الطمأنينة والخشوع في الصلاة
بقلم سمر الأرناؤوط (موقع إسلاميات)
إن الأسباب المعينة على الخشوع في الصلاة كثيرة والأسباب التي تدفعنا لحضور قلوبنا في الصلاة حتى تعي ما تفعله من حركاتها وما تقوله من أذكارها عديدة جدًا وكل واحد منا سيجد منها ما يَصلح لقلبه وما يُصلحه. لكن وبعد قرآءة الكثير عن الصلاة هذه العبادة العظيمة يستوقفني كثيرا حديث النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء صلاته: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- دخلَ المسجِدَ فدخلَ رجلٌ فصلَّى ثمَّ جاءَ فسلَّمَ علَى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- فردَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عليهِ السَّلامَ وقالَ ارجِع فصلِّ فإنَّكَ لم تُصلِّ فرجعَ الرَّجلُ فصلَّى كما كانَ صلَّى ثمَّ جاءَ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- فسلَّمَ عليهِ فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- وعليكَ السَّلامُ ثمَّ قالَ ارجِع فصلِّ فإنَّكَ لم تصلِّ حتَّى فعلَ ذلِكَ ثلاثَ مِرارٍ فقالَ الرَّجلُ والَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما أُحسِنُ غيرَ هذا فعلِّمني قالَ إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فكبِّر ثمَّ اقرَأ ما تيسَّرَ معَكَ منَ القرآنِ ثمَّ اركَع حتَّى تطمئنَّ راكعًا ثمَّ ارفَع حتَّى تعتدلَ قائمًا ثمَّ اسجُد حتَّى تطمئنَّ ساجدًا ثمَّ اجلِس حتَّى تَطمئنَّ جالسًا ثمَّ افعَل ذلِكَ في صلاتِكَ كُلِّها فإذا فعلتَ هذا فقد تمَّت صلاتُكَ وما انتَقَصتَ مِن هذا شيئًا فإنَّما انتقَصتَهُ مِن صلاتِكَ وقالَ فيهِ إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فأسبِغ الوُضوءَ. تأملت هذا الحديث وقابلته مع أركان الصلاة وتعريف الركن هو الذي تبطل الصلاة بتركه عمداً وفي حالة تركه سهواً يجب إعادة الركن المتروك ثم سجود السهو. والطمأنينة في الصلاة ركن ركين من أركانها كما يذكر علماؤنا بنص الحديث الذي ذكرته وهو أمر مهم لا يمكن الاستهانة به.
وهنا ينبغي أن نقف وقفة طويلة مع هذا الركن ونسأل أنفسنا صراحة: هل صلاتنا فيها شيء من الطمأنينة أم أنها أقرب إلى صلاة المسيء الذي ذكر في الحديث؟! فإن كنا من المسرعين في صلاتنا نكون قد أخللنا بركن منها فإن تعمدنا ذلك فقد بطلت صلاتنا وتوجب علينا إعادتها وإن كنا ساهين توجب إعادة الركن وسجود السهو!! فكم لنا من صلواتنا التي صليناها سنين طويلة؟ ماذا كتب لنا منها؟! لعل الله يعذرنا إن جهلنا هذا الأمر فيما مضى فلنحرص عليه فيما بقي عساها تعوّض ما فات إن شاء الله تعالى.
ولو تأملنا معاني الطمأنينة في كل حركات الصلاة لوجدنا أنها تجلب حضور القلب بين يدي الله تعالى وتوجب تعظيم الله وتوقيره والخضوع له وتوجب خشوع القلب والجوارح وتجلب وعي المصلي لما يقوله ويفعله فلا ينتقل إلى الركن التالي إلا بعد أن يعطيه حقّه فيطمئن قلبه وتسكن جوارحه ويستشعر أثر هذه العبادة العظيمة عليه وسيوقن أن هذه هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهذه هي الصلاة التي يفلح بها المؤمنون وهي الصلاة التي يستحق مقيمها التكريم من الله تعالى في جناته..
لن أطيل أكثر وسأترك لكم المجال لاستشعار معنى الطمأنينة التي يغني لفظها عن شرح معانيها فوقع الكلمة في الأذن والقلب يوحي براحة ما بعدها راحة وسكينة تلامس شغاف القلب والروح..
الآن فهمت معنى قول الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، بلى يا رب بذكرك تطمئن القلوب وتسكن وتتطامن الجوارح طائعة خاشعة مطمئنة..
جعلني الله وإياكم ممن يحققون الطمأنينة في صلاتهم وفي سائر عباداتهم حتى نكون ممن تقول لهم الملائكة: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فيخاطبها رب العزة: فادخلي في عبادي وادخلي جنتي...
مما يعين على الخشوع في الصلاة: التواضع وعدم الكِبر
بقلم سمر الأرناؤوط
ما زلنا مع تهيئة النفس قبل الصلاة وتنقيتها من كل ما يسبب شرودها في الصلاة ويصرفها عن الخشوع بين يدي ملك الملوك سبحانه. ومعظم هذه العوائق نجدها تتعلق بالقلب وأمراضه وكلما زادت عنايتنا بإصلاحه اقتربنا من تحقيق الخشوع في صلاتنا والتقرب مما يحبه ربنا ويرضاه. ومن أعظم ما يعيق القلوب عن الخشوع الشعور بالكِبر حتى لو كان مجرد ذرّة صغيرة منه، فذرة من كبر في قلب إنسان تحرمه من دخول الجنة "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" وذرة من كِبر قد تحرمنا من دخول جنة الدنيا: الصلاة بين يدي الله عز وجلّ. ونحن بحاجة ماسة لمعالجة هذه الذرة الآن فكم من خير نُحرم منه بسببها!! فلنبحث في قلوبنا عن هذه الذرة أو الذرات التي تحول بيننا وبين التلذذ بمناجاة ربنا سبحانه وتعالى وتوصد في وجوهنا أبواب الخضوع والخشوع لله تعالى وكل واحد منا أدرى بقلبه مهما حاول إخفاء ما فيه عن أعين الناس إلا أن الله سبحانه علام الغيوب يعلم السر وأخفى، يعلم ما في قلوبنا ويعلم خواطرنا قبل أن نحدّث بها أنفسنا...
والكبر أنواع ودرجات يبدأ بذرة وقد يمتلئ القلب عياذا بالله منه فيختم عليه! ولا يخلو أحدنا من أن يصيبه شيء منه فإما أن نُعجب بعلمنا أو صدقاتنا أو طاعاتنا أو أخلاقنا أو جمالنا أو مركزنا الاجتماعي أو شهاداتنا وهذا العجب مهما كان بسيطًا إلا أنه يجعل القلب يتعالى بطريقة ما على أوامر الله عز وجلّ! فيظن الإنسان بنفسه ما ليس له فيه يد فكل ما نحن فيه من خير وعلم ورزق وسعة وصحة ومال وجمال إنما هو بتوفيق الله تعالى ولولاه ما كنا وما كان لنا شيء نتكبر به! الطائع لله يتعالى بطاعته ويُعجب بها فيسمح لنفسه أن يتأخر عن تلبية نداء الصلاة بحجة أنه حريص عليها في كل الأوقات ويمكن أن يتأخر عنها بعض المرات! والعاصي يتعالى بمعصيته عن أن يلبي النداء بحجة أنه عاصي وأنه مثقل بالذنوب فيمنعه كبره من التواضع بين يدي الله تعالى طالبا مغفرته بل ويدفعه إلى القنوط من رحمة الله وهو يعلم أن الله تعالى بيده قلبه وشأنه كله. وأخت قد يمنعها إعجابها بتسريحتها عن أن تلبي نداء الصلاة وتخشع فيها خشية أن تفسدها وقد دفعت عليها مبلغًا كبيرا فتنقر صلاتها نقرًا! وهذا فقير قد يتكبر بفقره فيصرفه عن التذلل لرّبه بحجج واهية ويظن بالله السوء فيظن أن ربه قد حرمه من النعم التي أنعمها على غيره ولا يرضى بما قسمه الله له وهو أعلم بما يُصلحه فلا يدعو في سجوده ولا يحمد الله على ما أصابه راضيًا قانعًا... والمبتلى بمصيبة يظن أن ما أصابه من ابتلاء يسمح له بترك صلاته وعبادته وكم رأينا من مبتلين تركوا صلاتهم وصيامهم بحجة الحزن! أليس هذا من الكِبر وكأن لسان حاله يقول والعياذ بالله: يكفيني ما أصابني فلماذا أصلي؟!
نداء الصلاة: "الله أكبر" نداء من الملك سبحانه جل في علاه للطائع وللعاصي على السواء.. الله أكبر من طاعاتك أيها المطيع فتعال شاكرًا لله على ما أولاك من النعم ووفقك إليه من الخير، تعال واستزِد من الحسنات.. والله أكبر من ذنوبك أيها العاصي فتعالَ مستغفرًا تائبًا خاضعًا خاشعًا لعلك تنال توبة تصلح بها قلبك...
ولنعلم أن الكبر يتناقض مع الخشوع تمامًا فالخشوع هو استسلام القلب لخالقه في كل ما يأمر به وفي كل ما ينهى عنه والخشوع سعي في تحقيق كل ما يحبه الخالق سبحانه تقرَبا إليه ورغبة فيما عنده ورجاء أن يرضى الخالق عن المخلوق المتذلل بين يديه..والكبر إذا تمكن من القلب يدفعه لعدم الإيمان والعياذ بالله! والتعالي على أوامر الله! فهو إن بدأ بذرّة ولم نتداركها صارت الذرة جبالًا تسد منافذ القلب عن سماع الحق وقبوله...
والتواضع والخشوع قرينان وهما أول منازل الطمأنينة والسكينة التي ينبغي أن يسعى إليها كل قائم بين يدي الله عز وجلّ والتواضع والخشوع هما تمام التسليم لأوامر الله عز وجلّ فمن استسلم لله طائعًا في صلاته استسلم له في جميع أوامره ونواهيه وكان لسان حاله ومقاله: سمعنا وأطعنا ربنا غفرانك وإليك المصير.
رزقني الله وإياكم تواضعًا في القلب ينعكس خضوعًا وإخباتًا وخشوعًا في صلاتنا، خشوع قلوب وخشوع جوارح...
رسائل إيمانية
انتظار الصلاة بعد الصلاة يعين على الخشوع
بقلم: سمر الأرناؤوط
إن انتظار الصلاة بعد الصلاة ليس بالضرورة أن يكون انتظارا بالجسد بمعنى أن يبقى المصلي في مصلاه بين صلاة وصلاة يذكر الله ويقرأ القرآن وهذا غير مطلوب لأنه قد يُفهم منه أن الدين دين قعود عن العمل والسعي في الدنيا والله تعالى أمرنا بالسير في الأرض وطلب الرزق والكدح والسعي، فانتظار الصلاة بعد الصلاة قد يتحقق معنويًا أيضًا، كيف ذلك؟
لو قال لك مسؤول أو وزير أو ملك لك حاجة عنده أنك بحاجة أن تأتيه خمس مرات كل يوم ليقضي لك حاجتك فتأتيه في الموعد الأول وأنت متشوق لهذا اللقاء لأنه أولى خطوات تلبية حاجتك ثم تخرج من عنده تنتظر لتعود للقاء الثاني، قل لي بالله عليك كيف سيكون حالك بين الموعدين؟ هل سينصرف قلبك وفكرك عن التحضير للقاء التالي؟ ألن يكون شغلك الشاغل في ساعات الانتظار التفكير باللقاء القادم؟ ألن يستحوذ عليك سمعك وبصرك وقلبك وكل جوارحك؟!
هكذا ينبغي أن يكون حالنا بين الصلوات فيكون انتظارنا لها بقلبنا وجوارحنا وفكرنا وعقلنا وإحساسنا ومشاعرنا تتوق إليها أنفسنا وقلوبنا لأننا ندرك حقًا حاجتنا لهذه اللقاءات اليومية وهذه الشحنات الإيمانية التي تعيننا على أمور ديننا ودنيانا، فأنت تلقى الملك سبحانه الذي بيده الأمر كله والذي يقول للشيء كم فيكون، الرزاق الذي بيده خزائن السموات والأرض، الغفار الغفور التواب الرحيم الذي يتلقاك من بعيد بمجرد أن تتجه إليه، الرؤوف الودود الذي يمسح عن قلبك كل همّ وغمّ وضيق، الحكم العدل الولي النصير الذي ينتصر للمظلومين، السميع البصير الذي يسمعك دعاءك ويرى حالك ومكانك والخبير بما أسررته في قلبك، العظيم العلي الأعلى سبحانه وتعالى المستحق للعبودية. ألست بحاجة إلى كل هذه الصفات في حياتك؟ ألست أنت العبد الضعيف الفقير إلى رحمة الله وهدايته ورعايته في كل حين؟! والله لولا هداية الله تعالى لنا لما اهتدينا ولا عبدنا ولا صمنا ولا صلّينا... كيف لنا ونحن في هذه الحال المستمرة من الافتقار لله تعالى والحاجة لمدده وعونه ونصرته وهدايته في كل لحظة من لحظات حياتنا كيف لنا أن لا ننتظر لقاءه بشوق عظيم وكيف لا يكون هو وحده من يستحق أن تنصرف القلوب للانشغال به والعقول للتفكر في عظمته والمشاعر والأحاسيس في الارتواء من بحار جوده وكرمه وإحسانه؟!
وكل مواعيد البشر في الدنيا لها أوقات محددة وتستمر لزمن محدد لا يتجاوز يحددها من تقصده إلا الله سبحانه وتعالى الملك فإنه وإن حدد لك بعض مواعيد اللقاء (الصلوات الخمس) إلا أنه ترك لك الأبواب مفتوحة تقصده فيما بين هذه المواعيد متى شئت فقط قل الله أكبر فيبدأ اللقاء ولا ينتهي إلا إذا أنهيته أنت:
حسبُ نفسي عزّا أني عبد
يحتفيه بلا مواعيد ربّ
فهل في مواعيد الدنيا ما يضاهي هذا اللقاء؟! وهل ينبغي لنا بعد هذه الحفاوة والإكرام أن لا ننتظر اللقاء تلو اللقاء بكل الحب والشوق والرجاء والتذلل والخضوع لملك الملوك؟!
إن حال المؤمن الخاشع في صلاته المقيم لها كما أمر ربنا سبحانه وتعالى أن ينصرف في صلاته وقلبه معلّق بموعد اللقاء التالي لأنه استشعر بركة اللقاء الأول واهتز به كيانه وصلُح به قلبه وزاد مستوى الإيمان فيه وتاقت روحه لعلو الهمّة واستشعرت نفسه رحمات الله تعالى تحيط به من كل جانب وازداد رفعة وعلوًا بسجوده بين يدي ربه وناصيته سيقت إلى ربها طائعة مستبشرة.
رزقني الله وإياكم أن نكون ممن ينتظرون الصلاة بعد الصلاة بقلوبهم وأرواحهم فتكون كفارة لذنوبنا ما بين الصلاتين...
(يتبع إن شاء الله)
من دروس العبادات: احترام المواعيد
بقلم: سمر الأرناؤوط
العبادات التي شرعها الله تعالى لنا ليست مجرد طقوس وحركات نؤديها فقط لنسقط عنا فرضيتها وإنما في كل عبادة دروسًا عديدة ينبغي أن تنعكس واقعًا على سلوكنا وأخلاقنا وتعاملاتنا فنحيا بها حياتنا الدنيا وفق منهج الله تعالى إلى أن نلقاه يوم الحساب. ولنتوقف مع الصلاة التي فرضها الله على عباده خمس مرات في اليوم والليلة لكل صلاة وقتها المحدد التي ينبغي أن تؤدى فيه، قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء: 103] موقوتًا ليس مفتوحًا إلى ما لا نهاية! وقت كل صلاة يبدأ منذ النداء لها بالأذان (الله أكبر) يدعونا الملك سبحانه وتعالى للقائه (حي على الصلاة – حي على الفلاح) إلى ما قبيل النداء للصلاة التي بعدها كما بلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن هنا نحتاج لوقفة: نحن نحرص على الذهاب إلى موعدنا مع الطبيب أو المستشفى قبل ساعة على الأقل، ونذهب للقاء مسؤول في الدولة أو مدير أو غيره قبل أن يفتح باب مكتبه لشدة حرصنا على هذا اللقاء وقضاء الحاجة التي من أجلها نقصده...لكن ينادي الله تعالى الملك القدوس يدعونا كل يوم خمس مرات للقائه ومع هذا نسمع الله أكبر تصدح ونستمر منشغلين فيما بين أيدينا ونقول أقوم بعد قليل!! ونسمع (حي على الصلاة – حي على الفلاح) ونبقى جالسين وكأننا ما سمعنا! وقد نردد مع المؤذن (لا حول ولا قوة إلا بالله) ولا نفهم أن معناها أني يا رب لا حول لي ولا قوة أن أقوم لتلبية النداء إلا بحولك وقوتك أنت فأعنّي يا رب، وبدل أن نجاهد أنفسنا لنلبي النداء مستعينين بالله نكمل ما نحن فيه من أمور الدنيا ونغفل وقد تفوتنا الصلاة في وقتها ونحن ما زلنا نقول: أقوم بعد قليل، ما زال هناك وقت!!
إن الموظف إذا تكرر تأخيره عن دوامه أكثر من مرة يخصم من راتبه وقد يفصل من عمله إذا تكرر ذلك منه يوميًا وإن المسؤول الذي نذهب للقائه إذا تأخرنا عن موعده رفض أن يقابلنا أو خرج من مكتبه! والملك الكريم سبحانه لا يردّنا عن بابه والحليم لا يعاجلنا بعقوبة ولا يوصد في وجهنا الأبواب رغم تأخرنا في كل مرة عن موعد اللقاء به. أفلا نخجل من كرم الله تعالى وحلمه علينا؟!
كلنا يدّعي محبة الله عز وجل فهل من دلائل المحبة أن نتأخر عن لقائه والوقوف بين يديه ومناجاته وبثّ شكوانا إليه؟!
وكلنا يدعي أننا نعظّم الله سبحانه وتعالى فهل من دلائل التعظيم أن نجعل نداءه لنا أهون النداءات علينا؟ ونلبي نداءات كل الناس والدنيا ونؤجل نداءه؟! هل هذا من معاني: الله أكبر؟!
الصلاة منهج حياة تعلمنا أهمية الوقت واحترام المواعيد وتعلمنا أن لكل شيء وقته الخاص به الذي لا ينبغي أن نفرّط فيه وتعلمنا أننا بحاجة إلى شحن قلوبنا وأرواحنا بلقاء الملك سبحانه حتى تستقيم جميع أمورنا ونرتقي بسلوكنا الإنساني والأخلاقي. والانتفاع بأثر الصلاة يكون للفرد ويكون متعديًا لغيره فمن احترم مواعيد صلاته وللقاء ربه الملك سبحانه سيحترم مواعيده مع الناس جميعًا وما أجمل أن يقال عن المسلم: هذا مسلم مواعيده مضبوطة لأن صلاته مضبوطة بدل أن يقال هذا مسلم لا يحترم مواعيده!!
وحتى نضبط صلاتنا ما علينا إلا أن نتوضأ قبل دقائق من دخول الوقت ونصلي ركعتين سنة الوضوء وننتظر الصلاة على سجادتنا ذاكرين الله تعالى فندخل في من ينتظرون الصلاة بعد الصلاة ولنستشعر عند الأذان أننا على باب الملك الذي ينتظرنا ويفتح لنا الأبواب مشرعة بمجرد أن نرفع أيدينا بتكبيرة الإحرام: الله أكبر... هنيئًا لك، حياك الله، أنت في حضرة ملك الملوك الكريم سبحانه...
#همسة_الفجر
قال العلامة السعدي -رحمه الله-:
*فمن ترك شيئا لله تهواه نفسه عوضه الله خيراً منه في الدنيا والآخرة ،فمن ترك معاصي الله ونفسه تشتهيها عوضه الله إيماناً في قلبه وسعة وانشراحاً وبركة في رزقه وصحة في بدنه،مع ما له من ثواب الله الذي لا يقدر على وصفه ،والله المستعان".*
📗[الفواكه الشهية (١٣٨/١)]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
« من كان سليم القلب فإن الله تعالى قد يهبه فراسة يعرف بها الإثم حتى إنَّ نفسه لا تطمئن إليه ولا ترتاح له وهذه من نعمة الله على الإنسان ».
📗«شرح بلوغ المرام» (٢٤٩/٦).
قنوات اسلامية مفيده
💥| علم الفرائض المواريث👇 |
💫|09 |k |@rah_bia |
°
•
💥| عِلمٌ يُنتفعُ بِه👇 |
💫|02 |k |@religious_science |
°
•
💥| فوائد علمية منوعة👇 |
💫|02 |k |@ahmadhddal |
°
•
💥| ليطمئن قلبي👇 |
💫|02 |k |@lyatmaenkalbe |
°
•
💥| اهلا رمضان👇 |
💫|01 |k |@youniyyy |
°
•
💥| قطوف دانيه👇 |
💫|01 |k |@qatuf_dania |
°
•
💥| رســائل بلا ؏ـــنوان👇 |
💫|09 |h |@foolllla |
°
•
💥| زاد المرأة المسلمة👇 |
💫|07 |h |@zaaad7 |
°
•
💥| لا نجاة إلا بالتوحيد👇 |
💫|05 |h |@ahfazallahyahfazk |
°
•
💥| عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين👇 |
💫|07 |h |@farthsaba |
°
•
💥| التفسير والعلم الشرعي من الكتاب والسن👇 |
💫|09 |h |@taliba_al3lm |
°
•
💥| تفسير السعدي👇 |
💫|01 |k |@tfsir_sourat_alkahf |
°
•
💥| زاد الرقية الشرعية(الحصن المت👇 |
💫|01 |k |@zaaad8 |
°
•
💥| «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي👇 |
💫|01 |k |@alslah |
°
•
💥| صور وحالات إسلامـيـة👇 |
💫|02 |k |@z9a7y8 |
°
•
💥| قال رسول الله ﷺ👇 |
💫|02 |k |@qalalrasul |
°
•
💥| هـمســٰ̲ـٰــات القلــــٰۛــب|℡👇 |
💫|04 |k |@z2l77 |
°
•
💥| روائع سعيد القاضي👇 |
💫|23 |k |@rawae_alkady |
°
•
في اللسته 🇵🇸
@lastat_alhidaya
لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شَريكَ له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
Читать полностью…تلاوة خاشعة من الآية 61 إلى الآية 69 من سورة الأنعام
بصوت القارىء إبراهيم عسيري
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 12 إلى الآية 27 من سورة الروم
بصوت القارىء فهد الكندري
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
"أَشِيعوا التَّكبيرات وَاجْهروا بِهَا، أَنْتُم فِي حَضرَة أَحَبُّ أَيَّامِ اللّٰهِ إِلَيهِ."
اللهُ أكبَــر اللهُ أكبَــر اللهُ أكبَــر،
لا إلـٰه إلَّا الله،
اللهُ أكبَــر اللهُ أكبَــر،
وللَّهِ الحَمد .
مبارك عليكم عشر ذي الحجة،
أيام عظيمة، أقسم الله بها ورفع شأنها،
أسأل الله أن يرزقكم فيها الطاعات، ويكتب لكم القبول،
ويجعل لكم فيها دعوة لا تُرد، وذنبًا مغفورًا،
وعملًا متقبلًا، ورزقًا واسعًا مباركًا فيه.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
تلاوة خاشعة من الآية 18 إلى الآية 37 من سورة الحاقة
بصوت القارىء صلاح مصلي
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 22 إلى الآية 23 من سورة الزمر
بصوت القارىء عز الدين العومي
اللهم انفعنا وارفعنا بالقرآن العظيم
أقسام الناس في الصلاة❗
💥 قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- :
" الناس في الصلاة على خمسة أقسام :
*❶ مُعاقَب* : يعاقبه الله على صلاته !!
*❷ مُحاسَب* : يحاسبه الله على صلاته !!
*❸ مُكفرٌ عنه* : يكفّر الله عنه بصلاته.
*❹ مُثاب* : يكسب ثواب على صلاته.
*❺ مُقرَّب* : يقرِّبه الله إليه بصلاته.
*⓵ الُمعاقَب* : هو من لا يهتم ولا يأتي بوضوءها ولا بأركان الصلاة ولا بواجباتها ولا بشروطها فهو يُعاقَب على صلاته !!
*② الُمحاسَب* : هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها ولكنه من حينما دخل في الصلاة إلى أن خرج منها وهو لا يدرك شيئاً مما قاله فيها ! يسرح ذهنه في هذه الدنيا إلى أن يقول ( السلام عليكم ) بل و يتلهف لإنهائها حتى يقضي حوائجه وما أكثر هذا الصنف ! فهو يُحاسَب على صلاته !
*③ مُكفّرٌ عنه* : هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها ولكنه من حينما دخل في الصلاة إلى أن خرج منها وهو يصارع نفسه و شيطانه يريد ألا يذهب قلبه عن هذه الصلاة فهو في جهاد مع نفسه لتحسين صلاته هذا يُكفّر الله عز وجل عنه.
*④ المُثاب* : هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها ومندوباتها وخشع فيها ! هذا يُثيبه الله عز وجل على صلاته.
*⑤ الُمقَرّب* : ( المرتبة العليا ) هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها ومندوباتها وخشع فيها ولكنه يستحضر أن الله في قبلته ! وهذا هو الفرق بينه و بين الصنف الرابع الذي خشع ولكن لم يستحضر أنه يناجي الله وأن الله في قبلته ! فمن أتى بكل شروط الصلاة و أركانها وواجباتها وخشع واستحضر أنه يناجي الله وأن الله مطلع عليه فهو مُقَرّب. ! “
[ الوابل الصيب || {٤٠-٥٠}] 📚.
#فائدة_هامة_لصحة_الصلاة
قال رسول الله ﷺ : «أُمِرت أن أسجد على سبعة أعظم ولا أكف شعراً ولا ثوبا».
📕 البخاري (812).
▪️ إذا على المصلي أن يسجد على سبعة أعضاء وهي :
✓ جبهته وأنفه هذا واحد .
✓ كفيه هذه ثلاثة .
✓ركبتيه هذه خمسة .
✓أطراف قدميه هذه سبعة .
✅ مع التنبيه على وجوب ثني أطراف القدم في السجود وعدم رفعها لأن ذلك يبطل السجود .
الوعي والخشوع في الصلاة
بقلم سمر الأرناؤوط
موضوع الخشوع في الصلاة موضوع عظيم واسع شامل وكلما تأملنا فيه وجدناه يدخل في كل مراحل الصلاة بل في كل مراحل العبادات غيرها ويعنينا الآن موضوع الصلاة لأننا إذا أتقنا الخشوع فيها سنتقنه إن شاء الله في غيرها. أرى والله أعلم أن الصلاة لها ثلاث مراحل في الخشوع هي:
1. الخشوع قبل الصلاة ويتعلق بالتهيئة لها والاستعداد النفسي والقلبي والحسّي
2. الخشوع في الصلاة في أدائها في كل أركانها وواجباتها وأذكارها
3. الخشوع ما بعد الصلاة بالسعي في الوصول إليه في كل الصلوات والاستغفار من التقصير فيه.
توقفنا مع بعض الأسباب المعينة على الخشوع قبل الصلاة واليوم نتوقف عند الخشوع في الصلاة نفسها والحديث في هذا الباب طويل لكن سأتوقف عند بعض النقاط المهمة.
كثير منا يفهم الخشوع على أنه حالة مثل حالات التصوّف التي يغيب فيها عقل الإنسان من شدة انسجامه في عالم آخر يظنّه روحانيًا..وهذا أمر غير صحيح وتوصيف غير دقيق وليس هو المطلوب فليس في ديننا رهبانية زائفة ولا غياب عن الوعي فهذا لم يحدث للنبي صلى الله عليه وسلم الذي عليه أُنزل الوحي وهم أعظم من تلقى هذا الوحي وتدبره ولم نسمع انه حصل لصحابي من صحابة رسول الله. إن الله عز وجلّ في الآية التي نهى فيها عن الصلاة في حالة السُكر في إحدى مراحل تحريم الخمر في آية سورة النساء قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ) وعلّل سبب النهي بقوله تعالى (حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) هذا يعني أن سبب النهي عن اقتراب الصلاة في حالة السكر أن السكران لا يعي ما يقولون، فعدم الوعي لما يقال مناقض لمفهوم الصلاة لأنها ليست مجرد حركات وتمتمات!
وهذا يجعل الوعي لما نقول أساس في الصلاة وهذا يتأتى مع الخشوع لأنهما معاً يحتاجان لقلب واعٍ يدرك ما ينطق به اللسان ويفهمه ويتأثر به ويتحرك له فإذا تحقق الوعي لما نقول تحقق الخشوع في الصلاة. وكثيرًا ما نستشهد بالحديث القدسي في سورة الفاتحة: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين... لأنه في الواقع أقرب مثال لتوصيف حال المصلي وهو حاضرُ القلب واعٍ لما يقوله، خاشعٌ في تدبر ما يتلوه مسستحضرٌ جلالة الموقف الذي يقفه بين يدي ربه عز وجلّ.
وهذا الوعي المصحوب بالخشوع أو الموصل له ينسحب على كل أركان الصلاة وليس فقط التلاوة فنحن مطالبون بوعي معاني الله أكبر في تكبيرة الإحرام ووعي معاني دعاء الاستفتاح وأذكار الركوع والرفع منه وأذكار السجود وما بين السجدتين والتحيات والسلام، كل ركن منها له وعيه الخاص لما يقال فيه وللحال الذي يكون فيها قائما أو راكعا أو ساجدا بين يدي المولى جل في علاه. ولا يحصل السهو في الصلاة إلا بمقدار فقدان الوعي لما نقول ولهذا لا يتأتى لنا خشوع ونسلّم من صلاتنا ونحن لا ندري أصلينا ثلاثا أو أربعا ولا ندري ماذا قرأنا بعد الفاتحة! ونشكّ هل قرأنا الفاتحة أصلًا؟!
ولنا وقفة قادمة إن شاء الله مع بعض الأسباب التي تعيننا على الوعي في صلاتنا الذي بدوره سيؤدي إلى الخشوع فيها.
رزقني الله وإياكم قلوبًا واعية وعقولًا مدركة متبصّرة وحضورًا خاشعًا في سائر عباداتنا لله رب العالمين.
(يتبع إن شاء الله)
ترك فضول الكلام يعين على الخشوع في الصلاة
بقلم: سمر الأرناؤوط
ما زلنا في مرحلة التهيئة النفسية والاستعداد للصلاة التي قد تعين على الخشوع فيها والمعينات كثيرة لمن تأمل وتفكر ولمن أراد حقًا أن يصل لدرجة خشوع ولو بقدر بسيط حتى يتلذذ بصلاته ومناجاته لربه ويستشعر شيئًا من الراحة التي كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يشعر بها في صلاته وهو لنا الأسوة والقدوة وهو القائل: "أرحنا بها يا بلال" والقائل: "صلّوا كما رأيتموني أصلي".
فمن كان يرغب حقًا أن يخشع في صلاتك فعليه بترك فضول الكلام..
كيف تتوقع أن تخشع في صلاتك وقد أمضيت ساعات على الهاتف تتحدث في ما لا فائدة منه من أمور الدنيا وزينتها أو تغتاب فلانًا أو فلانة أو تتذمر وتتضجر وتشكو من أمر أصابك أو شيء لم تحصل عليه من متاع الدنيا أو خلاف مع الزوج أو الأولاد أو الجيران والأصدقاء؟! تتوقع بعدها أن تضع سماعة الهاتف أو تضع جهازك جانبًا بكل بساطة وكأنك تقلب صفحة كتاب ثم تقول الله أكبر ويتنزل عليك الخشوع تنزّلا؟! وهل تريد أن تتابع الأفلام والمسلسلات التي فيها ما فيها من المحظورات ثم تريد أن تقوم لصلاتك خاشعًا منصرفًا عن الدنيا وما فيها ولا زالت المشاهد التي رأيتها لساعات تتراءى أمام ناظريك وقلبك مشغول بفستان تلك وتسريحة شعرها الفاتنة ومجوهراتها وزينتها أو مشكلة ومأساة تلك وذاك ممن شاهدت؟! وهل تريد أن تصخّ آذانك بسماع الغناء ليل نهار يحرك غرائز نفسك ويغذي أهواءك وتريد في ثوانٍ معدودة أن تقوم بعدها لصلاتك فتستمتع بتلاوتك لآيات القرآن العظيم ويخشع قلبك الذي لا تزال أصداء الغناء تتخبط فيه وبه؟!
لنكن واقعيين صرحاء مع أنفسنا، لن نتمكن من الخشوع في صلاتنا إلا بالاستعانة بالله تعالى لنا قبل الصلاة بأن نترك فضول الكلام وسفاسف الأمور ولغو الحديث وكل ما لا فائدة منه وكل ما لا يزيد في رصيد حسناتنا يوم القيامة.. فإن كان أهل الجنة في الجنة يتحسرون على لحظة لم يذكروا فيها الله سبحانه وتعالى فكيف بنا نحن وقد ضيعنا الساعات والأيام والليالي الطوال في كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، بل وفي كلام قد يهوي بأحدنا سبعين خريفا في النار والعياذ بالله! كلمة واحدة قد ينطق بها أحدنا تودي به إلى المهالك أفلا نحتاج أن نقف وقفة نراقب فيها ألسنتنا التي لا تكاد تستقر داخل أفواهنا وهي تلوك الكلام يمنة ويسرة نتلقى الكلام بأفواهنا لا نمرره على آذاننا ولا على عقولنا وإنما نتفوه بكل ما نريد دون حسيب ولا رقيب وكلنا يعمل القول: إذا رأيت الرجل يطيل الصمت فاعلم أنه يلقّن الحكمة. أين نحن من هذا؟!
الأولى لنا أن نشغل ألسنتنا بما يضاعف الأجر وبما يزيد رصيد الحسنات يوم القيامة، الأولى لنا أن نذكر الله تعالى ونعود ألسنتنا على أن تقول خيرا أو فلتصمت!! لنتعود أن لا تفتر ألسنتنا عن ذكر الله تعالى قبل الصلاة وبعدها... لماذا لا يكون لنا ورد معين بين الصلوات؟ أو نقرأ بضع آيات من كتاب الله لعلها تكون الآيات التي ستقرأها في الصلاة وهذا يحتاج لبرنامج عملي يصبح ملازمًا لنا قبل كل صلاة فإن لكل أمر مقدّمة وتهيئة نفسية ومعنوية ومادية فكما تتوضأ وتفرش سجادتك وتقف في مصلاك للصلاة عليك أن تستعد وتتهيأ بلسانك الذي ستناجي فيه ربك وتطهره لا فقط بماء الوضوء في المضمضة وإنما بأن يجري عليه أعذب الكلام وأجمله وأرقاه ألا وهو ذكر الله تعالى وكما تمسح أذنيك في الوضوء ينبغي أن تطهّر سمعك من سماع اللغو قبل أن تقوم للصلاة ألا تريد أن تسمع ردّ الله تعالى عليه وأنت تقرأ آيات الفاتحة آية آية؟ حمدني عبدي، أثنى عليّ عبدي، مجّدني عبدي، هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، هذا لعبدي ولعبدي ما سأل؟ (كما في حديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي)...
ولكي يكون الأمر عمليًا وليس مجرد تنظير لم لا نضع برنامجًا لأنفسنا بحيث نترك كل شيء قبل موعد الأذان بدقائق لا نرد فيها على أيّ اتصال ونغلق كل الأجهزة وحبذا لو نضع في هواتفنا رسالة:
"أعتذر عن الردّ فأنا أستعد لصلاتي"
حتى تنتشر بيننا ثقافة توقير الصلاة وأن وقتها هو انصراف كلي لله تعالى ليس للبشر فيه أي حظّ، لو طبقنا هذا البرنامج في بيوتنا لتربى أولادنا على ثقافة احترام الصلاة وأنها الأساس في برنامجنا اليومي ولو تعودنا هذا الأمر سيكون لنا منهجًا لن نتمكن من تركه فيما بعد بإذن الله تعالى. ولتكن مواعيدنا ليس بحسب الساعات وإنما وفق أوقات الصلوات، نقول مثلا: نتقابل بعد صلاة العصر إن شاء الله وأكلمك بعد صلاة الظهر وهكذا... لنجعل صلواتنا هي الأساس في برنامجنا اليومي لننال ببركتها بركة الوقت في سائر يومنا إن شاء الله.
اللهم طهّر ألسنتنا من فضول الكلام ومن اللغو ومن الغيبة والنميمة ومن الكذب وطهّر أسماعنا من كل ما يصرفنا عنك وعن طاعتك واجعل ألسنتنا رطبة بذكرك واجعل أسماعنا طاهرة بسماع ذكرك وقرآنك وكل كلام يرضيك عنا يا ذا الجلال والإكرام.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(يتبع بإذن الله)
كيف نخشع في الصلاة؟ بقلم: سمر الأرناؤوط
الصلاة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام هي عماد الدين كما قال صلى الله عليه وسلم "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" وهي أول ما يُحاسب عليه العبد من عمله فصلاح عمله وفساده بصلاح صلاته وفسادها قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة، الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. والصلاة هي الركن الذي اشترط الله تعالى لها أكمل الأحوال بالتزين لها والتطيب والتطهر وإتيانها على أحسن هيئة (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف: 31] وقد نُهينا عن أن نشغل عنها بالفكرة أو الخطرة أو اللفظة وأن لا يسرق الشيطان من صلاتنا شيئا وأخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه ليس لنا من صلاتنا إلا ما عقلنا منها، والصلاة هي الركن الذي يشترك فيه جميع أعضاء الإنسان: اللسان والقلب والجوارح.
بالوضوء والطهارة تتطهر أعضاؤنا وباللباس الحسن النظيف الطيب نقبل على الله تعالى بأحسن هيئة ويبقى علينا إحضار القلب في صلاتنا بين يدي ملك الملوك سبحانه فكيف السبيل لذلك والقلب متفلّت أبدًا، مشغول في متاع الدنيا ولذائذها وفي شهوات النفس وأهوائها؟! الأمر ليس باليسير وإنما يكون يسيرا لمن يسّره الله تعالى له ولمن تضرع لربه واستعان به على قلبه المتفلّت الذي يسأله ليل نهار أن يثبته على طاعته. فإذا كانت الصلاة بهذه الأهمية في الدنيا والآخرة أفلا تستحق أن نسعى جاهدين لإقامتها على الوجه الذي أمرنا الله تعالى به (وأقيموا الصلاة) إقامة حقيقية بشروطها وأركانها وواجباتها وخشوعها لا مجرد حركات جسدية وتمتمة باللسان!
والخشوع في الصلاة ليس وليد اللحظة وليس لباسًا ترتديه قبل أن تؤدي صلاتك، الخشوع في الصلاة ثمرة ونتيجة لما تكون عليه سائر وقتك، وثمرة ونتيجة لما وقر في قلبك من الاستسلام والتذلل والخضوع لله العلي الكبير الأعلى العظيم الذي تقف بين يديه في صلاتك. فاستعدادنا للصلاة قبل دخول وقتها من أعظم المعينات على الخشوع فيها، تأمل لو أنك قبل الصلاة تهيأت بوضوء وذكر وانتظار للصلاة وتدبر بعض آيات القرآن العظيم أو التفكر في معاني أذكار الصلاة وحركاتها وتحضرت ماذا ستقرأ فيها من أدعية الاستفتاح وأي سور ستقرأ في كل ركعة وأي دعاء ستدعو به في سجودك ثم يؤذن المؤذن فتردد معه وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما أوصانا ثم تدعو بما شاء الله تعالى لك أن تدعو ثم تقوم مستعينًا بالله لصلاتك، كيف تتوقع أن تكون هذه الصلاة؟ لا شك أنه سيكون فيها شيء من الخشوع ولو في بعض ركعاتها فعندما تتذوق لذة الخشوع مرة ستسعى للحصول عليه في كل الصلاة وستجاهد نفسك مرة بعد مرة لتكون كل صلاة أكثر خشوعا مما سبقها وهكذا هي حالنا مع الصلاة جهاد مستمر طمعًا في تحقق الخشوع الذي يجعل صلاتنا تنهانا عن الفحشاء والمنكر ولندخل في مدح الله تعالى لعباده المؤمنين ونكون من المفلحين (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ المؤمنون).
(يتبع ان شاء الله)
تلاوة خاشعة لأواخر سورة الفرقان
بصوت القارىء سعود الفايز
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 15 إلى الآية 24 من سورة هود
بصوت القارىء قاسم فضائل
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 49 إلى الآية 59 من سورة النساء
بصوت القارىء نايف الفيصل
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 70 إلى الآية 74 من سورة الحج
بصوت القارىء أنس الجهني
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
تلاوة خاشعة من الآية 58 إلى آخر سورة الواقعة
بصوت القارىء عبد الرحمن أبا الخيل
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
التنبيه على بعض الأخطاء المرويّة في قصّة ذبح اسماعيل عليه السلام
العلامة الألباني - رحمه الله -🎙
تلاوة خاشعة من الآية 59 إلى الآية 73 من سورة مريم
بصوت القارىء نايف السالم
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
مبارك عليكم عشر ذي الحجة،
أيام عظيمة، أقسم الله بها ورفع شأنها،
أسأل الله أن يرزقكم فيها الطاعات، ويكتب لكم القبول،
ويجعل لكم فيها دعوة لا تُرد، وذنبًا مغفورًا،
وعملًا متقبلًا، ورزقًا واسعًا مباركًا فيه.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
#قناة_صبغة_الله
/channel/algwere
ابن القيِّم رحمه الله
إذا رأيت سربال الدُّنيا قد تقلَّص عنك ، فاعلم أنَّه لطف بك ، لأنَّ المنعم لم يقبِضه بخلًا أن يتمزَّق ، ولكن رفقًا بالسَّاعي أن يتعثَّر ..
بدائع الفوائد ٣/ ٢٣٣
••°••
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قــــــال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:`
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ #اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻣﻦ ﺗﺠﺮى ﻟﻬﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺟﺮاﺣﻴﺔ،
#ﻓﻴﺘﺮﻛﻮﻥ_اﻟﺼﻼﺓ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻻﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺩاء اﻟﺼﻼﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ الوضوء، ﺃﻭ ﻷﻥ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﻧﺠﺴﺔ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻋﺬاﺭ،
ﻭﻫﺬا ﺧﻄﺄ #ﻛﺒﻴﺮ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺗﺮﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﺇﺫا ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭاﺟﺒﺎﺗﻬﺎ، بل ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ﺣﺎﻟﻪ، ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﺎﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ}؛
#ﻭﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﻘﻮﻝ:
ﺇﺫا ﺷﻔﻴﺖ #قضيت اﻟﺼﻠﻮاﺕ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ، ﻭﻫﺬا ﺟﻬﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻭ ﺗﺴﺎﻫﻞ؛ ﻓﺎﻟﺼﻼﺓ تصلى ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺣﺴﺐ اﻹﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺄﺧﻴﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻬﺎ؛ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻬﺬا، ﻭاﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ #اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ، ﻭﺗﻔﻘﺪ ﻷﺣﻮاﻝ اﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎﺕ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ .
> 📚 الملخص الفقهي (ص ١١٧)
📝📝
#رســــالة_عالم
💡قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
*وقد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدهم نظرًا ويعميه عن أظهر الأشياء،* وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرًا ويهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به.
فمن اتكل على نظره واستدلاله، أو عقله ومعرفته، خذل.
📚درء تعارض العقل والنقل