💐🌿|••
قــال الله تعالــىٰ :-
﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾
قــال العلامــة ابــن العثيمــين رحمه الله:-
«يعنـي إن كنـتم صادقيـن فــي أنكـم تحبــون الله فأرونــي علامــة ذلـك: ﴿اتبعوني يحببكم الله﴾.
وهـذه الآيـة تسـمى عنـد الـسلف "آيـة الإمـتحان"، يمتـحن بـها مـن ادّعـى محبـة الله، فينـظر إذا كـان يــتبع الرسـول عليـه الصـلاة والسـلام ؛ فـهذا دليـلٌ علـى صـدق دعــواه»...
"شـرح ريـاض الصالحيـن ٣/٢٦٩"
🎧||••
« ذكر ما جاء في نوم النبي صلى
الله عليه وسلم »
🎙 فَضيلة الشَّيــخ / عبدالرَّزاق بن عبد المحسن البَـدر - حفظه الله -
/channel/alserraannaboyia
🍃🎧|••
« 🍁أخلاق النَّبِيَّ ﷺ »
🎙 فَضيلة الشَّيــخ / عبدالرَّزاق بن عبد المحسن البَـدر - حفظه الله -
/channel/alserraannaboyia
🔗سـلــســة |[ فَضلِ النَّبــي صَلَى الله عليه
وسلم ووجوبِ اتِّبـاعـه]|
ـ❸ـ
قَــالَ الشَّـيخ عَبدُ الرزَّاق البَدْر - حـَفِظَهُ الله -
📜وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولَانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولَانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ ، فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ؟ فَيَقُولَانِ نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ . وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لَا أَدْرِي ، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلْأَرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلَاعُهُ ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ» [4] .
وقد أمر الله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن ، وقرن طاعته بطاعته ، وقرن بين مخالفته ومخالفته ، كما قرن بين اسمه واسمه ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4] :
لا أذكر إلا ذكرت معي ، وهذا كالتشهد والخطب والأذان يقال فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فلا يصحُّ الإسلام إلا بذكره والشهادة له بالرسالة ، وكذلك لا يصحُّ الأذان إلا بذكره والشهادة له بالرسالة ، ولا تصحُّ الصلاة إلا بذكره والشهادة له بالرسالة .
وقد حذَّر الله سبحانه من مخالفته أشد التحذير فقال : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور:63] ، وكذلك ألبس الله سبحانه الذلة والصغار لمن خالف أمره .
📜عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي ، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » [5] .
وكما أن من خالفه وشاقه وعاداه هو الشقي الهالك ، فكذلك من أعرض عنه وعما جاء به واطمأن إلى غيره ورضي به بدلاً منه هو هالك أيضا ، فالشقاء والضلال في الإعراض عنه وفي تكذيبه ، والهدى والفلاح في الإقبال على ما جاء به وتقديمه على كل ما سواه .
🏷 المَصــــدَر: موقع فَضيلة الشَّيــخ / عبدالرَّزاق بن عبد المحسن البَـدر - حفظه الله -
📥https://al-badr.net/detail/G9dzbATK0j
📲 /channel/alserraannaboyia
🍃🎧|••
«🍁 حقيقة محبة النبي ﷺ »
كبار العلماء:
ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى والعلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى.
/channel/alserraannaboyia
[ كلما ازداد العبد معرفة بشمائل النبيِّ ﷺ ازادد محبة له ﷺ]
📜 قال الشيخ عبدالرزاق_البدر -حفظه الله:
« محبة هذا النبيِّ الكريم عليه الصلاة والسلام فريضة افترضها الله على العباد وليس هذا فحسب، بل الواجب أن يُحب محبة مقدمة على الوالد والولد والناس أجمعين، بل على النفس، قال عليه الصلاة والسلام - كما في حديث أنس؛ « والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين» متفق عليه، وفي البخاري من حديث عمر قال: قلت يارسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه »، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « الآن يا عمر »؛
وهذه المحبة عقد من عقود الايمان التي لا يتم الايمان ولا يكمل إلا بها، وما من ريب أنَّ معرفة شمائل النبيِّ وأوصافه وأخلاقه وآدابه أكبر عون على تقوية هذه المحبة و وتمتينها، وكما يقول ابن القيم في جلاء الأفهام: (العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه: تضاعف حبه له وتزايد شوقه اليه) انتهى كلامه رحمه الله.
وبناءً على هذا فكم من العناية بمناقبه وشمائله وصفاته وأخلاقه وآدابه من أثر بالغ في زيادة محبته في القلوب »
🏷 محاضرة علمية بعنوان:
الشمائل المحمدية مفهومها، وأهميتها،
ومقاصد دراستها، وعناية العلماء بها.
🗓 الجمعة 28 رجب 1442هـ.
📲 /channel/alserraannaboyia
[ كلمة في فضل الإكثار من الصلاة على النَّبـي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ]
📜 قال الشَّيــخ سُليمان الرِّحيلي - حفظه الله - :
يا معشر أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، إنّ من الفضائل التي جعلها الله -عزَّ وجلَّ- لكم في هذا اليوم الفاضل، في يوم الجمعة؛ أن تكثروا من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
«إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ، قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء».
أمة محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- جعل الله لها أيامًا فاضلة كثيرة، ومن أفضلها يوم الجمعة، الذي هو خير يومٍ طلعت عليه الشمس من أيام الأسبوع، ففضله على أيام الأسبوع فضلٌ عظيم،
ولفضله جعله الله - عزَّ وجلَّ- زمانًا لوقوع أحداثٍ عظام منها: أن أبانا آدم - عليه السلام- قد خُلِقَ في يوم الجمعة، وقُبض في يوم الجمعة، وأنّ يوم الجمعة فيه الصعقة، وفيه النفخة، فلا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة، ورتّب النبي -صلى الله عليه وسلم- على فضيلته هذا الأمر العظيم؛ «فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه»، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ليوم الجمعة مزيةً في الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- وهي؛ الإكثار من الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة.
ثم رَتَّب على ذلك فضلًا فقال -صلى الله عليه وسلم-: «فإنّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ»،
والمعلوم أيها الفضلاء؛ أنّ صلاة المؤمن على النبي -صلى الله عليه وسلم- تبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- في أي زمانٍ ومن أي مكان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «وصلوا عليَّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم».
ولذلك قال العلماء؛ إنّ الصلاة في يوم الجمعة لها مزيةٌ على بقية الأيام، فالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بقية الأيام تُبلّغ له -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الملائكة السياحين في الأرض، الذين يبلغونه سلام أمته، وصلاة أمته عليه،
أما في يوم الجمعة؛ فإنّ صلاة المؤمن على النبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض عليه عرضًا، والمعلوم أن العرض أبلغ وأشرف من التبليغ، ففي هذا مزية فضل للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة.
«قالوا: وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟»؛ يعني قد بَليت؛ لأن المعلوم عندهم أنّ الأرض تأكل جسد الميت، «فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء»،
فمن حق نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن نصلي عليه، ويعظم هذا الحق في يوم الجمعة.
وإني لأعجب كيف يمل المؤمن المحب للنبي -صلى الله عليه وسلم- من كثرة الصلاة والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم- وهو يعلم أنه بذلك قائمٌ بحق النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومسلمٌ من البخل، وأنه كلما صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاةً واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطَّ عنه عشر خطيئات، ورفعه عشر درجات،
فلو فرضنا أنه في مجلسٍ واحد صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر مرات، فإنه يخرج من هذا المجلس بمائة صلاةٍ من الله -عزَّ وجلَّ- عليه، وبمائة درجة يرفعها فضلًا من الله -عزَّ وجل-، وبمائة خطيئةٍ تُحَطُّ عنه، وكلما صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- صلت عليه الملائكة ما دام يصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فلو جلس ساعةً يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنّ الملائكة –ولم يُقيد هذا بعدد، لا بواحدٍ ولا بعشرة وإنما صلت عليه الملائكة- إن الملائكة تصلي عليه ما دام يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ساعتين، فإن الملائكة تكون قد صلت عليه ساعتين، وإن صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- في يومه ثلاث ساعات، فإنّ الملائكة تكون قد صلت عليه في يومه ثلاث ساعات ؛
ولذا أعجب للرجل من أهل السنة والجماعة، يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- الحب الشرعي، ويحب سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا تراه متعلقًا بكثرة الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- التعلق الشرعي كما شرع الله -عزَّ وجلَّ- ذلك.
فوصيتي لنفسي ولإخواني؛ أن نكرم أنفسنا بكثرة الصلاة والسلام على حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-، ولاسيما في يوم الجمعة، فإنّ لنا في ذلك منازل رفيعة، ودرجاتٍ عظيمة.
أسأل الله -عزَّ وجل- أن يجعلنا ممن يكثرون الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا، وأن يجعلنا من مجاوريه -صلى الله عليه وسلم- في الفردوس الأعلى.
📙[ الدرس (٦٨) من شرح كتاب التوحيد ]
/channel/alserraannaboyia
🔗سـلــســة |[ فَضلِ النَّبــي صَلَى الله عليه وسلم ووجوبِ اتِّبـاعـه]|
ـ❶ـ
📜 قَــالَ الشَّـيخ عَبدُ الرزَّاق البَدْر - حـَفِظَهُ الله -
« ليست حاجة أهل الأرض إلى الرسل كحاجتهم إلى الشمس والقمر والرياح والمطر ، ولا كحاجة الإنسان إلى حياته ، ولا كحاجة العين إلى ضوئها والجسم إلى الطعام والشراب ، بل أعظم من ذلك وأشدُّ حاجةً من كل ما يُقدر ويخطر بالبال ؛ فالرسل وسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه ، وهم السفراء بينه وبين عباده ، يدعونهم إلى دين الله ، ويبلغونهم رسالة الله ، ويهدونهم إلى صراطه المستقيم .
وكان خاتمهم وسيدهم وأكرمهم على ربه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ] [1] ،
وقال الله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] .
فبعثه الله رحمة للعالمين ومحجة للسالكين وحجةً على الخلائق أجمعين ، وافترض على العباد طاعته ومحبته وتعزيره وتوقيره والقيام بأداء حقوقه ، وسد إليه جميع الطرق فلم يفتح لأحد إلا من طريقه ، وأخذ العهود والمواثيق بالإيمان به واتباعه على جميع الأنبياء والمرسلين ، وأمرهم أن يأخذوها على من اتبعهم من المؤمنين.»
📥https://al-badr.net/detail/G9dzbATK0j
/channel/alserraannaboyia
🍁 «أَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا على الثَّقَليْن نِعْمَةُ الرَسُـــــــــــولِ ﷺ» 🍁
فإنَّ نِعَمَ اللهِ –تَبَارَكَ وَتَعَالَى- على عِبَادِهِ كَثِيرَةٌ لا تُحْصَى، وَأَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا على الثَّقَليْن الجِنِّ والإنْسِ: أنْ بَعَثَ فِيهم عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ وَخَلِيلَهُ وَحَبِيبَهُ وَخِيرَتَهُ مِن خَلْقِهِ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعلى آلِهِ وَسَلَّم-؛ لِيُخْرِجَهُم به مِن الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، وَيَنْقُلَهُم به مِن ذُلِّ العبوديةِ للمَخْلُوقِ إلى عِزِّ العبوديةِ للخالِقِ الكريم، ويُرْشِدَهُم إلى سبيلِ النَّجَاةِ والسعادةِ، وَيُحَذِّرَهُم مِن سُبُلِ الهَلَاكِ وَالشَّقَاوَةِ، وَقَد نَوَّهَ اللهُ تَعَالَى بِهَذهِ النِّعْمَةِ العظيمةِ والمِنَّةِ الجسيمةِ في كتابِهِ العزيزِ فقَالَ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
وَقَالَ -جَلَّ وعَلَا-: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [الفتح: 28].
وَقَد قَامَ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- بِإبلَاغِ الرِّسَالَةِ وَأَدَاءِ الأمَانَةِ والنُّصْحِ للأُمَّةِ عَلَى التَّمَامِ وَالكَمَالِ، فَبَشَّرَ وَأَنْذَرَ، وَدَلَّ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَحَذَّرَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَليْهِ وَهُو وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ قَبْلَ وَفَاتِهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- بِمُدَّةٍ يَسِيرَةٍ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
وَكَانَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعلى آلِهِ وَسَلَّم- حَرِيصًا عَلَى سَعَادَةِ الأُمَّةِ غَايَةَ الحِرْصِ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى مُنَوِّهًا بِمَا حَبَاهُ اللهُ بِهِ مِنْ صِفَاتٍ جَلِيلَةٍ: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128].
وَهَذَا الذي قَامَ بِهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- مِنْ إِبْلَاغِ الرِّسَالَةِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَالنُّصْحِ لِلأُمَّةِ هُوَ حَقُّ الأُمَّةِ عَليْهِ –صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليْهِ-، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِين﴾ [النور: 54]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ [النحل: 35]، وَرَوَى البُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» عَن الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «مِنَ اللهِ الرِّسَالَةُ، وَعَلَى الرَّسُولِ البَلَاغُ، وَعَليْنَا التَّسْلِيمُ».
وَعَلَامَةُ سَعَادَةِ المُسْلِمِ: أَنْ يَسْتَسْلِمَ وَيَنْقَادَ لِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم-، كَمَا قَالَ –جَلَّ وَعَلَا-: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء:65].
وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب:36].
وقال تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور:63].
وَلَمَّا كَانَت نِعْمَةُ اللهِ تَعَالَى عَلَى المُؤمنينَ بِإِرْسَالِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم- إليْهِم عَظِيمَةً؛ أَمَرَهُم اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ أَنْ يُصَلُّوا عَليْهِ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، فَبَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُم أَنَّهُ –تعالى- وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم-؛ قَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56]
📜 المصـــدر/ خطبة بعنوان «فَضَائِلُ الصَّلاةِ عَلَى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم» ألقِيت بتاريخ «الجمعة 10 من ربيع الأول 1438هـ الموافق 9-12-2016م»
لفضيلة الشيخ العلَّامة أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان –حفظهُ اللهُ-
/channel/alserraannaboyia
🌙 |• 🥀
اللهم صل على محمّد وآل محمّد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد
🍃 بُعِثَ مُحَمَّدٌ - ﷺ- بِالْكَمَالِ 🍃
قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس -رحمه الله- في "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" (5/ 84) :
«فَفِي شَرِيعَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ اللِّينِ وَالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ أَعْظَمُ مِمَّا فِي الْإِنْجِيلِ، وَفِيهَا مِنَ الشِّدَّةِ وَالْجِهَادِ، وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقين أَعْظَمُ مِمَّا فِي التَّوْرَاةِ، وَهَذَا هُوَ غَايَةُ الْكَمَالِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ: بُعِثَ مُوسَى بِالْجَلَالِ، وَبُعِثَ عِيسَى بِالْجَمَالِ، وَبُعِثَ مُحَمَّدٌ بِالْكَمَال».
أَبَوْا أَنْ يَعُودُوا، وَعَلِمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِمَا كَانَ، وَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-، فَتَكَلَّمَ المُهَاجِرُونَ فَأَحْسَنُوا، وَهُوَ يَقُولُ ﷺ: «أَلَا تُشِيرُونَ عَلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ؟».
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فَقَالَ: «كَأَنَّكَ تَعْنِينَا يَا رَسُولَ اللهِ»؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ فِي بَيْعَةِ العَقَبَةِ، لَمْ يَشْتَرِطْ عَلَيْهِمْ حِمَايَتَهُ خَارِجَ المَدِينَةِ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَوْثِقَ، وَكَانَ عِبْءُ المَعْرَكَةِ إِنْ وَقَعَتْ سَيَكُونُ عَلَى كَوَاهِلِ الْأَنْصَارِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-؛ لِكَثْرَةِ العَدَدِ، ثُمَّ هُمْ لَمْ يُعْطُوا العَهْدَ وَالمِيثَاقَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فِي البَيْعَةِ بِحِمَايَتِهِ خَارِجَ مَدِينَتِهِ ﷺ، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَوْثِقَ.
فَقَامَ سَعْدٌ، فَقَالَ: «كَأَنَّكَ تَعْنِينَا يَا رَسُولَ اللهِ».
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَجَلْ».
فَقَالَ سَعْدٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَاللهِ لَوِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا البَحْرَ فخُضْتَهُ؛ لَخُضْنَاهُ خَلْفَكَ، اِمْضِ لِمَا تُحِبُّ يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَوَاللهِ إِنَّا لَصُدُقٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَوَاللهِ إِنَّا لَشُجْعَانٌ فِي الحُرُوبِ... إِلَى آخِرِ مَا قَالَ»، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ.
وَوَقَعَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكانَتْ مَعرَكَةً حَاسِمَةً فَاصِلَةً فِي تَارِيخِ المُسلِمِينَ، وسُمِّيَتْ بِيَومِ الفُرْقَانِ؛ حَيْثُ فَرَقَتْ بَينَ زَمَنِ الاسْتِضْعَافِ، وَزَمَنِ قُوَّةِ المُسْلِمِينَ، فَرَقَتْ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَلا ضَيرَ فَهِيَ فِي شَهرِ رَمَضانَ، شَهْرِ الفُرْقَانِ.
وَدَائِمًا تَكُونُ الْأَحْدَاثُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ: فَسَادٌ يَسْتَشْرِي فِي الْعَالَمِ، وَمُفْسِدُونَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَى أَقْوَاتِ النَّاسِ وَأَرْزَاقِهِمْ، وَعَلَى مُسْتَقْبَلِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ، يُبَدِّلُونَ وَجْهَ الحَيَاةِ المُشْرِقَ، وَيَسْتَعْبِدُونَ الخَلْقَ مِنْ دُونِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، وَيَرْكَبُونَ أَكْتَافَ النَّاسِ بِغَيْرِ مُوجِبٍ وَلَا حَقٍّ، ثُمَّ تَأْتِي إِرَادَةُ التَّغْيِيرِ، لَا إِرَادَةُ التَّدْمِيرِ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: 11].
وَكَانَتْ فُرْقَانًا فِي تَارِيخِ العَالَمِ كُلِّهِ، فُرْقَانًا بَيْنَ عَهْدٍ مَضَى وَعَهْدٍ بَقِيَ، لَا يَعْلَمُ إِلَّا اللهُ مَتَى يَنْقَضِي!
كَانَتْ فُرْقَانًا كَمَا وَصَفَهَا اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَوَصَفَ يَوْمَهَا، فِي السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وَدَارَتْ رَحَى الحَرْبِ الضَّرُوسِ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَعَهُ ثَلَاثُمِئَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، وَمَا مَعَهُمْ إِلَّا الْقَلِيلُ مِنَ الظَّهْرِ، فَكَانَ الثَّلَاثَةُ وَالْأَكْثَرُ يَتَعَاقَبُونَ عَلَى البَعِيرِ الوَاحِدِ مَرْحَلَةً وَمَرْحَلَةً وَمَرْحَلَةً، ثُمَّ فَلْيَمْضِ البَعِيرُ هَانِئًا مَرْحَلَةً؛ رَحْمَةً وَشَفَقَةً وَعَدْلًا لَا جَوْرَ فِيهِ وَلَا ظُلْمَ يَلْحَقُهُ، وَبِهِ يَنْصُرُ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ النَّاسَ.
دَارَتْ رَحَى المَعْرَكَةِ بَيْنَ هَذِهِ الثُّلَّةِ المُبَارَكَةِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَأَلْفٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، خَرَجُوا لِلِقَاءِ، وَخَرَجُوا لِلنِّزَالِ، وَأَمَّا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ؛ فَإِنَّمَا خَرَجُوا لِلْعِيرِ، وَلَمْ يَخْرُجُوا لِلنَّفِيرِ، وَمَا اتَّخَذُوا لِلْأَمْرِ عُدَّةً، وَمَا أَعَدُّوا لَهُ أُهْبَةً، وَإِنَّمَا خَرَجُوا خُرُوجًا يَسِيرًا لَمْ يَعْزِمْ فِيهِ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْرُجُوا، وَلَا أَنْ يَكُونُوا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِحَرْبٍ.
وَمَعَ ذَلِكَ نَصَرَهُمُ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ؛ لِأَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- هُوَ نَاصِرٌ حِزْبَهُ، وَهُوَ الَّذِي يُعْلِي كَلِمَتَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَرْفَعُ رَايَةَ الحَقِّ، وَهُوَ الَّذِي يُعِزُّ مَنْ نَصَرَهُ؛ لِأَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- نَاصِرٌ مَنْ نَصَرَهُ، وَالرَّسُولُ ﷺ يَضْرَعُ إِلَى رَبِّهِ، وَيَتَوَجَّهُ مُبْتَهِلًا إِلَى اللهِ رَبِّ العَالمَيِنَ بِالدُّعَاءِ: «اللهم إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ العِصَابَةُ -يَعْنِي أَصْحَابَهُ-؛ فَلَنْ تُعْبَدَ فِي الأَرْضِ».
وَالكُفَّارُ يَسْتَفْتِحُونَ: «اللَّهُمَّ عَلَى أَقْطَعِنَا لِلرَّحِمِ، وَعَلَى مَنْ آتَانَا بِمَا لَا نَعْرِفُ، وَعَلَى أَبْعَدِنَا مِنَ الحَقِّ دِينًا»، يَسْتَفْتِحُ بِذَلِكَ المُشْرِكُونَ الكَافِرُونَ، وَيَسْتَفْتِحُ بِهِ فِرْعْوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَلَكَ أَنْ تَعْجَبَ الْعَجَبَ كُلَّهُ مِنْ هَذَا الَّذِي
📝 فضل الاشتغال بالصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة
🍂قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
🖋️"إِنَّ الاشتغالَ بالصلاة على النَّبيِّﷺ - يوم الجمعة وليلتها؛ أعظم أجرًا من الاشتغال بتلاوة القرآن، ما عدا سورة الكهف؛
- لنصّ الحديث على قراءتها ليلة الجمعة ويومها".
📚 الدر المنضود
وَالنَّبِيُّ ﷺ فِي السَّنَةِ الْعَاشِرَةِ مِنَ الْبَعْثَةِ؛ تُوُفِّيَ عَمُّهُ، وَتُوُفِّيَتْ زَوْجُهُ خَدِيجَةُ -رَضِيَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهَا-، وَضَاقَتْ مَكَّةُ بِالدَّعْوَةِ، وَأَجْمعَ أَهْلُهَا عَلَى الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ، وَمُعَادَاةِ الرَّسُولِ ﷺ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ يَتَلَمَّسُ مَجَالًا جَدِيدًا لِتَفْتَحَهُ الدَّعْوَةُ بِنُورِهَا، وَلتُنْشَرَ فِيهِ هِدَايَةُ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الطَّائِفِ؛ وَعُظْمُ أَهْلِهَا مِنْ ثَقِيفٍ، وَعَرَضَ النَّبِيُّ ﷺ الدَّعْوَةَ عَلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ سَادَتِهَا؛ وَهُمْ: عَبْدُ يَالِيلَ بْنُ عَمْروٍ ،وأَخَوَاهُ حَبِيبٌ وَمَسْعُودٌ، فَكَانُوا بَيْنَ مُكَذِّبٍ وَسَاخِرٍ.
قَالَ أَحَدُهُمْ لِلنَّبِيِّ ﷺ: «إِنَّهُ يُمَزِّقُ أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ إِنْ كَانَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَدْ أَرْسَلَهُ».
وَقَالَ الْآخَرُ: «إِنْ كَانَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَدْ أَرْسَلَكَ؛ فَأَنْتَ أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْ أَنْ أُكَلِّمَكَ، وَإِنْ كُنْتَ تَكْذِبُ عَلَى اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ فَأَنْتَ أَقَلُّ مِنْ أَنْ أُكَلِّمَكَ، فَلَا أُكَلِّمُكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ».
وَأَمَّا الثَّالِثُ؛ فَقَالَ لِلرَّسُولِ ﷺ: «أَلَمْ يَجِدِ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- غَيْرَكَ لِيُرْسِلَهُ؟!!».
وَأَبَى اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- وَقَدْ سَلَّطُوا عَلَيْهِ الْغِلْمَانَ وَالسُّفَهَاءَ، فَقَذَفُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى دُمِّيَتْ عَقِبُهُ ﷺ.
وَالْتَجَأَ إِلَى ظِلِّ حَائِطٍ لِعُتْبَةَ وَشَيْبَةَ وَلَدَيْ رَبِيعَةَ وَقَدْ عَطَفَتْهُمَا عَلَيْهِ الرَّحِمُ، فَأَرْسَلَا عَدَّاسًا -وَكَانَ غُلَامًا لَهُمَا نَصْرَانِيًّا- بِقِطْفٍ مِنْ عِنَبٍ، وَأَبَى اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا أَنْ يَقَعَ الْاعْتِذَارُ لِلرَّسُولِ ﷺ قَبْلَ أَنْ يُبَارِحَ، فَذَهَبَ عَدَّاسٌ بِالْعِنَبِ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا أَهْوَى إِلَيْهِ الرَّسُولُ ﷺ؛ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ».
فَقَالَ عَدَّاسٌ: هَذَا شَيْءٌ لَمْ أَسْمَعْهُ قَطُّ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَرْضِ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ؟».
فَقَالَ: مِنْ نِيْنَوَى.
قَالَ: «مِنْ بَلَدِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ يُونُسَ بنِ مَتَّى؟».
فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ بِيُونُسَ؟
قَالَ: «هُوَ أَخِي، كَانَ نَبِيًّا، وَأَنَا نَبِيٌّ ﷺ».
فَأَهْوَى عَدَّاسٌ عَلَى رَأْسِهِ وَيَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ مُقَبِّلًا، وَعَاَد إِلَى سَيِّدَيْهِ؛ فَقَالَا: وَيْحَكَ يَا عَدَّاسُ؛ مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ مَعَ الرَّجُلِ؟
قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ﷺ.
فَهَكَذا كَذَّبَتْ ثَقِيفٌ، وَقَدْ ذَهَبَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الطَّائِفِ دَاعِيًا؛ فَلَقِيَتْهُ بِكُلِّ سُوءٍ؛ حَتَّى قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- لِلنَّبِيِّ ﷺ: ((هَلْ وَجَدْتَ مِنْ قَوْمِكَ يَوْمًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟)).
قَالَ ﷺ: «لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَأَشَدُّ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ لَمَّا ذَهَبْتُ إِلَى الطَّائِفِ لِدَعْوَةِ ثَقِيفٍ إِلَى دِينِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فَكَانَ مِنْهُمْ مَا هُوَ مَعْلُومٌ، قَالَ: فَذَهَبْتُ مَغْمُومًا، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَسَمِعْتُ حِسًّا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ جِبْرِيلُ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ؛ إِنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَدْ عَلِمَ مَا قَالَ لَكَ قَوْمُكَ وَمَا صَنَعُوا، وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ يُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ فَعَلَ.
فَقَالَ ﷺ: لَا، اللَّهُمَّ اِهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».
•┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈•
/channel/alserraannaboyia
*مُبارٓكٌ علٓيْكُمْ الشّٓهرُ*🌙
*الْلَّھُم أَهِلَهُ عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَالْعَوْنٓ عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ الْلَّھُمّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وَسَلِّمْهُ لنا وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مُتَقَبَّلاً يٓارٓبٓ العٓالِٓمينْ*
💭 الدّرس الأول من كتـــاب:
📜 [ شرح شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ]
🏷 المــؤلف: أبى عيسى محمد الترمذى - رحمه الله -
🏷 شَـرحه الشَّيـــخ: عبدالرزاق عبدالمحسن البدر - حفظه الله -
/channel/alserraannaboyia
🔗سـلــســة |[ فَضلِ النَّبــي صَلَى الله عليه
وسلم ووجوبِ اتِّبـاعـه]|
ـ❹ـ والاخيرة
✍🏻قَــالَ الشَّـيخ عَبدُ الرزَّاق البَدْر - حـَفِظَهُ الله -
🍃 فالأقسام ثلاثة :
المؤمن به ؛ وهو المتبع له المحبُّ له المقدِّم له على غيره ، والقسمان الآخران هما : المعادي له المنابذ له والمعرِض عما جاء به . فالأول هو السعيد ، والآخران هما الهالكان[6] .
👈 إن عدَّ فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وذكر مناقبه وخصائصه وشمائله ومحاسنه أمرٌ تأنس به القلوب المؤمنة وتبتهج به النفوس الصادقة ، وتتعطر به المجالس الصالحة ، كيف لا !! وهو سيد ولد آدم ، وإمام الخلق كلهم ، وأحب عباد الله إليه ، فهو رسوله المصطفى وخليله المجتبى ، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه .
🖋وقد أدرك تمام الإدراك الرعيل الأول من هذه الأمة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم فضل هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومكانته ؛ ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأنفسهم ، وقدَّموا محبته على النفس والنفيس ، وبذلوا مهجهم وأوقاتهم وأموالهم في سبيل نصرته ، وعزروه ووقروه وقاموا بحقوقه على التمام والكمال ، فكانوا أحق الناس به وأولاهم بمرافقته وأهداهم سبيلاً في اتباعه ولزوم نهجه .
📝قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : (( من كان مستناً فليستنَّ بمن قد مات ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، كانوا خير هذه الأمة ، أبرَّها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً ، قوماً اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه ؛ فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم ، واللهِ ورب الكعبة )) .
👈وفي خضم غربة الدين وقلة المعرفة والدراية بهدي سيد الأنبياء والمرسلين نشأ في أوساط بعض المسلمين أمور غريبة ومحدثات عجيبة ، أراد بعضهم التعبير من خلالها عن محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فاتخذوا يوم مولده عيداً ، ويوم هجرته إلى المدينة محتفلاً ، وليلة الإسراء به موسماً ، ونحو ذلك من الأيام ؛ فيجتمعون فيها على إنشاد القصائد وتلاوة المدائح وقراءة الأراجيز ، وهؤلاء وإن كان قصدهم بذلك إظهار محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو قصد حسن ، إلا أن إظهار محبته عليه الصلاة والسلام لا تصح إلا باتباعه ولزوم نهجه وترسُّم خطاه ، ولهذا لم يُنقل عن أحد من الصحابة ولا التابعين ولا الأئمة المعتبرين شيء من هذه الأمور المحدثة .
✍والموفق من اتبع خطاهم ولزم نهجهم وسلك سبيلهم ، فهم أهدى أمة محمد صلى الله عليه وسلم سبيلا ، وأقومهم قيلا ، وأحسنهم طريقا ، ألحقنا الله وإياكم بهم ، ورزقنا متابعتهم وسلوك سبيلهم ، وجعلنا جميعاً من عباده المتقين .
🔸ونسأله سبحانه أن يجعلنا من المتبعين له المؤمنين به ، وأن يحيينا على سنته ويتوفانا عليها ، وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته وتحت لوائه ، وأن يمنَّ علينا بشفاعته ، وأن يغفر لنا خطأنا وتقصيرنا ؛ إنه سبحانه سميع الدعاء وأهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل .
🏷 المَصــــدَر: موقع فَضيلة الشَّيــخ / عبدالرَّزاق بن عبد المحسن البَـدر - حفظه الله -
📥https://al-badr.net/detail/G9dzbATK0j
📲 /channel/alserraannaboyia
🍃🎧|••
« قصص مؤثرة وعجيبة في حِلم وخُلق النَّبِيِّ ﷺ »
🎙 فَضيلة الشَّيــخ / عبدالرَّزاق بن عبد المحسن البَـدر - حفظه الله -
/channel/alserraannaboyia
📜 قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
« جمع النبيُّ صلـى الله عليـه وسلم، بينَ تقوى اللهِ وحُسن الخُـلُقِ؛ لأَنَّ.تقوى اللهِ تُصْلحُ ما بيـنَ العبدِ وبيـنَ ربِّهِ وحُسنَ الخلقِ يُصْـلِـحُ مابينَـه وبيـنَ خلقِـهِ: فتقوى اللهِ توجبُ له.محبّةَ اللهِ وحُسنُ الخلقِ يدعوا النَّاسَ إلى محبّتِهِ » .
[فوائد الفوائد (صـ ١٨٠)]
🍃🎧|••
« محبة النبي صلى الله عليه وسلم »
🎙فَضيلة الشَّيــخ / سليمان الرحيلي -
حفظه الله -
/channel/alserraannaboyia
🔗سـلــســة |[ فَضلِ النَّبــي صَلَى الله عليه وسلم ووجوبِ اتِّبـاعـه]|
ـ❷ـ
📜 قَــالَ الشَّـيخ عَبدُ الرزَّاق البَدْر - حـَفِظَهُ الله -
أرسله الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ، فختم به الرسالة وهدى به من الضلالة وعلَّم به من الجهالة وفتح برسالته أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفا ، فأشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها ، وتألفت بها القلوب بعد شتاتها ، فأقام بها الملة العوجاء ، وأوضح بها المحجة البيضاء ، وشرح له صدره ووضع هههعنه وزره ورفع له ذكره ، وجعل الذِّلة والصَّغار على من خالف أمره .
أرسله سبحانه على حين فترة من الرسل ودروس من الكتب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ»
أرسله حين حُرِّف الكلِم وبُدِّلت الشرائع واستند كل قوم إلى أظلم آرائهم ، وحكموا على الله وبين عباده بمقالاتهم الفاسدة وأهوائهم ، فهدى الله به الخلائق وأوضح به الطريق وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور،
قال الله تعالى : {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [الطلاق:10-11]
فبصَّر به من العمى ، وأرشد به من الغي ، وجعله قسيم الجنة والنار ، وفرق ما بين الأبرار والفجار ، وجعل الهدى والفلاح في اتباعه وموافقته ، والضلال والشقاء في معصيته ومخالفته .
وامتحن به الخلائق في قبورهم ، فهم في القبور عنه مسئولون وبه ممتحنون .
📜فعن أنس رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَيُقَالُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ، وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ . ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ »
🏷 المَصــــدَر: موقع فَضيلة الشَّيــخ / عبدالرَّزاق بن عبد المحسن البَـدر - حفظه الله -
📥https://al-badr.net/detail/G9dzbATK0j
📲 /channel/alserraannaboyia
🍃🎧|••
« فضل الصلاة والسلام على النبي
صلى الله عليه وسلم »
🎙 فَضيلة الشَّيــخ /صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - .
/channel/alserraannaboyia
🍃 « حدث في مثل هذا اليوم » 🍃
•| | غــــزوة بـــــدر الكبـــرى | |•
17 رمضان ذكرى معركة بدرٍ الكبرى، يوم أعز الله المسلمين وأذل الكافرين (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
🔹وتسمى "غزوة بدر الكبرى، وبدر القتال، ويوم الفرقان"، وهي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة بين المسلمين بقيادة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وقبيلة قريش ومَن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي.
🔹وتُعد غزوة بدر أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة، وسُميت بذلك الاسم نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها. وبدر بئر مشهورة، تقع بين مكة والمدينة المنورة.
✏️ويعود السبب الرئيسي لوقوع غزوة بدر إلى سماع النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدوم قافلة لكفار قريش من الشام، يقودها أبو سفيان، محمَّلة بالبضائع والنقود؛ فطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مجموعة من المسلمين أن يذهبوا لأخذ هذه القافلة بدلاً من القافلة التي استولى عليها كفار قريش من المسلمين عندما هاجروا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
🔹وحضر الغزوة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبار الصحابة، مثل أبي بكر الصديق وحمزة بن عبدالمطلب وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب. وشهدها من المشركين أبو جهل وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف. وكان عدد جيش المسلمين قرابة 340 مقاتلاً، وجيش المشركين ألفًا.
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله - :
« إنما تتحقق محبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم بإتباع سنته » .
[ الهدى والنور ٦٩٣ ]
🔗 سِلسِلة بِعنـــــوَان |[شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ شَهْرُ الْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ]|
مِن خُطب ومحاضرات
فضيلة الشَّيـــخ/
مُحمد بن سَعيد رسلان
- حفظه الله تعالى -
•┈┈•✿❁❁✿•┈┈┈•
فَقَدْ شَهِدَ شَهْرُ رَمَضَانَ العَديدَ مِنَ الأَحْدَاثِ الفَارِقَةِ فِي مَسِيرَةِ التَّارِيخِ الإِنْسَانِيِّ عَامَّةً، وَالإِسْلَامِيِّ خَاصَّةً، وَمِنْ ذَلِكَ:
🌙 فَتْحُ الْأَنْدَلُسِ فِي رَمَضَانَ:
وَفِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ وَالتِّسْعِينَ من هجرة الرسول الأكرم ﷺ: فَتَحَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ الْأَنْدَلُسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ -رَحِمَهُ اللهُ- مُرْسَلًا مِنْ قِبَلِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ، فَفَتَحَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ فَتْحَهُ.
وَكَانَتْ خُطَّةُ الْمُسْلِمِينَ: أَنْ يَكُونَ الْبَحْرُ الْأَبْيَضُ الْمُتَوَسِّطُ بُحَيْرَةً إِسْلَامِيَّةً، فَذَهَبُوا غَازِينَ إِلَى قُبْرَصَ، ثُمَّ كَانُوا مُرِيدِينَ عَلَى نِيِّةِ الْإِصْعَادِ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَكُونُوا ذَاهِبِينَ فِي غَرْبِ أُورُبَّة، ثُمَّ فَلْيَلْقَهُمْ مَنْ يَأْتِي مُشَرِّقًا مِنْ قِبَلِ الْأَنْدَلُسِ بَعْدَ غَزْوِ فَرَنْسَا، وَكَانُوا عَلَى مَشَارِفِ جَنُوبِهَا؛ إِلَّا أَنَّ اللهَ لَمْ يَشَأْ لَهَا الْهِدَايَةَ، فَظَلَّتْ سَادِرَةً فِي كُفْرِهَا، وَفِي عَمَايَتِهَا، وَفِي ضَلَالِهَا وشِرْكِهَا، ولَمْ يَأْذَنْ لَهَا رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِخَيْرٍ.
فَتَحَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَفْرِيقِيَّةَ فِي شَمَالِهَا جَمِيعِهِ؛ حَتَّى جَازُوا الْعُدْوَةَ إِلَى بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ، فَفَتَحُوهَا بِكَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، كَلِمَةِ ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)).
وَمِنَ الْأَحْدَاثِ الْجِسَامِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: مَوْقِعَةُ مَرْجِ الصُّفَّرِ، وَمَوْقِعَةُ عَينِ جَالُوتَ.
🌙 مَوْقِعَتَا مَرْجِ الصُّفَّرِ، وَعَيْنِ جَالُوتَ فِي رَمَضَانَ:
فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِمَئَةٍ مِنْ هِجْرَةِ الرَّسُولِ ﷺ: كَانَتْ «مَوْقِعَةُ مَرْجِ الصُّفَّر» أَوْ «مَوْقِعَةُ شَقْحَب» الَّتِي كَانَ فِيهَا النَّاصِرُ مُحَمَّدُ بْنُ قَلَاوونٍ، وَالْخَلِيفَةُ الْمُسْتَكْفِي بِاللهِ، وَكَانَ مَعَهُمَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ الله تَعَالَى رَحْمَةً وَاسِعَةً-، فَبَدَّدُوا جُمُوعَ التَّتَارِ، وَمَزَّقُوهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ، وَنَصَرَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ الْمُسْلِمِينَ نَصْرًا عَزِيزًا مُؤَزَّرًا.
وَقَبْلَ ذَلِكَ فَتَحَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَتْحًا عَظِيمًا، فِي «عَيْنِ جَالُوتَ» نَصَرَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ؛ فَانْحَسَرَتْ مَوْجَةُ الْهَمَجِيَّةِ وَالْفَوْضَى عَلَى صَخْرَةِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمَةِ بِجُنْدِ الشَّامِ وَجُنْدِ مِصْرَ، فَبَدَّدُوهُمْ كُلَّ مُبَدَّدٍ، وَشَتَّتُوهُمْ كُلَّ مُشَتَّتٍ، وَمَزَّقُوهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ، وَمَنْ نَجَا مِنَ الْقَتْلِ أُسِرَ، ثُمَّ كَانَ بَعْدُ عَبْدًا ذَلِيلًا، فَحَسَرَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- تِلْكَ الْمَوْجَةَ، وَكُلُّ ذَلِكَ كَانَ وَاقِعًا فِي رَمَضَانَ تَحْتَ رَايَةِ الْإِسْلَامِ.
لَمْ يُنْصَرِ الْمُسْلِمُونَ قَطُّ إِلَّا تَحْتَ رَايَةِ الْإِسْلَامِ الْعَظِيمِ، وَلَمْ يَكُنِ الْمَعْنَى فِي هَذَا كُلِّهِ: أَنَّهُ إِذَا تَسَلَّطَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُفْسِدِينَ... مِنَ الْمُشْرِكِينَ الضَّالِينَ عَلَى مَقَالِيدِ الْأَمْرِ فِي الْأُمَّةِ؛ أَنْ تَصِيرَ الْأُمَّةُ كُلُّهَا مِنَ الْمُفْسِدِينَ الْمُجْرِمِينَ الضَّالِينَ، بَلْ كَانَتِ الْأُمَّةُ تُحَافِظُ عَلَى نَقَائِهَا، ثُمَّ يَذْهَبُ هَذَا الْخَبَثُ بَعِيدًا إِذَا مَا عَلَا صَوْتُ الْإِسْلَامِ، وَإِذَا مَا رُفِعَتْ رَايَةُ التَّوْحِيدِ، وَكَذَلِكَ الشَّأْنُ دَائِمًا وَأَبَدًا.
•┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈ •
/channel/alserraannaboyia
يَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ!!
فَمَنِ الَّذِي قَطَعَ الرَّحِمَ؛ أَهُوَ أَمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟!
وَمَنِ الَّذِي هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا وَأَقْوَمُ قِيلًا؛ أَهُوَ أَمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟!
وَمَنْ هُوَ الَّذِي هُوَ أَسَدُّ دِعَايَةً، وَالَّذِي هُوَ أَقْوَمُ سَبِيلًا؛ أَهُوَ أَمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ؟!
نَصَرَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ جُنْدَهُ، وَأَعَزَّ حِزْبَهُ، وَنَصَرَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ المُسْلِمِينَ فِي بَدْرٍ، فَذَبَحُوهُمْ ذَبْحًا، وَأَسَرُوا مِنْهُمْ سَبْعِينَ، وعَادُوا ظَافِرِينَ مُظَفَّرِينَ، وَعَادَتْ قُرَيْشٌ تَنْدِبُهَا نَوَادِبُهَا، وَتَنُوحُ عَلَيْهَا نَوَائِحُهَا، وَتَبْكِي دَمًا، وَأَعَزَّ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ نَبِيَّهُ ﷺ وَالمُسْلِمِينَ مَعَهُ
•┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈ •
/channel/alserraannaboyia
🔗 سِلسِلة بِعنـــــوَان |[شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ شَهْرُ الْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ]|
مِن خُطب ومحاضرات
فضيلة الشَّيـــخ/
مُحمد بن سَعيد رسلان
- حفظه الله تعالى -
•┈┈•✿❁❁✿•┈┈┈•
فَقَدْ شَهِدَ شَهْرُ رَمَضَانَ العَديدَ مِنَ الأَحْدَاثِ الفَارِقَةِ فِي مَسِيرَةِ التَّارِيخِ الإِنْسَانِيِّ عَامَّةً، وَالإِسْلَامِيِّ خَاصَّةً، وَمِنْ ذَلِكَ:
🌙 غَزْوَةُ بَدْرٍ فِي رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ:
وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ هِجْرَةِ الرَّسُولِ ﷺ: نَمَا إِلَى عِلْمِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ فِي عِيرٍ عَظِيمَةٍ، وَقَافِلَةٍ كَبِيرَةٍ، وَمَالٍ وَفِيرٍ، ورِزْقٍ غَزِيرٍ قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فخَرَجَ النّبِيُّ ﷺ أَوْ أَرْسَلَ، فَلَمْ يُدْرِكْ.
ثُمَّ نَمَا إِلَى عِلْمِهِ ﷺ بَعْدُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَافِلٌ بِالْقَافِلَةِ، فَأَرَادَ الرَّسُولُ ﷺ أَنْ يَسْتَطْلِعَ الْأَمْرَ، وَأَرْسَلَ رَجُلَيْنِ عَلَى بَعِيرَيْنِ مِمَّا يُعْلَفُ بِعَلَائِفِ يَثْرِبَ، فخَرَجَا.
وَأَمَّا أَبُو سُفْيَانَ؛ فَقَدْ كَانَ أَرِيبًا حَصِيفًا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فذَهَبَ إِلَى مَجْدِيٍّ، فَسَأَلَهُ: هَلْ رَأَيْتَ مَا يُرِيبُ؟
قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ قَدْ أَنَاخَا بَعِيرَيْهِمَا في هَذَا المَوْضِعِ.
فَذَهَبَ أَبُو سُفْيَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فَفَتَّ البَعْرَ؛ فوَجَدَ النَّوَى -نَوَى يَثْرِبَ-، فَقَالَ: هَذِهِ واللهِ عَلَائِفُ يَثْرِبَ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا لَنَا لَبِالْمِرْصَادِ، وَأَرْسَلَ إِلَى قُرَيْشٍ أَنْ أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ، وخَالَفَ هُوَ إِلَى سَاحِلِ البَحْرِ فَنَجَى.
وَنَدَبَ الرَّسُولُ ﷺ أَصْحَابَهُ لِلْخُرُوجِ لِلْعِيرِ لَا لِلنَّفِيرِ، فَخَرَجَ مَعَهُ ثَلَاثُمِئَةٍ وبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-، جُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَمْ يَعْزِمْ عَلَيْهِمْ فِي الخُرُوجِ، وَمَا ظَنَّ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ يَجِدُ قِتَالًا، وَلَوْ ظَنُّوا ذَلِكَ مَا تَخَلَّفَ عَنْهُ وَاحِدٌ، وَلَفَدَوْهُ بِأَرْوَاحِهِمْ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ-.
خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ لِيَتَعَرَّضَ لِلْعِيرِ؛ لِيَرُدَّ بَعْضَ ما سُلِبَ مِمَّا نَهَبَتْ قُرَيْشٌ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تُبْقِ لِأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ شَيْئًا من مالٍ أو متاعٍ؛ حَتَّى قَالَ الرَّسُولُ ﷺ لَمَّا نَزَلَ مَكَّةَ فَاتِحًا، فَلَمْ يَجِدْ مَكَانًا يَنْزِلُ فيهِ، وقَدْ قِيلَ لَهُ: فَلْتَنْزِلْ في دَارِكَ وَدَارِ أَبِيكَ.
فقال ﷺ: «وهَلْ أَبْقَى لَنَا عَقِيلٌ مِنْ دَارٍ؟!».
فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بِمَكَّةَ دَارٌ -صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ-، فَنَزَلَ عِنْدَ أُمِّ هَانِئٍ.
إِذَنْ، النَّبِيُّ ﷺ إِنَّمَا خَرَجَ لِيَرُدَّ بَعْضَ مَا سُلِبَ مِنْ ثَرْوَاتِ قُرَيْشٍ الَّتِي نَهَبَتْ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَمَا كَانَ فِي هَذَا مِنْ عَابٍ، وَمَا عَلَى المُسْلِمِينَ فِي فِعْلِهِ مِنْ تَثْرِيبٍ، وَإِنَّمَا هُوَ رَدٌّ لِبَعْضِ الحَقِّ السَّلِيبِ.
وَأَبَى اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا أَنْ يَلْقَى ﷺ النَّفِيرَ، وأَلَّا يَلْقَى العِيرَ وَمَعَهُ هَذِهِ الثُّلَّةُ المُبَارَكَةُ مِنْ أَصْحَابِهِ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ-.
نَزَلَ النّبِيُّ ﷺ بَدْرًا، وَأَمَّا قُرَيْشٌ؛ فَإِنَّهَا أَعَدَّتْ عُدَّتَها، وجَاءَتْ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فأَدْرَكَهُمُ البَشِيرُ؛ أَرْسَلَهُ أَبُو سُفْيَانَ: أَنَّ اللهَ قَدْ نَجَّى عِيرَكُمْ، وحَفِظَ عَلَيْكُمْ أَمْوَالَكُمْ؛ فَلَا تَخْرُجُوا لِلِقَاءِ مُحَمَّدٍ وَحِزْبِهِ ﷺ.
فَقَالَ فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو جَهْلٍ: «وَاللهِ لَا نَعُودُ حَتَّى نَنْزِلَ بَدْرًا، حَتَّى نُوقِدَ النِّيرَانَ، ونَنْحَرَ الجُزُرَ، وتَعْزِفَ عَلَيْنَا القِيَانُ، وحَتَّى تَسْمَعَ بِنَا العَرَبُ، فَمَا يَزَالُونَ فِي هَيْبَةٍ مِنَّا أَبَدًا».
وَأَبَى اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَّا أَنْ تَسْمَعَ بِهِمُ العَرَبُ؛ بَلْ أَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ تَسْمَعَ بِهِمُ الدُّنْيَا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، وَبَدَلَ أَنْ يَنْحَرُوا الجُزُرَ؛ نُحِرُوا هُمْ، وَبَدَلَ أَنْ تَعْزِفَ عَلَيْهِمُ القِيَانُ؛ نَاحَتْ عَلَيْهِمُ النَّوَائِحُ، وَبَدَلَ أَنْ يُوقِدُوا النِّيرَانَ؛ أُوقِدَتْ لَهُمُ النِّيرَانُ: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 21].
جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال :
يارسول الله كيفَ أقولُ حينَ أسألُ ربِّي ؟
قال ﷺ : قُل اللهُمَّ اغفرِ لِي،
وارحَمنِي، وعافِنِي، وارزُقنِي؛
فإن هؤلاءِ تَجمَعُ لك دُنيَاكَ وآخرتكَ " .
[ رواه مسلم ( ٢٦٩٧ ) ] .
🔗 سِلسِلة بِعنـــــوَان |[شَهْرُ رَمَضَانَ هُوَ شَهْرُ الْأَحْدَاثِ الْعَظِيمَةِ]|
مِن خُطب ومحاضرات
فضيلة الشَّيـــخ/
مُحمد بن سَعيد رسلان
- حفظه الله تعالى -
•┈┈•✿❁❁✿•┈┈┈•
فَقَدْ شَهِدَ شَهْرُ رَمَضَانَ العَديدَ مِنَ الأَحْدَاثِ الفَارِقَةِ فِي مَسِيرَةِ التَّارِيخِ الإِنْسَانِيِّ عَامَّةً، وَالإِسْلَامِيِّ خَاصَّةً، وَمِنْ ذَلِكَ:
🌙 بَعْثَةُ النَّبِيِّ ﷺ، وَنُزُولُ الْوَحْيِ فِي رَمَضَانَ:
إنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ هُوَ شَهْرُ الْأَحْدَاثِ الْجِسَامِ وَالْانْتِصَارَاتِ الْعِظَامِ، وَمِنْ أَكْبَرِ الْأَحْدَاثِ الَّتِي شَهِدَهَا الْعَالَمُ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْبَرَهَا: بَدْءُ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ.
وَقَدْ بَدَأَ ذَلِكَ النُّزُولُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ قَدِ اعْتَادَ فِي رَمَضَانَ مِنْ كُلِّ عَامٍ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى غَارِ حِرَاءٍ بِمَكَّةَ؛ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَتَحَنَّثَ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَكَانَ يَأْخُذُ مَعَهُ ﷺ مَا تَيَسَّرَ مِنْ زَادٍ.
فَإِذَا قَضَى ﷺ وَطَرَهُ مِنْ تِلْكَ الْخَلْوَةِ فِي الْغَارِ، وَنَفِدَ مَا مَعَهُ مِنَ الزَّادِ؛ نَزَلَ إِلَى أَهْلِهِ بِمَكَّةَ؛ لِيَتَزَوَّدَ مَرَّةً أُخْرَى، حَتَّى أَذِنَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَنْ يَبْدَأَ نُزُولُ الْوَحْيِ عَلَيه ﷺ، وَجَاءَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ؛ وَنُبِّئَ النَّبِيُّ ﷺ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿اقْرَأ﴾، وَكَانَ أَمْرًا عَظِيمًا لَمْ يَشْهَدْهُ النَّبِيُّ ﷺ، وَلَا هُوَ بِالْمَعْهُودِ فِي حَيَاةِ النَّاسِ.
وَفُوجِئَ النَّبِيُّ ﷺ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الوَحْيِ وَالمَلَكِ، وَنَزَلَ مِنَ الْغَارِ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ، وَهَوَّنَتْ خَدِيجَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- الطَّاهِرَةُ الْبَرَّةُ عَلَى الرَّسُولِ ﷺ مَا كَانَ، مُقْسِمَةً بِاللهِ -جَلَّ وَعَلَا- أَنَّ اللهَ لَا يُخْزِيهِ أَبَدًا، مُسْتَدِلَّةً عَلَى ذَلِكَ بِمَا كَانَ مِنْ كَرِيمِ الْخِصَالِ وَعَظِيمِ الْفَعَالِ الَّذِي كَانَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَيْهِ مِنَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَمِمَّا كَانَ يَأْتِي بِهِ ﷺ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ، حَيْثُ قَالَتْ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: «وَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا».
ثُمَّ أَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ ﷺ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَقَصَّ الرَّسُولُ ﷺ عليه مَا كَانَ، فَقَالَ وَرَقَةُ -وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، وَقَرَأَ فِي كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَكَانَ مُنْتَظِرًا مَقْدِمَ النَّبِيِّ الْخَاتَمِﷺ-، فَلَمَّا قَصَّ عَلَيْهِ الرَّسُولُ ﷺ مَا كَانَ، قَالَ: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، إِنَّهُ النَّامُوسُ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي كُنْتُ فِيهَا جَذَعًا، أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ؛ لَنَصَرْتُكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا».
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟».
فَقَالَ: «مَا جَاءَ أَحَدٌ قَوْمَهُ بِمِثْلِ مَا أَتَيْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ».
ثُمَّ لَمْ يَنْشِبْ أَنْ مَاتَ، وَمَضَى الْوَحْيُ مُتَتَابِعًا.
فَأَنْزَلَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَبَدَأَ الْوَحْيُ الْمَعْصُومُ الَّذِي غَيَّرَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- بِهَدْيِهِ الدُّنْيَا كُلَّها، وَأَخْرَجَ بِهِ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، بَدَأَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: 185].
وَ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ﴾ [القدر: 1].
فَهَذَانِ مَوْضِعَانِ دَلَّ فَيهِمَا رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ بَدْءًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَهَذَا الْحَدَثُ الْفَرِيدُ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ كُلِّهَا كَانَ فَارِقًا بَيْنَ عَهْدَيْنِ؛ بَيْنَ مَا قَبْلَ الْوَحْيِ الْمُنَزَّلِ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ رِسَالَةَ الرَّسُولِ ﷺ هِيَ آخِرُ رِسَالَاتِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ.
وَالرَّسُولُ ﷺ أَرْسَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً فِي عُمُومِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ، وَإِلَى الْجِنِّ كَذَلِكَ، فَهَذَا حَدَثُ الْأَحْدَاثِ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ؛ نُبِّئَ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﷺ، وَبَدَأَ نُزُولُ الْوَحْيِ فِي رَمَضَانَ.
🌴 #سلسلة_السيرة_النبوية:
(١٢)- الرسالة الثانية عشر
استمر أذى المشركين وإعراضهم؛ فالجن استمعوا إلى القرآن الكريم وصدقوا به وبالرسول -ﷺ-، أما المشركون فمعرضون مع أنهم من أهل اللسان الذي نزل به ومن جنس الرسول الذي جاء به.
—————-
🌴س ۲۸/ مَتَى كَانَ ذَهَابُهُ -ﷺ- إِلَى ثَقِيفٍ، وَكَيْفَ كَانَ حَالُهُ مَعَهُم وَرُجُوعُهُ؟
ج/ "لَمَّا تُوفِيَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ جَدَّ المُشْرِكُونَ وَاجْتَهَدُوا فِي أَذِيَّتِهِ، فَذَهَبَ إِلَى ثَقِيفٍ يَدْعُوهُم إِلَى اللهِ، وَأَنْ يَحْمُوهُ وَيَنْصُرُوهُ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَقْبَحَ رَدًّا عَلَيْهِ مِنْهُمْ، وَأَشَدَّ أَذِيَّةً لَهُ حَتَّى أَغْرَوْا بِهِ صِبْيَانَهُمْ، فَرَمَوْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى أَدْمَوا عَقِبَيْهِ الشَّرِيفَتَيْنِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ لَمْ يَدْخُلْهَا إِلاَّ فِي جِوَارِ المُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ".
🌴س۲۹/ مَتَى كَانَ اسْتِمَاعَ الجِنِّ لِقِرَاءَتِهِ -ﷺ-، وَفِي أَيِّ مَكَانٍ كَانَ ذَلِكَ؟
ج/ "كَانَ ذَلِكَ بِنَخْلَةَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ عِنْدَ رُجُوعِهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَكَانَ مِمَّا سَمِعُوهُ سُورَةَ الرَّحْمَنِ، فَكَانُوا إِذَا سَمِعُوا ﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن:۱۳] قَالُوا: وَلاَ بِشَيءٍ مِنْ نِعَمِكَ نُكَذِّبُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ. وَأَنْزَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الجِنِ يَسْتَمِعُونَ القُرْءَانَ﴾ [الأحقاف: ۲۹]، وَسُورَةَ: ﴿قُلْ أُوحِىَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِ﴾ [الجن:١]".
🌴س۳۰/ كَيْفَ كَانَ -ﷺ- يَصْنَعُ بَعْدَ ذَلِكَ؟
ج/ "كَانَ -ﷺ- يَعْرِضُ نَفْسَهُ فِي المَوَاسِمِ وَمَجَامِعِ النَّاسِ يَلْتَمِسُ مَنْ يَحُوطُهُ وَيَحْمِيهِ حَتَّى يُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ حَتَّى قَيَّضَ اللهُ لِذَلِكَ وَفْدَ الأَنْصَارِ حِزْبَ الرَّحْمَنِ وَكَتِيبَةَ الإِيمَانِ".
📗[أمالي في السيرة النبوية- للشيخ: حافظ الحكمي -رحمه الله-].
—————
•(الوصيَّة):
@AlWasiyyah
/channel/AlWasiyyah