ذهبَ شديدَ التأثرِ بعذوبتِها وحُسنِها، كحاله كلما أسعدته الدنيا بلقائِها، ومضى في الرقةِ منها، وفي الشوقِ منه، والغرامُ يمضي لكليهما.
ثم رفعَ يدهُ عرفانًا لرأسِهِ حينَ ألهمتهُ بيتًا لقيسٍ يتلوهُ على مسمعِ ليلاه مناديًا: "قد يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعدما يظنانِ كل الظنِ أن لا تلاقيا"
فتلقتها منهُ ببصرٍ متألقٍ، وفازَ بنظرةٍ أُخرى وهو يُحييها مودعًا، ملقيًا أشواقَهُ على كتفِه بجودِها الملتهب الأعمى، وزهدِها الخامد المنتهي.
وتمرُّ عليهما الأيامُ، وتتوالى السنين، ولو امتدَّ العمرُ بها لكانت اليوم في عُمرِ سيدة أربعينية، سلبت عُمرَ قتيلًا كان في أسرِ عينيها قد قُتل، لا يكاد يرى ما بين كفَّيه من كثرةِ دموعه، وكأن عيناهُ تشكو البصرَ بعدها، أو كأنها لم تعد تعرفه.
كذلك فَعَلَ العشقُ بصاحبه، فمع الوقت تناسى أسبابَ الرحيل، وانقطعت منه جميعُ الذكريات السيئة، ولم يبقَ لديه سوى ذكرى واحدة، تملكها سيدةٌ جميلة، السيدةُ الوحيدة التي تملُك جمالًا في حيِّ عينيهِ، والوردةُ الأولى على أرصفة قلبه،
في كل يومٍ مرَّ عليه كانَ يعربُ له عن حبِه الشديدِ لها، وتركِها له، ومضيِّ كلٌ منهم في سبيلِه، وحنانِ عيناها السوداوتان، ورقتِها المهذبة، وأشواقِه المتلهفة، وجوى قلبه، وحريقِه.
هو لا يزالُ حيًّا بذكرى واحدة، يُفعِمُ أنفَهُ نسيمُها النافذ، وأحداثُها المثيرة، وكلماتُها التي تعرجُ إلى ربوعِ قلبَهُ فتعيدُ إليه نصَبَهُ كلما يوشكُ أن ينفذ، فإذا انتهت بنظرةٍ منها تَلَقَّى من طيبِها، فيطيبُ.
-عبدﷲ عماد.
بكرة إن شاء الله أول يوم في شهر شعبان و الشهر دا مافيهوش هزار خالص !
-دا الشهر الي بتُرفع فيه اعمال السنة كلها حرفيآ
-دا الشهر الي مليان خير و لازم تستغل كل يوم فيه
-دا الشهر الي لازم تصوم فيه على قد ما تقدر
-دا الشهر الي لازم تعرف فيه اكتر عن القرأن و تختم فيه
-قال النبي ﷺ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ.
-و قالت السيدة عائشة رضي الله : لَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ.
فأين المشمرون عن السواعد ؟
أين المشتاقون الى لقاء الله ؟
أين المشتاقون الى الجنة ؟
دا الشهر الي لازم تهيئ نفسك فيه لرمضان.. ازرع الخير عشان تقدر تحصده في رمضان
( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ )
-أحمد زيدان
بَصَآئِر.
والحقيقةُ أنهُ ليسَ من الرواسخِ ولا بثابتٍ أنْ تشوبَ الصمتَ شائبةُ الهدوءِ فهناكَ بعضَ الكلماتِ الهامسةِ التي يفوحُ منها عبقُ قوتِها في محاولةٍ يائسةٍ للتنفيسِ عن عِظَمِ كربِها؛ وأنَّ ليسَ كُل مَن ينطقونَ بالصمتِ ملازمينَ لهُ، حتى وإن اتَّفقُوا على الهدوءِ واتَّسمُوا بهِ تباينوا في مصدرِهِ وقوةَ رجاءِه من بينِ حذافيرَه.
وإنْ نظرتَ إلى أهلِهِ وأمعنتَ في صورِهم تجدهُم قومًا قد اضطربَتْ أنفاسُهم وخارَتْ قواهُم وأتعبهُم أنْ يَروا حماسةَ عفويتهم وقوةَ عفوِهم تقودُهم إلى كلماتِهم الممزقةِ بالبغضاءِ وصمتُهم الطابقُ على صدورِهم، أجهدَ مسامِعَهُم إرتفاعُ أصواتَ اليأسِ بداخلَهم وتهاويها، وكمَّدَ شعورَهم تلاقي دروعَهُ في ارتطاماتٍ واضطراباتٍ نفسيةٍ شديدة، وكأنَ صمتُهم احتوى بداخله كلماتٍ تجردت من البوحِ والتي سيكونُ هلاكهم بها محتمٌ إن لم تخرجَ من بينِ أضرعتهم.
وكأنَ مُزدرى صمتهم محتواهُ «كانَ أمسُنا أملًا مشرقًا، تمنينا لو يدومُ فأبى، وانطلقَ في جميعِ بقاعِنا الحاضرُ ملوِّحًا بيأسِهِ غازيًا كل موضعِ تطوءُهُ قدماهُ فما وجدنا منهُ سوى هزيمةً مزريةً، وبالجبنِ اختفت بداخلِنا كلماتِنا واتخذنا الصمتَ مغلوبينَ بهِ ولو أننا عرفنا سوى الشفقةِ لشكونا».
-عبدﷲ عماد.
قالت: «أُحِبُّ...»
وبتُّ الليلَ منتظرًا؛
علَّ التي قتلتْني تنطقُ الكافا.
سلام أبو مالك.
ما أتعس من تُبكيه الحياة بكاءها المفاجئ على ميت لا يرجع، أو بكاءها المألوف على حبيب لا يُنَال!
وحي القلم ١٣٤
مولانا الرافعي
أرهقتني العِضالُ وفيُّ ضعفٌ
يُشيبُ الشبابَ وهم صغارُ
فامنن إلهي ببعض صبرٍ
وجبرٍ يُطمئنُ أنها أقدارُ.
عبدالرحمن زايد.
صباح الخير إذا بسمتكِ تجلَّت
وإذا اختفت مضت أسبابُه وولّت
الخيرُ أنتِ وأنتِ الفضائل كلُّها
إذا حضرتِ فكل المحاسن قد حضرت.
-عبدالرحمن زايد.
وأنّكِ لو كنتِ هنا لصار مطلع كلَّ يومٍ للخيرِ مطلعًا، ولأصبح كل كدٍ سهلًا مُيسرًا، لكنكِ غبتِ، وما زلتُ أجهل كيفَ للصباحات أن تفقد النور!
-عبدالرحمن زايد.
@ABDELRAHMANZAYD
غريبٌ أنا في وطنٍ لستِ به، ثابتٌ عند طبيعتكِ، قوي بنصفِ قوتكِ، شُفيتُ من سقمي ومَرضتُ بكِ، وكانَ للمرضِ منكِ معنى الشفاء، وبمواساتك الدنيا جرحٌ يطيبُ بنفسهِ.
، إذا ألقت نفسي عليكِ من ألوانها، أتتني الأيام متجردةً من قسوتِها وغلظتِها، وجعلتِ لها عذوبةً كعذوبة الماءِ من المطرِ، وكأن وجودك معي حاجبٌ بيني وبين المشاق، أو كأن الأيام تتلطفُ عليَّ من أجلك.
البُعد عن عينيكِ غربة، ولو كان لي في كل عينٍ وطن، وإذا رأتكِ زهور روحي لا تنفكُ تتفتحُ وتُخضِرُ، وتَنبُتُ وتُزهِر وكأنكِ خبأتِ بداخلي سرَّ الجمال، وسرٌِّ الأنوثة عندكِ مُثقَلٌ ناعم، فلابد أن تغلبني نفسي إليكِ حتى أعوذُ بكِ من حقيقتي الجافية الخشنة، التي خلقتُ منها ولها.
-عبدﷲ عماد.
دعوا الوشاة وما قالوا وما نقلوا
بيني وبينكمُ ما ليسَ ينفصلُ
لكمْ سرائرُ في قلبي مخبأةٌ
لا الكتبُ تنفعني فيها ولا الرسلُ
-بهاء الدين زهير.
ظلَّ يعاتبُ قلبَهُ حتى توقف نبضُهُ، ودَّ حينها لو يُرَدُّ ساعة فيترفق به!
-عبدالرحمن زايد.
أتيتُ نَحوكَ لما الدّهْرُ أَتْعَبَنِي
فمَا لبِثتُ وزادتْ بِي جِراحَاتِي
إِنّي أَتيتُكَ بأَشْتَاتِي لتجمَعَها
مالي أرَاكَ وقد شتّتَ أشْتاتِي
-امرؤ القيس.