zadaltareq | Unsorted

Telegram-канал zadaltareq - زاد الطريق

36457

قناة تُعنى باقتباسات مميزة من دروس أ. أناهيد السميري، وبعض الدروس المفرغة، مع العلم أن هذه الدروس والاقتباسات لم تعرض على الأستاذة حفظها الله ، لكنها مراجعة ومدققة من أستاذات فاضلات.

Subscribe to a channel

زاد الطريق

🔺على المرأة أن تشهر التكبير في بيتها، فتذكر أبناءها، وتشعرهم بتميز هذه الأيام.

عشر ذي الحجة.

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺الناس في كل مكان وزمان يصلون، ويصومون، ويعملون الصالحات، وخصوصا في العشر، ويبقى الفرق بينهم في أعمالهم هو قوة ذكر الله أثناء العمل، وتذكر لقائه سبحانه وتعالى.

أفضل أهل كل عمل أكثرهم ذكرا لله في عملهم، فأفضل المصلين أكثرهم لله ذكرا، وأفضل الحجاج أكثرهم لله ذكرا، وأفضل الصوام أكثرهم لله ذكرا ..

عشر ذي الحجة.

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 الإنفاق

لا تبخل على نفسك بفضل الإنفاق،
ولاتنس أن الإنفاق لايقتصر على المال، بل إن من أعظم مايريد الله منك هو حسن الخلق:

تصدق على الناس بالكلمة الطيبة، وطلاقة الوجه - خصوصا أهل بيتك وخاصتك وأرحامك - واصبر على أذاهم في هذه الأيام الفاضلة، وابذل لهم من واسع خلقك.

روى أبو داود، وأحمد، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". صححه الألباني.

ونحوه حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

"إن المسلم المسدَّد، ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله -عز وجل-؛ لكرم ضريبته وحسن خلقه" رواه أحمد، وصححه الألباني.

وضريبته: أي طبيعته وسجيته.

عشر ذي الحجة.

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 ما من عمل صالح كنت تعمله قبل العشر إلا وعمله في هذه العشر أحب إلى الله تعالى.

الصلاة فيهن أحب إلى الله من الصلاة في غيرهن.

والصدقة فيهن أحب إلى الله من الصدقة في غيرهن.

وتلاوة القرآن كذلك، والذكر، وصلة الرحم، وطلب العلم… ، وكل عمل محبوب لله كنت تعمله في أيام حياتك فهو في العشر أحب إلى الله، فعلينا أن نزيد عناية بأعمالنا، وشعورا بأن الله يحبها منا، ويحبنا لأجلها.

عشر ذي الحجة ، ١٤٤٤ ه

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 صفة التكبير في العشر من ذي الحجة:

اختلف العلماء في صفة التكبير في العشر الأولى من ذي الحجة على أقوال:

🔸الأول: "الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله ، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد"

🔸الثاني: "الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله ، الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد"

🔸الثالث: "الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله ، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد ."

والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة.

موقع الإسلام سؤال وجواب.

Читать полностью…

زاد الطريق

عشر ذي الحجة (6)
والأخير

من أخصّ أنواع الذكر في عشر ذي الحجة
التكبير

وما أدراك ما التكبير ؟!

أيها المهموم !
أيها المحزون!
أيها الراغب!
أيها العبد بكل تقلّباتك:
من غيركُ يحتاج أن يعلم أن الله أكبر ؟!

لو علمت كيف تصنع بك الله أكبر !

الله أكبر :
هي الغوث الرطْب لجدب قلبك! وما أشد جدب القلوب !

الله أكبر:
هي السقيا العذبة التي إن مرت على القلب قبل اللسان؛ غسلته من رانه وأدرانه ؛ثم تربعت على طهارة المكان !

الله أكبر :
لو أعطيت فرصة لفكرك ليسأل وأنت تجيب :
الله أكبر من ماذا ؟

الله أكبر من همومك!
الله أكبر من مخاوفك!
الله أكبر من ذنوبك!
الله أكبر من طاعاتك!
الله أكبر من رغباتك!

الله أكبر من الذي تحت يده مصلحتك، وقد خبأت تحت ظله رجاءك !

الله أكبر؛ لو أراد لك أمرا لأتاك يسعى إليك سعيا !

الله أكبر من أن يتركك على غيره عالة !
الله أكبر من أن يجعل لقلبك قبلة سواه؛ وأنت خلقه !

الله أكبر :
لأجلك مواسمُ الخيرات جعلت !
ولأجلك الأجور ضوعفت!

الله أكبر :
إن غفلت عن حاجاتك فما غفل عنها الذي خلقك !

Читать полностью…

زاد الطريق

عشر ذي الحجة (4)

وفيها عبادة من أجل العبادات :
هي عبادة (الذكر) عموما ، بأنواعه ومراتبه
- وأعلى مراتبه: ماتحرك به القلب؛ فتداعى له اللسان .
ولايحظى بهذا الشرف أيًّا كان ؛ بل عليك أن تدفع مهره ، وليس أقل من مهجة القلب مهره !
إن الودود حين خلقك؛ أراد أن يكون له أغلى مافيك،
وكل سعادة الحياة لك إن لبيت،
وكل ضنك الحياة إن بغيره تعلقت !
- ثم يليه ذكر القلب دون اللسان ،
- ثم ذكر اللسان دون القلب .

أما إن تعلقت عيناك بشرف أعلى مراتب الذكر -كشأن عالي الهمة -؛ فعليك باغتنام هذه العشر ؛ فهي مدرسة الذكر :

إن أحسنت فيها خرجت بفائدة العمر :
خرجت تعلم كيف يصبح لسانك رطبا من ذكر الله !
خرجت تعلم كيف تجد لذة وحلاوة الذكر .


📚إليك أهم مايعينك على لذة وحلاوة الذكر :

1- أشغل قلبك بالتفكر في نعم الله عليك وعطاياه وآلائه
وقد كان الصالحون يتذاكرون نعم الله مذاكرة؛ لعظم أثر هذا على القلب؛ فإن الذي يحاول ذلك سترى عيناه أن نعم الله أينما تلفت تغمره؛ فلا يملك إلا أن ينطق لسانه : (الحمدلله )!

وهنا سيكون لحمده طعم مختلف أشد الاختلاف عمن يقول : (الحمدلله) بلسانه دون أن يشعر لبه بفيض الحب العذب ، وفوران دموعه؛ التي لابد أن تعلو لتطفئ لهيب التقصير !

أيها الذاكرون
شتان بين هذا الحمد وذاك !
...وفي كل خير ..!

وإن زدت فقرنت ذاك بتذكر ذنوبك، وجرائمك، وعوراتك ؛ فلا بد أن ينطق لسانك ب : (أستغفر الله العظيم ) !

كثيرون كثيرون هم المستغفرون لكن
من ذاق طعم الاستغفار بعد تذكر الذنب وحرقة الذنب ؟!!

اجلس لتذكر الذنوب كما تجلس للمهم من شأنك ؛ فإن هذا من مهمات شأنك !

ستذوق بعدها طعوم كلمات سيد الاستغفار متمايزة متغايرة؛ تتداعى لكل جملة فيه صور من المعاني ( الجليلة ، الرقيقة )، ولن يجتمع هذان الوصفان في غير مقام أوبتك إلى مولاك !

ستعرف بعدها معنى أن لك ( ربا ) تعصيه؛ ثم لا تجد غيره يزيل مرارة المعصية، وذلها عن كاهلك !

تعصيه ..ثم لاتجد غيره تفيء إليه !!!

تعصيه ..وحين تفيء إليه تجد فيئا لايشوبه مر الفيء إلى البشر !

....تجد مأوى..بكل مايتداعى إلى ذاكرتك من صور سكن وأمن (المأوى)!

كل الفطر تبحث عن (مأوى) ، وماعرف طعم (المأوى) إلا المستغفر الذي سبق استغفاره تذكر لذنوبه !

وما عرف طعم (المأوى) إلا الذي جلس وتأمل :
كيف كان ربه ينظر إليه حينها ويرخي عليه ستره !

ياأيها المستغفرون، شتان بين هذا الاستغفار وذاك !
وفي كلٍّ خير.

يتبع...

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 وظيفتنا التي نستقبل بها العشر المباركات:

وظيفتنا قبل أن يحل هذا الموسم العظيم هي التوبة والاستغفار ،
نستغفر ونتوب مما نعلم من الذنوب خاصة، ونعقد العزم على عدم العودة إليه، ومالا نعلمه نستغفر و نتوب منه توبة عامة، و نطلب من الله أن يصفح عنا، ونحن متأملون أن يوفقنا للفوز بغنيمة العشر وبركاتها.


من لقاء فضل عشر ذي الحجة.

Читать полностью…

زاد الطريق

عشر ذي الحجة (1)


الله الحكيم الكريم الرب الرحيم
علم ضعفك؛ فرغبك وحدد لك : أياما معلومات،
قليلة في العدد، عظيمة في الأثر !

وهبها لك؛ فاستح من رد هبته ،
لاتجعلها كبقية الأيام، فما جعلها الله كبقية الأيام !

اجعلها أياما مميزة في قلبك ، مميزة في حياتك .

إن مجرد تعظيمها قربة إلى الله، ولو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خيرا كثيرا .

كلنا مسافرون، ومحطتنا الأخيرة عند رب العالمين،  ومثل هذه المواسم تختصر الكثير الكثير من وعورة الطريق؛ فبادر وتلق هبات الله بالشوق والترحيب والتعظيم ؛ فهي أهل للتعظيم
كيف لا وقد أقسم بها العظيم بترك التعريف ؛ فقال عز من قائل  : { والفجر} •  { وليال عشر } ؛ تعظيما لها ، وتنبيها منه لعباده على شرفها وفضلها

وأخبرنا رسوله الكريم أن العمل الصالح فيها أحب إليه من كل الأعمال؛ فقال
صلى الله عليه وسلم :
"مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ" .

وانظر إلى كلمة (أحب) :
كل أحد يتطلع لمعرفة مايحب محبوبه ؛ أفلست تشتاق لمعرفة محاب الله ومبادرة لقياها ؟!
هاهو من تحب قد شرفك وأخبرك بما يحب- وكفى بهذا الإخبار (كرما) منه سبحانه- أفستعرض عن إكرامه بعد هذا ؟!

Читать полностью…

زاد الطريق

صفات تفسد طلب العلم  (3)


** - (اليأس)  :

يفسد على طالب العلم الطلب أن يكون يائسا :
- من نفسه .
- من المجتمع .
- من روح الله .

اليائس لاينفع نفسه ولاغيره؛ لأن أي معلومة ستشله .

اليائس لاتقع عينه إلا على نصوص الخوف؛ فيخرج بهذا من (التوازن ) الذي يجب أن يكون عليه طالب العلم ، وكثير من هؤلاء يستجيب لدواعي التكفير ؛لأنهم يرون أن لافائدة من أحد !

وعكس هذا :

** - (الاستهتار ):
فهذا لاتقع عينه إلا على نصوص الرجاء فيستهتر بالدين .

- العلاج:

اعلم أن العلم كالسلاح إن لم يكن حامله أهلا له فسد وأفسد ، وليس العلم والمعلم هو من يعطيك مايناسبك؛ بل العلم كالصيدلية وأنت تأخذ منها الدواء الذي يناسبك، وتنزله على نفسك، وتسايسها:
فإن وجدت نفسك وصلت لليأس ؛ترغبها ،
وإن وجدتها وصلت للاستهتار تخوفها ،حتى تبقى متوازنا سائرا بجناحي الخوف والرجاء كحال أهل السنة الذين أعملوا كل النصوص في تفكيرهم وحياتهم، ولم يهملوا جانبا منها على حساب جانب .

**- الحسد والغيرة :

ويدخل في هذا عنصر التنافس والتقليل من قيمة الآخرين ،وهذا المرض من أسهل الأمراض اكتشافا من قبل طالب العلم، وبعد تلقيه القليل من العلم يبدأ بعلاجه ، بخلاف العناد  فقليل من يكتشفه ،
وكذلك الرياء فهو خفي، وقد خاف منه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ،

وكذلك اليأس والرجاء يحتاج لملاحظة جيدة وإلا خرج من جرائهما التكفير والإرجاء .

انتهى.
اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملاً  متقبلا..

Читать полностью…

زاد الطريق

صفات تفسد طلب العلم (1)

لابد أن يجتمع لطالب العلم أمران حتى يكون نافعا لنفسه نافعا لغيره :

1- قلب سليم .

2- مهارات .

أولا  :

القلب السليم، 
والمقصود السلامة من صفات معينة، وليس السلامة من كل شيء ؛ فالسلامة من كل شيء غاية ربما كان مكانها آخر العمر !
***
ماهي الصفات التي يجب عليك الحذر منها لتنتفع بالعلم  ؟

** - العناية الشديدة بالمكانة عند الناس وتزيين النفس لهم بالعلم الذي تعلمته :

إن رأيت نفسك مشغولا بهذا؛ فاعلم أن هذا سيشغلك عن تزيين قلبك لله؛ لأنك مشغول والمشغول  لايشغل .


-  لتقيس نفسك في هذا :

انظر كم يؤثر عليك كلام الناس سلبا أو إيجابا ؟
كم يثبطك ، وكم يدفعك ؟

- العلاج :

1- حول حاجتك الطبيعية للمكانة إلى ربك ، واطلب المكانة هناك، و إن لم يغير العلم تفكيرك فاعلم أنه  يصب في غير مكانه الصحيح !

2- طالما هناك من يسد مكانك في حاجة الناس للكلام والفتوى فابق صامتا.

Читать полностью…

زاد الطريق

• -من خصائصه أيضا في هذه السن:
أنه يصبح أكثر انتقادا وانتقاء للأفكار ،
ويبحث عن ثغراته الفكرية؛ فيسدها وينميها، ويسعى للتفكير بصورة صحيحة ؛ فيصبح أكثر تدينا واستقامة ،ويندم على كثير

من الأفكار التي ولدت تصرفات خاطئة في ماضيه؛ فيصبح بهذا واعظا !


وعلى هذا :
تبين أن المفاهيم جوهرية في المرحلة الرقابية؛ إن رزق الإنسان نفسا حية تريد الاستقامة، أو رزق بيئة صالحة !

وتبين أيضا أن المفاهيم هي الأساس؛ فلا تستغني عنها أي مرحلة؛ سواء كنت تربي نفسك، أو شابا ،أو طفلا !


ملاحظة :
لايبقى الإنسان على مستوى واحد من الاستقامة ؛فلابد أن تأتي ابتلاءات يختبر فيها الإنسان ؛ لكن المفاهيم الصحيحة تجعله يفهم الحياة، وتساعده على الثبات بأمر الله .

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺مراحل نمو الإنسان


أمر الله تعالى الإنسان بالإيمان بالغيب، وخلقه مستعدا للإيمان بالغيب؛ فجهزه بعقل الإدراك، وأنزل عليه الكتب ،وأرسل الرسل ، وخلق السموات والأرض بالحق ؛ ليصل بهذا كله إلى عقل الرشد .
وبالتالي لابد أنه سيكون  بين عقل الإدراك وعقل الرشد أمور يتعلمها، في فترة زمنية ليست بالقصيرة ، يتنقل فيها  بين مراحل النمو المتعددة .

وعلى المربي أن يفهم هذه المراحل وخصائصها فهما جيدا ؛ ليعرف طبيعة الأرض التي سيغرس فيها مفاهيمه السابقة، ولتسهل عليه عملية التفاعل مع المتربي  .

ويحسن لأجل هذا أن نبين فيما يلي شيئا عن هذه المراحل :

🔸- المرحلة الانقيادية :

وهي المرحلة الذهبية في حياة كل متربي، يكتنزها عقلاء المربين، ويولونها أعلى عنايتهم؛ فهي المرحلة المثالية للغرس ؛ حيث يكون الطفل فيها منقادا لمربيه في كثير من الأمور  ومنها :

**- انقياده في تصور الحقائق؛ فيقبل كل ما تعطيه من المعلومات والعقائد، صحيحة كانت أو خاطئة  ،وكل مفهوم يطرح له فهو مستعد لاستعماله، ولايقبل انتقاده ،وقد زوده الله بقدرة على عقد معاني وراء الكلمات ،
وزوده بقابلية لنمو هذه المعاني معه كلما نما ،
على حسب الاعتناء بها ؛ ولهذا فإن بإمكان المربي أن يعطيه الكلمة ،ويبين له معناها، ثم في كل مرة يزيد المفاهيم إيضاحا وتعميقا؛
لأن المفهوم قد يكون سطحيا، أو عميقا على حسب المربي .

ولعل من المفيد هنا أن نذكر مثالا يوضح التصورات الصحيحة والخاطئة :

▪ مثال عن تصور خاطئ   :
يسأل أمه من أين جاء ؟ فتجيبه: من السوق؛ فيطلب منها مباشرة شراء أخ له !

( يقبل مايقال له دون نقاش)

▪ مثال عن تصور صحيح :
يسأل أين تذهب الشمس عند الغروب ؟
فيجاب : تذهب تسجد عند العرش ، وتستأذن الله في الغروب والشروق ؛ فيقبل دون نقاش .

وهكذا تضخ له آلاف المعلومات وهو يقبل، ويتشكل فكره بناء عليها .

وليتق الله المربون في إعطائه خلاف الحق في أي أمر مهما صغر  ؛فإن كثيرا ممن أعطى الدين ظهر المجن في كبره كان سببه الذي يتعلل به هو اكتشافه أنه خدع في صغره بمعلومات خاطئة ؛ فنبذ في الكبر كل شيء !

🌱 يحتاج الطفل في هذه المرحلة لكي يستقبل المفاهيم ويعمقها إلى《 التكرار 》؛فهذا من أهم خصائصه التي ينفرد بها  ولهذا نعطيه مهما سأل  لأنه لايستطيع أن يشرب من بئر معلوماته إلا إن كانت ملأى ، ولهذا زود الله النساء بالقدرة على الكلام فإن سلاح التربية هو الكلام

أما إن سأل ب(كيف ) ؛ - وهو سؤال غريزي- فنسعى إلى توجيه سؤاله عن الكيفية إلى  ماينفعه .
ولكي يؤتي التكرار ثماره لابد من تكوين الثروة اللغوية لديه ؛ فهووإن كان ضعيفا في هذا الجانب؛ إلا أن الله زوده باستعداد قوي لتكوين الثروة اللغوية؛ ولا يحتاج إلى  ملقن في تكوينها،وإنما يلتقطها بنفسه ، وهذه ميزة مدهشة، وخطيرة !

وينبه المربي هنا أن الطفل لا يستطيع استيعاب المفهوم الذي يعبر عنه بكلمات مختلفة؛ فلا يمكنه أن ينتقل من  كلمات إلى أخرى إلا إذا ترسخت عنده الكلمات الأولى .

مثال ذلك:

▪ - يسأل مثلا:  أين الله؟
      فيجاب :( في السماء )،
وفي اليوم الثاني يسأل :أين الله ؟
  فإن أجبته :
(على العرش استوى)  لن يفهم .

يجب أن نستخدم نفس الكلمات ،ثم فيما بعد نكون له قاموسا، فنخبره أنه يمكن هذا ،ويمكن هذا ، وذلك كي نشبع حاجته إلى تكوين الثروة اللغوية .

وليعلم أنه كلما كان قويا في اللغة كلما كان فهمه أقوى ؛ فالأكثر ثروة لغوية هو الأكثر فهما وتفاعلا ،ولهذا يتميز حفظة القرآن الصغار عن غيرهم في الفهم والتفاعل ؛
لأن النتيجة الحتمية لنقص الثروة اللغوية هي قلة الاستيعاب .
ولأن الحياة كلها عبارة عن مفاهيم ،والمفاهيم عبارة عن كلمات، - واضحة المعاني، قابلة للنمو-  ؛ فتعتبر اللغة أهم طريق للنمو الفكري .

▪ - مثال يوضح ذلك :

(العبادة ) مفهوم ؛ ولكنه غير مفهوم عند الكبار فضلا عن الصغار ؛ حيث يساء فهمه، ويظن أن معناه هو ( الأعمال) ، وبالتالي لن يستطيع معايشة مفهوم العبادة الذي يفترض به أن يغطي كل زمن الحياة، وبالتالي يخسر الإنسان هنا خسارة لا يقدر قدرها :

- من جهة عيش الحياة بطريقة صحيحة ،موصولة بواهب الحياة ،وممدها بالسعادة ،

- ومن جهة الآخرة ، والسعي لعلو درجاتها ،والقرب من الله ،ولا شك أنها خسارة لفرصة لن تتكرر أبدا !

كل هذا الفرق ناتج عن ضعف مفهوم الكلمات ،وتعميقها، وإلى هذه الدرجة يصل خطر هذا الأمر .


🌱- مما يميز المتربي في هذه المرحلة أيضا  :
  عدم قبوله للتعارضات في المفاهيم إلا بتفسير واضح ، فهذا من صفاته الفكرية ،

▪- مثال ذلك:
يطلب منه عدم فتح الباب إلا بعد التحقق من هوية الطارق ؛ فيقوم بذلك ،
ثم يعنف في إحدى المرات لأنه فعل ذلك مع ضيف عزيز !!
( يسبب له هذا إرباك فكري )

🌱-  من صفاته أيضا:
تكوين صورة عن الحقائق، يأمر بها غيره، أو على الأقل يقيس بها غيره ؛ فما يتصوره يحكم به ،وينتقد مايخالفه بصوت عال !

يتبع

Читать полностью…

زاد الطريق

سلسلة تعظيم الأشهر الحرم✨《٢》

فإن قلت: قد تبين لي وجوب تعظيمها؛ فما هي صورة هذا التعظيم ؟

قيل لك:
لا يطلب منك أن تأتي بأمور جديدة؛ بل أظهر لربك اهتمامك بما يلي:

🔹(بفرائضه) عليك أولًا، وأهم ذلك : الصلاة :

* اعتن بتكبيرة إحرامها؛ فبتلك التكبيرة تنعقد صلاتك، ولك أن تتصور شأن ما به تنعقد الأمور.

* اعتن بفاتحتها، واستبشر بكلامك مع ربك فيها، ربك الذي علمك كيف تخاطبه وبم تخاطبه وماذا تطلب منه !

هو يعلم أنك بأمس الحاجة لهذا الطلب ؛ فاطلبه طلب المحتاج لا طلب المستغني !

* أطل ركوعك وعظم فيه معبودك كما أمرك نبيك صلى الله عليه وسلم.

* أطل سجودك، وأظهر فيه حاجتك لتقريبه لك، ولتعليمه لك ، ولتبصيره لك، ولفتحه الباب لك، ولقبوله لك.

🔹ثم سد خللها (بالنوافل) :

لاتستهن أبدا بالنوافل؛ فإنها سبب للولاية فيكون الله سمعك الذي تسمع به، وبصرك الذي تبصر به!
بهذا النظرة انظر إليها.

* ثم سبح بعد الصلوات؛ فإن للتسبيح شأن لو جئت تجمع ماقيل فيه في القرآن والسنة لثار منك العجب.

يتبع

Читать полностью…

زاد الطريق

🔸 الأشهر الحرم

اجعلها مميزة في قلبك، مميزة في حياتك.

إن مجرد تعظيمها قربة إلى الله، ولو قضيت الوقت الأكبر منها في حبس نفسك على تعظيمها لكان في ذلك خير كثير .

كلنا مسافرون، ومحطتنا الأخيرة عند رب العالمين،  ومثل هذه المواسم تختصر الكثير الكثير من وعورة الطريق؛ فبادر وتلق هبات الله بالشوق والترحيب والتعظيم ؛ فهي أهل للتعظيم.

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 ذكر الله هو أقرب وأخصر وأسهل طريق يوصل لله تعالى.

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 لنافلة الليل ثلاثة أوقات:

1- بعد المغرب.

2- بعد العشاء وقبل النوم .

3- التهجد بعد نوم.

فمن أخذ من كل وقت من هذه الأوقات بنصيب كان ممن فاز بخير كبير في هذه الليالي العظيمة بإذن الله.

كان سعيد بن جبير يقول:

لاتطفئوا سرجكم ليالي العشر.

عشر ذي الحجة.

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 هناك أمور تقوي شوقنا للعمل الصالح في هذه العشر:

١- العلم بأن الأعمال الصالحة هي شكر لله على نعمه، وأن الشيطان لا يريد لنا أن نكون من الشاكرين، ومن شدة عداوة الشيطان للشاكرين أنه أقسم على صد الناس عن الشكر، فقال: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، ومنعهم من الشكر هو المنع من الطاعة، و قد قعد لهم فعلا الصراط المستقيم، فقل شكر العباد لربهم.

لذا علينا أن نثير في أنفسنا نعم الله علينا وعطاياه، ومن أهمها أن عرّفنا الحق، وجعل لنا مواسم للطاعات، ونتذكر أن إبليس عدو أصيل لنا، لا يريد لنا هذا الانتفاع من هذه المواسم أبدا، ولا يريد أن نكون من الشاكرين.

٢- أن يفكر المؤمن في حقيقة الدنيا وسرعة انقضائها، ولقاء الله، و أن الدنيا إنما هي مزرعة الآخرة، وأن الحياة هي من جزأين، فهو الآن في جزء الزراعة، ويوم القيامة هو جزء الحصاد، فلابد من السعي الحثيث في الزراعة اليوم، خصوصا في هذه المواسم العظيمة التي لا يفرط بها عاقل أبدا، ليحصد غدا أوفر الثمار، خصوصا وأن أبواب الأعمال في هذه العشر متنوع جدا، فمن فتح له في الذكر فليكثر من الذكر، ومن فتح له في التلاوة فليكثر منها، ومن فتح له في الصلاة، أو في الإنفاق، أو في العلم والتعليم، فليكثر من ذلك، مع تذكر أنها أيام قليلات، لن يطول بك المقام كثيرا، فأقبل بكل ما أوتيت من قوة للاستفادة من الفرصة قدر المستطاع.

٣- علمنا بعلم الله بأعمالنا {وماتفعلوا من خير يعلمه الله}، وعلمنا بفضل الله علينا في أنه سبحانه لا يضيع عنده عمل العاملين؛ بل قد وعد العاملين بمضاعفة الأجور، فإذا علمنا بعلمه بأعمالنا، وبمضاعفته لها فهذا يسبب لنا الاندفاع للاستفادة من كل فرصة.

لن يضيع لك مثقال ذرة من العمل، ستجده عند الله خيرا وأعظم أجرا، سيعاملك سبحانه باسمه الغفور الشكور، فيضاعف قليل العمل، ويغفر نقصه، وهذا حث كبير لنا على تدارك مايمكن تداركه من الإحسان القولي والفعلي.

كن صاحب قلب حاضر أثناء العمل، ولتكن مشاعرك محبوسة على هذه الاستفادة من هذا الموسم، فمن كان بهذه الصفة هو الذي سينتفع بإذن الله من مواسم الخيرات.

يقول السعدي رحمه الله تعالى:

وليعلم أن مثقال ذرة من الخير في هذا الدار يقابله أضعاف أضعاف الدنيا وما عليها في دار النعيم من اللذات والشهوات، وأن الخير والبر في هذه الدنيا مادة الخير والبر في دار القرار وبذره وأصله وأساسه،

فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضَّت بغير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم يُؤثِّر فيها وعظُ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها منها.

٤- معرفتنا أن هذا العمر من بركته استثماره كما يحب رب العالمين، وأن الناس قد يكونون أندادا أعمارهم متقاربة لكن أحوالهم مختلفة، والسبب أن قوما أنزل الله عليهم البركات فاستغلوا الأيام والأنفاس؛ فصحت أعمالهم ونفوسهم، وقوما لم يستغلوا الأيام والأنفاس؛ فضاعت عليهم الفرص.

الناس مفترقون في الدنيا كما هم مفترقون في الآخرة، وذلك على حسب ما يرزقهم الله من البركات، والبركات تأتي من حسن اغتنام هذا العمر النفيس، خصوصا أيام الفرص العظيمة التي ينعم الله بها علينا سبحانه.

فضل عشر ذي الحجة، ١٤٤٤ هـ

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 الفرح بالعشر

لا نسبة بين نعمة الدين وبين كل ما في الدنيا، فكل ما في الدنيا زائل،
ونحن اليوم مقبلون على أيام فاضلة هي فرصة عظيمة لزيادة الدين، فينبغي استقبالها بالفرح، فالفرح بها فرح بفضل الله.

عشر ذي الحجة، ١٤٤٤ ه

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 وقت التكبير في العشر من ذي الحجة:

التكبير ينقسم إلى قسمين:

🔹1- مطلق: وهو الذي لا يتقيد بشيء ، فيُسن دائماً ، في الصباح والمساء ، قبل الصلاة وبعد الصلاة ، وفي كل وقت.

🔹2- مقيد: وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات.

فيُسن التكبير المطلق في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق ،

◾ ويبتدئ :

🔸التكبير المطلق من دخول شهر ذي الحجة (أي من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة)

إلى آخر يوم من أيام التشريق (وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة).

🔸وأما المقيد فإنه يبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق - بالإضافة إلى التكبير المطلق –

فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " بدأ بالتكبير.

هذا لغير الحاج

أما الحاج فيبدأ التكبير المقيد في حقه من ظهر يوم النحر.

موقع الإسلام سؤال وجواب

Читать полностью…

زاد الطريق

عشر ذي الحجة (5)

ومما يعينك على لذة وحلاوة الذكر:
2- تدبّر كلام الله إليك.

يامن تشتهي أن يكلمك فلان وعلان، مهما بلغوا من الشأن
قل لنفسك :
إنّ ربي (ملك الملوك) له كلام يكلمني به أنا !

قل لنفسك :
ليس هنا العجب ؛ بل العجب أن الخلق مشغولون عني معرضون ؛ وربي ملك الملوك يدعوني أن أكلمه ، ثم يثيبني على ذلك !!

ويحب مني أن أخلص له فكري بترك استعراض كلام البشر في ذهني؛ لأتفرغ للاشتغال بكلامه:
تكرارا ، وفهما ، وتدبرا، وطلبا لهداه ، وذكراه، وشفائه :
لعل آية منه تثور هذا القلب عن خموده ؛ بل لعل آية منه تنهض به ؛ فلا يقعد بعدها أبدا ! .

هذا بالإضافة إلى أن قراءة القرآن بنفسها ذكر ؛ فتحظى بهذا بشرف مواطأة القلب للسان في ذكر الرب العظيم !

ومما يعينك على لذة وحلاوة الذكر:
3- الاستعاذة من وساوس الشيطان

كيف ينشط الشيطان في مواسم الخيرات؟
يأتيك أثناء التفكر بنعم الله؛ فيذكرك بالذي تسبب بهذه النعم ؛ فيشغلك به عن المنعم الحق
وإنها لصخرة صلبة ترجعك للخلف خطوات، لو كنت تعلم !

إذا وضعت يدك على هذا التفكير بالمخلوق ؛ فسارع بطرده قبل أن يستحكم في فؤادك ، وقل - معيدا له إلى حجمه الذي يناسبه- :

هو سبب سخره الله !
هو رزق ساقه الله !

واعلم أن الشياطين في أيام العشر ليست مصفدة كأيام رمضان ؛ فاستعن ، وأكثر من الاستعاذة لتخنس عنك ،

واعلم أن للإنسان طبيعة عجيبة خاصة به، وهي أنه لايستطيع الانفكاك أبدا عن التفكير ؛ فإن لم تعتبرها غنيمة تشغلها بالتفكر بالنعم والذنوب ، وتدبر كتاب الله، وتفهم أسمائه وصفاته ؛ فترقى بها في سلم الدرجات؛ فلاشك ستغبن بهذه الميزة ؛ بل وستردى بها ؛ لأنك إن لم تنشغل بالحق فسيشغلك الباطل، لافكاك عن أحدهما !

أزل -لأجل هذا- عن قلبك غشاوات التعلق بالخلق؛ وأشغله بالتفكر في عظمة الخالق ،وآلاء الخالق ، وآيات الخالق .

أشغله بالاستعاذة من كل الملهيات، وخواطر السوء، ووساوس الشيطان .

أشغل لسانك بالتهليل والتحميد والتكبير ؛ فقد
روى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )

يتبع ..

Читать полностью…

زاد الطريق

عشر ذي الحجة (3)

أيام معلومات :
قد اجتمعت فيها أمهات العبادات؛ كما قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

فلا تبخل على نفسك بالعمل الصالح فيها ، وقدم الأهم فالأهم ،
ولتكن عينك ورأس عنايتك بالفرائض؛ فإن أحب مايتقرب به إلى الله ماافترضه على عباده ، وماجعلها فروضا إلا لتأكد أهميتها.

وإليك أهم ماتعتني به من الأعمال :

الصلاة :
اعتن بحضور وخشوع قلبك في الفرائض منها ،والنوافل، محتسبا مضاعفة الأجور على تعظيمك لها في أيام العشر ، راجيا أن يكون هذا سببا لاستمرار تعظيمها في سائر الأيام .

الحج لمن استطاع إليه سبيلا :
روى البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" !

وعنهما أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:
" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" .

الصيام :
لاتبخل على نفسك بصيام هذه الأيام، وآكدها صيام يوم عرفة لغير الحاج ، واحذر أن تحول وقت الصيام إلى نوم؛ فتخسر الذكر، وتخسراحتساب كل ثانية في تعظيم الأيام التي عظمها الله .

الإنفاق :
انظر - وكرر النظر- في قوله تعالى :
{مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } (11) الحديد

يستقرضك الكريم !
فلا تبخل على نفسك بشرف إقراضه !
ولاتنس أن الإنفاق لايقتصر على المال ؛ بل إن من أعظم مايريد الله منك هو
حسن الخلق :
تصدق على الناس بالكلمة الطيبة، وطلاقة الوجه - خصوصا أهل بيتك وخاصتك وأرحامك - واصبر على أذاهم في هذه الأيام الفاضلة، وابذل لهم من واسع خلقك !

روى أبو داود، وأحمد، من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم". صححه الألباني.

ونحوه حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن المسلم المسدَّد، ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله -عز وجل-؛ لكرم ضريبته وحسن خلقه" رواه أحمد، وصححه الألباني.
وضريبته: أي طبيعته وسجيته.

أما الأضحية؛ فلاتسل عن عظيم فضلها بعد أن قرن الله تعالى بين النحر و الصلاة ؛
فقال عز وجل :
{ فصل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)} الكوثر .

وبعد أن قال تعالى فيها :
{ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} (28) الحج .

يتبع ..

Читать полностью…

زاد الطريق

عشر ذي الحجة (2)

يامن تتشوف إلى اختصار الزمن الذي يسبق حياة قلبك
لاتنظر لأعمال العشر على أنها تكاليف ؛ بل انظر إليها كما نظر موسى عليه السلام حين سابق الزمن وقال :
{ وعجلت إليك ربي لترضى} ! .
اعجل إليه ....ليرضى !

ما أطيب الدنيا لمن فاز فوزا عظيما؛ فجعل ( الرضى ) هو علة أفعاله وهو غاية أفعاله ؛

بل ما أطيب الدنيا والآخرة لذاك الموفق !

قد حاز سعادة الدارين !

لمثل هذا فليعمل العاملون !

● عشر ذي الحجة !
أيام معلومات :
قد شهد لها نبينا صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وأعظم بها من شهادة !

فهي وقت مناسك الحج :

* ففيها الإحرام ،ودخول مكة، والطواف والسعي والرمي وسائر الأعمال .

* - وفيها يوم عرفة !
وماأدراك مايوم عرفة ، وماعشية عرفة ؟!
ينزل فيه رب الملبين ، الذين هرعوا إليه من كل فج عميق؛يلبون نداء نبيه :

{وأذن في الناس بالحج يأتوك }!!
وهاقد أتوه ،وهو يعلم لم أتوه !
مايريد هؤلاء ؟!
ينزل إليهم - نزولا يليق بجلاله- يباهي بهم ملائكته :
"انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم" !
ينسبهم إليه !
ياقلوب الصالحين لأجل هذا تقطعي، لا لأجل غيره !!

ولابأس بحسرتكم ياأهل الديار ؛فهي حسرة يكرمها الكريم ويحبها !

*- وفيها يوم النحر !
وماأدراك عن غفلة الناس عن يوم النحر ، وعن فضله العظيم ؟!

جاء في صحيح ابن حبان وغيره مرفوعاً:

"أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر "
ويوم القر هو: الذي يلي يوم النحر .

كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" يوم النحر هو يوم الحج الأكبر" ،
وفيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره كالوقوف بالمزدلفة، ورمي جمرة العقبة وحدها، والنحر والحلق وطواف الإفاضة.....

فلاتغفل عن احتساب كل عمل فيه ، حتى لو كان من قبيل المباحات
واحذر أشد الحذر من الغفلة عن تعظيمه

هو ضيف عزيز لن يعود إلا من قابل ؛ فبالغ في إكرامه !

يتبع..

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 ما الفرق بين القيم والأخلاق؟

القيم هي الأمور المستقرة داخل النفس في الفطر، ثم حين تتحرك  تأتي الممارسة القيمية التي نسميها الأخلاق.

لهذا (الأخلاق ) هي الكلمة الشرعية لممارسة القيم .

في رحاب القيم

Читать полностью…

زاد الطريق

صفات تفسد طلب العلم (2)

** - (العناد): وهو أن يأتيك الخير فلاتعطي نفسك فرصة لفحصه !
- وضابطه : أن تعاند وتذهب مصلحتك فقط لكي لا يمشي كلامهم عليك! .
ومن خطورة هذا أنه يوصل لرد الحق حين يكون العناد في الأمور الدينية .
.
إن رأيت فيك هذه الصفة؛ فاعلم أن غيث العلم لن يدخل قلبك ؛ لأن غيث العلم لايدخل على قلب متكبر ،
وحتى لو حفظت العلم فستستخدمه لنفسك وهواك، وليس للحق دائرا معه أينما دار .

- لتقيس نفسك :

لاحظ نفسك في الأمور الدنيوية- لأنه من السهل أن تنخدع بنفسك في الأمور الدينية- ؛ فإن عاندت بالشيء البسيط؛ فاعلم أن فيك هذه الصفة المانعة من الانتفاع بالعلم .

- العلاج :

1- ملاحظة النفس وهي أهم خطوة.

2- عدم العجلة في التفكير أو في التصرف ؛ فالعجلة من علامات العناد، وهي أيضا تسببه ؛ حيث تجعلك تحكم على الأشخاص بسرعة، أو على الكلام بسرعة، ثم تعاند كي لاتتراجع !.

لهذا :أعط نفسك فرصة لفحص كل شيء ، وإن تعجلت في بعض المرات لم نفسك وعنفها لترتدع في المرات القادمة .

3- التمرين على التمييز بين أهل الحق والباطل،

وهذا أمر من المهم لطالب العلم أن يعرف كيف يتعامل معه :

انظر إلى الكلام:
إن أتاك من أهل الباطل فهذا لاتستقبل كلامه من الأساس، ولاتجعله موضوعا للنقاش،

وإن أتاك من أهل الحق فهنا يقال لك : لاتتعجل في رد كلامه؛ بل خذه ،واعرضه على ميزان الحق .

- مشكلة أن نفحص الحق على حسب قائله !

المتعجل لاينظر للرأي ؛ بل ينظر للقائل؛ ثم يرد الرأي قبل فحصه !

ملاحظة :
العجلة مضرة جدا لطالب العلم وغيره؛ فهي تفسد الحياة كلها ، وتفقد المرء حتى التمتع بالتفكير !

ملاحظة هامة :
ليس شرطا أن يكون المعاند متكلما فقد يكون ساكتا لاينطق ومع هذا لايقبل ؛ فلا تتعجل بإعطاء نفسك صفة المرونة فقد تكون مرنا مع أشخاص يوافقون هواك، أو أمور توافق هواك فقط !

Читать полностью…

زاد الطريق

الفطرة هي سبب الهداية.

الفطرة هي سبب أن يوصف القرآن بأنه تذكرة.

الفطرة هي سبب أن يوصف النبي ﷺ بأنه مذكر.

الفطرة هي منة الله العظيمة على عباده.

ومن هنا تأتي خطورة اللعب والعبث فيها.

في رحاب القيم.

Читать полностью…

زاد الطريق

▪- مثال ذلك :
  قيل له أن الأغاني حرام؛ فيمكنه أن يقول لأي أحد أن الأغاني حرام.
لهذا  يجب أن يتعلم الطفل أن هناك مؤمن ،وكافر ،وعاصٍ، وأنه لا يحق لنا أن نحكم على الآخرين .

🌱- أيضا من خصائصه:

أن  ما يحفظه في هذا السن  سيتحول إلى قاعدة لا تنفك عنه ،تشكل طريقة تفكيره مدى الحياة ، ومن هنا تأتي أهمية غرس المفاهيم في الصغر ، ومن هنا شبهت هذه العملية بالنقش على الحجر !

- انقياده في الاهتمامات والإهمالات :
فما يجده المربي مهما يصبح لديه مهما في كبره ،حتى لو أظهر الآن خلاف ذلك .

▪ مثال ذلك :
ترى البنت أن أكثر مايهم أمها نظافة المنزل؛  فيصبح هذا الأمر أولوية عندها بعد زواجها ؛حتى لو لم تظهر مبالاة به قبل ذلك !

وتظهر أهمية هذه النقطة في أنه يمكن التلاعب بهذه الاهتمامات؛ فيقلب من خلالها المعروف منكرا، والمنكر معروفا، ومن ثم ينشأ الصغار على نفس اهتمامات أهلهم ،

▪ مثال ذلك :
جريمة 《تهوين》 رسالة المرأة داخل بيتها، وإشعارها أن لا قيمة لها إن لم تعمل في الخارج !


● ومن الاهتمامات التي يجب أن تسقى للمتربي سقيا : 《الاهتمام بالوقت وقيمته》، وأن إهداره يعني إهدار أخطر فرصة وهبت للإنسان، وهي فرصة الحياة، ولاشك أن جدية المربين ستنعكس على جدية المتربين .

كذلك من الاهتمامات المفيدة : الاهتمام بالقراءة.
وغير ذلك كثير .
ولعله يحسن هنا أن تضرب له الأمثلة عن قدوات ساهمت اهتماماتهم المفيدة في تغيير أحوالهم وأحوال الناس .



- انقياده في المقبول والمرفوض ؛ مهما ناقش .


** - انقياده في المحبوب والمبغوض.

تبدأ المرحلة الانقيادية  من أن يفهم الخطاب ويرد الجواب إلى سن البلوغ ،وعلى هذا فإن معلمي رياض الأطفال، والصفوف الابتدائية،  يشاركون الأهل في تشكيل الشخصية ؛ولكن الثقل الأكبر يجب أن يكون على الأهل .


🔸المرحلة القناعية :

من سن البلوغ إلى سن الرشد :
•- يتبنى المتربي هنا أي فكر يسبق إليه، ويرفع رايته، ويكون من رواده ، ثم يطالب الآخرين بالقناعة به، ويبذل جهوده لأجل ذلك ؛ ولا شك أن الشباب شعبة من الجنون، ومحل الصبوة وأهلها !

تأتي خطورة هذه المرحلة من كون سلوكه سيبنى على مايسبق إليه من أفكار؛ فلو سقي الدين أولا ؛سيصبح مدافعا عنه؛ حتى لو لم يكن مستقرا في قلبه ؛ - فسيدخل فيما بعد ويستقر متربعا - ؛ ولكن الخطر فيما لو سبق غير الدين إليه ،

▪ مثاله :

《الإرهاب》 :
يؤخذ الشاب بعمر الرابعة عشر أو أكثر ؛ وهو متعطش لفكرة يتبناها ويثبت وجوده من خلالها ؛ فيعطى أفكارا معينة ؛يصبح بعدها محاربا عنها كالسيف ،نظرا لطبيعة سنه .

▪ مثال آخر :
شاب يقرأ فكرة وتدخل قلبه؛ فلا يدافعها؛ بل يتبناها ويبدأ الدفاع عنها .

ولهذا : يجب أن يعود  على القراءة العالية ؛لأن المفاهيم تأتيه من القراءة .

ومن الأهمية بمكان أن يعامل في هذه المرحلة على أنه قائد ،ويحذر أشد الحذر من أن تصل الأمور إلى قطع الصلة بيننا وبينه حين يستميت في الدفاع عن رايته ؛ فهذه الراية ستبقى في قلبه إلى أن يميتها الله.

•- من خصائصه أيضا :
أن مقياس الاستحسان عنده هو مايستحسنه أقرانه ، ولايقبل الأفكار التي تأتيه من جهة عليا ،ويشعر أن الكبار لايفهمونه ؛فينعزل عنهم خشية انتقاده ، ولهذا يصرف الاهتمام إلى وضعه في بيئة صالحة ليكون أقرانه صالحين .
وليتنبه هنا أن المجتمع يخسر خبرة وحكمة الكبار حين لايقبل الصغار في مجالس الكبار ، وحين تنقطع الأواصر الاجتماعية بينهم ،في حين أنه يجب أن لاينفصل المتربي عن الكبار ،

•- من خصائصه أيضا :
عدم تحمل التكرار ؛حيث تضعف حاجته لذلك،وعلى المربي مراعاة هذا .


●- العجيب الذي تلاحظه الآن ؛ أن تركيبة هذا المخلوق قابلة لغرس الخير والشر فيها، مصدقة لقوله تعالى :

{وهديناه النجدين} !

ويظهر جليا معنى قوله صلى الله عليه وسلم :
"فأبواه يهودانه أو يمجسانه ".
ولهذا كان من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يوفق لصاحب سنة يحمله عليها .

● - قد تستمر هذه المرحلة إلى سن السابعة والعشرين أو الثلاثين .



🔸المرحلة الرقابية :

من سن الرشد إلى نهاية حياته :
يتحول الإنسان هنا من تأثير تربية غيره إلى تربية نفسه؛ فيراقب تصرفاته بناء على ماكسب وحفظ من مفاهيم سابقة، خصوصا في المرحلة الانقيادية ،فهذا أقوى مايراقب نفسه فيه ، فيرضى عن نفسه إذا طابقت تصرفاته قيمه .

•- هنا تزول عنه سكرة  المرحلة القناعية، وغمة حصر نظره على نفسه ،
تزول الصبوة، ويرجع إلى الخط الذي رسم له أولا !

ومن هذا يتبين خطر دور المفاهيم الأولى التي استقاها في المرحلة الانقيادية ؛ فتقيمه لنفسه سيكون على أساسها ،ويبدأ بتعديل مايجده من انحرافات في سلوكه بناء عليها، هذا إن كان في بيئة صالحة؛
أما إن كان في بيئة فاسدة فسيبذل جهده لقلع ماكان صحيحا، وسيبذل جهده لقلع جذور الحق ،ونفسه تطوع له هذا ! .

يتبع

Читать полностью…

زاد الطريق

سلسلة تعظيم الأشهر الحرم ✨《٣》

🔹 (اجتنب المحارم) :

تعظم الذنوب في هذه الأشهر من جهتين :
من جهة الذنب نفسه
ومن جهة عظمة الشهر

فعليك أن تستحضر هذا كلما لاحت لك المعاصي بصورتيها :

* المخطط لها (تفكر مليا وتخطط لها)
* وغير المخطط لها (تفجؤك فتقع فيها)
ولاشك أن الذنوب المخطط لها هي الأشد خطرا، والأصعب علاجا، وهي ناتج قسوة في القلب قد ترعرت وسقيت وغذيت، ولهذا ستحتاج منك إلى قوة استغاثة بالله، وقوة( تقوى) وحسن استفادة من تخويف الله لك حين عظم العقوبة عليك في هذه الأشهر ؛ فإن في هذا التخويف رحمة - وأي رحمة- لو وجدت منك قلبا مصغيا .

أما الذنوب غير المخطط لها فتوسل إلى الله أن يحميك منها، واعتصم به يمنعك.
ألم يخبرك أنه مولاك ؟
ألم يخبرك أنه  (نعم المولى ونعم النصير )؟!
ألم تنتبه أن من ولايته لك أن ينبهك ..أن يذكرك ...
فقد يرفع الأذان مثلا وأنت على ذنبك؛ فتنبه أنه تنبيه ..لاتهمله ..لاتتركه فيتركك..!
الله يحرك قلبك فتحرك له ..لاتجمد فليس الآن زمن الجمود.


سلسلة تعظيم الأشهر الحرم✨《٤》والأخير.

🔹(أد الحقوق) :
حقوق الزوج ...حقوق الأبناء..حقوق الأرحام...حقوق الجيران والمسلمين جميعا ..

ابتعد عن المظالم جميعها  ومن أعظم الظلم للنفس إطلاق الألسن في أعراض المسلمين لأن ذلك يوردها مهالك الدنيا والآخرة .

🔹  (انتبه لخواطرك) :

الخواطر مبدأ الأخطار ؛ فاحبس  نفسك عن إيرادها، وأكثر من الذكر يطردها، واعلم أن اللغو الفكري من أعظم أنواع اللغو الذي يؤثر على صلاتك وسائر حياتك  .

وإن طلبت جامعا لكل ما ذكر فعليك أن تعلم أنه يلزمك كي لاتقع في الظلم في الأشهر الحرم أن تكون معظما لها ،

وأن تعلم أن التعظيم يكون :

بزيادة التقوى ،

وبالاجتهاد في العمل الصالح  .

وفقنا الله وإياك لتعظيم مايعظم ربنا، وجعلنا ممن يعجلون ليرضى.

Читать полностью…

زاد الطريق

سلسلة تعظيم الأشهر الحرم ✨《١》

لقد اقتضت رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين
-أن يربيهم فيحسن تربيتهم
-وأن يأخذ بأيديهم في طريقهم إليه  ؛
لعلمه بضعفهم والتواء نفوسهم ورضوخهم تحت نيرها،

فكان من حكمته سبحانه أن يخرجهم من مدرسة ويدخلهم في أخرى  يتروضون فيها على التحرر من ذل ذاك الرضوخ، ويعتادون الارتقاء إليه بقلوب مطهرة ، مستفيدين غاية الاستفادة مما يفرضه عليهم من أدوات تعينهم على تحقيق هذا المقصد العظيم،
وها أنت ترى أنهم ماكادوا يخرجون من مدرسة رمضان العظيمة قاطفين ثمرته الكبرى ألا وهي( التقوى ) والتدرب على التقوى  حتى أدخلهم سبحانه مدرسة الأشهر الحرم وأنبأهم بحرمتها وبمضاعفة الأجر فيها، وبتعظيم السيئات فيها; ليستطيع الواحد منهم شدّ إزاره، والاجتهاد فيها أكثر مايستطيع،
ثم ليكون ذلك دربة له في باقي الأشهر؛
فإذا اتقى الله تعالى ، وجاهد فيها وجد نفسه في سائر الشهور متقيا محترسا متيقظا قد صار له ذلك عادة وسجية .

قال الماوردي : ليكون كفهم فيها عن المعاصي ذريعة إلى استدامة الكف في غيرها توطئة للنفس على فراقها مصلحة منه في عباده ولطفا بهم .

فلتحذر أيها المسلم مِن أن تجد نفسك قد حملت من الآثام في أشهر قلائل، ما قد يحمله عتاة العصاة في سنوات لأجل  أنك فعلتها في هذه الأشهُر الحرم!

ولتحذر أيها المسلم من أن يكون حظك منها هو الاعتراض والتساؤل :

لم حُرِّمت هذه الأشهر دون غيرها ؟! لم مُيّزت هذه الشهور دون غيرها ؟!
فإن لله أن يصطفي من شهوره مايشاء، كما له أن يصطفي من خلقه مايشاء؛
فليكن همّك فيها همّ كل عاقل علم أن ربه حكيم فسلّم لحكمته، وجعل سؤاله عنها سؤال العقول السليمة التي تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع لا بصورة الاعتراض;  فخاطب نفسه قائلا :

كيف أغتنم غنيمتها؟

كيف أقطف ثمرتها ؟

كيف أقبَل منّة ربي علي فيها ؟

ربك الذي جعلها لك  محلاًّ لمضاعفة الأجر، وخوّفك  فيها من عظم الوزر ؛ يقويك بذلك على نفسك، ويعلمك أنك تستطيع التقوى، والمتاجرة، والربح

فاجتهد في الطاعة كما ينبغي
وتخير من عظائم الأمور أكثرها أجرا؛ فاملأ بها وقتك، وأفرغ فيها جهدك
فلعلك أن تفوز بأجور السنين في قليل من الشهور  .

فإن قلت : قد تبين لي حرمة هذه الشهور وعظيم شأنها فكيف أفعل ؟

قيل لك:
أول ماينبغي عليك مراعاته والاعتناء به هو أن تكون معظما لما عظم الله، فإن تعظيمك له دليل تقواك،

قال تعالى :
(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).

وعلى القلوب مدار الأمر;  فإنك إن دخلت الشهر الحرام معظما، وجمعت إلى ذلك العمل الصالح;  فقد أعطيت نفسك حظها من الإنصاف والتكريم، وأخرجتها من الظلم الذي نهاك عنه مولاك قائلا لك:
(فلا تظلموا فيهن أنفسكم)!
يوصيك سبحانه بنفسك ؛  فلا تغفل عن وصاياه !

واعلم أن الظلم هنا له شقان :

* تظلم نفسك وتجني عليها حين تفوت العمل الصالح في الزمن الفاضل .

* وتظلم نفسك وتجني عليها حين تعمل المحرمات في زمن سماه ربك حراما، لعظم حرمته، وحرمة الذنب فيه.



/channel/zadaltareq/1096

Читать полностью…

زاد الطريق

🔺 لماذا تمثل الصلاة على النبي ﷺ  الدين كله؟

للجواب على هذا ننظر في مضامين الصلاة على النبي ﷺ :

  1- المصلي على النبي  ﷺ  يضمن في صلاته الاعتراف بكمال الله حيث اصطفى هذا الرسول الكامل في علمه، الكامل في عمله وخلُقه، فحين تصلي وتثني عليه كأنك بلسان حالك تثني على مرسله فتقول:

أنا مقرٌّ بأنك ياربنا حكيم عظيم عليم بأن قلوب عبادك  لا تستطيع بفطرتها إلا متابعة الكامل، وحب وتوقير الكامل الكمال البشري؛ فاصطفيت هذا الرسول، وربيته وكملته لتسهل علينا متابعته.


2-  المصلي على النبي ﷺ يضمن في صلاته الاعتراف بأن الله سبحانه وتعالى قد أعطاه من الأدلة مايدل على صدق  رسالته، وصدق ما جاء به، فالإيمان بالأساس هو أن تصدق بالأخبار الغيبية، والذي أتى بالأخبار الغيبية هو  الرسول ﷺ، فحين تثني وتصلي عليه كأنك بلسان حالك تقول: 
أنا مصدق بكل ما جاء به النبي ﷺ.


3- المصلي على النبي ﷺ يضمن في صلاته الرضا التام عن الشرع الذي جاء به النبي ﷺ، والاعتراف بكماله، فحين تثني وتصلي عليه كأنك بلسان حالك تقول:
  أنا راضٍ تمام الرضا عن الشرع الذي جاء به.

أنت بالصلاة على النبي ﷺ  تقول:

أنا أثني على رسولك الذي اصطفيته إيمانًا مني بأنك كامل، قد اصطفيت هذا الكامل، وأرسلته بالشرع الكامل!

لأجل هذا اجتمع في الصلاة على النبي ﷺ الدين كله،  ففيها:

-  الثناء على النبي ﷺ.

- الثناء على الله مرسله.

- الثناء على رسالته.


ولأجل هذا تعتبر الصلاة والسلام على رسول الله من أعظم الطاعات والعبادات، لأنها تتضمن هذه المعاني كلها.

ثم لا بد أن تكون على بينة من أن شكر نعمة اصطفاء هذا الرسول وإرساله إلينا تكون بتوحيد متابعته ﷺ، وتعلم سنته، وعدم استبدال كلامه بكلام غيره من  كلام الناس؛ فإن فيما جاء به غناء عن كل ماسواه.

/channel/zadaltareq/1168

Читать полностью…
Subscribe to a channel