zadi2 | Unsorted

Telegram-канал zadi2 - زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

9095

الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321

Subscribe to a channel

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ألا قومُوا فندعوا اليوم ربًّا * رحيمًا محسنًا برًّاً بفالِ
ونبدأ في الدعاء بالحمد إنا * لنحمده بالغدو والاصالِ
إلهي إنّ في الأمطار شُحًّا * ونزرًا لا يدانيهِ مقالِ
وإنّ الأرض تشكو اليوم جدبًا * وتشكو غور ذا الماء الزلالِ
فأمستْ في رباع القوم قفرًا * وعظمًا بين أنياب السعالِ
وماتت من بهائمنا ألوفٌ * لأنّ السعر في الأعلاف غالي
وأقبلت الديار على بلاءٍ * لعامٍ من صدى الأمطار خالي
إلهي ليس للأنعام عُشبٌ * لترعى في حواشيه الجمالِ
ولا نبتٌ خُضارٌ في ثراها * ولا كلأٌ يُرام على الجبالِ
وصار الطير لا ينوي نزولًا * فلا ماءً يَرى في كلّ حالِ
أغثنا يا إلهَ الكون إنا * عبيد نبتغي حُسن النوالِ
وإنّ بنا من اللأواء جَهداً * وإنك عالم عن كل حال
فلا تمنع بذنب القوم قطرًا * ولا تمنع عبادك من سجالِ
ألا رباه أرسلها رياحًا * تقلّ بها من السحب الثقالِ
وسقها رحمةً في أرض قفْرٍ * تباكت طول أيامٍ عضالِ
ألا غيثًا مغيثًا يا إلهي * وسَحًّا نافعًا يا ذا الجلالِ
هنيئًا في ثناياه مريئًا * مُغيثاً أو مريعاً في الكمالِ
وأغدقْه وأطبقْه وجلّلْ * مواقع قطره بين التلال
لتحيي بلدةً ميْتًا تعالت * بها أصواتٌ مِن القحط بالِ
وتَسقيهِ أنَاسِيّاً كثيراً * وأنعاماً غدتْ دون احتمال
فصُبْ الماءَ في الآكام صباً * وأنبتْ زرعَنا فوق الرمال
وأَحي الأرضَ بالخيرات دوماً * لتُصبح ثمارُنا مثل القِلالِ
وتبلغ فرحة الإمطار دُورًا * مزملةً بأنَّات العيالِ
فيشهد كلُ ملهوفٍ غياثًا * بزخاتٍ كحبات اللآلي
ألا إنّا دعوناك اضطرارًا * وأنتَ لدعوة المضطّر والي
وإنّا قد رفعناها أكُفًّا * فلا ترْدُدْ أكفًّا من سؤالِ...
فلا ترْدُدْ أكفًّا من سؤالِ
*ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ* ــــ
اللهمَّ أغثنا غيثَ الايمان في قلوبنا، وغيث‌َ الرحمة النازلة في أوطاننا، اللهمَّ أغثنا غيثاً هنيئاً مريئاً مريعاً، سحّاً عاماً طبقاً مجلَلاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهمَّ سقيا رحمة لا سقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولاغرق.
اللهمَّ ارحم الاطفالَ الرضُّع، والبهائم الرتُع، والشيوخَ الركُّع، يارب العالمين. اللهمَّ إنّا نستغفرك إنّك كنتَ بنا غفّارا، فأرسل السماء علينا مدراراً. لا إله إلا أنت سبحانك، إنّا كنا من الظالمين.
اللهمَّ افتحْ لنا السماءَ بالماء، وارويْ الظمأ، إنّك على كل شيء قدير، اللهمَّ أنبتْ لنا الزرعَ، وأدرْ لنا الضرع، اللهمَّ أنزل علينا من بركات السماء، وأخرِجْ لنا من بركات الأرض يارب الأرض والسماء، يا سميع الدعاء. يا أرحم الراحمين.
آمين اللهمَّ آمين يارب العالمين.

هذا وصلوا وسلّموا على من أمركم اللهُ بالصلاة والسلام عليه حيث قال:
إنّ اللهَ وملائكتَه يصلون على النبيّ، يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*أيها المسلمون:*
في هذا الصباح الباكر، وقبل أنْ تجفّ أرض هذا اليوم؛ قام الرسول ﷺ مخاطباً ومحاضراً ليُصحح المفهوم الخاطئ عند الناس، قام ليغرس العقيدةَ الصحيحة عند الصحابة خاصة، وعند المسلمين عامة، أنّ الذي يُنزّل المطر من السماء هو الله عزّ وجلّ وحده، لا شريك معه، فلا مَلَكٌ، ولا كوكب، ولا نجم؛ ولا أحد ينزّل المطر من السماء، بل هذا خاصٌ بالذات الآلهية، فلا أحدٌ له يدٌ أو قدرة في ذلك، كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذي يُنَزِّلُ الغَيثَ مِن بَعدِ ما قَنَطوا وَيَنشُرُ رَحمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَميد}.

فإنّ القادر الوحيد على إنزال أو منع المطر من السماء هو الله وحده لا شريك له، بل إنّ اللهَ تحدّى عبادَه؛ أنْ ينزّل أحدٌ الماءَ من السماء غيره، فقال الله متحدياً عباده بهذه القدرة: ﴿أَفَرَأَيتُمُ الماءَ الَّذي تَشرَبونَ۝أَأَنتُم أَنزَلتُموهُ مِنَ المُزنِ أَم نَحنُ المُنزِلونَ۝لَو نَشاءُ جَعَلناهُ أُجاجًا فَلَولا تَشكُرونَ﴾.
فمَن قال أنّ هناك أحداً ينزّل الغيثَ من السماء غيرَ الله؛ فهو كافر بالله، مؤمن بغير الله، فإنّ قدرة إنزال المطر، أو معرفة وقت نزوله، من الأمور الغيبية الخمسة التي لا يعلم بها إلا الله جل وعلا، كما قال الله ذلك: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيثَ وَيَعلَمُ ما فِي الأَرحامِ ...}.

*عبادالله* :
وكما أنّ هناك أسباباً لمنع نزول المطر من السماء كما سمعتم ؛ فإنّ هناك أسباباً أخرى أيضاً تُسْتجلب بها رحمةُ الله من السماء، ومنها:
1/ *التوبة من جميع الذنوب والمعاصي، والرجوع إلى الله، والتقرب إليه بجميع الطاعات.*

فإنّ التوبة من المعاصي سبب لنزول الرحمات، وسببٌ لرفع البلايا والعقوبات، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: [ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولايُرفع إلا بتوبة]. واللهُ سبحانه وتعالى يأمر عبادَه بأنْ يتوبوا جميعاً من الذنوب، فقال جلّ وعلا: ﴿.. وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [النور: ٣١].
(جميعاً) بدون استثناء، فالخطاب بالتوبة ليس موجهاً للعصاة فقط، بل موجهاً للجميع، للعصاة ولغيرهم، لكل عاصي، ولكل مؤمن ،(جميعاً)، للذكر والانثى، للرئيس والمرؤوس، للراعي والرعيّة، للغنيّ وللفقير، للجميع (وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾.

فأول واجب علينا جميعاً، وأول سبب لنزول الرحمات من الله هو التوبة من جميع الذنوب والمعاصي، فإنّ موسى (عليه السلام) لما خرج يستسقي ربَّه هو وقومُه، فلم ينزلْ المطر عليهم، لأنّ في القوم رجلاً واحداً عاصياً، فلما تاب هذا الرجل العاصي، وأعلن توبته لله؛ أنزل الله عليهم المطر، وأغاثهم الله من رحمته. فواللهِ لو جاء نبيّ الله موسى الآن بيننا، وقام وخطب فينا وصاح فينا: (أيها العاصي أخرج من بيننا)، فواللهِ لخرجنا جميعاً وما بقي منا واحدٌ في هذا المسجد. نسأل الله العفوَ والعافية. فياعبادالله توبوا إلى الله توبةً نصوحاً، (وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَميعًا أَيُّهَ المُؤمِنونَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾.

2/ *السبب الثاني لنزول الرحمات من السماء: الاستقامة على الطريق الصحيح،* والسير في خط الله المستقيم. كما قال الله تعالى: ﴿وَأَلَّوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦].

فواللهِ لو استقام الناسُ على صراط الله المستقيم، ومشوْا في خطٍ مستقيم في عبادتهم مع الله، وفي معاملاتهم مع عبادالله؛ لأسقاهم اللهُ من السماء ماءًا غدقاً، أي ماءًا كثيراً متتابعاً...

3/ *السبب الثالث: الإيمان والتقوى،* وعدم التكذيب بآيات الله جلّ وعلا، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ﴾. فالإستقامة على منهج الله، وتحقيق الإيمان والتقوى، وعدم التكذيب بآيات الله؛ سببٌ لجلب لنا كلّ نعمةٍ وكلّ خير، والعصمة من كل بلاءٍ، ومن كل شر.

4/ *الرابع: الحُكم بما أنزل الله، وتحكيم كتاب الله في كل مجالات الحياة:* كما قال الله تعالى: ﴿وَلَو أَنَّهُم أَقامُوا التَّوراةَ وَالإِنجيلَ وَما أُنزِلَ إِلَيهِم مِن رَبِّهِم لَأَكَلوا مِن فَوقِهِم [أي من السماء] وَمِن تَحتِ أَرجُلِهِم [أي من الأرض] مِنهُم أُمَّةٌ مُقتَصِدَةٌ وَكَثيرٌ مِنهُم ساءَ ما يَعمَلونَ﴾ [المائدة: ٦٦].

5/ *السبب الخامس لجلب رحمة الله: إخراج الزكاة، وصرفها في مستحقاتها الثمانية* ، فكما أنّ منع الزكاة سبب لمنع القطر من السماء؛ فكذلك إخراج الزكاة سبب لنزول الأمطار من السماء.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فالذنوب والمعاصي كلها تمنع نزول الرحمة على العباد، وعلى البلاد، وعلى الشّجر، وعلى الدوابّ، ولولا رحمة الله بالبهائم الرتّع، والطيور؛ ما نزلت قطرةٌ من السماء، بل لم يبقَ على ظهر هذه الأرض من دابةٍ تدُبُّ فيها، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَو يُؤاخِذُ اللَّهُ النّاسَ بِظُلمِهِم ما تَرَكَ عَلَيها مِن دابَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ﴾.

وعن أبي قتادة (الحارث بن ربعي الأنصاري) أنه كان يحدّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال: «مُستريح ومُستَراح منه» قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشّجر والدواب»[متفق عليه].

فإنّ العبد المؤمن إذا مات انتقل من هذه الدار، دار التعب والمرض والفقر والأذى، إلى دار الراحة والصحة والسعادة، فيستريح من نصب هذه الدنيا، ومن متاعبها ومشاكلها ومن فتنها.

أما العبد الفاجر ولم يقل في الحديث «العبد الكافر» ليدخل فيها (العبد المسلم)، فإنّ العبد الفاجر إذا مات، لا يستريح هو، بل يُستَرَاح منه، يستريح منه كلُّ العالَم، حتى الحيتان في البحار تستريح منه، فيستريح منه البرّ والبحر، حتى الطير في جوّ السماء تستريح منه، لماذا؟ لماذا يستريح منه كلُّ هذا العالَم؟ لأنه عبدٌ فاجر، عبدٌ صاحب فجور، صاحب ذنوب، ومعاصي ومنكرات، لأنّ هذا العالَم بشؤم معصيته يتضرر منه.
فيتضرر منه (العباد): إمّا بظلمه لهم، أو بالقتل، أو بالسلْب، أو بالسبّ أو بغيرها، وبذلك تُحْجب الرحمات من السماء. وتتضرر منه كذلك (البلاد): لأنه أفسدها بذنوبه ومعاصيه، فأهلكَ بذلك الحرثَ والنّسَل.
أما (الشجر): تستريح منه لأنه كان مانعاً لها من السُقيا بالمطر بسبب فجوره وذنوبه، أو بسبب قطعه لهذه الأشجار، وحرقها بدون فائدة.

أما (الدوابّ): فتستريح منه لأنها تضررت منه أيضاً بسبب ذنوبه ومعاصيه، كما قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: [إنّ الحُبارَى؛ «وهو نوع من الطيور» لتموت هَزَلاً في وكْرها من ظُلم الظالم]. قال العلماء: إنما خصّ الحُبارى بالذكر؛ لأنها أبعَدُ الطيور طلباً للرزق، ومع ذلك لحِقها الضررُ من ظلم الظالم إلى وكْرهها وجُحرها. وقال مجاهد رحمه الله: [إنّ البهائمَ لتلعنُ العصاةَ من بني آدم إذا اشتدت السنون عليها، تقول: من شؤم معصية بني آدم مُنِعنا القطر من السماء]. فهذا العبد الفاجر إذا مات يستريح منه العبادُ، والبلاد، والشجر، والدوابّ.

*عبادالله*:
إنّ الذنوب والمعاصي كثيرة ومتعددة ومتنوعة، فأولها وأعظمها وأشدّها هو الإشراك بالله عز وجل قولاً وعملاً، ثم يأتي بعد ذلك ترك الواجبات من صلاة وزكاة، وصوم رمضان وغيرها. ثم يأتي بعد ذلك فعل المحرمات والمهلكات، والكبائر والموبقات.
_ فترك الصلاة، وعقوق الوالدين، والسحر والشعوذة، وأكْل حقوق الناس، وأكل أموال اليتامى ظلماً، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات، وأكل ميراث البنات والأخوات؛ *كلها ذنوب ومعاصي ومهلكات.*

_ قولُ وشهادة الزور، وكتم شهادة الحقّ، وتزوير العقود، وتغيير منار الأرض، وإنكار أو إخفاء حقوق ووثائق الناس، وانتشار الرشوات، وظهور الغش في التجارات والمعاملات؛ *كلها ذنوب ومعاصي ومُهلكات.*
_ الزنا، والسرقة، واللواط، وقتْل النفس المحرّمة، وقطع الطريق، ونهب ممتلكات الناس، وأكل الربا، وعدم مراقبة الله في المعاملات المجتمعية؛ *كلها ذنوب ومعاصي ومهلكات* .

_ الكذب والحسد، والكِبر والعُجب، والغرور، والإفساد في الأرض، وتضيع الأمانات، وظهور الخيانات الزوجية، وترك الأمر بالمعروف والنهي المنكر، وشرْب الخمور، وانتشار المحرمات في الفنادق والسواحل والمنتجعات *، كلها ذنوب ومعاصي ومهلكات.*
_ مؤاذاة المسلمين، ومؤاذاة الجار، وقطيعة الأرحام، ونهب الأموال العامة والخاصة، ومعاداة الصالحين، واحتقار المؤمنين، وموالاة أعداء الله، ومحاربة أولياء الله، وسبّ صحابة رسول الله، والنيل من أعراض زوجات نبيّ الله، وعدم نصرة حبيب الله؛ كلها تستوجب العذاب والعقاب من الله، فلا حولَ ولا قوة إلا بالله.
_ ذنوب ومعاصي لا تُعّد ولا تُحصى، فشبابٌ صايُعٌ مايِع، ونساء متبرجاتٌ في الشوارع، كلُها أسبابٌ ومشاكلٌ وموانع.
فهذا هو السبب الأول لمنع نزول القطر من السماء. إنها الذنوب والمعاصي والسيئات يا عبادالله.

2/ *أما السبب الثاني من موانع نزول الغيث من السماء: هو منع الزكاة، وعدم صرفها لمستحقيها..*
وإنْ كانت منع الزكاة داخلة في السبب الأول، فهي معصية من المعاصي؛ لكنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم أفردها بالذكِر لأهميتها، فمنع إخراج الزكاة، وعدم صرفها لمستحقيها سببٌ ومانع لنزول الغيث من السماء.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

-صلى الله عليه وسلم- بِذَلِكَ، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ".

أيها المسلمون: وفي الصُّلح رعاية الأُخُوَّة، وصيانة العِرْض، ودوام السَّكينة، ونزول التوفيق والبركة، وخيرات عظيمة، وبركات كثيرة لا تحصى، والصلح العادل الذي تسكن إليه النفوس، ويزول به الخلاف خير من الفُرْقة، فإن التمادي في الخلاف والشحناء والمباغضة، وقوع في قواعد الشر الجامعة لكل الخذلان والهوان والخسران، وهل جنى المتشاجرون المتنافرون المتناحرون من دوام التصارم والتطاحن إلا سوء الأحدوثة والسمعة، وتكدر العيش الصفي، وتعثر النوم الهني، وتعب الأجساد، وشماتة الحساد، وتقشع الراحة، حتى تضيق عليهم الفسيحة الوسيعة.

إلام الخلف بينكم إلام *** وهذي الضجة الكبرى علامَ
وفيما يكيد بعضكم لبعض *** وتبدون العداوة والخصام

فاتقوا الله -أيها المسلمون-، وتغافلوا عن الزلات، ولا تستقصوا الهفواتِ، وكونوا في كلِّ أوانٍ إخوانًا متحابينَ بجلال الله -تعالى-، متواصلينَ في ذات الله، متعاونينَ على البر والتقوى، نابذينَ للفُرقة والخلاف والأهواء، متمسكينَ بالجماعة والأُلفة والمحبة والإخاء.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه، ويا فوز المستغفرين.


الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي آوى مَنْ إلى لُطفه أوى، وأشهدُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، داوى بإنعامِه مَنْ يئس من أسقامِه الدَّوَا، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، مَنِ اتَّبَعَه كان على الهُدى، ومَنْ عصاهُ كان في الغواية والردى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً تَبقى، وسلامًا يَترى.

أمَّا بعدُ، فيا أيها المسلمون: اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119].

أيها المسلمون: كم بيت كاد الخلاف أن يُضَعضِع أركانَه؟! ويهدم بنيانه، لولا إشفاق مصلح، ورحمة ناصح، وعطف محب رآب، وكم صفيين، أو شقيقين، أو قريبين، أو جارين كادت القطيعة والفتنة أن تقع بينهما، لولا سفارة مصلح، وشفاعة وجيه، أبقت ما بينهما من المودَّة، وأدامت ما بينهما من المحبة، وكم حرب كادت أن تشتعل بين شريكين في تجارة، أو زارعة، أو صناعة، أو مهنة، لولا حكمة جامعة، وسداد رأي، وحسن مشورة، ولسان نصح، ومبادرة إصلاح، أطفأت الفتنة، وأخمدت نار الخلاف.

ومتى استعان المصلح بمولاه، وأصلح قصده، وأخلص لله فعله، وتوخَّى الزمان المناسب، والمكان الملائم، والكلام السهل المقنع، وقع سعيه نافعًا، كنفع الغيث للأرض، وقد جات الرخصة الشرعيَّة في أن يقول الرجل في الإصلاح بين المتخاصمين، ما لم يسمعه من الذكر الجميل والقول الحسن؛ ليستل به من قلب أخيه السخيمة والضغينة، عن أم كلثوم بنت عقبة -رضي الله عنه- أنَّها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرًا أو يقول خيرًا" مُتفَق عليه، قال النوويّ: "معناه: ليس الكذاب المذموم الذي يصلح بين الناس، بل هذا محسن".

جعلني الله وإيَّاكم من الصالحين الْمُصلِحِينَ،

وصلُّوا وسلِّمُوا على أحمد الهادي شفيع الورى طرا، فمن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا، اللهُمَّ صل وسلم على نبينا وسيدنا محمد، وارض اللهُمَّ عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، ذوي الشرف الجلي، والقدر العلي؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الآل والأصحاب، وعنا معهم يا كريم يا وهاب.

اللهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، ودَمِّر أعداءَ الدِّينِ، واحفظ بلادنا، وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، يا ربَّ العالمينَ؛ (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا)[إِبْرَاهِيمَ: 35].

اللهُمَّ واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا، يا ربَّ العالمينَ،
اللهُمَّ انصر إخواننا في فلسطين، على الطغاة المعتدين، والظلمة المحتلين، اللهُمَّ طهر المسجد الأقصى من رجز اليهود الغاصبين، واحفظ أهلنا في فلسطين، واجبر كسرهم، وعجل نصرهم، وأقل عثرتهم، واكشف كربتهم، وفك أسراهم، واشف مرضاهم، وتقبل موتاهم في الشهداء يا ربَّ العالمينَ.

اللهُمَّ اجعل دعاءنا مسموعًا، ونداءنا مرفوعًا، يا كريم يا عظيم يا رحيم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه))[ حسنه الألباني بطرقه، السلسلة الصحيحة ح1322] ..

اللهم بصرنا بعيوبنا وأصلح ما فسد من أحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاَ...

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...


الخطــــبة الثانــية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

أما بعد: عبــــــــاد الله :-
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عمله ماذا عمل فيه) (صحيح الترغيب والترهيب ) (3593) ..

فحري بالإنسان أن يعد للسؤال جواباً، وللجواب صواباً، وليحذر من إهدار وقته - حياته - في معصية الله، أو فيما لا يعود عليه نفعه في الدنيا والآخرة،
بل عليه أن يستغل كل ساعات حياته في طاعة الله، وفيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة،

وهذا عام جديد وأمل جديد ينبغي أن نستعد له بالعزم والعمل ونتفاءل بقدومه وبما أودع الله فيه من خيرات وبركات.. فأحسنوا العمل وأحسنوا الظن وشمروا عن ساعد الجد واسألوا الله من فضله وتزودوا من أعماركم وايامكم.. .

اللهُمَّ إنَّا نسألُك إيمانًا يُباشرُ قُلوبنا ويقينًا صادقًا وتوبةً قبلَ الموتِ وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة ولا فتنةً مُضلة...

اللهُمَّ زينَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مُهتدين، لا ضاليَن ولا مُضلين، بالمعروفِ آمرين، وعن المُنكرِ ناهين يا ربَّ العالمين..
اللهم وفقنا للأعمال الصالحات، وترك المنكرات،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى..
اللهم احقنا دمائنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وردنا إلى دينك رداً جميلا...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:
{ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻳَﺄْﻣُﺮُ ﺑِﺎﻟْﻌَﺪْﻝِ ﻭَﺍﻹ‌ِﺣْﺴَﺎﻥِ ﻭَﺇِﻳﺘَﺎﺀِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻰ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ ﻭَﺍﻟْﺒَﻐْﻲِ ﻳَﻌِﻈُﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺬَﻛَّﺮُﻭﻥَ}. (ﺍﻟﻨﺤﻞ: 90)

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*أنــمــــا انـت أيــــــام... !!*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمدُ لله فاطرِ الأرض والسموات .
عالم الأسرار والخفيات .
المطلع على الضمائر والنيات .
أحاط بكل شيء علماً ،
ووسع كل شيء رحمة وحلماً .
وقهر كل مخلوق عزة وحكماً ،
يعلم ما بين أيديهم وما خلفَهم ولا يحيطون به علماً .
لا تدركه الأبصار ، ولا تغيره الدهور و الأعصار ، ولا تتوهّمه الظنون والأفكار .
وكل شيء عنده بمقدار ،
خلق الإنسان فكرمه ، وحذره من الطغيان وفهمه :

يا عامـراً لخراب الدهر مجتهداً ***
بالله هل لخـراب الدار عمران...
ُ ويا حريصاً على الأمـوال يجمعها **
أقصر فإن سـرور المال أحزانُ ...
من يتق الله يُحـمد في عـواقبه **
ويكفه شـر من عزوا ومن هانوا ...
فالزم يديك بحبـل الله معتصـماً ***
فإنه الركن إن خانتك أركان...

ُ أحمده سبحانه وأشكره، عمَّ الخلائقَ فضلُه وإحسانه، ووسِع المذنبين عفوُه وغفرانُه،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، عظُم شأنه وعزّ سلطانه وجل ثناءه وتقدست أسمـــاءه، ...

ولدتـك أمـك يا ابن آدم باكيـاً ...
والناس حولك يضحكون سروراً ...
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكـوا ...
في يوم مـوتك ضاحكاً مسروراً ...

وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً ...

يا خير من جاء الوجود تحية ***
من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا...
بك بشر الله السماء فزينت ***
وتوضعت مسكا بك الغبراء ...
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى***
وفعلت ما لا تفعل الأنواء ....
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا ***
لا يستهين بعفوك الجهلاء ...
وإذا رحمت فأنت أم أو أب ***
هذان في الدنيا هما الرحماء ...

صلّى الله وسلّم وبارك عليه، وعلى آلة وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...


أما بعــد: عبـــــــاد الله: -
إبن آدم :
أيام عمرك تذهب ...
وجميع سعيك يكتب ....
ثم الدليل عليك منك ....
فأين أين المهرب إبن آدم :

دنياك ساعات سراع الزوال ...
وإنما العقبى بلوغ المآل ...
فهل تببع الخلد يا غافﻻ ...
وتشتري دنيا المنى والضﻻل ...

يروى أن ملكاً من الملوك بنى قصراً وشيده وزينه، ثم انه دعا الناس لزيارته ..!!
وقال: لجنوده من عاب منه شيئاً فأصلحوه، وأتوا به إليّ فكان الناس يطوفون في هذا القصر وينظرون إلى غرفاته وشرفاته وحدائقه ونقوشه مبهورين بجماله مندهشين لروعته !!!
فلم يجدوا عيبا وهكذا جماعة بعد جماعة وفوج بعد فوج...
فكان حراس الملك يسألونهم هل وجدتم عيباً في هذا القصر قالوا : لم نجد عيب...
ثم إنه جاء رجل في آخر الناس من بلاد بعيدة عليه آثار السفر فطاف بالقصر ورأى ما فيه فلما هم بالخروج من ذلك القصر، سأله الجنود هل وجدت فيه عيبا ؟
فقال الرجل: لقد وجدتُ فيه عيبان ...
فأعلنت حالة الطوارئ ،
وقالوا إن الملك ما كان ليرضى بعيب واحد وأنت وجدت عيبين ..!!
وأخذوا الرجل إلى الملك فسأله ما هما،
قال أيها الملك :
العيب الأول: إن هذا القصر لابد وأن يأتي عليه يوم و يتهدم ويعتريه الخراب ،،،
والعيب الثاني : أن صاحب هذا القصر لابد وأن يأتي عليه يومُ يموت فيه ...
فبكى الملك، وذكر حاله ومآله وتقصيره وقال لمن حوله دلوني على قصر لا يهدم ولا يموت صاحبه،
قالوا : إن هذا أيها الملك لا يكون إلا في الجنة ..
( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا) [النساء : 57]...

دخـل أبو الدرداء رضي الله عنه الشام فقال: (يا
أهل الشام، اسمعوا قول أخٍ ناصح، فاجتمعوا عليه فقال: (ما لي أراكم تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون؟! إن الذين كانوا من قبلكم بنوا مشيدًا وأملوا بعيدًا وجمعوا مثيرًا، فأصبح أملهم غرورًا وجمعهم ثبورًا ومساكنهم قبورًا..)...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وليتعلم دعاة الإصلاح في كل زمان ومكان.... كيف يقتحمون الشدائد،... ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً.

-ثامناً: ظهور المواقف البطولية: فالنبي – صلى الله عليه وسلم – تنتهي إليه الشجاعة بأسرها، ومن مواقفه البطولية.... ما كان من أمر الهجرة... وذلك لما اجتمعت عليه قريش ورمته عن قوس واحدة،... وأجمعت على قتله، والقضاء على دعوته....فما كان منه.. إلا أن قابل تلك الخطوب بجأشٍ رابط ...وجبين طَلْقٍ... وعزم لا يلتوي.

ولاحت نجومٌ للثريا كأنها جبين رسول الله إذ شاهد الزحفا

ولقد كان ذلك دَأْبَهُ – عليه الصلاة والسلام -،... فلم تكن تأخذه رهبة من أشياع الباطل.. وإن كَثُرَ عددهم،.... بل كان يلاقيهم بالفئات القليلة،... ويفوز عليهم فوزاً عظيماً،... ويقابل الأعداء بوجهه..لا يوليهم ظهره..
وإن تزلزل جنده،... وانصرفوا جميعاً من حوله، ... وكان يتقدم في الحرب.. حتى يكون موقفه أقرب موقف من العدو، ..وإذا اتقدت جمرة الحرب، واشتدّ لهبها؛... أوى إليه الناس، واحتموا بظله الشريف؛.. فلم يكن يتوارى من الموت، أو يُقَطِّب عند لقائه... كيف.. وهو يتيقن أن موتَه... هو انتقال من حياة مخلوطة بالمتاعب والمكاره... إلى حياة أصفى لذة، وأهنأ راحةً، وأبقى نعيماً؟

ولقد كان لهذه المواقف البطولية الرائعة.. موضع قدوة لأصحابه ومن جاء بعدهم؛ ...فحقيق على الأمة التي تريد العزة، والرفعة، والسعادة؛... أن تكون على درجة من الشجاعة؛ حتى تقرَّ بها أعينُ حلفائها، ويكون لها مكانة مهيبة في صدور أعدائها.

وحقيق على علماء الإسلام وزعمائه.. أن يقتدوا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أدب الشجاعة التي هي الإقدام في حكمة؛.. فقد جرت سنَّة الله على أن الحق لا يمحق الباطل.... والإصلاح لا يدرأ الفساد؛... إلا أن يقيض الله لهما رجالاً... يؤثرون الموت في جهاد.. على الحياة في غير جهاد...
-والحمدلله اننا قدرأينا وشاهدنا بأم أعيننا اليوم...في غزةالعزة...
من اقتدوا برسول الله وأصحابه...وتخلقوا بخلق الشجاعة والثبات..وحسن التخطيط...أمام جحافل الكفر والطغيان..وشذاذ الآفاق..من الصهاينة بمختلف مشاربهم وجنسياتهم...وأذاقوهم الذل والرعب ألوانا...
يدخلون غزة على أقدامهم...
ويخرجون منها على ظهورهم...
أو بأكياس القمامةأشلاء..
إنهم رجال الرجال..وأسودالنزال.
نسأل الله لهم النصر والتمكين..
والفرج العاجل..والفتح المبين.


@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فقد استبقى معه أبا بكر وعلياً – رضي الله عنهما -، وأذن لسائر المؤمنين بتقدمه إلى المدينة، فأما أبو بكر فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال له حين استأذنه؛ ليهاجر: ((لا تعجل؛ لعل الله أن يجعل لك صاحباً)).

وأحس أبو بكر بأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعني نفسه بهذا الرّد، فابتاع راحلتين، فحبسهما في داره يعلفهما إعداداً لذلك الأمر...
وأما عليٌ... فقد هيّأهُ الرسول – صلى الله عليه وسلم – لدور خاص يؤديه في هذه المغامرة المحفوفة بالأخطار... ألا وهي مبيته في مكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد الخروج إلى المدينة.

ويُلاحَظ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كتم أسرار مسيره؛ فلم يطلع عليها.. إلا من لهم صلة ماسة،.. ولم يتوسع في إطْلاعهم إلا بقدر العمل المنوط بهم،... ثم إنه استأجر.. عبد الله بن أُريقط الليثي...خبيراً بطريق الصحراء.. ليستعين بخبرته على مغالبة المُطَالِبين،... وكان هادياً ماهراً بالطريق،.. وكان على دين قومه قريش، فَأَمَّناه على ذلك،.. وسلَّما إليه راحلتيهما، وواعداه في غار ثور.. بعد ثلاث،... ومع كل هذه الأسباب المبذولة فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يتكل عليها؛... بل كان قلبه متعلقاً بالله – عزّ وجل -، فجاءه التوفيق والمدد والعون من الله،.. ويشهد لذلك أنه لما أبقى علياً – رضي الله عنه – ليبيت في مضجعه، وهمَّ بالخروج من منزله الذي يحيط به المشركون،.. وتقطعت أسباب النصر الظاهرة،.. ولم يبق من سبب إلا سنةُ تأييد الله الخفية؛.. أخذ حصيات ورمى بها وجوه المشركين؛.. فأدبروا،... وكذلك الحال.. لما كان في الغار، ففي الصحيحين أن أبا بكر – رضي الله عنه – قال: يا رسول الله.. لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا،..فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن؛ فإن الله معنا))1.

ومن هذه الناحية فإن الدرس المستفاد هو.. أن الأمة التي تريد أن تخرج من تيهها، وتنهض من كبوتها؛ .. لا بُدّ أن تأخذ بأسباب النجاة،.. وعُدَد النهوض،.. ثم تنطوي قلوبها على سراج من التوكل على الله، وأعظم التوكل على الله... التوكل عليه عز وجل في طلب الهداية،.. وتجريد التوحيد،.. ومتابعة الرسول – صلى الله عليه وسلم -،.. وجهاد أهل الباطل، وحصول ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان، واليقين، والعلم، والدعوة؛... فهذا توكل الرسل.. وخاصة أتباعهم.

وما اقترن العزم الصحيح بالتوكل.. على من بيده ملكوت كل شيء.. إلا كانت العاقبة رشداً وفلاحاً :((فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))2،.... وما جمع قوم بين الأخذ بالأسباب.. وقوة التوكل على الله؛... إلا أحرزوا الكفاية لأن يعيشوا أعزة سعداء.

-ثانياً: ضرورة الإخلاص... والسلامة من الأغراض الشخصية:
-فالإخلاص: روح العظمة، وقطب مدارها، والإخلاص يرفع شأن الأعمال.. حتى تكون مراقي للفلاح،.. وهو يجعل في عزم الرجل متانة.. فيسير حتى يبلغ الغاية.

ولولا الإخلاص يضعه الله في قلوب زاكيات.. لحُرم الناس من مشروعات عظيمة.. تقف دونها عقبات كبرى...
ومن مواطن العبرة في قصة الهجرة.. أن الداعي إلى الإصلاح متى أوتي حكمة بالغة، وإخلاصاً نقيَّاً، وعزماً صارماً... هَيَّأَ الله لدعوته.. بيئة طيّبة ..فتقبلها، وزيَّنها في قلوب قوم لم يلبثوا أن يسيروا بها، ..ويطرقوا بها الآذان، فَتُسِيغها الفِطَرُ السليمةُ، والعقول التي تقدّر الحُجج الرائعة حق قدرها، وهكذا كان – صلى الله عليه وسلم...حيث لم يرد بدعوته إلا الإخلاص لله،.. وإخراج الناس من الظلمات إلى النور؛.. فكان متجرداً من حظوظ النفس ورغائبها؛.. ولم يك يطلب بدعوته هذه.. نباهة شأن ووجاهة...فإن في شرف أسرته، وبلاغة منطقه، وكرم خلقه؛... ما يكفيه.. لأن يحرز في قومه الزعامة لو شاء...وما كان حريصاً على بسطة العيش.. فيبغي بهذه الدعوة ثراءً؛
فإن عيشه يوم كان الذهب يُصَبُّ في مسجده رُكاماً.... لا يختلف عن عيشه.. يوم كان يلاقي في سبيل الدعوة أذىً كثيراً،
ثم إن الهجرة.. كانت دليلاً على الإخلاص.. والتفاني في سبيل العقيدة؛... فقد فارق المهاجرون وطنهم، ومالهم، وأهليهم، ومعارفهم؛... إجابة لنداء الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.

وهذا درس عظيم.. يستفيد منه المسلمون فائدة عظمى... أن الإخلاص.. هو السبب الأعظم لنيل المآرب.. التي تعود على الأفراد والأمة بالخير.

-ثالثاً: الاعتدال حال السراء والضراء:
فيوم خرج – عليه الصلاة والسلام – من مكة مكرهاً.. لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربِّه...
ولما فتح الله عليه ما فتح، وأقرَّ عينه بعزِّ الإسلام، وظهور المسلمين؛... لم يَطِشْ زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛.. فعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى، ويوم أخرج منها كارهاً؛.. كعيشته يوم دخل مكة ظافراً،...وكعيشته يوم أظلت رايته البلاد العربية... وأطلَّت على ممالك(قيصر)ناحية تبوك...وتواضعه وزهده بعد فتح مكة وغيرها... كحاله يوم كان يدعو وحيداً، وسفهاء الأحلام في مكة يضحكون منه ويسخرون.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

المراجع:
القرآن الكريم. كتب الحديث الشريف.

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله.

(1) تفسير ابن كثير تفسير سورة السجدة.
(2) تفسير المنار.
تفسير القرطبي.
تفسير الجلالين. إحياء علوم الدين باب الدعاء.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

*الخطبة الثانية*
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبدُ اللهِ ورسولُه، خَيْرُ نبيٍّ أرْسَلَه. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وصيتي لنفسي وإياكم يا عبادَ الله بتقوى الله وطاعته، فاتقوا الله وخافوه راقبوه. أما بعد: وتباعًا لموضوع هذا اليوم" رسائل الله إلى خلقه ليعودوا إليه"

ومن حِكَمِ ابتلاء الله سبحانه وتعالى لخلقه:

*: أن يردوا المظالم إلى أهلها.*

قال سفيان الثوري بَلَغَنِي أَنَّ بني إسرائيل أصابهم القحط سَبْعَ سنين حتى أكلوا المَيتةَ من المَزَابِل، وكانوا يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون، فأوحى الله عز وجل إلى أنبيائهم عليهم السلام، وقال لهم: لو مَشَيْتُمْ إِلَيَّ بِأَقْدَامِكُم حتَّى تَحْفَى رُكَبَكُم، وتَبْلُغُ أيديكم عَنَانَ السماء، وَتَكَلَّ ألسنتُكُمْ عن الدعاء فإني لا أجيبُ لكم داعياً، ولا أرْحَمُ لكم باكياً حتى تَرُدُّوا المظالمَ إلى أهلها.
فلما سمعوا ذلك ردوا المظالم إلى أهلها فنزل المطر في يومهم ذلك.


*- الرحمة العامة والرحمة الخاصة.*

هناك رحمة عامة في الدنيا يرحم الله بها الجميع، ولكن هناك رحمة خاصة في الدنيا والآخرة يكتبها الله لمن اتصف بأربع صفات ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف فقال *: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ}.*
فالتقوى وإيتاء الزكاة والإيمان بآيات الله واتباع النبي صلى الله عليه وسلم هي أسباب الرحمة الخاصة التي يتجلَّى الله بها على عباده المؤمنين.

قال الإمام القرطبي في تفسيره: "قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: طَمِعَ في هذه الآية كل شيء حتى إبليس عندما سمع قول الله: { *وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}* فقال: أنا شيء، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: *(فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)* فَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى: نَحْنُ مُتَّقُونَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى:" *الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ"* الْآيَةَ. فخرج اليهود والنصارى من الاشتراك بهذه الرحمة؛ لأنهم لم يتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم.

أيها الإخوة المؤمنون عباد الله:
وما دام أن هناك رحمةً عامة تعم المؤمن وغير المؤمن، ثم رحمةً خاصةً بالمؤمن الذي اتصف بالصفات الأربع التي مرَّت بنا.

لأجل ذلك فهناك *ملاحظتان لابدَّ من ذِكْرِهما؛* لأنهما قد يردا على عقول كثير من الناس
*الأولى* : قد يقول البعض: إن المطر ينزل كل عام ولم نفعل كل هذا الذي تقول.

والجواب على هذا: أن رحمة الله التي وسعت كل شيءٍ قد تجعل الكريم سبحانه ينزل المطر رحمةً بالبهائم، فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في سنن ابن ماجة بإسنادٍ صحيح: *(وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا).*
وقد ورد أن سيِّدَنا سليمان عليه السلام خرج يستسقي فَمَرَّ بنملة مُلقاةٍ على ظهرِها رافعةٍ قوائمَها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنَّا خلقٌ من خلقِك ولا غِنَى بنا عن رزقك فلا تُهْلِكْنا بذنوب غيرنا.
فقال سليمان عليه السلام: ارْجِعُوا فقد سقاكم الله بدعوة غَيْرِكُم.

*والملاحظة الثانية:* البعض قد يقول: إنَّ كثيرًا من الدول الكافرة أكثر الخلق معاصي ومع ذلك فهم أكثر الناس رفاهية، والأنهار لا تنقطع على كثير من هذه الدول، فلماذا تنزل العقوبة خاصَّةً بالمسلمين دون غيرهم؟

والجواب على ذلك: إن العقوبة قد تعم المسلم العاصي وكذلك الكافر، ولكنها للمسلم تنبيه وتأديب، وأما الكافر فإنها له عقوبة وغضب.

وقد تنزل عصى التأديب الإلهية على المسلم في الدنيا دون الكافر ليس غضبًا على المسلمين، وإنما للتنبيه والتأديب ليعودوا عن انحرافهم، كما قال: *{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }.*

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*ومن حِكَمِ ابتلاء الله سبحانه وتعالى لخلقه:*
. *أن يتعظوا ويتوبوا* ، قال تعالى في سورة التوبة: *{أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}* (126).
قَالَ مُجَاهِدٌ: يُخْتَبَرُونَ بالسَّنة وَالْجُوعِ.
والمعنى أفلا ينظر الإنسان أنه ما من عامٍ إلا ويمرُّ به مرضٌ أو خوفٌ أو يعتريه مرضٌ أو غير ذلك من أنواع الابتلاءات وما ذلك إلا للتوبة والموعظة كما قال تعالى في الآية: *{أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}.*

قال الأوزاعي: خرج الناس يستسقون، فقام فيهم بلال بن سعد فحمِدَ اللهَ وأثْنَى عليه، ثم قال: يا معشرَ مَنْ حَضَر، ألَسْتُم مُقِرِّينَ بالإِساءة؟ فقالوا: اللهم نَعَمْ، فقال: اللهم إنَّا قد سمعنَاكَ تقول في كتابك: *{مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ}* وقد أَقْرَرْنَا بالإساءة، فهل تكونُ مغفرتُكَ إلا لِمِثْلِنا، اللهم فاغْفِرْ لَنا وارْحَمْنا واسْقِنَا.
فَرَفَعَ يديهِ ورَفَعُوا أَيْدِيَهُم فسقاهم الله.

والْأَصْلُ فِي الْإِجَابَةِ هي التَّوْبَةُ وَرَدُّ الْمَظَالِمِ وَالْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ الْهِمَّةِ فَذَلِكَ هُوَ السَّبَبُ القريب في الإجابة.

وقد جاء في الآثار أنَّه أصاب الناس قحْطٌ شديدٌ على عهد موسى عليه الصلاة والسلام، فخرَجَ موسى ببني إسرائيل يَسْتَسْقِي بِهِمْ فَلَمْ ينزل المطر، حتى خَرَجَ للاستسقاء ثلاث مرات ولم ينزل المطر.
فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام: إني لا أستجيبُ لك ولا لِمَنْ معك وفيكم نَمَّام، فقال موسى: يا ربِّ، ومَنْ هو حتى نُخْرِجَهُ من بينِنا؟ فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى، أَنْهَاكُمْ عن النميمةِ وأكونُ نَمَّاماً؟! فقال موسى لبني إسرائيل: توبوا إلى ربِّكم بأَجْمَعِكُم عن النميمة، فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث.

يقول الإمام القرطبي عند تفسير قول الله عز وجل في سورة الذاريات: *{وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ}:* كان الحسن البصري رحمه الله إِذَا رَأَى السَّحَابَ التي تبشر بالمطر ولكنها تمضي بعيدًا عنهم، فإذا رأى ذلك قَالَ لِأَصْحَابِهِ: *فِيهِ وَاللَّهِ رِزْقُكُمْ وَلَكِنَّكُمْ تُحْرَمُونَهُ بِخَطَايَاكُمْ.*
أي: إنَّ رِزْقَكُم في هذه السحابة التي تأتي إليكم، ولكنَّ الرياح تحملها إلى مكان آخر وليس إلى أرضكم بسبب ذنوبكم.

*ومن حِكَمِ ابتلاء الله سبحانه وتعالى لخلقه:
*. أن يؤمنوا ويتقوا** ، وهذا مما يَخُصُّ البركة وليس المطر والنبات لذاتِهما، فقد ينزل المطر أو تنبت الأرض ولكنْ بلا بركة، فلا ينفع ذلك.
ولكنَّ البركةَ هي الإكسير الأعظم، والسرُّ الأفخم، قال تعالى في سورة الأعراف: *{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}* (96).
*{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى}*
لو: حرف امتناع لامتناع، أي: امتنعت البركة لامتناع أهل القرى عن الإيمان والتقوى.
قال: *{لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}* قال: { *لَفَتَحْنَا* }: من الذي يفتح؟ إنه الله، وعندما يفتح الله فلا تخَفْ من القلة ولا من الفقر ولا من النقص.

وقَوْلُهُ *: {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ}* { *بَرَكَاتٍ* }: وليس بركة واحدة، وتَصَوَّرْ إذا وُجِدت البركة فإنَّ المطر لمرَّةٍ واحدة تنتج بعدها الأرض حصادًا ورزقًا، ومزرعة صغيرة قد تنتج مالا تنتجه مزرعةٌ كبيرة، كما قال الله في سورة البقرة: *{كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ}* مادام هناك بركة حتى الطَّل يعتبر نافعًا في حق هذه المزرعة التي سماها الله سبحانه وتعالى جنة.

ولكن *لو امتنعت البركة* فاسمع قول أحد التابعين :(ليس القحطُ أنْ لا تُمْطَرُوا، ولكنَّ القحطَ أنْ تُمطَروا ولكنْ لا تَحْصُدُوا).

وقد صَدَقَ، فكم من المرات التي ينزل فيها المطر فيحرث الناس مزارعهم ولكنَّ القليل منهم من قد يحصد، ويأكل من مزرعته، وهم نادر من النادر؛ لأن أغلب طعامنا نستورده من الخارج وكأنه لا أرض تُزرع في بلدنا ولا مزارعين يزرعون، وكلُّ هذا لانعدام البركة والتي جاءت من انعدام الإيمان والتقوى كما نَصَّ عليه قانون الله سبحانه وتعالى العليم بمصالح عباده القائل: *{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.*
*ومن حِكَمِ ابتلاء الله سبحانه وتعالى لخلقه:
*: أن يتراحموا فيما بينهم:**

أيها الإخوة المؤمنون عباد الله:

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة *" رسائل الله إلى خلقه ليعودوا إليه"،* شوال 1443هــ.



جمع وإعداد منصور علي عبد السلام وفقه الله وإياكم لصالح الأعمال وتقبل منه ومنكم.


الحمد لله رب العالمين القائل جلَّ جلاله *: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}* سورة الروم (41).
ويقول تعالى في الحديث القدسي الجليل: *«أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، مَالِكُ الْمُلُوكِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ فِي يَدِي، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِمْ بالسَّخَطِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ، وَلَكِنِ اشْتَغِلُوا بِالذِّكْرِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيَّ أَكْفِكُمْ مُلُوكَكُمْ* » رواه الطبراني في الأوسط عن أَبِي الدَّرْدَاءِ.

وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، كلُّ شيء خاشعٌ له، وكلُّ شيءٍ قائمٌ به، غِنَى كُلِّ فقير، وعِزُّ كلِّ ذليل، وقُوةُ كلِّ ضعيف، ومَلْجَأ كل ملهوف.
مَنْ تكلمَ سَمِعَ نُطْقَه، ومَن سَكَتَ عَلِمَ سِرَّه، ومن عاشَ فعليه رِزْقُه، ومَن ماتَ فإليهِ مُنْقَلَبُه.
لا يُنقِصُ سلطانِك مَن عصاك، ولا يَزيدُ في مُلْكِك مَنْ أطاعك، ولا يَرُدُّ أمرَك مَن سَخِطَ قضاءَك، ولا يَسْتَغْنى عنكَ مَن تولَّى عن أمرِك.
كلُّ سِرٍّ عندك علانية، وكلُّ غيبٍ عندك شهادة.
سبحانك يا رب، ما أعظمَ شأنَك! سبحانك ما أعظمَ ما نرى مِنْ خلقك! وما أكثرَ نِعَمَكَ في الدنيا! وما أَصْغَرَهَا في نِعَمِ الآخرة!

وإذا نظرتَ إلـــــى السماءِ مُناجِيًا ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مَأْمَلَكْ
فرأيتَ مالــم ترتجيهِ مَــــعَ الدُّعا وظننتَ أنّ الحُزنَ أَطْفَأَ مِشْعَلَكْ
لا تَجْزَعنّ مِـــــن الحياةِ وضِيقِها حاشاهُ رحمنُ السَّمَا أَن ْيخذُلكْ
ولَوِ اطّلعْتَ على الغُيوبِ ولُطْفِها لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيما اخْتَارَ لَكْ.

وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَنا وحبيبَنا وخليلَنا وشفيعَنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدًا رسولُ الله، النبي المجتبى المصطفى المختار، عليه صلوات ربي الملك العزير الكريم الغفار.

يا سيدي أنهارُ حُبّي قد جَرَتْ والشوقُ قد فاضَتْ بِهِ الأجسادُ
صلّى عليك اللهُ ما غَيْمٌ هَمَتْ وَأُنْبِتَتْ مِــــــن قَطْرِهَا الأعوادُ

اللهم فصلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الأطهار، وصَحابته الأخيار، والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

وصيتي لنفسي وإياكم يا عباد الله بتقوى الله، فاتقوا الله وخافوه وراقبوه، ولْنعلمْ جميعا علم يقين أننا جميعا بين يَدَيْ ربنا موقوفون، وعلى أعمالنا محاسبون، وعلى تفريطنا نادمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

اللهم ارفع حجاب الغفلة عن قلوبنا، وارفع الشرود من أذهاننا، وارفع النعاس وقت الخطبة من أعيننا، واجعلنا جميعا مع الذكرى ممن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد:

أما بعد: فسنقف مع موضوع" *رسائل الله إلى خلقه ليعودوا إليه* "

ونقاط خطبتنا في هذا اليوم المبارك:
: قد يبتلي الله عباده بقحطٍ أو غيره لِحِكَمٍ منها:

*- أن يعودوا إليه.
- أن يتضرع الخلقُ إليه.
- أن يتعظوا ويتوبوا.
- أن يؤمنوا ويتقوا.
- أن يتراحموا فيما بينهم:

- ما هي أسباب رحمة الله لعباده؟
- أن يردوا المظالم إلى أهلها.
- الرحمة العامة والرحمة الخاصة.*

أيها الإخوة المؤمنون:

*لماذا قد يبتلي الله عباده بقحطٍ أو قلة مال أو تسرب خوف أو غيره؟*

مثال يجيب عن السؤال: إننا إذا تغافلنا عن الله فإن الله سبحانه يبعث لنا ابتلاءً واختبارًا ليَرُدَّنَا إليه.
كَمَثَلِ طفلٍ خرَج يلعب بعيداً عن أبيه فينسى أباه ويتغافل عنه، ولكن قد يأتي مَنْ هو أكبر من هذه الطفل فيضربه فعندئذٍ يتذكر الطفلُ أباه ويصيح مستغيثًا به ثم يعود إليه.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

فقد جاء في الحديث الصحيح عند الإمام مسلم رحمه الله، عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ﷺ: بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض إذ سمع صوتاً في سحابة تقول: اسقِ حديقة فلان، فتنحى ذلك السحابُ فأفرغ ماءه في حَرّة فإذا شَرْجة من تلك الشراج [أي قطعة أرض] قد استوعبت ذلك الماء كله، فتَتبع الرجلُ الماءَ فإذا رجل قائم في حديقته يحوّل الماء بمِسحاته، فقال له: يا عبدَالله، ما اسمك؟ قال: فلان بالاسم الذي سمعه في السحابة، فقال له: ولمَ تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان بإسمك، فما تصنع فيها؟ فقال: *أمَا إذ قلتَ هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثاً، وأردّ فيها ثلثه* . رواه مسلم.
فاسمعوا يا عبادالله كيف قطع اللهُ سحابةً، وساقها إلى رجل واحد، وإلى حديقة واحدة، بسبب إعطاءه حق هذه الأرض للفقراء، كما قال الله تعالى: (وآتُوا حقَّهُ يومَ حصادِه...).

6/ *السبب السادس: كثرة الإستغفار،* فالإستغفار موجِب لعطاء الله، ونيلِ رحمته، وزيادة في قوة الانسان، وكذلك سبب لإنزال الغيث مدراراً من السماء، وتحويل الارض إلى جناتٍ وأنهار، كما قال الله تعالى على لسان نبيّه هود عليه السلام: ﴿وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجرِمينَ﴾ [هود: ٥٢].

وقال الله تعالى أيضاً على لسان نبيّه نوحٍ عليه السلام: ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا۝ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا۝ وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا﴾. و(مدراراً): أي مطراً متتابعاً، يَروِي به الشِعَاب والوِهاد، ويُحيي به البلاد، ويُسقِي به العباد. كما قال المفسرون ذلك.

7/ *السبب السابع ياعبادالله لجلب رحمة الله من السماء: هو الدعاء وصلاة الاستسقاء:*
وهذا هو هدي وسنّة النبي ﷺ، وسنة صحابته الكرام من بعده، بل هذه سنة الأنبياء العِظام، كموسى وسليمان عليهما السلام. فلقد خرج نبيُ الله سليمان ذات مرةٍ يستسقي ربَّه هو وجنودُه، فرأى نملةّ مستلقيةً على ظهرها، رافعةً قوامها إلى السماء، تدعو اللهَ أنْ يسقيها ربُّها، فقال سليمان عليه السلام عندها لجيشه: (ارجعوا فقد سُقيتم بدعاء غيركم).

فالدعاء يا عبادالله يرفع البلاء، وخاصةً إذا كان هذا الدعاء بإلحاحٍ وخضوعٍ وبكاء، وكذلك إذا سبِق صلاةَ الاستسقاء، توبةٌ وندم، وصيام وصدقة، وردّ الحقوق إلى أهلها؛ فهو للإجابة أسمع، وللبلاء أرفع، ولنزول الغيث أرجَى وأنفع، وخاصةً إذا كان هذا الدعاء من الصالحين.

فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك (رضي الله عنه)أنه قال:
أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ علَى المِنْبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ قَامَ أعْرَابِيٌّ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَ المَالُ، وجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أنْ يَسْقِيَنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ يدعو، وما في السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ ﷺ عن مِنْبَرِهِ حتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ علَى لِحْيَتِهِ، قالَ: فَمُطِرْنَا يَومَنَا ذلكَ، وفي الغَدِ، ومِنْ بَعْدِ الغَدِ، والذي يَلِيهِ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذلكَ الأعْرَابِيُّ - أوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا،(فضحك النبيّ ﷺ ثم رَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ يدعو ويقولَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا. قالَ: فَما جَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُشِيرُ بيَدِهِ إلى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إلَّا تَفَرَّجَتْ، [ أي تفرّق السحاب يمنةً ويسرة]، حتَّى صَارَتِ المَدِينَةُ في مِثْلِ الجَوْبَةِ حتَّى سَالَ الوَادِي -وادِي قَنَاةَ- شَهْرًا، قالَ: فَلَمْ يَجِئْ أحَدٌ مِن نَاحِيَةٍ إلَّا حَدَّثَ بالجَوْدِ). فقال أنس (رضي الله عنه): ليُريهم اللهُ كرامةَ نبيّه ﷺ ، وإجابة دعوته.

فالدعاء يا عبادالله والتضرع إلى الله بهذا الدعاء، سبب من أسباب نزول الغيث من ربّ السماء، فادعوا اللهَ وأنتم موقنون بالإجابة، وارفعوا أكفَّ الضراعة إليه، واقرعوا أبواب السماء بالدعاء، فإنّه سبحانه مَن يقرعْ بابَه بصدقٍ، يوشَك أنْ يُفتح له.
فاللهمّ إنّنا نقرع بابَك الآن بالدعاء، فافتح لنا أبواب السماء بالماء، واروِي الظمأ، واسقنا وأغثنا، ولا تردنا من بابك مطرودين، ولا من رحمتك يائسين، يارب العالمين. اللهمَّ لا تحرمنا خيرَ ما عندك بسوء ما عندنا...
..............

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*واسمعوا يا عبادالله لهذا الحديث العظيم.*
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ! خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
١- لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.
٢- وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.
٣- وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.
٤- وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ.
٥- وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ».
فقد جاء في هذا الحديث سببان اثنان في منع القطر من السماء،

_ الأول نقصان المكيال والميزان: (وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ)، وهي سنين الجدْب والقحط، ونقصان الميزان والمكيال هو التطفيف، إنْ كان له أخذه كاملاً مستوفياً، وإنْ كان لغيره بخسَه حقّه وأنقصه،
كما قال الله عن هؤلاء متوعداً لهم بالويل والعذاب الشديد: ﴿وَيلٌ لِلمُطَفِّفينَ۝الَّذينَ إِذَا اكتالوا عَلَى النّاسِ يَستَوفونَ۝وَإِذا كالوهُم أَو وَزَنوهُم يُخسِرونَ... ﴾ والنتيجة لهذا الفعل: الأخْذ بالسنين، وجوْر وظلم السلطان، وشدة المُئؤنة، وشدة المؤْنة تكون إمّا بانعدامها بالكليّة، أو بقلة وجودها، أو بارتفاع أسعارها، وكلها حاصلة في زماننا هذا، نسأل اللهَ العفوَ والعافية.

_ أما السبب الثاني المذكور في هذا الحديث: منع إخراج الزكاة، وعدم صرفها لمستحقاتها الثمانية: ( وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ). [فهذا مَنعٌ مقابل منع].

فهذا سبب واضح في منع أو تأخر نزول المطر من السماء. فإنّ كثير من الأغنياء، وممن أعطاهم اللهُ المالَ، لم يقابلوا هذا الإحسان من الله، بإحسانٍ آخر يُسْدُوه للفقراء والمحتاجين في أموالهم، بل يُكنزون الذهبَ والفضةَ ولا ينفقونها في سبيل الله، والمتضرر من ذلك ليس الفقراء فقط؛ بل جميع الناس. لهذه الأسباب ولغيرها مُنِع القطر من السماء، ولولا رحمةُ الله فوق رحمة هؤلاء الناس؛ لما نزلت قَطرةٌ من السماء، فقال ﷺ (ولولا البهائم لم يُمطروا!). فاللهمّ لا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا بما فعله السفهاء منّا، وارحم اللهمَّ البهائمَ الرُّتع، والأطفال الرّضع، والشيوخ الركُّع يارب العالمين.

*ايها المسلمون:*
إنّ الذي يمنع نزول القطرَ من السماء؛ ليست أحداثاً كونية، وليس قُرْب أو بُعد دولةٍ ما عن خطّ الاستواء، وليس عدم هبوب رياحٍ شماليةٍ، أو رياح جنوبية؛ كلا، إنما السبب الرئيس في منع المطر من السماء هو الكفر والذنوب والمعاصي. فلا تغيُّر المُناخ، ولا تضارب الأحوال الجوية، ولا وجود أوراق سحر في الجبال؛ تمنع الأمطار من النزول، لا. إنما المانع الحقيقي لذلك هو كفر وذنوب ومعاصي بني آدم على هذه الأرض.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿وَلَو يُؤاخِذُ اللَّهُ النّاسَ بِما كَسَبوا ما تَرَكَ عَلى ظَهرِها مِن دابَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصيرًا﴾.

قلتم ما سمعتم فاستغفروا اللهَ لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم


*الخطبة الثانية*
الحمد الله وكفى، وصلاةً وسلاماً على النبي المصطفى، وعلى رسوله المجتبى، وعلى آله الكرام أعلام الهدى، وعلى زوجاته أهل الطُهر والنَقى، وعلى أصحابه الهُداة أهل العلم والتُقى، وسلّمِ عليهم جميعاً تسليماً كثيراً في الآخرة والأولى،

*أما بعد:*
ففي صباح ذات يومٍ مبتلٍ بالماء؛ صلى الرسول ﷺ صلاة الفجر على إثْر سماء، فلما انصرف أقبل على الصحابة قائلاً: ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأمَّا من قال : مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) رواه البخاري ومسلم .

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*(أسباب منع وجلب المطر من السماء)*
*للاســــتاذ / مطـيـع الظـفـاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهديه اللهُ فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً، وأشهد ألا إله الا الله وحده لا شريك له، الواحد الاحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، هو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، سبحانه وبحمده،
بكَ أستجيرُ ومَن يجيرُ سواكَ * فأجِرْ ضعيفاً يحتمي بحماكَ
إنّي ضعيفٌ أستعينُ على * قِوَى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكَ
أذنبتُ يا ربّ وآذتني ذنوبٌ * ما لها مِن غافرٌ إلاكَ
دنيايَ غرّتني وعفوك غرّني * ما حيلتي في هذه أوْ ذاكَ.
وأشهد أنّ نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمداً رسولُ الله، خيرُ من صلى وصام، وخير من عبَدَ اللهَ وقام، المنقذ العظيم، والمرشد الحكيم، وخير داعٍ الى الصراط المستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فاتقوا الله يا عباد الله، ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا اللهَ وكونوا مع الصادقين).

*أيها المؤمنون:*
إنّ مِن حكمة الله تعالى وعِلْمهِ السابق، وخبرته على عباده؛ أنْ يَقْدرَ عليهم الرزق من السماء، أو يبسطه عليهم، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوا فِي الأَرضِ وَلكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبيرٌ بَصيرٌ﴾ [الشورى: ٢٧].

فلحكمةٍ يعلمها هو سبحانه وتعالى، فإنّ اللهَ يبسط الرزق لعباده، أو يمنعه عنهم لماذا؟ لأنه بعباده خبيرٌ بصير.
ومن هذا الرزق الذي يبسطه الله على عباده أو يمنعه عنهم؛ «رزق المطر أو نعمة إنزال القطر من السماء»، فينزّل الله هذا الرزق وهذا المطر على قومٍ، ويمنعه عن قومٍ آخرين، لحكمةٍ يعلمها هو سبحانه جلّ وعلا، فينزل الله هذا المطر على عباده فيكون لقوم نعمةً وخيراً، ويكون لقوم آخرين نقمةً وشراً، فيُغرق اللهُ بهذا المطر أقواماً ودُوَلاً، ويُحرق اللهُ بالجفاف وبالحرّ الشديد قوماً آخرين. «فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء إنه حكيمٌ عليم». فما الحكمة؟ وما الغاية من ذلك؟ هي كما قال الله تعالى: ﴿وَلَقَد صَرَّفناهُ بَينَهُم لِيَذَّكَّروا فَأَبى أَكثَرُ النّاسِ إِلّا كُفورًا﴾. فإنّ اللهَ يُحجب هذا المطر عن قومٍ؛ لكفرهم أو لعصيانهم، كما قال الله عن قوم فرعون: ﴿وَلَقَد أَخَذنا آلَ فِرعَونَ بِالسِّنينَ وَنَقصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ﴾.

لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ذات مرة دعا على قريش بسبب كفرهم وعنادهم، وعدم استجابتهم لدعوة التوحيد والإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام داعياً عليهم: [اللهمّ أعنّي عليهم بسبْعٍ؛ كسبع يوسف]، يقصد السبع العجاف. قال الراوي: فأخذتهم السَّنة (أي القحط) حتى أكلوا العظام والجلود والميتة، وجعلَ يخرج من الأرض كهيئة الدخان من شدة الحرّ. رواه البخاري.

_ إنّ حبس المطر عن الناس يا عبادالله مشكلةٌ فوق مشاكلهم، ومعاناة أخرى تزيد من معاناتهم، فيتضرر بذلك أهلُ الزرع، وأهل الضرع. فبسبب الجفاف؛ عمّت المصيبة في البوادي والحَضَر، وطغت البلوى في المدُن والقرى، ولقلّة الأمطار فقد غارتْ ونقصت المياه، وجفّت الآبار والعيون، ومات الزرع، وقلّ الثمر، وجَدبت الأرض، وهزلت الماشية، كل هذه المشاكل، وهذه المعانات وهذه المصائب، كلها بسبب فعل هذا الإنسان الحقير وفساده وإجرامه في هذه الأرض. كما قال الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم). وكما قال الله تعالى أيضاً: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾.
قال عكرمة رحمه الله: [ظهور الفساد في البرّ هو: قحوط المطر، وإذا قلّ المطرُ في البرّ؛ قلّ الغوْص في البحر].

*عباد الله:*
كلُ هذه الآيات ما هي إلاعبارة عن إنذارات من الله للناس، إنذارات من ربّ العباد للعباد، تخويفاً منه لهم بالعذاب، كما قال ربُّ الأرباب:
(وما نُرسلُ بالآياتِ إلا تخويفًا).

*أيها المسلمون:*
هناك أسباب تمنع وتحجز وتحجُب الأمطار عن النزول إلى الارض، كما أنّ هناك أسباباً أخرى تُستَجْلب بها رحمةُ الله، فتَنزُلُ الأمطار بها رحمةً من الله وفضلاً. وإليكم بعض هذه الأسباب.

*أولاً: الأسباب المانعة والحاجبة لنزول الأمطارمن السماء ومنها:*
1/ أولها وأعظمها الذنوب والمعاصي بجميعها، صغيرها وكبيرها، دقيقها_ وعظيمها، سواءً كانت هذه الذنوب صادرة من المسلمين، أو من غير المسلمين، فكلها ذنوب ومعاصي، وأسباب وموانع لحَجْب رحمة الله من السماء، وغياب استخراج نِعمَ الله من الأرض.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*إصلاح ذات البين*
*للشيخ / صلاح البدير*

*الخطبة الأولى:*
الحمد للهِ ربِّ المشرقينِ وربِّ المغربينِ، هدانا وأمرَنا بإصلاحِ ذاتِ البينِ، وأشهدُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تجلو قلبَ قائلها مِنَ الرَّيْنِ، وأشهدُ أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسلَه ربُّه وافترَض طاعتَه على جميعِ الثقلينِ، صلى الله عليه وعلى آلِه وأصحابِه الذين تطهَّرُوا من الشرك والشك والشَّيْنِ.

أمَّا بعدُ، أيها المسلمون: اتقوا الله وأصلِحوا قلوبَكم؛ فإذا صلَح جَنانُكم، صلَح زمانُكم؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].

أيها المسلمون: من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين، فَصْلُ الخصوماتِ الثائرةِ، وقطعُ المنازَعاتِ الشاجرةِ، وتأليفُ القلوبِ المتنافرةِ، وإصلاحُ ذاتِ البينِ؛ لأنَّ فسادَ ذاتِ البينِ ثُلمةٌ في الدينِ، وفتنةٌ بينَ المسلمينَ، قال ابن الأعلى الشيباني في وصيته:

فانفوا الضغائن والتخاذل عنكم *** عند المغيب وفي حضور المشهدِ
بصلاح ذات البين طول بقائكم *** إن مد في عمري وإن لم يمددِ
وتكون أيديكم معًا في عونكم *** ليس اليدان لذي التعاون كاليدِ

أيها المسلمون: وإصلاحُ ذاتِ البينِ خصلةٌ جليلةٌ وفضيلةٌ عظيمةٌ، تُستَلُّ بها الضغائنُ والأحقادُ والحزازاتُ، وتُطفأ بها نيرانُ العداواتِ والخصوماتِ والمنازَعاتِ، وقد أمَر اللهُ -تعالى- عبادَه بالمسارَعة إلى قطع المنازَعة، والإصلاحِ بينِ المتخاصمينِ، والتوفيقِ بين المتنازعينِ، فمتى شجر بين الناس اختلاف أو مالت النفوس إلى التشاح، أو أشرعت الأيدي الرماح، وجبت المسارعة إلى إصلاح ذات بينهم، قال الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)[الْأَنْفَالِ: 1]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا الله وأن يصلحوا ذات بينهم"، وقال -جل في علاه-: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)[الْحُجُرَاتِ: 9]، وقال -جل جلاله-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الْحُجُرَاتِ: 10]، وقال جل وعز في الزوجين: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)[النِّسَاءِ: 128].

أيها المسلمون: وإصلاح ذات البين من أجلِّ الطاعات وأحسن الحسنات، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَلَا ‌أُخْبِرُكُمْ ‌بِأَفْضَلَ ‌مِنْ ‌دَرَجَةِ ‌الصِّيَامِ ‌وَالصَّلَاةِ ‌وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ"(أخرجه أحمد وأبو داود).

إن المكارم كلها لو حصلت *** رجعت بجملتها إلى شيئينِ
تعظيم أمر الله -جل جلاله- *** والسعي في إصلاح ذات البينِ

ونُقِلَ عن بعض السلف أنهم قالوا: "من أراد فضل العابدين، فليصلح بين الناس، ولا يوقع بينَهم العداوةَ والبغضاءَ"، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كُلُّ ‌سُلَامَى ‌مِنَ ‌النَّاسِ ‌عَلَيْهِ ‌صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، قَالَ: تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ" مُتفَق عليه، ومعنى: "تعدل بين الاثنين"؛ أي: تصلح بينهما بالعدل.

أيها المسلمون: والمصلحون المرائيب يسعون بالإصلاح بين المتخاصمين، ويحرصون على قطع الخلاف، وحسم دواعي الفُرْقة، فإذا نشب بين اثنين مهاجرة وخلاف وشجار، تناهضوا في رفعه وإزاحته، وركبوا الصعب والذلول مشيًا بالصلح، وبثا للسفراء، وبعثا للوجهاء، إلى أن يحل الوفاق بدل الشقاق، والتقارب بدل التحارب، والتناصر بدل التناحر، والتآزر بدل التشاجر، قال جل وعز: (لَا خَيْرَ في كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[النِّسَاءِ: 114]، عن سهل بن سعد -رضي الله عنه-: "أنَّ ‌نَاسا ‌مِنْ ‌بَنِي ‌عَمْرِو ‌بنِ ‌عَوْفٍ ‌كانَ ‌بَيْنَهُمْ ‌شَيْءٌ ‌فَخَرَجَ إلَيْهِمُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في أُنَاسٍ مِنْ أصْحَابِهِ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ" مُتفَق عليه، وعند البخاري: "أَنَّ ‌أَهْلَ ‌قُبَاءٍ ‌اقْتَتَلُوا ‌حَتَّى ‌تَرَامَوْا ‌بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤 .

مقترح خطبة الجمعة 13 محرم 1447هـ الموافق 11 يوليو 2025م بعنوان:

الأقصى.وغزة.بين.نار.العدوان.وصمت.الأمة.tt

إعداد.قسم.القدس.في.هيئة.علماء.فلسطين.ee
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الخطبة الأولى

الحمد لله القوي الجبار، القهار، ناصر المستضعفين، ومذلّ الجبابرة والطغاة في كل زمان ومكان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد، عباد الله...
أوصيكم ونفسي المقصّرة بتقوى الله تعالى، فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ" (النساء: 131)

أيها المسلمون، في زمن تتكالب فيه الأمم على أمتنا، ويُحاصَر فيه الحق وتُرفَع فيه رايات الباطل، يظل المسجد الأقصى المبارك نبض هذه الأمة وميزان حياتها، وإن الاعتداء عليه هو اعتداءٌ على عقيدتنا، وكرامتنا، ومقدساتنا كلها.

أولاً: الأقصى في قلب العقيدة الإسلامية

أيها الأحبة، المسجد الأقصى ليس مجرد حجر أو أثر، بل هو أولى القبلتين وثالث المسجدين ومسرى نبينا ﷺ.
قال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى" (الإسراء: 1)
فهذا الإسراء لم يكن إلى أي مكان، بل إلى المسجد الذي يمثل رمزية العقيدة ووحدة الأمة.
وقال النبي ﷺ: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرامِ، ومسجدي هذا، والمسجدِ الأقصى"
(رواه البخاري ومسلم)

عباد الله، لقد أصبح الأقصى اليوم ساحة لانتهاكات متكررة ممنهجة، تُقتحم يوميًا على مرأى ومسمع العالم، وتُمنع فيه صلاة الجمعة إلا لكبار السن وبأعدادٍ محدودة!
تغلق أبوابه وتُدنس ساحاته، وتُفرض عليه تقسيمات زمانية ومكانية، في محاولةٍ لفرض واقع جديد وطمس هويته الإسلامية.

ثانيًا: الخطر في التطبيع مع الجريمة

إخواني، ما يجري اليوم أخطر من مجرد اقتحام...
إنه محاولة تطبيع الأمة مع استباحة المسجد الأقصى، وجعل هذه الاعتداءات أمرًا عاديًا لا يُستنكر.
يُراد لنا أن نعتاد رؤية الجنود يطردون المصلين، ويمنعون الأذان، ويؤدون طقوسهم التلمودية داخل المسجد... دون أن نتحرك أو نغضب!
قال الله تعالى: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ..." (النساء: 75)
فهل نرضى أن نكون ممن خذلوا المستضعفين؟

ثالثًا: غزة.. ثمَنُ النصرة للأقصى

أيها المؤمنون، غزة المحاصَرة منذ أكثر من 18 عامًا، لم تهادن، ولم تُساوم، بل كانت دائمًا على عهد الدفاع عن الأقصى والقدس.
وقد أعلنت معركة "طوفان الأقصى" ردًا على اقتحام ساحاته وتدنيسه، فدفع أهلها الثمن باهظًا:
• مجازر بشعة.
• دمار شامل.
• حصار وجوع.
• آلاف الشهداء والجرحى.
وغزة اليوم لا تدفع ثمن دفاعها عن نفسها، بل عنكم جميعًا.. عن كرامة الأمة.. عن قِبلة الإيمان الأولى.

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
عباد الله، أين أمة الإسلام من هذا كله؟، لماذا هذا الصمت المطبق؟

لقد شُغِلت الأمة بدنياها، وغُيّبت عن قضاياها، وسيطر الإعلام المضلّل على وعيها، فأصبحنا كما قال النبي ﷺ: "توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها..." (رواه أبو داود)

الواجبات الشرعية والعملية علينا جميعًا

1. الانتماء الإيماني:
قضية الأقصى ليست سياسية، بل إيمانية.
قال النبي ﷺ: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" (الطبراني)

2. الدعاء والقنوت:
أكثِروا من الدعاء لأهل الرباط والجهاد.
أحيوا قنوت النوازل في الصلوات، فإنه سلاح المؤمنين.
3. نشر الوعي:
علموا أبناءكم أن الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم.
استخدموا وسائل التواصل لبث الحقيقة.

4. المقاطعة الاقتصادية:
قاطعوا المنتجات والشركات الداعمة للعدو.
قال تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (المائدة: 2)

5. الدعم المالي:
ادعموا المؤسسات الموثوقة العاملة في غزة، وكفلوا أسر الشهداء.

6. الضغط الشعبي والسياسي:
انزلوا إلى الشوارع، نظّموا الوقفات، طالبوا حكوماتكم بمواقف واضحة تجاه الأقصى.

وصايا عملية لكل مسلم
• خصص يومًا أسبوعيًا لتوعية من حولك بقضية الأقصى.
• انشر منشورًا توعويًا أسبوعيًا على حساباتك.
• قاطع ثلاث شركات على الأقل من الداعمين للعدو.
• خصص جزءًا من راتبك الشهري لدعم غزة.
• اربط أبناءك بحب الأقصى من خلال القصص والخرائط والأنشطة.

أيها المسلمون في كل مكان...
• إن الأقصى أمانة، وإن غزة ضريبة كرامتنا.
• فهل ترضون أن تفرّطوا في الأمانة؟
• هل نُسأل أمام الله ونحن صامتون؟
قال تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين..." (النساء: 75)

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

وصدق الله إذ يقول (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد:20)..

إن رحيل الأيام والشهور والسنين من حياة الإنسان إنما هي بمثابة رحيل عمر هذا الإنسان في هذه الأرض وانتهاء حياته وانتقاله إلى الدار الآخرة ...

فكم رأينا في عامنا المنصرم من بنَى وسكَن غيرُه، وجمع وأكل وارثه، وتعب واستراح من بعدَه. .!!

إن تعاقب الشهور والأعوام على العبد قد يكون نعمة له أو نقمة عليه، فطول العمر ليس نعمة بحدّ ذاته، فإن طال عمر العبد ولم يعمره بالخير فإنما هو يستكثر من حجَج الله تعالى عليه...

أخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: ((خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله)..

وإن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لا يحتسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، يؤمل أن يعمر عمر نوح، وأمر الله يطرق كل ليلة،

والواعظ يقول له:
يـا راقدَ الليـل مسرورا بأوله ...
إن الحوادث قد يطرقن أسحارا ...

لقد ذهب عامكم شاهدًا عليكم أو لكم،
فهيئوا زادًا كافيا، وأعدوا جوابا شافيا، واستكثروا في أعماركم من الحسنات، وتداركوا ما مضى من الهفوات، وبادروا فرصة الأوقات قبل أن يفاجئكم هادم اللذات،،،

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لرجل وهو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك " (صحيح الجامع ( 1077 )...

نسير إلى الآجـال فِي كل لحظـة ...
وأعمارنا تطوَى وهنَّ مراحل ...
ترحل من الدنيـا بزاد من التقـى ...
فعمرك أيـام و هنَّ قلائـل ...

عبـــــــاد الله : -
إن الوقت والزمن يعتبر أنفس وأثمن ما يملك الإنسان، فهو الوعاء الحقيقي لكل عمل وإنتاج،
وبقدر إفادة الإنسان من هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه، بقدر ما يعود ذلك عليه وعلى مجتمعه بالنفع والخير، سواء أكان ذلك في الدنيا أم في الآخرة ؛

ولذلك ينبغي على الإنسان أن يعرف شرف زمنه، وقـدر وقته، فـلا يضيع منه لحظة في غير قربة وطاعـة، وعمل ومنفعة وخير وعطاء ،،،

وما عمر الإنسـان في حقيقته إلا مجموعة من الأيام، وكل يوم يمضي من هذه الأيام، وكـل لحظة تمر لا يمكـن استعادتها أو تعويضها.

وفي ذلك يقول الحسـن البصري رحمه الله: "يـا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك"...

ويقول: "ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة"

وما أجمل قول الشاعر:
دقـــــات قلـــــب المــــرء قائلــــة لــــه ...
إن الحيـــــــاة دقــــــــائق وثـــــــواني.

فما أحوجنا اليومَ ونحنُ نودع عاما هجريا ونستقبلُ عامًا جديدًا إلى فتحِ صفحةٍ بيضاء, نصطلحُ فيها مع اللهِ سبحانه الذي أمهلَنا كثيرًا, وصبرَ علينا طويلاً, ومنحنَا الفرصةَ تلوَ الفرصة،

قال تعالى ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الشعراء:132-1355] ..

فنؤدي الفرائض ونتزود من النوافل ونتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة ونتوب من الذنوب والمعاصي والتقصير والهفوات ونتمثل الإسلام عقيدة وسلوكا وعملاً وقولاًً..
قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)(الفرقان: 62 )...

ما أحوجنا ونحن نستقبل عاماً جديداً إلى فتح صفحة بيضاء نصطلح فيها مع بعضنا فنحسن التعامل فيما بيننا ونصفي قلوبنا من الحقد والحسد والبغضاء .. فيعفوا الأخ عن أخيه ويسامح الجار جاره ويعطف الصغير على الكبير ويقوم كل فرد منا بواجباته والتزاماته ونصلح ذات بيننا ونعصم دمائنا ونحفظ أموالنا وأعراضنا ونوحد كلمتنا وندرك مخططات أعدائنا ونبني أوطاننا بالعلم والعمل والعطاء والإنجاز ...

وليكن كل فرد من أفراد المجتمع مفتاحاً للخير إماماً في الهدى لا يرى منه إلا كل جميل ذلك أن الناس معادن كل واحد منهم له قيمته ومنزلته عند الله وعند خلقه بما يحمل بين جوانحه من قيم وأخلاق وأهداف تعبر عن شخصيته ...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

كُلاً بلوتُ فلا النعماء تُبطرني ولا تَخَشَّعتُ من لأوائها جزعاً

-...والدرس المستفاد من هذا المعنى واضح جلي...إذ الأمة تمرُّ بأحوال ضعف، وأحوال قوة، وأحوال فقر، وأحوال غنى؛... فعليها لزوم الاعتدال في شتى الأحوال؛..فلا تبطرها النعماء، ولا تُقَنِّطها البأساء،.. وكذلك الحال بالنسبة للأفراد.

-رابعاً: اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين: فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي... يظن.. أن الدعوة إلى زوال واضمحلال... ولكن الهجرة في حقيقتها..تعطي درساً واضحاً.. أن العاقبة للتقوى وللمتقين.. والنبي – صلى الله عليه وسلم – يعلِّم بسيرته المجاهدَ في سبيل الحق... أن يثبت في وجه أشياع الباطل... ولا يَهن في دفاعهم، وتقويم عِوَجِهم..ولا يَهُولُه أن تُقبِلَ الأيام عليهم.. فيشتدَّ بأسهم...ويُجْلِبوا بخيلهم ورجالهم... فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة... أما العاقبة... فإنما هي للذين صبروا، والذين هم مصلحون.

ولقد هاجر – عليه الصلاة والسلام – من مكة في سواد الليل مختفياً، وأهلها يحملون له العداوة والبغضاء، ويسعون سعيهم للوصول إلى قتله، والخلاص من دعوته، ثم دخل المدينة في بياض النهار مُتَجلِّياً قد استقبله المهاجرون والأنصار بقلوب مُلِئَت سروراً بمقدمه، وابتهاجاً بلقائه، وصاروا يتنافسون في الاحتفاء به، والقرب من مجلسه... وقد هيئوا أنفسهم لفدائه.. بكل ما يَعزُّ عليهم... وأصبح – عليه الصلاة والسلام – كما قال أبو قيس صرمة الأنصاري:
ثوى بقريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى حبيبـاً مـواتيا

ويعرض في أهل المواسم نفسه
فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا

فلما أتانا واستقـر به النـــوى وأصبح مسروراً بطيبة راضـياً

وأصبح لا يخشى ظلامة ظـــالم بعيد ولا يخشى من الناس باغياً

بذلنا له الأموال من حلِّ مـــالنا وأنفسـنا عند الوغى والتآسيا

نعادي الذي عادى من الناس كلهم
جميعاً ولو كان الحبيب المصافيا

ونعلم أن الله لا رب غيــــره وأن كتاب الله أصبـح هاديـاً

-قال الله وهو أصدق القائلين:
((فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))...

-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...

الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده..والصلاةوالسلام على من لانبي بعده..

أماااابعد:
أيها الأحبةالكرام:
-خامس الدروس المستفادة من الهجرة:
ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة: ويبدو ذلك في جواب النبي – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر – رضي الله عنه – تطميناً له على قلقه: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)).. وهذا مثال من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد،... وهو دليل واضح على صدق الرسول، ودعوى النبوة..... فهو في أشد المآزق حرجاً.... ومع ذلك... تبدو عليه أمارات الاطمئنان.. وأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة... فيا ترى... هل يصدر مثل هذا الاطمئنان.. عن مُدَّعٍ للنبوة؟

في مثل هذه الحالات.... يبدو الفرق واضحاً بين أهل الصدق وأهل الكذب..
-فالأولون... تفيض قلوبهم دائماً وأبداً بالرضا عن الله، والثقة بنصره....
وهؤلاء الآخِرُون... يتهاوون عند المخاوف، وينهارون عند الشدائد،...ثم لا تجد لهم من الله ولياً ولا نصيراً.

-سادساً: أن من حفظ الله في سره وعلانيته.. حفظه الله: ويؤخذ هذا المعنى.. من حال زعماء قريش.. عندما ائتمروا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – ليعتقلوه، أو يقتلوه، أو يخرجوه قال – تعالى -: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}3،...
فأجمعوا بعد تداول الرأي... على أن يطلقوا سيوفهم تخوض في دمه الطاهر،... فأوحى الله – تعالى – إلى رسوله – صلى الله عليه وسلم – ما أوحى... فحثا في وجوههم التراب، وبارح مكة من حيث لا تراه أعينهم... وهذا درس عظيم، وسُنَّةٌ ماضية؛ ..في أنَّ مَنْ حفظ الله حفظه الله،.. والحفظُ من الله شامل،.. وأعظم ما في ذلك... أن يُحْفَظَ الإنسان في دينه ودعوته،.. وهذا الحفظ – أيضاً – يشمل حفظ البدن... وليس بالضرورة أن يُعصَمَ... فلا يُخلَصَ إليه البتة؛... فقد يصاب؛ لتُرفع درجاته، وتُقال عثراته،...

ولكن الشأن كل الشأن في حفظ الدين والدعوة.

-سابعاً: أن النصر مع الصبر: فقد قضى – عليه الصلاة والسلام – في سبيل دعوته في مكة ثلاثة عشر حولاً... وهو يلاقي نفوساً طاغيةً،.. وألسنة ساخرة،.. وربما لقي أيادي باطشة؛ ...وكان هَيِّناً على الله أن يصرف عنه الأذى جملة..ولكنها سنة الابتلاء..يؤخذ بها الرسول الأكرم؛ .. ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجرُه...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

🎤
*خطبةجمعةبعنوان:*
*( دوس مـن الـهـجــــرة )*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين، يسمع دعاء الخلائق ويجيب...يؤنس الوحيد، ويَهدي الشريد، ويُذهب الوحشة عن الغريب...
يكلف بالقليل، ويجزي بالجزيل، ويعفو عن الذي بالعجز أصيب...

من أطاعه تولاه... ومن غفل عنه لا ينساه...وله من الرزق نصيب

-نحمده تبارك وتعالى ونسأله التنظيم لأحوالنا والترتيب...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من الفساد والإفساد والتخريب...
ونرجوه الأمن والأمان والرضا والرضوان... في يوم يسقط الجنين فيه... والصغير فيه يشيب...

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المهيمن والرقيب...
من تبع شرعه والاه.. ومن تقرب إليه فاز بالتقريب...
من توكل عليه كفاه.. ومن التجأ إليه فالفرج قريب...
من اعتصم به فهو مولاه... ومن ارتجاه مخلصًا لا يخيب...

تضيقُ بنا الدّيارُ أسىً ومهما
قَستْ ندري سيفرجُها الإلهُ

وسلوانا بأنَّ اللهَ إنْ ما
أحبَّ العبدَ في الدّنيا ابتلاهُ !

-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا... محمدًا عبده ورسوله المقرب والحبيب...
خلقه نعمة... ومبعثه رحمة... وشمس سنته لا تغيب...
من سلم عليه رد عليه السلام، ومن صلى عليه فهو من الجنة قريب... وباتباعه.. وكثرةالصلاةعليه... تحلو الحياة وتطيب...

واغسلْ ذنوبَك إن تَراكـم رانُها
بندى الصلاة على الحبيبِ محمّدِِ

فبها تُـذيـبُ جِبالَ همِّـك إنْ طغتْ
وبـهـا تُـجَاوره غدًا فـي المَوعـدِ

وبِـها تَـنالُ مـن الـحبيبِ شفاعةً
ولِـحوضِه يُدنيكَ عـند الـمَوردِ

وبـهـا يُـصلِّي اللَّهُ جَلَّ جَـلُالـه
عشـراً عـليكَ فيا لِفـوزكَ فـي غدِ

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه عدد ما أثنى عليه شاعر أو أديب... وطالما عرف حقه عالم أو نجيب...
وعلى الصحب والآل وكل من انتسب إليه من بعيد أو قريب...

-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].

-أيها الإحبةالكرام:
الهجرة خارطة طريق بدأها النبي صلى الله عليه وسلم.. لرسم وتحقيق معالم المبادئ... التي ارسله الله من أجلها... وهي
_( الرسالة بما تحمله من قيم العدل.. والرحمة.. والمساواة وغيرها )..
_ والوطن الذي يتعايش فيه الجميع ..
_والدولة المدنية التي تحفظ حقوق الجميع.. وإن اختلفت اديانهم..
_والأمة التي تتميز بسماتها الحضارية... واهمها القيم الاخلاقية..
فالهجرة... كانت للخروج من كل المؤامرات التي حاكها المجتمع الجاهلي لإيقاف هذه المبادئ.. التي جاءت بها دعوة الإسلام.

الهجرة.. نبراس نستضيئ به في طريقنا لمواجهة التحديات التي تواجهنا.. والكيد المقيت المنظم حولنا ... فالهجرة ليست مجرد حدث مرتبط بزمان و مكان... بل هى رمزية دعوة.. للتغير و التحرر... بالبحث عن الحلول البديلة... فهي عبرة اقتداء .. بها يهتدى المصلحون والقادة..
« فبهداهم اقتده »..

-أيها الأحبة:
إن من يقرأ عن الهجرة النبويةالشريفة.. بعين البصيرة...سيستنبط منها دروساً عظيمة.... وسيستخلص منها فوائد جمة....ويلحظ فيها حكماً باهرة..يستفيد منها الأفراد والأمة.. بعامة في شتى مجالات الحياة... ومن تلك الدروس والفوائد والحكم.. ما يلي:

-أولاً: ضرورة الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب: فالتوكل في لسان الشرع يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده؛ فذلك سر التوكل وحقيقته، والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها؛ فمن عطلها لم يصحَّ توكله؛ فلم يكن التوكل داعية إلى البطالة، أو الإقلال من العمل، بل لقد كان له الأثر العظيم في إقدام عظماء الرجال على جلائل الأعمال التي يسبق إلى ظنونهم أن استطاعتهم وما لديهم من الأعمال الحاضرة يَقْصُران عن إدراكها؛ ذلك أن التوكل من أقوى الأسباب في حصول المراد، ودفع المكروه، بل هو أقواها؛ واعتماد القلب على الله – عز وجل – يستأصل جراثيم اليأس، ويجتث منابت الكسل، ويشد ظهر الأمل الذي يلج به الساعي أغوار البحار العميقة، ويقارع به السباع الضارية في فلواتها.

ولقد كان لرسول الله – عليه الصلاة والسلام – النصيب الأوفى من هذا المعنى؛ فلا يُعْرَفُ بَشَرٌ أحق بنصر الله، وأجدر بتأييده؛ من هذا الرسول الذي لاقى في جنب الله ما لاقى، ومع ذلك فإن استحقاق التأييد الأعلى لا يعني التفريط قيد أنملة في استجماع أسبابه، وتوفير وسائله.

ومن ثم فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحكم خطة هجرته، وأعد لكل فرض عُدَّتَه، ولم يدع في حسبانه مكاناً للحظوظ العمياء، ثم توكل بعد ذلك على من بيده ملكوت كل شيء، وكثيراً ما يرتب الإنسان مقدمات النصر ترتيباً حسناً؛ ثم يجيء عَوْنٌ أعلى يجعل هذا النصر مضاعف الثمار، وهكذا جرت هجرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة على هذا الغرار؛...

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

*وللتمثيل على ذلك* : أرأيتَ لو كان هناك اثنان من الأولاد، أحدُهما ولدُك، والثاني: ابْنُ إنسانٍ أجنبيٍ عنك، ثم صدَرَ خطأٌ من الوَلَدَينِ معًا؛ ولدُك والولدُ الآخر، فأيُّهما ستعاقب؟ وبالطبع ستعاقب أنت ولدَك؛ لأنه الأقرب لك، فتأديبك له حتى تجعل منه شخصًا له شأنٌ كبير، وأن يكون بعيدًا عن الانحرافات والسفاسف فلا بد من التأديب، فتأديبُك له من باب الرحمة به وليس من باب الحقد عليه.

وأما وَلَدُ غيرِك فليس مُهمًّا عندك سواءً انحرف أم لم ينحرف فإنك لا تبالي به في أي وادٍ من أودية الانحراف هَلَك، ولله المثل الأعلى. والله سبحانه وتعالى قد وضَّح لنا في القرآن الكريم بأنه قد يمهل الكافر والمنحرف الذي لا يتوب ولا يعاقبه في الدنيا وقد يكثر له الرزق ليس من باب المحبة له، وإنما ليتراكم الغضب عليه بسبب التمادي في الكفر والعصيان، اسمعوا قول الله عز وجل في سورة آل عمران: *{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (178).*

أي: لا يعتقد هؤلاء أنَّ المزيد من النعيم مع كُفْرِهِم هو خيرٌ لهم، ولكنْ *{إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.*
أي: تزداد آثامهم ليزداد عذاب الله المهين لهم، وأما المؤمن فإن الله ينبهه ويؤدبه كلما انحرف ليعود إلى الصواب، حتى يلقى الله وهو من أهل رحمة الله، لا من أهل غضبه، ولو أمهله كما يمهل الكافر لاسْتَحَقَّ العذاب المهين في الآخرة كما يستحقه الكافر.

*ثم إنك قد تكون غافلًا عن الالتجاء إلى الله* فيجعل الله لك من يقلقك أو أزمة أو قحط أو قلة مال أو غير ذلك.. والسبب في ذلك ليجعلك تَلْجَأَ وتتضرع إليه، وتَتَذَلَّلَ بين يديه؛ لأنه يحب ذلك من عباده؛ لأنها شعار صدق العبودية لله سبحانه وتعالى، كما قال: *{فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}.*

فلنعاهد الله جميعًا يا عباد الله في الدنيا بالتوبة إليه والاصطلاح معه وإصلاح أعمالنا قبل أن نعود إليه حين انتهاء أعمارنا وحينذاك لا تنفع التوبة، ولا ينفع إصلاح العمل.

*ثُمَّ لا تقل يا عبدَ الله: لماذا المؤمن قد يتعرَّض للتأديب من الله إذا انحرف؟*
فما كان ذلك إلَّا لأنَّ الله يحبك فإنه يُذَكِّرُكَ بِضَعْفِك وبحاجتك إليه عن طريق تنبيه أو تأديب لك لتتوب إليه؛ لأنه يحب منك أن تتوب في الدنيا حتى لا يتضاعف عليك العذاب المهين حين الرجوع إليه.
فالابتلاءات هي التي تَرُدُّ الخلقَ المحبوبين إلى الله، وتجعلهم يَتَعَرَّفون عليه سبحانه وتعالى.

هذا من جانب.

*والجانب الآخر: أنَّ عطاء الدنيا يناله المؤمن بالله وكذلك الكافر* ، والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد والحاكم وقال صحيح الإسناد من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " *إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ يُعْطِي الدُّنْيَا لِمَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ)* .

وإنَّ العطاء الأساسي من الله أن يرزقك الله الاستقامة؛ فلو كنتَ من أهل الاستقامة فواللهِ إنها نعمة كبيرة ورزقٌ وفير، والكثير محرومون من هذا العطاء الرباني.

*وإذا وسَّع الله عليك* في الدنيا بالمال وغيره، ثم وسَّع عليك بنعمة حُبِّ الاستقامة فقد جمع الله لك بين خيرَي الدنيا والآخرة.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموما بقول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
اللهم صل وسلم وبارك وشرِّفْ وكرِّمْ بجلالك وجمالك على أشرف وأرقى وأتقى وأنقى مخلوقاتك سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغُرِّ الميامين، خصوصاً على أجَلِّهم قَدْرا ، وأرْفعِهم ذكرا، ذوي القَدْرِ الْجَلِي ، والمقام العَلِي، ساداتنا وأئمتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سيدَيْ شباب أهل الجنة في الجنة، ورَيْحانَتَي النبيِّ بِنَصِّ السُّنَّة، أبي محمد الحسن، وأبي عبد الله الحسين، وعن أمِّهما فاطمةَ الزهراء، وخديجةَ الكبرى، وعائشةَ الرضا، وعن سائر أزواج النبيِّ المصطفى، وعن التابعين وتابعيهم ونحن معهم وفيهم برحمةٍ منك يا ذا الجلال والإكرام. الدعاء.............

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

إن المطرَ رحمةٌ من ربي، كما قال في سورة الروم: *{فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}.*
أي: فانظر إلى آثار المطر كيف يحي به الله الأرض بعد موتها؟

وما دام أنَّ المطر رحمة من الله، ورحمة الله تنزل على الرحماء من خلقه مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد: *((إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ)).*

وروى الإمام الترمذي بإسنادٍ صحيح من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ))* .
ومعنى"الرحم شِجنة من الرحمن" أي : مشتَقَّةٌ من الرحمن.

وروى الإمام البخاري في صحيحه وغيره من حديث جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *((لَا يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ)).*

*ما هي أسباب رحمة الله لعباده؟*

أيها الإخوة المؤمنون عباد الله:
بالإضافة إلى التراحم بين الناس الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة التي سمعناها، فهناك أسبابٌ أخرى تجعل رحمات الله تتنزل على عباده.
فعندما نستعرض القرآن الكريم نجد أنَّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر أسباب الرحمة *، فَمِنْ أسباب الرحمة التي ذكرها الله سبحانه في القرآن الكريم:*

- الإيمان والتآلف بين المؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، قال تعالى في سورة التوبة: *{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}* (71).

*ومن أسباب الرحمة* طاعة الله ورسوله، قال تعالى في سورة آل عمران: *{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* (132).

*ومن أسباب الرحمة* اتباع القرآن وتقوى الله سبحانه وتعالى، قال تعالى في سورة الأنعام: *{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* (155).

*ومن أسباب الرحمة* الاستماع والإنصات وقت قراءة القرآن، قال تعالى في سورة الأعراف: *{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* (204).

*ومن أسباب الرحمة* الاستغفار، قال تعالى في سورة النمل: *{لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* (46).

*والاستغفار* سبب لنزول الغيث والإمداد بالأموال والأولاد والجنات والبركات، قال تعالى في سورة نوح: *{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12).*

*ومن أسباب الرحمة* تَجَنُّب أسباب العذاب في الدنيا والآخرة، قال تعالى في سورة يس: *{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* (45).

*ومن أسباب الرحمة* الإصلاح بين الناس، قال تعالى في سورة الحجرات: *{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* (10).

*ومن أسباب الرحمة* الصبر والاسترجاع عند المصائب، قال تعالى في سورة البقرة: *{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}* (157).

*ومن أسباب الرحمة* الإحسان، قال تعالى في سورة الأعراف: *{وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}* (56).

*ومن أسباب الرحمة* الإيمان بالله والالتجاء إليه والاعتصام به، قال تعالى في سورة النساء: { *فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}* (175).

*ومن أسباب الرحمة* الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى في سورة الحديد: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}* (28).

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

ونحن ولله المثل الأعلى عندما ننظر في قانون القرآن الكريم نجد أن الله سبحانه وتعالى لا يبتلي الخلق عبثًا، بل يبتليهم لِحِكَمٍ، من هذه الحِكَم:

*أن يعودوا إليه* : *{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}* سورة الروم (41).

وقال تعالى في سورة السجدة *: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}* (21).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي بِالْعَذَابِ الْأَدْنَى مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَأَسْقَامَهَا وَآفَاتِهَا، وَمَا يَحِلُّ بِأَهْلِهَا مِمَّا يَبْتَلِي اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ لِيَتُوبُوا إِلَيْهِ. (1).

*ومن هذه الحِكَم:*

*. _أن يتضرع الخلقُ إليه_ ،* قال تعالى في سورة الأنعام: *{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}* (42)، { *فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ}* *(بِالْبَأْسَاءِ* } يَعْنِي: الْفَقْرَ وَالضِّيقَ فِي الْعَيْشِ { *وَالضَّرَّاءِ* } وَهِيَ الْأَمْرَاضُ وَالْأَسْقَامُ وَالْآلَامُ.

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ الْبَأْسَاءَ خَوْفُ السُّلْطَانِ وَغَلَاءُ السِّعْرِ (2).

*لماذا يأخذهم بالبأساء والضراء؟* قال: *{لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}* أَيْ: يَدْعُونَ اللَّهَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ وَيَخْشَعُونَ.
ثم حَضَّهم في الآية التي بعدها على التضرع واللجوء إليه فقال: *{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}* (43). أَيْ: فَهَلَّا إِذِ ابْتَلَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ تَضَرَّعُوا إِلَيْنَا وَتَمَسْكَنُوا بين أيدينا.
وعندما نقرأ قبل هذه الآية بآيتين، قال تعالى: *{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ}* (41)
وعندما قال الله: *{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا}* بيَّن بعدها ما سبب عدم اللجوء إلى الله والرجوع إليه حتى وقت الضراء، فقال: *{فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}* السبب في ذلك هي قسوة القلوب.

*قسوة القلوب* يا عباد الله هي التي تُبْعِدُنا عن عَلَّامِ الغيوب سبحانه وتعالى حتى وقت الضراء والبأساء واشتداد الكروب.

قال ابن المبارك قدمت المدينة في عام شديد القحط، فخرج الناس يستسقون، فخرجت معهم.. إذ أقبل غلامٌ أَسْوَد، فجلس إلى جَنبي، فسمعتُه يقول: إلهي قَبَّحَتِ الوجوهَ كَثْرَةُ الذنوبِ ومساوئ الأعمال.. وقد منعْتَ عنَّا غيثَ السماء لِتُؤَدِّبَ عبادَك بذلك، فَأَسْأَلُكَ يا حليم، يا مَن لا يعرفُ عبادُه منه إلا الجميل أنْ تَسْقِيَهُمُ الساعةَ الساعةَ، ثُمَّ ظلَّ يقول الساعةَ الساعةَ حتى تَزَيَّنَتِ السماء بالغمام، وأقْبَلَ المطرُ من كل جانب.

قال ابن المبارك: فجئتُ إلى الفُضَيل، فقال: ما لي أراك كئيباً؟ فقلت: أَمْرٌ سَبَقَنَا إليه غيرُنا فَتَوَلَّاهُ دُونَنا، وقَصَصْتُ عليه القصةَ، فصاحَ الفُضيل وَخَرَّ مَغْشِياً عليه.

وهذا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ استسقى بالعباس رضي الله عنه، فلما فرغ عمر من دعائه قال العباس: اللهم إنه لم يَنْزُلْ بلاءٌ من السماء إلا بذنب، ولَمْ يُكشَفْ إلا بتوبة، وقد تَوَجَّهَ بي القومُ إليك لِمَكَانِي من نبيِّك صلى الله عليه وسلم وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا بالتوبة فقد ضَرَعَ الصغير، وَرَقَّ الكبير، وارتفعت الأصوات بالشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، اللهم فَأَغِثْهُم بِغِيَاثِك قبل أنْ يَقْنَطُوا فَيَهْلِكوا، فإنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَّوحِ الله إلا القومُ الكافرون.
فلمَّا أتمَّ كلامه ودعاءه حتى ارتفعت السماء بسحابٍ مثل الجبال وسقاهم الله.

وجاء في الآثار أنه أصاب الناس قحطٌ على عهد داود عليه السلام، فاختاروا ثلاثةً من علمائِهم فخرجوا حتى يستسقوا بهم.
فقال أحدُهم: اللهم إنك أنزلتَ في توراتِك أن نعفو عمن ظلمنا، اللهم إنا قد ظلمْنا أنفسنا فاعْفُ عنا.

وقال الثاني: اللهم إنك أنزلتَ في توراتك أن نُعْتقَ أًرِقَّاءَنا، اللهم إنا أَرِقَّاؤُك فأعْتِقْنا.

وقال الثالث: اللهم إنك أنزلتَ في توراتك ألا نردَّ المساكين إذا وقفوا بأبوابنا، اللهم إنا مساكينُك وقَفْنا ببابك فلا ترُدَّ دعاءنا، فاستجاب الله لهم وسقاهم.

Читать полностью…

زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚

قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba

📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim

📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws

📋
-------♡-------
🔆 ✨ طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلَآح ✨
•| 🔘 @watazawd

📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed

📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam

📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena

📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu

📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd

📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib

📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h

📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a

📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj

📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi

📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch

📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55

📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j

📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg

📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona

📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t

📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat

📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat

📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11

📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd

📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib

📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1

📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft

📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran

📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat

📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E

📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025

📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip

📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul

📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0

📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi

📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h

📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed

📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar

📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh

📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny

📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli

📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H

📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin

📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv

📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb

📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad

📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2

📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333

📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99

📋
-------♡-------


☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot

Читать полностью…
Subscribe to a channel