاش دائم الشكوى والترجي من نفس الحاجات ويحس أنهُ ثقيلٌ وهيّن ..!
Читать полностью…بكيت من فرط التعب ،
هذه المرة لم تسعفني الكلمات ولم أجد يدًا تربتُ على كتفي ،
بكيتُ لأني أقف في منتصف المعركة أُحارب بيدين مبتورتين ..!
الليل وتقريباً الساعه الثانية بعد المنتصف يُمكنه أن يجعل منك شخصًا حزين جِدًا ،
أن يجعل الشيء العادي ليسَ بعادي أبدًا ، يجعل أمنيتك أن تموت و لا يجب عليك العيش أبدًا والله ..!
أنا دائماً بخير ،
أنا بخير و إن إمتلء قلبي حُزناً ،
و إن كثر ضجيج عقلي ،
إن تزاحمت الكوارث علي ،
و إن كثرت خيباتي ،
أنا بخير و إن غرقت كل يوم بالتعاسة وحدي
أنا بخير دائماً و طوال الوقت ،
و لو كسرت كل أضلاُعي أنا بخير ..!
إليك يا شقيقي ،
إنه منتصف الليل وإن هذا الوقت صعب ،
ولا أخفي عليك فإن الروح تائهة والوضع يزداد سوءًا ولا شغف يتحرك ولا ضوء يكسر العتمة ،
والوحدة تحاصرني أينما كنت والحرب مستمرة بداخلي كـ نار لا تريد أن تنطفئ ، وإني أكابر وأسرفت في التظاهر لكني لست بخير ..!
كيف أخبر أمي أنيّ لستُ بخير،
كيف أفسر لها سِر تقطع نومي و فقداني لشهيتي في الأكل،
كيف أجيبها عن سِر ضحكي المُتكرر على أشياء ربما تبدو تافهة،
كيف أخبرها عن سبب فقداني لوزني، ضعفي،
شحوبي و تدهور حالتي النفسية،
كيف أخبرها أن أصوات الناس أصبحت تزعجني و لا أطيق الصراخ،
كيف أشرح لها عن سبب إمساكي بالهاتف طوال الوقت ليس للهو بل محاولة مني لتخطي أزمتي النفسية فقد تحطمت كلياً، أخبروها أن إبنها أصبح كتلة جامدةً يريد الموت فقط ..!
في كل يوم أستند برأسي على وسادتي ، تطاردني ذكرياتي ،
أصارع مجهول في حرب دائما لا تنتهي ،
فقط يفتك بي وينهك جسدي ،
لا أشعر سوى بألم شديد ،
وعقل مرهق من كثرة التفكير ،
كل يوم أتمنى أن أنام دون ذاك الصراع ،
ولا أعلم طرق السبيل إليه ..!