كيف لي ان انام وانا اشعر وكأنني ريشة في مهب الليل ، افكر فيك باستمرار
-من رسائل كافكا الى ميلينا.
إنّ حواراً آمنًا مع الشخص الصحيح، بإمكانه أن يغيّر اتجاه الرياح التي تحرّك سفينتك.
- أمل السهلاوي.
إِذا عزَّ اللقاءُ هتفت:
يا شمس الضُحىَ
غِيبْي
فمنذُ غيابِ هذا الحُسْن
حُزْنِي
حزنُ "يعقوبِ"
وقد نَهَبَ الأسى رُوحي
فأينَ قميصُ محبوبي؟.
-أحمد بخيت.
"تقول العرَب: قد يُدفَعُ الشَّرُّ بمثلِه إذا أعياك غيرُه."
قالَ عنترة:
وإذا بُلِيتَ بِظالم كن ظالمًا
وإذا لَقِيتَ ذوي الجَهالةِ فاجِهَل!
وقول المتنبي في شطر بيت له:
ولكِنَّ صَدمَ الشرِّ بالشرِّ أحزّمُ!.
وقول أحمد شوقي:
والشرّ إن تلقَهُ بالخير ضقتَ بهِ
ذرعًا وإن تلقهُ بالشرّ ينحسِمِ
وقال الفند الزماني:
وفي الشَرِّ نَجَاة حينَ
لا يُنجِيكَ إحسَانُ
وقال عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
يبدأُ النهارُ
بالاختفاء
كما الافكار من رأسي
وتتكون
خطوطُ الليل
لتحيكَ ستاره القاتم
ويفيضُ
بكامل الاحساس الدافء
على روحي التي
تملكيها.
- مُهتدى حسين.
قريت جملة تگول
"الحنية زي السحر بتشفي"
وفعلاً الحنية تشافي الواحد وتكدر
تڪسب القلب بثواني والحنّية عندي أهم
مِن أي صفة ثانية لان مُستحيل تلگا احد
حَنين وزعلك يهون عليه ، وحرفياً الحنّية
هاي اكثر شي attractive بالانسان."
رحم اللهُ امرأً تلطَّف بمَنْ حولَهُ ، وترفَّقَ بِهِم ، فأغلب الناس مبتسمٌ ظاهرُها وقلوبها فيها ما فيها !
يقول المتنبي :
كم غرَّ صبرُكَ وابتسامُك صاحبًا
لمّا رآك ، وفي الحشا ما لا يُرَى !
لامفر
أَنَا لستُ أمْلِكُ
أن لاَ أُضِيءَ
إذا أَذِنَ اللهُ
أَنْ تسطَعِي
وليس بوُسْعِيَ
أنْ لا أجِيءَ
وليسَ بوُسْعِكِ
أنْ تَرْجِعي
فلا البَحْرَ
يُنكِرُ أمواجَه
ولا العَينَ تَكْفُرُ
بالأَدْمُعِ
فقيرٌ أَنا
غَيْرَ أنَّ النجُومَ
تنامُ وتَصْحُو
عَلَى إِصبَعِي
ولَسْتُ وَسِيمًا
ولكِنَّنِي
أكونُ وَسِيمًا
وأنتِ معي
-أحمد بخيت.
عظم الله أجورنا و أجوركم بأستشهاد مُعلم هذة الأمة و عظيمها خُلقا و أعمقها إنسانيةٍ و حُبا ، رقيق القلبِ و حَسنُ البصيرة و جليلُ الفُكرِ و المنطق ، رسول هذة الأمة و اخُر الأنبياء و سيد الأوصياء - أبا فاطمة - مُحمد " صل الله عليه و اله وسلم "
٢٨ ؛ صفر ؛ ١١ هـ
في ذُرى الأطوادِ صمتًُ شاملٌ
وسكونٌ قد غشى الكونَ الفسيح
خيّمَ الصمتُ على الغابِ
فلا صوتَ طيرٍ فيه او نسمةَ ريح
كُل شيءٍ مستريحٌ هادئٌ
وقريباً أنت أيضاً تستريح
نشيد الجوال الليلي ( يوهان غوته)
خطبة الإمام الحسين عليه السلام الثانية :
ثمّ إنّ الحسين عليه السلام ركب فرسه، وأخذ مصحفاً ونشره على رأسه، ووقف بإزاء القوم وقال:
يا قوم، إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ثمّ استشهد هم عن نفسه المقدّسة وما عليه من سيف النّبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولامته وعمامته فأجأبوه بالتصديق. فسألهم عمّا أخذهم على قتله؟.
قالوا: طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد
فقال عليه السّلام:
تبّاً لكم أيّتها الجماعة و ترحاً، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم، بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم. فهلاّ ـ لكم الويلات! ـ تركتمونا والسّيف مشيم والجأش طامن والرأي لَما يستحصف، ولكنْ أسرعتم إليها كطِيَرة الدبَّا وتداعيتم عليها كتهافت الفراش، ثمّ نقضتموها، فسحقاً لكم يا عبيد الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ومحرّفي الكلِم وعصبة الإثم ونفثة الشيطان ومطفئيّ السّنَن! ويحكم أهؤلاء تعضدون وعنّا تتخاذلون! أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت عليه أُصولكم وتأزّرت فروعكم فكنتم أخبث ثمرة، شجي للناظر وأكلة للغاصب! ألا وإنّ الدّعيّ بن الدعيّ قد ركز بين اثنتَين ؛ بين السّلة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت واُنوف حميّة ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإنّي زاحف بهذه الاُسرة على قلّة العدد وخذلان النّاصر.
ثمّ أنشد أبيات فروة بن مُسيك المرادي.
فـإن نـهزم فـهزّامون قدماً
وإن نـهْزَم فـغير مُـهزَّمينا
ومـا أن طبنا جبن ولكن
منايانا ودولــة آخـرينا
فـقل لـلشامتين بـنا أفيقوا
سيلقى الـشامتون كما لقينا
إذا مات الموت رفَّع عــن اُناس
بكلكلة أنــاخ بـآخرينا
أما والله، لا تلبثون بعدها إلاّ كريثما يركب الفرس، حتّى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عَهَده إليَّ أبي عن جدّي رسول الله، فاجمعوا أمركم وشركاءكم، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون، إنّي توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط المستقيم.
ثمّ رفع يدَيه نحو السّماء وقال:
اللهمّ، احبس عنهم قطر السّماء، وابعث عليهم سنين كسنيّ يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأساً مصبرة، فإنّهم كذبونا وخذلونا، وأنت ربّنا عليك توكّلنا وإليك المصير. والله لا يدع أحداً منهم إلاّ انتقم لي منه، قتلةً بقتلة وضربةً بضربة، وإنّه لينتصر لي ولأهل بيتي وأشياعي
وَهَذا حُسَينٌ وَهوَ شَيخُ كِلَيكُما
عَلا صَوتُهُ تحتَ الغُبارِ مُنادِيا
إذا سِرتَ خَلفي لا تَسِر خَلفَ ظالِمٍ
فَباغٍ لَعَمري مَنْ يُظاهِرُ باغِيا
سَلامٌ على حُرٍّ إذا ذُكِرَ اسمُهُ
غَدا القَولُ شَهدًا حَيثُ يُذكَرُ صافِيا
على جَسَدٍ في كربَلاءَ مُجَدَّلٍ
يُبَطِّئ بالهَمِّ الرِّياحَ السَّوافِيا
تَدورُ عليهِ الرِّيحُ إن عَبَرَت بهِ
تَوَدُّ وِدادًا لو تَظَلُّ كما هِيا
وَتَحرِنُ لا تَبغِي مِنَ الأرضِ وِجهَةً
إذا لَم تُقِمْ عندَ الحُسَينِ لَيالِيا
لِتَحمِلَ مِن رَيّاهُ ما يُنزِلُ الحَيا
وَيُحيي الثَّرى المَحرومَ تَلًّا وَوادِيا
- تميم البرغوثي.
رحم اللهُ امرأً تلطَّف بمَنْ حولَهُ ، وترفَّقَ بِهِم ، فأغلب الناس مبتسمٌ ظاهرُها وقلوبها فيها ما فيها !
يقول المتنبي :
كم غرَّ صبرُكَ وابتسامُك صاحبًا
لمّا رآك ، وفي الحشا ما لا يُرَى !
يُعرّف فرويد القلق فيقول:
" أن القلق نزاع شديد بين رغبتين متناقضتين كل منهما تحاول أن تُملي إرادتها.
والقلق يخلق التردد، والتردد يخلق العصبية، والعصبية تؤدي إلى الإنهيار العام، والإنهيار العام يخلق الشك، والشك إذا زاد عن حده يؤدي إلى الحيرة والخوف وعدم الاطمئنان".
-فرويد (الكبت).
قال أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب في رثاء فاطمة عليهما السلام مُستوحشا :
ألا هــل إلى طــول الـحـيـاة ســبـيـــلٌ
وأنـــى هـــذا الـــموت لـــيس يــحولُ
وإنـــي وإن أصــبحت بـالموت موقناً
فـــلي أمــلٌ مـــن دون ذاك طـــويـــلٌ
وللــدهـر ألــــوانٌ تـــروح وتـغـــتدي
وإنّ نفـــوســـاً بـــيـــنهـــن تـــسيـــلُ
ومــنــزل حــــقٍ لا مـــعــرّج دونـــــه
لكلِّ امـــرئ مـــنـــهـــا إلـــيـــه سبيلُ
قــــطعـــت بـأيـــام الـــتــعـــزر ذكـره
وكـــلُّ عـــزيـــز مـــــا هـــنـــاك ذلــيلُ
..
أرى عــلـــل الـــدنيـــا عـــليَّ كــثيرةً
وصــــاحـبـــها حــتَّى الـــممات عليلُ
..
وإنـــي لمـــشتـــاق إلـــى من أحبـــه
فـــهل لـــي إلى من قد هويت سبيل؟
وإنـــي وإن شطّـــت بــي الدّار نازحاً
وقد مـــات قـــبلي بـــالفراق جـــمـيلُ
فقد قال في الأمثال في الـــبين قـــائلٌ
أضــــرَّ بـــه يـــوم الـــفراق قـــليـــلُ
لـكلِّ اجـــتماعٍ مــن خـــليلين فرقـــة
وكـــلُّ الـــذي دون الـــفـــراق رحـيلُ
..
وإن افـــتقـــادي فـــاطماً بـــعد أحـمدٍ
دلــــيـــلٌ عـــلـــى أن لا يـــدوم خـليلُ
..
وكـــيف هناك العيش من بـعد فقدهم
لـــعـــمـــرك شـــيءٌ مـــا إليه سـبيلُ
سيُعرضُ عن ذكري وتُنســى مودتّي
ويـــظهر بـــعدي للـــخلـــيل عـــديـــلُ
ولـيس خليلـــي بالـــملول ولا الـــذي
إذا غـــبـــت يـــرضـــاه ســـواي بديلُ
ولكـــن خـــليلي مـــن يـــدوم وصاله
ويحـــفظ ســـرّي قـــلـــبُهُ ودخـــيـــلُ إذا انقطعت يوماً من الـعيش مدَّتـــي
فـــإن بـــكـــاء الـــبـــاكـــيـــات قــليلُ
يريـــد الـــفتى أن لا يـــموت حـبـيـبه
ولـــيـــس إلـــى مـــا يـــبتغيه ســـبيلُ
ولـــيس جـــلـــيلاً رزء مـــالٍ وفــقده
ولـــكـــنَّ رزء الأكـــرمـــين جـــلـيلُ
لذلك جـــنـبي لا يـــؤاتـــيـــه مضـجعٌ
وفي القـــلب من حرِّ الـــفراق غليلُ
"ليس عندي ما أقوله
فقط أريد أن أتكلم، أن أصنع جسرًا من الأصوات يوصلني بنفسي
ضفتان متباعدتان
أحاول وصلهما بصوت الكلمات
أصوات.
أصوات لا غير.
هكذا هي الآن،
هكذا كانت دائمًا
أصوات لا نوجّهها إلى أحد
نحن لا نكلم الآخرين
نكلم فقط أنفسنا."
-وديع سعادة.
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً﴾
Читать полностью…إنَّ الانسان هو الذي يرى الأشياء كما يُريد؛ فَالأشياء تبدو قبيحة أو جميلة رهنًا بوجهةِ نَظر المُتأمل، ذلك يعني أنّ الجمال ليسَ القائم خارج ذات الإنسان، ولكن الجمال الحقيقي هو الموجود في داخل الروح الإنسانية ..
- تولستوي
انه الخواف يا دنيا
وحال المبتلي
حالي
اعبر ع النهر عطشان
والمي مو على بالي
-كاظم اسماعيل الكاطع.
إن كنت مسلماً ..
فلن ترضى وتفرح على قتل مسلمٍ سُنيّاً كان ام شيعيّاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق.
إن الله واحدٌ لا شريك له عندَ كلِّ مسلم
وإن رسول اللهِ خاتم الانبياءِ، والمرسلين واحدٌ لا اختلاف في تصديق نبوّته.
جميعنا مسلمون، وجميعنا مؤمنين بوحدانيّة الله (تبارك وتعالى)ورسولهِ (صلوات الله وسلامه عليه)
فلا ترقص على دم أخيك لأن قاتله سيقتلك او يذلّك .
وكما قال أمامنا ابو الاحرار ابي عبد الله الحُسين ابن علي ابن ابي طالب عليهم السلام : ( هيهات منا الذلة، الموت خير من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار).
مُهتدى
فَإِذا بَكَت قمريّة في ليلها
شَجناً عَلى غصنٍ بكيتُ صباحِيا
فَلأجعلنّ الحزنَ بَعدكَ مُؤنسي
وَلأجعلنّ الدمعَ فيك وِشاحيا
- فاطمة الزَهراء (ع) في رثاء النَبي مُحَمَّد (ص).
Happy Birthday Muhtada 🎉💙
May your day be filled with joy, laughter, and all the things you love. I'm so grateful to have you in my life, and I cherish all the memories we've made together. Enjoy your day to the fullest💙
إن كانَ دينُ جدّي مُحَمَّدٍ لا يَستَقِم إلا بِقَتلي، فيا سُيوفُ خُذيني .
-الامام الحسين عليه السلام.
دعاء الإمام الحسين يوم عاشوراء:
لمّا نظر الإمام الحسين عليه السلام إلى جمع بني أمية كأنّه السيل، رفع يدَيه بالدعاء وقال:« اللهمّ، أنت ثقتي في كلّ كرب، ورجائي في كلّ شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبةً منّي إليك عمَّن سواك فكشفته وفرّجته، فأنت ولي كلّ نعمة ومنتهى كلّ رغبة.
خطبة الإمام الحسين عليه السلام الأولى
ثمّ دعا براحلته عليه السلام فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم: أيّها النّاس اسمعوا قَولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حقّ لكم عليَّ، وحتّى أعتذر إليكم من مَقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النّصف من أنفسكم، كنتم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليَّ سبيل.
وإنْ لَم تقبلوا مِنّي العذر ولَم تعطوا النّصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة. ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون. إنّ ولييّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
فلمّا سمعنَ النّساء هذا منه صحنَ وبكينَ وارتفعت أصواتهنَّ، فأرسل إليهنَّ أخاه العبّاس وابنه علياً الأكبر وقال لهما:«سكّتاهنَّ فلعمري ليكثر بكاؤهنَّ».
ولمّا سكتنَ، حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ولَم يُسمع متكلّم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه، ثمّ قال: «عباد الله، اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإنّ الدنيا لَو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بالٍ ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر، والمنزل تلعة والدار قلعة، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى، واتقوا الله لعلّكم تفلحون. أيّها النّاس إنّ الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته والشقي من فتنته، فلا تغرّنكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها وتُخيّب طمع من طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلَّ بكم نقمته، فنِعمَ الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم ؛ أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذريّته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً لكم ولِما تريدون. إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين.
أيّها النّاس أنسبوني مَن أنا ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألستُ ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه ؟ أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي ؟ أوَ ليس جعفر الطيّار عمّي، أوَ لَم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ؟ فإنْ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ ـ والله ما تعمدتُ الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه ـ وإنْ كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إنْ سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إنْ كان يدري ما يقول.
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك.
ثمّ قال الحسين عليه السلام : فإنْ كنتم في شكّ من هذا القول، أفتشكّون انّي ابن بنت نبيّكم، فوا لله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟! أو مال لكم استهلكته ؟! أو بقصاص جراحة ؟!
فأخذوا لا يكلّمونه! فنادى: يا شبث بن ربعي، ويا حَجّار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إليَّ أنْ أقدم قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة؟
فقالوا: لَم نفعل.
قال عليه السلام: سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم. ثمّ قال: أيّها النّاس، إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض. فقال له قَيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمّك ؟ فإنّهم لَن يروك إلاّ ما تُحبّ ولَن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين عليه السّلام: أنت أخو أخيكّ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ؟ لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إنّي عذتُ بربّي وربّكم أنْ ترجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب .