حماية الشَّريعة للتَّوحيد جاءت على ثلاثة أنواعٍ:
أوَّلها: حماية نفعٍ؛ وذلك بإمداد القلب بالأسباب الَّتي تقوِّي التَّوحيد وتنمِّيه فيه.
وثانيها: حماية دفعٍ؛ وذلك بإحراز القلب مِن غوائلِ الشِّرك وحبائله وحسْم موادِّه وسدِّ الذَّرائع الموصلة إليه.
وثالثها: حماية رفعٍ؛ وذلك بالإرشاد إلى الأسباب الَّتي يُدفع بها ضدُّ التَّوحيد إذا وقع.
وهذا بابٌ عظيمٌ إذا تأمَّله العبد وقف على قدر عناية الشَّريعة بالتَّوحيد.
وأنا أضرب لك مثلًا بعبادة الحلف، فإنَّ الله سبحانه وتعالى ونبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم حموها بهذه الأوجه الثَّلاثة:
فأمَّا حماية النَّفع فذلك في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿واحفظوا أيمانَكم﴾ [المائدة: ٨٩], وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ولا تجعلوا اللَّهَ عُرضةً لأيمانكم﴾ [البقرة: ٢٢٤]؛ فإنَّ الإرشاد إلى حفظ اليمين وعدم التَّساهل بها يُمِدُّ القلب بقوَّةٍ تمنع العبد مِن التَّهاون في ذلك.
وأمَّا حماية الدَّفع ففي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في (الصَّحيح) -: ((لا تحلفوا بآبائكم))؛ فنُهي العبد عن هذه الغائلة ليُدفع عنه ما يُضعِف توحيده.
وأمَّا حماية الرَّفع فذلك ما ثبت في (الصَّحيح) أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((مَن حلف باللَّات والعُزَّى؛ فليقل: لا إله إلَّا الله))؛ فهذا إرشادٌ إلى ما يُرفع به ضدُّ التَّوحيد لمَّا وقع.
📚 شرح (القول السديد في مقاصد التوحيد للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي) للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي
#فوائد_مختارة
#منهج_أهل_السنة_والجماعة_في_العقيدة
"عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الدليل من الكتاب والسنة وماكان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، قال الله: «إتَبِعُوا مَا أَنْزَل إِليكمْ منْ رَبِكمْ وَلا تتَبعُوا منْ دونهِ أَوْلياءَ قليلاً ما تَذكَّرونْ»..وإنما كانت عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على الكتاب والسنة لأن ما يُعتقد هو من علم الغيب، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بالوحي كتابا وسنة.
وما جاء في الكتاب العزيز و ثبت في السنة فإن العقل السليم يوافقه ولا يعارضه، ولشيخ الإسلام إبن تيمية-رحمه الله-كتاب واسع إسمه: درء تعارض العقل والنقل"
📚 [كتاب قطف الجَنَى الدَّاني شرح مقدمة رسالة ابن ابي زيد القيرواني، للشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله]
فإنَّ اللسان أكذبُ شيءٍ إذا خانَ، وأصدقُ شيءٍ إذا حَمَلَ الأمانةَ وأدَّاها على وجهِها.
[وهذه هي أخطارُها || أباطيل وأسمار]
قال حماد بن محمد الأنصاري حفظه الله:
ان هذا الزمان زمن خطير شاع فيه أمران
ندرة وقلة المتفقهين وأهل الفقه.
في هذا الزمن ظهور طائفة كبيرة من المتطفلين على العلم,
وهم الذين أخبر النبي ﷺ عنهم في حديث البخاري اتخذ الناسُ رؤوسًا جهّالاً فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا
📕 المجموع : ( ٢ / ٥٦٣ )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
القَلب ؛ إنَّمَا خُلق لأجلِ حبِّ الله تعَالىٰ ، لا تُشتِّت قَلبكَ فِي البَحث عَن حُب وأمَان وكمَال عِندَ غَيرِ الله ، لَن تَجِد.
وسَيبقىٰ القَلب يَخذُله البَشر ، وهُم مَعذورون جميعًا ، لنَقصِهم وضُعفهم.
سَتبقىٰ تَنصدِم وتَتوجَّع ، حتَّىٰ تَتيقَّن أنَّ التَّعلق الحَقيقِي لا يَصلُح إلَّا لله ﷻ ، وأنَّ القَلبَ لا يَرتاحُ ويَطمئن ، ويشعُر بالأمَان إلَّا مَعَ الله ﷻ ، فتُحب الآخرين لله ، وفِي الله ، ولأجل إرضَاءِ الله ، لا إرضَاء نفسِك .
ومَن أرضَىٰ اللّه ﷻ سيُرضيه ولَو بَعدَ حِين.
[فتاوى ابنُ تَيمِيَّة - رَحِمَهُ الله ١٠/١٣٤]
▪️قال الشيخ الدكتور محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالى-:
لَا يُمْكِنُ لِعَبْدٍ أَنْ يُحِسَّ بِجَلَالِ الْحَيَاةِ، وَلَا بِقِيمَةِ الْوُجُودِ، إِذَا كَانَ مُخَلِّطًا، وَإِذَا كَانَ قَلْبُهُ عَلَى الشِّرْكِ مُنْطَوِيًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَا يُؤَمِّلُ الْفَلَاحَ لَا دُنْيَا وَلَا آخِرَةً، وَلَا يُحِسُّ بِلَذَّةٍ لِهَذَا الْوُجُودِ؛ بَلْ يُحِسُّ أَنَّ هَذَا الْوُجُودَ عَبَثٌ ضَائِعٌ، وَلَهْوٌ مَائِعٌ، وَأَنَّهُ لَا غَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ، وَأَمَّا إِذَا حَقَّقَ التَّوْحِيدَ، فَقَدْ عَرَفَ الْغَايَةَ، وَاسْتَقَامَتِ الْأَقْدَامُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَاسْتَبَانَ الْمَنْهَجُ، وَاتَّضَحَتِ الْوَسِيلَةُ إِلَى الْغَايَةِ، بِحَيْثُ لَا يَشْتَبِهُ الْأَمْرُ عَلَى عَبْدٍ مُوَحِّدٍ أَبَدًا، فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُوَحِّدِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
📚 (فضائل التوحيد) (26).
قَالَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ الدُّكْتُورِ مُحَمَّد بن سَعِيد رَسلَان حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى :
"وَكُلُّ مَنْ حَاوَلَ تَقْرِيرِ العَقِيدَةِ واستِمْدَادِهَا مِنْ غَيْرِ مَصَادِرِهَا الشَّرعِيَّةِ فَقَدِ افتَرَى على اللهِ كَذِبًا، وقالَ على اللهِ بِغيرِ عِلْمٍ؛ لأنَّ العَقِيدَةَ غَيبِيَّةٌ في تفاصِيلِهَا، فلا تُدْرِكُهَا العُقولُ استِقْلالًا، ولا تُحِيطُ بهَا الأوهامُ، ولا تُدْرَكُ بِالحَوَاسِّ والعُلُومِ الإنسَانِيَّةِ، ولَا غَيرِهَا"
المصدر : دعائِمُ مِنْهَاجِ النُّبُوَّة[ص53]
#تنوير
{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }
أنا هنا وأنتم هناك،
ولا معبر ولا جسر ولا طريق !!!
مفاصلة كاملة شاملة،
وتميز واضح دقيق ..!!
ولقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل، الذي يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق .
الاختلاف في جوهر الاعتقاد، وأصل التصور، وحقيقة المنهج، وطبيعة الطريق .
إن التوحيد منهج، والشرك منهج آخر .. ولا يلتقيان .. !!
التوحيد منهج يتجه بالإنسان- مع الوجود كله- إلى الله وحده لا شريك له .
قال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبليّ رحمه الله:
"لو تمسّك الناس بالشرعيات تمسُّكهم بالخرافات لاستقامت أمورهم".
- الآداب الشرعيّة
إذا أردت أن تعرف معنى الحسنات الجارية والسَّيئات الباقية؛ فقلِّب حسابات المتوفَّين تراها، فهي مدونةٌ باقيةٌ بعدهم بما فيها من خيرٍ وشرٍّ، فاختر إرثك من الحسنات والسَّيئات، وأفِق قبل الممات.
#تغريدات
-
سِرُّ سعادةِ المُؤمنِ على مايَجِدُ من الفقرِ والشَّقاءِ في هذهِ الحَياةِ ؛أنَّ في ضميرِهِ مِنْ فِكرةِ الآخرةِ وجوداً إِلهيَّاً عَظِيماً فيهِ الرِّضا عِن اللهِ ، والصَّبرُ الدَّائمُ على قَضاءِ اللهِ ، والأملُ الدَّائمُ في رحمةِ اللهِ .فكُلُّ حِرمانِ الدُّنيا يَذهبُ في الرِّضا فلَا حِرمانَ ،وكُلُّ مصائِبها تقعُ في الصِّبر فتتحوَّلُ معانيها ،والأملُ الدَّائِمُ في رحمةِ اللهِ قُوَّةٌ للقُوَّتينِ .
-الرافعي
إذا هبَّت أعاصير الفتن، وتغوَّلت الشُّبهات والشَّهوات؛ فحصِّنوا إيمانكم، واحفظوه من تأويلٍ شاطحٍ وتبديلٍ قادحٍ؛ فالخسارة فيه عظيمةٌ، واعتبروا في حفظ دينكم بحفظ ما دونه؛ فإنَّ النَّاس إذا هبت الرِّياح العاتية حصَّنوا بيوتهم وأموالهم، فحفظوها من جائحةٍ تذهب بها وسلموا.
- الشيخ صالح العصيمي حفظه الله.
أزيحوا عن صدوركم رُكام المشغلات والمنغِّصات، وأعيدوا لأرواحكم بهجتها الغائبة، فحاسبوا أنفسكم فيما أحسنت وأساءت، وأنعشوها براحةً إيمانيَّةٍ أو مباحاتٍ بهيَّةٍ، ولا تستسلموا للأوهام، أو تخوضوا في الحرام، فهما يزيدان الشَّقاء، ويُفسدان النَّقاء.
- الشيخ صالح العصيمي حفظه الله.
-
من لم يستطعْ الوقوفَ بعرفة
فليقفْ عند حدودِ اللهِ الذى عرفه
ومن لم يستطعْ المبيتَ بمزدلفة
فليبِتْ على طاعة الله ليقربه ويُزلفه
ومن لم يقدرْ على ذبح هدْيِهِ بمِنى
فليذبحْ هواه ليبلغ به المُنى
ومن لم يستطعْ الوصول للبيت لأنه بعيد
فليقصد رب البيت فإنه أقرب من حبل الوريد.
ابن رجب
-
إنَّ إنسانِيَّةَ الأنبياءِ وَحدَها هي الإنسانِيَّةُ التي أَوجَبَ الله على مَن حَضَرَها مِنَ النّاسِ أن يُؤمِنَ بها أوَّلًا، ثم يُحافِظَ على رِوايَةِ سِيرَتِها ثانِيًا، ثم يَحتِرِسَ ويتَدَبَّرَ فيما يَنقِلُ عَنها أو يَصِفُ مِنها، لأنَّ نِسبَةَ شَيءٍ مِنَ الأشياءِ إليها قد يَكونُ مِمّا يَتوهَّمُ أَحَدٌ مِنهُ وَهْمًا يَخرُجُ -فيما يقبل مِن أمرِ الدنيا- بحَقيقَةِ الرِّسالَةِ التي أُرسِلُوا بها عن القانونِ الإلهيِّ الذي عَمِلوا به ليُحَقِّقوا كَلِمَةَ اللهِ التي تَعلُو أبَدًا، وتُزهِرُ دائِمًا، وتَبقَى على امتِدادِ الزَّمَنِ رُوحَ الحياةِ البَشَرِيَّةِ ومِيزانَ أمرِ النَّاسِ في هذه الدُّنيا.
-جمهرة المقالات
« لَيْسَ مِنْ شَأْنِ الْحُرِّيَّةِ أَنْ تَسْعَىٰ بِتَسْمِيمِ عُقُولِ النَّاسِ وَإِفْسَادِ فِطْرِهِمْ وَأَدْيَانِهِمْ، وَلِهَذَا أَوْجَبَ الله عَلَىٰ الْمُؤْمِنِينَ الْقَائِمِينَ عَلَىٰ النَّاسِ بِالْقِسْطِ أَنْ يَرُدُّوا كُلَّ مَنْ شَذَّ فِي أَخْلَاقِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ بِدَعْوَىٰ الْحُرِّيَّة »
• 📖 مَجْمُوع الْفَتَاوَىٰ (٣٣٠/٢).
ما دور المسلمين تجاه المسجد الأقصى ؟
السؤال: فضيلة الشيخ إني أحبك في الله ، جزاك الله عني وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وسؤالي : ما هو دور العلماء والدعاة والخطباء تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى من محاولات التدنيس بل قد تصل إلى الهدم ؟
الاحابة: الواجب عظيم في هذا المسجد الأقصى وجميع مساجد المسلمين ، لكن المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال ، وهو من مساجد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فيجب على المسلمين أن يدافعوا عنه بكل ما أوتوا حتى يخلصوه من وطأة الكفار واليهود ، الواجب على المسلمين عموماً لا على فرد من الأفراد فقط كل بحسب استطاعته ومقدرته ولو بالبيان والتوضيح ولو بالاتصال بالمسئولين وولاة الأمور وحثهم على العمل على تخليص المسجد الأقصى ، فيجتهد المسلم حسب ما يستطيع من إنكار هذا المنكر العظيم ، والمطالبة بتخليص المسجد الأقصى من أيدي اليهود ، ولن يخلَّص المسجد الأقصى إلا المسلمون ، أبداً لن يخلَّصه إلا المسلمون الصادقون ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون في آخر الزمان وأن المسلمون ينتصرون على اليهود ويقتلونهم شر قتلة ، حتى إن أحدهم لو اختفى خلف الحجر والشجر فإن الحجر والشجر ينادي يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، فالفرج قادم إن شاء الله ، والفرج قريب ، والله جل وعلا لن يضيَّع المسجد الأقصى ، لن يضيَّعه أبداً ، ولا يخفى عليه أعمال هؤلاء الأرجاس لا يخفى عليه ذلك ولكنه سبحانه يؤخرهم إلى أجل مسمى . نعم .
✍🏻 العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
🔗 alfawzan.af.org.sa/ar/node/13283
📝 /channel/FawaidAlFawzan
قال ابن القيم - رحمه الله - : ووقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه لتفاوت إرادتهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلا فإذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية
إعلام الموقعين
حوادث الأيَّام قدرٌ مخبوءٌ، فإذا نزل بك مرهوبٌ أو فاتك مرغوبٌ؛ فاذكر قول الله تعالى: ﴿لَا تَدۡرِی لَعَلَّ ٱللَّهَ یُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ أَمۡرࣰا﴾؛ ليطمئن قلبك، وتقوى نفسك، وتطيب بإيمانك حياتك.
- الشيخ صالح العصيمي حفظه الله.
قال ابن رحمون في الدر والعقيان
((كان من سنة علماء الحديث، طلب الإجازة في القديم والحديث، حرصا على بقاء الإسناد ، ومحافظة على الشريعة الغراء إلى يوم التناد، وهي التي نسيت في مغربنا بهذه الأعصر، واكتفى أهله عن البسط بالحصر،وأهملوا السند والإجازة، وحسبوا أن العلم بمجرد التدريس والحيازة)).
فهرس الفهارس١-٨٢.
"قيل لابن شهاب الزهري من الزاهد في الدنيا ؟ قال : من لم يغلب الحرامُ صبرَه، ولم يمنع الحلالُ شكرَه."
•جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر.
-
🌿 أصول الهدى والرشاد في سورة العصر.
✍ قَالَ الإمام الشَّافِعِيُّ -رحمه الله-:
((لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلَّا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ)).
✍ قال الشيخ الدكتور محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالى-:
((لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ)): مِنَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ حُجَّةً وَبُرْهَانًا وَإِعْذَارًا وَإِنْذَارًا
((عَلَى خَلْقِهِ)): الْمُكَلِّفِينَ
((إِلَّا هَذِهِ السُّورَةَ)): الْقَصِيرَةَ ذَاتَ الثَّلَاثِ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ الْجَامِعَةُ
((لَكَفَتْهُمْ)): فِي إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ.
لِمَا فِيهَا مِنْ بَيَانِ طُرُقِ النَّجَاةِ وَالرِّبْحِ وَالسَّلَامَةِ مِنْ الْخَسَارِ الَّذِي اتَّصَفَ بِهِ الْإِنْسَانُ.
فَهِذِه السُّورَةُ أَوْجَبَتْ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَيَعْمَلَ وَيَدْعُو وَيَصْبِرُ، وَبَيَّنَتْ أَنَّ هَذِهِ صِفَةُ الرَّابِحِينَ، وَأَنَّ مَنْ فَقَدَهَا فَهُوَ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
🎙الدرس الثاني - التعليق على ثلاثة الأصول.
«أمَّا رأس المال في الدين فهو تصحيح العقائد، وتصحيح العبادات، وتصحيح الأخلاق الصالحة، واتِّباع سنَّة نبيِّنا صلَّ الله عليه وسلَّم في كلِّ ما فعل وترك، والمحافظة عليها والانتصار لها، ونبذ البدع المخالفة لها، ثمَّ صرفُ الوقت الزائد على ذلك في الأعمال النافعة في الدنيا، فإنَّ الله لا يرضى لعبده المؤمن أن يكون ذليلاً حقيرًا، وإنما يرضى له بعد الإيمان الصحيح أن يكون عزيزًا شريفًا عاملاً لدينه ودنياه، معينًا لإخوانه على الخير، ناصحًا لهم، آخذًا بيد ضعيفهم، محسنًا لهم بيده ولسانه وبجاهه وماله.
فصحِّحوا عقائدكم في الله، واعلموا أنه واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ، لا شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، هو المتفرد بالخلق والرزق والإعطاء والمنع والضرِّ والنفع. فأخلِصوا له الدعاء والعبادة، ولا تدعوا معه أحدًا ولا من دونه أحدًا، وطهِّروا أنفسكم وعقولكم من هذه العقائد الباطلة الرائجة بين المسلمين اليوم، فإنها أهلكتهم وأضلَّتهم عن سواء السبيل، ...
وإيَّاكم والبِدعَ في الدين فإنها مُفسدةٌ له، وكلُّ ما خالف السنَّةَ الثابتة عن نبيِّنا صلَّ الله عليه وسلَّم فهو بدعةٌ. وصحِّحوا عباداتِكم بمعرفة أحكامها وشروطها ومعرفة ما هو مشروعٌ وما هو غير مشروعٍ، فإنَّ الله تعالى لا يقبل منكم إلاَّ ما شرعه لكم على لسان نبيِّه صلَّ الله عليه وسلَّم».
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[«آثار البشير» #الإبراهيمي (1/406)].
قال الشيخ صالح العصيمي حفظه الله:
من بدائع العلم ومحاسن الفهم ما أبداه المصنف رحمه الله تعالى هنا في توجيه كلام مجاهد بن جبر إذ قال: إن الحمى في الدنيا هي ورود جهنّم يوم القيامة، فمثل هذا القول؛ لو مرَّ على أحدنا لاستبشعه واستنكره لتوهمه أن ذلك محال؛ لأن الحمى تقع في الدنيا والورود يقع في الآخرة، فكيف يُعلق أمر الدنيا بأمر الآخرة؟.
أما أبو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى فبيَّن ذلك بأن العبد يوم القيامة يرد على النار، وقد اختلف الصحابة في وروده، وكيفما كان سواء كان الورود بمعنى المرور، أو كان الورود بمعنى الدخول؛ فيكون معنى قول مجاهد رحمه الله تعالى أنَّ الحمى في الدنيا هي الورود على جهنم يكون معناه: أنَّ ما يصيب العبد في الدنيا من نار جهنم بالحمى، يكون حظه من لظاها يوم القيامة، ويكون قد استوفى هذا الحظ، فإذا وردها سواء بالمرور أو الدخول فيها، لم يجد أثر النار عليه، لأنه قد استنفذ هذا الحظ فيما مضى من الدنيا.
والواجب على العبد إذا لقي شيئًا من مشكلات العلم لم تتبيَّن له؛ إما أن يتكلف بحسن فهم وصدق نية توجيه أقوال أهل العلم، وإلا فليسكت عن التشنيع على السلف الماضين، وما أحسن قول ابن عاصم في «مرتقى الوصول»:
وواجب في مشكلات الفهم
إحساننا الظن بأهل العلم
فمن آداب الطلب أن لا يهجم الإنسان على إنكار ما يمر به من الأحاديث أو الأقوال؛ لأنه يظن أن علمه قد أحاط بشيء، وإنما ينادي على نفسه بالجهل، فمن ذلك أنَّ بعض الناس قال: إن قول بكر بن عبد الله المزني: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام؛ وإنما سبقهم بشيء وقر في القلب. وفسر إسماعيل بن علية رحمه الله الذي وقر وقر في القلب؛ بالنصح للمسلمين، قال إنه منكر لمخالفته للأحاديث النبوية الواردة في فضيلة أبي بكر وكثرة صلاته وصيامه وأنه كان له من الأعمال ما لم يكن لأحد من الصحابة، وهذا الذي قاله القائل غلط؛ لأن بكرًا المُزَني لم يُرد هذا المعنى، وإنما أراد توجيه الأنظار إلى المقصود الأعظم، وأنه ليس المقصود الأعظم من الدين الاكتفاء بالظواهر؛ بل لابد من رعاية البواطن، ولذلك نبه إلى حال أبي بكر بأن أبا بكر لم يسبق فقط في أمور الظواهر؛ بل سبق أيضًا في أمور البواطن.
فمعنى قوله: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة، يعني لم يسبق فقط بما كان عليه من السبق الظاهر؛ بل سبق أيضًا بالسبق الباطن، فيكون قول بكر بن عبد الله المُزَني صحيحًا لا عيب فيه أبدًا.
وإذا راض الإنسان نفسه على هذا برئ من العهدة وسلم من جريرة تغليط الأئمة واقتحام هذه المفازة العظيمة، وما أكثر هذا في الناس اليوم.
والواجب على طالب العلم أن يعود نفسه التواضع، فإذا لم يفهم شيئًا فليدعه، والذهبي رحمه الله تعالى أورد أثرًا في كتاب سير أعلام النبلاء ثم قال: ما فهمته.
وشيخ الإسلام ابن تيمية له كلام في أحد الأحاديث المتعلقة بالصفات؛ يُفهم منه أنه متوقف في تحقيق معناه.
وشيخ شيوخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى سئل عن حديث: «أُنزل القرآن على سبعة أحرف» فقال: لا أعرف معناه، وليس مراده أنه لا يعرف المنقول فيه من كلام أهل العلم؛ لكنه لا يعرف الراجح من هذه الأقوال حتى يكون الصحيح منها هو المعنى المراد، فإذا كان هذا حال الأئمة؛ فما بالك بحالنا نحن، ولذلك إذا لازم الإنسان التواضع في العلم أفلح ونجح معلما ومتعلما، وإذا صار هجاما على مقالات السابقين بالتوهيم والتغليط؛ فما أسرع أن يُصاب في مقالاته، وأن يُعاب في دعاويه التي يُلقيها؛ لأنه لا يتعرض أحدٌ لأولياء الله عَزَّوَجَلَّ إلا ويبادر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالإنصاف منه كما قال ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» قال: لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في انتهاك حرمات منتقصيهم معلومة، ومن أعمل لسانه فيهم بالسلب؛ ابتلاه الله قبل موته بموت القلب.
ومن أوقف نفسه على هذه المحجة فتح الله عَزَّوَجَلَّ عليه أبواب المعارف، ومَن ركب مطية الادعاء؛ قصم الله عَزَّوَجَلَّ ظهره بالمسائل الشائكة.
وعند أحمد بسند صحيح من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَال: مَن تواضع لي هكذا، وأشار النبي ﷺ بيده، رفعته هكذا، وأشار النبي ﷺ بيده» نسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا التواضع في العلم وأن يفتح لنا أبواب الفهم.
[ تطريز "البشارة العظمى في أن حظ المؤمن من النار الحمى" لابن رجب"]
هدم البيت المسلم (الأُسرة)؛ بهدر الأحكام الشَّرعيَّة والآداب العرفيَّة، وإثارة الخصومة بين أفراده، وتجييشهم ضد بعضهم، وتحفيز التَّسلط والتَّمرد: جائحٌة سيئة العواقب، تُهدِّد السِّلم الاجتماعيِّ، وتُقطِّع أوصال الوئام؛ فاحذروا (إنَّ الوطن أُسرٌ، وإنَّ أوطان المسلمين أُمَّةٌ).
#تغريدات
-
” الحياة يا بني مدة، والمدة ضائعة لولا العمل، والعمل على مقدار المنفعة، والمنفعة بآثارها، ...
[ المساكين صـ132 ]
-
إنَّ مَن يَجهلُ حقائقَ الحياةِ الإنسانيَّةِ العاليةِ المُتَسامِيَة، يُخَيِّلُ إليه جَهلُهُ أنَّ الزَّمَنَ إذا وَقَفَ بأُمَّةٍ في مَربطٍ من الحيوانيَّةِ التاريخيَّةِ النازلة ِلا يُمكِنُ أن يَمُدَّ لها مرَّةً أُخرى في طُولٍ أو زِمام، وأنَّ الحَياةَ التي وَقَفَتْ يَصعُبُ بعد ذلك أن يَستمِرَّ مَريرُها فتَقوى على المَشي المُتعب، وأنَّ ساعاتِ الاستبداد، وعَدَّ الأنفاسِ، ومُراقَبَةَ الهَمْسِ، والتَّوَجُّسَ من النَّجوى، والتفتيشَ عن أسرارِ القلبِ وخَطَراتِ النفسِ وخَلَجاتِ العقلِ -هي ساعاتٌ من البلاءِ تُمسِكُ الحياةَ على ذُلِّها وقِلَّتِها، فلا تُعَزُّ بأمرٍ ولا تَزيدُ ولا تَكثُر.
ولكنَّ الحقَّ يَختلِفُ بطريقتِهِ عن طريقِ هؤلاء الظانِّينَ به غيرَ الحق، فإنه يَمتَحِنُ الإنسانيَّةَ بالاستبدادِ والتعذيبِ والمُحاصَرَةِ وطُولِ الحِرمانِ وشِدَّةِ البلاء، ليَخلُصَ الحَقَّ بقُوَّتِهِ من كُلِّ ضَعف، وإذا خَلَصَ الحَقُّ من رِعاعِ الأخلاقِ وأنذالِ الطبائعِ وجُبَناءِ الغَرائز، اتَّصَلَتْ كالسَّيفِ ما مَسَّ من شيءٍ قَطَعَ، وهو يومئذٍ لا يُغلَبُ لأنه لا يَتَهَيَّبُ، ولا يَذِلُّ لأنه لا يَطمَعُ، ولا بُدَّ أن ينتصرَ لأنه لا بُدَّ أن يَجني.
|| جمهرة المقالات
-
قال النبي ﷺ :
خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
-
يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ || التوبة (32)⤹