قناة ( القرآن الكريم حياة القلوب ) تختص في تفسير وتدارس علوم القرآن وأسباب النزول والتسمية للسور ومعاني الكلمات ومدى ارتباط الآيات الكريمه بواقعنا الحاضر
☄️الترتيب في القرآن
54
☄️عدد الآيات
55
☄️عدد الكلمات
342
☄️عدد الحروف
1438
☄️النزول
مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ (2) وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَكُلُّ أَمۡرٖ مُّسۡتَقِرّٞ (3) وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ (4) حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡۘ يَوۡمَ يَدۡعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيۡءٖ نُّكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ (7) مُّهۡطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِۖ يَقُولُ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَسِرٞ (8) ۞كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ فَكَذَّبُواْ عَبۡدَنَا وَقَالُواْ مَجۡنُونٞ وَٱزۡدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ (10) فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنۡهَمِرٖ (11) وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونٗا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ (12) وَحَمَلۡنَٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَٰحٖ وَدُسُرٖ (13) تَجۡرِي بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءٗ لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكۡنَٰهَآ ءَايَةٗ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ (15) فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ (17) كَذَّبَتۡ عَادٞ فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِي يَوۡمِ نَحۡسٖ مُّسۡتَمِرّٖ (19) تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ (20) فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ (22) كَذَّبَتۡ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ (23) فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ إِنَّآ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٍ (24) أَءُلۡقِيَ ٱلذِّكۡرُ عَلَيۡهِ مِنۢ بَيۡنِنَا بَلۡ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٞ (25) سَيَعۡلَمُونَ غَدٗا مَّنِ ٱلۡكَذَّابُ ٱلۡأَشِرُ (26) إِنَّا مُرۡسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتۡنَةٗ لَّهُمۡ فَٱرۡتَقِبۡهُمۡ وَٱصۡطَبِرۡ (27) وَنَبِّئۡهُمۡ أَنَّ ٱلۡمَآءَ قِسۡمَةُۢ بَيۡنَهُمۡۖ كُلُّ شِرۡبٖ مُّحۡتَضَرٞ (28) فَنَادَوۡاْ صَاحِبَهُمۡ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ (29) فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ (31) وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ (32) كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطِۢ بِٱلنُّذُرِ (33) إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ حَاصِبًا إِلَّآ ءَالَ لُوطٖۖ نَّجَّيۡنَٰهُم بِسَحَرٖ (34) نِّعۡمَةٗ مِّنۡ عِندِنَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَن شَكَرَ (35) وَلَقَدۡ أَنذَرَهُم بَطۡشَتَنَا فَتَمَارَوۡاْ بِٱلنُّذُرِ (36) وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ (38) فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ (40) وَلَقَدۡ جَآءَ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ ٱلنُّذُرُ (41) كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذۡنَٰهُمۡ أَخۡذَ عَزِيزٖ مُّقۡتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَٰٓئِكُمۡ أَمۡ لَكُم بَرَآءَةٞ فِي ٱلزُّبُرِ (43) أَمۡ يَقُولُونَ نَحۡنُ جَمِيعٞ مُّنتَصِرٞ (44) سَيُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ (45) بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ (46) إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي ضَلَٰلٖ وَسُعُرٖ (47) يَوۡمَ يُسۡحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ (49) وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۢ بِٱلۡبَصَرِ (50) وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَآ أَشۡيَاعَكُمۡ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ (51) وَكُلُّ شَيۡءٖ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٖ وَكَبِيرٖ مُّسۡتَطَرٌ (53) إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَنَهَرٖ (54) فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۢ (55)
*تم بحمد الله وفضله وكرمه تدارس سورة الرحمن*
*ونلتقي بعد غد مع سورة جديدة* *ووقفات مع سورة القمر*
*بإذن الله تعالى*
♦️العمل بالآيات :-
🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺🔻
١- أحمد الله أن علمك القرآن
٢- تذكر نعمة عظيمة خصك الله بها ثم أحمد الله عليها
٣- تذكر آخر خمسة من أقاربك موتى وأدع لهم بالرحمة
٤- تعرف على عظمة الله تعالى بقراءتك في معنى ( كل يوم هُو في شأن )
٥- تذكر ذنباً فعلته ثم تصدق بصدقه عسى الله أن يكفره بها
٦- أعمل عملاً يدل على خوفك من الله سبحانه وتعالى
٧- تحدث مع أحد معارفك عن النار أو أكتب مقالاً تبين فيه أهوالها وتصديقك بها
٨- تذكر أحداً أحسن إليك ثم قل له ( جزاك الله خيراً ) وإذا أستطعت أن تهديه هديه فذلك خير
🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺🔻🔺
" يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن "
يسأله من في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غش لأحد منهم عنه سبحانه.
كل يوم هو في شان : يعز ويذل, ويعطي ويمنع.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" سنفرغ لكم أيها الثقلان "
سنفرع لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونثيب أهل الطاعة.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان "
يا معشر الجن والإنس, إن قدرتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أقطار السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا؟).
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما - أيها الثقلان- تكذبان؟
" يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "
يرسل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يصب على رؤسكم, فلا ينصر بعضكم بعضا معشر الجن والإنس
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان "
فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب من شدة الأمر وهول يوم القيامة.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
" فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان "
ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام "
تعرف الملائكة المجرمين بعلامتهم, فتأخذهم بمقدمة رؤوسهم وبأقدامهم, فترميهم في النار.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون "
يقال لهؤلاء المجرمين تحقيرا لهم: هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون في الدنيا:
" يطوفون بينها وبين حميم آن "
تارة يعذبون في الجحيم, وتارة يسقون من الحميم, وهو شراب بلغ منتهى الحرارة, لقطع الأمعاء والأحشاء.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
سورة الرحمن - تفسير السعدي
" الرحمن "
الرحمن علم الإنسان القرآن بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه.
" خلق الإنسان "
خلق الإنسان,
" علمه البيان "
علمه البيان عما في نفسه تمييزا له عن غيره.
" الشمس والقمر بحسبان "
الشمس والقمر يجريان متعاقبين بحساب متقن, لا يختلف ولا يضطرب.
" والنجم والشجر يسجدان "
والنجم الذي في السماء وأشجار الأرض, تعرف ربها وتسجد له, وتنقاد لما سخرها له من مصالح عباده ومنافعهم.
" والسماء رفعها ووضع الميزان "
والسماء رفعها فوق الأرض, يوضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده
" ألا تطغوا في الميزان "
لئلا تعتدوا وتخونوا من وزنتم له,
" وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "
وأقيموا الوزن بالعدل, ولا تنقصوا الميزان إذا وزنتم للناس.
" والأرض وضعها للأنام "
والأرض وضعها ومهدها, ليستقر عليها الخلق.
" فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام "
فيها فاكهة, النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر,
" والحب ذو العصف والريحان "
وفيها الحب ذو القشرة رزقا لكم ولأنعامكم, وفيها كل نبت طيب الرائحة.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما الدينيه والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة, فكلما مر بهذه الآية, قالوا: " لا شيء من آلائك ربنا نكذب, فلك الحمد " , وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه, أن يقر بها, ويشكر الله ويحمده عليها.
📣مُميِّزات سورة الرحمن :-
☑️ تتميّز سورة الرحمن بعدّة مُميِّزات، منها ما يأتي :-
▫️ الأسلوب البديع من حيث اللغة العربيّة؛ فقد ورد فيها أسلوب التكرار لبعض الآيات، والتعداد للنِّعَم.
▫️ الأسلوب الجميل من حيث الترغيب والترهيب؛ فقد حذّرت السورة من حال غير المؤمنين يوم القيامة، وأسهبت في ذِكر نعيم المُتَّقين. النَّسق الخاصّ، والإعلان العامّ بآلاء الله -تعالى-؛ بحديثٍ مُوجَّه للإنس والجنّ، وتحدّيهما بتكذيب هذه النِّعم.
▫️بدا جمال سورة الرحمن جليّا من تناسق كلماتها وتناغم صياغتها الذي يأخذ بمجامع القلوب، وقد ذكر الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ما رُويَ من أنّ قيس بن ثابت أسلم متأثراً بجميل آياتها وجلال وقعها على النفس. ▫️الشمول والوضوح؛ فقد جمعت السورة بين ذِكر النِّعَم الجليلة الدائمة، والنِّعَم الصغيرة المُتجدِّدة، وبيان حَقّ شُكرها.
🔲مناسبة سورة الرحمن لِما قبلها من السُّور :-
◼️◼️هناك تناسب واضح بين سورة الرحمن وسورة القمر التي سبقتها، ويدلّ على ذلك ما يأتي:-
◾️ جاءت سورة الرحمن مُفَصِّلَةً لِما جاء مُجمَلاً في نهاية سورة القمر؛ والدليل أنّها استخدمت الكلمات نفسها، ومن ذلك وَصف الله -تعالى- غير المُؤمنين بالمُجرمين في السورتَين؛ لاتِّصال المعنى بينهما؛ فقد جاء في سورة القمر قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ)،ولم يُفصَّل في ذلك، ثمّ جاء في سورة الرحمن قوله -تعالى-: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ)، وفيه بيّن الله -تعالى- جزاءهم بالتفصيل.
◾️خُتِمت سورة القمر بقوله -تعالى-: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)،والرحمة صفة من صفات الله -تعالى- الملك القادر، والتي جعلها في كلّ شيء، وجاءت بداية سورة الرحمن بهذا الاسم؛ لتظهر السورتان وكأنّهما سورة واحدة.
◾️ جاءت سورة الرحمن وسورة القمر مُتشابهتَين من حيث النَّظْم، وخاصّة تكرار بعض الآيات أكثر من مرّة، كتكرار قوله -تعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، إحدى وثلاثين مرّة في سورة الرحمن، وتكرار قوله -تعالى-: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)، أربع مرّات، إضافة إلى تكرار قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)، أربع مرّات في سورة القمر، وفي ذلك تدرُّج في الإنذار والتخويف من عذاب الله -تعالى-، وبيان طريق النجاة من ذلك أيضاً.
🌙سورة القمر هي سورة مكية،
🌜من المفصل،
🌜 آياتها 55،
🌜وترتيبها في المصحف 54،
🌜في الجزء السابع والعشرين،
🌜 بدأت بفعل ماض، وبالحديث عن حادثة انشقاق القمر:
🌜( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) ،
🌜 نزلت بعد سورة الطارق
☑️التوجيهات :-
١- تعلم القرآن الكريم طريق للفصاحة وحسن البيان
٢- بالعدل قامت السموات والأرض والميزان أحد وسائله
٣- شكر نعم الله تعالى المتعددة
٤- إفتقار الخلق كلهم إلى الله تعالى
٥- أهمية الخشية والخوف من الله سبحانه وتعالى
٦- ذكر نفسك بأهوال يوم القيامة
٧- الإستعاذة بالله من عذاب جهنم
٨- أهمية الخوف من الله تعالى
٩- فضل الله وكرمه ورحمته على عباده
" ولمن خاف مقام ربه جنتان "
ولمن اتقى الله من عباده من الإنس والجن, فخاف مقامه بين يديه, فأطاعه, وترك معاصيه, جنتان
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" ذواتا أفنان "
الجنتان ذواتا أغصان نضرة من الفواكه والثمار.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" فيهما عينان تجريان "
في هاتين الجنتين عينان من الماء تجريان خلالهما.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" فيهما من كل فاكهة زوجان "
في هاتين الجنتين من كل نوع من الفواكه صنفان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان "
وللذين خافوا مقام ربهم جنتان يتنعمون فيهما, متكئين على فرش مبطنة من غليظ الديباج, وثمر الجتين قريب إليهم.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "
في هذه الفرش زوجات قاصرات أبصارهن على أزواجهن, لا ينظرن إلى غيرهم متعلقات بهم, لم يطأهن إنس قبلهم ولا جان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" كأنهن الياقوت والمرجان "
كان هؤلاء الزوجات من الحور الياقوت والمرجان في صفائهن وجمالهن.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبآي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان
" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "
هل جزاء من أحسن بعمله في الدنيا إلا الإحسان إليه بالجنة في الآخرة
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبآي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان
" ومن دونهما جنتان "
ومن دون الجنتين السابقتين جنتان أخريان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما يا أيها الثقلان- تكذبان؟
" مدهامتان "
هاتان الجنتان خضراوان, قد اشتدت خضرتهما حتى مالت إلى السواد
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" فيهما عينان نضاختان "
فيهما عينان فوارتان بالماء لا تنقطعان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" فيهما فاكهة ونخل ورمان "
في هاتين الجنتين أنواع الفواكه ونخل ورمان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما أيها الثقلان- تكذبان؟
" فيهن خيرات حسان "
في هذه الجنان الأربع زوجات طيبات الأخلاق حسان الوجوه.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" حور مقصورات في الخيام "
حور مستورات مصونات في الخيام.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما - أيها الثقلان- تكذبان؟
" لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "
لم يطأ هؤلاء الحور إنس قبل أزواجهن ولا جان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان "
متكئين على وسائد ذوات أغطية خضر وفرش حسان
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام "
تكاثرت بركة اسم ربك وكثر خيره, في الجلال الباهر, والمجد الكامل, والإكرام لأوليائه.
*تابع تفسير سورة الرحمن*
" خلق الإنسان من صلصال كالفخار "
خلق أبا الإنسان, وهو آدم من طين يابس كالفخار,
" وخلق الجان من مارج من نار "
وخلق إبليس, وهو من الجن من لهب النار المختلط بعضه ببعض.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- يا معشر الإنس والجن- تكذبان؟
" رب المشرقين ورب المغربين "
هو سبحانه وتعالى رب مشرقي الشمس في الثناء والصيف؟ ورب مغربيها فيهما, فالجميع تحت تدبيره وربوبيته.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" مرج البحرين يلتقيان "
خلط الله ماء البحرين - العذب والملح- يلتقيان.
" بينهما برزخ لا يبغيان "
بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبا, والملح ملحا مع تلاقيهما.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "
يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمرجان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
" وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام "
وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" كل من عليها فان "
كل من على وجه الأرض من الخلق هالك,
" ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "
ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود.
وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
💬فضل سورة الرحمن :-
💭ذُكِرت فضائل بعض السُّور في السنّة النبويّة، إلّا أنّ الفضائل التي ذُكِرت فيما يتعلّق بسورة الرحمن كانت قليلة، والأحاديث التي وردت فيها ضعيفة، حتى الحديث الذي ذكر بأنّها تُسمّى (عروس القرآن) يُعَدّ حديثاً ضعيفاً؛ وهو ما رُوِي عن النبيّ -صلّ الله عليه وسلّم-: (لكلِّ شيءٍ عروسٌ، وعروسُ القرآنِ الرحمنِ)، وقد ورد فيها حديث آخر حسن، إلّا أنّه لا يتحدّث عن فَضلها؛ وهو قوله -صلّ الله عليه وسلّم-: (خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّ اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ)
⚫️مناسبة سورة الرحمن لِما بعدها من السُّور:-
🔘هناك تناسب واضح بين سورة الرحمن وسورة الواقعة التي تليها، ويدلّ على ذلك ما يأتي:-
▪️ تُعَدّ سورة الرحمن وسورة الواقعة مُتشابهتَين من حيث المواضيع؛ فقد تناولت كلتاهما مواضيع الجنّة والنار، وبعض أحداث يوم القيامة، قال -تعالى- في سورة الواقعة: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)، وجاء في سورة الرحمن قوله -تعالى-: (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ)، وجاء بعد ذلك في سورة الواقعة مظهر رَجِّ الأرض، وهو مُكمِّل للمَشهد السابق، فكأنّهما سورة واحدة. عكست سورة الرحمن وسورة الواقعة ترتيب المواضيع؛ فما ورد في أوّل سورة الرحمن، ورد في نهاية سورة الواقعة، وهكذا.
🔶مقاصد سورة الرحمن وموضوعاتها:-
🔶🔶تناولت سورة الرحمن عدّة موضوعات، وكانت لها مقاصد مُتعدِّدة، منها ما يأتي:
🔸 دلَّت سورة الرحمن من اسمها على مقصودها؛ فالرحمن هو الذي تعمّ رحمته، ويعمّ امتنانه على الخلائق، ممّا يجعلهم يطمعون في نعمائه، ويخافون من انتقامه، وانقطاع إحسانه.
🔸بيّنت سورة الرحمن من خلال عدّها لنِعَم الله -تعالى- أعظم نِعمة مَنَّ الله بها على البشر؛ وهي نعمة تعلُّم الدِّين، وفي مُقدّمتها تنزيل القرآن الكريم، وتعليمه، ثمّ ذكرت خَلْق الإنسان، وتميُّزه بالعقل تِبعاً لذلك.
🔸دمجت سورة الرحمن بين تعداد نِعم الله -تعالى- على الناس، وقدرته -سبحانه وتعالى-، وإتقان صُنعه، وتناولت خَلْق الجنّ، وإثبات الجزاء لهم.
🔸نوّهت سورة الرحمن إلى موضوع العدل؛ وذلك بإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم؛ بما أعدّه الله -سبحانه وتعالى- للمُتَّقين من الثواب والنعيم، وبما أعدّه لغير المؤمنين من العقاب، وذكرت مَنّ الله -تعالى- على الإنسان بنعمتَي العقل، والعلم.
🔸وصفت سورة الرحمن الجنّة وَصفاً دقيقاً، وبيّنت أنّ هناك مرتبتَين في الجِنان؛ إحداهما أعلى من الثانية؛ ليتناسب العُلوّ في الجنّة مع حال المؤمن في رِفعة إيمانه.
🔸أبرزت سورة الرحمن أنّ الله -تعالى- هو وحده الدائم الباقي ذو الجلال والإكرام، وكلّ ما على الأرض إلى زوالٍ، وفناءٍ. بيّنت سورة الرحمن أنّ كلّ من في السموات والأرض يتوجّهون إلى الله -تعالى- في طلب ما يحتاجون إليه، والله في كلّ يوم له شؤون كثيرة في خَلْقه.
🔸صوَّرت سورة الرحمن موقف الحساب يوم القيامة، وأنّه سيكون بِيَد الله -تعالى- وحده؛ فهو الملك والحَكَم الواحد القهّار الذي لا يستطيع أحد أن يهرب من عقابه؛ لأنّه لا سُلطان إلّا إليه في ذلك الموقف العظيم، قال -تعالى-: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ).
🔸 وَعَظت سورة الرحمن الناس؛ بتذكيرهم بفنائهم، وأنّهم مُحاسَبون، وسيُجزَون على أعمالهم، ثمّ خُتِمت السورة بالثناء على الله -تعالى-، وتعظيمه، وذلك بقوله -تعالى-: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).