كان العمدة محتارا من هذه القضية, فمن جهة كان هو يعتقد انه تم تضخيم هذا الموضوع و إعطاؤه اكبر من مما يستحق, لأنه من المستحيل أن يكون هناك شبح يؤدي أعمال الشيطان و مفاخره على الأرض, لكن من جهة أخرى فقد أخبره أحد الأشخاص الذين يثق بهم كثيراً عن ظهور هذا الشبح أمام خادمة في فورست هيل وهو يرتدي جلد دب وقد قام بإرعابها حتى الموت , كان العمدة واثقا انه سيلقي القبض على هذا الشخص الذي يقوم بهذه المسرحيات الإيمائية الشريرة وسوف تتم معاقبته. و تم إعطاء رجال الشرطة التعليمات بالبحث عن الشخص المسئول عن كل هذا وإلقاء القبض عليه, وتم عرض المكافآت الضخمة لمن يساعد في إلقاء القبض عليه.
حوادث أخرى غامضة :
تعتبر الحادثة التي تعرضت لها جين آلسوب إحدى أكثر الحوادث التي نالت شهرة وانتشاراً واسعاً, حيث نشرت تفاصيلها في بعض أكثر الصحف قراءة وانتشارا في ذلك الزمان .
جين سردت ما حدث معها كالآتي :
" في ليلة 19 فبراير كنت في منزل والدي عندما سمعت طرقا على الباب , وعندما سألت من الطارق , سمعت صوت رجل يقول أنه شرطي ويطلب مني أن أجلب له مصباحاً زاعما بأنهم القوا القبض على جاك الواثب في الزقاق . لما فتحت الباب شاهدت شخصاً يرتدي معطفا طويلا يقف أمام الباب. وحين ناولته الشمعة ألقى الرجل معطفه فجأة ، كاشفا عن هيئة في غاية البشاعة والرعب , ورأيته يتقيأ لهباً أزرق وأبيض من فمه , وكانت عيناه أشبه بكرتان حمراوتان من اللهب. وكان يرتدي خوذة ضخمة , وبدا أن معطفه كان ضيقاً بالنسبة إلى مقاسه, وكان مصنوعاً من القماش المشمع, و من دون أن ينطق بكلمة امسك بي وقام بتمزيق ثيابي , لكني صرخت طلبا للنجدة وتمكنت من أن أفلت من قبضته ثم ركضت إلى داخل المنزل لكنه لحقني و أمسك بي عند الدرج وأحدث خدوشا دامية على رقبتي وذراعي بمخالبه التي كانت حتما مصنوعة من مادة معدنية لأنها كانت باردة كالثلج , ولحسن الحظ فقد هرعت شقيقتي مسرعة لمساعدتي وعلى وقع صراخها لاذ ذلك الشرير جاك بالفرار ".
بعد ثمانية أيام على ذلك الهجوم الدامي , في الثامن و العشرون من فبراير 1838, كانت لوسي سكيل ذات الثمانية عشرة عاماً و شقيقتها عائدتين من زيارة شقيقهما الجزار الذي يعيش في ليمهاوس, وأثناء مرورهما بأحد الأزقة لاحظتا وجود شخص يرتدي عباءة سوداء طويلة يقف عند إحدى زوايا الطريق, في تلك اللحظة كانت لوسي تتقدم شقيقتها , وعندما مرت بالقرب من ذلك الشخص قذف في وجهها لهباً أبيضاً حرمها من الإبصار, فسقطت على الأرض في نوبة ذعر استمرت لساعات.
يقول شقيق لوسي انه بعد رحيلهما من عنده ببضع دقائق سمع صراخ إحداهما, فركض مسرعا باتجاه الزقاق ليجد لوسي على الأرض وشقيقته الأخرى تحاول أن تهدئ من روعها, فقام بحمل شقيقته إلى المنزل , وقد أخبرته الشقيقة الأخرى بأن المعتدي كان طويلاً و نحيلاً و يبدو من مظهره انه رجل نبيل, وكان مغطى بالكامل بعباءة كبيرة, و يحمل مصباحاً صغيراً, و أضافت انه لم يتحدث و لم يحاول لمسهما, بل ألقى اللهب في وجه شقيقتها ثم ذهب مسرعاً .
تم التحقيق مع العديد من الأشخاص, لكن جميع الجهود التي بذلتها الشرطة للكشف عن هذا الشخص أو المخلوق لم تؤدي إلى نتيجة.
جريدة برايتون أوردت تقريرا غريبا في 14 أبريل عام 1838 عن تعرض احد البستانيين إلى نوبة رعب بعد مواجهته لمخلوق غريب لا يعرف ما هي طبيعته، ويروي التقرير أن جاك الواثب على ما يبدو، وجد طريقه لساحل ساسكس, ففي 13 أبريل، ظهر جاك الواثب أمام بستاني على هيئة دب أو أحد الحيوانات التي تسير على أربع, و يحمل التقرير بعض العلامات التي تؤكد أن الذي هجم على البستاني هو جاك الواثب. فقد سمع البستاني صوت دمدمة كصوت الدب مما لفت انتباه ليجد مخلوق لا يعرف ماهيته، تسلق بعد ذلك جدار الحديقة وركض على أطرافه الأربعة على طول الجدار، قبل أن يقفز إلى أسفل داخل البستان ويبدأ مطاردة البستاني لبعض الوقت. و بعد أن أرعب البستاني تسلق الجدار وقفز منه إلى الناحية الأخرى.
في أغسطس عام 1877، في ثكنة عسكرية واقعة في شمال شرقي انجلترا، اعترض شخص ذا هيئة غريبة فجأة طريق احد الخفر الذي كان يقوم بدوريته ثم تقدم نحوه مسرعاً وانهال عليه صفعاً عدة مرات على وجهه بيديه ذات المخالب الباردة.
أطلق الخفير النار عليه، ولكن من دون جدوى. ثم اختفى صاحب الهيئة الغريبة بشكل غامض في قفزات مذهلة. بعد هذه الحادثة وضعت السلطات في الجيش الأفخاخ في كامل المنطقة من أجل الإمساك به, لكنها لم تتمكن من ذلك .
أخر مرة شوهد فيها جاك الواثب بشكل مؤكد كانت في ليفربول في سبتمبر عام 1904, حيث كان يقفز من الشارع إلى أسطح المنازل ثم يقفز منها عائداً إلى الشارع, وعندما حاول بعض المواطنون الشجعان محاصرته و القبض عليه, قفز هاربا منهم إلى أعماق الظلام بكل بساطة.
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
لكن بعد سنوات قررت حكومة المقاطعة شراء القصر من الورثة وقامت بتحويله إلى متحف . الجميل في هذا المتحف أن كل مقتنياته ظلت على حالها , الأثاث والمرايا واللوحات والملابس الخ .. الداخل إلى ذلك المتحف كأنما يعود بالزمن إلى العصر الفيكتوري ليعيش أجواءه الساحرة بالصورة والصوت . ولعل أكثر حجرة مميزة في ذلك المتحف هي حجرة آنا التي تقع في الطابق الثاني , وأكثر ما يجذب النظر في تلك الحجرة هو ثوب زفافها الذي لم ترتده أبدا والمحفوظ داخل صندوق زجاجي .
وغرابة قصتنا تكمن في ثوب الزفاف ذاك , إذ أن العديد ممن زاروا هذا المتحف أقسموا بأنهم شاهدوا الثوب يتحرك داخل صندوقه الزجاجي ! .. ليس مجرد حركة عادية , بل هو اهتزاز من جهة لأخرى كأنما الثوب يرقص !! . وبحسب موظفي المتحف فأن ذلك الاهتزاز أشد ما يكون في الليالي المقمرة .
بعض المشككين بالقصة قاموا بتفتيش حجرة آنا جيدا وفحصوا الصندوق الزجاجي الذي يقبع فيه الثوب بدقة , لكنهم لم يعثروا على أي منفذ لتيار هواء أو خيط يمكن أن يكون المسبب لحركة الثوب , في الحقيقة لم يكن هناك أي مبرر لحركة الثوب سوى شيء واحد .. وهو أن الثوب مسكون! ..
بحسب بعض الروحانيين فأن شدة تعلق آنا بذلك الثوب تدفع شبحها للعودة إلى القصر من حين لآخر لترقص بسكون وهي تحتضن ذلك الثوب الذي طالما حلمت في أن ترتديه وترقص به خلال حياتها كأي عروس سعيدة بليلة زفافها .
واليوم يعد ثوب زفاف آنا واحدا من أغرب الأشياء المسكونة في العالم .. فلقد سمعنا عن منزل مسكون .. سيارة مسكونة .. سفينة مسكونة .. أما ثوب زفاف مسكون فهذا أغرب ما يمكن أن يخطر على بال الإنسان حينما يتعلق الأمر بعالم الجن والأشباح والماورائيات .
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
أشباح جلامس
اشباح كثيرة تسكن هذه القلعة العريقة والعتيقة ..
أشباح كثيرة تسكن أسوار القلعة , منها شبح الخادمة مقطوعة اللسان التي ذكرنا قصتها آنفا , لكن القصة الأشهر هي عن شبح الخادم الأسود. يقال أنه كان طفلا صغيرا يؤمر بالجلوس أمام الغرفة التي تشغلها الملكة الأم حين تأتي للإقامة في القلعة وذلك لتلبية جميع طلباتها التي قد تخطر على بالها في أية لحظة. وفي ليلة قارصة البرودة من ليالي شتاء اسكتلندا جلس الولد المسكين كعادته فوق مقعده الحجري الموجود في الرواق أمام جناح الملكة يرتعد بردا في انتظار الأوامر. غير أن الملكة التي كانت تغط في نوم هانئ في دفء سريرها الفاره لم تعره أي انتباه ولم تتذكره حتى. فبقي في مكانه بلا حراك حتى تجمد من البرد وفارق الحياة على مقعده. واليوم يظهر شبحه أحيانا في نفس المكان في شكل ولد صغير اسود البشرة يجلس بصمت فوق مقعده البارد .
اسكتلندا فيها عشائر كثيرة .. كل عشيرة لها لون تنورة خاص بها ..
قصة أخرى شهيرة شهدتها القلعة دارت فصولها قبل قرون عديدة , تحديدا في إحدى ليالي عام 1486 حيث كانت قبائل اسكتلندا (في اسكتلندا يوجد قبائل وعشائر "Clans " ) آنذاك في صراع دائم لأجل البقاء. مجموعة من إحدى القبائل , تحديدا من قبيلة أوجيلفي , هربت من بطش أعدائها ولجأت إلى اللورد توماس ليون طلبا للحماية . فمنحهم غرفة شاسعة داخل القصر ولأن اللورد كان يكن في داخله ثأرا قديما لهذه القبيلة قرر أن يعاقبهم ويخون عهده بحمايتهم. فقام بغلق جميع المنافذ عليهم وبنى عليها جدرانا. تاركا إياهم دون أكل أو شرب. وقيل أنهم نهشوا لحم بعضهم البعض من شدة الجوع . ولم يعرف أحد مآلهم , لكن صرخاتهم المرعبة استمرت تنساب من ذلك الجناح المعزول , كانت صرخات مزعجة ومرعبة بالنسبة للكثيرين ممن سكنوا القلعة عبر السنين , ولم يعرف أحد سر تلك الصرخات حتى قرر أحد اللوردات ممن ورثوا القلعة أن يكتشف السر , وبعد بحث مستمر وتنقيب طويل تم أخيرا الولوج إلى ذلك المكان الذي حبست فيه المجموعة , لكن ما رآه اللورد لم يكن أبدا ما توقعه. فلقد رأى منظرا مرعبا بكل معنى الكلمة , كانت هناك جماجم وهياكل عظمية منتشرة هنا وهناك ووجوه تجمدت وهي تصرخ مرعوبة من هول ما مرت به. ويقال أن عدد من ماتوا في ذلك الجناح كان يتراوح بين العشرة والخمسة عشر شخصا لقوا جميعا حتفهم وهم يصارعون من اجل البقاء. لعلهم كانوا يتوقعون حدوث معجزة ما تغير مصيرهم الذي بدا محتوما, غير ان اللورد توماس أبى إلا ان يجعل ذلك الجناح البعيد داخل قلعته قبرا لهم. جثث تحللت وأخرى انتزعت منها اياد وأرجل وهناك رؤوس مكومة في ركن من اركان الغرفة لعل من وضعها في ذلك المكان كان آخر شخص بقي على قيد الحياة بعد أن ملئ بطنه من لحم رفاقه. وجميع النوافذ كانت موصدة من الخارج وقد تداعى خشبها ولم يبق عليه من اثر الأحياء سوى بعض خربشات يائسة. الرائحة كانت نتنة والمشهد كان مروعا إلى درجة أصيب معها اللورد بأزمة قلبية توفي على أثرها. فيما غادرت زوجته القلعة إلى أستراليا درئا للفضيحة والعار الذين صاحبا العائلة بعد ذلك .
اللايدي جانيت دوجلاس
فصل آخر من فصول تاريخ القلعة يتحدث عن اللايدي جانيت دوجلاس أواللايدي جلامس التي كانت سيدة جميلة وراقية من أقارب الملكة إليزابيث الأولى , وكانت أيضا شقيقة زوج أم جيمس الخامس ملك اسكتلندا (1512 - 1542).
عائلة دوجلاس لم تكن محبوبة أبدا من قبل العائلة المالكة , كما أن العداوة التي يكنها الملك جيمس لزوج أمه بسبب معاملته السيئة له كانت تعود لسنوات طفولته. عداوة كبرت داخله عاما بعد عام إلى أن وصل سدة الحكم حينها قرر أن ينتقم شر انتقام .
بعد موت زوجها اللورد جون ليون باتت اللايدي جلامس دون حماية تذكر, فقرر جيمس أن يستغل عجزها عن حماية نفسها لينفذ خطته. فإتهمها بالسحر والشعوذة. كما إدعى أيضا أنها على علاقة بالشيطان وأنها تعتمد على قواه في ممارسة السحر الأسود. وكما هو متعارف عليه في ذلك الوقت فقد كانت عقوبة الشعوذة هي الموت. هذه الإدعاءات كانت ملفقة وكاذبة لكل من سمعها حتى من قبل أعضاء المحكمة نفسها. ولم يشك أحد أن جيمس أراد الانتقام بأي ثمن. لكن لم يكن يجرؤ أحد على مواجهة الملك ومناقشة قراراته .
من طرق التعذيب في العصور الوسطى ..
ولان جيمس لم يكن له أدلة تدين اللايدي جلامس أعتمد التعذيب كوسيلة لنيل الاعترافات. تعذيب شمل أيضا أبنها وحتى خدمها. لقي الجميع عذابا شديدا بإعتماد أساليب وحشية تمثلت خاصة في آلة الرف أو الحامل المسنن الذي كان يستلقي الضحية فوقه وتحته مسامير تنهش لحمه وعظامه . ثم يربط كل طرف من جسمه بإتجاه معاكس ويتم الضغط بقوة على أطرافه بهدف تمزيقها عن الجسد. كان العذاب شديدا الى درجة لا يتحملها البشر وكان منظر الجثث المطحونة والمتناثرة يصيب بالغثيان .
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
#وحش_قلعة_جلامس 🚫
لفترة طويلة من الزمن تحدث الناس بشيء من الريبة والخوف حول اللغز الرهيب الذي تكتنفه قلعة جلامس , تحدثوا عن الوريث الشرعي الذي تم إخفاءه داخل جدران إحدى غرفها السرية ! ... وعن الممرات والدهاليز المعتمة , الغرف المخفية الباردة ... وعن وجوه شاحبة تتأملك بصمت في الظلام ... غرابة هذه القصص والأحاديث قد تدفعك للشك في مدى صحتها , لكن الواقع أحيانا يكون اشد غرابة من الخيال. فما هي حقيقة تلك الأحاديث التي تدور حول القلعة ؟ وما هو ذلك السر المخفي الذي أقض مضجع كل من أقترب منها؟ ..
دعونا أولا نتعرف على القلعة , فلمن لا يعرف قلعة جلامس نقول بأنها إحدى أشهر القلاع الموجودة في اسكتلندا , ليس لعراقة تاريخها فحسب , و إنما لكثرة القصص التي نسجت حولها منذ بنائها في القرن الرابع عشر وحتى يومنا هذا.
قلعة جلامس .. من اشهر قلاع بريطانيا وهي مفتوحة اليوم للزوار والسائحين ..تعود ملكية القلعة إلى عائلة ليون - بوز والتي ما تزال تحتفظ بها حتى اليوم . وبالرغم من وجودها في اسكتلندا إلا أنها كانت مقصدا مفضلا للعديد من أفراد العائلة المالكة البريطانية. فبقيت مكانا يعبق برائحة التاريخ بما حمله معه من خير ومن فضائع وقصص وأحداث مرعبة لطخت أغلبها بالدماء والخيانة .
الغرفة السرية
أول تقرير موثق عن الغرفة السرية ظهر على شكل مقال نشر في صحيفة محلية تدعى "نوتس كويريز" سنة 1908. كاتب المقال ذكر بأن حكاية تلك الغرفة تعود لعام 1840 وأنه سمع بها قبل 60 عاما عندما كان طفلا صغيرا. الحكاية تدور بشكل رئيسي حول شخص حبس في تلك الغرفة , وقد حرص أصحاب القلعة على أن لا يرى أحد هذا الشخص أبدا , لا في حياته , ولا بعد مماته , وأغرب ما في الحكاية , أن هذا الشخص الذي أطلق عليه الناس أسم "الوحش" , لم يكن غريبا عن أصحاب القلعة , بل كان الابن الشرعي والوريث الحقيقي للقب العائلة وثروتها بما فيها القلعة .
لكن من يكون هذا الشخص ؟ ..
هناك نظريات عديدة أكثرها ترجيحا هو أن هذا الشخص هو الولد البكر للورد توماس ليون – بوز , لورد جلامس الحادي عشر , من زوجته شارلوت جريمستيد. فبعد زواجهما بسنة رزق الزوجان في عام 1821 بطفل قيل بأنه توفي آنذاك , لكن الحقيقة , بحسب البعض , هو أن ذلك الطفل لم يمت كما زعم والداه , بل تم إخفاءه قسرا في غرفة سرية داخل القلعة , وسهرت على تربيته ورعايته خادمة واحدة عاشت هي الأخرى طي الكتمان. وهكذا تم حرمان ذلك الطفل من حقه الشرعي في لقب العائلة وثروتها لصالح شقيقه الذي ولد من بعده بعام .
لكن لماذا أخفوا الطفل ؟ .. ما الذي يدفع أب وأم لإخفاء طفلهما ؟! ..
قيل أن السبب هو أن الطفل كان مصابا بتشوهات جسدية وعقلية. إذ أن رأسه كان ملتصقا تماما بكتفيه , فيما بدا جسمه أشبه بالكرة , خاليا من الانحناءات والتضاريس !.
وكانت يداه و قدماه بلا نفع تماما , مثل أطراف الدمى. لذلك أعتبر شخصا غير مرغوب فيه وغير جدير بحمل لقب واحدة من أعرق العائلات النبيلة في المجتمع الانجليزي المخملي. وفي الواقع لم يكن هذا التصرف غريبا بالنسبة لنرجسية هذه العائلة النبيلة بلقبها و"الدنيئة" بتصرفاتها , ففي ثمانينات القرن المنصرم تفجرت فضيحة كبيرة عندما تم كشف النقاب عن وجود فتاتين من عائلة ليون – بوز , وهما كل من كاثرين وناريسا , ووالدهما هو لورد جلامس , أي مالك القلعة التي نتحدث عنها الآن , وخال ملكة بريطانيا الحالية , وقد أودعت كلتا الفتاتين في مصحة عقلية منذ مطلع أربعينيات القرن المنصرم وبقيتا فيها حتى موت ناريسا عام 1987 وكاثرين عام 2014 ,
والغريب هو أنه تم تسجيلهما ميتتين في سجلات العائلة المالكة منذ ستينات القرن الماضي مع إنهما كانتا على قيد الحياة , لكن منبوذتان في مصحة عقلية سرا , وقد ذكرت الفتاتان في لقاء صحفي بالثمانينات بأن أحدا من عائلتهما لم يزرهما منذ أن أودعتا المصحة في الأربعينات , أي على مدى أربعين عاما ! لا بل كانوا من القسوة بحيث لم يرسلوا لهن رسالة أو هدية عيد ميلاد أو حتى بطاقة تهنئة عادية .. لا شيء على الإطلاق .. تم نبذ ونسيان هاتين الفتاتين تماما حتى وفاتهما , لا لشيء إلا لأنهما كانتا مصابتين بتخلف عقلي مما أعتبر عارا ولطخة سوداء في سجل عائلتهما الناصع جدا ! .
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
👆🏻مشى و هو يفكر, هل كان هذا حلمٌ أم تراه مشى هائماً دون أن يدري؟
هل ما عاشه حقيقة أم مجرد خيال و تصورات؟
توقف خالد في نقطة معينة... إذاً لم يكن حلماً...
هنا قابل ذلك المخلوق الذي أراد أن يريه الشكل الحقيقي للجن...
عرف ذلك من آثاره حين جلس.. و حين بكى.. و حين حبى, لكن..
لا آثار للجني...
هناك فقط آثارٌ يعرفها جيداً... آثار أقدام صغيرة...
هي ..آثار "زيزفونة" و في نفس المكان فقط ثم انقطعت...
كانت حقيقة إذاً...
واصل خالد طريقه ليصل إلى حيث شجرة كبيرة... جرداء من الورق.. ليس فيها إلا أغصان جافة... في قمة الشجرة, غراب كبير ينعق... هنا كان الجني المأسور قابعاً و إلى هذه الشجرة كان مربوطاً...
أطلق خالد ساقيه للريح و هو يقرأ آية الكرسي...
خرج خالد من بين جبلين ليجد سيارته في نفس المكان الذي نزلا منها في هو و "طارخ" بعد وصولهما ليلاً...
ركب خالد سيارته و أدار محركها...
قبل أن ينطلق ألقى نظرة إلى الخارج ليفاجأ بأمرٍ آخر...
لاحظ أن هناك خطوات كانت تتبعه...
خطوات كانت ترافق خطواته دون أن ينتبه...
لاحظ أيضاً أن الخطوات وصلت معه إلى باب سيارته ثم انحرفت باتجاه مؤخرة السيارة ...
أرتعب خالد من أمر هذه الخطوات كثيراً...
(لحظة), هي كلمة قالها خالد فالخطوات لقدمين صغيرتين...
نعم.. إنها خطوات"زيزفونة"...
نزل خالد من السيارة على عجل...
تبع الخطوات باتجاه مؤخرة السيارة ليجدها و قد توقفت خلف السيارة تماماً...
امتقع وجه خالد فصاح"يا الله"...
في الخلف, لم تكن خطوات زيزفونة وحدها... بل معها خطوات مرعبة.. كبيرة...
قدمٌ ممسوخة بثلاثة أصابع كأصابع الدجاج و أصبع رابع يبدو أنه ينبت من باطن القدم لينغرس في الأرض مع كل خطوة...
اختلطت تلك الخطوات مع خطوات زيزفونة لتنقطع الخطوات الصغيرة على مسافة قريبة باتجاه الصحراء و تظل الخطوات الكبيرة و التي بدورها تلاشت على بعد خطوات في غياهب الصحراء...
صاح خالد و هو يردد"زيزفونة"
لا بد أن القبيلة الأخرى أخذتها أسيرة...
يتخيلها في قبضة قبيلة الجن الكافرة...
يتخيل أجمل فتاة في يد من لا يرعون براءة و لا ذمة...
يراها في يد ابن ملك القبيلة الكافرة... لن يرحموها فهي ابنة ملك الجن...
تخيل حال والدها الشيخ "صوخان" و حال شقيقه" هيدبا"...
تخيل اغتمام "طارخ" و حزن "شرعيل"
تخيل بكاء "ضعفن" على حبه و حلمه الذي ضاع...
تخيل انكسار فرسان القبيلة و رجالها...
شعر خالد بقشعريرة قوية تسري في جسده...
أحس و كأن شخصاً يحاول لمسه...
رفع خالد صوته مكبراً و مهللاً...
قال بصوت عالٍ: يا الله
قرأ المعوذتين و صدح بآية الكرسي...
عاد إلى سيارته... ركبها خائفاً و جلاً...
بكى بصمت حتى حجبت الدموع عنه الرؤيا...
لكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد...
بل شعر بشي أبيض يتساقط من سقف سيارته...
رفع خالد رأسه ليفاجأ بمادة بيضاء كالدقيق تسقط على رأسه...
استنشق من تلك المادة دون أن ينتبه فوجد لها رائحة قوية جداً...
هم خالد بالنزول من السيارة , و ما أن فتح الباب حتى سقط على جنبه لا يقوى حراكاً...
رأى خالد كما يرى النائم...
أو لنقل أنه رأى و كأن شاشة كبيرة قد فتحت أمام ناظريه...
رأى في الشاشة عجباً... رأى فيها كل شيء...
رأى خالد نفسه حين استيقظ و هو مغطى برمال الصحراء...
رأى الصورة كما عاشها تماماً...
رأى خوفه و هلعه... رأى محاولته زحزحة الصخرة...
كل شي كما حدث تماماً إلا أمر واحد...
في الشاشة يرى أنه لم يكن لوحده...
كانت "زيزفونة" عند رأسه حين استيقظ...
رآها تضحك منه و هو يحاول تحريك الصخرة...
و حين سكن الخوف في قلبه, رآها تنفخ في وجهه بهدوء فسكن خوفه قليلاً...
كانت تتبعه بطفولة بريئة... وحين وصل الشجرة كانت جواره...
أما ما رآه غراباً ففي الحقيقة هو جني يحرس حدود القبيلة...
حين وصل إلى سيارته أيضاً كانت معه و حين نزل يتبع خطواتها إلى مؤخرة السيارة أيضاً...
و ما ظنه خالد فرد من القبيلة الكافرة لم يكن في الحقيقة إلا وجهٌ يعرفه...
كان أيضاً من الجن لكن الوجه وجه "طارخ" أما الجسد فكان غريباً جداً...
كائن طويل, يمتد عنقه بعيداً في السماء... له ثلاث أجنحة لحمية عظيمة كأجنحة الخفافيش...
بأصبع كبير في باطن قدمه يغوص في عمق الأرض ليزيد الجسد ثباتاً على الأرض...
كائن تظهر على ملامحه القوة و انه شديد البأس...
إذاً فقد حضرت زيزفونة تودعه...
أما شعوره بالقشعريرة و إحساسه بأن هناك من يحاول لمسه فهو صحيح...
لأنه حين خاف, حاولت "زيزفونة" أن تحتضنه و تنفخ في وجهه ليهدأ غير إن طارخ منعها...
رأى "زيزفونة" تركض و جوارها طارخ الذي فرد جناحه و هو يحيط زيزفونة بعنقه...
ركبت زيزفونة على ظهره و وقفا ينظران إلى خالد...
و حين صاح خالد قائلاً: يا الله...
رق قلب "طارخ" له خاصة و أن خالد ظهر كمن بدأ يفقد عقله...
فنفث "طارخ" من أنفه مادة بيضاء استنشقها خالد لتعيد له صورة ما حصل فيطمئن قلبه...👇🏻
#جاك_الواثب .. الشخصية التي أثارت الذعر في #لندن !!
يعتبر جاك الواثب أحد الشخصيات الفلكلورية الأكثر شهرة في العصر الفيكتوري في لندن. وتعود مشاهداته المزعومة إلى عام 1837، مع تقارير عن مواجهات قريبة مروعة مع شيطان شرير يرتدي معطفاً مشمعاً و وشاح أسود طويل محاطاً بهالة مخيفة، و يتجشأ كرات من اللهب على ضحاياه, وكان يحمل مخالب حديدية في يديه ويرتدي درعا معدنيا غريباً، و يمتلك قدرة عجيبة على القفز حيث شوهد وهو يقفز من فوق أسوار لندن العالية ولذلك أًطلقوا عليه جاك الواثب, مع إمكانياته المذهلة على الزحف بكل سهوله. كان جاك الواثب يجوب شوارع لندن قافزاً و يتصيد المشاة الذين يعبرونها لوحدهم.
و خلال العقدين بين عامي 1870 و 1890, بدأ جاك يتخذ شكلاً و شخصية أكثر ميلاً لأن يكون شيطانياً, مع المزيد من المشاهدات التي يؤكد أصحابها رؤيتهم له بجناحين بدلاً من الوشاح مع القليل من الملابس. ويقول الشهود انه كان يرتدي قناعاً بشكل (الشرير أو الشيطان), أو أن وجهه كان كذلك بالفعل. لكن الشيء الذي بقي من دون تغيير طوال تلك السنين هو حذائه الأسود اللامع.
الحادثة الأولى
بينما كانت الخادمة ماري ستيفنز في طريقها إلى مقر عملها في لافندر هيل في أكتوبر من عام 1837 قادمة من زيارة والديها, تعرضت لهجوم من قبل شخص مغطى بوشاح أسود طويل, وثب عليها فجأة من حيث لا تعلم و قبض عليها بيديه ليمنعها من الحركة, و قام بتمزيق ملابسها و تقبيلها على وجهها, فقامت ماري بالصراخ مرعوبة, مما جعله يفر من ساحة الجريمة من دون أثر.
في اليوم التالي للحادثة، اختار هذا الواثب الغريب ضحية مختلفة جدا بالقرب من منزل ماري ستيفنز، مدشناً بها طريقة جديدة من شأنها أن تعود للظهور مراراً و تكراراً في تقارير لاحقة. فقد قفز في طريق عربة عابرة، مما تسبب في جعل الحوذي يفقد السيطرة على العربة، وجعلها تتحطم، و تعرض الحوذي نفسه إلى الأذى الشديد. ادعى عدد من الشهود أنه هرب من المكان قافزاً من فوق جدار يبلغ ارتفاعه 9 أقدام (2.7 متر) وهو يضحك بهذيان عالي النغمة. انتشرت أخبار هذه الشخصية الغريبة و أطلقت عليه الصحف لقب جاك الواثب.
بعد مرور عام على أول ظهور لجاك في 9 يناير 1838, وقف السير جون كوان عمدة لندن أمام الجمهور في بيت القصر, ليقرأ رسالة مجهولة أرسلت إليه عن الشيطان المعروف باسم جاك الواثب قد احتفظ بها في مكتبه لمدة محاولاً أن يحصل على المزيد من المعلومات قبل أن يظهرها للعلن, ذيلت الرسالة بإسم "أحد سكان بيكهام"، قرأ العمدة أمام المشاهدين الفضوليين النص التالي:
"يبدو أن بعض الأفراد (برأي كاتب الرسالة هم من طبقة نبيلة) قد وضعوا رهانا مع أحد رفاقهم , وهو رفيق مؤذ ومتهور، بموجب هذا الرهان تحدوا جرأة وعزيمة ذاك الرفيق في أن يقوم بمهمة يزور بموجبها بعض القرى القريبة من لندن متنكرا في ثلاثة هيئات مختلفة - شبح، و دب، وشيطان؛ وعلاوة على ذلك، أن يدخل بستان رجل محترم لغرض إثارة قلق سكان المنزل. وعلى الرغم من صعوبة المهمة فقد تم قبول الرهان، ونجح ذلك الرفيق الشرير في جعل سبع سيدات يفقدن رشدهن، اثنتان منهن من غير المحتمل أن يتعافين من ذلك، وسيصبحن عبئاً على أسرتيهما.
عند أحد المنازل وقف ذلك الرجل الشرير وقرع الجرس , فأتت الخادمة لتفتح الباب , لتجد ذلك الرجل الذي هو أسوأ من الوحوش وقفا أمامها بهيئة لا تقل إرعابا عن الأشباح وقد تلبس رداءها بشكل مثالي, وطبعا كانت النتيجة هي أن الفتاة المسكينة أصيبت بالإغماء فوراً , ومنذ تلك اللحظة لم تعد إلى رشدها أبداً.
هذه القضية مازالت تجري منذ بعض الوقت, ومن الغريب القول هو أن الصحف ألتزمت الصمت بخصوص ذلك , إن كاتب الرسالة لديه سبب وجيه ليعتقد أنهم يملكون تاريخاً كاملاً عن الموضوع لكنهم ولدوافع تهمهم يلتزمون الصمت" .
حين انتهى العمدة من قراءة الرسالة بدا متشككا إلى حد من مضمونها ، لكن أحد الحضور أكد له أن بعض الخادمات في كنسينغتون، هامرسميث وإيلينغ، أخبرن الناس قصصا مروعة عن هذا الشبح أو الشيطان. وقد تم التطرق لهذه المسألة في صحيفة التايمز يوم 9 يناير، وصحف وطنية أخرى في 10 يناير , وخلال الأيام التي تلت أظهر العمدة للناس أكوام من الرسائل التي وصلت إليه من جميع أنحاء لندن تحمل شكاوى عن حدوث المزيد من هذه "المزحات" السمجة الشريرة .
كمية الرسائل التي كانت ترسل إلى بيت القصر تشير إلى أن القصص عن جاك الواثب كانت منتشرة في ضواحي لندن على وجه الخصوص. وقال أحد الكتاب أن العديد من النساء الشابات في هامرسميث عانين من "نوبات خطيرة من الرعب" وبعضهن أصبن بجروح خطيرة من قبل نوع ما من المخالب التي كان ذلك الآثم يضعها في يديه, وادعى مراسل آخر أنه في ستوكويل، بريكستون، كامبرويل وفوكسهول لقي عدة أشخاص حتفهم بسبب الخوف ؛ وفي الوقت نفسه، ذكرت تقارير أخرى ظهور المحتال مرارا وتكرارا في لويشام وبلكهث.
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
#ثوب_الزفاف_المسكون !
رواية آمال عريضة (Great Expectations ) تعد واحدة من أفضل ما كتبه الروائي الإنجليزي الشهير تشارلز ديكينز , تحولت إلى فيلم سينمائي أكثر من مرة . وأذكر أني قرأتها في مراهقتي , حينها أثارت في نفسي غصة ولوعة , ولعل أكثر ما أثار انتباهي في الرواية آنذاك , لأني بطبعي من محبي الغموض , هي شخصية الآنسة هافيشام , تلك العجوز الثرية الغريبة الأطوار التي هجرها حبيبها في ليلة زفافها فتوقف الزمن بالنسبة لها عند تلك اللحظة , ليس من ناحية الشعور فقط , بل بالواقع المعاش , إذ احتفظت بكل شيء حولها كما كان تماما في تلك اللحظة وبقيت ترتدي فستان زفافها لما تبقى من حياتها .. مثل بطلة قصتنا تقريبا , مع فارق أن بطلة قصتنا هي امرأة حقيقية من لحم ودم وليست من نتاج خيال كاتب عظيم مثل ديكينز , كما أن بطلة قصتنا ظلت على ما يبدو متمسكة بالماضي حتى بعد موتها ورحيلها عن هذا العالم ! .
الآنسة هافيشام .. هجرها عريسها في ليلة زفافها فتوقف الزمن لديها عند تلك اللحظة
على ربوة خضراء يقف وحيدا , لا أنيس ولا ونيس , كأنما لا ينتمي لهذا العالم , وحقا فأن من يراه للوهلة الأولى يحسبه معبدا إغريقيا عمره آلاف السنين .. لكن ما الذي أتى بمعبد إغريقي إلى ولاية بنسلفانيا الأمريكية ؟! .. بالطبع هو ليس معبد , هو منزل .. أو بالأحرى قصر شيده رجل ثري في منتصف القرن التاسع عشر وأراده أن يكون شيئا مميزا يفتخر به على نظراءه من الأثرياء ورجال الأعمال . ذلك الثري أسمه إلياس بيكر , وهو تاجر حديد من مقاطعة بلير.
قصر بيكر .. بني في منتصف القرن التاسع عشر ..
إلياس أنفق مالا كثيرا على هذا القصر الفخم الذي أستغرق بنائه خمس سنوات , وأنتقل للسكن فيه عام 1849 مع زوجته وولديه وأبنته الوحيدة آنا . وقد شهد القصر في أوج مجده وعز أيامه حفلات وسهرات باذخة كانت كل الأنظار خلالها تتوجه صوب الابنة الجميلة آنا , مدللة أبيها التي لم يكن يبخل بشيء عليها .
جميع الانظار كانت تتجه صوب الأبنة الجميلة
الكثيرون تقدموا للزواج من آنا , لكن أبوها دائما ما كان يجابههم بالرفض , أراد لأبنته زيجة مميزة جدا , ربما من ضابط رفيع في الجيش , أو سيناتور ذو نفوذ , أو أمير سليل أسرة نبيلة , أو حتى ملك .. لم لا .. ففي ذلك الزمان لم يتورع العديد من الأثرياء الأمريكيين عن دفع أموال طائلة ليزوجوا بناتهم من أفراد في الأسر المالكة الأوربية , خصوصا تلك الأسر التي فقدت عروشها وتداركها الإفلاس , كانوا يشترون النسب واللقب مقابل المال , أرادوا أن تصبح بناتهم أميرات وكونتيسات ودوقات ...
لكن لسوء حظ إلياس فأن قلب أبنته لم يتعلق بحسب ولا نسب , بل تعلق بموظف بائس في أحد مصانعه , هامت عشقا بالشاب الفقير وأصرت على الزواج منه رغم غضب أبيها وتهديداته , حتى أنها أشترت سرا ثوب زفاف جميل لكي تزف به إلى عريسها الذي كانت بصدد الهروب معه . لكن في آخر لحظة اكتشف الأب خطتها فمنعها من الخروج وحبسها في حجرتها لأيام وأسابيع وشهور متمادية . أما الحبيب الوسيم الفقير , فقد طرده الأب شر طردة من مصنعه , ولم يكتف بهذا , بل مارس نفوذه على السياسيين والشرطة لإبعاد الشاب المسكين عن الولاية بأسرها بعد تهديده بالسجن والقتل .
بعد فترة طويلة سمح الأب لأبنته بالخروج مرة أخرى , لكنها لم تعد كما كانت أبدا , فقدت نظارتها , كزهرة ذابلة , أصبحت حزينة وواجمة على الدوام , شيء ما أنكسر داخلها إلى الأبد , خصوصا بعدما انقطعت عنها أخبار حبيبها , على الأرجح أقتنع الشاب باستحالة زواجه منها فقرر أن يمضي في حياته , ربما تزوج وأنجب من امرأة أخرى في مدينة بعيدة . أما آنا فقد توقف الزمن لديها عند تلك اللحظة التي منعها أبوها من الخروج واللحاق بحبيبها , ورفضت لاحقا أن تتزوج رغم كل محاولات وإغراءات والدها , وظلت عانسا لما تبقى من حياتها .
بقيت تعيش لوحدها في القصر الموحش
ومرت السنين تباعا .. مات الأب الثري .. ماتت الأم .. مات أبنائهما .. ولم يتبق في النهاية سوى آنا .. أصبحت عجوزا طاعنة في السن , تجلس لوحدها كل مساء في ذلك القصر البارد الموحش وهي تحدق بعيون تقطر حزنا وأسى إلى ثوب الزفاف الأبيض المعلق في زاوية حجرتها , ذلك الثوب الذي لم ترتده أبدا , لم ترقص به في ليلة زفافها كما تفعل كل عروس , ولم تلمسه وتداعب أزراره أنامل عريسها الموعود .. كم هي موجعة الذكريات عندما تقترن بالألم والحسرة .
أخيرا في صباح يوم ممطر كئيب من عام 1914 عثر الخدم على آنا ميتة في فراشها , الدموع في عينيها وهي تحتضن ثوب زفافها بين يديها . وبموت آنا أغلق القصر , غرق في الظلام , ظل هناك على الربوة وحيدا مهجورا .. يبعث على الحزن والأسى .
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
أستمر هذا التعذيب حتى اعترفت اللايدي جلامس أخيرا بما نسب إليها زورا. وبعد هذا الاعتراف أخرجت هي وأبنها من سراديب القلعة وسجنا فترة بانتظار تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر عام 1537. أحرقت اللايدي جلامس بتهمة ممارسة السحر الأسود و الشعوذة على مرأى و مسمع من إبنها الذي أودع بسجن قلعة اودنبيرغ لسنوات طويلة. ويقال أنه مات حزنا على مصير والدته. بعد ذلك عاش الملك جيمس فترة في قلعة جلامس حيث قام باتلاف الكثير من التحف والمقتنيات الثمينة قبل أن يغادرها .
لكن يبدو أن روح اللايدي جلامس رفضت أن تغادر أسوار قلعتها. فأول إحساس يغمرك و أنت تسير بين أروقة القلعة هو الحزن العميق . كما بإمكانك سماع صوت طرقات منتظمة تأتي من مكان ما يقال أنها طرقات العمال الذين بنوا المنصة التي أحرقت عليها اللايدي جلامس حية. ويشتد هذا الشعور قوة حين تشعر باقتراب شبح "السيدة الرمادية" كما يدعوها البعض حيث أكد الكثيرون ممن زاروا المكان رؤيتها في كنيسة القلعة وهي راكعة للصلاة. ويقال أن هنالك مقعد خاصا بها يترك دائما فارغا لتجلس فوقه وهي تصلي. فيما رآها آخرون تجوب برج الساعة جيئة وذهابا بثوبها الرمادي. وهكذا ضلت روحها المعذبة هائمة بين الغرف المظلمة لقلعة جلامس وبين أدراجها السرية .
اليوم وبعد أكثر من ستة قرون على تشييدها أصبحت قلعة جلامس مقصدا سياحيا يستقطب كل من أراد رؤية هذا القصر المهيب والبحث بين أروقته ولوحاته عن شيء غريب أو مثير للخوف. لكن جلامس وكغيرها من القلاع تقف شامخة وهي تحافظ على أسرارها لنفسها داخل غرفها وبين طيات جدرانها العتيقة.
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
لا بل حتى العائلة المالكة نفسها , هناك أحاديث كثيرة تدور حول الأمير جون , عم ملكة بريطانيا الحالية , ذلك الطفل الوسيم اللطيف الذي أرسل في طفولته إلى قصر منعزل وبارد في الريف الانجليزي ليبقى بعيدا عن أعين الناس , وذلك بسبب إصابته بمرض الصرع , ظل المسكين وحيدا هناك في ظروف سيئة حتى فارق الحياة عام 1919 في نوبة صرع شديدة وهو لم يبلغ بعد الخامسة عشر من عمره .
حفلة عائلية داخل القلعة .. يا ترى ما هي الاسرار التي يخفيها اهل القلعة ؟..
ومع هكذا أخلاق وتصرفات غير إنسانية من قبل هذه العائلات ذات الألقاب والثراء فمن غير المستبعد أبدا أن تكون قصة الغرفة السرية في قلعة جلامس حقيقية . لا بل أن ما يؤكدها هو عدم وجود شاهد قبر للطفل توماس في مقبرة العائلة , وهو الأمر الذي يثبت بأنه لم يمت في طفولته , بل ربما تم فعلا حبسه وإخفاءه من قبل عائلته في غرفة سرية داخل القلعة لا يحق لأحد معرفتها أو الإطلاع عليها باستثناء الوريث التالي لقلعة جلامس , أي شقيق توماس الذي ولد بعده , وذلك عند بلوغه الحادية و العشرين من العمر. عندها يجب على ذلك الوريث أن يتعايش بطريقة ما مع السر البشع الذي تخفيه القلعة لما تبقى من حياته و يورثه بدوره لمن يأتي بعده وهكذا دواليك.
في تلك الغرفة المظلمة والباردة عاش توماس لما تبقى من حياته , وكان سطح القلعة هو المكان الوحيد المخصص للترفيه عنه , المكان الوحيد الذي بإمكانه أن يرى فيه السماء المرصعة بالنجوم وأن يشم رائحة نسيم الحرية , الخادمة المسئولة عن رعايته كانت تخرجه أحيانا في عتمة الليل ليتنزه قليلا في ممر ضيق على ذلك السطح وهي تجره في عربته الحديدية. ممر موحش ومقفر يوحي بالكآبة لا بالمتعة , لكنه بالنسبة لتوماس المسكين كان المتنفس الوحيد بعيدا عن زنزانته الموحشة , وبعد أن يبقى قليلا على السطح تجره الخادمة من جيد إلى غرفته , وهي غرفة دائرية باردة وكئيبة .
ظل توماس حبيس غرفته طيلة حياته
وقد أحيط وجود توماس بسرية كبيرة حتى بالنسبة لساكني القلعة , فيحكى أن إحدى الخادمات قادها حضها العاثر لترى ما يوجد داخل الغرفة فكان مصيرها أن تم قطع لسانها من قبل حارسين بهدف إسكاتها ففرت من القلعة هلعا. غير أن الحارسين عثرا عليها وقطعا رقبتها ثم مزقا جسمها ليطعما به حيوانات الغابة القريبة. ويقال بأن شبحها يظهر للكثيرين منذ ذلك الحين في هيئة امرأة تصرخ بصمت و الدم يتناثر من فمها.
ما الذي حدث لتوماس بعد ذلك ؟ ..
هناك من يزعم بأن الوريث الجديد للقلعة أراد أخفاء سر شقيقه المسخ إلى الأبد فقام بقتله , ثم قتلت جليسته بوحشية , وبعد ذلك قام ببناء جدار حول الغرفة أخفاها تماما وإلى الأبد , وهناك أيضا من يزعم بأن توماس لم يمت قتلا , بل دفن حيا في غرفته ! , سدوا الغرفة بجدار وهو حي داخلها وتركوه يموت جوعا .
ويقال أن هذه الغرفة السرية توجد وسط القلعة دون أن يعرف أحد الطريق إلى مدخلها. فإذا أنزلت جميع ستائر نوافذ القلعة, وكنت أنت واقفا خارج القلعة , فسترى نافذة بلا ستار لكن دون أن تتمكن من إيجادها إذا دخلت القلعة !!.
لو كنت تنظر من الخارج سترى نافذة ستائرها غير مسدلة لكنك لن تجدها ابدا مهما فتشت عنها داخل القلعة ..
الكثيرون ممن أقاموا في القلعة أكدوا رؤيتهم شبح المسخ , وقالوا بأنهم سمعوا صرخاته المعذبة. وما إن يستيقظ الشخص مفزوعا على تلك الأصوات حتى يقابله شبح المسخ أمامه مباشرة. وأحيانا في الليالي الباردة التي يسود فيها الصمت يسمعون صوت عربة حديدية تسير فوق سطح القلعة , لكن عندما يصعدون إلى هناك لا يجدون شيء.
اللورد كلود بوز - لاين الرابع عشر أخبر أحد المقربين منه سنة 1904 قائلا : " حقيقة الغرفة السرية بشعة ورهيبة إلى درجة أنك ستركع على قدميك شاكرا الله أنه خلصك من معرفته ومن أن تمضي طيلة حياتك وأنت تحمله".
سر الغرفة الدائرية لا يقال سوى للرجال من عائلة لاين – بوز (أحيانا تكتب بوز – لاين) أما نساء العائلات فهن معفيات من هذا العبء.
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
👆🏻تحرك خالد و عدل من جلسته...
نظر حوله... ابتسم براحة تامة...
رفع يده ملوحاً في كل الجهات...
صاح بأعلى صوته: مع السلامة يا"زيزفونة" إلى اللقاء يا "طارخ"...
تابع خالد كلامه بصوت عالٍ فقال: بلغوا شكري للشيخ"خوصان" و للشيخ هيدبا...
أغمض عينيه قليلاً قبل أن يصيح قائلاً: شكراً لكم جميعاً يا أهل الوادي
تذكر خالد قول الله تعالى( و إنه كان رجال من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقا)...
صمت خالد قبل أن يحمد الله...
لم ينسى خالد أن يستعيذ بالله من شر ما خلق و ذرأ و برأ...
قرأ خالد دعاء السفر و انطلق متابعاً رحلته...]
تمت بحمد الله
✍قـﺻـڝ وξـجائـﺐ من الـﻌالـ۾ •|👽
@stoories
👻 #في_ضيافة_الجن 👻
#الجزء_العاشر
و الأخير
قال خالد: "زيزفونة" ستفوتني صلاة الجماعة...
أجابته"زيزفونة" و هي تشير إلى اتجاه القبلة: صلي هنا و هذا اتجاه مكة...
سألها خالد متعجباً: و هل أصلي وحدي و أضيع أجر الجماعة؟
زيزفونة: منذ متى تهتم بصلاة الجماعة؟
أجابها باسماً: من اليوم, فبعد أن رأيت ما رأيته في عالمكم سألازم باب مؤذن حينا...
ضحكت "زيزفونة" من كلام خالد وهي تقول: لكنك لن تستطيع أن تصلي معنا؟
سألها خالد: و لماذا ؟ هل صلاتكم مختلفة؟
أجابته زيزفونة: لا ليست مختلفة, لكن أنت تعرف يا خالد أن الصلاة إقبالٌ على الله بكل الجوارح و التجرد من كل أمور الدنيا, لا رياء و لا ادعاء فكيف سنتشكل في الصلاة...
خالد: صدقتِ يا "زيزفونة": فبأس العبد من يرضي الناس على حساب مولاه... إذا سأصلي هنا...
بعد الصلاة, تستطيع أن تنام يا خالد و إذا استيقظت لصلاة الظهر تستطيع أن تكمل نومك أو تتابع سفرك متى شئت فنحن لن نكون هنا لأننا لا نظهر بعد شروق الشمس...
قال خالد بحزن: هل هو الفراق يا "زيزفونة"؟ ألن أراكي من جديد؟
أجابته "زيزفونة" و في وجهها مسحة حزن: لا يا خالد ليس الفراق...
حين ترحل تستطيع زيارتنا إذا أردت...
ما عليك إلا أن تتحرى ليالي غياب القمر و تحضر إلى أطراف الوادي ليلاً و نحن سنرسل أليك من يحضرك...
تابعت "زيزفونة" كلامها و هي تقول: سأعود إليك بعد أن تصلي...
غادرت "زيزفونة" و أغلقت الباب بهدوء ليشعر خالد أن روحه قد غادرت معها...
وقف خالد باتجاه القبلة و استعد للصلاة...
هم بالتكبير لكنه تذكر "زيزفونة"...
أغلق عينيه...
جمع صورتها مع كل ما يشغل باله و طرحه جانباً...
أقبل خالد على ربه بكل جوارحه و بخشوع و سكينة...
همس بقوله: اللهم أحسن وقوفنا بين يديك...
صلى صلاته في سكينة...
حين انتهى ذكر الله وشكره على نعمه...
حمد الله على فضله و على حفظه له...
انتظر حضور "زيزفونة" بقلبٍ حزين...تأخرت فبكى من الشوق...
ألن تحضر ليودعها ؟
ألن يراها لآخر مرة؟
استلقى مكانه و بدأ النوم يداعب جفونه...
تنبه إلى قرعٍ على الباب... رفع رأسه بتثاقل و هو يقول: تفضل...
فُتِح الباب فدخلت زيزفونة...
رآها كما رآها أول مرة...
فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها... كالقمر...
ترتدي جلباباً أبيض مائل إلى الحُمرة...
شعرها كستنائي اللون ممتد على ظهرها بشكل جديلة...
تأكد خالد من شعوره بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء...
كانت تمسك في يدها وسادة بالكاد تسحبها...
تقدمت منه و هي تناوله الوسادة...
جلس خالد على ركبتيه و حين اقتربت "زيزفونة" أحتضنها بقوة...
أخذ يقبلها فسكنت بين يديه كطفلٍ وديع...
وجدها رقيقة كنسمات الصباح...
أستنشقها بقوة...
رائحتها عبِقة, ليست رائحة عِطرٍ أو طيب.. و لا رائحة العشب الأخضر...
هذه المرة كانت برائحة ماء السماء... رائحة المطر...
ضمها خالد إليه بقوى فبكى...
تململت قليلاً ثم ابتعدت... رأى في عينيها دمعة حائرة...
قالت"زيزفونة" بألم: لا يصح يا خالد فلا عذر لك بعد الآن...
تابعت قائلة: لن يعذرك أهل القبيلة و قد علمت الآن أنني لست بطفلة...
سالت دمعة على خد خالد و هو يقول: أهو الفراق؟
لم تجبه "زيزفونة"على سؤاله لكنها اقتربت منه...
أمسكت رأسه بكلتا يديها...طبعت قبلة حانية على جبينه...
أمالت "زيزفونة" رأس خالد فاستجاب لها و استلقى على الوسادة...
جلست جوار رأسه... نظرت إلى عينيه...
كان يستجديها ببصره...
مسحت دموعه بكفها الصغير...
مدت يدها في الهواء لتسحب غطاءً لم يكن موجوداً و كأنها أحضرته من الفراغ...
غطته و دون أن تتكلم أشاحت بوجهها بعيداً و أغمضت عينيها...
بدت و كأنها تسبح بأذكار الصباح...
و رغم شعور خالد بالتعب إلا أن النوم قد جافاه...
ما زالت عيناه مفتوحتان...
فجأة نظرت إليه"زيزفونة" لتجده ينظر إليها...
ابتسمت.. تنهدت بانكسار...
اقتربت من رأسه فنفخت في وجهه رائحة كالريحان ليغط بعدها في نومٍ عميق...
لم يشعر خالد إلا بأشعة الشمس و هي تلفح وجهه...
فتح عينيه ليصطدم بصره بالشمس و هي في كبد السماء...
نظر حوله ليجد نفسه في صحراء قاحلة...
أرتعب خالد خاصة حين وجد نفسه مغطاً بالرمال إلى رقبته...
أما الوسادة, فلم تكن أكثر من صخرة كبيرة ملساء تم اختيارها بعناية...
أزاح خالد الرمال التي كانت بمثابة الغطاء من على جسده...
حاول زعزعة الصخرة فوجدها ثقيلة جداً...
وجد أثراً للصخرة ما يعني أنه تم سحبها من مكانٍ بعيد...
وجد خالد انه تحت جبل صغير و الذي كان يقيه الشمس منذ الصباح و حتى الآن...
نظر إلى ساعته ليجد أن الوقت هو وقت صلاة الظهر...
تلفت خالد حوله مرة أخرى فلم يجد أثراً لحياة...
خفق قلبه رعباً...
طار صوابه, غير إن نسمة باردة لامست وجهه فهدأ قليلاً...
قرر أن يغادر و أن يصلي الظهر في أقرب استراحة في الطريق...
قام من مرقده فوجد آثاره القديمة حين حضر, ولا خطوة أخرى معه...
تبع خطواته رغبة في العودة إلى حيث سيارته...👇🏻