قناة تُعنى باقتباسات مميزة من دروس أ. أناهيد السميري، وبعض الدروس المفرغة، مع العلم أن هذه الدروس والاقتباسات لم تعرض على الأستاذة حفظها الله ، لكنها مراجعة ومدققة من أستاذات فاضلات.
تابع
فلا تظن أن المطلوب منك عدم الخوف، لأن عدم الخوف من قسوة القلب، وقد أخبرنا الله تعالى أنه يرسل بالآيات تخويفًا، وعلّمنا أن موسى عليه السلام حين جاءه ما يخيف خاف، وخرج منها خائفًا يترقب؛ لكنه لما خاف نادى: ربِّ! ربِّ!
فلا بد من الخوف؛ لكن تَسكُن نفسك باللجوء إلى الله، فما تَسكُن النفوس إلا بذكر الله، و ما تَسكُن النفوس إلا بالتوكل على الله، ولذلك حين قال النبي ﷺ للصحابة عن يوم القيامة ما أفزغ قلوبهم قالوا: فما نصنع يا رسول الله؟
قال: قولوا: "حسبنا لله و نعم الوكيل، توكلنا على الله"!
يعني يكفينا الله ما أهمنا من شأن الآخرة.
قد يقول قائل : هناك أبواب معينة أصبحت بعد التوكل لا أخاف منها؛ فهل هذا من قسوة القلب؟
نقول: هناك نقاط نمارس فيها التوكل، ونمارسه حتى يصبح من أصل عقيدتنا، من أصل حركة قلوبنا، فهذا ليس قسوة، بل هو مصداق حديث الرسول ﷺ: "تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ..." الحديث. أخرجه مسلم.
هذا القلب الذي صار أبيض مثل الصفا قد جاءته التجربة الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، و هو ينجح، و ينجح، و ينجح إلى أن يثبّته الله عز وجل، وهنا نقول: إن هذا المكان قد اكتوى بمعرفة الله؛ فلم يعد يخاف من هذه الفتنة بالتحديد، ويبقى عليه أن يفعل مثل ذلك في كل نقطة.
وهذا مثال يوضح هذا الكيَّ النافع:
خائف من المرض لأنه لم يمرض من قبل، وأنت قد جربت المرض، وتوكلت على الشافي؛ فشفاك، فتقول له بناءً على ما مررت به ومارسته: لا تخف، توكل على الله تجده خير وكيل!
أنت الآن قد نجحت بالتوكل في مسألة الشفاء حتى أصبح هذا التوكل من أصل حركة قلبك، أما هو فما زال عليه الجهاد في هذه النقطة.
وهكذا قل في كل المسائل، ولكن لا بد أن تعلم أنه لأجل أن يحصل هذا التوكل لا بُد أن يجمع المؤمن بين أمرين مهمين:
١- لا بُد أن يكون الله تعالى "نعم الوكيل" في نفسه، وهذا لا يأتي إلا من معرفة صفاته!
2- ولا بد أن تكون "وكفى بالله وكيلًا" في نفسه أيضًا، بمعنى أن يكون متيقنًا أن غيره لا يفعل شيئًا.
أسأل الله بمنه و كرمه أن يجعلنا من الموحدين المخلصين، المشغولين بذكره عن ذكر كل شيء.
وعلينا أن نحذر من أن يكون ذكر المرض والوباء وذكر عواقبه وآثاره أكثر في قلوبنا وألسنتا من ذكر الله، فو الله هذه هي المصيبة؛ لأن الوباء يأتي ابتلاءً لأجل أن نذكر الله، ونخاف منه، ونعود إليه، ونستغفره، فكيف بعد ذلك نذكر الوباء أكثر مما نذكر الله، ونهرب من الوباء أكثر مما نهرب من سخط الله، و نخاف من الوباء أكثر مما نخاف من الله؟!
صرف الله عنا الوباء والبلاء، وشفى مرضى المسلمين، و أعاد علينا نعماءه كما كانت و أفضل. اللهم آمين.
🔺 أسباب الاعتلال النفسي :
الاعتلال النفسي هو ظهور أثر الضغوط بصورة أكبر مما تستحق؛ فما يحتاج لدقائق من الانفعال يقضي فيه المعتل ساعات، وما يحتاج لساعات يقضي فيه أياما من الكدر، وهكذا ..
ولا يدخل في هذا التأثر الطبيعي؛ بل زيادة حجم التأثر بالضغوط هو المقصود، بحيث تسبب هذه الزيادة حالة من الإعاقة النفسية عن إنجاز المهام بصورة مريحة -على الأقل- .
أسباب الاعتلال النفسي :
● الخلقة (الجبلة) : بعض الناس معرضون للاعتلال النفسي أكثر من غيرهم بسبب عوامل شخصية تعود إلى الخلقة .
بمعنى أن مناعتهم النفسية قليلة -تماما كما أن هناك من مناعته البدنية قليلة؛ فيتعرض بسبب ذلك للأمراض البدنية أكثر من غيره-.
ويكون على هؤلاء أن يبذلوا جهودا أكبر للتكيف مع من حولهم .
● الخبرات السيئة : حين يمر الإنسان بتجارب سيئة، ولا يفككها بطريقة صحيحة؛ تصبح خطرا على ما يستقبل من أيامه، أو تشكل عاملا سلبيا في التأثير.
مثال ذلك :
عرضه كظم الغيظ لموقف سيء؛ فيستدير على مسألة كظم الغيظ برمتها، ويرى أن الناس ستتطاول عليه كلما كظم غيظه؛ بل سيتحفز لمجرد سماعه واعظا يقول له "اكظم غيظك"، وذلك لأنه لم يحظ من قبل بقاعدة معرفية صحيحة توضح له الصورة الراقية لكظم الغيظ .
● المثالية :
يكون لنفسه صورة مثالية جدا، ويكون حريصا للظهور بها أمام الناس، وتختلف صور المثالية على حسب المواقف، فتراه يوما في خانة الأناقة في اللباس، ويوما في خانة الشخصية المحبوبة أو المشهورة، ثم أي اختلال يعكر صفو هذه الصورة؛ يكدره ويجعله معتلا !
مثال ذلك:
مدربة حريصة على توضيح المفاهيم، وتضرب الأمثلة المساعدة على الفهم، وتسمع دائما كلمات الثناء على أدائها، ثم تسمع من حاسد، أو حاقد، أو حتى صادق كلمة تبين لها أنه قد تشتت من كثرة انتقالاتها مثلا؛ فتبقى طول الليل في اكتئاب، أو تقرر أن لا تدرب مرة أخرى، وتحتاج فترة أطول من اللازم لتخرج من أثر ملاحظته عليها !
في حين أن الصواب هو أن تراجع الموقف، وتضع الاحتمالات أمام عينيها، فلربما هو يحضر للمرة الأولى، أو ربما هو حاسد، أو ربما هي أغفلت بعض النقاط وعليها أن تتداركها ...
هل يعني هذا أن لا نتأثر ؟
الجواب : نتأثر وننزعج؛ بل إن ما سيدفعنا للبحث هو الانزعاج؛ لكن يفترض أن يتبع الانزعاج تفكير بطريقة صحيحة بناءة؛ لأخرج من الأمر بسلام وربح، ولا أبقى أياما معتلا .
اشتهر تسمية الشخصية التي لا تريد أي نقص فيها بالشخصية الحساسة؛ فلا تحتمل أي انتقاد حتى لو كان صحيحا، وتحصل لها تقلبات حادة في المزاج بعد أي حادثة تطرأ عليها، وهذا معروف بين النساء أكثر .
● الصحبة (والمقصود بها الذين يجاورونك : من زوج، أو زملاء، أو والدين وإخوة...) : الاعتلال المزاجي مُعدٍ؛ فإن جالست أحدا يتقلب لأقل موقف؛ سيُعديك إن لم تقاومه؛ بل ويمكن أن تعتل أكثر منه، ثم تكون معه -رغم انزعاجك منه- كتلة للتنقيب عن الاعتلال المزاجي، والإثارة تجاه الأوضاع التي تعيشونها، إلى أن يتحول الاعتلال إلى مرض !
ملاحظة :
هناك أمور من الطبيعي أن تؤثر علينا، وقد يمتد أثرها سنة أو أكثر :
كفقدان الزوج، أو البيت، أو المال؛ لكن أهم شيء أن لا يحدث اعتلال، بمعنى : أن لا تفقد روحا وطبيعة كنت تملكها !
من دورة العلاج المعرفي الوقائي بمعرفة أسماء الله الحسنى .
/channel/zadaltareq/2017
🔺 الإعانة على الطاعة هي شكر على العزم
الله شاكر شكور، وأول شكر يشكره لك حين تعزم على الطاعة هو أن يعينك على فعلها، ثم إذا عملت فأول شكر العمل الثناء في السماء، وزيادة الإيمان، والنور في القلب، والتوفيق في اتخاذ القرارات.
وهنا احذر؛ فهذا الذي حصلت عليه من شكر الله لك هو رصيدك، فلا تفرط برصيدك، واعلم أن الشيطان يسعى سعيا لإدخال الملل الشديد عليك بعد الطاعات.
🌾 كيف نثبت بعد رمضان؟
كيف يبقى في قلوبنا أثر الصيام والقيام؟
١- استشعار عظمة الله -عزَّ وجلَّ-:
كلما قرأت في القرآن اسمًا من أسماء الله وصفاته؛ كان الواجب عليك أن تعظّم الله، فإذا عظّمته وردّدت على نفسك صفاته -سبحانه وتعالى- سيثبت هذا في قلبك الأثر الذي حصلته في رمضان.
٢- الالتزام بالإحسان في الفرائض:
قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (٦٨)}.
فهذا سيسبب لك الثبات، ويسبب لك الزيادة من الأعمال الصالحة، وفعل الخيرات.
٣- صحبة الخير:
تخيّر من الصحبة من لا يشغلك ويكدّر عليك صفو ما بلغته من إيمان، وتعامل مع من فُرض عليك التعامل معه بالحذر من إغرائه وتحبيبه الدنيا لك، فهذا عامل مهم لثباتك على الوتيرة التي سرت عليها في رمضان.
٤- مُلاحظة نقاط ضعف النفس:
حين تعرف نقطة ضعفك وتقرر مواجهتها أكْثِر من ذكر الله، لأن الذكر يقويك ويجاوز بك نقطة الضعف هذه، فيخرج هذا الهوى من نفسك، وهذا هو مقصد التقوى.
٥- الدعاء:
أكثر من الدعاء ب:
(يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)، و {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}، فهذا
دليل على كونك تخاف من عدم الثبات، ودليل على أنك مهتم بأمر الثبات، ومن سنَّة الله أن من اعتنى بأمرٍ وهبه الله إياه لو كان صادقًا.
مقتبس من درس أسباب الثبات، ألقي يوم ٣٠ من رمضان ١٤٣٣
/channel/zadaltareq/1069
🔺 يا من ذاقوه لا تفقدوه
ذكروا أنفسكم بما قضيتم من حلاوة القرب في هذه الليالي، وسمو مشاعر الإيمان، واجعلوه محفزا لكم للثبات على العهد، ولاتظنوا أن العهود لا تبتلى وتختبر؛ بل تختبر ليظهر الصادق في عهده لربه من الكاذب: {إنما يبلوكم الله به}؛ فتوقعوا الاختبارات على العهود بعد رمضان، وضعوها في حسبانكم، وأعدوا لها ما يليق لمثلها من العزم والصدق ومشاعر الولاء!
لا يعني هذا أن الحال لا تتغير بعد رمضان؛ فإن هذا شهر قد تهيأت فيه كل الأحوال للقيام والصيام؛ لكن المقصود أن لا تترك هذه الأعمال تركا كليا، وكأنه ما كان بيننا وبينها عهد؛ فينطبق علينا وصف ربنا:
{وما وجدنا لأكثرهم من عهد}!
المقصود أن نحافظ على مشاعر أن الأيام إنما هي كالظروف لأجل أن تودع فيها الأعمال الصالحة!
المقصود أن يخرج المؤمن قد تعلم أكثر كيف يناجي ربه،
وتعلم أكثر كيف يعفو ويكظم غيظه،
وتعلم أكثر أن الأحقاد تشغله عن صلاته وخشوعه ومهمات الأمور أمامه!
/channel/zadaltareq/2009
🔺 من صيغ التكبير:
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
أو تكبر ثلاثاً ، فتقول :
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله .
والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
🌟 تربية الأبناء على الفرح بالعيد 🌟
🔹 العيد بالنسبة للمسلمين أمر عظيم جدًّا; فعيد المسلمين:
▫️عبادة
▫️وطاعة
▫️وبهجة
▫️وسعادة بالله
▫️وسعادة بدين الله
▫️وسعادة بالطيبات
▫️وسعادة بالوفاء بالعهد.
🔸لذلك ينبغي أن نعلِّم أولادنا الفرق الكبير بين عيد المسلمين وعيد الكافرين!
العيد بالنسبة للمسلمين كله طهارة وفرح بالوفاء;
فلمّا أكمل الصائمون العدة في الصيام، ووفّوا ما عليهم ؛ جاء عيد الفطر.
ولما أكمل الحجاج حجهم، ووفّوا ماعليهم،
و لما صام غير الحجاج يوم عرفة، وعبدوا الله في عشر ذي الحجة، وقربوا لله ضحاياهم، ووفّوا ماعليهم؛ جاء عيد الأضحى.
وهذا من أعجب الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يقف عندها، ويفكر كثيرًا كيف جعلت الشريعة العيد يوم بهجةٍ بإكمال وتوفية عبادة، وكيف جعلته هو نفسه سببًا لزيادة الإيمان أيضا; فيوم الجمعة يوم يزيد فيه إيمان المؤمنين بسبب أعمال يوم الجمعة، ويوم عيد الفطر يوم يزيد فيه إيمان المؤمنين بسبب أعمال يوم الفطر، ويوم عيد الأضحى يوم يزيد فيه إيمان المؤمنين بسبب أعمال يوم الأضحى!
🔹 حتى عيسى عليه السلام لما طلب منه الحواريون نزول مائدة من السماء قال:
﴿اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا ( عيدًا) لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين﴾!
لقد سأل الله نفس ماطلبوه; لكنه وجّه اهتماماتهم لغاية أسمى;
فبعد أن قالوا :
نريد أن :
نأكل منها،، وتطمئن قلوبنا،، ونعلم أن قد صدقتنا،، ونكون عليها من الشاهدين;
قال عليه السلام:
"تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا"!!
يعني يكون وقت نزول المائدة عيدًا وموسمًا للعبادة يتذكرون فيه هذه الآية العظيمة، و يُحفَظ ولا يُنْسى مع مرور السنين، ويكون سببًا لزيادة شكرهم، وأصل كلمة العيد من العود، يعني يعود عليهم موسم طاعةٍ وعبادةٍ لله تعالى،
وهذا يدل على أن العيد إنما هو موسم لطاعة الله، وللتقرب منه، و لهذا لا بد أن يُربّى الأبناء على:
١. تعظيمه.
٢. وربطه بالفرح الحقيقي.
٣. وجعْله يومًا يبتدئ بالطاعات وتتخلله المسرات;
فيُربط عند الأبناء بالاغتسال والتنظف والتبخر، فهذا لوحده يدخل البهجة إلى نفوسهم ،
ثم يُبدَأُ بالصلاة كما يبتدئ يوم الجمعة بالصلاة،
ثم زيارة الأحباب وصلة الأرحام.
.
لا بد أن يرتبط العيد في ذهن الصغار بالسعادة، لا أن يرتبط بالكآبة بسبب قضاء الكبار وقت العيد بالنوم!
لا بد من إدخال السرور على أبنائنا، وأن ينطبع في نفوسهم أن هذا يوم بهجة، حتى لا يتجهوا لغيره، فبهذا نتفادى مسألة الاحتفال بالأعياد الأخرى.
نحن مع الأسف مقصرون في هذه المسألة؛ لذلك يتشتت الأبناء ويبحثون عن أعياد الآخرين! .
مع أن هذه البهجة ليست بدعًا في ديننا; فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قال لأبي بكر رضي الله عنه حين نهى الجواري اللاتي كنّ يغنين عند عائشة رضي الله عنها:
"إنّ لكل قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا".
ولهذا كان من التربية الصالحة أن نجعل العيد يومًا للبهجة عند أبنائنا; فإن هذا يبعد عن تفكيرهم فكرة أن الدين مرتبط بالاكتئاب - كما يصورونه لهم- !
🔸 لا نريد التفلُّت، ولا نريد التزمُّت; بل نريد أن نوفّي لكلِّ وقت حقَّه، فكلُّ ساعة من أيامنا وليالينا لها وظيفة.
(مقتبس من درس سورة المائدة)
.
🔺 وظائفنا في آخر شهرنا. (2) .
( تابع وظيفة التكبير ):
لكي يصح من العبد تكبيره لله عز وجل لا بد أن يعلم أن التكبير اعتقاد، وقول، وعمل؛
▪️فالاعتقاد الذي يتم به تكبير الله هو الإقرار بأسمائه الحسنى و صفاته العليا؛ وبأنه ليس له سبحانه إلا صفات الكمال، وبأن كل صفة كمال قد بلغت في الحسن غايته،
وتنزيهه سبحانه عن كل نقص وسوء، وتنزيهه عما لا يليق به من مشابهة المخلوقين؛ فليس له ند ولا صاحبة ولا ولد.
الاعتقاد الذي يتم به تكبير العبد هو أن يعلم جلال الله، وكبرياءه ، وعزته، وعظمته، وكونه أكبر من أن تصل إليه عقول العقلاء، وأوصاف الواصفين، وذكر الذاكرين!
الاعتقاد الذي يتم به تكبير العبد هو أن يعلم أن حق الله أكبر من كل ماقام به من الطاعات مهما بلغت، ومهما تنوعت.
هذا هو أول وأساس التكبير.
▪️ثم إذا امتلأ القلب بعظمة وتكبير الله تبعه اللسان بالتكبير القولي، ويظهر هذا في قول العبد: " الله أكبر"، ويكون في آخر هذا الشهر بالصيغ المعروفة، ومنها:
الله أكبر،، الله أكبر ،، لا إله إلا الله،
الله أكبر ،، الله أكبر،، ولله الحمد،
أو يثلث: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد،
ومثله: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا،
من بعد غروب الشمس إلى الفراغ من الخطبة.
▪️ثم التكبير بالعمل، ويظهر هذا في طاعات العبد من صلاة وصيام وذل وانكسار ، فهذه الطاعات بنفسها تعظيم لله، نكبر الله بها طوال الشهر؛ حتى إذا وصلنا إلى نهايته ازددنا لله تكبيرا !
كبر الله على أن جعلك عبدا منعما عليه في هذه الدنيا بمعرفته سبحانه وتعالى، وباليقين بصفاته، وبالهداية إلى شرعه، وبالتوفيق لطاعته.
كبر الله يا صاحب النعمة على ما هداك ووفقك وأكرمك!
خذ الطريق الذي به تزداد من تعظيمه والأنس به، وليكن تكبيرك اليوم شروعا منك في طريق الاستمرار بتعظيم الله والأنس به،
ولتضع في حسبانك أنك لن تنقطع أبدا عن الطاعات والعبادات التي هي سبيلك لهذا الأنس،
لا تسمح لحالة من الانفصال عن الأنس بالله أن تتغلب عليك بعد أن جاهدت طوال هذا الشهر الكريم ووصلت إلى ما وصلت إليه من عز الطاعة والتقريب .
ندعو ربنا ألا يجعل هذا آخر عهدنا بقيام الليل، ولا آخر عهدنا بتلاوة القرآن، فقد عرفنا خلال هذا الشهر أن هذا أمر قد يسره الله عز وجل على عباده، فنسأله سبحانه أن يجعلنا ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع، وممن يقرأون القرآن آناء الليل والنهار، وأن لا تشغلنا عن ذلك المشاغل.
ننتقل الآن إلى وظيفة العبد الثانية في نهاية هذا الشهر الكريم، وهي وظيفة الشكر.
يتبع…..
/channel/zadaltareq/1061
🔺 من اعظم الأزمات التي يمر بها الإنسان أن لايعرف ما هو المجال الذي يفكر فيه، وماهو المجال الذي لايفكر فيه، فتجده يشغل فكره في أمور ليست مجالا للتفكير، ويعرض عما أمره الله التفكير فيه، جاهلا أن هذا التفكير هو مختبر فيه.
قواعد تربوية ٢٩
🔺سنة الله التي لاتبدل أنه يري من يعبد غير الله عجز هذه المعبودات من دونه وخذلانها له في الدنيا والآخرة، ويريه تبريه منه ومعاداته له أحوج ما يكون إليه في الدنيا والآخرة ﴿لِيَهْلِكَ مَن هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ويَحْيى مَن حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾
﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّهم كانُوا كاذِبِينَ﴾.
قواعد تربوية ٢٩
-
إذا أردت أن يجبرك الله في مُصابك وفيما ينقصك فاسأله وحده، ولا تسأل غيره.
لابد أن تُبنى في قلبك قناعة أن الذي تحتاجه ليس مُلْك أحد إلا الله، ويتبين لك هذا الأمر خصوصًا في نقص الاهتمام من الآخرين، فأحيانا تجد أنه مهما حاولوا أن يعطوك من مشاعرهم فإنه ليس بنافع لك، ولا يَسد حاجتك هذه إلا الجبار-سبحانه وتعالى- فلا تدخل على أشخاص، ولا على حياة، ولا على علاقات إلا بعد أن تتعلّق بالله أن يرزقك مِن هؤلاء ما يجبر به كسرك.
كونك تعتقد أن حوائجك لا يجبرها إلا الله يجعلك لا تقف بحوائِجك إلا عند باب الله، وهذا الفارق بين مَن عَلِمَ عن الله وبين مَن جَهِلَ عن الله، فالذي يعلم عن الله قلبه مُعلّق بأنَّ العطاء مِن عند الله، أما الجاهل فينتظر جَبْره مِن أسباب نقصه.
الأسماء_الحسنى
اسم الله الجبار سبحانه
وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰجِعُونَ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَ ٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾
🔺 {وبشر الصابرين}
{وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
البشارة هي أنك أيها المصاب إذا صبرت اهتديت، فهذه الهدايات لا تحصل لكل من نزل عليهم المصاب، إنما تحصل على حسب صبر العبد، فالله تعالى جعل الصبر طريقا للهداية، والسؤال:
لأي شيء يهتدي المصاب إذا صبر؟
1- أول أمر يهتدي إليه المصاب الصابر هو أن يعرف عز ربوبية الله وقهره وسلطانه، وهذا من الأمور التي نغفل عنها كثيرا، خصوصا حين يعطي رب العالمين عبده ويعطيه؛ فيظن أنه مدبر لنفسه، وأن الأمر له، وأنه دائما سيجد ما يريد، فيأتي المصاب يعرفه عز الربوبية وقهرها، وهذه نعمة يبشر بها الصابرون؛ يبشرون بأنهم سيهتدون فيزدادون معرفة لعز الربوبية، ومعرفة لذل العبودية وكسرها، ولذلك يقولون: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، فيعترفون بأنهم ملكه وعبيده، وأنهم راجعون إلى حكمة وتدبيره وقضائه وتقديره، لا مفر لهم منه، ولا محيد لهم عنه سبحانه وتعالى.
2- ثم هذا العبد الصابر الذي بُشِّر بأنه من المهتدين سيهتدي إلى الإخلاص لله، فيعلم أنه لا مرجع في رفع الشدائد إلا إليه، ولا معتمد في كشفها إلا عليه: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}، فأبشروا أيها الصابرون أنكم ستهتدون إلى الإخلاص الذي يعجز الإنسان عن شرحه، ستهتدون لمعرفة كيف تخلص قلوبكم لله وحده، ستهتدون إلى معرفة كيف تنيب هذه النفس التي كانت شاردة إلى الله وتقبل عليه، ستهتدون إلى التضرع والدعاء، ستهتدون بإذن الله إلى طريق محبة الله.
3- ثم هذا العبد المصاب الصابر سيهتدي إلى أمر عجيب، لا يفهمه إلا من ذاقه، وهو الفرح بهذا المصاب الذي كان سببا لهذه الفوائد، وهذا كما يفرح من عظمت أمراضه بشرب الدواء الحاسم له مع مرارته الشديدة، فهو يحبه ويقبله لأن الأمل في الشفاء به يذهب الشعور بمرارته، وهكذا المصاب يفكر كيف أن مصابه سيمحص ذنوبه وخطاياه، وكيف سيرفعه عند الله فيفرح به.
4- ثم هذا العبد المصاب الصابر سيهتدي إلى معرفة مقدار نعمة العافية، لأن النعم تعرف أقدراها بعد فقدها، ومن ثم إذا عرف مقدارها اهتدى إلى نعمة الشكر.
5- ثم هذا الصابر سيهتدي إلى ما في طيات هذه المحنة من منح وعطايا وفوائد خفية، ومثال هذا موقف إبراهيم عليه السلام لما أخذ الجبار منه زوجه سارة، كيف كان في طي تلك البلية أن وهبه هاجر، فولدت له إسماعيل عليه السلام، ثم كان من ذرية إسماعيل خاتم النبيين عليهم جميعا الصلاة والسلام، وإن كان في الظاهر أن المسألة شر، لكن ما أعظم ما في طياتها من خير، و قد قيل:
كَمْ نِعْمَةٍ مَطْوِيَّةٍ لَكَ بَيْنَ أثْناءِ المَصائِبِ.
6- أيضا مما يبشر به الصابر أنه سيهتدي إلى التواضع، لأن المصائب تمنع من الأشر والبطر والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر، فَإنَّ نَمْرُودَ لَوْ كانَ فَقِيرًا سَقِيمًا فاقِدَ السَّمْعِ والبَصَرِ لَما حاجَّ إبْراهِيمَ في رَبِّهِ، لَكِنْ حَمَلَهُ بَطَرُ المُلْكِ عَلى ذَلِكَ، وقَدْ عَلَّلَ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالى مُحاجَّتَهُ بِإتْيانِهِ المُلْكَ،
وفرعون أيضا لَوِ ابْتُلِيَ بِمِثْلِ ذَلِكَ لَما قالَ: ﴿أنا رَبُّكُمُ الأعْلى﴾، وقد قال تعالى: ﴿وما نَقَمُوا إلا أنْ أغْناهُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ﴾، وقال تعالى: ﴿إنَّ الإنْسانَ لَيَطْغى﴾ ﴿أنْ رَآهُ اسْتَغْنى﴾ .
7- ثم هذا الصابر يهتدي إلى الرِّضا المُوجِبُ لِرِضْوانِ اللَّهِ تَعالى، فَإنَّ المَصائِبَ تَنْزِلُ بِالبَرِّ والفاجِرِ، فَمَن سَخَطَها فَلَهُ السُّخْطُ وخُسْرانُ الدُّنْيا والآخِرَةِ، ومَن رَضِيَها فَلَهُ الرِّضا، فالصابر يهتدي إلى أن يرضى؛ فيجلب عليه رضاه هذا أعظم مصلحة في حياته وفي أعماله وهي رضوان الله، و رضوان الله أكبر من جنات عدن، وأكبر من المساكن الطيبة، وأكبر من كل هذه العطايا، لِقَوْلِهِ تَعالى: ﴿ورِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أكْبَرُ﴾، فما أعظم هذا الأمر الذي بُشِّر به الصابر!
هذا كله من هداية الله للعباد، كأن هذه الأيام العثِرة والصبر فيها مدرسة تخرِّج الإنسان مهتديا للطريق، قد تحسنت نظرته للحياة، و رأى الأمور كما ينبغي.
من لقاء أبشروا وأملوا ما يسركم.
/channel/zadaltareq/1728
🔺 { أم للانسان ماتمنى}
يجب أن تطلب الحق وإن خالف ماتتمناه، فالحق لايجري على إرادتك، بل على إرادة الله، فإذا لم يؤدب الإنسان نفسه بهذا فإنه سيعرض عن كل ما لايوافق هواه من الشريعة، وسيأخذ منها مايوافق هواه فقط.
ليست المسألة هنا مسألة فقهية، إنما هي أكبر من ذلك بكثير، هي مسألة حق وباطل، فلا بد من حمل النفس على الاستسلام للحق حتى تتخلق بهذا الخلق.
قواعد تربوية ٢٧
🔺تبقى هذه الأيام الفاضلة في قلوب المتقين ذكريات جميلة يتمتعون بها في دنياهم، ويتذكرونها في أخراهم.
٢٥
🔺﴿وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَیۡنَهُمَا بَـٰطِلࣰاۚ ذَ ٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ فَوَیۡلࣱ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنَ ٱلنَّارِ﴾ [ص ٢٧]
هذه الآية العظيمة مع ما قبلها تبين بأن من ينكر البَعْث والجَزاء فهو ممن يظن بِأنَّ خَلْقَ السَّماءِ والأرْضِ وما بَيْنَهُما شَيْءٌ مِنَ الباطِلِ.
كيف ذلك؟ ما علاقة خلق السماء والأرض بالبعث والجزاء؟
الناظر المتأمل في خلق السماء والأرض سيجد في نظام هذا العالم دلالة على أنه نظام بغاية الإحكام، وأن إحكامه مطرد لايخرج منه شيء، فماذا يفعل هنا؟
يستدل بالظاهر على الخفي، فيستدل بما ظهر من الإحكام على أمرين:
١- أن وراء هذا الإحكام في خلق السماء والأرض خالقا حكيما، عليما، خبيرا، رحيما، كامل الصفات.
٢- وأن كمال الحكمة في خلق السماء والأرض لابد أن يدل على البعث، إذ أنه يرى أن كل شيء موضوع في مكانه الصحيح إلا الإنسان الذي هو أهم فرد في هذا الكون، فهناك الصالح الذي مات دون أن يأخذ حقه، وهناك الفاسد الذي أخذ ما أخذ من الدنيا، فلابد إذًا أن يكون هناك يوم يوضع فيه هذا الإنسان في مكانه الصحيح وفق الحكمة التي ظهرت في كل شيء.
هذا شأن المؤمنين أولي الألباب، يستدلون بما ظهر من الحق على ماخفي من الحق، فالحق الذي خلقت به السماء والأرض ظاهر، فلابد أن يتبعه الحق الذي تدل عليه طريقة خلق السماء والأرض، وهو حكمة الله التي تأبى ترك الإنسان دون جزاء.
ولهذا كان من ينكر يوم الجزاء قد ظن بالله ظن السوء، لأنه ظن بأن الله خلق السموات والأرض باطلا.
هذا ظن الذين كفروا وليس ظن الذين آمنوا، فأهل الإيمان يعلمون أن الله قد نزه نفسه عن أن يكون قد خلق السموات والأرض باطلا.
الظن الباطل هو أن تعتقد بأن الله خلق السموات والأرض بكل هذه الحكمة ثم يساوي بين صلاح المصلحين و فساد المفسدين!
لو لم يكن هناك يوم للجزاء لضاع صلاح الصالحين، وضاع مامنعوا أنفسهم منه، ولكان فساد المفسدين غنما لهم أرضوا به أنفسهم.
لو لم يكن هناك يوم للجزاء لشقي الصالح، ولفاز الغوي.
المؤمن لايظن هذا بربه أبدا.
المؤمن يعلم أن هذه الدنيا هي فصل البداية فقط، وليس هنا النهاية أبدا.
هكذا نربي أنفسنا على حسن الظن برب العالمين، وهكذا نخوف أنفسنا من سوء الظن برب العالمين.
قواعد تربوية ٢٣
كلمات في التوكل
إذا كان للتوحيد قلب ينبض فهو التوكل!
المتوكل كلما جاءته الأخبار نبض توحيده بالتوكل، وكلما جاءته الرغبات نبض توحيده بالتوكل، وهذا يعني أن التوكل هو حياة التوحيد!
لماذا كان للتوكل هذا المقام الرفيع، وبأي شيء استحق هذه المنزلة؟!
الجواب: لأن التوكل ينبئ عن قوة الإيمان بأسماء الله، وصفاته، وأفعاله؛ فمن صدق في الإيمان بصفات الله اعتمد عليه!
الله تعالى سمى نفسه في القرآن في عدة مواضع بالوكيل، وسمى نفسه بالكفيل، والكافي، والحفيظ؛ فمن آمن بهذه الأسماء وما فيها من صفات، ووحد الله بها، ووصفه بكمالها؛ تأثر بهذا الإيمان قلبه؛ فتيقن بكفاية الله له، وتيقن بقيام الله به، وتيقن أن غير الله لا يقوم به.
(هذه عقيدة القلب).
ولا بد لهذه العقيدة أن ينتج عنها عمل، وهو السكون والطمأنينة، والتفويض والتسليم؛ فلو أن النفس أصابها قلق فعملت عمل المضطرب؛ سكّنها صاحبها وأدبها بما معه من عقيدة صحيحة بأن الله هو الوكيل، وهو الحفيظ ، وهو الكافي، وأن غيره لا يفعل ذلك.
هناك خانتان في القلب:
- خانة عقيدة.
- وخانة عمل.
فمكان العقيدة هو مكان العلم عن الله وصفاته.
ومكان العمل هو مكان الشعور بهذا العلم والانفعال به، وهذا المكان هو الذي يضطرب في المواقف، لأنه مثل العلبة الفارغة التي تنتظر ما يثقلها لتستقر، خصوصا لما تهب الريح.
وعلى هذا؛ فماذا يفعل المؤمن ليحل مشكلة اضطرابه؟
يأخذ من عقيدته مثل الشيء الثقيل، و يضعه في مكان العمل؛ فيحصل السكون و الهدوء، و تسكن الاضطرابات!
يستورد من عقيدته ويضعه فيما لأجله تعلم تلك العقيدة!
لسان حاله يقول: إنما تعلمت هذا العلم لأجل هذه المواقف!
إنما تعلمت هذا العلم لأنجو به في أوقات أزمتي وضعفي!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه خير وكيل؟!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه نعم المولى ونعم النصير؟!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين؟!
كيف أشقى وأضطرب وقد علمني سبحانه أنه الذي يدفع البلاء، وأنه الذي يرفعه إذا وقع؟! ثم يكفّر به الذنوب، ويرفع به الدرجات؟!
الإنسان دائمًا يواجه مخاطر يضطرب لها قلبه من الخوف، لكن حال المتوكل غير حال الناس كلهم؛ فالمتوكل بمجرد ما تحصل حركة الخوف عنده يوكل الله مباشرة على الشأن الذي هو فيه، لا يغيب عنه هذا المعنى أبدًا:
- فلو كان مريضًا قال: أنا أوكل الله أن يشفيني لأنه الشافي!
- وإن كان خائفًا من وقوع بلاء قال: أنا أوكل الله أن يؤمنني، لأنه المؤمن.
- وإن كان مدينًا قال: أنا أوكل الله أن يرزقني، لأنه الرزاق!
- وإن كان جاهلًا قال: أنا أوكل الله أن يعلمني، لأنه الرب المصلح!
- وإن كان صاحب تجارة وعمل وذهب الممولون وأصحاب الأموال قال: أنا أوكل الله أن يدبرني، لأنه مالك الأرض والسماء الحي الذي لا يموت ولا يشغله شأن عن شأن.
- وإن كان مكسور القلب قال: أنا متوكل على الله أن يجبر كسري، لأنه الجبار!
وهكذا المتوكل ينطلق من (التوكل) لكل أسماء الله الحسنى!
وبهذا نفهم أن التوكل شأن عظيم، وهو دليل على إيمانك بالله وبصفاته وبأفعاله، فإذا آمن العبد حقًّا بأسماء الله وصفاته، ووحده بها؛ فلا بد أن يظهر هذا في توكله.
وعلى هذا؛ لا يمكن للمؤمن أن يتوكل إلا إذا جمع علمًا عن صفات الله، فأنت توكل الله على سائر أمورك لأنك تعرف أنه المدبر، وأنه الحفيظ، وأنه القدير، وأنه السلام، وأنه الشافي، وأنه مُصرف الأمور، و أنه الوهاب، و أنه الغني الذي يغني عباده، وأنه السميع البصير، القريب المجيب، فتناديه و تُناجيه وتسند إليه ما أهمك!
كل هذا يجعلك في أي شأن معتمدًا على الله متوكلًا عليه!
ولأجل ذلك كان التوكل قلب التوحيد النابض؛ فالتوحيد بدن، والتوكل قلب له؛ كلما جاءت الأخبار نبض، وكلما جاءت الرغبات نبض!
تجد في أحوال الناس من البلاءات في نفوسهم، أو في أموالهم، أو في فقد أحبتهم ما يجعلك تظن أنك مهما قلت وواسيت ستبقى تلك القلوب مكسورة مجروحة، ولا يمر على خاطرك أو خواطرهم أن هناك شيئًا ما يستطيع جبر هذا الكسر أبدًا؛ فلا تجد حينها بلسمًا ينساب إلى أفئدتهم خيرًا من التوكل!
قل لهم: توكلوا على الله واعتمدوا عليه يأتكم الجبر من حيث لا تحتسبون، وتُمسح الآلام وتفرج الكروب!
توكلوا على ربكم و هو يكفيكم ما أهمكم من جهة قلوبكم وجروحكم، ويكفيكم ما أهمكم من جهة ما فقدتم.
المتوكل يعيش حياة غير حياة الناس، ويسعى لأن يعيش الناس تلك الحياة!
المتوكل ينتفع بتربية الله له، ويسعى للفت أنظار الناس لتلك التربية!
يقول لنفسه ولمن حوله:
قد كنا من قبل في ضيق وفرجه الله، قد كنا في حزن وأزاله الله، قد أوشكنا أن نُفضح وسترنا الله، فكيف يخيبنا اليوم الله؟
والله لا يخيبنا أبدًا ! قد عودنا أن يُنجينا و أن يُعطينا وأن يسترنا وأن يجبرنا وأن يرحمنا وأن يُؤوينا وأن يغنينا.
فأظهر لله حال الطمأنينة، وقل: ما دمت معي فلن يقعدني خوف.
وهذا لا ينافي أن تشعر بالخوف الطبيعي؛
يتبع
🔺《 المعاملات الربانية والتشاؤم 》:
لا بد أن تبقى المعرفة الصحيحة برب العالمين تضخ في قلوبنا؛ لنتحصن من تأثير النظرة التشاؤمية التي طغت بطغيان المادة .
أنت مؤمن مصدق بوعود الله تعلم أنه :
إن أحسنت أحسن إليك الله !
وإن أكرمت أكرمك الله !
وإن أنفقت أنفق عليك الله !
وإن تواضعت رفعك الله !
فكيف تسمح لأحد أن يعطيك نظرة تشاؤمية وأنت في حال التعاملات الربانية؟!
إن قيل لك : هذا الذي تكرمه سيخذلك !
قل : أنا لا أعامله بل أعامل رب العالمين !
وإن قيل لك : ألم تتعلم من فلان الذي أكرمته ثم تركك وذهب ؟
قل : هو ذهب؛ لكن الأجر ما ذهب !
وإن قيل لك : إن وقعت لن نعينك !
قل : لا يأتي من رب الخير إلا الخير، وهو معي أستعين به، وأدفع كل شر بالاستعاذة به والتوكل عليه، وليس بإساءة الظن بالناس والتحرز من الإحسان إليهم !
الله مطلع على خبايا الصدور وخفايا الأمور؛ فلا يخذل سبحانه الصادقين المؤمنين ولا يسلمهم لعدوه !
من دورة العلاج الوقائي بمعرفة أسماء الله الحسنى .
/channel/zadaltareq/2016
🔺 حين تجالس أحدا فانتبه، فأنت في حال خطر إن كانت الجلسة سيئة، لأن للأخلاق عدوى.
Читать полностью…🔺 يا من ذاقوه لا تفقدوه
إن أعظم ما يتعلمه المؤمن من رمضان -وينقله معه إلى مابعد رمضان- هو
أن يبقى خائفا من《الفوت》؛
فإن من رقي المشاعر ومفيدها مشاعر خوف الفوت:
يخاف المؤمن الذي ذاق طعم الصلة:
من فوت المناجاة في القيام،
من فوت العهد بالصيام،
من فوت فرص التقرب بالصدقات،
من فوت المحافظة على العهد بالقرآن، وهو أعظم الفوت، وأوجعه، وأكثره خسارة، وأصعبه وأشقه رجوعا !
فيا من ذاقوه!
لا تفقدوه، لا تفقدوه!
يعلم المؤمنون أن:
《خوف فوت الخير هو من أعظم أسباب فعل الخير》!
/channel/zadaltareq/2010
🔺 يا من ذاقوه لا تفقدوه
من أعظم ما يخرج به المؤمن من رمضان أن يعلم عن حياة أولئك الذين يجعلون الله هو المقصد، وكل شاغل عنه منبوذ، وكل صارف عن طاعته مدفوع، فيعلم أن فرصة أن يكون منهم ليست بعيدة عنه، فقط لو انتبه!
لو صدق وعزم!
لو استغاث ولجأ !
لو وضع اللحاق بركبهم نصب القلب والبصر!
/channel/zadaltareq/2008
🔺ابتداء التكبير من غروب الشمس ليلة العيد، وينتهي بالصلاة يعني إذا شرع الناس في صلاة العيد انتهى وقت التكبير .
"
🔺 وظائفنا في آخر شهرنا (3).
قال تعالى : { ولتكبروا الله على ماهداكم، ولعلكم تشكرون};
أي: شرع الله لكم هذا الشرع كله من الصيام والقيام ليحصل منكم التكبير على ما هداكم، وليحصل منكم الشكر لله، فوظيفتنا الثانية التي طلبت منا بعد التكبير هي الشكر، والشكر يكون على أمور منها:
▪️ شكر الله على منّته علينا بابتداء التشريع، ومنّته علينا بالإعانة على القيام بالعمل، ومنّته علينا بتتميم العمل، ففي هذا الموسم المبارك حظينا بأشياء عظيمة من خيرات الله كان من الواجب مقابلتها بالشكر:
في هذا الشهر المبارك صبرنا على جوع وعطش الصيام، وصبرنا على سهر القيام.
صبر من ابتلي بالمرض على مرضه، ومن ابتلي بالفقد على فقده،
صبرنا ونحن موقنون بأن بعد العسر يسرًا، وأن الله سيجعل بعد هذا القطع وصلا،
صبرنا ورضينا بما قضى الله عز وجل، وهذا كله يستلزم منا الشكر لرب العالمين الذي وفق لهذا الصبر على كل ذلك، والذي يعطي الصابرين أجرهم بغير حساب، فالحمد والشكر لله في كل وقت وحين على ماوفق وأعان!
▪️ شكر الله تعالى على أنه جعل لنا في آخر شهرنا عيدا عظيما نظهر الفرح فيه، ويكون فرحنا فيه قربة وعبادة!
قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا"،
عيدنا غير أعياد الناس كلهم، عيدنا شعيرة إسلامية تظهر فيه مظاهر العبودية، ويظهر فيه كمال الدين حين جعل الفرح عبادة!
تكون في ليلة تنتابك فيها مشاعر الحزن على فراق هذا الشهر العظيم الذي اجتمعت القلوب فيه على طاعة الله، وارتاحت من كثير من مردة الشياطين و وساوسها وإلقائها، فتقابلك شعيرة جديدة مطلوب منك أن تعبد الله فيها بإظهار السعادة والفرح على إتمام الشهر، فسبحان من شرع هذا الشرع الحكيم الذي يراعي استقرار هذه النفس!
الناظر لهذا الشرع يرى كم فيه من إدخال السرور على النفس والآخرين; حتى أن صيام يوم الفطر منهي عنه، فهذا يوم تأكل فيه، وتكبر فيه، وتشكر فيه، وتدخل السرور على نفسك، وتلبس أحسن الثياب،
وبهذا علم أن الله عز وجل يريد منك في كل وقت أن تكون تحت شرعه، وتبقى مؤمنا بأن الرحمن الرحيم قد شرع شرائعه لتزكو نفس هذا الإنسان وتطهر.
فالحمد والشكر لله أن اختصنا فجعل أعيادنا عبادة لله، وفرحا بالله، في حين أن أعياد غيرنا والعياذ بالله شرك وكفر وفجور.
▪️ملاحظة: ليس من السنة اعتقاد أن إحياء ليلة العيد له خاصية عن غيره، لكن إن كانت من عادتك أن تقوم الليل طوال السنة، فقم ليلة العيد كعادتك.
من لقاءات أدعية الأنبياء
/channel/zadaltareq/1062
🔺 وظائفنا في آخر شهرنا!
شهر رمضان نعمة من رب العالمين، منّ بها على عباده فاغتنمها المتقون، وبقيت عليهم وظائف في نهاية هذا الشهر المبارك، وهي التي ذكرها الله عز وجل في سورة البقرة، في الخبر عن شهر رمضان فقال سبحانه :
{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،
التكبير، والشكر!
وظيفتان عظيمتان علينا القيام بهما في آخر شهرنا، وعلينا أن نجمع قلوبنا على الإتيان بتفاصيلهما، فبعد أن هدانا سبحانه هداية عظيمة، و بعد أن أكمل لنا العدة فصمنا بعونه وتوفيقه وصلينا، كان تكبيره وشكره لزامًا وحقًّا علينا ،
ولنبدأ بوظيفة التكبير:
يكون التكبير في ليلة عيد الفطر، إذا رأى المسلمون هلال شوال، أو إذا أكملوا عدة شهر رمضان فعليهم أن يشرعوا بتكبير الله بالقلب واللسان،
والسؤال الآن:
الله هو العظيم الكبير المستحق دائمًا للتكبير، فما الأمر الذي نكبره عليه سبحانه وتعالى في ختام هذا الشهر خاصة؟
الجواب:
1- نكبر الله على ما هدانا إليه من نعمة هذا الشهر، فليس شيئًا رخيصا أبدًا أن يجعلك الله عبدًا محفيًّا به؛ قد شُرع شرع عظيم لأجله، وقد هدي لشهر كريم تزكو به نفسه، وتضاعف به أجوره، ويزداد به قربًا من ربه!
انظر لغيرك من أهل الأرض كيف تكون الليالي والأيام عندهم سواء !
انظر ليوم الجمعة الآن حين فقدنا صوت المساجد والخطب كيف حصل في النفس من الوحشة ما حصل لأن الأيام أصبحت سواء !
نعمة عظيمة أن يكون لك شهر متميز، تخلص فيه ما استطعت لرب العالمين، وتطلب فيه ما استطعت الطريق إلى تزكية النفس، والأنس بالله، فهذه هداية عظيمة لا تقدر بثمن.
2- نكبره شكرًا على ما وفق من هذه الطاعة والعبادة، وهو في غنى عن عبادة العابدين؛ لكنه تعالى تفضل على عباده بهذه العبادات العظيمة لأجل أن يتقربوا إليه فينتفعوا هم بطاعته وقربه; بل خلق الخلق كلهم لأجل أن ينتفعوا من صفاته؛ لأجل أن يتعرفوا عليه سبحانه وتعالى، ثم يعاملوه ويربحوا عليه أرباحا عظيمة!
أعطاهم الله جميعا رأس مال، وناداهم كلهم إلى تجارة لن تبور !
أعطاهم جميعا الفطرة السوية التي تبحث عن فاعل لأي مفعول، وخالق لأي مخلوق،
وخلق لهذه الفطرة آيات كونية تدلها على خالقها،
ثم لم يكتف بذلك سبحانه; بل أرسل الرسل تنادي بالتعريف به، وأنزل الكتب تجلي صفاته!
كل هؤلاء يدعون الإنسان إلى التجارة الرابحة مع الله، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}؟
{ تؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}!
أي: إذا كان عندكم علم فهذه هي التجارة التي تنفعكم، لأنكم ستخرجون منها بربح ليس فوقه ربح:
قال تعالى :
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} !
فهل تريد أيها التاجر شيئًا فوق هذا؟!
ناداك ربك لهذه التجارة، وأرسل الرسل تدلك على هذه التجارة، وجعلك في الأصل مستعدا لهذه التجارة، عندك القوة على أن تتاجر مع الله، عندك فطرة سوية، وآيات كونية، وبدنًا وقوى عظيمة، فهل من شيء بعد ذلك يمنعك من تكبير إلهك الكبير؟!
ثم إذا علمت أن حق مَن هذا فعله وهذا إنعامه التكبير; فعليك أن تعلم أن للتكبير معتقدات لا بد أن تحملها كي يصح منك هذا التكبير وتأتي به بأنواعه كما ينبغي، فما هي هذه المعتقدات، وماهي هذه الأنواع؟
يتبع…
/channel/zadaltareq/1060
🔺 التفكر عبادة عظيمة لمن شاء أن يتقدم أو يتأخر
قال تعالى:
﴿كَلّا والقَمَرِ (٣٢) واللَّيْلِ إذْ أدْبَرَ (٣٣) والصُّبْحِ إذا أسْفَرَ (٣٤) إنَّها لَإحْدى الكُبَرِ (٣٥) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَن شاءَ مِنكم أنْ يَتَقَدَّمَ أوْ يَتَأخَّرَ (٣٧)﴾
من أشغل تفكيره في هذه الآيات الكونية المبينة، وجعلها مكانا للملاحظة والتفكير والسؤال تكون له سببا للتقدم إلى الإيمان والخير واستمرار الطاعة، لأنها تقدمه في معرفة صفات ربه، واستحقاقه للتعظيم والمحبة والطاعة.
ومن انشغل عنها وجعل فكره محلا للتفكير فيما لا ينبغي التفكير فيه كان ذلك سببا لتأخره عن ذلك.
قواعد تربوية ٢٩.
🔺 التفكير اختبار
بعد أن ذكر الله التفكير في قوله تعالى {إنه فكر وقدر} أقسم في نفس السورة بالقمر، وهو تلك الآية العظيمة التي ينبغي التفكير في جمالها، وفي منافعها، وفي نظامها، وفي عودها وبدئها، لنستدل بذلك على عظمة صفات خالقها، فهنا مجال التفكير الذي أعطانا الله التفكير لأجله واختبرنا فيه.
إن من اعظم الأزمات التي يمر بها الإنسان أن لايعرف ما هو المجال الذي يفكر فيه، وماهو المجال الذي لايفكر فيه، فتجده يشغل فكره في أمور ليست مجالا للتفكير، ويعرض عما أمره الله التفكير فيه، جاهلا أن هذا التفكير هو مختبر فيه.
قواعد تربوية ٢٩
-
🔺ينزل اللطف مع البلاء
من الجبر الخاص أن يجبر الله قلوب عباده بالانشغال عن النقائص والانصراف عنها، فتنجبر نقطة نقص الدنيا عندهم بما يفيضه الله تعالى عليهم من محبته، والتعلق به، ورؤية أنه من أجل رضاه تُباع الدنيا.
من اسم الله الجبار سبحانه.
🔺﴿إِنۡ هِیَ إِلَّاۤ أَسۡمَاۤءࣱ سَمَّیۡتُمُوهَاۤ}
فلنفتش في الأسماء التي سميناها، فكل إنسان يتبنى فكرة عليه أن يعرضها على الحق، فإن وافقت الحق فالحمد لله، وإن لم توافق الحق فليخرج من تأثيرها عليه ومما يحبه منها.
ليست المسألة هنا مسألة فقهية، إنما هي أكبر من ذلك بكثير، هي مسألة حق وباطل، فلا بد من حمل النفس على الاستسلام للحق حتى تتخلق بهذا الخلق.
قواعد تربوية ٢٧
🔺 أمر قد لا نشعر بخطره:
قال تعالى: ﴿إِنۡ هِیَ إِلَّاۤ أَسۡمَاۤءࣱ سَمَّیۡتُمُوهَاۤ أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُم مَّاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلۡطَـٰنٍۚ إِن یَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهۡوَى ٱلۡأَنفُسُۖ﴾ [النجم ٢٣]
أي: أنتم سميتموها بأنفسكم، واستندتم في تسميتها على ما تهواه نفوسكم، وأمانيكم التي تحبونها وتعيشون في غرورها.
وهنا نشعر بالخطر تجاه مسألة تسمية الأشياء بأسماء لاحقائق لها،
يسمي الإنسان اسما، ثم يشكل له وجودا، ثم يجعل حوله ظنونا يحشيها بما تهواه نفسه، ثم يعظمه وينتظر منه، ويستسلم له، ويرتب أمورا عليه، ويصفه بأوصاف، ثم إذا ووجه بحقيقة أنه أوهام وظنون لا قيمة لها يتمنى أن لا تكون هذه النصيحة صحيحة، لأنها مخالفة لما يهواه، ويحاول أن يجد مخارج حين يواجه بالحقيقة.
مثال ذلك:
يذهبون مع أولادهم يوم العيد إلى المزار، وهذه الزيارة فكرة سموها ما أنزل الله بها من سلطان، ثم حشوها بظنون بأنها تنفعهم بكذا وكذا من الأمور، {إن يتبعون إلا الظن}، ثم أصبحوا يهوونها لأجل ذلك، { وما تهوى الأنفس}، ويجتمعون عليها مودة بينهم، وينافحون ويدافعون عنها حين يناصحون ويواجهون بأنه لاقيمة لها.
والأمر الخطير أنه ينشأ عند الصغير مشاعر بسبب لحظات السعادة تلك التي أخذها من الاجتماع والفرح، وتصبح لهذه اللحظات ذكريات يهواها، ويتوارث حبها من آبائه، وهكذا ينتقل الباطل من الكبار إلى الصغار.
وهذا ليس حكرا على المزارات، بل قد يكون ذلك في الأفكار أيضا، ولنضرب لذلك مثالا بالشيوعية:
هذه فكرة سموها، وظنوا أنها ستحل مشكلة الفقر، وأنه سيحصل بها مساواة بين الناس، فهذه كلها ظنون اتبعوها {إن يتبعون إلا الظن}، ثم أصبحوا يهوونها لأنهم وضعوا عليها آمالا بأنها حلا لمشاكلهم { وما تهوى الأنفس}،ثم أصبح لهم مصالح من ورائها فأخذوا يروجون لها، ودخل الناس فيها، وأخذوا يحاربون لأجلها وينتصرون لها، فكانت مثالا لأسماء سموها بناء على الظن وماتهوى الأنفس وهي لا قيمة لها.
هكذا الإنسان إذا ابتدأ بفكرة وضع عليها آماله، وجعلها حلا لمشاكله، وتمناها وأصبحت هوى في نفسه، ثم أصبح هناك اجتماعات حولها، ثم إذا نوصح بشأنها تمنى أن لا تكون هذه النصيحة صحيحة، وبحث لنفسه عن المخارج ليبقى فيما هو فيه مما ألفه.
ولذلك يقول تعالى: { أم للانسان ماتمنى}؟ يعني يجب أن تطلب الحق وإن خالف ماتتمناه، فالحق لايجري على إرادتك، بل على إرادة الله، وكل هوى لايخضع لإرادة الله فهو مما تتمناه النفس، فإذا لم يؤدب الإنسان نفسه بهذا فإنه سيعرض عن كل ما لايوافق هواه من الشريعة، وسيأخذ منها مايوافق هواه فقط.
وعلى ذلك فلنفتش في الأسماء التي سميناها، فكل إنسان يتبنى فكرة عليه أن يعرضها على الحق، فإن وافقت الحق فالحمد لله، وإن لم توافق الحق فليخرج من تأثيرها عليه ومما يحبه منها.
ليست المسألة هنا مسألة فقهية، إنما هي أكبر من ذلك بكثير، هي مسألة حق وباطل، فلا بد من حمل النفس على الاستسلام للحق حتى تتخلق بهذا الخلق.
قواعد تربوية ٢٧
🔺﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِینَ وَنَبۡلُوَا۟ أَخۡبَارَكُمۡ﴾ [محمد ٣١]
لابد أن نتيقن بأن الله سبحانه لايترك عباده، بل يختبرهم ليظهر الصادق من الكاذب، المطيع من العاصي، وأن نعلم بأن هذا الاختبار يكون في الاعتقادات التي يحملها الإنسان، وفي النعم التي ينعم به عليها، فنستعد لهذا الاختبار، ونسأل الله التوفيق والنجاح.
القلب يميل لهواه فمن الصعب أن يصف الإنسان عمل قلبه، ومع تنوع وكثرة اشتباه الأمور قد لايعرف المؤمن هل هو من الناجحين أم من غيرهم، فعلى أهل الإيمان المصدقين بالله وبلقائه أن ينشغلوا انشغالا تاما بطهارة قلوبهم، وأن يسألوا الله أن يجعلهم من الناجحين في اختبارات المجاهدة والصدق.
الادعاء من وصف أهل النفاق،
والاستعانة من وصف أهل الايمان، فلنكن ممن يلح في هذه الليلة الشريفة في أن يطهر الله قلوبنا، ويزكي نفوسنا، ويجعلنا ممن لاحظوا حركات قلوبهم فربوها وهذبوها، فهذا من منة الله على العبد.
قواعد تربوية ٢٦
🔺الايمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي، ومن المعاصي أن تطيع الهوى.
النفس إذا أطاعت من يأمرها بالهوى ستستلم له غاية الاستسلام، وسيكون طعم الإيمان عندها مرًّا، وذلك لأنها ذاقت حلاوة الهوى.
قواعد تربوية ٢٦