#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5 @mao777 للتواصل
ستة في سبعة*
(قصة قصيرة)
ــــــــــــــــــ عيدروس نصر
(قصة تاجر الحمير الذي فتح جامعة)
"سوق الخمسة نجوم" هكذا صار يطلق على سوق القات الواقع عند تقاطع شارع العدل مع شارع الزراعة، ربما لجودة نوع القات الذي يعرض فيه وربما لارتفاع أسعار هذا القات، حيث يصل سعر الحزمة الواحدة الى آلاف الريالات.
هكذا وجد الدكتور فائز الخيبة نفسه صدفة وسط هذا السوق في لحظة الذروة من النهار، أي بين الثانية والثالثة بعد الظهر، ليس لغرض شراء القات، فهو قد خاصم القات منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولكنه كان يبحث عن تلفون عمومي لإجراء مكالمة عاجلة.
كان صراخ الباعة والزبائن وتوسلات المتسولين ونفير أبواق السيارات المتزاحمة يخلق ضجيجاً حادًّا يخترق طبلة الأذن، حتى وأن كانت بمتانة جلد الفيل.
كانت المفاجأة عندما استوقفه رجل فارع القامة، ضخم الجثة، تبدو على ملامحه وهندامه علامات البذخ والثراء، رجل في حوالي الثلاثين من العمر كان نازلاً لتوه من سيارة "لاند كروزر" آخر مود يل استطاع بصعوبة أن يدسها وسط زحمة السيارات الواقفة والمارة وتهافت الباعة والزبائن والمتسولين.
- ألستَ الأستاذ فائز الخيبة؟
سأله الرجل ومد يده للمصافحة مبتسماً بودٍّ لا يخلو من الاستعراض والتباهي، وكانت يده الأخرى مشغولة بالتلفون النقال، وعندما أجاب الدكتور بنعم شرع الآخر يسأله عن أحواله وصحته وأخباره ويمطره بسيل من عبارات المجاملة والتقدير المشوب بشيء من التصنُّع والتعالي.
وكان موقف د. فائز في غاية الحرج فهو لم يعرف الرجل ، ولكن كعادته راح يرد له عبارات الشكر والمجاملة والسؤال عن الصحة وبعض العبارات والأسئلة المموهة التي يحاول من خلالها معرفة شيء عن هوية الرجل ..
ويبدو أن الرجل قد أحس بموقف الدكتور وهنا بادره بالسؤال :
- من المؤكد انك لم تعرفني أليس كذلك يا أستاذ فائز ؟؟
ثم مستدركاً:
- على فكرة سمعت أنك أصبحت دكتوراً ! ، ألف مبروك.
وكان رد الدكتور فائز عليه بالإيجاب دون أي تعليق . ولكن الآخر ألح عليه:
- سمعت أنك حصلت على مرتبة الشرف وفزت بميدالية التفوق العلمي.
ليرد عليه الدكتور بتواضعه المعهود:
- يعني . . . حاجة من هذا النوع.
- على كلٍّ ألف ألف مبروك.
وبعد قليل من الصمت:
- . . لكن هل صحيح لم تعرفنا يا دكتور أم أنا غلطان؟
وكان قد أخذه من يده بعد أن أغلق باب السيارة بإحكام وسارا باتجاه أحد الباعة ، أما الدكتور فقد ازداد موقفه حرجاً ولكنه أجاب بتصنع :
- الحقيقة. . الصورة معروفة ولكن أنا أصبحت في الآونة الأخيرة أنسى الأسماء .
- أهآآآآآه! ..
قال الرجل ومط صوته مستنكراً.
- تنسى الأسماء وأنت الذي كنت تحفظ أسماء ألف ومائتي طالب وطالبة!
وهنا اتضح للدكتور الخيبة أن الرجل ليس إلاّ واحداً من تلامذته القدامى عندما كان مديراً لإحدى المدارس الثانوية ،ولكن من أين له أن يتذكر بعد هذه السنين الطويلة المليئة بالأحداث العاصفة والتحولات الكبيرة؟ . . ولكي يخرج من مأزقه هذا فقد حاول مواصلة استدراج الرجل في أسئلة ومجاملات عسى أن يعرف شيئا عنه ولكن دون فائدة.
- هل تذكر يا دكتور عندما كان مدرس الرياضيات يهزئني لأنني كنت أغلط في جدول الضرب ..
ويواصل بعد توقف قصير:
- مرة سألني الأستاذ ستة في سبعة كم تساوي؟ وقلت له ثلاثة عشر، وضحك الصف ضحكةً لن أنساها ما حييت، وقد صار جوابي هذا مثلاً فيما بعد.
وحاول الدكتور فائز أن يتذكر شيئا من هذه الأحداث ولكن الذاكرة لم تسعفه ..وللمجاملة علق:
- على كل حال لقد صار هذا جزء من التاريخ ….المهم الآن الحمد لله على اللقاء!
ولكن الرجل أضاف :
- وهل تتذكر مدرسة الجغرافيا الست صفاء البيومي عندما اشتكتني لديك لأنني قلت لها أن ليبيا هي عاصمة الخرطوم!
وحاول الدكتور أن يقول شيئا ولكن هذا قاطعه:
- وهل تذكر مشكلتي مع الأستاذ إسماعيل الشرقاوي، مدرس التاريخ، عندما غضب مني بعد أن سألني متى قامت ثورة 26 سبتمبر فقلت له في30 نوفمبر.
- .. يا راجل هذه أمور حصلت وانتهت… المهم نرجو أن تكونوا سامحتمونا لأي قسوة في معاملتنا لكم إذا كانت قد حصلت مننا دون قصد!
- أنا متأكد يا دكتور من أنك لم تعرفني !
ويحاول الدكتور أن يتحاشى الإحراج والتظاهر بأنه يعرف الرجل ولكن يبدو أن الأخير قد استطاب التلاعب بذهن أستاذه فراح يذكره:
- هل تذكر يا أستاذ عند ما طلبت ولي أمري لأني كنت أهرب من الحصص وأذهب لألعب الورق في مقهاية (عثمان الأعور)… عندما قال لك أبي أن من حقك حتى لو ضربتني بالحذاء وأنت كنت تقول " أستغفر الله العظيم "؟
- في هذه الأثناء رن التلفون المحمول الذي في يد الرجل ليرد عليه :
........
76- الرقبة : رجل يوضع كرهينة ضماناً لوفاء أو تنفيذ حكم صادر بحق قومه , ويعتبر بمثابة العدال .
.......
77- الوزل : هو أن يقتل القتيل وتتهم بقتله أكثر من جهة , ثم تتحدد بعد ذلك الجهة التي ارتكبت الجريمة حيث تتأكد مسؤولية الجاني ويرفع الاتهام عن البريء .
....
78- مصراخ القبيلة أو المربع : مكان مخصص معترف به تصل إليه كل فئة تريد من هذه القبيلة مساندة , أو رفع الظلم والحليف عنها , أو تطلب الربع من القبيلة صاحبة المصراخ . ووصول المصراخ بمثابة ذمر يجلب العار لأهل القبيلة عند عدم الاستجابة للواجب .
والمربع أو المصراخ مكان تتشاور فيه القبيلة .
......
79- السماء والمساماة : رجل يسمى بآخر تبني على أساسه علاقة تحددها الأعراف بينهما .
.....
80- القطع أو الخلع : صاحب ينفصل عن صحب ومخوة وغرامة صاحبه ويتخلى عن خيره وشره .
.....
81- الكفن والعقيرة : حقوق مادية تدفع لأهل المجني عليه من الجاني بعد حدوث الجناية مصاحبة للفروع توضح حسن نية الجاني واستعداه للخضوع للصواب والحق .
........
82- قيل عارف : ما يحكم به خبير قبلي له خبرة ودراية بأسلاف وأعراف العرب .
.....
83- المتعيب : الذي يقوم أو يقدم الالتزام بإرغام صاحبه بدفع ما عليه من حقوق , أو دفعها بنفسه , وإذا أوفى المتعيب بعيبه رفعت له البيضاء .
.....
84- الذم : التلويث , أي عدم القيام بالنقاء بموجب المَعُيَب .
........
85- الدفارة أو الاقبالة أو الوصلة : هي الوصول إلى جهة لغرض معين .
.....
86- النقيصة : الحق المسلوب , أو الطمع الذي يدعيه صاحب الحق على من أخذ حقه .
......
87- التعكيز : هو الطعن بالحكم , أو عدم الرضاء , أو تشريف حكم صادر من محكم في قضية وطلب عرضها على مراغه أو منهى لاستئنافها لديه .
......
88- الوليمة : ما يقدم للضيوف من ذبائح وطعام .
.....
89- المحطة : هي المكان الذي يتخذ منه القوم مكاناً لتجمعهم ومركزاً لانطلاقهم ضد عدوهم . والبعض يسميه المناخ وتستمر المحطة أياماً .
....
90- العذيقة : أجود الإِبل المأخوذة فيداً أو طمعاً .
....
91- سبر الطراد : استمرار الكر والفر بين الفريقين أو الفارسين المتقاتلين .
....
92- الفداء : ما تم دفعه من الطرف المهزوم للطرف المنتصر مقابل إرجاع أشياء أو إطلاق سراح أسرى .
....
93- الوسم : العلامة التي تضعها كل قبيلة أو عشيرة على إبلها أو غنمها لتمييزها من غيرها .
..
94- البشعة : عند ارتكاب جريمة من الجرائم ويتهم بها أكثر من شخص أو جهة يتم اللجوء إلى البشعة بالنار , حيث تحمى قطعة من الحديد حتى تحمر ويكوى بها لسان المتهمين بارتكاب الجرم , فيصاب المجرم الحقيقي ويسلم البريء ويتم الحكم على هذا الأساس . . .
وأنا أظن أن ذلك ليس حقيقة فعلية فالنار لا يمكن أن يسلم منها البريء ولا المجرم على السواء , وإنما المسألة نفسية فقط , فالبريء مع شعوره ببراءته واعتقاده أن هذه النار لا تضره لبراءته تكون عنده الجرأة على قبول المخاطرة , أما المجرم الحقيقي فمع اعتقاده بأن النار تصيبه لا محالة تظهر عليه بوادر الخوف والارتباك والتردد فيعرف جرمه ويعترف نتيجة ذلك بارتكاب الجريمة .
...
95- الهجرة : مكان أو شخص أو أشخاص تعترف لهم القبائل بحقوق عدم الاعتداء والتعرض لأي سوء , ويعتبرون في حماية الجميع , والتعرض لهم بمكروه يعرض مرتكبه لأحكام ثقيلة وكبيرة , ويعتبر عيباً ممقوتاً , عواقبه وخيمة على فاعله . ويشترط على الهجرة أن لا يستخدم السلاح أو يحمله وأن يستغني عنه بحماية قبائل المنطقة . والهجرة من الأرض أماكن تحددها القبائل وتعلن عنها , ومن الناس مثل رجال الدين والفقهاء والسادة من لهم صفة دينية أو غير قادرين على حمل السلاح...
..........
20- الدخيل : هو الربيع الذي يتربع عند قبيلة أخرى غير قبيلته بسبب أو بغير سبب , فيعد تحت حماية وعناية القبيلة المضيفة أو المربّعة , وقد يكون الدخيل مجرد قطير يسكن لفترة قصيرة للمواسم فقط ثم يرحل . والبعض يسمي الضيف دخيلاً .
...........
21- الطليب : الخصم , فطليب الرجل خصمه الذي يطالبه بدين ( دم ) .
..........
22- الطول : مجموعة الأعمال المجيدة التي تسديها جهة أو رجل إلى جهة أو رجل آخر بدون التزام عليه , مجرد كسب جميل .
.........
23- الوجه : رجل يقدم وجهه لخصمه بالمنع , فيصبح الخصم أو المنيع في وجه وحماية طليبه أو مانعه من كل سبب مهما كانت الأسباب والدواعي , مثل أن يقول شخص لآخر أنت في وجهي , فيصبح منيعه في خفارته وحمايته .
..........
24- العود : شل العود : عرف قبلي بأن يلتزم طرف لآخر بأن يباشر من الأعمال الحربية ضد جهة ثالثة أخرى ما يرضي هذه الجهة , وهو في العادة من الأحكام الثقيلة التي يكلف بموجبها الصاحب أن يحارب صاحبه لصالح جهة أخرى .
.........
25- الوفاء : هو أن يقدم الخصم لخصمه أو غريمه ما يرضيه من الأعمال والأقوال مادياً وأدبياً حسب أعراف القبائل وأسلافها .
...........
26- القطير : رجل يسكن بجوار آخر لفترة تطول أو تقصر في بلاده أو أرضه وجوار بيته , فيصبح تحت رعاية وحماية قطيره مدة بقائه عنده مجاوراً لبيته أو أرضه .
............
27- الواسطة : جهة تقوم بعمل التوسط لحل خلاف بين جهتين مختلفتين .
.........
28- التحكيم : رضا من طرفين أو خصمين متضادين أو مختلفين بتفويض جهة أخرى لحل خلا فاتهم وإصلاح شأنهم , والعادة أن تتحكم لحل الخلافات شخصيات لها ثقل قبلي , ولديها خبرة بالأحكام والأعراف القبلية , وتتمتع بصفة الحياد بين الطرفين .
..........
29- العيب : ارتكاب جريمة القتل بدون ذنب قام به المقتول ضد القاتل , أو أن يباشر القتل في فترة صلح
أو هدنة , أو غير ذلك من الأعمال الإجرامية المشينة مثل قتل السير أو الجار أو الغريب , وقتل النساء والأطفال , وما شاكل ذلك من الجرائم , والغدر بأنواعه يعتبر عيباً .
............
30- اللوم , الحشم , العتب : هو الحق المباشر لأصحاب الضحية أو القتل عيباً , والذي يلزم الطرف المعتدي تقديمه كوفاء أو صواباً للطرف المعتدي عليه . وهو حق مادي ومعنوي تحدده وتقدره الأعراف القبلية حسب درجه الجرم المرتكب .
..........
31ـ القضاء : في العرف القبلي ليس القضاء الذي نعنيه في الشرع , بل القضاء هنا أخذ الثأر من الخصم , أي قضاء الدين أو الدم , وهو القضاء فيما مضى .
.........
32ـ الحماء : أرض محجورة لجهة أو قبيلة يحرم على الآخرين رعيها , أو مباشرة أعمال السكن فيها بدون إذن الحاجز , وحمى القبيلة أرضها الشماعة بين أفرادها على أطراف حدودها ومراعيها , وتركة القوم حماهم .
...........
33- أهل الحل والعقد : أصحاب الشأن من الرجال الثقات القادرين على اتخاذ القرارات الخطيرة في الأمور الهامة .
.........
34- الوجب : العشر أو الضريبة التي يقوم بدفعها الطرف الضعيف للطرف القوي مقابل الحماية أو عدم الاعتداء , ويعرف عند بعض القبائل بالخوة والبعض بالقود أو المجبا .
.........
35- زام القبائل : عهد القبائل , أي العهد الذي لم تخضع فيه لأية سلطة , وتشيع فيه الأعراف القبلية البحتة في كل أمور الحياة المختلفة حرباً وسلماً .
.........
36- المداعي : الحقوق المطلوب أخذها من الجهة المطلوبة بحق من حقوق القبائل المعتادة عرفياً .
.........
37- الأمان : إعطاء العهد أو الوجه بعدم الاعتداء على طالب الأمان , سواء بطريقة الصلح , أو الوجه المباشر في حالة الحرب .
..........
38- الداعي : أي النداء لطلب القيام بالأعمال الخطيرة , مثل داعي النكف والمقادم والداعي الكبير .
.........
39- العشر : ضريبة سنوية تدفعها القبائل الضعيفة للقبائل القوية مقابل الحماية أو عدم الأعتداء . وهو مرادف للوجب في المعنى .
..........
40- الفزعة : القيام بالنجدة . ولدى قبائل البادية الفزعة المجموعة التي تطرد الوسق , أو الغزو الذي أخذ فيداً من إبل القبيلة حتى تستعيد منه وترده إلى أصحابه .
............
41- الغزو : مجموعة من الرجال المحاربين يباشرون غزو أرض الغير بغرض السلب والنهب أو القتل لأخذ الثأر . وفي عصرنا قلت المغازي والسلب والأخذ .
...........
42- الفيد والطمع : الحيوانات أو الأدوات والمحصولات المأخوذة بفعل العدو .
.........
43- المعارف : المعرفة التامة بأعراف وتقاليد وعادات القبائل المختلفة .
.........
44- زيدة : أي نجدة .
..........
45- الغوى : إي الباطل وعدم التقيد بالأعراف والحقوق .
تنفس الإمام يحيى حميد الدين حينها الصعداء، وبدأ يستعد للانقضاض على تلك المدينة وما جاورها من مناطق، ولم ينته شهر فبراير من العام 1925م إلا وقد أتمت قواته سيطرتها دون قتال على بلاد حجور، وبني نشر، وجبال عبال، والحجيلة، وبني سعد، مُستغلًا خلو تلك المناطق من الحاميات الإدريسية؛ وهو الأمر الذي فتح شهيته أكثر، جهز جيوشًا جرارة (قدرهم المُؤرخ إسماعيل الوشلي بأكثر من 50,000 مُقاتل)، جاعلًا عليها خُلص أتباعه، ممن عُرفوا بتاريخهم الإجرامي، وتعصبهم المذهبي، مُسندًا القيادة العامة لأمير حجة ولده السيف أحمد الذي تمركز في بلاد الشغادرة، والقيادة الميدانية لأمير ذمار عبدالله بن أحمد الوزير.
فضل الإمام يحيى كمرحلة أولى – كما أفاد المُؤرخ التهامي عبدالودود مقشر – أنْ يكون مع أولئك القادة بعض المشايخ والمناصب التهامية الذين سبق أنْ راسلوه بعد أنْ أهان الأدارسة جانبهم؛ وبعد حصولهم منه على وعود بإبقائهم في مناصبهم، مهدوا لقواته احتلال بلادهم، والأكثر خسة أنَّهم عملوا كدلالين للطرق، وقامعين لرجال المُقاومة، وواشين بهم.
وهكذا، وبعد حرب مُتقطعة بينه وبين الأدارسة استمرت لأكثر من 13 عامًا، اجتاحت قوات الإمام يحيى حَمِيد الدِين تهامة من أربعة محاور، فصلت شمال تهامة عن جنوبها، وتمكنت خلال 15 يومًا من السيطرة على معظم مناطقها المُترامية، وذلك من جبل بُرع وتخوم بيت الفقيه جنوبًا، حتى بلاد حجور واللحية شمالًا، وتسنى لها ذات نهار رمضاني السيطرة على مدينة الحديدة 27 مارس 1925م، وذلك بعد أنْ أدت الانتصارات السابقة والمُتسارعة إلى عزل تلك المدينة وحاميتها؛ وأجبرت حاكمها الإدريسي عبدالمطلب هارون على المُغادرة.
ولتوضيح خارطة ذلك التمدد أكثر، أترككم مع قاله الأمير عبدالله بن أحمد الوزير ذات رسالة: «استكمل الاستيلاء على الحديدة، واللحية، والزيدية، وباجل، وبرع، والصليف، وصليل، والمنيرة، والقناوص، وجبال الملح، والواعظات، والزهرة، وكلها قضوات ومراكز ومدن واسعة على بلاد مُتسعة، والكل أغلب تهامة، وما كان فيها جميعه من أموال الإدريسي من المدافع، والجبخانات، والسلاح، والحبوب، وأكياس الدقيق الخاص، والخيل، والبغال، والجمال، والآلات، مع ضبط وحزم أمورها، وتمام صلاحها عمومًا على أحسن الأحوال».
عاث الإماميون في تلك المناطق، وفي مدينة الحديدة على وجه الخصوص نهبًا وخرابًا، وجاء في إحدى التقارير البريطانية ما يُؤكد ذلك، ومنه نقتطف: «خلال أيام قليلة أصبح رجال قبائل حاشد الذين احتلوا الحديدة موضع كراهية وحقد من قبل الأهالي التهاميين؛ وذلك لـمُمارسات تلك القبائل من حيث مُداهمة مَنازلهم بالقوة، والاستيلاء عليها، ومن ثم المُطالبة بالأكل والشرب والمَبيت، وأخذ كل شيء أعجبهم بالقوة..».
واصلت القوات الإمامية بعد ذلك تقدمها شمالًا، وتجاوزت بحلول العام 1926م ميدي، وحرض، وصولًا إلى صامطة، وتوقفت – كما أفاد المُؤرخ مقشر – عند تلك النقطة، بعد ضغوط مُورست على الإمام يحيى من قبل بريطانيا، وإيطاليا، تخلت الأخيرتان عن حليفتهما القديمة (الإمارة الإدريسية)، وتركتها تواجه مصيرها، وتوافقت مصالحهما ومصالح باقي الدول العظمى في تشكيل وضع جديد أكثر استقرارًا وتعاطيًا مع الواقع.
صحيح أنَّ القوات الإدريسية استماتت في منطقة صامطة بالدفاع والمقاومة، إلا أنَّ عددًا من أمراء تلك الأسرة راموا – بسبب الهزائم المُتتالية – عزل الأمير علي، وتعيين عمه الحسن بدلًا عنه، وقد تأتى لهم ذلك بعد حصار قصير، ومُواجهات محدودة، أجبروا فيها الأمير الصغير على التنازل عن العرش، ومُغادرة البلاد إلى الرياض.
توقفت المُواجهات حينها مُؤقتًا بين الجانبين، وحصلت مُراسلات بين الإمامين يحيى حَمِيد الدِين، والحسن بن علي الإدريسي، وتوافد الوسطاء لإصلاح ذات البين، ولم يكد ينجز الأخيرين مُهمتهم حتى اشتعلت المواجهات من جديد، وفي جبال صعدة هذه المرة، حيث قامت قوات إمامية مُتمركزة في جبل منبه بالهجوم على قوات إدريسية مُتمركزة في جبل شدا، وكانت حصيلة تلك المواجهات عشرات القتلى، كان أكثرهم من العساكر الإمامية.
هناك من يقول – وهو قول غير أكيد – أنَّ القوات الإمامية واصلت تقدمها شمالًا، وأنَّها حاصرت صبيا، وجيزان، وأنَّ الحسن بن علي الإدريسي عرض على الإمام يحيى أنْ يحتفظ بسيادته الداخلية على ما تبقى من إمارته تحت الحماية الإمامية، وأنَّ إمام صنعاء رفض ذلك.
وما هو مُؤكد أنَّ الحسن الإدريسي سارع بطلب النجدة من عبدالعزيز آل سعود فبراير 1926م، عارضًا عليه قبوله الحماية السعودية إنْ هو تدخل وأنقذه، التزم عبدالعزيز المشغول حينها بحربه مع الشريف حسين الحياد، ليغير بعد تسعة أشهر رأيه، وذلك بعد أنْ أتم سيطرته على الحجاز، ووقع في مكة المكرمة معاهدة حماية الإمارة الإدريسية 21 أكتوبر 1926م، وأصبح بذلك هو والإمام يحيى وجهًا لوجه، وبدأت بذلك فصول صراع دموي لم تنته تداعياته حتى اللحظة.
لم تتوقف طيلة الأشهر الماضية المُواجهات في بلاد حجور، وهي بتفاصيلها تتشابه إلى حد كبير مع تلك التي حدثت في بلاد صعدة، مع فارق أنَّها كانت الأطول، وأنَّ ناقل تلك التفاصيل (المُؤرخ الشرقي) لم يحدد تاريخ نهايتها، ولا نتائجها؛ لأنَّ تدوينه للأحداث انتهى بابتداء الحرب العالمية الأولى (بدأت في 28 يوليو 1914م)، وبمعنى أصح بعد نشوب تلك الحرب بشهرين، والراجح أنَّ المواجهات توقفت حينها بين الجانبين، لتتجدد من جديد مع نهاية ذات العقد.
وما هو مؤكد أنَّ الغلبة في تلك المعارك – وبمعنى أصح في الجولة الأولى – كانت من نصيب القوات الإمامية المسنودة من الأتراك، وقد ألمح المتصرف العثماني يوسف بك حسن، والذي كان يعمل حينها في مدينة حجة إلى ذلك، وقال في نقله لأحداث يوم 31 أغسطس 1914م: «وقد زرت الطبيب محمد علي بك، الذي وصل من صنعاء، وعلمت منه أمورًا تدل على قُرب تحسن الحالة في اليمن، إذ ظهر أنَّ الحكومة تنوي التشدد لاستئصال شافة الإدريسي، وتخلص اليمن من هذه الداهية الدهماء».
وأضاف في نقله لأحداث يوم 27 ديسمبر من ذات العام: «ورد تبشيرات عن حرب الداخل، والانتصار الذي جرى على رجال الإدريسي».
مصالح مُشتركة
بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، ارتمى حاكم صبيا محمد بن علي الإدريسي في أحضان الإنجليز، وبمعنى أصح ارتمى قبل ذلك؛ وهناك من يتحدث عن حصوله على دعم من قبلهم قبل نشوب تلك الحرب، عقد معهم مُعاهدة صداقة 30 أبريل 1915م، وأصبح بذلك من أوائل حُكام شبه الجزيرة العربية الذين أعلنوا – في تلك الحرب – انضمامهم للإنجليز، وتمكنت قواته في الشهر التالي، وبمساعدة أسطولهم البحري من السيطرة على اللحية، إلا أنَّ القوات العثمانية تصدت لها وبقوة، وأجبرتها بعد مدة يسيرة على الانسحاب.
تلاقت مصالح محمد الإدريسي مع مصالح الإنجليز، وكان كلاهما يخشيان من أنْ يرث الإمام يحيى العثمانيين بعد هزيمتهم، فيما كان الأخير يُهيئ نفسه – بالفعل – لذلك، ويُؤكد أحقيته في حكم تهامة؛ الأمر الذي فاقم الصراع بينه وبين الأدارسة – كما سيأتي – أكثر فأكثر، وما أنْ بدأت الدولة العثمانية تترنح؛ حتى سارع الإمام بإرسال مندوب من قبله إلى عدن للتفاوض مع الإنجليز 1917م، خاصة وأنَّ الأخيرين كانوا قد شددوا قبضتهم على السواحل اليمنية، ورفعوا من وتيرة حصارهم للقوات العثمانية، وهو الحصار الذي كانت تبعاته على إمام شهارة وأنصاره وخيمة.
وصل مندوب الإمام يحيى إلى عدن طارحًا عدة مطالب، وكان على رأسها الاعتراف بخضوع اليمن – كل اليمن – لسلطات الإمام، وأنْ تُعاد للأخير جميع الموانئ البحرية كونها من ممتلكات أسلافه! وطرد الأدارسة من عسير وشبه الجزيرة العربية، وأنْ يتم اتصال الإنجليز مع الشعب اليمني من خلاله، وأنْ تقوم بريطانيا بتزويده بالأسلحة والذخائر، وقد اعتذرت الأخيرة عن قبول تلك المطالب كونها مُرتبطة باتفاق معاهدتهم مع الإدريسي، السابق الإشارة إليها.
وعلى ذكر تكلك المعاهدة، فقد نص البند الثالث منها على «أنَّ هدف السيد الإدريسي الأول ضد الأتراك، ولا يمس ما يثير الخصومة والعداء مع الإمام يحيى الذي لم يمد يده فعلًا للأتراك»، وجاء في البند الرابع ما نصه: «تتعهد بريطانيا بأنْ تتخذ جميع الوسائل الدبلوماسية للنظر في المشاكل التي تنشأ بين السيد الإدريسي والإمام يحيى، وبين أي منافس».
استمر دعم الإنجليز لمحمد الإدريسي، وقاموا بضرب مدينة الحديدة بالقنابل والمدفعية تمهيدًا لاجتياحهما، وذلك بعد أنْ رفضت الحامية التركية التسليم، وعن ذلك قال المُؤرخ عبدالواسع الواسعي: «هجم الإنكليز على الحديدة بإحدى عشر أسطولًا على حين غفلة بعد طلوع الفجر، من غير إعلان ولا استعداد، وضربوها بالمدافع، وخربوها، وذهبت أمول كثيرة، وفر أهلها إلى التهايم في حالة يؤسف لها، ولم يأخذوا معهم شيئًا.. ثم احتل الإنكليز الحديدة، وتراجع الناس، وصار أكثر الناس يسكنون الخرائب..».
وهكذا تأتى للإنجليز السيطرة على مدينة الحديدة 14 ديسمبر 1918م، وذلك بعد احتلالهم جزيرة كمران بثلاث سنوات، وبعد أنْ وضعت الحرب العالمية الأولى – بأكثر من شهر – أوزارها، وبعد دخول الإمام يحيى حميد الدين صنعاء بـ 26 يومًا، وحين كتب الأخير إلى المعتمد الإنجليزي في عدن يحتج على ذلك الاجتياح؛ جاءه الرد أنَّهم إنما دخلوا تلك المدينة إلا ليحافظوا على النظام فيها، وأنَّهم عازمون على تسليمها له بعد أنْ يستتب الأمن!
دخل الإمام يحيى صنعاء – وارثًا العثمانيين – وعينه على الحديدة، الميناء المُهم الذي ستتنفس من خلاله دولته الوليدة، وهو الأمر الذي أدركه الإنجليز مُبكرًا، وأرادوا من احتلالهم لذات المدينة الاحتفاظ بها كورقة رابحة للضغط عليه، ومُساومته عليها؛ ليغض الطرف عن وجودهم في جنوب اليمن، وحتى لا يشكل تهديدًا لهم في المُستقبل.
خيــــلـت بـارق قــد لـمــــع
مــــن فــــوق صــنـــــــعاء
حـــن رعـده وســـــيــــــله
وشــــل حـاشـــد والبــكــيل
يا طير يا عـازم بالــــريش
بلغ سـلامي للمشير بن فيضي
ذي عســــكره قــوم النـفـيــــر
وحـنــا طلبـنا الله لفــك العسار
وفي المُقابل ساند العثمانيون الإمام حسن الضحياني في مَعاركه الدفاعية ضد الإمام يحيى، وهي الحرب التي صمد فيها لخمس سنوات، وحين انتصر مُنافسه بالحيلة عليه؛ تحول كثيرٌ من مُناصريه لمُناصرة حاكم صبيا محمد الإدريسي، ليس حبًا للأخير، وإنَّما كُرهًا لابن حميد الدين.
وما يجدر ذكره أيضًا أنَّ اتصالات الإيطاليين مع محمد الإدريسي كانت قد بدأت عندما كان الأخير طالبًا في القاهرة 1905م، وما أنْ عاد في العام التالي إلى صبيا مُمهدًا لتأسيس إمارته، حتى مَدته بالأموال، وكللت جهودها أواخر عام 1911م بالتحالف معه، وذلك بعد ثلاثة أعوام من توليه الحكم، وبالتزامن مع بدء الحرب الإيطالية العثمانية في طرابلس الغرب (ليبيا) التي اشتعلت قبل 15 يومًا من توقيع صلح دعان السابق ذكره، وكانت سببًا رئيسيًا في إبرامه، وهي – أي تلك الحرب – امتدت رحاها إلى سواحل اليمن الغربية، وتعرضت بسببها المدن الساحلية للقصف والحصار.
بدأ الأسطول الإيطالي حربه تلك بقصف ميناء الحديدة 2 أكتوبر 1911م، وأطلقت سفينتان حربيتان 21 قذيفة على ذات الميناء، وتسببت بإغراق إحدى السفن العثمانية، وتقدمت بعد ذلك قطع ذلك الأسطول وأحكمت حصارها للحديدة، وحاولت أكثر من مرة السيطرة على تلك المدينة المُسالمة.
بدأت بذلك مطامع إيطاليا في السيطرة على السواحل اليمنية تتبدى، وهي المطامع التي أزعجت الأتراك، وجعلتهم يُكثفون من استعداداتهم الدفاعية، ويحسنون علاقاتهم مع اليمنيين بشكلٍ عام.
نقل المُؤرخ أحمد إبراهيم الطيب في كتابه (عبرة لمن يعتبر) جانبًا من تفاصيل تلك المُواجهات البحرية، وقال أنَّه وفي ليلة عيد الأضحى المبارك 1329هـ (30 نوفمبر 1911م) تعرضت مدينة المخا لقصف مدفعي من قبل السفن الحربية الإيطالية المُرابطة في مياه البحر الأحمر، وأنَّ القصف طال أيضًا منطقة الخوخة، ثم باب المندب، وأنَّ الأخيرة وقلعتها الحصينة كانت الأكثر صمودًا، استمر قصفها لأقل من ثلاثة أشهر، وذلك بالتزامن مع التوغل الإدريسي في رازح وخولان الشام السابق ذكره، فيما شاهد بعض سكان أعالي جبل صبر من قُراهم المُعلقة – ومن ضمنهم المُؤرخ الطيب – لوامع ذلك القصف.
كما عاود الاسطول الإيطالي قصفه لمدينة الحديدة، وذلك بدءًا من يوم 31 أغسطس 1912م، والذي وافق بداية العشر الأواخر من رمضان 1330هـ، وعن ذلك قال ذات المُؤرخ: «ضربت المدافع على الحديدة حتى أخربوها، وأخبرني من أثق به أنَّه ضرب عليها في كل يوم ثلاثين قله، ثمن كل قله خمسمائة ليرة ذهب، حتى خرج أهلها إلى مناخة، وإلى التحيتا، وبيت الفقيه وما ولاها».
ما أنْ انتهت تلك الحرب بتوقيع صلح اوشي (لوزان) 15 أكتوبر 1912م، حتى خفت الدعم الإيطالي لحاكم صبيا محمد بن علي لإدريسي، إلا أنَّه استطاع من خلال الأسلحة التي حصل عليها، وتكاثر أنصاره، أنْ يتوغل غربًا، ويسيطر على بلاد حجور، وبلاد الشرف.
اجتاحت قوات محمد الإدريسي حجور الشام، وتمركز بعضها في حصن الموشح (وشحة) 22 أكتوبر 1912م، والبعض الآخر تمركز في جبل القارة، وقد تمكن عساكر الإمام يحيى من استعادة السيطرة على الموقع الأخير، وعن ذلك قال المُؤرخ الشرقي: «وهنا افتشل قوم الإدريسي من قارة، وولوا الأدبار، وفرّوا على ورائهم أقبح فرار، وتبعت أثرهم الأنصار، حتى اتصلوا بحصن الموشح»، وقد استمرت المُواجهات في تلك الجهة حتى بداية العام التالي، وتجاوزت بلاد حجور إلى بلاد الشرف.
أما في بلاد صعدة فقد تركزت المُواجهات في سحار، وعن سقوط الجانب الأكبر من هذه المنطقة بيد القوات الإمامية قال المُؤرخ الشرقي مُبالغًا: «وصلت البشارات من جهة سيف الإسلام محمد بن الإمام الهادي بالاستيلاء على بقية الناكثين من سحار، وهم قرية أحماد، وآل حميدان، وأهل الطلح، والأبقور، فمنهم من أخذ وسلب، ومنهم من أسرع إلى الطاعة، وفتح البيوت للمجاهدين».
وما لم يعترف به المُؤرخ الشرقي أنَّ القوات الموالية للإدريسي استعادت معظم تلك القرى، وأنَّ الحرب بمجملها كانت سجالًا، وأنَّ المُتضرر الأكبر منها كانوا أبناء تلك المناطق، لا هذا الطرف ولا ذاك، وكم من منازل دُمرت، وقرى نهبت، ونُفوس هُجرت؟ لتأتي وساطة الوالي العثماني محمود نديم باشا وعدد من الوجهاء والأعيان وتُوقف تلك المُواجهات مُؤقتًا مارس 1913م.
لم يكد ينتصف ذلك العام حتى اشتعلت المُواجهات في بلادي حجور وصعدة من جديد، وبوتيرة أشد، وقد تفرَّد المُؤرخ سعد بن محمد الشرقي بِنقل تفاصيلها، برؤية أحادية غير مُكتملة، فيها كثير من المُبالغة والتناقض، وتكرر في حديثه ذكره لأسماء مناطق سيطرت عليها القوات الإمامية أكثر من مرة، دون أنْ يحدد تاريخ سقوطها في يد الجانب الآخر!
#خليل_النحوي
قطرة من جمال اللغة العربية الأولى ( المسند )
هذا النقش يعتبر من النقوش الغنية التي تحمل جمالاً لغوياً لا يوصف وأيضاً فيه دلالة عقائدية كبيرة على توحيد الإنسان اليمني قبل البعثة النبوية والذي ورد هنا هو توحيد الصفات وإثبات صفة الأذن لله تعالى ،
سوف أحاول أختصر الموضوع للفائدة السريعة .
ورد في هذا النقش بعض الألفاظ التي لا ترد كثيراً في النقوش المسندية وهي تعطينا دلالة كبيرة أن المسند كان يحمل أيضا الحروف الإضافية رغم أنها نادرة في النقوش ولكنها تأتي في نقوش مسندية منها هذا النقش الجميل .
الكلمة الاولى التي تحتها خط تجدون حرف الظرف الزمنية الدالة على الماضي - إذ - والكلمة هي ( إذ استرحمه ) أي استعطف ولاذ به .
الكلمة الثانية : من مرءهو ورد فيها حرف الجر ( من ) ويعني من الإله ، لأن مرء لفظ له عدة معانٍ تستخدم حسب السياق في النص ، وهنا وردت اللفظة مقارنة لإله السماء ( الله ) .
الكلمة الثالثة : فلتسمعن والحروف الاضافية هي ( ف ، ل ت ، ن )
الجذر في الكلمة هو ( سمع )
الفاء : بحسب ما قبله ( عطف )
اللام : لام الطلب ( الأمر )
التاء : حرف للفعل المضارع
سمع : الجذر للكلمة
والنون : نون التوكيد الثقيلة
الكلمة الرابعة : لكل ، حرف اللام هو حرف الجر ، وكل هنا التي تعني جميع وهي مجرور
وهذه الفوائد المذكورة التي شرحناها توضح لنا جيداً أن المسند هو لغة عربية صرفة وفيها رد على كل مشكك مهزوز الثقة ويلهث خلف وراء نظرية ان النقوش المسندية ليست عربية وبجهله متخذاً من شكل الحروف ذريعة ليمرر جهله وغباءة .
أما النقطة الخامسة في الموضوع هي كلمة ( فلتسمعن أذن ذي سماوي ) الكلمة المطلوبة هي ( أذن ) فيها دلالة واضحة أن الإنسان اليمني كان لديه توحيد لإله السماء ( الله ) حيث قدم له القربان في معبده وهذا توحيد الربوبية وفوق هذا أيضاً نعرف أنه كان يمتلك توحيد الأسماء والصفات عندما أثبت صفة ( الأذن ) لله رب السماء .
#ملاحظة : كلمة فلتسمعن يظهر أن الكاتب قدم العين على الميم فكتبها في النقش ( فلتعسمن ) ولكن من سباق النقش اتضح أنه أراد كتابة ( فلتسمعن ) وهنا عدلناها في التفسير للكلمة .
اما ما ورد في النقش فهو كالتالي
سعد الود بن هوف إيل قرب ( هقني ) لإله السماء رب معبد ( بين ) لوح مسندي ( هقنيتن ) كوثيقة وفاءَ بنذره إذ لاذ ( استحرم ) في معبد بين من غضب إلهه فلتسمعن أذن إله السماء لكل ما طلبه ( استكربنهو ) فاستجاب له ( فسمعهو ) .
#تنبيه / ما بين الاقواس من التفسير هي الكلمات التي مكتوبة بالمسند في النقش ونحن في التفسير وضعنا معناها ومرادفها من الكلمات التي تستخدم اليوم حتى يفهمها القارىء الكريم .
#يحيا_المسند_العظيم
تميمة ذراع برونزية للحظ السعيد !
.
من #آثار_اليمن مع نقش مسند تباع في مزاد أستارتي في 11 يونيو 2025م.
"تظهر ذراعا أيمنا منحنية ويدا مغلقة، عليها نقش مسند. وطوق معلق. تُعتبر اليد اليمنى تقليديا رمزا قويا للحظ السعيد ورمزا لطرد الشر."
.
يزعم المزاد أن مالك التميمة الأول مجموعة أ.ك الخاصة اقتناها قبل 1971م، وفي ديسمبر ٢٠١١م أصبحت ضمن مجموعة تاجر آثار أوروبي، ثم انتقلت بالوراثة إلى مليكة البائع الحالي.
طاب يومكم،،
#عبدالله_محسن
كتاب "جنوب الجزيرة العربية"
لبراين برو
(الطبعة الحالية صادرة عن دار Thames and Hudson، وقد نُشر لأوّل مرّة عام 1971).
يتناول الكتاب أهمية اليمن بوصفه مجالا أثريا غير مكتشف بالكامل، وهو غني بالمواقع والقطع التي قد تعيد تشكيل فهمنا للتاريخ القديم. و يوضح الكتاب أن العمل الميداني هناك شاق، ويتطلب معرفة محلية وخيالاً أثرياً، نظراً لندرة المصادر وصعوبة التضاريس.
ويركز الكتاب على أهمية التفاصيل البيئية (كأنظمة الري القديمة ومواقع الآبار) في تحديد المواقع الأثرية، ويهدف إلى تقديم لمحة شاملة عن ثقافة، وتجارة، وفن، وعمارة اليمانيين القدماء للقرّاء غير المتخصصين.
رابط الكتاب
https://www.mediafire.com/file/32vh2to0bv8zv6e/Southern+Arabia.pdf/file
#كتاب
#جنوب_الجزيرة_العربية
#اليمن_القديم
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
التاريخ ليس رفاهية، أو حكاية مسلية يرويها جد لأحفاده.
التاريخ: مرآة صنعها الأمس ليرى فيها اليوم وجهه غدا!
كي نعرف: إلى أين نحن ذاهبون؟
علينا أن نعرف: من أين أتينا؟
أقرأ التاريخ، لترى المستقبل!
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#تاريخ_اليمن
#آثار_اليمن
#فنون_وأدب_اليمن
#صور_يمنية
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
انت فعلا تستحق الاحترام والتقدير ولك منا ذلك
على ما تقدمه من بحث وتحري التاريخ والانساب وغيرها
ولكن نطلب من شخصك الكريم ان تكون تتحراء المصداقيه في بعض المواضيع
وان تتأكد من صحتها قبل نشرها
لان هناك تزييف للحقائق قد تصل إليك من بعض الحاقدين والمغرضين والذين في قلوبهم مرض نقص ونذاله ويريدوا ان يروا نقصهم وينسبوه إلى اخرين
لاننا نعرف هذا الكلام أو الحقائق او اشاعات مغرضه لاتظهر الا حقد ونقص صاحبها وقائلها
هناك قبائل أصيله جدا ومن اصل قبائل حمير
وتاريخها معروف على مر الزمان
ومازالت محافظه على طباع وصفات الرجل العربي الحميري القديم
قبيله ال المضرحي
قبيله ال بابكر
قبيله ال بيرق
وغيرها من القبائل والتي هي قبائل حميريه اصيله
من سلاله ملوك اليمن الذين دانت لهم الأرض بالولاء
فكيف تأتي اليوم وتنسبهم إلى العثمانيين بدون تحري بدون دليل
اخي انا لك من الناصحين هؤلا يريدوا نشر اشاعات كاذبه عن ناس يشعروا تجاههم بالنقص
وصدقني هذه قبائل لا تسكت على الباطل عليك برد الاعتبار
وحذف هذه الإشاعات التي ستسبب لك المشاكل التي لا طاقه لك بها
وقل لمن زيف لك وكذب عليك يتفضل ويظهر نفسه لا يكون كما ......... ويتكلم على اعز القوم واشرهم نسبا ورجوله
سيكشفها الله!
من نظَر في أيَّامنا الخالية وَجَد في طياتها بلاد اليَمَن تمرُّ عليها سُنون عِجاف، عاش فيها اليمانيّون البؤس والفقر والمجاعة والخوف، ثم يكشفها الله تعالى، ويبدلهم بالرَّخاء والهناء والأمن، وهكذا هي الحياة..
حتى قال العلامة الحِبشي - حفظه الله تعالى - في كتابه القيّم (مجاعات اليمن): "عاش اليمن عبر عصوره في نعمة، وبحبوحة من العيش، وإذا لم نذكرها فإنما هي الغالبة على تاريخ اليَمَن، ولا يمكن حصرها وتعيينها، وما ذُكر من سنوات مرّت على الناس في شدة وعسر إنما هي فترات نادرة وشاذَّة".
فاللهمَّ ارفع عن عبادك بفضلك ورحمتك ..
#لطائف_من_تاريخنا.
#دوعن
صورة لقريه تاريخيه وقد ذكر لي البعض من اهالي دوعن ان عمرها يصل إلى ٧٠٠ سنة..
وتقع في راس وادي دوعن الايسر ع قلة قاره مقطوعة الرأس من جميع الجهات الاربع ، وليس لها طريق إلا من الجهة القبليه (الغربيه) وهو عباره عن درج حجري منحوت في صخرها ويرتفع لعشرات الامتار ع منحنيات شاهقه وفي غاية الخطوره ..
وتترأى ديارها الطينيه القليلة للناظر كما تترأى طيور القطا ..
وهذه القريه يقال لها حيد الجزيل ، وفي كتاب الشامل ص ١٧٠ قال اسمها : ألحيد ألجزيل ، حيث قال : (وهو جبل مرتفع ، عليه قرية للمشايخ آل محمد بن سعيد ، وآل باموسى ، وعندهم : باصبان)...
ثم قال أثناء ذكره لمجاري الأودية التي تصب في وادي دوعن الأيسر : (وإذا انحدرت من قرية الحيد .. كان أمامك المسجد والدار والجابية التي أقيمت لزوار ضريح الشيخ عمر مولى خضم ، وخلف ذلك القبة المقامة على قبره ، وعن يمينك مال الجزيل ، ثم مجرى الوادي) ....
كما ذكر كتاب ادام القوت في ذكر بلدان حضرموت لابن عبيدلآه السقاف ص ٣٧٤ ، حيث قال : ( وهذه القريه مشهورة بزيادة حسن عسلها ، وهي على مقربة من ضريح الشيخ عمر مولى خضم ابن الشيخ محمد بن سعيد العمودي ، الذي ينسب إليه وادي الأيسر كله ، فيقال له : وادي عمر ، يعنونه)...
وترتيب القرى من أعلى الوادي الأيسر هي هكذا : قبر الشيخ عمر مولى خضم ، فحيد الجزيل الذي بأعلاه قرية الجزيل ، فعرض البلحمر ـ من سيبان ـ وهم رؤساء الحالكة ، وتقابله حوفة ، وبين العرض وبينها مسيل شعب الصيقة ، وفي العرض سادة من آل العطاس ، وآل البلحمر ، ثم حوفة...
وفي كتاب الشامل (ص١٧١ ـ ص ١٧٢) ، تفصيل دقيق للأودية ومسايل الماء التي تنزل من أعلى الوادي الأيسر ، وهي : وادي مراه ، ووادي عقرون ، ووادي صبيخ....
وفي الختام يقع في اسفل القريه نهر صغير ويسمع هدير مياهه ، وتتخذه بعض الأسر التي تستوطن حيد الجزيل كمصدر رئيسي للحصول على مياه الشرب منه ..
كتبه ؛
محمد بن عمر الجابري
مَا زِلْتُ أَتْلُو جِرَاحِي … والكِتَابُ يَدِي
وسُورَةُ الطِّينِ آيَاتٌ
مِنَ الكَلَفِ
والأَرْضُ سَجَّادَتِي الخَضْرَا، ومِسْبَحَتِي
دُمُوعُ أُمِّي…
ومِنْ أَهْدَابِهَا سُقُفِي
وقِبْلَتِي حِينَ تَشْكُو النَّاسَ قِبْلَتُهُمْ
وقَلْبُهَا عُرْوَتِي الوُثْقَى، ومُزْدَلفِي
أَضُمُّ رُوحِي،
وتَبْكِي
كُلَّمَا خَشَعَتْ
عَيْنَايَ، واللَّيْلُ صَحْرَائِي، ومُخْتَطِفِي
إِذَا تَتَبَّعْتُ خطوِي فِي المَنَامِ أَرَى
ظِلًّا كَظِلِّي، ومَصْلُوبًا عَلَى كَتِفِي
ورِحْلَتِي دُونَ نَجْمٍ، والصِّرَاطُ أَنَا
مَا بَينَ كَفِّ عَدوٍّ وَاضِحٍ وَخَفِي
لمْ يَعْتَرفْ لِي صَدَيْقٌ أنْ سَيَعْصِمُنِي
آوِي إِليْهِ، وَأنْسَى عِنْدَهُ هَدَفِي
إِنْ تِهْتُ… أَبْحَثُ عَنِّي
كُلَّ ثَانِيَةٍ
أَوْ عُدْتُ نَحوِي…
أُلَاقِي أَلْفَ مُنْعَطَفِ
أَشِيخُ حَرْفًا، وقَلْبِي لَا يَزَالُ عَلَى
عَهْدِ الطُّفُولَةِ مَفْطُومًا مِنَ الشَّغَفِ
وبَيْنَ أَحْضَانِ أَفْكَارِي الَّتِي هَرِمَتْ
وبَيْنَ حَبْوِي … وأَطْرَافِي، ومُنْتَصَفِي
وَقَفْتُ… أَدْفَعُ هَذِهِ الحَرْبَ، قُلْتُ لَهَا:
اللهُ فِي طَرَفٍ… وأَنْتِ فِي طَرَفِ
محمد الحالمي
..........
46- الصواب : هو بذل الحقوق المشروعة للطرف المطالب من الطرف المطلوب حسب الأعراف المتبعة . والصواب ضد الغزى .
.........
47- التعاشير : اطلاق النار ( الرصاص ) من قبل الواصل لدن الموصول بغرض تحقيق طلب معين , وللتعاشير أهمية قبلية فهي تكبر شأن المضيف وتعلن الخضوع لإِرادته وشهامته لشأن من الشؤون أقلها واجب الضيافة , وقد يحكم لالتعاشر ضمن أحكام قبلية مقرونة بأحكام مادية أو أدبية أو كليهما .
............
48- العقيرة :
القيام بذبح رأس غنم أو رأس بقر أو رأس من الإِبل أو أكثر لدن الجهة المطلوبة عفوها أو مساندتها أو تخفيف ظلمها أو عقوبتها . والعقائر تدخل ضمن الأحكام العرفية التي تفرض في بعض القضايا مصحوبة بالتعاشير , أو بدون تعاشير , وهي تدخل خاصة ضمن أحكام اللوم والعتب في العيب ونحوه من الأعمال والانتهاكات .
.........
49- البادي : حصول فتنة قتالية بين طرفين , وقد تكون تسميتها ( بادي ) باعتبارها بداية الحرب والفتنة بين الطرفين المتخاصمين .
..........
50- الحلف : اتفاقية بين فردين أو جهتين قبليتين بالتعاون والتساند في قضايا محددة تهم الطرفين المتعاهدين , وقد يكون الحلف محدداً بفترة زمنية , وقد يكون حلفاً مطلقاً , والحلف قد يجمع عدة قبل ضمن تكتل قبلي واحد , وأحياناً تعتبر القبائل المتحالفة نفسها قبيلة واحدة مع طول الزمن , وتنسى أن عامل جمعها هو الحلف فقط .
.........
51- التصبيحة : هجوم صباحي مبكر يباشره طرف محارب ضد خصمه بصورة مفاجئة أو معلومة .
.........
52- البيات أو التثبيت : هجوم ليلي يباشره طرف محارب ضد خصمه ليلاً بغرض الحصول على المفاجأة والغرة .
........
53- الطليعة : مجموعة من الخيالة أو الهجانة تتقدم الغزاة أو القوافل بغرض الحراسة والاستطلاع .
........
54- الملازم : الالتزامات المتبادلة بين طرفين .
........
55- الدليل : الخبير الذي يدل القوم إلى أهدافهم .
.........
56- التركة : الأرض الغير مزروعة والمشاعة بين أفراد القبيلة وتعتبر ضمن أملاكها وهي حماها .
..........
57- عقيد القوم : قائدهم في غزوتهم وصاحب الرأي فيهم .
..........
58- المراغة أو المهنى : هي بمثابة الاستئناف القبلي الذي يصدق ويعتمد الأحكام القبلية الصادرة في القضايا .
.........
59- العارفة والمنشد : شخصية قبلية مرموقة لها خبرة وخلفية في عادات وتقاليد وأعراف القبائل .
...........
60- الدّخل : الرجال الذين ينضمون في صف قبيلة ليسوا أصلاً منها , وهم ما كان يطلق عليهم قديماً ( الموالي الحلفاء ) والبعض يعتبر الضيف من الدخل .
........
61- الغرّامة : أفراد القبيلة الواحدة الملتزمين بدفع ما يلزمها من خسائر بالتساوي , والذين يشاركون فيما يحصل من مكاسب , والغرّامة عماد التكوين القبلي .
..........
62- المترفد : طالب المعونة في خسارة لحقته من غير غرّامته الملزومين له في الغرم . أي طالب المعونة من الآخرين غير أصحابه .
..........
63- اللاجئ : رجل من قبيلة ارتكب جرماً في قبيلته وهرب لاجئاً طلباً للحماية إلى قبيلة أخرى .
........
64- السلم أو السنة : العرف والعادة .
.........
65- الرازية : كمين أو موقع متقدم على طريق تقدم العدو بغرض الفتك مفاجأة به .
........
66- السلابة : أي انتزاع أسلاب الرجل وأسلحته بعد هزيمته أو قتله .
.......
67- العلقة : العلاقات والملازم المتبادلة بين طرفين أقلها تقديم الجميل .
.......
68- الحلافة : اليمين أو القسم المحكوم به على الغريم لغريمه .
.......
69- الهجر : ذبائح تنحر عند المجني عليه كرد اعتبار مقابل ما ارتكب ضده من أخطاء .
.......
70- العدال : مجموعة من الأسلحة أو الأشخاص أو الأموال توضع لدى طرف ثالث لضمان تنفيذ حكم المحكم .
.......
71- الضمناء : أشخاص يتكفلون بتنفيذ الأحكام الصادرة في القضايا القبلية من قبل المحكمين أو المراغات .
.....
72- تشريف الحكم : الرضاء به والالتزام بتنفيذه .
.......
73- الدم : هو القتلى أو القتيل الذي يطالب أصحابهم بأخذ الثأر لهم من القاتل . ويسمى الدين أيضاً , الواجب اقتضاؤه .
......
74- الفروع : مجموعة من الأسلحة أو الأدوات الأخرى الثمينة تقدم من الجهة التي ارتكبت الجرم إلى الجهة المجني عليها , بمثابة اعتراف بارتكاب الخطأ , والاستعداد للدخول في إجراءات حل القضايا بالطرق السلمية .
وبعد تقديم الفروع يقوم الطرف المطالب بإعطاء فترة صلح لخصمه , تطول أو تقصر , واسم الفروع مشتق من الفرعة أي الحيلولة دون الاشتباك المتسرع بين الخصوم .
.........
75- الأسير : رجل يلقى عليه القبض من قبل خصمه بعد هزيمته , وقد لا يطلق إلا بشروط تفرض عليه وعلى قومه .
المرجع الكامل لاحكام وأعراف القبائل :
#أعراف_ومصطلحات_قبلية_لدى_قبائل_بلعبيد_وقبائل_المشرق_اليمني_عامه
1- البراء : حالة حربية يكون كل خصم طليق من أي قيود , ويمكنه خلالها مباشرة كل نشاط حربي ضد خصمه , وهي فترة لا يكون فيها صلح بين خصمين , أو تعقب انتهاء الصلح .
..........
2- رَدُّ البراء : وهي أن يبلغ الخصم خصمه بأنه أصبح غير مقيد بأية قيود , أو صلح , وأنه سوف يباشر ضده كل الوسائل الحربية .
.........
3- الصلح : هدنة مؤقتة محددة لفترة زمنية تتم بين الخصوم , يلتزم فيها صاحب الحق بعدم القيام بأي نشاط حربي ضد خصمه مهما كانت الأسباب وتتم بواسطة من قبل جهة ثالثة تقوم بدور الوسيط بين الطرفين لأخذ الصلح .
..........
4- الحذير : هو المنبئ الذي يقوم بإبلاغ , أو تنبيه قومه بأي أمر هام قد حصل , أو سوف يحصل , وعليهم أخذ حذرهم ويقظتهم والاستعداد للتصدي لأمر .
............
5- السبور : مجموعة أفراد تقوم بحماية , أو حراسة القوافل . ويكون السبور كطليعة , أو مقدمة للقوفل , أو الغزاة .
..........
6- الدين : يعني في العرف القبلي الدم الذي يتحمله الخصم لخصمه . فهو يعتبر ديناً في ذمة القاتل لأصحاب القتيل .
..........
7- النكف : هو تحشد قوة قبلية كبيرة , قد تجمع فروع قبيلة واحدة , أو مجموعة قبائل يجمعها أصل واحد , أو هدف واحد مشترك , ضد جهة قبلية أخرى ارتكبت من الأخطاء ما يوجب مهاجمتها , مثل القتل العيب , وهتك العرض , وقطع السبل المسبلة , وقتل الجار والغريب والضعيف , وغيره من الأمور التي تعتبر من الكبائر في العرف القبلي . ويسمى الكنف لدى بعض القبائل والجهات يوم القبيلة , أو اليوم الكبير أو المَقْدَمْ .
..........
8- شروع القبيلة : أي الأعراف القبلية , وهي قوانين عرفية غير مكتوبة تعتبر بمثابة القانون القبلي .
...........
9- المقادم : الحملات الحربية الكبيرة التي توجه ضد جهة معادية .
..........
10- المنع : هو قيام الخصم بحماية خصمه وإعطائه الأمان بعد أن يطلب خصمه ذلك منه , والعادة أن يطلب الخصم استجارة خصمه , أو جهة اخرى قادرة على حمايته عندما يكون في حالة ضعف , أو هزيمة , وتكون حياته معرضة للخطر , ومنع الأسير إعطاؤه الأمان بعدم قتله .
.........
11- الجار : هو رجل أو مجموعة من الناس تكون في كنف رجل , أو مجموعة قوية قادرة على حمايتهم .
.........
12- الرّبع أو الربيع : هو رجل أو أكثر ارتكبوا أعمالاً خطيرة جعلتهم يلجئون لطلب الحماية إلى جهة قادرة على ذلك , عندما يكونون غير قادرين على حماية أنفسهم , أو عندما يرتكب ضدهم من الأعمال الخطيرة ما يجعلهم يطلبون من هذه الجهة المساعدة والمساندة على أخذ الحق ورفع الضرر . والربع نوعان :
أـ ربع الحق , هو أن تقوم الجهة بحماية الربيع من كل ظلم , على أن يمنع من القيام بأي نشاط حربي , وأن يقبل أن تقوم جهة الربع بالأخذ والعطاء دونه أو معه بالحق .
ب- ربع باطل أو غوى , وهو أن تقوم جهة الحماية بإطلاق حرية الربيع في القيام بأي نشاط أو أعمال مهما كانت خطيرة تحت مظلمة الحماية .
............
13- السّير أو السيار : حالة يطلب فيها الغريب أو الخصم انتداب رجل من أهل الجهة , أو من خصومه لمسايرته خلال رحلته , أو اجتيازه بلاد الخصم , أو أية جهة يخافها , ويكون في هذه الحالة في حماية سيّره وقبيلة هذا السير .
..........
14- النقاء : أحدهما أن لا يكون بين الخصم وخصمه صلح أو هدنة , فإذا قام بأي عمل ضده اعتبره في حالة نقاء , أي ليس عيباً , فالنقاء ضد العيب .
والآخر أن يتنقّى الملوث بعمل مماثل ضد جهة ارتكبت عملاً خطراً ضده , مثل أن يتنقّى الربيع في قتل ربيعه فيقتل قاتله , فيقال فلان تنقى في ربيعه أو جاره أو سيره .
..........
15- البيضاء : راية تركز في مكان عال إعلاناً بأن رجلاً , أو قبيلة , قامت بعمل مجيد يستحق الثاناء عليه , مثل أن يقتل في ربيعه أو سيره أو غير ذلك من الأعمال المشابهة .
............
16- السوداء : عكس البيضاء , راية سوداء تركز ضد رجل أو قبيلة ارتكبت عملاً مشيناً , مثل قتل السير سيره أو الربيع ربيعه أو غير ذلك من الأعمال المشينة ( العيب ) .
...........
17- القافي : عمل أدبي تقوم به جهة لصالح جهة أخرى تجد أن عليها واجباً أدبياً في الساندة أو المساعدة وليس لزوماً القيام به .
...........
18- الصحب : هو التزام الفرد أو الرجل من القبيلة لقبيلته بجمع أفرادها بالمشاركة الإِيجابية كعضو فعال في مجتمع القبيلة أو الفخيذة مادياً أو أدبياً , له مالهم , وعليه ما عليهم من خير وشر مهما كانت الظروف والأغرام رأساً وبأساً .
...........
19- المؤاخاة : هي قيام رجل من قبيلة أو فخيذة أخرى غير قبيلته أو فخيذته الأصلية بأن يعد فرداً من المجموعة الجديدة , له ما لهم , وعليه ما عليهم من خير وشر .
استمر تواجد الإنجليز في الحديدة لأكثر من عامين، وقد قاموا قبل مُغادرتهم ذات المدينة باستفتاء أهاليها المُسالمين في اختيار من يحكمهم، فاختار المُستفتون الأتراك دون إدراك للعداء التاريخي بين الأخيرين ومُستفتيهم، وأنَّ الجغرافيا السياسية تغيرت تمامًا بعد الحرب العالمية الأولى، فلما أجيبوا – كما أفاد الريحاني – بأنَّ هذا مُستحيل، قالوا: «نبغي الحكومة المصرية، نبغي الانضمام إلى مصر»، فأجيبوا أيضًا بالرفض.
عمل المُعتمد السياسي في عدن بعد ذلك على إرسال أحد أعوانه لذات الغرض، اجتمع الأخير بأعيان المدينة وتجارها، وسألهم مرة أخرى، فردوا كما أجابوا سابقًا، فما كان منه إلا أنْ أكد لهم استحالة ذلك، وسلَّم المدينة على كره منهم لمحمد الإدريسي21 يناير 1921م.
جولة أخرى
وبالعودة إلى موضوعنا، فقد سارع الإمام يحيى بعد دخوله صنعاء إلى توجيه قواته المُتحفزة غربًا، في البدء سيطر سلمًا على حراز نوفمبر 1918م، ثم ريمة ديسمبر 1918م، ثم بُرع فبراير 1919م، أما وصاب فقد سيطر عليها حربًا يونيو 1919م، وفي ذات الشهر أيضًا سيطر على زبيد سلمًا، وجبل راس حربًا، وصولًا إلى حيس، ثم الخوخة، ثم المخا، ثم مِلْحَان سبتمبر 1919م.
وفي الجانب الآخر أظهر محمد الإدريسي – المدعوم من قبل الإنجليز – نفسه كمُدافع عن المذهب الشافعي، وسارع بالاتصال بمشايخ تهامة، وتوافد مُعظمهم لنُصرته، وعمل جاهدًا على أنْ يُضعف قوة خصمه اللدود (الإمام يحيى)، وأنْ يكسر شوكته، وأنْ يحصره في المناطق الجبلية، وتوسع جنوبًا، وسيطرت قواته على الزيدية مارس 1919م، ثم اللحية مايو 1919م، ثم مِلْحَان وباجل ديسمبر 1919م، ثم بُرع فبراير 1920م، ثم ريمة يوليو 1920م.
وبين التوسع والتوسع المضاد، بدأت جولة ثانية من المواجهات الشرسة بين الحاكمين، استمرت لأكثر من عامين، وكانت – أي هذا الجولة – سجالًا، ودارت أعنف معاركها في مِلْحَان، وبني سعد، وصعفان، وريمة، وقد ظلت السيطرة على هذه المناطق مُتذبذة بين الجانبين، إلى أنْ هدأت المواجهات، وحصل ما يشبه التعايش بين الطرفين، وكانت الحدود أواخر عام 1921م على هذا النحو: آخر جبال ريمة، وصعفان، ومِلْحَان، وجبل منبه في صعدة للإمام يحيى، وآخر جبل برع، وبني سعد، وحجور، وجبل شدا للإدريسي.
حماية سعودية
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أدرك حاكم صبيا محمد الإدريسي أنَّ الإنجليز استنفذوا مصالحهم معه، وأنّهم سيتخلون عنه بِمُجرد اتفاقهم مع الإمام يحيى، وأنَّه لا يستطيع لوحده مُواجهة الأخطار المُتربصة بإمارته، ذات الجغرافيا السهلة، والمُحاطة بجيران أقويا؛ فما كان منه إلا أنْ يَمم أنظاره صوب سلطان نجد عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، أرسل إلى الأخير وفدًا لطلب المُساعدة، لتُوقع في صبيا اتفاقية صَداقة ودفاع مُشترك بين الجانبين 21 أغسطس 1920م.
أرسل حاكم صبيا بعد ذلك برسالة لسلطان نجد طلب منه رعاية أولاده وعائلته بعد وفاته، جاء فيها: «أني جلت النظر في أنحاء الجزيرة فلم أجد أهلًا للثقة ورعاية عهود الإخاء سواكم، واعلموا أنَّ ابن آدم رهن المنون، فإذا توفاني الله فأنتم المُقلدين بالوصاية على عائلتي وأهل بيتي»، ولكسب وده أكثر أطلق على ابنه الذي ولد آنذاك اسم (عبدالعزيز)! والتزم بدفع إتاوة سنوية، وتبنى رغم تصوفه الدعوة الوهابية، وهي الدعوة التي كان لها حضور في المنطقة منذ عهد الدولة السعودية الأولى، وأمر بهدم ضريح جده أحمد الإدريسي، والقباب المبنية عليه، وهدم جميع الأضرحة والمزارات في كافة مناطق إمارته، وحين حانت منيته أوصى أولاده بِالمُحافظة على تلك العلاقة.
بوفاة محمد بن علي الإدريسي 20 مارس 1923م، بدأ العد التنازلي لزوال الإمارة الإدريسية، فلم يكد يتربع ولده علي ذو الـ 17 عامًا على العرش، حتى دبَّ الخلاف داخل الأسرة الحاكمة. أفشل الأمير الضعيف انقلابًا قام به عمه الحسن، وقريبه مصطفى عبدالعال، وإنْ كان الأول قد استكان لبعض الوقت، إلا أنَّ الأخير جدد تمرده من المنطقة الجنوبية (من اللحية إلى الحديدة) التي عُين نائبًا عليها، ليهرب أواخر العام التالي إلى جزيرة كمران، فيما حل عبدالمطلب هارون (خال الأمير علي) محله.
أمام تلك المُستجدات العاصفة، بدأ السخط الشعبي من حُكم الأدارسة وسوء إدارتهم يتضاعف، وكانت الحديدة في ظل تلك المعمعة الأكثر تضررًا، فشل حُكام صِبيا الطارئين في إدارتها، ولم يهتموا – كما أشار بعض المُؤرخين – بها أصلًا؛ لأنَّهم لم يكونوا يضمنوا أنْ تبقى بحوزتهم، وأذلوا – وهو الأقسى – كبرائها وكبراء تهامة بشكل عام، ممن كان لهم سبق السبق في نُصرتهم.
وعن سُكان تلك المدينة المُتضررين قال جيكوب (أحد القادة الإنجليز الداعين لتسليم الحديدة للإمام يحيى) أنَّهم لدغوا من الأدارسة، وإنَّ مُوظفي تلك الإمارة استبدوا وأفسدوا، وأنَّ الضرائب المفروضة على الواردات كانت مُجحفة؛ لدرجة أنَّ كثير من التجار رحلوا إلى عدن.
أما المُؤرخ أحمد إبراهيم الطيب فقد نقل هو الآخر جانبًا من تفاصيل تلك المُواجهات، وبصورة مُقتضبة، وقال في معرض حديثه عن توسعات حاكم صبيا محمد بن علي الإدريسي، أنَّ قوات الأخير واصلت تقدمها إلى بلاد حاشد (ربما قصد بلادي حجور والشرف)؛ وأنَّ قوات عثمانية توجهت إلى شهارة لمـُساندة الإمام يحيى في حفظ تلك المدينة المنيعة، وربما قصد في الجزئية الأخيرة توجه الوالي محمود نديم إلى تلك الجهة يوليو 1913م، أو ربما قصد تبديل مفرزة صعدة بأخرى سبتمبر 1913م.
ومما قاله المُؤرخ أحمد إبراهيم نقتطف: «تكاثرت جموع الإدريسي، ودخلت نواحي المشرق، وأطاعته حاشد وكثير من نواحيها، وتوجه بعض عساكر السلطان مع إمام المشرق لحفظ شهارة..».
وإكمالًا لهذه الجزئية، وجب التأكيد أنَّ مُناصري حاكم صبيا محمد بن علي الإدريسي لم يكونوا من مُعتنقي المذهب الشافعي فقط، فسبق أنْ استغل ذلك الأمير الطامح غضب بعض مشايخ حاشد (كالشيخ ناصر بن مبخوت الأحمر) من الإمام يحيى حميد الدين، وذلك بعد توقيع الأخير لصلح دعان، واستقطبهم إلى صفه، واستقطب غيرهم أيضًا من قبيلة بكيل، وقد كانوا يسمونه بـ (إمام الذهب)، ويسمون الآخر بـ (إمام المذهب)، ولسان حالهم يقول:
ما أنا قبيلي احــد، ولا حــــدُّ دولتي
ما دولتي إلا من املا جيبي قروش
وكان بعض أولئك المشايخ يقومون أثناء توجههم إلى مقر محمد الإدريسي في جيزان بتحدي الإمام يحيى، ويمرون – كما أفاد المُؤرخ إسماعيل الأكوع – بمجاميعهم القبلية جوار منزله في القفلة أو السودة، وهم يُرددون زواملهم. ومع احتدام المُواجهات بين الجانبين، كانوا يلهجون إلى الله بهذا الدعاء: «اللهم انصر الإمام يحيى نُص، وانصر الإدريسي نُص»؛ كي يستمر تكسبهم من تلك الحرب!
ولم تقتصر تلك المساندة على أولئك المشايخ، فهناك علماء زيديين ناصروا الإدريسي نكاية بالإمام يحيى، كيحيى بن محمد بن الهادي، وأحمد بن عبدالرحمن الأعضب، والأخير قاد – كما أفاد المُؤرخ إسماعيل الأكوع – مجاميع قبلية من حاشد لذات الغرض، وكانت مجاميعه تلك تردد بعض الزوامل، نقتطف منها:
ويا سلام الله عليك يا سيدي الولي
مُحمد بن إدريس أللي نوره مُضي
ومنها:
شـــــاع صــيــت نــصـره
واهتـــــدى كـل عـــاصـي
أخـــــرج مـــدافع والخيام
والشــمــس حــامــــــــــي
واخــــرج ذُيُــوب الحـرب
نَبُّــــــــوت وصــابــــــــه
أما يحيى بن محمد الهادي، فقد بالغ في خصومته للإمام يحيى، وهجاه في شعره، وبَالغ في المقابل في مدح خصمه، وما أنْ طُويت صفحة الأدارسة، حتى عاد لسيرته القديمة، وحاول أنْ يُكفر عما اقترفه، ومدح سيده وسميه بأشعار كثيره، ومما قاله في لحظات خصامه نقتطف:
ويُغلق باب شرع الله حتى
كــأنَّ بيـوته من غيـر باب
ونقتطف أيضًا:
ولابـــن حميــــد الـــدين مُلــــك مُـــدمرٌ
لــــه ومــواليـــه مـن العجــم والعـــرب
بمـــــا قد تعـــــدوا في يريم حـــدودهم
وأرض تــعـــــز والـعــدين إلــــــى إب
انتصارات إمامية
وبالعودة إلى موضوعنا، فقد تركزت – كما أفاد المُؤرخ سعد الشرقي – المُواجهات في الجانب الآخر من بلاد صعدة في ثلاثة محاور: محور سحار، ومحور رازح، ومحور بني جُماعة، وتوافق ذات المُؤرخ مع ما قاله المُؤرخ أحمد إبراهيم الطيب في جزئية مقتل عدد من عساكر المفرزة العثمانية المُرابطين في منطقة الطلح التابعة لسحار نوفمبر 1913م، وذلك على يد القوات المُساندة للإدريسي.
وفي ذات العام حدثت – كما أفاد المُؤرخ محمد العقيلي – معركة كبرى في وادي عمق، كانت الغلبة فيها للقوات الإدريسية، فيما بلغت خسارة القوات الإمامية الـ 500 قتيل، ولو كانت القوات المُنتصرة واصلت تقدمها، لقضت على القوات المنهزمة، ولما عاودت الأخيرة هجماتها التي قلبت الموازين، وغيرت المعادلة.
دارت الدائرة ت بعد ذلك على القوات الإدريسية، وحققت القوات الإمامية في المحاور السابق ذكرها انتصارات لافتة، وتمكنت بعد سيطرتها النهائية على منطقة سحار، من السيطرة على منطقتي ضحيان ومجز من بني جُماعة، ومنطقتي الأشعاف والأزوار من جبل شدا، وتمكنت – وهو الأهم – بعد عديد مُواجهات من التمركز فوق قلعة العمار من جبل رازح 24 يونيو 1914م، وهذه القلعة شديدة الأهمية؛ كونها مُطلة على السهل التهامي، وبدأ بسقوطها التهاوي السريع لعساكر محمد الإدريسي المُرابطين في أحراش ذلك الجبل العتيد.
بعد سيطرتها على جبل رازح، تفرغت القوات الإمامية لبني جُماعة، وتمكنت بعد معركة شرسة من السيطرة على الأخيرة 10 سبتمبر 1914م، بعد أنْ قامت بحركة التفافية من جهة جبل العرو، والتلال المُتصلة به، وقد أخذت تلك القوات من كبراء تلك المنطقة وغيرها رهائن الطاعة، وعاثت فيها نهبًا وخرابًا.
الحرب الإدريسية الإمامية (1912 – 1926م)
#بـلال_الطيـب
”فصول من التوسع والتوسع المُضاد..“
أثناء صراعهما المَرير مع الدولة العثمانية، تحالف حاكم صبيا محمد بن علي الإدريسي والإمام يحيى حميد الدين، وهو التحالف الذي سعى إليه الأخير، واستمر قُرابة العام، وتجسد بمُحاصرة الأول لمدينة أبها، ومُحاصرة الآخر لمدينة صنعاء، وانتهى بعد كسر الحصارين، وعقد صلح دعان ذائع الصيت 8 أكتوبر 1911م.
توسع إدريسي
وعن طبيعة ذلك التحالف وانفصام عُراه، قال محمد الإدريسي مُخاطبًا الرحالة أمين الريحاني الذي زاره في بداية عشرينيات ذات القرن: «عَقْدنا مُحالفة لمُحاربة الأتراك وطردهم من اليمن، ولما جاءوا يمرون من بلادنا ليضربوه من جهة الشمال أوقفناهم، وقلنا لهم: كيف نقبل وبيننا وبينه عهد الله، وصل الأتراك بعدئذ إلى صنعاء، فهموا بضربنا من وراء، من الجبال، فلم يمنعهم ابن حميد حليفنا، صنو عهدنا، كأنَّ العهد عنده قصاصة ورق».
وكان محمد الإدريسي قد خاطب قبل ذلك قاسم بن حسين أبو طالب أحد رسل الإمام يحيى إليه قائلًا: «وإنَّ هذا الرجل – يقصد الإمام يحيى – كفرني في رسائله ومكاتيبه، وعندي منها، وصالح الأتراك، وتركني، واستعان بالترك علي».
الإمام يحيى من جهته قام بعد توقيعه صلح دعان بمُراسلة محمد بن علي الإدريسي، داعيًا إياه للدخول – مثله – في بَوتقة مُصالحة العثمانيين، إلا أنَّ حاكم صبيا استمر في حروبه التوسعية، وحقق بدعم كبير من قبل الإيطاليين انتصارات مُتسارعة على حساب الدولة العلية، وسيطر بُمساندة أسطولهم البحري على مدينة جيزان، ثم أبو عريش، ثم ميدي مارس 1912م، ثم حرض، ثم جزيرة فرسان، وفشل خلال ذات الفترة في السيطرة على اللحية.
وكان – أي محمد الإدريسي – قد حقق منتصف العام الفائت انتصارًا لافتًا على القوات العثمانية في منطقة الحفائر القريبة من جيزان، وهي المعركة التي رفعت شأنه، وقوت جانبه، وكثَّفت أسلحته، وجعلت الإيطاليين يميلون إليه كل الميل، وما أنْ اشتعلت حرب الأخيرين مع الدولة العلية – سنأتي على ذكر جانبًا منها – حتى تضاعف دعم الإيطاليين له، وتوجه – كما سبق أنْ ذكرنا – جنوبًا.
وعلى حساب البلاد الإمامية سيطر محمد الإدريسي على جبل العرو، ثم جبل شدا، ثم بني جُماعة، ثم جبل رَازح أبريل 1912م، وتجاوزت قواته المَسنودة بأبناء تلك المناطق، وتحت قيادة عرار بن ناصر، تجاوزت خولان الشام، وصولًا إلى فللة عذر، ومنطقة سحار الرابضة على مَشارف مدينة صعدة من جهة الغرب، وعن ذلك قال المُؤرخ عبدالكريم مُطهر: «سولت له – يقصد الإدريسي – نفسه الاستيلاء على صعدة، وبلادها، فأفسد جميع قبائل خولان بن عامر، ومكنهم من سلاح الكفار، فأعلنوا الخلاف على الإمام، ولم يبق بيد عُمال الإمام غير الحصون».
تمكن عامل الإمام يحيى على تلك الجهة محمد بن الهادي محمد من كبح هجوم القوات الإدريسية مُؤقتًا، وذلك بعد أنْ تَوالي وصول الدعم العثماني من أسلحة وخلافه إلى سيده (الإمام يحيى)، وكانت غنائمه – كما أفاد عدد من المُؤرخين الإماميين – من أنصار الإدريسي كثيرة.
وعلى ذكر الدعم العثماني، أفاد عصمت أينون في مُذكراته أنَّ عزت باشا أرسل بعد توقيع صلح دعان للإمام يحيى بعدة طوابير عسكرية، و3,000 بندقة، و1,000 صندوق ذخيرة بنادق، ومجموعة كبيرة من طلقات المدافع، وأنَّه – أي عزت باشا – تعهد بدفع ديات قتلى القوات الإمامية في معاركها مع قوات الإدريسي.
ولتوضيح تفاصيل المشهد الميداني، أترككم مع ما قاله المُؤرخ المُتوكلي سعد بن محمد الشرقي: «وصدق على المُخالفين البوار، ولبسوا ثياب المذلة والفرار، وصار الصغار لهم دثارًا، وولوا الأدبار، وانتُهبت قرى كثيرة، وغنم المجاهدون الحقير والخطير.. ولقد كان حينئذ يدخل النفر القرية من قُرى خولان، ويقول: هاتوا بنادق الإدريسي، فما يخرج إلا بجملة منها، وانتهبت العساكر من فرَّ، ومن تأمن وقر».
ويعود عداء أبناء خولان الشام للإمام يحيى إلى ما قبل هذه الأحداث بثمان سنوات، فهم لم يعترفوا أصلًا بعد وفاة والده بإمامته يونيو 1904م؛ بل ناصروا إمامًا آخر يُدعى الهادي الحسن بن يحيى الضحياني، والأخير كان ذا طموح سياسي محدود، اكتفى بحكم المناطق التي تحت يديه، وتسمى بـ (إمام الشام)، وسمى مُنافسه بـ (إمام اليمن)، وقد عمد بعض مُؤرخي العهد المُتوكلي على تسميته بـ (المشاقق).
لم يعادِ الضحياني العثمانيين، بل وقف بجانبهم، وساندهم في العام التالي أثناء حصار عساكر الإمام يحيى (كان مُعظمهم من أبناء قبيلتي حاشد وبكيل) لصنعاء، وتحفظ الذاكرة الشفهية زامل شعبي شهير فيه توضيح لوقوفهم مع الوالي العثماني المشير أحمد فيضي باشا أثناء فكه لذلك الحصار، نقتطف منه:
شهادة عن الكتاب وعن الدورات
يالله جزاك الله كل خير ي أستاذ خليل
أنا عندما حملت الكتاب الخاص بك وهو مجاني استغربت جدًا المفروض الكتاب هذا ينباع ومو بسعر قليل لان فيه معلومات ماشاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله وحتى بدليل ان اول ماريته مجاني حملته سريع حتى لا يتم بيعه لاحقًا أكون من اوائل الناس التي حصلت على الكتاب والآن الدورة مجانية حتى ليست برسوم رمزيه ايضًا من الواضح انك لا تريد شي سوا تعليم جيل يعرف عن بلده ويعتز بها
ف جزاكم الله كل خير على علمكم النافع وعلى إظهاركم لتراثنا العريق الذي لا يشبه اي تراث في هذا العالم
أنا من جدة ومواليد جدة ووالدي نفس الشي ولكن عند بحثي اكثر عن بلدي وأصولي ومحبتي للتاريخ والآثار القديمه وصلت لخط المسند وهوا اصل اللغة العربية
وأصبح بالنسبة لي هدف أريد تعلمه وحتى فديوهاتك في اليوتيوب فادتني كثيرًا وفيها معلومات قيمه بالنسبة لشخص يحب التاريخ والآثار القديمه
ف جزاكم الله كل خير ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه ورفع شأن بلدنا الغالي مثل السابق يا رب العالمين …
لتحميل الكتاب مجاناً عبر الرابط التالي 👇 👇 👇
/channel/AlmosnadAladim/3537
القدس العربي : تسع قطع أثرية يمنيّة تُعرض في مزاد سويسري خلال يونيو المقبل.
أحمد الأغبري Ahmed Al-Aghbari
صنعاء- “القدس العربي”: كشف خبير آثاري يمنيّ، اليوم الخميس، أن تسع قطع أثرية يمنية يعود تاريخ بعضها إلى الألف الثاني قبل الميلاد ستُعرض في دار أستارتي للمزادات في مدينة لوغانو السويسرية بتاريخ 11 يونيو/ حزيران المقبل.
وأوضح عبد الله محسن، وهو خبير مهتم برصد آثار اليمن في الخارج أن «من الآثار المعروضة مائدة قرابين من المرمر مستطيلة الشكل مكتملة، من القرن الأول الميلادي، ترتكز على أربع أرجل قصيرة، يحيط بها من جوانبها الأربعة نقش مسند يتعلق بـ “كرب عثت ولحي عثت”، سطحها العلوي مزين بحافة بارزة، وفي مقدمتها صف من سبعة وعول متصلة متكئة، لكل منها أنف طويل، وعيون بارزة، وقرون حلزونية كبيرة. طولها 99 سم وعرضها 60.5 سم وارتفاعها 8 سم».
وأكمل وصفه للقطع الآثارية في “تدوينة” على “فيسبوك”: « المائدة في غاية الجمال دون أي كسور والنقش واضح، وربما لم يُدرس من قبل، الأمر الذي يجعل من المهم البحث عن مصدرها، حيث يزعم المزاد أن مالكها الأول مجموعة أ.ك الخاصة اقتناها قبل 1971، وفي ديسمبر/ كانون الأول 2011 أصبحت ضمن مجموعة تاجر آثار أوروبي، ثم انتقلت بالوراثة إلى ملكية البائع الحالي».
يُشار إلى أن وضع الآثار قبل الحرب في اليمن كان سيئًا أيضًا، إذ لم تتوفر حماية لجميع المواقع الأثرية، ما جعل عمليات النبش والنهب والسرقة والتهريب متواصلة، وهي العمليات التي وفرت لها الحرب بيئة مواتية؛ ما يتسبب في استمرار التهريب المنظم لها.
ويفتقد اليمن لتوثيق كامل لبيانات القطع الأثرية المحفوظة في متاحفه، التي مازال معظمها مغلقًا بفعل الحرب، ولا يتوفر لها إمكانات الحفظ والتخزين الملائم.
وسبق وأكد محسن في وقت سابق متحدثًا لـ “القدس العربي”، أن «الحرب الطويلة والعبثية في اليمن وفرت الفرصة لتجار الحروب والباحثين عن الثراء والمهربين، لاستباحة الآثار. وتسببت الحرب في قصف بعض المتاحف دون أن يكون هناك مبرر حقيقي لهذا القصف، الذي أدى إلى تدمير مقتنيات المتاحف ونهب محتويات بعضها. ولك أن تتخيل أيضاً تأثير قصف موقع أثري بالصواريخ، تُستخدم الفرشاة الناعمة عند استكشافه، بونٌ شاسع بين الفرشاة والصاروخ. لقد فتحت الحرب بابا لنهب وتدمير المواقع الأثرية والتهريب يصعب غلقه، خصوصًا في المناطق النائية. لقد حضرت الشياطين ولن تستطيع صرفهم».
من الفلكلور الشعبي في #حضرموت
عادة المشعال في بداية شهر ذو الحجة
ابتداء من هذا المساء بدأت عادة المشاعيل والكنابير في الشحر وفي مدن وقرى الساحل الحضرمي
المشعال والكمبارة بالشحر..
عادة قديمة تمارس في العشر الاولى من شهر ذي الحجة من كل عام.
يقول الاستاذ ابراهيم صالح بن اسحاق:
تعتبر مدينة الشحر من المدن الحاضنة لهذه العادات والتقاليد التي لها موطئ قدم منذ قديم الزمن وهي عادة من عادات التي تميز أهل الشحر ومناطق الساحل وأيضا مناطق الداخل لحضرموت.
إن الألعاب والأهازيج التي تمتع أسماعنا كان ومازالت على مر العصور ينشدوا بها الى يومنا هذا الا انها أصبحت ألان قليلة وبدأت في الاندثار بسبب العوامل والأحداث والمتغيرات التي طرأت على حضرموت عامة والشحر خاصة وتلك العوامل والرياح التي تتجادف ببلدنا ذات اليمين وذات الشمال.
في بداية العشر الأولى من ذي الحجة تبدأ الألعاب الشعبية الموروثة منذ زمن بعيد وسوف اذكر لكم ما تذكرته في الأيام الخوالي.
في أول ليلة من أيام شهر ذو الحجة الفضيل يبدأ الأطفال الصغار الأولاد والبنات ذلك بعد صلاة المغرب يجولون ويصلون البيوت ويطرقون الأبواب فرحون ومستبشرين بهذه العادة الجميلة والقديمة والأولاد يختلف عن البنات من ناحية الأهازيج فالاولاد لديهم ( مشعال ) فعادة تكون على شكل مصباح مزخرف او سفينة او سدة او منارة او حتى معلم أثري ويكون به مكان للقاز ويكون على عود ويدخل الأولاد البيوت ويقولون :
ايه بغنا بنشغل مرددين هذه الكلمات:
هندي صغير دخل دارنا
تعشى عشانا وشل بنتنا
نحن عيال الصاروخ
مننا ثلاثة وهتو البيس
لكن البنات يختلفن عن الأولاد كثيرا ، حيث البنات لديهن ما يسمى ( كنبارة او كمبارة ) وهي مصنوعة من الطين وتزين بالألوان جميلة كأنها نقوش الحنة على أيدي الفتيات وتكون محمولة بعود ويدخلن البيت ويقلن:
ايه بغينا بنكمبر وهن يرددن هذه الكلمات الجميلة المليئة بالمشاعر الإيمانية
الله بحجة وتمدينة نزور النبي
ونزور كعبة محمد يوم ربي رضي
عواد عواد ياعرفة متى باتجين
والكبش مرصون والقفة ملانة طحين
يالله بعودة تعود لنا من السالمين
عادت علينا ولاعادت على الكافرين
يامكباره كَبّري واعلقي باللبان
ياعيد عرفة وياعرفة متى باتجي
والكبش مرصون والقفه ملانه طحين
لاهَلّت العشر قل يالله مع الواقفين
حجاج ومسافرين فوق الجبل واقفين
عادت علينا ولاعادت على الكافرين.
ما أروعها من كلمات تبحر بنا إلى رحلة إيمانية مليئة بالدعاء ومناجاة رب العالمين.
ثم يقولوا هاتوا عشاء المشعال او هاتوا حقنا ببراءة وصفاء نية الأطفال ما يحملونه من محبه.
بعض البيوت يطلبهم منهم العودة القابله ( بكره )
واذا لم يحصلوا على أي نقود ينشدون هذه الكلمات المعبرة :
جينا على وعدكم قلتوا لنا القابلة
والقابلة حصن بن عياش والزراية
ثم يعودو ثاني يوم ويحصوا على بعض النقود مرددين هذه الكلمات:
الله يعزك كما عزيتنا يا الحبيب
قوتك ميليل ومن فوق الميليل زبيب.
الفيديو لرقصة المشعال في شوارع مدينة الشحر
#اليمن 🇾🇪
#ذويدوم
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
🔘 اليمن_تاريخ_وثقافة
#صور_يمنية. 📸📸📸📸📸
🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪🇾🇪
🔘 t.me/taye5
صوره نادره للمدومه في عام ١٩٤٦م بمدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت ....
{ مدومة البر }
وطريقة عمل المدومه ، اولا ياتون بالبر (١) الى الوصر (٢) ، ثم يبسطونه (٣) ارضا ليدومونه ، وذلك عن طريق النشره (٤) أو الركاب(٥) ، ويربطون الجعره (٦) خلفها ، لتجر الجعره وتدور بها على المدومه حتى تفرز الحبوب عن السنابل.
وتدوم مدومة البر قرابة الساعتين حتى تتم فرز الحبوب عن السنابل ، ومن ثم يعود يقلبها للجهه الاخرى و يدومها ساعتين اخرى ، حتى يتم فصل الحبوب عن السنابل جيدا.
وبعدها يجلبون الطبقان (٧) ليذلحون حبوب البر مع الريح ، لكي تسقط الحبوب ارضا ، وتتطاير العيدان المتبقيه جانبا..
وبعد الذلاحه تصبح حبوب البر مصباح (٨) ، ومن ثم يتم تعبئتها في جواني ( ٩)....
وحينما يقوم الرجال بمدومة البر ، يدندنون بزامل جميل جدا ، ويقولون فيه :-
{ الا يا قلب قيلوبه ، ماحلى البر بالروبه}.
وعند انتهائهم من عملية المدومه (١٠) ، وبدأو يكيلون البر في الجواني يدندنون بزامل اخر ، ويقولون فيه:
{يهوين يا الهلباء ، ماحصلتي كيال }
وهناك الكثير من الزوامل الخاصه بكل منطقه والتي اندثر اغلبها في وقتنا الحاضر ..
توضيح:-
١)- البر : تعني القمح
٢)- الوصر : تعني ارض مستويه ممحوظه بالطين..
٣)- يبسطونه : وتعني يفرشونه ارضا
٤)- النشره : وتعني الحمير والبقر
٥)- الركاب : وتعني الجمال
٦)- الجعره : وتعني جذوع نخل تربط خلف الجمل او الحمير او البقر
٧)- الطبقان : هو شبيه الصحن ولكن مصنوع من عود المطي ، وهو العود الحامل لمثمر التمر في النخله.
٨)- مصباح : وتعني كومه
٩)- جواني : وتعني الشواله
١٠)- المدومه : تعني سبول البر
كتبه ؛
محمد بن عمر الجابري
ظهرة الثوابي؟
رباط بني البغش؟ - عفيف الدين عبدالله بن سليمان؟
الشيخ جمال الدين؟ - الجامع ومؤخرته؟ - القبه والمزار؟
كل هاذه التساؤلات نجيب عليها في هاذا المقال
من بين قمم الجبال وفي اكمة مرتفعه كان هنالك موعد لقرية الظهره في عزلة الثوابي مع انوار العلم بصفاء وتصوف لتصبح رباط علم مشهوره ومناراة يقصدها طلاب العلم متيممين بكتبهم والواحهم نحوها انها رباط بني البُغشِ
التي ولد وترعرع فيها الشيخ الصالح عفيف الدين عبدالله بن سُليمان بن البغش قبل ما يقرب من سبعمائة سنه ينقصها بضع سنين كان عالما فقيها صالحا ورعا مقدما في قومه لما كان فيه من البر والصلاح والاحسان لوالديه ولعامة الناس فدعا له والداه ففتح الله عليه الدنيا بجاهها ومالها وما اجمل الدين والدنيا ان اجتمعا فأتاه الناس والقبائل المجاوره مبايعين طائعين كما اورد ذكره البريهي في كتابه
طبقة صلحاء اليمن فقال
((وَمن الظهرة الرِّبَاط الْمَشْهُور لبني البغش بمعشار أكمة العتر بعزلة الثوابي
الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن سُلَيْمَان بن البغش كَانَ عابدا زاهدا برا بِوَالِديهِ فَكَانَا يدعوان لَهُ فَاسْتَجَاب الله دعاءهما وَفتح عَلَيْهِ بكرامات كَثِيرَة واعتقده كَافَّة أهل الْبَلَد وانقادوا لَهُ وَعمر مَسْجِدا بالقرية الَّتِي يسكنهَا وَكَانَت وَفَاته بآخر المئة الثَّامِنَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
ثمَّ خَلفه بمنصبه وَلَده الشَّيْخ جمال الدّين فَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَى الْوَافِد ومطاعا فِي بَلَده وَمن كَانَ فِي نواحي بَلَده من الْقَبَائِل هُنَالك وَفتحت لَهُ الدُّنْيَا وَعمر زِيَادَة فِي مَسْجِد وَالِده الَّذِي يسمونه الْجَامِع وَأَعْمر الحجرات وَالْبركَة فِيهِ وَكَانَ معاصرا للشَّيْخ عفيف الدّين عبد الله بن يحيى الشعراني وتواخيا فِي الله كل وَاحِد مِنْهُمَا يثني على صَاحبه بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح توفّي سنة سبع عشرَة وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى))
ذالك الرجل الصالح وابنه الشيخ جمال الدين الذي ظلت قبته الى جوار المسجد الجامع مزارا للكثير من ابناء المنطقه وابناء المناطق المجاوره بل حتى المحافضات المجاوره لعدة قرون حتى فترة وجيزه حيث تم اغلاق المزار نهائيا كانو يقصدونها لتتعافى عيونهم بنورها بعد ان انار علم هاذا الرجل وابنه الشيخ ارجاء المنطقه فأوقفوا الارض بسخاء ولا تزال اوقاف البغشي شاهده بذالك ولا يزال الجامع قائم الاركان بعد ان كان مدرسة ورباط علم
وانت تتنقل في ذالك الحي الجميل سترى الذهوب من تحتك بعقامها الكبيره يزينها خضرتها وكما ستجد المسميات هنالك توحي ان هنالك سلطة قامة لهاذا الشيخ الصالح فهناك حي المحكمه بين احياء القريه وهنالك اثار لديور قديمه وديور ونوبات لا زالت قائمه حتى الان وماقلنا سوى اليسير وبقي الكثير نتركه لكم ايه الباحثون في تاريخ المنطقه لتضيفو وتثرو الموضوع
بقلم /محمدبن عبداللحميد ناجي القحوم الثوابي
الصور بعدسة الاستاذ حمود صالح الكبش
2025/5/25
(( العثور على كاس من الفضه في اليمن يحكي ملحمه اسطوريه هرقل ))
وكما هوا موضح ومنحوت على الكاس ، في مواجهه بين النسر والذي يمثل الآلهة أثيناء من جهه ومن الجهه الاخرا وحش لهوا اقدام من الثعابين ، تدخل هرقل ليقاتل مع الآلهة أثيناء ذلك الوحش الذي له جسد رجل بين ما لهوا اقدام على شكل افاعي ، بعد ان كان ذلك الوحش يحاول ان ينقظ على الآلهة أثيناء ، ولكن هرقل تدخل في الاحظات الاخيره وضرب الافاعي بعصاء مدببه حتى القي ذلك الوحش على الارض ، بعد ان ضرب كل الافاعي بالعصاء المدببه ، وكذلك تمكنت الآلهة أثيناء من ضرب الوحش عدد من الضربات بسولجان الذي بيدها ، وكذلك اخرج هرقل السهام والقوس وتم ضرب الوحش بعدد من النبال من خلال القوس الذي كان مع هرقل حتى قضي على الخصم ... وقد كتب على الكاس بخط المسند اليماني (( جمن / ذخبم / بن / صلحم / شيم / بردا / مرمس / يدع اب / ملك / حضرمت / بن / يدع ال /ملك / حضرمت / موسط / بيزسوو / .. شبعن / وينل ))
وذلك يعني (( كاس ذي نخب من صنح سيد السلطات امرهم يدع اب ملك حضرموت بن يدعال ملك حضرموت حسب وصيته بيزسو .. شبعن وينل ))
* وكذلك تذكر الأساطير الإغريقية عن هذه المعركة التي نحتت على الكاس حيث تقول (( .. كان هرقل رجل قليل الكلام و كان يستمع بصبر و أخيرا امسك اخليوس و ألقي به علي الارض. رأي اخيلوس انه لن يستطيع ان يتغلب علي هرقل في المصارعة، فحول نفسه علي هيئة ثعبان و التف حوله، فضحك هرقل و تحدث لأول مرة قائلا: ثعبان؟ هل هذا أفضل ما لديك؟ لقد قتلت الكثير من الثعابين .. ))
* خلفيه تاريخيه :‐ آنذاك او قبل ذلك بكثير انطلقت اليمانيين الى الجزر والسواحل التي اشار إليها الهمداني بانها " ارض الافرنج والسكسن وارض الصقالبه وارض الروم " ولكن ذلك لم يكن للغزو والسبي وانما كان لتكوين وطن ومراكز تجارية تربط اليمن بغرب البحر الابيض المتوسط فارض الافرنج والسكسن هي سواحل وجزر فرنسا وإسبانيا وارض الصقالبة هي جزيرة صقليه في ارض الروم – بساحل جنوب ايطاليا – وبالبحث في دراسات تاريخ العصور القديمة نجد أنها تذكر انه كما قال بريستد (( اسس الفينقيون المستعمرات والمستوطنات في قرطاجة وصقله وسردينيا وساحل فرنسا وجزر البليار - الإسبانية - وامتد نشاطهم تجاري الى – سواحل انجلترا – بلاد القصدير )) وقال بريستد (( .. امتدت مستوطنات القرطاجنين الى سواحل الاتلانتيكي الإسبانية )) [ كتاب العصور القديمة – بريستد ] ومن المعروف ان الفينقيون هم اليمانيين وكما يقول الباحث اللبناني فرج الله ديب في دراسة كاملة عن الفينقيين مايلي نصه (( ان من سميوا فينقيين ليسوا إلاّ أجدادنا عرب الحضارة اليمنيه القديمه )) وانه (( ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس : ان موطن الفينقيين الاول هو بلاد الجنوبيه المطلة على البحر الاحمر )) [ اليمن هي الاصل – فرج الله ديب – ص 16 ] هذا وقد استعرض كتاب الامم الساميه اراء الدارسين حول مصدر الكتابة والحروف الفينقيه وانتهى الى انه ( يمكن القول بان الفينقيين نقلوا تلك الكتابه معهم من جنوب الجزيرة العربيه - اليمن - ) [ الامم الساميه - حامد عبد القادر ] وتدل اسبقية زمن كتابة وحروف المسند على ان الحروف التى سميت فينقيه تم نقلها من ارض سبأ - جنوب الجزيرة العربية - وهو ما كان قد جزم به العالم الالماني موللر منذ وقت مبكر بانه (( نقل الفينقيون الكتابة الابجدية معهم من جنوب الجزيرة العربية - اليمن - )) [ تاريخ اليمن الثقافي - احمد شرف الدين ]
(( والله الموفق ))
بقلم :- زيد محمد حسين الفرح
ندوة علمية بعنوان ” الأجهزة المساحية واستخدامها في الاثار”
أقام مركز الهدهد للدراسات الاثرية ندوة علمية بعنوان ” الأجهزة المساحية واستخدامها في الاثار” ألقاها كلا من يسري عبدالعال نجيب واحمد حماد اسماعيل – مفتشا اثار بوزارة السياحة والاثار المصرية
المحاضرة العلمية التي أقيمت في إطار برنامج التوعية الثقافية الاثرية التي يقيمها المركز عبر برنامج الزوم مساء الاثنين 28 ذو القعدة 1446هـ الموافق 26 مايو…
https://hudhud.org/archives/777