🔻 برج خليفة .. #دبي .. أطول برج في العالم ..
163 طابق .. عجيبة من عجائب علامات الساعة الصغرى ..
⭐ .. ، و صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( .. ، وأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشَّاء يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ .. ))
.. ، و لتحقيق ذلك ...
طلب هرقل من بطريرك القسطنطينية أن يوفق بين المذهبين المصري و الروماني .. ، فقام هذا البطريرك ( النبيه )
بتلفيق مذهب ديني ( #توافقي ) جديد يصف فيه
طبيعة ( المسيح ) بصورة _ من نسج خياله _ تجمع بين التصور الأرثوذكسي ، و التصور الروماني ..
.. دون الدخول في التفاصيل العقيمة ... !!!!
.. ، و أعجب ( هرقل ) جدا بهذا المذهب الجديد المحرف
، فأصدر مرسوما رسميا بتعميمه في كل الإمبراطورية .. !!!
.. ، و أسند ( حكم مصر ) إلى #المقوقس الذي كان من كبار الأساقفة عند الرومان ، و ذلك حتى يجمع بين الزعامة الدينية و السياسية لمصر .. ، و أمره أن يعامل الأقباط معاملة حسنة .. بالرفق و التسامح .. حتى يجعلهم يعتنقون هذا المذهب الجديد ( المحرف ) دون صراعات ولا دماء .. !!!
.. ، فبدأ المقوقس فترة حكمه لمصر لابسا قناع
( الحمَل الوديع ) .. ، فكان يخاطب الأقباط بالصوت الحنون ، ثم يبتسم لهم ببراءة مصطنعة ، و يوزع عليهم نظراته التي توحي بالشفقة .. ، و يعدهم بالمستقبل المشرق .. !!
🦟 .. ، حاول المقوقس بذلك أن يشعر المصريون جميعا بأنهم قد وجدوا أخيرا من
( يحنو عليهم ) بعد ستمائة عام من العذاب و الظلم و القهر المتواصل .. ، لعله أن ينجح في إقناعهم باعتناق مذهب هرقل الجديد ..
.. ، وأنتم تعرفون أيضا كيف كان المقوقس رقيقا وديعا مع الصحابي الجليل (( حاطب بن أبي بلتعة )) الذي بعثه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدعوه إلى الإسلام .. ، حيث أرسل المقوقس هدايا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إكراما له .. ، فكانت مارية القبطية و أختها سيرين من بين تلك الهدايا ..!!
.. ، و لكن الأقباط لم يتركوا مذهبهم .. ، و لم يقبلوا المداهنة في أمر ( العقيدة ) .. ، ورفضوا رفضا قاطعا مذهب هرقل .. ، و تشبثوا بالمذهب ( الأرثوذوكسي ) ..!!!
.. ، و هنا .... رفع المقوقس قناع ( الحمل الوديع ) ..
.. ، و ظهر للأقباط وجهه الحقيقي ..
.. وجه ( الكلب المسعور ) ... !!!
💥 .. ، فخيرهم المقوقس .. بأمر من هرقل .. بين اعتناق المذهب الجديد ، أو العودة إلى الاضطهاد و التعذيب ..
.. ، و الأيام السوداء .. !!!
.. ، و من ساعتها بدأت المرحلة الخامسة ..
.. ، و التي سماها الأقباط (( عصر الاضطهاد الأعظم )) ..!!
............ .......... ..........
🌀 المرحلة الخامسة : و التي عانى فيها الأقباط من أشد ألوان التعذيب و القتل و الاضطهاد لمدة عشر سنوات كاملة .. فسموها
(( عصر الاضطهاد الأعظم )) ..
.. ، و لم يخلصهم من أنياب ذلك ( الكلب المسعور ) إلا سيدنا ( عمرو بن العاص ) ...!!
.. ، و فر بطريرك كنيسة الأسكندرية البابا ( #بنيامين ) هربا من بطش المقوقس .. ، هرب إلى الصعيد لأنه كان متأكدا من أن المقوقس يريد قتله .. ، واختبأ البابا ( #بنيامين ) في مكان لا يعرفه أحد .. ، و ظل في مخبأه هذا 13 سنة كاملة .. ، إلى أن أتم الله سبحانه و تعالى فتح مصر لعمرو بن العاص .. ، فخرج ساعتها بنيامين من مخبأه ، و عاد إلى كنيسته ..!!
.. ، و لما عجز المقوقس عن الوصول إلى بنيامين ألقى القبض على أخيه ... و أحرقه ... !!!!!
.. ، و تلك الأحداث الدامية كانت سببا في تسهيل مهمة فتح مصر ، حيث كان بنيامين يرسل رسائل من مخبأه إلى شعب الكنيسة الأرثوذوكسية يدعو فيها الأقباط إلى أن يلتفوا حول عمرو بن العاص ، و أن يساعدوا جيشه بكل ما يستطيعون .. ، فهو السبيل الوحيد ليتخلصوا من هذا الاضطهاد الروماني البغيض ..
🌿 .. ، لذلك كان الكثيرون من أهل المدن المصرية ( الأقباط ) يستقبلون جيش سيدنا / عمرو بالحفاوة و الترحاب .. ، و يظهرون له علامات الفرح البالغ بقدومه إلى أرض مصر ..!!
⚡ .. ، و الحقيقة أنه لم يكن كل الأقباط فرحين بقدوم المسلمين بهذا الشكل.. ، بل انقسم الأقباط في ردود أفعالهم تجاه الفتح الإسلامي إلى ثلاثة مواقف ...
..... سنتعرف عليها في الحلقة القادمة بإذن الله .....
........ فتابعونا .........
🔻 بسام محرم 🔻
(( أيها الناس ..... اتقوا الله في أنفسكم ..
.. ، فقد ابتليت بكم ، و ابتليتم بي ..
.. ، فلا أدري أهو سخط من الله علي دونكم ..
، أم سخط منه عليكم دوني .؟!!
أيها الناس .. استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ..
و سلوه من فضله ..
، و استسقوا سقيا رحمة ..
، .. هلموا فلندع الله أن يصلح قلوبنا ، و أن يرحمنا
، و أن يرفع عنا البلاء ..... ))
🌿 .. ، ثم رفع الفاروق يديه بالدعاء .. ، و الناس يؤمنون وراءه .. فقال في دعائه :
💞 (( اللهم لا تهلكنا بالسنين .. و ارفع عنا البلاء )) 💞
.. ، فأخذ يرددها في .. خوف و انكسار .. حتى بكى ، و أبكى معه الناس جميعا .. ، بكوابكاء حارا طويلا ، و أظهروا لله فقرهم و حاجتهم إليه .. ، فهذا ( #التضرع ) هو سبيل النجاة الذي أكد عليه الملك سبحانه في كتابه حين قال :
✨ (( و لقد أخذناهم بالعذاب ، فما استكانوا لربهم ،
و ما يتضرعون )) ✨
.. ، و قال :
(( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ... ))
.. ، فكان عمر رضي الله عنه كلما اجتمع بالمسلمين حثهم على الإكثار من الصلوات ، ومن الدعاء و ( #التضرع ) بين يدي الله ..
🌹 .. و بدأ بنفسه ..
.. ، فكان كل ليلة يصلي العشاء بالناس .. ، ثم يذهب إلى بيته فلا يزال يصلي و يتضرع إلى ثلث الليل الآخر ..
.. ، ثم يخرج و يطوف في طرقات المدينة ، فيطرق الأبواب على الناس ليوقظهم لصلاة الليل في ذلك الوقت الذي ينزل فيه ( #الرحمن ) إلى السماء الدنيا ليغفر للمستغفرين ، و ليغيث المستغيثين ، و ليجيب دعاء السائلين ..
.. ، فكان الناس يلاحظون على عمر بن الخطاب علامات القلق و الاضطراب و هو يطوف في المدينة ، و يسمعونه يقول بصوت وجل :
💔 (( اللهم لا تجعل هلاك
أمة محمد على يدي )) 💔
.. ، حتى أنهم كانوا يقولون :
(( لو لم يرفع عنا هذا البلاء ، لظننا أن عمر سيموت هما لأمر المسلمين )) 😞
🌿 سيدنا عمر بن الخطاب .. و هو من هو ..
صاحب الامتيازات الخاصة : فهو الصحابي الجليل المبشر بالجنة .. ، و هو أفضل البشر بعد الأنبياء ، و بعد أبي بكر ..، و مع كل ذلك .. يدعو و يتضرع .. ، و ينكسر و يستغيث بربه .. ، و يستسقي .. فلا ينزل المطر .. ، و لا يعجل له بإجابة الدعاء .. ، و تستمر المجاعة شهورا طويلة ..
إلا إن سيدنا / عمر لم يقل مرة :
(( قد دعوت فلم يستجب لي ))
.. ، بل ظل مداوما على التضرع و الانكسار بين يدي الله
.. ، فقد كان على يقين بأن الله تعالى حتما سيستجيب
كما وعد .. ، و سينفرج الهم .. ، و كذلك كان المسلمون جميعا على نفس هذا اليقين ..
💖 .. ، و خرج سيدنا / عمر مرة ليستسقي ، ومعه الناس ، و معه ( العباس ) عم النبي صلى الله عليه وسلم .. ، فقال عمر في دعائه :
(( اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا توسلنا إليك بنبينا فتسقنا .. ، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا .. ، فاسقنا ))
🌹 .. ، ثم طلب عمر من العباس أن يدعو الله و يستسقي ..
.. ، و الناس يؤمنون على دعائه ....
🌀 و يطول أمد الصبر .. ، و تمر الليالي ثقيلة و مريرة ..
.. ، فلا يستطيع الناس أن يناموا من شدة صراخ الأطفال
، و بكاء الرضع .. !!!!
🌿 .. ، ثم خرج عمر ليستسقي مرة أخرى ..
.. ، فأخذ يستغفر ، و يستغفر ، و يستغفر .. ، ما زاد على ( الاستغفار ) حتى رجع
.. ، فقال له الناس :
(( يا أمير المؤمنين ....
ما نراك استسقيت .. !!! ))
💖 .. ، فقال لهم :
(( لقد طلبت المطر بمفاتيح السماء التي يستنزل بها المطر ..
.. ، ثم قرأ عليهم قول الله تعالى :
(( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، و يمددكم بأموال
و بنين ، و يجعل لكم جنات
، و يجعل لكم أنهارا ))
🌿 .. ، و تكررت محاولات الاستسقاء .. ، و قد انقطعت كل الأسباب الدنيوية .. ، و أغلقت أمام المسلمين كل الأبواب ..
.. ، فتعلقت قلوبهم بالملك الوهاب ..
🌹 .. ، حتى خرج سيدنا / عمر بالناس يوما ليستسقوا وقد أصابهم الجهد الشديد .. فقد كان ذلك اليوم بعد ثمانية أشهر كاملة من بدء المجاعة .. ، فصلوا ركعتي الاستسقاء ..
.. ، ثم قام عمر منكسرا متذللا بين يدي ربه ، و أخذ يدعو و يقول :
(( اللهم عجزت عنا أنصارنا .. ، و عجز عنا حولنا و قوتنا
.. ، و عجزت عنا أنفسنا ..
، ولا حول ولا قوة إلا بك ..
.. ، اللهم إنا نستغفرك و نستسقيك .. اللهم اسقنا ..
اللهم اسقنا .. اللهم اسقنا .. ، و أحيي العباد و البلاد ... ))
💧 .. ، فما برح عمر من مكانه حتى نزل المطر ..
.. ، و جاء الفرج .... 🙂
و عادت الابتسامات و الضحكات إلى وجوه الناس ...، ..
🌹 فلا تستعجلوا ..
.. ، فالفرج آت آت ..
، و لا تيأسوا من رحمة الله
ولا تتركوا الدعاء أبدا .. 🌹
............. تابعونا ...........
🔻 بسام محرم 🔻
#زمنــــــالعزةـ169
#حصنـــــالإسلامـ58
💥 (( البلاء .. لماذا .. ؟! )) 😒
⁉️ ... ، و لكن السؤال الملح الآن ..
🙁 لماذا يقع كل هذا البلاء العظيم ( أقصد : طاعون عمواس وما وقع فيه من عدد هائل من الوفيات ) على صحابة رسول الله ، و تابعيهم بعد أن بذلوا أرواحهم .. ، وتركوا الدنيا وما فيها وراء ظهورهم لنشر الإسلام في الأرض .... ؟!!!!
😐 .. هل هذا معقول .... ؟!!!
كل هذا البلاء العظيم يقع على أرض الجهاد .. ، و بعد فتح الشام .. ، و بعد تحرير المسجد الأقصى ....؟!!
💔 .. هل هذا جزاءهم على أعمالهم العظيمة التي أخلصوا فيها لله تعالى ... ؟!!!
☹️ .. إن الواحد منا اليوم إذا قام بعبادة فتعب فيها قليلا .. حج أو اعتمر ، أو اعتكف ، أو شارك في الأعمال الدعوية مثلا .. يتوقع بعدها أن الدنيا ستبتسم له .. ، و أن الأرزاق ستنبسط .. ، و أنه لن يرى مكروها في نفسه ولا في أهله وماله أبدا ... !!
⭐ و الجواب :
١ _ أن ( #البلاء ) هو سنة من سنن الله تعالى
( على #الجميع ) .. فهو يصيب ( الصالحين ) كما يصيب ( الفاسقين ) .. ، بل و يصيب ( الأنبياء ) أيضا فيكونون أشد الناس بلاء .. فالله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه ..
.. ، و المؤمن أمره كله له خير .. ، و ليس ذلك إلا للمؤمن ..
٢_ ثم إن الموت في الطاعون هو ( #الشهادة ) التي تمناها الصحابة و التابعون أثناء معارك الفتوحات فلم يدركها معظمهم ..، فمنحهم الله تعالى
( منازل الشهداء ) بهذا الطاعون ..
٣_ و طاعون عمواس أيضا يبعث رسالة إلى المسلمين في كل زمان ومكان .. رسالة تقول لهم :
(( مهما بذلتم و قدمتم للإسلام فلا تظنوا أنكم أنتم الذين تحملون الإسلام على أكتافم و تحمون حماه .. ، إنما الذي يدافع عن الإسلام ويحفظه هو الله وحده ..
فيدافع عنه ويحفظه بنا أو بغيرنا .. أو حتى بغير أحد ..
(( و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ))
🌿 .. ، فقد مات معظم جند الشام بالطاعون حتى خشي المسلمون من أن تضيع منهم تلك البلاد التي ضحوا بكل شيئ من أجل تحريرها إن استغل الرومان تلك الفرصة .. ، فلم يبق في الشام إلا خمسة آلاف مسلم فقط .. ، بينما بقي من الرومان أكثر من مائة ألف مقاتل .. ، و مع ذلك حفظ الله بلاد الشام للإسلام و المسلمين .. حفظها بأن قذف في قلوب الرومان الرعب ، فلم يجرؤوا على مهاجمة المسلمين رغم قلتهم و ضعفهم الشديد .. !!
⭐ (( ولله جنود السماوات
والأرض )) ⭐
🌹 .. ، فالحقيقة .. أنت الذي تحتاج إلى الإسلام .. ، أنت الذي تشرف بالعمل للإسلام ، و الإسلام لا يحتاج إلى أحد ..
.. أنت على ثغر من ثغور الإسلام ، فابذل فيه ما استطعت .. قدر طاقتك .. ، حتى و إن كانت النتائج في نظرك قليلة أو غير مؤثرة .. ، ابذل جهدك ، و كن مطمئنا تماما من أن دين الله لن يضيع أبدا .. مهما ضعفت أعمالنا .. ، و مهما قلت حيلتنا ، و كلت أيادينا ..
.. ، و مهما تخاذل المتخاذلون ، و مكر الماكرون .. ))
(( ويمكرون ويمكر الله
والله خير الماكرين ))
.............. ......... .............
💥 إلى متى ...... ؟!!!!!
📜 .. ، و تتوالى أخبار الطاعون المؤلمة على أمير المؤمنين /عمر بن الخطاب .. ، فبات يؤرقه أمر المسلمين في الشام ..
⚡ .. ، فالأيام و الشهور تمر .. ، و ضحايا الوباء أعدادهم لا تزال في ازدياد مستمر .. ضحايا بالآلاف ..
.. ، و ليس هناك علاج .. !!
.. ، و لا أحد يعرف كيف و متى سينتهى هذا الطاعون .. ؟!!
.. ، و بعد تفكير عميق .. خطرت لسيدنا / عمر فكرة
لعلها أن تكون سببا في التخلص من هذا البلاء ....!!!
... ، فما هي تلك الفكرة ... ؟!!
.................
(( قل الله ينجيكم منها
ومن كل كرب .. ))
🖍️ أرسل سيدنا / عمر بن الخطاب إلى جند الشام بفكرته لمواجهة طاعون #عمواس ،حيث أمرهم بأن يتركوا السهول الوديان ، و أن يرتفعوا جميعا إلى أعالى الجبال ، و إلى الهضاب المرتفعة رجاء أن تكون الأجواء الجبلية صحية أكثر من الأراضي المنخفضة فينقشع الطاعون ...!!
🔻 .. ، و بدأ التنفيذ ...
و أخذ سيدنا عمرو بن العاص ينادي في جند الشام بالانتقال إلى الأماكن المرتفعة .. ، و المسلمون يستجيبون له آملين أن يفرج الله كربهم ، و أن يرفع هذا الوباء ..
🌿 .. ، و بالفعل ....
أخذ طاعون عمواس في الانحسار بعد تنفيذ فكرة #الفاروق / عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ذلك الخليفة الملهم .. !!
.. ، و بدأ المسلمون في التعافي شيئا فشيئا .. حتى ارتفع عنهم الوباء تماما .. بفضل الله و منته .. !!
.. ، ثم أخذ سيدنا / #عمر يرسل المدد تلو المدد لدعم جند الشام بعد أن قضى هذا الطاعون على أكثر من 80 % من جيوش المسلمين بالشام .... !!!
💔 .. ، ثم اشتد المرض على سيدنا / معاذ .. الشاب العالم التقي .. ، و لفظ أنفاسه الأخيرة في مساء تلك الليلة التي خطب فيها .. ، ثم لحقت به زوجته فماتت هي الأخرى بالطاعون .. ، و كان أبوعبيدة بن الجراح قد سبقه للقاء ربه في صباح نفس ذلك اليوم .. !!
😞 .. ، ولما وصلت تلك الأخبار الأليمة إلى عمر بن الخطاب في المدينة بكى بكاء شديدا على فراق الأحبة ..
.. ، ونعى لأهل المدينة استشهاد الجبلين العظيمين :
🌿 أبي عبيدة بن الجراح و
معاذ بن جبل 🌿
رضي الله عنهما
.................. ..............
📜 .. ، ثم أرسل أمير المؤمنين رسالة إلى الشام يكلف فيها سيدنا / يزيد بن أبي سفيان أن يكون هو القائد العام على جيوش المسلمين في الشام ..، وما هي إلا أيام قليلة حتى أصيب سيدنا / يزيد أيضا بالطاعون .. واستشهد .. !!
⚡ .. ، و أصبح التواجد الإسلامي في الشام مهددا بخطر عظيم .. ، فقسم سيدنا / عمر بن الخطاب بلاد الشام إلى قسمين .. ، فجعل سوريا و لبنان تحت إمرة سيدنا /
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ..
.. ، و جعل فلسطين و الأردن تحت إمرة سيدنا /
شرحبيل بن حسنة
.. رضي الله عنه ..
😞 .. ، و بعد أيام قليلة .. لحق سيدنا / شرحبيل بن حسنة هو الآخر برفقائه .... و استشهد بالطاعون ....!!!
💔 .. ، و كذلك استشهد سيدنا (( الفضل بن العباس )) .. ،
😞 و استشهد سيدنا
(( أبو جندل بن سهيل بن عمرو ))
😔 و استشهد عشرة من أبناء سيدنا خالد بن الوليد .. !!
.. رضي الله عنهم أجمعين ..
📜 .. ، فكلف أمير المؤمنين عمر سيدنا /
معاوية بن أبي سفيان بأن يتولى حكم بلاد الشام بالكامل ..
✨ .. ، و ظل سيدنا #معاوية واليا على الشام لمدة عشرين عاما إلى أن تولى الخلافة عندما تنازل له عنها .. سبط رسول الله صلى الله عليه و سلم .. سيدنا / الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و كان ذلك في العام الذى عرف ب
(( عام #الجماعة )) .. كما سنعرف بإذن الله تعالى ..
.............. تابعونا ...........
🔻 بسام محرم 🔻
🌿 .. ، و الفريق الثاني يقول :
(( معك أصحاب رسول الله ، و لا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء ))
.. يعني : حرصا على حياة كبار الصحابة .
⭐ .. ، ثم استشار سيدنا / عمر الأنصار :
.. ، فاختلفوا في الرأي كما فعل المهاجرون .. ، فمعظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا قد سمعوا منه هذا ( الحديث الشريف ) عن الطاعون ، و عن كيفية التعامل معه .. حتى أمير المؤمنين /
عمر بن الخطاب نفسه لم يكن يعرف هذا الحديث ..!!
⭐ .. ، فعرض عمر الأمر على مُهاجِرَة الفتح .. وهم الصحابة الذين تأخر إسلامهم إلى ما بعد فتح مكة ..
.. ، فأجمعوا على رأي واحد .. قالوا :
(( نرى أن ترجع بالناس
، و لا تقدمهم على هذا الوباء ))
🖍️ و لاحظ هنا أن الكل يجتهدون بالرأي بسبب
( غياب النص ) .. ، فطالما غاب النص فالوصول إلى الرأي الصحيح يكون بالاجتهاد ، و ( الشورى ) ..
📜 .. ، أما إذا وجد النص الشرعي
( الصحيح القطعي الدلالة ) ، فلا اجتهاد و لا شورى ..
، إنما يلتزم جميع المسلمين بأن يسلموا و يطيعوا للنص الشرعي .. ، فهكذا تربى صحابة رسول الله على يديه
.. ، فقد قال تعالى :
(( و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ... ))
.. ، وقال سبحانه : (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقول سمعنا و أطعنا ... ))
.. ، فلما كان ( رأي الأغلبية ) ينصح بالرجوع نادى سيدنا / عمر في جيشه قائلا :
(( إني مصبح على ظهر ، فأصبحوا عليه ))
* يعني : تجهزوا للرجوع
إلى المدينة *
🌀 .. ، فتعجب أبو عبيدة بن الجراح من قرار عمر ، و قال له :
(( أفِرارا من قدر الله ... ؟!!! ))
💖 .. ، فرد عليه عمر قائلا :
(( لو غيرك قالها يا أباعبيدة .... !!!!!
نعم .. نفر من قدر الله إلى قدر الله ))
🌿 .. ، ثم ضرب له عمر ( الفاروق ) مثلا توضيحيا رائعا ..
.. ، فقال له :
(( أرأيت لو كانت لك إبل فهبطتَ واديا له عَدوتان
إحداهما خصبة ، و الأخرى جدبة
أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ... ؟؟
.. ، و إن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ... ؟!! ))
🖍️ يعني : راعي الإبل أمامه الاختيار بين مرعى خصب و آخر جدب .. ، فإذا أخذ إبله ( بسوء تصرفه ) لترعى في المرعى الجدب ، فجاعت و ضعفت فهو بقدر الله ..
.. ، و إن أخذ بالأسباب الصحيحة ، و ساق إبله لترعى في المرعى الخضب فتشبع و تسمن و تدر اللبن .. ، فهو أيضا بقدر الله تعالى ..
.. ، فأخذ الإنسان بالأسباب أو عدم أخذه بها ( مسجل ) في قدر الله .. تماما تماما .. كما ( سجلت ) المآلات و النتائج ، و النجاحات و الإخفاقات ..
💖 .. ، فيعلمنا سيدنا / عمر درسا رائعا في العقيدة ، و في الفهم الصحيح لمعنى ( الإيمان بالقدر ) ..الإيمان الذي لا يعطل الطاقات .. ، ولا يقبل العجز و الكسل و الاتكالية ..
✨ و كان الوحيد في جيش عمر الذي يحفظ حديث رسول الله عن الطاعون هو سيدنا / عبد الرحمن بن عوف .. ، و لكنه كان متغيبا عن هذا النقاش في بعض حاجته .. ، ثم حضر ..
🌿 .. ، فلما رأى اختلافهم قال : (( إن عندي من هذا علما .. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم به ( يعني الطاعون ) بأرض ، فلا تقدموا عليه .. ،و إذا وقع بأرض و أنتم بها ، فلا تخرجوا فرارا منه ))
🌀 .. ، فلما سمع عمر هذا الحديث حسم الخلاف .. ، و اتفق الجميع على ضرورة العودة إلى المدينة .. تسليما للنص الشرعي .. ، فعاد أمير المؤمنين ومن معه إلى المدينة ..
.. ، بينما عاد أبو عبيدة بن الجراح و جنده إلى الشام ..
... عادوا إلى قدر الله فيهم .... !!!!
🔻 .. ، و لكن .. كيف مرت تلك الشهور العصيبة ..
.. شهور الطاعون على جند الشام ..؟!!
.......... تابعونا ........
🔻 بسام محرم 🔻
#زمنـــــــالعزةـ173
#حصنـــــالإسلامـ62
💖 (( #سيف الحب )) 💖
✨ انقسم #الأقباط في مواقفهم من الفتح الإسلامي إلى
ثلاثة طوائف :
١_ طائفة المؤيدين الفرحين ..
٢_ و طائفة كانت لا تزال تعتقد أن الرومان هم الأقوى ، و بالتالي فعليهم أن يقفوا معهم ضد المسلمين .. ، و لعل ( الإعلام الفاسد ) وقتها استطاع أن يشوه صورة ( المسلمين ) في أذهان تلك الطائفة من الأقباط ، و يخوفهم من العواقب الوخيمة التي ستلحق بمصر بسبب هذا ( الفتح الإسلامي ) .. ، حتى تصوروا أن حكم الرومان .. على الرغم من كل مساوئه و ظلمه و فساده الطافح .. سيكون ( أرحم ) بكثير من أن يصبحوا ( مثل سوريا والعراق ) .. !!
٣_ أما الفريق الثالث من الأقباط فكان
(( حزب #الكنبة )) .. الذي لا مع هؤلاء و لا مع هؤلاء .. فكانوا يتابعون المشهد من بعيد ( على شاشات الأخبار ) دون أية مشاركة فعالة .. ، و ينتظرون ما ستسفر عنه الأحداث .. !!
........... ........... ..........
💞 (( #الإسلام
انتشر بالحب )) 💞
🐴 وصل عمرو بن العاص بجيشه الصغير .. 4000 مسلم .. إلى مدينة #العريش ، و فتحها بسهولة فلم تكن فيها إلا قوات رومانية صغيرة .. !!
🌀 .. ، ثم تحرك بعدها إلى مدينة كانت قديما تسمى #الفرما ، و حاصرها شهرا .. فقد كان فيها 10 آلاف مقاتل روماني .. ، ثم فتحها أيضا ... !!
🔻 .. ، و وصلت أخبار توغل عمرو بن العاص في أرض سيناء إلى المقوقس في العاصمة ( #الأسكندرية ) .. ، فكان أمامه أحد خيارين :
⚡ إما أن يحشد له قوات ضخمة في سيناء ليوقف زحفه ..
⚡ .. ، أو أن يجهز لمعركة فاصلة معه عندما يصل إلى قلب مصر ..!!
🌀 .. ، و اختار #المقوقس الخيار الثاني لأسباب : منها ..
أن عمرو بن العاص كان في سيناء قريبا جدا من القوات الإسلامية التي في الشام ، و التي يمكن أن ترسل له مددا عظيما في أسرع وقت .. ، فأراد المقوقس أن يتركه يتوغل في مصر ليبعده عن المدد ..
#ثانيا : المسلمون لا يزالون يشعرون بنشوة الانتصارات التي حققوها في الشام ، و معنوياتهم مرتفعة جدا .. ، فأراد المقوقس أن يستنزف قوتهم بمعارك صغيرة حتى يصلوا إليه منهكين في قلب مصر .. ، فيسهل القضاء عليهم ...!!!!
#ثالثا : المقوقس كان يخاف أن يذهب بكل قوته إلى سيناء ، و يترك العاصمة ( الأسكندرية ) ، و المدن الاستراتيجية الأخرى في الدلتا ، فقد يستغل الأقباط ( الناقمون ) تلك الفرصة للانقلاب على الحكم الروماني ، و السيطرة على تلك المدن الهامة ...!!!
.. لذلك كله قرر المقوقس أن تكون المعركة الفاصلة مع
عمرو بن العاص عند حصن #بابليون
( الذي يقع حاليا في القاهرة .. في مصر القديمة )
.. ، و بالفعل ...
بدأ المقوقس يحشد حشودا ضخمة في هذا الحصن المنيع ليستأصل جيش المسلمين نهائيا من على أرض مصر ... !!!
.................. ........... ......
🌿 #أرمانوسة 🌿
.. ، و انطلق عمرو بن العاص .. و كان قد بلغ ( #السبعين ) من عمره وقتها .. انطلق إلى حصن #بلبيس ، وحاصره شهرا كاملا حتى تمكن أخيرا من فتحه #عنوة :
( يعني بعد قتال و ليس صلحا )
.. ، و بذلك أصبح كل ما ذلك الحصن من أموال .. ، و ديار .. ، و أراضي ملكا للمسلمين .. ، و أصبح من في الحصن من نساء الرومان ، و ذراريهم سبي يقسمه قائد الجيش علي جند المسلمين .. ، فأصيبت النساء و الجواري اللاتي داخل الحصن بالذعر ، و خشين على أنفسهن من جند المسلمين .. ، فقد ظنن أن المسلمين كالرومان إذا استولوا على بلد فإنهم ينتهكون الأعراض ، و يغتصبون النساء .. !!!
.. ، و كان من بين هؤلاء النساء ( #أرمانوسة ) ابنة المقوقس .. ، فأخذت تطمئن النسوة ، و تأكد لهن أن المسلمين ( أصحاب دين ، و أخلاق ) ، ولا يمكن أن يمسوهن بسوء .. ، ثم قالت لهن كلاما عجيبا ..... قالت :
(( لَأن تخاف المرأة على عفتها من أبيها ، أقرب من أن تخاف عليها من أصحاب النبي محمد ))
.. ، و تفاجأ عمرو بن العاص بوجود ( أرمانوسة ) في الحصن .. ، فهو يعلم جيدا أن المقوقس قد يصاب
( بجلطة في المخ ) إذا وصله الخبر بأن ابنته الحبيبة
قد سقطت في أيدي المسلمين ، و أصبحت أمة تباع و تشترى ... !!!!
.. ، و لكن سيدنا / عمرو أراد أن يرد الجميل ..
.. ، فقد تذكر كيف أحسن المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و تذكر هداياه له .. ، فقرر أن يعيد ( أرمانوسة ) معززة مكرمة إلى أبيها .. في حراسة فرقة من جنوده ..
، و ترك لها كل أموالها ، و مجوهراتها ، و جواريها .... !!
.. ، ثم واصل سيدنا / عمرو توغله في قلب مصر ليفتح الحصون الرومانية المنتشرة في الدلتا ، حتى يتمكن بعدها من الزحف نحو العاصمة .... #الأسكندرية ...!!!
........… تابعونا ........
🔻 بسام محرم 🔻
#زمنــــــــــالعزةـ172
#حصنـــــــالإسلامـ61
💥 (( الأقباط تحت
الحكم الروماني )) 💥
⁉️ لقد مر الاضطهاد الديني للمصريين #لأقباط أثناء حكم الرومان بعدة مراحل متصلة :
🌀 المرحلة الأولى : و استمرت حوالي ( 150 عاما ) بدأت باعتناق الأقباط للديانة ( النصرانية ) في القرن الأول الميلادي .. ، بينما ظل الرومان على ( #الوثنية ) ..
.. ، فقد اعتبر الرومان أن اعتناق النصرانية ( جريمة ) يعاقب من يرتكبها بأشد العقوبات .. !!!
... ، و اتهم حكام الرومان هؤلاء الأقباط الذين تنصروا بأنهم
يفسدون عقائد الناس ، و يهددون أمن و استقرار البلاد ..
.. ، فمنعوا اجتماعاتهم .. ، و لاحقوهم أمنيا .. ، و مارسوا عليهم ألوان القمع و الاضطهاد الشديد الذي بلغ أقصاه في عهد الإمبراطور الروماني ( #دقلديانوس ) .. !!
.. ، فقامت الثورات ، و حركات المقاومة الشعبية من الأقباط في مصر ضد هذا الحكم الروماني الجائر .. ، و اصطدموا مع الأمن ( الروماني ) .. ، و أسفر ذلك عن عدد كبير من القتلى في صفوف الأقباط ، فسموهم ( #الشهداء ) .. !!
📜 فهل سمعت يوما عن واحد من شهداء الأقباط
هؤلاء قتل على أيدي المسلمين الأوائل .. ؟!! 🌎
........... ........... ........... .
🌀 المرحلة الثانية : و استمرت حوالي ( 100 عام ) بدأت باعتناق الإمبراطور الروماني ( قسطنطين الأول ) للنصرانية ، و إصداره لمرسوم رسمي في عام 343 ميلادية يؤكد فيه أن ( #النصرانية ) دين مسموح به ضمن ديانات أخرى داخل الإمبراطورية الرومانية ..
.. ، و بعدها ..
و في عام 380 م . :
تم إصدار مرسوم رسمي آخر يعتبر ( النصرانية ) هي الديانة الرسمية للرومان ، و يحرم ( الوثنية ) ..!!
.. ، فهل أوقف تحول الرومان إلى النصرانية ذلك الصراع و الاضطهاد الدائم للأقباط .. ؟
.. أبدا ... رغم أنهم أصبحوا على ( نفس الدين ) ....!!!!
✨ .. ، و السبب في ذلك هو النزاع الذي نشأ بينهما بسبب اختلافهم حول صفات ( المسيح ) ..
.. هل هو بشر مخلوق
( تجسد فيه الرب ) ..
.. ، أم هو ابن الرب ... ؟!!!!
⚡ .. ، و طال الجدال و النزاع بين كنيسة القسطنطينية
، و بين كنيسة الأقباط في ( الأسكندرية ) على فهم عقيدة ( ابن الإله ) ، فقد كان الأقباط متمسكين بشدة بمذهبهم الديني ، حتى و إن ماتوا في سبيل الدفاع عنه .. !!
💥 .. ، و بلغ اضطهاد الأقباط مداه في أواسط القرن الخامس الميلادي .. ، و كثر القتلى و الضحايا ، و أصبح الوضع مأساويا بمعنى الكلمة ..!!
💧 .. ، و هنا .. رأى الإمبراطور الروماني ( #مرقيان ) .. الحاكم وقتها .. ضرورة فض هذا الصراع الدامي بين الأقباط ، و الرومان بأي شكل حتى لا تضيع مصالح الرومان في مصر ..
.. ، فدعا لعقد مؤتمر كنَسي موسع في كنيسة لقسطنطينية يحضره كبار الأساقفة و القساوسة لإنهاء هذا النزاع الدائر حول ( طبيعة المسيح ) .. ، و كانت نتيجة هذا الاجتماع الكَنسي أن أنكر قساوسة الرومان عقيدة الأقباط ( المصريين ) في المسيح .. ، و اعتبروا كل من يؤمن بتلك العقيدة القبطية ( كافرا ) .. !!
.. ، كما قرروا حرمان بطريرك الأسكندرية من منصبه ..
.. ، و سموا أقباط مصر جميعا باسم :
(( الخارجين عن الدين الصحيح ))
.. ، ففشلت بذلك محاولة الإمبراطور ( مرقيان ) فشلا ذريعا .. ، و انتقل الأقباط بعدها إلى المرحلة الثالثة من مراحل الاضطهاد الديني ..... !!
.............. ............ ......
🌀 المرحلة الثالثة : حيث انفجر بركان الغضب بين الأقباط
بعد هذا الاجتماع الكنسي الذي اتهمهم بالكفر ..
.. ، و ردا على تصريحات كنيسة القسطنطينية التي وصفت الأقباط ب (( الخارجين عن الدين الصحيح )) قام الأقباط بتسمية أنفسهم (( #الأرثوذكس )) ..
.. ، و هي كلمة تعني :
(( أتباع الدين الصحيح )) .. !!
.. ، كما قرر الأقباط إلغاء استخدام اللغة ( الرومانية ) في طقوسهم و شعائرهم الدينية ، و استبدلوها باللغة ( القبطية ) ، و قامت الثورات و الاحتجاجات في كل أرجاء مصر .. ، فوصف الرومان ثورات ( الأرثوذكس )
بالحركات الإنفصالية التي تسعى لقلب نظام الحكم .. ، و أذاقوهم كؤوس العذاب .. ، و أريقت دماء أعداد هائلة من ( الأرثوذكس ) على أرض مصر .. !!!!
.............. ........... ..........
🌀 المرحلة الرابعة : و كانت مرحلة قصيرة جدا
، و لكنها لطيفة .. ، بدأت باعتلاء (( #هرقل )) لعرش الإمبراطورية البيزنطية في سنة 630 ميلادية ..
.. ، فقد رأى هرقل أن يسعى لحل هذا الخلاف المذهبي الدامي أملا في أن يحقق لمصر و للأقباط في عهده السلام و الأمان الذي كانوا ينتظرونه منذ ( مئات السنين ) .... !!!!
#زمنــــــــالعزةـ171
#حصنــــــالإسلامـ60
🌿 (( مصر .. لماذا .. ؟!! )) 🌿
⭐ كانت لمصر أهمية إستراتيجية كبرى في زمن الرومان ،
فهي أرض الخير الغنية بالموارد ، و التي تمد الإمبراطوية بالقمح و الكساء و الغذاء ، كما أن الرومان كانوا يمتصون دماء الشعب المصري ( المطحون دائما ) بالضرائب التعسفية الباهظة على أي شيء و على كل شيء .... !!!!
🌀 أيضا ......
بسبب موقعها الجغرافي المتميز ، و الذي جعل لها أهمية تجارية كبيرة بين دول العالم .. ، فمدينة الأسكندرية
( و هي عاصمة مصر وقتها ) كانت من أهم المراكز التجارية العالمية .. ، وتلك المراكز التجارية العالمية كانت تعد على أصابع اليد الواحدة في ذلك العصر .. ، لذلك فالأسكندرية كانت أهم مدينة عند الرومان بعد عاصمتهم القسطنطينية ( #استامبول حاليا )
⚡ .. ، فكان لزاما على أمير / المؤمنين عمر بن الخطاب أن يفتح #مصر خاصة بعد هذا النجاح المبهر الذي حققته الجيوش الإسلامية في فتوحات بلاد الشام ..
.. ، و ذلك لعدة أسباب :
١_ توجد في مصر قوات رومانية كبيرة العدد ، و مجاورتها للشام تجعلها ( البوابة ) التي يمكن أن تخرج منها الجيوش الرومانية للإغارة على الشام ( برا و بحرا ) لاستعادتها من أيدي المسلمين ..!!!
٢ _ كما أن ( فتح مصر ) سيحدث ضربة إقتصادية قاصمة لظهر الإمبراطوية الرومانية ..
٣ _ أضف إلى كل ذلك
(( الاضطهاد الديني الرهيب للأقباط المصريين )) ، و ما كانوا يمارسه الرومان معهم من القمع و التعذيب ، و الذي كان قد وصل إلى أقصى مدى يمكن أن تتخيله في السنين الأخيرة التي سبقت الفتح الإسلامي .. ، فقد كان الأقباط يتطلعون إلى من ينقذهم من ذلك العذاب ، و استبشروا خيرا عندما سمعوا عن سماحة المسلمين مع نصارى الشام .. ، و سنذكر ذلك بالتفصيل إن شاء الله حتى يعرف الجميع ماذا قدم الإسلام لمصر و الأقباط .. ؟!!!
٤_ و لا يمكن أن ننسى السبب الأهم لفتح مصر ، و هو نشر ( دين الحق ) في ربوع الأرض .. ، فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بفتح مصر فقال :
(( إنكم ستفتحون مصر ، و هي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لها ذمة ورحما ))
.. روا مسلم ..
.. ، و لذلك كله أصدر أمير المؤمنين / عمر تعليماته إلى سيدنا / عمرو بن العاص بعد فتحه لبيت المقدس أن يتحرك بجيشه الصغير ( الذي لا يتجاوز الأربعة آلاف مقاتل )
لفتح مصر .. ، وكان ذلك في عام 18 هجرية ..
.. ، و كانت تلك هي رغبة عمرو بن العاص أيضا .. ، فسارع بلا تردد لتنفيذ المهمة رغم قلة العدد و العتاد ... !!
.......... ............ ...........
💥 (( ألوان العذاب )) 💥
🌎 لك أن تتخيل 600 عام كاملة من التعذيب و التقتيل و الاضطهاد المتواصل للمصريين ( الأقباط ) منذ بداية الاحتلال الروماني لمصر في عام 31 قبل الميلاد .. !!
📜 ملحوظة هامة :
كلمة ( قبطي ) كانت تطلق قديما على من كان يعيش في مصر .. بغض النظر عن ديانته .. ، فكلمة ( قبط ) في العصر الروماني ظهرت نتيجة لعدة تغييرات طرأت على نطق كلمة ( إيجيبت ) عبر مئات السنين .. ، تماما كما نسمي من يعيش في جزيرة العرب ( عربي ) .. ، ومن يسكن بلاد الشام نقول له ( شامي ) ..
.. ، ومن كان من بلاد فارس يقال له ( فارسي ) ألخ
.. ، فكان القبطي إذا دخل في الإسلام بعد الفتح يطلق عليه ( قبطي مسلم ) ..
........... تابعونا ..........
🔻 بسام محرم 🔻
#زمنــــــــــــالعزةـ170
#حصنـــــــــالإسلامـ59
😔 (( #آلام .. و #آمال )) 🙂
🌀 تلك هي الحياة .. أفراح ثم أحزان .. آلام بعد آمال ..
حتى في ذلك الزمن الجميل .. ( زمن العزة ) ..
.. ، فهي سنة الله في خلقه التي لا تتغير و لا تتبدل ..
.. ، و ذلك لتظهر معادن الناس .. ، فنعرف الصادق من الكاذب .. ، و المؤمن من المنافق ..
🌿 (( ونبلوكم بالشر والخير فتنة )) 🌿
🌹 .. ، فالله سبحانه ليس بخيلا .. ، و ليس فقيرا كما زعمت اليهود .. ، حاشاه .. ، بل هو الغني الحميد ..
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح :
(( يمين الله ملأى .. لا يغيضها نفقة .. سحاء الليل والنهار .. أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات و الأرض .. فإنه لم يغض ما في يمينه ))
............. ........... ............
⚡ (( .. في #مخمصة .. )) 😔
💔 بعد عودة الناس من موسم الحج في آخر سنة 17 هجرية حبس المطر في السماء .. ، و أجدبت الأرض فصارت سوداء كالرماد .. ، فتعرض أهلَ المدينة و ما حولها من المدن إلى مجاعة عظيمة .. ، فهلكت الماشية .. ، و أصبح المسلمون لا يجدون ( القوت الضروري ).. ، و كان أمير المؤمنين /
عمر بن الخطاب يسير في طرقات المدينة ليتفقد أحوال رعيته فلا يرى ضاحكا .. ، ولا يسمع كلاما .. ، فقد كان الناس في كرب عظيم أسكتهم عن الكلام ...!!!
.. ، و استمرت تلك المخمصة تسعة أشهر كاملة ..
.. ، و لذلك سمي عام 18 هجرية بعام الرمادة
.. ، و في مثل تلك ( الأزمات الطاحنة ) تظهر مصداقية الحاكم .. الذي يعرف أنه المسئول عن رعيته .. ، فقد كان أمير المؤمنين/ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يواسي المسلمين في عام الرمادة ( بنفسه ) .. ، و ليس بالكلام المعسول .. ، و الابتسامة الباردة .. ، و النظرات المنافقة .. !!
.. ، فقد عزم ( الفاروق ) على ألا يأكل إلا مما يجده أبسط مسلم في تلك المجاعة .. ، عزم ألا يأكل إلا ( الزيت ) ... !!!
.. ، و يروي لنا سيدنا / أنس بن مالك رضي الله عنه أنهم كانوا يسمعون صوت ( بطن أمير المؤمنين تقرقر ) من كثرة ما كان يأكل من الزيت في تلك المجاعة .. ، فكان سيدنا /
عمر ينقر على بطنه بأصبعه .. ، و يقول :
(( تقرقر تقرقرك ..
.. إنه ليس لك عندنا غيره .. حتى يحيا الناس ))
🌀 .. ، و لا تظن أن ( الطاعون ) ، و ( القحط ) كان شرا محضا .. ، و لكن هناك الكثير من ( الحكم الإلهية ) ، و الفوائد من وراء تلك الأحداث المؤلمة ..
.. ، فنرى مثلا : كيف كان الحاكم المسلم ( الراعي )
يدير الأزمات ..؟!
⭐ .. ، و نتعلم من المسلمين الأوائل ( الرعية ) كيف كانوا يواجهون الشدائد و الابتلاءات .. ؟!!
🌎 لقد أخذ أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكل الأسباب الممكنة حتى ينقذ #شعبه الجائع من الهلاك
.. ، فبعد أن بدأ بنفسه .. ، أمر أهل الأرياف حول المدينة أن يرسلوا كل ما يستطيعون من الطعام لإغاثة إخوانهم الذين يموتون جوعا .. ، فقد كان عند أهل الأرياف مخزون من الطعام في بداية المجاعة .. ، و رغم حاجتهم الشديدة لهذا الفائض من الطعام لأنفسهم ، و لأولادهم تحسبا للأيام القادمة .. ، فلا أحد يعرف متى ستنتهي تلك المجاعة .. ؟!!
رغم ذلك استجاب أهل الأرياف .. ، و توافدت على المدينة أعداد كبيرة من الإبل المحملة بالقمح والزيت ..
😔 .. ، حتى نفد كل ما في الأرياف ، و جاعوا كما جاع
أهل المدن .. ، و اضطر الناس إلى أن يأكلوا الجرابيع و الفئران من شدة الجوع ... !!
📜 .. ، فكتب عمر إلى والي العراق سيدنا /
سعد بن أبي وقاص ..
، و إلى والي الشام سيدنا /
معاوية بن أبي سفيان يطلب منهم أن يبعثوا إليه ما استطاعوا من المؤن و الطعام .. ، فسارعوا في إرسال القوافل المحملة .. ، فأنقذ ذلك ( التكافل الاجتماعي ) كثيرا من المسلمين كانوا على وشك الهلاك المحقق ..
💥 .. ، ولكن لا يزال البلاء مستمرا ..
.. ، و قد طالت الأيام و الليالي على المسلمين الجائعين
.. ، فكانوا يقلبون وجوههم في السماء يترقبون
سحائب الفرج .... !!!!
🌿 .. ، فهل يمكن أن ينام ( الراعي ) الآن قرير العين مرتاح البال .. ، ثم يخرج ليقول لشعبه البائس الجائع :
(( قد بذلت كل ما بوسعي ..
.. ، و هذه المصيبة فوق طاقتنا و إمكاناتنا .. فماذا أفعل لكم أكثر من ذلك .. ؟!! ))
..................
🌿 (( فلولا إذ جاءهم
بأسنا تضرعوا )) 🌿
💔 أخذ أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب بكل الأسباب الممكنة لإغاثة شعبه الجائع .. ، و لكنه كان على يقين أن أعظم تلك الأسباب على الإطلاق هو أن يلجأ الجميع إلى رب العزة سبحانه .. فهو الذي بيده الأمر ، و هو الذي بيده الخير ..
.. ، و كان المسلمون جميعا يؤمنون بأن الله وحده هو الذي سينجيهم (( قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب .. ))
🔻 .. ، لذلك قام عمر بن الخطاب و خطب في الناس ليحثهم على اللجوء إلى الله تعالى .. ، و على التوبة من كل ذنب .. فقال لهم :
.. ، و بتلك الإمدادات المتتابعة وصلت أعداد المسلمين في الشام إلى 17 ألف مقاتل .. ، فبدأ والي الشام سيدنا /
معاوية بن أبي سفيان يخطط لفتح آخر معاقل الرومان في الشام و هي مدينة قيسارية ، و التي كان يتحصن فيها حوالي 120 ألف مقاتل روماني .. !!
....... .......... ....................
⭐ (( #قيسارية )) ⭐
🌀 .. و بعد انتهاء طاعون عمواس في سنة 18 هجرية ..
أطلق أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب شرارة البدء لاستكمال الفتوحات الإسلامية .. ، فقد أصدر تعليماته إلى
سيدنا / عمرو بن العاص بأن يتحرك بجيشه لفتح مصر ..
.. ، كما أذِن لسيدنا / #معاوية بن أبي سفيان ( والي الشام ) أن يتحرك بجيوشه لفتح مدينة قيسارية .. ، فحاصرها معاوية و شدد عليها الحصار .. ، و لكنها استعصت عليه .. فقد كانت شديدة التحصين .. !!
.. ، و استمر حصار المدينة ( سنة كاملة ) .. ، و تعرض المسلمون أثناء ذلك الحصار لظروف شديدة القسوة حينما دخل عليهم فصل الشتاء .. حيث الجليد و البرد القارس و موجات السقيع التي كانت لا تحتمل .. ، هذا بالإضافة إلى قلة الطعام و الجوع الذي كان يعض بطونهم بسبب طول مدة الحصار ....!!!
💥 .. ، بينما كان جند الرومان في داخل حصن قيسارية يتنعمون بالدفء ، و عندهم طعامهم و شرابهم .. ، و كانوا مطمئنين تماما بأنه لا يمكن لتلك الشرذمة القليلة الجائعة من المسلمين أن تتمكن من فتح ذلك الحصن المنيع .. خاصة و أن أعداد الرومان في قيسارية كان عشرة أضعاف عدد المسلمين .. !!!
.. ، و رغم كل ذلك صبر المسلمون .. و صابروا .. و رابطوا
.. ، و كانوا موقنين بالنصر .. متوكلين على الله ..مصرين على فتح تلك المدينة وطرد الرومان نهائيا من بلاد الشام ..
.. ، ثم جاءهم الفرج من حيث لم يحتسبوا .... !!
✨ .. ، فقد فوجئ سيدنا / #معاوية في إحدى الليالي برجل يهودي من أهالي قيساريةيخرج من الحصن متخفيا ، و يطلب مقابلته .. ، ثم عرض عليه أن يخبره عن سرداب سري يوصل إلى داخل الحصن مقابل أن يعطيه الأمان على نفسه و ماله .... !!!
.. ، فأعطاه سيدنا معاوية الأمان .. ، و بالفعل دلهم ذلك اليهودي على مكان السرداب ..
🐴 .. ، و في وقت متأخر من الليل ..
أمر سيدنا معاوية فرقة من جيشه أن يتسللوا خلال ذلك السرداب إلى داخل المدينة ، ثم يفتحوا أبواب الحصن ليدخل باقي الجيش ..
.. ، وتمت المهمة بنجاح ....!! 🙂
🔻 .. ، و اقتحم سيدنا معاوية بجيشه حصن قيسارية في ظلمة الليل .. ، و دار قتال عنيف داخل المدينة ..
قتال غير متكافئ بالمرة لا في العدد ، و لا في العتاد ...!!!
.. ، و لكن عنصر المفاجأة كان في صالح الجيش الإسلامي لأن معظم جيش الرومان كانوا ( #نائمين ) في ذلك الوقت المتأخر من الليل .. ، و لم يستيقظوا إلا على أصوات التكبيرات ، و سيوف المسلمين على رقابهم .... !!!
⚡ .. ، و استطاع المسلمون أن يقتلوا من جيش الرومان الضخم في تلك الليلة 80 ألفا .. !!!
.. ، و فر الأربعون ألف الباقون .. ، و لكن سيدنا معاوية تتبع هؤلاء الفلول ، و قاتلهم حتى قتل منهم 20 ألفا .. !!
🖍️ يعني .. لم ينج من ال 120 ألف جندي روماني
إلا عشرون ألفا فقط ..
فسبحان الله العظيم ... !!!
⭐ لقد كان (( فتح قيسارية )) يوما عظيما من أيام الله تعالى ، أنجز فيه للمسلمين وعده .. ، و نصر أولياءه .. ، و هزم الأحزاب وحده .. لا إله إلا الله .. !!!
📜 و وصلت تلك الأخبار السارة إلى أمير المؤمنين /
عمر بن الخطاب في المدينة .. ، فكان هذا اليوم هو أسعد يوم مر على المسلمين بعد مأساة الطاعون الأليمة ..
.. ، فأخذ أهل المدينة يكبرون من شدة الفرح .. فلقد أصبحت الشام ( بالكامل ) بلاد إسلام .. و إلى يوم القيامة
.. ، أصبحت
(( عقر دار المؤمنين )) كما بشر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته .... !!!
........... ............ ......
💔 و لم يكن طاعون عمواس هو البلاء الوحيد الذي تعرض له المسلمون في تلك السنة .. ، فقد أصاب جزيرة العرب قحط شديد .. انقطع المطر ، و جفت الأرض ، و هلك الزرع ، و لذلك سمي هذا العام بعام الرمادة .. !!
🌀 ... ، و لكن ما هي تفاصيل القصة .. ؟!!
... ، و كيف تعامل أمير المؤمنين مع هذا البلاء .. ؟!!
.............. تابعونا ...........
🔻 بسام محرم 🔻
#زمنـــــــــــالعزةـ168
#حصنــــــــالإسلامـ57
💔 (( وداعا ...
... أمين الأمة )) 😞
💞 كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحب سيدنا /
أبا عبيدة بن الجراح حبا عظيما و يعرف له قدره و مكانته الكبيرة في الإسلام .. ، فهو من السابقين الأولين .. ، و هو من العشرة المبشرين بالجنة.. ، و سيدنا / عمر كان يثق فيه ثقة كبيرة ..
.. ، حتى أنه قال عنه يوما :
💖 (( لو كنت متمنيا .. ، لتمنين دارا مملوءة رجالا
مثل أبي عبيدة بن الجراح )) 💖
🌀 .. ، و لأن أبا عبيدة كان في أرض الطاعون ، فقد خشي سيدنا / عمرأن تحرم الأمة الإسلامية من هذا الصحابي المبارك .. (( أمين الأمة )) .. ، فأرسل إليه رسالة يستدعيه فيها ليعود إلى المدينة و يترك الشام .. مدعيا أنه محتاج إليه إلى جواره لمناقشة بعض الأمور الهامة للدولة ..
.. ، و لم يصرح له في رسالته عن السبب الحقيقي من وراء هذا الاستدعاء العاجل ..
🔻 .. ، ولكن أبا عبيدة فهم مقصد عمر .. ، فرد عليه برسالة
قال فيها :
(( ... يا أمير المؤمنين .. قد عرفت حاجتك إلي
.. ، وإني في جند من المسلمين لا أُجنب نفسي عنهم رغبة عنهم .. ، ولن أفارقهم حتى يقضي الله عز وجل أمره و قضاءه فينا .. ، فدعني في جندي يا أمير المؤمنين ))
🌿 سبحان الله العظيم 🌿
يضيع سيدنا / أبو عبيدة تلك الفرصة للنجاة ، و يقرر أن يبقى في أرض الطاعون .. رغم أنه يرى أصحابه و جنوده يموتون بين يديه ( بالمئات كل يوم ) .. ، و يعلم جيدا أن حياته مهددة .. ،و لكنه شعور القائد (( الأمين )) الذي يعي جيدا حجم مسئوليته و واجبه تجاه رعيته في الأزمات .. ، حتى ولو كان الثمن هو حياته .... !!!
📜 .. ، لما وصلت رسالة أبي عبيدة و قرأها سيدنا عمر ..
بكى بكاء حارا .. ، فقد شعر بأنه سيأتيه نعي أبي عبيدة قريبا ... !!!!
.. ، و بالفعل ....
⚡ أصيب أبو عبيدة بن الجراح بالطاعون .. ، و ظهرت عليه أعراض المرض .. ، و كانت إذا ظهرت على شخص فإنه يموت بعدها بأقل من أسبوع .. !!
.. ، فتهيأ (( أمين الأمة )) للقاء الله تعالى ..
.. ، و أراد أن يوصي المسلمين في الشام بوصاياه الأخيرة
.. ، فخرج و خطب فيهم قائلا :
(( أيها الناس أقيموا الصلاة .. ، و صوموا رمضان ..
، و تصدقوا .. ، و حجوا .. ، و تواصوا .. ، و انصحوا أمراءكم و لا تغشوهم .. ، ولا تلهكم الدنيا .. فلو أن أحدا عمر فيها ألف عام ما كان له من بد أن يصير إلى مصرعي هذا الذي ترون .. ، فالله قد كتب الموت على بني آدم .. فهم ميتون .. ، و أكيسهم أطوعهم لربه .. ، و أكثرهم عملا ليوم ميعاده .. ، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... ))
🖍️ .. ، ثم استخلف على جند الشام من بعده الصحابي الجليل / معاذ بن جبل رضي الله عنه .. ، و كان شابا في الثلاثينات من عمره .. ، و لكن يكفيه شرفا أنه أعلم الناس بالحلال و الحرام كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
💔 .. ، و بعد الخطبة بقليل رحل عن عالمنا
أبوعبيدة بن الجراح عن عمر يناهز ال 58 .. ، استشهد بطاعون عمواس في ( الجابية ) .. على أرض الجهاد .. رضي الله عنه .. !!
................ ..................
😞 (( وداعا... معاذ بن جبل ))
🌿 و قام سيدنا / معاذ بن جبل يخطب في الناس بعد وفاة أمين الأمة ، وقد خيم الحزن على الجميع .. ، فكل منهم يشعر بأنه سيموت خلال أيام بسبب هذا الطاعون القاتل
.. ، و قد ( ظهرت الأعراض ) على الكثيرين منهم بالفعل .. !!
.. ، فقام فيهم سيدنا / معاذ .. و كان هو الآخر يشعر بأن المرض قد تمكن من جسده .. ، و قال لهم :
(( أيها الناس .. توبوا إلى الله توبة نصوحا .. ، و من كان له دين فليقضه .. إن العبد مرتهن بدينه .. ، فاقضوا ديونكم .. ، و من أصبح منكم هاجرا أخاه فليصالحه ))
.. ، وأخذ المسلمون يودعون أبناءهم و أحبابهم ..
.. ، و كان بعضهم .. ممن لا علم لهم .. يقولون :
(( ما هذا الذي أصابنا إلا عذاب و غضب من الله تعالى ))
.. ، و وصل هذا الكلام إلى سيدنا / معاذ بن جبل ..
.. ، فخاف أن يموت الناس و هم يائسون من رحمة الله ، و قد أساءوا الظن به.. ، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك حين قال :
(( لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن بالله ))
😞 .. ، فتحامل سيدنا / معاذ على نفسه .. رغم مرضه .. ليخطب في الناس للمرة الثانية .. في نفس يوم خطبته الأولى .. ، وقال لهم بصوت واهن ضعيف :
(( أيها الناس .. لو أني أعلم أني أقوم فيكم خطيبا بعد مقامي هذا ما تكلفت أن أقوم اليوم لأخطب فيكم للمرة الثانية ..
أيها الناس .. إن الذي وقع عليكم هذا ليس رجزا و عذابا ..
إنما الرجز و الطوفان كان الله عز وجل قد عذب به من قبلكم من الأمم .. ، و لكنها ( الشهادة ) أهداها الله سبحانه وتعالى لكم .... ))
#زمنـــــــالغزةـ167
#حصنـــــــالإسلامـ56
🌀 (( ولنبلونكم ... )) 💥
🐴 عاد أمير المؤمنين / عمر بن الخطاب إلى المدينة بعد أن فتح بيت المقدس ..، و واصل المسلمون فتح البقية الباقية من مدن الشام .. !!
.. ، فاستطاع سيدنا / معاوية بن أبي سفيان بجيشه أن يفتح
مدينة (( طرابلس )) .. ، ثم تحرك إلى (( يافا )) و فتحها بعد أن حاصرها أياما ..
.. ، و بذلك تكون كل مدن الشام قد فتحت ..
.. عدا مدينة واحدة فقط ...
وهي مدينة (( قيسارية )) الحصينة .. !!!
.. ، فقد تحصن في ( قيسارية ) كل من بقي من جند الرومان
على أرض الشام حتى أصبح فيها ما يقرب من 120 ألف مقاتل روماني .. ، و استعصت على المسلمين ..!!
.. ، ثم توقفت الفتوحات لفترة في بلاد الشام هذا العام ..
عام 18 هجرية ..حيث تعرض جند المسلمين في الشام لبلاء عظيم شغلهم عن استكمال الفتوحات ... !!!
.. ، فقد ضرب
( طاعون #عمواس )
بلاد الشام ... !!
* و كان طاعون عمواس أشد على المسلمين من كل ما رأوه من الأهوال أثناء الفتوحات الإسلامية .. ، كان أشد عليهم من نيران الفرس .. ، و أشد من جحافل الروم ... !!
.. ، فبينما كان شهداء اليرموك حوالي 3000 ..
، و شهداء مأساة ( الجسر ) في العراق كانوا 4000
، و شهداء القادسية حوالي 8000 فقط ....
فقد سقط من المسلمين في طاعوس عمواس وحده ما يزيد عن 25 ألف شهيد .. ، و هو أكثر من 80 % من إجمالي أعداد جند المسلمين في الشام .. !!
.. ، و خاف المسلمون من أن تضيع الشام من أيديهم بسبب تلك الجائحة التي عصفت بهم ، و أهلكت معظم الجيش .. !!!
.................... .......
💞 (( شهادة لكل مسلم )) 💞
🌿 #الطاعون : هو كل مرض وبائي يتسبب في قتل العشرات من الناس يوميا .. ، فمثلا وباء ( كورونا ) الذي أصاب العالم في هذا العام يعتبر طاعون ..
.. ، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الطاعون كان من علامات غضب الله تعالى على الأمم السابقة حيث ينزله عليهم إذا أراد أن يعذبهم ..
.. ، أما في ( أمة محمد ) ، فإذا انتشر الطاعون في أرض فكل مسلم مات به فهو ( شهيد ) ... !!
💖 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
⭐ (( الطاعون شهادة
لكل مسلم )) ⭐
.. ، و قال أيضا :
(( الطاعون رجز ، أو عذاب أرسِل على بني إسرائيل ، أو
على من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا
عليه ، وإذا وقع بأرض ، و أنتم بها ، فلا تخرجوا فِرارا منه ))
* رواه مسلم *
🌹 .. و هذا الحديث الثاني من روائع ( الإعجاز العلمي )
في أحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ..
.. ، فالنبي لم ير طاعونا في حياته كلها ، و ليست له خبرة عملية في التعامل معه .. ، و مع ذلك يشرح للعالم
.. و بمنتهى الدقة العلمية .. تلك الطريقة الصحيحة ( والوحيدة ) التي يجب أن يتعامل بها الناس مع أي طاعون .. !!!
.. ، و هي هي نفس الطريقة المتبعة حتى الآن في كل دول العالم المتقدم .. ، و قد شاهد الناس في كل مكان في هذا العام ما قامت به الدول من إجراءات ( الحجر الصحي ) و منع الطيران ، و ( العزل ) للحد من انتشار وباء كورونا ..!!
⚡ .. ، لقد حذر رسول الله في هذا الحديث العظيم من خطورةالشخص
(( حامل الميكروب )) الذي
لا تظهر عليه أعراض المرض ولكنه إذا تحرك من مكان إلى مكان فإنه يساعد على اتساع الرقعة التي ينتشر فيها الطاعون .. ، و تلك المعلومة الطبية لم تعرف في الطب الحديث إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من
( ألف عام ) .... !!!
(( وما ينطق عن الهوى
، إن هو إلا وحي يوحى .. ))
.................... ..........
💥 بدأ طاعون عمواس في مدينة بفلسطين تسمى (( عمواس )) .. ، ثم انتشر انتشارا واسعا بسرعة عجيبة في كل بلاد الشام حتى وصل إلى بعض أجزاء من العراق ..
.. ، فكان المسلمون يُصَلون صلاة الجنازة يوميا .. و بعد كل فريضة .. على العشرات من شهداء الطاعون ..... !!!
.. ، و كان أمير المؤمنين /
عمر بن الخطاب وقتها قد خرج على رأس جيش مدد كان قد أعده لدعم جند الشام وهو
لا يعلم بخبر طاعون عمواس .. ، و بعد أن تحرك مسافة لقيه سيدنا / أبو عبيدة بن الجراح مع عدد من جند الشام ، فأخبروه بأن الطاعون قد وقع بالشام .. ، فتحير عمر في الأمر .. ، و تساءل :
.. هل من الصواب أن نرجع إلى المدينة ...؟!!
.. ، أم نكمل المسير إلى الشام لأن الله قال :
(( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ، هو مولانا ، و على الله فليتوكل المؤمنون )) .. ؟!!!
🌿 .. ، فجمع عمر المهاجرين ليعرف رأيهم في تلك المسألة .. ، فانقسموا إلى فريقين :
فريق قال له : (( قد خرجت لأمر ، ولا نرى أن ترجع عنه ))
يتعمد الصهاينة الملاعين القيام بأعمال حفر مستمرة تحت الجدار الجنوبي للمسجد القِبلي بحثا عن هيكل سليمان المزعوم .. ، و هذا بالطبع يهدد أساسات المسجد القبلي ، و ينذر بانهياره في أي وقت ... !!
............ تابعونا ...........
🔻 بسام محرم 🔻