قناة تُعنى باقتباسات مميزة من دروس أ. أناهيد السميري، وبعض الدروس المفرغة، مع العلم أن هذه الدروس والاقتباسات لم تعرض على الأستاذة حفظها الله ، لكنها مراجعة ومدققة من أستاذات فاضلات.
🔺 المؤمن يحرص على أن لا يرتد على أدباره بعد أن ذاق طعم الإيمان في هذه الأيام الفاضلة.
يحرص على أن لا يرجع إلى الأحوال والأعمال التي كانت تؤخر سيره إلى الله.
يحرص على أن لا يجعل الشيطان يسول له بأن يأتيه بأعذار وهو يقبلها.
المؤمن يحرص على أن لا يجعل الشيطان يريه الارتداد حسنا، فهو يعلم أن هذا إملاؤه للمؤمنين.
قواعد تربوية ٢٦
🔺الإيمان هو جوهرة الإنسان التي يطلب لها الصفاء والنقاء، فإذا أهملها وتركها للشوائب والأوساخ تعكرت، بل وقد يخسرها، فقوي الإيمان لايبقى قوي الإيمان إلا إذا طلب مايجعله يستمر في قوة إيمانه، والعلم من أهم روافد زيادة الإيمان وقوته.
.
قواعد تربوية ٢٦
🔺﴿وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا بَـٰطِلࣰاۚ}
ليحذر الإنسان حين يعرض عن الاستدلال بخلق السماوات والأرض وانتظام خلقتها وأن كل ما فيها موضوع في مكانه على خالقها وربوبيته لخلقه وأنه الإله المستحق للألوهية من أن يدخل فيمن يظن بأن السماوات والأرض قد خلقت باطلا.
خلقنا الله مهيئين للتفكر، ولهذا الاستنتاج من الأدلة الظاهرة لنصل لما ورائها، ومع هذا لم يكتف بهذا اللطف؛ بل أرسل الرسل، وأوعدنا ووعدنا كي لايكون في قلوبنا أي سوء ظن بأن السماوات والأرض قد خلقت باطلا، فذلك ظن الذين كفروا، وويل لهم من النار.
تجده عالما معه أعلى شهادات الدنيا ثم حين يدعى للتفكر في خلق السماوات والأرض والاستدلال بالظاهر من إحكامها على ما وراء ذلك يقول: لم أتعب نفسي بما وراء ذلك، ليس هذا موضوعي!!
يالخسارة من يفعل ذلك!
قواعد تربوية ٢٣
🔺المؤمن يحمل في قلبه عقيدة، ويُرى آثار هذه العقيدة على سلوكه.
قواعد تربوية ٢٣
🔺 { أمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِینَ كَٱلۡفُجَّارِ﴾ [ص ٢٨]
لا يتساوى المتقون والفجار أبدا، لا في قلوبهم، ولا في أعمالهم؛
◾أما القلب فلا تسل عن القلب:
قلب المتقي مليء بالإيمان، واليقين.
قلب المتقي يطمئن بذكر الله.
قلب المتقي يغلي بأعمال البر، وغليانه بها يجعل حياته منظمة على نظام القرب من الله.
وأما قلب الفاجر المفسد فقلب مليء بالهوى والفساد.
قلب يطمئن بذكر فساده، وبذكر مايوصله للفساد.
قلب يغلي بأعمال الفجور، لا يفكر إلا بما يفسد، حتى لو ادعى بأنه مصلح.
◾ وأما من جهة العمل؛ فعمل المتقي عمل صالح، وصلاحه يكون بمتابعة النبي ﷺ بعد التوحيد.
وعمل المفسد هو تسليط الفساد على أهل الصلاح، فرغبته في الإفساد تتحول لخطة فيها من المكر ما يجعل الناس تصدق بأنه من المصلحين، لكن الله مطلع وسيبطل عمل المفسدين.
لا تظن أن الله يساوي بينهما مهما رأيت من ضيق العيش عند المصلح، أو من قلة أعوانه، ومهما رأيت من سعة العيش عند الفاجر، أو من كثرة أعوانه ومعجبيه ومبجليه، فالمساواة بينهما أمر مخالف لحكمة الله.
لايساوي الله بينهما أبدا، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فالأنس الذي في قلب المؤمن لايمكن لأحد أن يزيله عنه ولا أن يشاركه فيه، والخوف والارتباك والوحشة في قلب المفسد لا يمكن لأحد أن يزيله عنه ولا أن يشاركه فيه.
الآلام موجودة عند الجميع لكن الآمال مختلفة.
قواعد تربوية ٢٣
🔺 آيات الله منثورة لكل طارف يطرف بعين
خلق اللهُ عزَّ وجلَّ كلَّ الكونِ دالًّا عليهِ، معرِّفًا به، والإنسانُ أيًّا كانت ديانتُهُ يستطيعُ أن يرى ذلك، سَواءٌ كان يعيشُ في مدينةٍ، أو في قريةٍ، أو حتى في غابة، وسواءٌ كان يتعيَّشُ من زرعٍ، أو من بحرٍ، أو من صيدٍ،أيًّا كان مقامُه، ومعاشُه، يكفيهِ أن يكونَ عاقلًا لترى عيناهُ ما يدلُّهُ على الله!
سَلْ أهلَ البحارِ الباحثينَ عن أسماكِها ولآلئِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الجبالِ الباحثينَ عن ألوانِها ومعادنِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الأدغالِ الباحثينَ عن صيدِها وعجائبِ وحوشِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ السهولِ، والقطعِ المتجاوراتِ، والزرعِ والنخيلِ والأعنابِ؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الفضاءِ الصاعدينَ بأبصارِهم إلى ملكوتِ السماءِ يرصدونَ كواكبَها ونجومَها وسائرَ عجائبِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الأحياءِ الناظرينَ إلى الإنسانِ وطريقةِ خلقِ الإنسانِ من نطفةٍ إلى مضغةٍ إلى جسدٍ أبهرَ العالمينَ بدقائقِ صُنعِه، وروحٍ توّاقةٍ للمعرفةِ أعْجَزَتِ العالمينَ عن إدراكِ كُنْهِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
بثَّ اللهُ آياتِهِ الدالَّةَ عليهِ في كلِّ شبرٍ من أنحاءِ الكونِ لأجلِ أن تَصِلَ أيُّها الإنسانُ إلى معرفةِ عظمةِ وجلالِ الرحمن،
فكيف يظنُّ ظانٌّ بعد كلِّ هذا أنَّ اللهَ خلقَ الخلْقَ وتركهم بلا هدايةٍ إليهِ ولا استدلال؟!
كلُّ نفوسِ العالمين فيها الفطرةُ السويَّةُ التي تطلبُ لكلِّ فعلٍ فاعلًا، ولكلِّ خَلْقٍ خالقًا، وكلُّهم حولَهُم مخلوقاتٌ باهراتٌ في صنعِها؛ فما هو إلّا أن يتأمَّلوا ويَصْدُقُوا حتى توصِلَهُم هذه الثنائيَّةُ (الفطرةُ السويَّةُ معَ الآيات الكونيَّةِ) إلى أنّ هذه المخلوقاتِ لا بدَّ لها من خالقٍ عظيم!
لا بدَّ لها من ربٍّ حكيم!
لا بدَّ لها من ربٍّ برٍّ رحيم !
هذه المحسوساتُ الصادقةُ التي يرَونها شهادةً تقودُهم قَوْدًا إلى الإيمانِ بالغيبيات؛ فَلَإنْ كان ربُّ العالمينَ غَيبًا لا تُدرِكُهُ الأبصارُ؛ فإنَّ الأدلَّةَ على وجودِهِ وعلى كمالِهِ كلَّها شهادةٌ !
لكنْ يا حسرةً على العباد! أشغلَهُمُ الانتفاعُ الحسِّيُّ بالمخلوقاتِ عنِ الاستدلالِ بها على ربِّهم، رغمَ ما زوَّدَهُمُ اللهُ من قدرةٍ تمكِّنُهم من الجمعِ بين الأمرين!
ألا فَلْيُعلَمْ أنَّ ربَّ العالمين لا يرضى منّا هذا، ولا يرضى لنا هذا؛ بل يريدُ سبحانه بالإضافةِ لانتفاعِنا بكلِّ ما خلق لنا أن نستدلَّ به عليه؛
•• يريدُ منا أن نرى كيف تكونُ حبّة ميّتة، فيحييها اللهُ ويفلقُها؛ فنستدلَّ بها عليه!
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ}؟!
•• يريدُ منا أن نرى كيف جعل هذا الماءَ الذي نشربُهُ حُلوًا سائغًا، ولو شاء لجعله ملحًا أُجاجًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{لوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}!
وكيف جعله مَعِينًا ولو شاء لجعله غَورًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ}؟!
- وكيف حفظه لنا وما كنا له بخازنين؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى الطير صافّاتٍ ويقبِضْنَ ما يمسكهنَّ إلا الرحمن؛ فنستدلَّ بها عليه:
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}!
•• يريد منّا أن ننظرَ إلى السماء كيف رُفِعتْ بلا عمدٍ نراها؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}.
- وكيف حُبِكَتْ فلا تفاوُتَ ولا فطور؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى الأرضِ كيف ثبتتْ تحتَ أقدامِنا، ولو شاء لجعلها تميدُ بنا اضطرابًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وألقى في الأرضِ رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِكم}!
- وكيف جعل بين جبالِها فِجاجًا سُبُلًا لتنقُّلاتِنا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجࣰا سُبُلࣰا لَّعَلَّهُمۡ يهتدون}!
ألا أيُّها الناظرون!
خسِرتُم لوِ اكتفيتُمْ بالنظر!
خسرتُم لو أشغلَكُمُ الانتفاعُ بالمخلوقاتِ عن معرفةِ قدرةِ خالقِها ومبدعها، وعن معرفة عظمتِه، وعن معرفة حكمتِه، وعن معرفة رحمتِه، وعن معرفة سائر كمالاتِه!
وهل يعيشُ عاقلٌ لغيرِ هذه المعرفة؟!
🔺﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا یُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَیۡءࣱ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۤۗ}
لاتخرج من الدنيا ونفسك مثقلة بالذنوب، فلا أحد سيحمل عنك شيئا، بل العبد يتمنى في الآخرة أن يكون له حق عند أي أحد، لينفعه هناك.
قواعد تربوية ٢٢
🔺{ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَیۡبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ
وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا یَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ﴾ [فاطر ١٨]
المومن يعرف أن مصلحة تزكية نفسه عائدة عليه، ويعرف أن هذا القلب المخبأ في صدره بكل حركاته إذا زكا فعود الزكاة له، وإذا خبث فعود الخبث عليه، فيبقى ملتفتا لنفسه مزكيا لها:
فإن شعر بلحظة رياء تداخله سارع بالفرار إلى الله،
وإن شعر بخاطرة مكر، أو خاطرة خداع، أو ازدراء لأحد أقبل على نفسه فخاصمها وهذبها.
وإن اكتشف في نفسه أيا مما لايليق بالمؤمن استعظمه.
يستعظم هذه الأمراض مع علمه بأن لا أحد يشعر بها، فهو يخشى ربه بالغيب، وأثر هذه الخشية عليه أن يحاسب قلبه حسابا شديدا، ويبكي ويلح على الله بطهارة قلبه، وينفق في سبيل الله رغبة منه في أن يشفيه ويزكيه، ويرجو أن يلقى ربه بقلب سليم.
المؤمن يعلم أن مصلحة تطهير القلب رغم انها عملية شاقة ومؤلمة إلا أنها عملية ثمينة لها وزنها عند الله تعالى، فهو الذي أرشدنا لتطهير أنفسنا.
قواعد تربوية ٢٢
/channel/zadaltareq/1963
🔺﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ ﴾ [فاطر ١٥]
أعظم الأمراض التي يواجهها الانسان حين لايتمكن من الشعور بفقره لله هو مرض الطغيان، وقد أخبر الله تعالى بهذا في أول مانزل من القرآن، فقال عز وجل:
﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ ﴾
هذا المرض العظيم إن تمكن من فؤاد العبد يكون الخروج منه من أعسر الأمور، لأن الشعور بالطغيان سيحل محل الشعور بالفقر لله، خصوصا إن كان عنده ادوات للتمكن، فهذا يصبح الطغيان من طبعه وسمته، وكلما زاد تمكنا زاد طغيانا.
على المؤمن أن يعلم أنه ليس هناك إلا خياران:
إما الشعور بالفقر، أو أن الطغيان سيدخل قلبه، ومن ثم تجده يأتي لكل فرصة فيمارس فيها الطغيان، فإن تصدق منّ على من تصدق عليه، وإن أحسن أظهر إحسانه، وإن كان تحت إدارته شخص أو شخصان استعلى وظهر من أمراضه ماظهر.
ولايزال هذا الشعور يربو في نفسه حتى يصير خلقا له، وحينها يصعب اجتثاثه إلا إن سلط دينه على هذا الخلُق.
ولهذا كان لابد من المجاهدة وتصحيح التفكير، والحذر كل الحذر من هذا الداء، فقد يكون العبد مصليا صائما لكنه حين يتمكن يطغى، فهذه حقيقة نفسية كبيرة لابد من الانتباه الشديد لعلاجها، ويكون ذلك بتذكير النفس الدائم بأننا فقراء إلى الله من كل وجه، فلا حول ولا قوة لنا الا بالله.
بعد أن ينعم الله عليك بكل أنواع النعم لا تر نفسك عن ربك مستغنيا.
قواعد تربوية ٢٢
🔺﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ ﴾ [فاطر ١٥]
أصل الانكسار لله هو الشعور بالفقر لله، الشعور بأننا شيء إلا بالله، الشعور بأنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله.
والناس في هذا درجات، وتكاد تكون درجاتهم في العبودية بحسب درجة شعورهم بهذا الفقر، فلو شعر العبد بأنه لا يستطيع القيام إلا بالله لم يقم إلا وهو يقول بسم الله، ولو شعر بأنه لا يستطيع الأكل إلا بمعونة الله لم يأكل إلا وهو يقول بسم الله، ولو شعر بأنه لايستطيع المشي إلا بمعونة الله لم يمشِ إلا وهو يقول بسم الله، ولو شعر بأنه لايستطيع حفظ القرآن إلا بمعونة من الله لما حفظ إلا وهو يقول بسم الله.
وهكذا، فكلما توسع الشعور بالفقر زاد الذكر، والسؤال، والرجاء، والعبودية لله.
ضعف عبودياتنا سببها داء الاستغناء، سواء شعرنا به أو لم نشعر، فلنذكر أنفسنا بفقرنا لربنا، وأننا نعيش تحت ألطافه، وأنه لا يجري علينا عطاء الا من كرمه، وأنه لا أحد يمد لنا يدا الا بتسخيره، ولنسأله سبحانه أن يزكي نفوسنا، وأن يكشف عنا الغمة فنعرف حقيقة فقرنا.
الكمال أن تشعر بفقرك وأنت في عافية، ثم إذا نقصت العافية زاد الشعور بالفقر.
قواعد تربوية ٢٢
🔺 وقفة مع اسم الله العفوُّ جلَّ جلالُه
قد لا يستشعر أحدنا أنّه لا يستطيع الإلمام بمعنى اسم الله العفو، فمثلا حين نقول: الله الرّازق؛ نشعر أنّ رزق الله واسع، وأن الرزق كثير، وأن المرزوقين كثر، فهذا شيء مشاهد، ومثلها حين نقول بأن الله قادر، فإننا نرى بوضوح الكثير من آثار قدرة الله تعالى، أما بالنسبة لاسم العفو فنحن نعرف أن ربّنا عفوٌّ ولكننا لا نتصوَّر معاني هذا الأمر الّذي يعتبر أمرًا معجزًا عظيمًا هائلًا، وليتبين لنا شيء من ذلك نتفكر قليلا في هذه الأمور التي تتعلق بعفو الله تعالى:
🔹 من جهة الشمول؛ فعفو الله يشمل كل الذّنوب، حتّى من وقع في الشّرك الأكبر والأصغر إذا تاب وطلب من ربّه أن يعفو عنه عفا الله عنه.
🔹 من جهة التتابع بلا حدود، يبين ذلك كوننا كل يوم في أذكار الصباح والمساء نسأله العفو والعافية فِي الدنيا والآخرة، فنحن نكرر طلب هذا العفو في حياتنا بلا عد، بل الله عزّ وجلّ يحبُّ منّا أن نتوب ونطلب منه العفو، وسؤالنا العفو عندما نرتكب الذنب دليل على تعظيمنا له.
🔹من جهة علمه، وقدرته سبحانه، فالله جلَّ جلاله يعفو مع القدرة على الأخذ بالذنب، ومع العلم والخبرة بذنوب عباده، فله تمام العفو مع تمام العلم والقدرة، وهذا أمر عظيم، فنحن مثلا ربما يأتي عفونا عن الناس بسبب نسياننا لأخطائهم، أو جهلنا بها، وربما لأننا لا نقدر أصلًا على أخذ حقنا منهم؛ فنضطر للعفو اضطرارا، أما عفو الله فيأتي مع علمه التام بذنوبنا، ومع قدرته التامة على معاقبتنا، قال سبحانه: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنوبِ عِبادِهِ خَبيرًا بَصيرًا﴾.
🔹 من جهة غناه سبحانه، فنحن مثلا حين نعفو عن أحد فمن المؤكد أنه سيكون لنا شيء من الفائدة من هذا العفو، حتّى لو كانت هذه الفائدة هي راحة البال، وكثيرا ما ننتظر ممن نعفو عنه أن يعاملنا معاملة لائقة، أمّا الله فهو غنيّ عن عفوه عنا، لا تعود له منفعة من ذلك، إنما عفوه سبحانه صادر من غناه عن كلّ ما سواه، و هذا شيء عظيم، لا يمكن الشعور بعظمته إلا بالتفكر فيه، لأنه مع غناه عنا وفقرنا إليه واستحقاقنا للمؤاخذة يعفو عنا سبحانه .
🌴 أما عن حقيقة العفو منه سبحانه فهو محوٌ تامٌّ للذنب، بحيث يصبح المذنب كمن لا ذنب له، وهذا لا يكون إلّا من ربّ العالمين.
نسأل العفو أن يعفو عنا.
(مقتبس من الدرس الأخير من شرح دعاء "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي...")
/channel/zadaltareq/1957
.
🔺 ﴿مَثَلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِیَاۤءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَیۡتࣰاۖ }
يامن تداهن الناس على باطلهم ليقبلوك؛ لقد اتخذت بيتا كبيت العنكبوت، لن يغني عنك شيئا.
قواعد تربوية ٢٠
🔺﴿ موَدَّةَ بَیۡنِكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ}
[العنكبوت ٢٥]
يقول ابن القيم في موضوع خلطة الناس في الأمور الدنيوية المباحة:
وإنْ دَعَتِ الحاجَةُ إلى خُلْطَتِهِمْ في فُضُولِ المُباحاتِ، فَلْيَجْتَهِدْ أنْ يَقْلِبَ ذَلِكَ المَجْلِسَ طاعَةً لِلَّهِ إنْ أمْكَنَهُ، ويُشَجِّعَ نَفْسَهُ ويُقَوِّيَ قَلْبَهُ، ولا يَلْتَفِتْ إلى الوارِدِ الشَّيْطانِيِّ القاطِعِ لَهُ عَنْ ذَلِكَ، بِأنَّ هَذا رِياءٌ ومَحَبَّةٌ لِإظْهارِ عِلْمِكَ وحالِكَ، ونَحْوِ ذَلِكَ، فَلْيُحارِبْهُ، ولْيَسْتَعِنْ بِاللَّهِ، ويُؤَثِّرْ فِيهِمْ مِنَ الخَيْرِ ما أمْكَنَهُ.
فَإنْ أعْجَزَتْهُ المَقادِيرُ عَنْ ذَلِكَ، فَلْيَسُلَّ قَلْبَهُ مِن بَيْنِهِمْ كَسَلِّ الشَّعْرَةِ مِنَ العَجِينِ، ولْيَكُنْ فِيهِمْ حاضِرًا غائِبًا، قَرِيبًا بَعِيدًا، نائِمًا يَقْظانًا، يَنْظُرُ إلَيْهِمْ ولا يُبْصِرُهُمْ، ويَسْمَعُ كَلامَهم ولا يَعِيهِ، لِأنَّهُ قَدْ أخَذَ قَلْبَهُ مِن بَيْنِهِمْ، ورَقى بِهِ إلى المَلَأِ الأعْلى، يَسْبَحُ حَوْلَ العَرْشِ مَعَ الأرْواحِ العُلْوِيَّةِ الزَّكِيَّةِ،
وما أصْعَبَ هَذا وأشَقَّهُ عَلى النُّفُوسِ، وإنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلى مَن يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَبَيْنَ العَبْدِ وبَيْنَهُ أنْ يَصْدُقَ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى، ويُدِيمَ اللُّجْأ إلَيْهِ، ويُلْقِيَ نَفْسَهُ عَلى بابِهِ طَرِيحًا ذَلِيلًا، ولا يُعِينُ عَلى هَذا إلّا مَحَبَّةٌ صادِقَةٌ، والذِّكْرُ الدّائِمُ بِالقَلْبِ واللِّسانِ، وتَجَنُّبُ المُفْسِداتِ الأرْبَعِ الباقِيَةِ الآتِي ذِكْرُها،
ولا يَنالُ هَذا إلّا بِعُدَّةٍ صالِحَةٍ ومادَّةِ قُوَّةٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، وعَزِيمَةٍ صادِقَةٍ، وفَراغٍ مِنَ التَّعَلُّقِ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعالى.
واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ.
🔺أكثر الناس لايشكرون؛ فكن مع أقلهم أيها المؤمن.
قواعد تربوية ١٩
🔺{ وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ }[النمل ٩٣]
الحمدلله الذي هدانا للتوحيد.
الحمد لله على إنزال القرآن.
الحمد لله على إرسال نبينا ﷺ .
هذه أعظم النعم على كل مؤمن، لأن أثرها عليه عظيم في الدنيا، وعظيم في الآخرة.
قواعد تربوية ١٩
🔺 إشارة ضعف الإيمان هي أن يكون الإنسان ضعيف الاطمئنان لحقائق الإيمان، أي ضعيف الشعور بالأمور الغيبية، ضعيف الاطمئنان لها.
قواعد تربوية ٢٦
🔺 أصل الثبات على الإيمان إنما هو مايخبئه القلب ويحمله، فكلما زاد الإنسان اجتهادا في تطهير فكره وقلبه ثبته الله، في مقابل أن من يهمل قلبه ويجعله مرتعا للوساوس والأفكار التي يلقيها الشيطان على ألسنة الإنس والجن إلا و يبتلى ويزين له الشيطان ما يضعف إيمانه، بل وقد يذهب بإيمانه.
قواعد تربوية 26
لتسمّه عدوا!
📌فائدة لطيفة من مقارنة ألفاظ القصة في القرآن:
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة
(فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) اﻷعراف
كان أبونا نبيا يقف وزوجه على أرض الجنة،
يأكلان رغدا حيث شاءا،
فوسوس لهما عدوهما، فأزلهما.
زلّت القدم رغم صلابة الأرض!
كان أبونا نبيا يعيش وزوجه في جنة عالية،
يأكلان حيث شاءا رغدا،
فوسوس لهما عدوهما، فدلاهما بغرور.
أقسم واجتهد حتى أنزلهما عن رتبتهما العالية !
(فأزلهما)، (فدلاهما):
هذان اللفظان لهما أثر كبير في فهم الوسوسة:
تكون على أرض صلبة في عقيدتك، وحسن ظنك بالله، وثقتك به، متأكدا أنه سيفرج عنك، وسيرزقك بغير حساب، وسيجبر كسرك؛ فيأتيك الشيطان بخيله ورجله، يذكرك بفلان الذي لم تُفَرَّج كربته، وفلان الذي لم يُشفَ من مرضه، وفلان الذي لم يُوسَّع ضيقه، ولا يتوقف عن وساوسه حتى تزل قدمك رغم صلابة أرضك،
وانت غافل أن هذه أفكار عدوك وليست أفكارك؛
بل أنت غافل أصلا عن وجود عدوك لإيمانك بقوة (عقيدتك) وثباتها!
وهناك نوع آخر من عداوته:
تكون محلقا في سماء إيمانك، قد زرت الحرم واعتمرت، أو أكثرت من تلاوة القرآن، أو تصدقت فأغثت بصدقتك ملهوفا، فرفرفت روحك عاليا في السماء -والسماء موطنها وهناك سكنها، وحُق لكل مخلوق أن يسكن في موطن سكنه- ثم فجأة وأنت في العلو تجد أن مزعجا من أبسط المزعجات (دلاك) إلى الأرض؛ فتلتفت مستغربا، تحاول أن تفهم الذي حصل.
وأنت غافل أن عدوك يقلقله ماكنت فيه من الطاعة؛
بل أنت غافل أصلا عن وجود عدوك لإيمانك بصلاح (عملك)!
هذا فعله فينا نحن أبناء عدوه، وهو الذي لاينسى العداوة أبدا، ولايغفل عنها طرفة عين، ولايرضيه إلا أن يجرنا معه إلى عذاب السعير!
سيبقى عدونا عدوا لنا، لن يأتيه يوم يسالمنا، وما العجب إلا من شدة سعيه في عدائنا، وشدة ركوننا إلى مسالمته!
الله سماه عدوا!
بقي أن تسميه أنت عدوا!
بقي أن تعرف أن سهامه مصوبة لك ظاهرا وباطنا، فيزلك ويدليك.
بقي أن تتيقظ تماما للحفاظ على عقيدتك وعملك.
🔺العاقل الباقي على فطرته السوية يرى بأن المؤمن يحمل في قلبه عقيدة تؤثر على سلوكه تقوى وصلاحا - فيلجم نفسه عن كثير من مشتهياته- ويرى بأن الفاجر يدخل أبواب الهوى ويأخذ منها مايريد؛ ثم يموت هذا على تقواه، ويموت ذاك على هواه؛ فيجزم بأنه لابد من دار أخرى يثاب فيها المتقون، ويعاقب فيها أهل الفجور، لأن الفطرة تأبى عدم الفصل بين الخير والشر، فهذا من العبث.
هذا أمر تشير إليه الفطر السليمة وليس فقط الرسل .
قواعد تربوية ٢٣
🔺إِنَّ ٱلَّذِینَ یَضِلُّونَ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدُۢ بِمَا نَسُوا۟ یَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ﴾ [ص ٢٦]
أعظم جريمة يرتكبها الإنسان في حق نفسه هي أن ينسى يوم الحساب، لأن هذا يورثه سلوكا يميل مع الهوى أينما مال.
قواعد تربوية ٢٣
🔺الفقر فقران:
فقر اضطراري، وهو فقر عام لا خروج لبرّ ولا فاجر عنه، وهذا لا يقتضي مدحًا ولا ذمًا ولا ثوابًا ولا عقابًا، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقًا ومصنوعًا.
والفقر الثاني: فقر اختياري، هو نتيجة علمين شريفين:
🔹أحدهما معرفة العبد بربه،
🔹 والثاني معرفته بنفسه.
فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا له فقرًا هو عين غناه، وعنوان فلاحه وسعادته.
وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين:
فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق،
ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام،
ومن عرف ربه بالعز التام عرف نفسه بالمسكنة التامة،
ومن عرف ربه بالعلم التامّ والحكمة عرف نفسه بالجهل،
فالله سبحانه أخرج العبد من بطن أمه لا يعلم شيئًا ولا يقدر على شيء، ولا يملك شيئًا ولا يقدر على عطاءٍ ولا منع ولا ضر ولا نفع ولا شيء ألبتة، فكان فقره في تلك الحال إلى ما به كماله أمرًا مشهودًا محسوسًا لكل أحد، ومعلوم أن هذا له من لوازم ذاته، وما بالذات دائم بدوامها.
تفسير ابن القيم، آية ١٥ من سورة فاطر
🔺المؤمن يعلم أن مصلحة تطهير القلب رغم انها عملية شاقة ومؤلمة إلا أنها عملية ثمينة لها وزنها عند الله تعالى، فهو الذي أرشدنا لتطهير أنفسنا.
قواعد تربوية ٢٢
🔺بعد أن ينعم الله عليك بكل أنواع النعم لا تر نفسك عن ربك مستغنيا.
قواعد تربوية ٢٢
🔺الكمال أن تشعر بفقرك لله وأنت في عافية، ثم إذا نقصت العافية زاد الشعور بالفقر.
قواعد تربوية ٢٢
🔺﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِیُّ ٱلۡحَمِیدُ﴾ [فاطر ١٥]
كلنا فقراء إلى الله في كل أمورنا، سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر، لكن الموفَّق من شعر بهذا الافتقار في أمور دينه ودنياه، وحوّل هذا الشعور إلى تضرع دائم بطلب الرحمة: " ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"، ويستصحب هذا المعنى في كل وقت يسأله أن يعينه على كل أموره، فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
أهل الإيمان رزقوا بصيرة يرون فيها فقرهم لرب العالمين، ويرون غناه سبحانه، فهو الغني الحميد في غناه، فيطلبون منه كل أمر عظم أو دق.
قواعد تربوية ٢٢
🔺 إذا منّ الله على العبد بالعلم ومعرفة الحقائق، وعيشها بصدق، فليبشر بصلاح دينه ودنياه.
ومن عاش في الدنيا يخدع نفسه، ويختار من الأمور ما يوافق هواه، ويفقد الصدق، فتجده في أبواب خطيرة وأمور مصيرية يعرف الحق، ومع ذلك يختار الباطل لموافقته هواه، فهذا الذي يُصرف عن الحق، لأنه لم يتحرّ الصدق، ولا أراد الحق، ولا أذعن له، بل اختار الباطل، والعياذ بالله.
قواعد تربوية ٢١
🔺الحب في الله والاجتماع له عزيز جدا، لما فيه من قطع محبوبات الدنيا التي زينت للناس.
قواعد تربوية ٢٠
🔺 من مواقف سليمان عليه السلام مع الشكر :
١- حين رأى أن عدله و رأفته قد اشتهر حتى عند المخلوقات الصغيرة، فتبسم ضاحكا من قول النملة: { لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}،
وحينها لم ينسب هذه النعمة لنفسه، بل قال مباشرة:
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ }.
٢- وحين أُحضر له العرش قبل أن يرتد إليه طرفه، فلم ينسب النعمة لنفسه، ولم يشتغل بسلطانه، وجنده، بل انصرف مباشرة لنسب النعمة لله، فقال:
{ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي}،
ثم بين أمرا غاية في الأهمية، وهو أن هذا اختبار، فقال:
{لِیَبۡلُوَنِیۤ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ}!
وهذا موطن عجيب، وهو أنه استحضر في وقت التفضل بأنه اختبار.
التمكين والقدرة ابتلاء يختبرنا الله به، فلنكن في لحظة العطاء واعين بأنه اختبار؛ ليحصل الشكر لله، وليس الامتنان لأنفسنا وأدواتنا وأمثال هذا الكذب على الله، وإلا فمن ذا الذي يدعي بأنه يستحق النعمة؟!
لقد كثر اليوم مفهوم رفع الاستحقاق، وهذا داء عضال إذا غزا المرء كان سببا لحرمانه.
قواعد تربوية ١٩
أكثر الناس لايعرفون النعمة فلا يشكرونها.
مثال:
يذنب الإنسان فيحبس الله عنه العقوبة؛ فلا يشعر بأنها نعمة، فلا يشكرها.
يذنب الإنسان فيرسل له مايذكره ليستغفر ويتوب؛ فلا يشعر بأنها نعمة، فلا يشكرها.
وأمثال هذا كثير.
أكثر الناس لايشكرون؛ فكن مع أقلهم أيها المؤمن.
قواعد تربوية ١٩
🔺 قاعدة في غاية الأهمية:
{وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِیࣱّ كَرِیمࣱ﴾ [النمل ٤٠]
من شكر فإنما يشكر لنفسه، فعلى كل من يشكر بقول أو بعمل صالح أن يستحضر بأن نفع الشكر يعود إليه، وليس إلى ربه، فالله غني عنه من كل وجه، إنما هو يمهد لنفسه، وشكره يعود عليها بالخير في الدارين.
ومن كفر بأن نسب النعمة لنفسه وزعم بأن هذا بقدراته وأنه مستحق له فليستحضر بأن ضرر هذا يعود عليه، وليس على ربه، فالله غني عن شكره.
قواعد تربوية ١٩