رِسالة إلي أحدهم، إليك مني كل الحُب والسلام، أما بعد :
أكتب لكَ حتى تصلك أشواقي، لنَ أخبرك عن حالي لأنه حالي مِن حال قلبي وحال قلبي مِن حالك، هذه المرة سأخبرك عن صعوبة تقبل الأبتعاد عنك، و أنّ لا أستيقظ صباحًا على أحدى رسائلك، أن لا نتشاجر و نعُود في نهاية اليوم لنتحدث و كأنه لمَ يكُن شيئاً قد حصل وننهي المُكالمة بِـ كلمة مِن أربع حُروف نقولها في أنِ واحد لتتصادم ببعضها البعض ونضحك كلانا ونغلق الخط، ماذا يعني أن أحزن ولا أجرؤ على الإتصال بك لأخبرك إنني على وشك الإنهيار ؟
لترمم لي روحي مُجدداً بكلماتك و كأنك طبيبي، كيف أتقبل فكرة أنني الشخص الغير مناسب بعدما كنت الأنسب لك في العالم؟ كيف لي أنّ اتقبل فكرة وجودك مع شخص أخر غيري، و وجودي أنا مع شخص أخر جسداً بلا روح؟ حسنًا أعترف أنني شخص غريب الأطوار، بأفكاري، بشخصيتي، بقلبي، بمشاعري، و بكل تلك التفاصيل التي لطالما رأيتها مُملة، أما انت رأيتها الألطف على الإطلاق، و تقبلتها و تقبلتني بهشاشة مزاجي ، العالم ليس سوي والأقدار وقفت في الطرف الأخر مِن الطريق، و الحياة ليست عادلة، و النهايات الجميلة لا توجد إلا في الأفلام الكرتونية، الآن لا أعلم ماذا أفعل أو أقول، فقدت كامل رغبتي في المضي قدمًا، و أصبح المُنى لدي رجوع أياماً كنا فيها سوياً و لكَن من الصعب أو بالأحرى من المُستحيل أن يرجع الزمَن ولو لثانية للوراء فالزمن لن يعود للخلف أبداً فهوا قاسياً جداً، لم يعد بوسعي ما أفعل، أتمنى أن ينال قلبك كل السعادة والأمان، حتى وإن قل حديثناً أو أنقطع بيننا السلام، ستظل في قلبي، فأنا أكره العالم أجمع و أحبك أنت وحدك، وداعًا .
لأنّ الكتابة لا تؤجل لغد سأكتُب .
غير أبهة هذه المرة بمّا سيظنّه الآخرون عنِي فاليوم حروفي حُرة غير مُربطة بقيود سأكتب وأجعل اللامبالاة تستحوذني ولا أهتم لتلك النصائح التي ستتلقّفني بها الألسن و كأنهم يعيشون حياة سعيدة دومًا و لا وجود للحزن .
سئمت تهميش حزني، و جعله شفاف لا يُرى،سئمت التظاهر أنني بخير دومًا، و أننِي قوية، أنني أمتلك صديقتين و الصحة الجيدة و النفسية المُقبلة على كل ما و جديد في هذه الحياة و لا أظنني سأنكر أنني يوماً ما شعرت بهذا و لكن ما فائدته وهو يتلاشى كلما انتابني الحزن ؟
أشعر بظلمة من عَاش كفيف و توفي كفيف
لمّ يرئ الضوء حتى في منامه، أستشعر ألم الوحدة الذي ينخر الجدران الوحيدة وجعلها تتهرهر، أشعر بالصدأ وهو يأكل أكثر الأشياء صلوبة "الحديد" و يحرقني الوقوف في ذات النقطة من عام و أتفهم شعور كل من مرّ بذلك ولمَ أستطع التسامح أو حتى العودة إلي الوراء، قلبي عالق في تلك النقطة و انا أركض بسرعة ، مُسرعة و كأنني هاربة من وحش عملاق .
أعرف معنى أن تبكي بسبب و بلا سبب واضح، أن تشرد و تبتسم و لوهلة ما يفزعك الواقع ويرجعك للحاضر،تمشي دون توقف و دون وعي، ترقص قليلاً ثم لفزعك تغني، و يخرج منك الصوت المُرتجف بنبرة لا يسعني أن أصفها .
إنني هنا أعيش مَا أسميتهُ الأنَـا " شدّة ولمّ تزول " .
رسالة أُخرى ..
إليك مُجدداً ، أكتب دُون جدوىٰ ،. متى أجد الحل يا الله ؟
لمّ أغفو ليلة البارحة و أنا أنتظر حروفه المُرتعشة ، لكنهّا لمّ تاتِ ، حتى حروفه جبانة مثلهُ !.
لكننّـا التقينا مُنذ يومينّ، أو رُبما أكثر تصادفنا و تبادلنا القليل من الحديث و الكثير مِن الصمت ،
كَان اللأمُبالى يتاطر مِن أطرافه وكان الحنين ينزف مِن قلبي .
قِف وحيداً وإنهض مِن الحُطام,تخلى عن العتمةُ,لا تتكِئ على أكّتاف العابرين,ولا تتشبتُ بِـ إيدي الأصحاب حتماً ستفلتُك في مُنتصف الطريِق .
Читать полностью…" و الصبح إذا تنفس "
اللهم أكُتب لي ولمّن يقرا مع أنفاس هذا الصبح خيراً و رزقاً وعلمًا و عافية ودرباً مُضيء بطاعتك .
طالت بيننا المسافات و اتسعت الفراغات حتىٰ أصبحت لا أمُيزك عن الغُرباء و ما مرَّ من الزمَـانِ أصبحت قادرة على التعايش بدونك ، مّر يومًا و أثنان و عشر ، و ما كان إلا اعتياداً على العيش في غُربةٍ عن الأجساد ألتي كُنا نحتسبها بلادً وملجئ لنَا فاليوم قد أحتّلها البُعد .
Читать полностью…كان عليك أنّ لا ترحَل، والتشبث بِي، كان عليك أنّ تتأكد أولاً من خلوّ قلبي منك، و أكتفائي و عدم الحاجة لبقائك، كان عليك أنّ لا تستسلم لأنانيتك، و خوفك من وجودي الدائم و وفائي لكَ ، كان عليك أن تلغي قرار الرحيل عند أول رعشة خوف أنتابتني، و أنتَ تسحب قلبك منِي، و أنا أطوقه بكل أحزاني و بكامل حُبي، كان عليك أن لا تقتلني برحيلك، أن لا تجرحنِي لأعيش بألم لا شفاء منه دونك، كان عليك البقاء، وكان علي الرحيل .
Читать полностью…