في البدء تمنيت لو أنني تلك الإبرة التي انغمست في وريدك وتشبعت من دمك.. ثم تذكرت بأن ذلك المساعد الطبي سيزيلها بعد ثوان..
فتمنيت لو أنني الفراشة التي قام بتثبيتها بشكل جيد على يسراكِ من الخارج، هكذا سأبقى برفقتك لوقت أطول.. لكن هذه الفراشة أيضا ستزال بمجرد أن تنتهين من أخذ حقنك المقررة..
لو أنني ذلك الميكروب الذي تسبب في مرضك لربما بقيت معك وداخلك لأطول وقت ممكن..
سأقاتل بشراسة في وجه تلك المضادات الحيوية التي سيعطونها لك، سأحير الأطباء، وحين أصادف طبيبا شاطرا_أقصد أحذق مني_ويوصف لك المضاد المناسب.. لن استسلم أيضا.. حتى وإن اضطر الأمر سأتحول إلى (خلية سرطانية)، وسأتكاثر بداخلك بطريقة جنونية.. ربما سيتألم كلانا في وقت لاحق بفعل العلاج الكيماوي الذي سيتم حقنك به لطردي من داخلك.. لكن الألم عزيزتي، أو بشكل أدق (الألم الناتج عن الصراع مع المرض)، هو أقرب صورة وأشبه ما يكون بألم الحب..
ميكروب يقاتل بكل ما أوتي من قوة للبقى بداخل جسدك، جسدك الذي يقاتل في المقابل لطرده خارجه..
نحن لا نعرف شيئا عن المرض، لذا نعامله عادة كعدو..!
نحن نظن بأننا نفهم كل شيء عن الحب، لذا نتألم دائما في حال أتى أو تلاشى..!
ها أنتِ تغادرين الحافلة في منتصف الطريق، مثل جميع من غادرو حافلة حياتي في المنتصف دائما..
غادرتي بدون أن أعرف شيئا عنكِ، حتى اسمك لا أعرفه..
لكني سأتذكر دائما وجهك الملفوف في ذلك الشال البحري، كصدّفة مبلولة على الشاطئ، وسأتذكر دائما تلك الفراشة التي لا تطير على يدك اليسرى..
وبدورك لن تعرفي شيئا عن هذا المجنون الذي أحبك لـ (25) دقيقة كاملة.. ولن تعرفي شيئا عن هذا النص القصير الذي ولد ليموت في الطريق ما بين مقعدك وباب الحافلة..
#وجدان_الشاذلي
-
هبيني الآن أفْتَرِعُ المعاني
وأنظِمُ من فرائدها الحِسانِ ..
أكان الشعرُ إلا فيكِ حُلوًا
وقبلكِ لم يُحَلَّى بالغواني ..؟
وقبلكِ لم يكن إلا مُجاجًا
فصار الآن من عَذْبِ البيانِ ..
فمالي لا أبوحُ بما أجَنَّتْ
ضلوعي واسْتَلذَّ به لساني ..؟
وكم داريتُ أشجاني فباحت
عيوني بالذي منكم شجاني ..
وما لي لا أرى منكم جوابًا
وفي عينيكِ إدراكُ الأماني ..؟
وفي عينيكِ حزنٌ ليس يخفى
بَكَتْ منهُ حُشاشاتُ الزمانِ ..
فإني والقصائدُ مُسعفاتٌ
نكفكفها بأطرافِ البَنانِ ..
نكفكف دمعها ونقول مهلًا
سنكتبُ فيكِ أمثالَ الأغاني ..
فقولي للزمانِ هَلُمَّ سَعْدًا
وقولي للقصيدة من دعاني ..؟
على أنِّي أريدُ اليومَ شيئًا
يَشُقُّ على امرئِ القيس اليماني ..
_
يا لِقَومي وَكَيفَ صَبرِيَ عَمَّن
لا تَرى النَفسُ طيبَ عَيشٍ سِواهُ
- عمر بن أبي ربيعة
وللمتنبي بيتٌ جميل في الاطراد:
أما بنوا أوس بن معن بن الرِضا
فأعزُّ من تُحدى إليهِ الأينقُ
وله أيضًا بيتٌ آخر في قصيدته اللامية التي مطلعها: "في الخد إن عزم الخليطُ رحيلا"نسيت صدره أما عجزهُ:
بدر بن عمار بن اسماعيلا
نامَ الخَلِيُّ، وما رقدتُّ لحُبِِّكُمْ
ليلَ التمامِ تقلُّبًا وسُهودا
وإذا رَجَوتُ بِأن يُقرِّبَك الهوىٰ
كان القريبُ لِما رَجَوتُ بعيدا
#جرير
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فاصرفْ هواها وحاذرْ أنْ تُوَلِّيَهُ
إنَّ الهوى ما تولَّى يُصمِ أوْ يَصمِ
وَراعِها وهيَ في الأعمالِ سائِمة ٌ
وإنْ هِيَ اسْتَحْلَتِ المَرْعَى فلا تُسِم
كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّة ٍ لِلْمَرءِ قاتِلَة ً
من حيثُ لم يدرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
البوصيري
وفي المفاضلة بين العربية والفارسية، كان أبو الريحان البيروني يقول:
" لإنْ أُشْتَمَ بالعربية خيرٌ لي من أن أُمْدَح بالفارسية " :)
نبارك للصديق العزيز محمود سعيد دخوله القفص الذهبي،العُقبى للعزّاب :)🤍
هذي السنة ما غير نبارك بس :(
إن النقد الذي لا مقياس له غير ذوق صاحبه، ولا غاية له إلا أن يخرج بك من الكتاب بأثر يدعيه ولا يقبل المحاسبة فيه، إنما هو ثرثرة لا خير فيها.
#العقاد
ساعات بين الكتب
"أنا المجنونُ يا لَيلَى
شهيدُ الحُلْمِ
والأشواقْ
بِحُبِّكِ
أُسْكِرُ الدنيا
وباسْمكِ
أملأُ الآفاقْ!"
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
حتى يبلغ الحمد منتهاه ..
طفح السرور عليَّ حتى أنهُ
من فرط ما قد سرّني أبكاني
أنشدَ عبدالملك بن مروان بيت دريد بن الصّمّة:
قتلْتُ بعبدِاللهِ خيْرَ لِدَاتِهِ
ذُؤَابَ بنَ أسماءَ بنِ زيْدِ بنِ قارِبِ
فقال: "كادَ دريدُ أنْ ينسِبَ ذؤابَ بن أسماء إلى آدم"!
وهذا مثالٌ على ما يُسمّى: "الاطِّراد"
وهو: أنْ يذكرَ اسم الممدوحِ بعينه ليزدادَ إبانةً وتوضيحاً على ترتيبٍ صحيح، ونَسَقٍ مستقيم، مِن غيرِ تكلّفٍ في النّظم.
وما أجود مطلع قصيدته إذ يقول:
"يا راكِبَاً إمَّا عرَضْتَ فبَلِّغَنْ
أبَا غالِبٍ أنْ قدْ ثأَرْنَا بغَالِبِ"
"أراكَ تزيدُ في عَيني جَمالا
وأعشقُ كُل يومٍ منكَ حَالا
تزيدُ مَلاحةً وأزيدُ عشقاً
فَحالي فيكَ ينتقلُ انتقالا."🤍
قال ابن جني : حدثني أبو على الحسين بن أحمد الفسوي قال : خرجت بحلب أريد دار سيف الدولة ، فلما برزت من السور إذا أنا بفارس متلثم قد أهوى نحوى برمح طويل ، وسدده إلى صدري ، فكدت أطرح نفسي عن الدابة ، فحسر لثامه ، فإذا المتنبي ، وأنشد :
نثرت رؤوسًا بالأحيدبِ منهمُ
كما نثرت فوق العروس الدراهمُ
ثم قال : كيف هذا القول ؟ أحسن هو ؟
فقلت : ويحك قد قتلتني يا رجل . قال ابن جني : فحكيت هذه الحكاية لأبي الطيب بمدينة السلام ، فعرفها ، وضحك منها
أُجَامِلُ أقوامًا حَياءً، وقد أرى
صُـدُورَهُمُ تَغْلِي عَلَيَّ مِرَاضُهَا
الشَّمَّاخ بن ضِرَارٍ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة يارب
ينعاد علينا وعليكم بالصحة والعافية يارب
عساكم من عواده🤍
فَما لُحْتُ في أولى المَشارِقِ كَوكَبًا
فَأَشرَقتُ حَتّى جِئتُ أُخرى المَغارِبِ
وَحيدًا تَهاداني الفَيافي فَأَجتَلي
وَجوهَ المَنايا في قِناعِ الغَياهِبِ
وَلا أُنْسَ إِلّا أَن أُضاحِكَ ساعَةً
ثُغورَ الأَماني في وُجوهِ المَطالِبِ
فَرُحماكَ يا مَولايَ دعوَةَ ضارِعٍ
يَمُدُّ إِلى نُعماكَ راحَةَ راغِبِ
#ابن_خفاجة