الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
🎤
*خطبة.جمعة.بعنـوان.cc*
*عـلامـات قبـول الطاعـة*
*للشيـخ/ أمير بن محمد المدري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الذي أنشأ وبرا، وخلق الماء والثرى، وأبدع كل شيء وذرا، لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [طه:6-7].
خلق آدم فابتلاه ثم اجتباه فتاب عليه وهدى، وبعث نوحاً فصنع الفُلْك بأمر الله وجرى، وَنَجَّى الخليل من النار فصار حرّها برداً وسلاماً عليه، فاعتبِروا بما جرى، أحمده على نعمه التي لا تزال تترى، وأُصلي وأسلم على نبيه محمد المبعوث في أُم القرى, صلى الله عليه وعلى صاحبه في الغار أبي بكر بلا مرا، وعلى عمر الملهَم في رأيه فهو بنور الله يرى, وعلى عثمان زوج ابنته ما كان حديثا يُفْتَرَى, وعلى ابن عمه عليّ بحر العلوم وأسد الشرى, وعلى بقية آله وأصحابه الذين انتشر فضّلهم في الورى، وسلّم تسليما.
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله -تعالى-، وتبّصروا في هذه الأيام والليالي؛ فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم، وكل يوم يمر بكم فإنه يبعدكم من الدنيا ويُقربّكم من الآخرة؛ فطوبى لعبدٍ اغتنم فرصها بما يقرب إلى مولاه! طوبى لعبدٍ شغَلَها بالطاعات وتجنب العصيان.
جاء رمضان ومضى، وأتى العيد وانقضى، وتلك سنة الحياة!
ما في الحياة بقاءٌ *** ما في الحياة ثبوت
نبني البيوت وحتماً *** تنهار تلك البيوت
تموت كل البرايا *** سبحان من لا يموت
بعد كل طاعة وعبادة، سواءً كانت عمرةً، حجا، صياما، صلاة، صدقة، أيّ عمل صالح، لا بُد من وقفات وتأملات بعد هذه الطاعة من صيام وقيام أو حج أو عمرة: هل أنا من المقبولين أم من المحرومين؟ هل أنا من الفائزين أم من الخاسرين؟.
أولاً: إن العمل الصالح ليكون مقبولا فلا بد أن يكون خالصاً وصالحاً، خالصاً لا يشوبه رياء أو سمعه، وكذلك لا بد أن يكون العمل صالحاً، على وفق ما دل عليه كتاب الله وسنة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد جمع الله المعنيين في قوله: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا) [الكهف:110].
ولهذا؛ في الحديث: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً" متفق عليه، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً" رواه البخاري، "من قام رمضان إيماناً واحتساباً" رواه مسلم؛ فلا بد من إخلاص، ولا بد من موافقة شرع الله.
ثانياً: أيها المسلم، من وفقك لأداء العمل الصالح؟ من أعانك على الصيام والقيام؟ إنه الله، فلو وكلك الله إلى نفسك لهلكت، فالشيطان متسلط عليك، كل لحظة يتمنى أن يضلك ويغويك، ولكن الله عصم منه عباده المخلصين: (إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـانٌ) [الحجر:42].
الله -جل جلاله- يقول لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَـاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذًا لأَذَقْنَـاكَ ضِعْفَ الْحَيَواةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ) [الإسراء:74].
إذاً يا أخي، إذا وُفقت لعمل صالح فاعلم أن هذا فضل من الله عليك، وكرمٌ من الله عليك، وكم ضل أقوام وزاغت قلوب أقوام ما وفقهم الله للصواب، والله يقول لنبيه: (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيء) [النساء:113].
عباد الله: كلنا يردد هتاف علي يقول: "ليت شعري! مَن المقبول فنهنيه؟ ومن المحروم فنعزيه!". وبعد كل طاعة نردد أيضاً قول ابن مسعود رضي الله عنه: "أيها المقبول هنيئًا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك".
ولذلك؛ كان الصحابة الكرام يدعون الله ستة أشهر بقبول رمضان، مَن منا لا زال إلى اليوم يدعو بقبول رمضان؟ ولقد قال عليّ -رضي الله عنه-: "لا تهتمّوا لقِلّة العمل، واهتمّوا للقَبول"، ألم تسمعوا الله -تعالى- يقول: (إنما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة:27].
أخي الحبيب: لا تكن مثل بعض المسلمين، الذين ليسوا حريصين على قبول طاعاتهم، فإن التوفيق للعمل الصالح نعمة كبرى، ولكنها لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، وهي نعمة القبول.
عباد الله: هناك أسباب لقبول الأعمال، وهناك علامات للمقبولين، نسأل الله أن نكون منهم، فمن وجدها في نفسه فليحمد الله، وليعمل على الثبات على الاستمرار عليها، ومن لم يجدها فليكن أول اهتمامه من الآن: العمل بها بجد وإخلاص لله -تعالى-.
غير أن ذلك لا يغلق أمامه أبواب الخير، فكم لله من باب مفتوح لا يوصد، ولا يعمِّي عليه طرق القربات ومسالكها، فكم من سبيل إلى الخير والقربة مشرع، ولا يقنطه ضياعه في رمضان من وجود فرص متاحة للاستغلال والاستدراك، ولا ييأس من رحمة الله وكرمه ويظن أن خسارته لا تعوض، وأن توبته لا تقبل، وأنه من الهالكين، لكن عليه أن يستأنف ويعزم ويبدأ بطرق باب الله بالندم والتوبة والعزيمة الماضية على المسابقة في مضمار الخيرات، والله ذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون.
وأما من أحسن فعليه أن لا يغتر بإحسانه، ولا ينظر إلى ما قدم بعين الرضا، ولكن لينظر كيف قدم. فمن نظر إلى نفسه وعمله بعين العجب فتر ودل بما فعل، وقد يؤول به الأمر إلى الترك والانقطاع، والإنسان لا يأمن على نفسه؛ فالقلوب بيد الله فقد ينقلب حاله إلى ما لا يحمد. والجوارح عرضة للخمول والفتور.
والغريب عن بعض المجتهدين في رمضان أن يفتر ذلك النشاط، ويذبل ذلك الجد لديهم، بل قد يصل الأمر ببعضهم إلى أن يتحول من طاعة إلى معصية، ومن قرب من الله إلى بعد عنه، وحال كهذه أسوأ ممن خسر رمضان واستأنف بعد مضيه أوبة ورجوعاً، وولدت له حياة معمورة بالندم وسرعة المبادرة إلى الخير.
فلا أحسن - يا عباد الله - من أن نستقل ما قدمنا وندعو بقبول ما عملنا، ونستغفر على ما فرطنا واقترفنا، ونواظب على ما وجب علينا فعله، وترك ما فرض علينا تركه، والله يثبت الذين آمنوا، ويوفق من صدقوا إلى لزوم الصراط المستقيم.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبـــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أيها المسلمون:
ليس كل من شهد الصيام يجب عليه الصيام فورا؛ فقد يكون عنده عذر دائم كالهرِم والمريض مرضاً لا يُرجى شفاؤه، أو يكون عنده عذر طارئ كالحائض والنفساء والمريض مرضاً يُرجى شفاؤه، وكذا المسافر.
فهؤلاء قد يفطرون رمضان كله أو بعضه، ومن تيسير الله تعالى أن جعل رخصة في الفطر ومهلة للقضاء لذوي الأعذار.
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 183-185].
عباد الله:
من أفطر بهرم أو عجز دائم عن الصيام، أو به مرض لا يرجى شفاؤه ولا يستطيع معه الصوم، فهؤلاء ليس عليهم صيام، ولكن تجب عليهم الفدية، وهي إطعام كل واحد منهم مسكيناً عن كل يوم أفطروه من رمضان، ولا يشترط أن يكون الإطعام في رمضان، بل يجوز بعد رمضان، وإن كان الإطعام في رمضان أولى؛ براءة للذمة بتقديم حق الله تعالى، ولمضاعفة الأجر في رمضان.
إلا أن الهرِم الذي قد بلغ به كبر السن حد الخرف وعدم التمييز للأشياء فهذا قد خرج عن عهدة التكليف، وعليه فلا صيام في حقه ولا إطعام.
عباد الله:
ومن أفطر بعذر يمكن زواله في رمضان أو بعده كالمسافر والحائض والنفساء والحامل والمرضع والمريض مرضاً يرجى شفاؤه فهؤلاء يجب عليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان.
ومن فاته صيام رمضان ومات قبل أن يتمكن من القضاء بأن مات وعذره قائم كالنفساء أو المريض الذي استمر مرضه وقبض عليه أو مات في رمضان فهذا ليس عليه شيء وليس على أقاربه قضاء عنه ولا إطعام. أما إن أفطر في رمضان بعذر شرعي وقدر على القضاء بعد رمضان ولم يقض فقد شُرع لأوليائه الصيام عنه أو الإطعام عن كل يوم أفطره مسكينا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) [10].
أيها المسلمون:
أما من أفطر في رمضان من غير عذر بالطعام أو الشراب أو الجماع أو الاستمناء فقد ارتكب إثماً كبيرا، ولكن لا يعني حصول الإثم ترك قضاء ما أفطره.
بل عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، ويقضي الأيام التي أفطرها، ولعل بذلك محو سيئة إفطاره وتعديه حرمة رمضان، والله أعلم.
🎤
*خطبة.جمعة.بعنـوان.cc*
*الـنــاس بـــعــــد رمـــضـــــــــان*
*للشيخ/ عبدالله بن عبده العواضي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله المعبود الحق في كل زمان ومكان، والشكر له على منته بإكمال عدة رمضان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي أنزل عليه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،، نبي الشريعة الدائمة، والرسالة الخاتمة، فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحابه أجمعين.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون:
أولُ القول حمدٌ جزيل لله تعالى على نعمة رمضان التي أنعم بها علينا فصمنا الشهر كاملاً، نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ما عملنا فيه من الخير، ويعفو عنا ما تجاوزنا فيه حدوده، فاللهم آمين.
عباد الله:
لم يدم رمضان بيننا طويلاً، بل ارتحل عنا سريعاً ومعه أعمالنا: صالحها وطالحها شاهداً بها على أهلها لدى خالقنا، فمن أساء فإساءته كبيرة، ومن أحسن فلا يدري أُقبل منه عمله أم رد عليه، ولكنا نسأل الله أن يعفو عنا وأن يتقبل منا صالح العمل.
فليست العبرة - معشر المسلمين - أن العامل عمل، ولكن العبرة كيف عمل العامل؛ فالله تعالى يقول: ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2]. وأحسن العمل: أخلصه وأصوبه، كما قال بعض العلماء.
كان بعض الصالحين يقفون على أبواب وداع رمضان ومعالم الحزن على وجوههم بادية، وعلى ألسنتهم ناطقة، مع أنهم كانوا يجتهدون اجتهاداً قد لا نستطيعه. فهمهم الأكبر في إتمام العمل وإتقانه، ورجاء قبوله وخشية رده.
روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه؟"، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: "من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه؟ أيها المقبول، هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك".
وقال علي رضي الله عنه: "كونوا بقبول العمل أشد اهتماماً من العمل، ألم تسمعوا قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]".
وقال فضالة بن عبيد: "لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]".
وقال بعضهم: "أدركتهم يجتهدون في العمل فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟!".
ورأى وهب بن الورد قوماً يعبثون حراماً بعد رمضان فقال: "إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين، وإن لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين!".
أيها الناس، لقد كان رمضان كوكب إشعاع عم ضياؤه وهناؤه، ومورد خير لا تحصى فضائله وخيراته، فطوبى لمن شمله خيرُه وأدركه فضله، واستمر معه أثره الحسن في استقامة النفس وصلاحها؛ فرمضان - عند ذوي الهدى - شحنة إيمانية مدخرة لما بعد رمضان تملأ الحياة نوراً واستبصاراً، ومن ذاق طعم الإيمان ووصل شغاف قلبه صعبت عليه مفارقته.
أيها المسلمون:
إذا اكتمل عقل الإنسان وبلغ بدأ تكليف الله له بفرائض يعملها ومحارم يتركها، ويبقى على هذا التكليف حتى يأتيه اليقين أي: الموت، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
ولا يخرج عن هذا التكليف إلا بفقد ما أدخله فيه وهو ذهاب العقل والتمييز للأمور.
ليتبين بعد هذا أن فرائض الله تعالى على عباده إنما فرضت على الدوام، فإن أخصبت بعض المواسم الزمانية أو المكانية بمزيد المضاعفة وكثرة الطاعة فلا يعني ذلك انحصار تلك القرب في تلك الأزمنة والأمكنة الفاضلة.
إن المداومة على العمل الصالح دليل العبودية الصادقة، سواء كان ذلك العمل الصالح فرضاً أم نفلا، وهذا هو هدي نبينا عليه الصلاة والسلام، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته -يعني: جعله ثابتا غير متروك- وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة) [2].
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
وإني لأرجو الله حتى كأنني *** أرى بجميل الظن ما الله صانع
ومن الأعمال الفاضلة في أيام العيد: أن زيارة المسلم لأرحامه وتفقد أحوالهم ومشاركتهم فرحتهم؛ فإن من وصلهم وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله؛ كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الرَّحِمَ شَجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَن وصَلَكِ وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ"(رواه البخاري).
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يفعلها عقب رمضان صيام ست من شوال؛ كما في حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صام رمَضانَ وأتبَعه سِتًّا مِن شوّالٍ خرَج مِن ذُنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه".
ومن الأمور المهمة التي يجدر التذكير بها في هذا اليوم المبارك: أهمية المداومة على الطاعات والاستمرار عليها حتى يلقى العبد ربه وهو على هذا الحال؛ كما قال ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم-: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ)[الحِجْر:99]؛ والواجب على المسلم أن يحافظ على رصيده من الحسنات التي اجتهد في تحصيلها في شهر رمضان وألا يفعل ما يخرمها؛ لأن هذا من الجهل والحمق؛ وقد ضرب الله لنا مثلا في كتابه العزيز يحذرنا من ذلك؛ فقال: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ) [النحل: 92]؛ وهذه الآية نزلت في ريطة بنت عمرو المكية التي كانت تغزل الصوف وجه النهار بقوة، ثم تنقضه آخره فذم الله صنيعها وجعلها مثالا للتحذير من سلوك سبيلها.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
اللهم ثبتنا على طاعتك وارزقنا المسابقة إلى مرضاتك ومحابك.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبة عيد الفطر 1444هـ*
*للشيخ/ عبدالله البرح*
الخطبة الأولى:
الحمد لله الواحد الديان الذي هدانا للإيمان وأتم علينا شهر رمضان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي شرع لعباده من الأعياد ما تجلو بها الأحزان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير من تقرب إلى ربه بصدق وإخلاص وإتقان -صلى الله عليه وسلم- ما سبحت الخلائق لربها المنان وعلى آله وصحابته أئمة الهدى والإحسان وعلى التابعين لهم إلى يوم تشيب فيه الولدان، أما بعد:
معاشر المسلمين: أوصيكم ونفسي بطاعة الله وتقواه والتوبة إليه قبل لقاه؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين؛ حيث قال في كتابه الكريم: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النساء:131]، ووصى الله بها عباده المؤمنين؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[الحشر: 18-19]، أما بعد:
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: إنكم في يوم من أيام الله، إنه يوم عيد الفطر المبارك الذي أكرم الله به الصائمين وأنعم بتشريعه على القائمين ليفرحوا في هذا اليوم المبارك بعد إتمام ما افترضه الله عليهم فضلا من الله عليهم ورحمة منه بهم؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس:58]؛ والمراد بالفرح المذكور في الآية هو الفرح المحمود المضبوط بضوابط وآداب الشرع الحكيم؛ كما ذكر الإمام السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية؛ فقال: "وإنما أمر الله -تعالى- بالفرح بفضله ورحمته؛ لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله -تعالى-، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل؛ فإن هذا مذموم".
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن للصائم أفراح متعاقبة؛ فيفرح بعد إتمام عبودة الصيام ويفرح يوم لقاء الواحد العلام؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "للصّائمِ فرحتانِ: فرحةٌ حينَ يفطرُ، وفرحةٌ حينَ يَلقى ربَّهُ"(صححه الألباني).
وروى أنس بن مالك -رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "قدِمْتُ المدينَةَ ولأهلِ المدينةِ يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليَّةِ، وأنّ اللهَ تعالى قدْ أبدَلَكم بهما خيرًا منهما يومَ الفطرِ ويومَ النحر"؛ وهذا من يدل على سماحة الإسلام وشموليته لاحتياجات العبد في روحه وفطرته وما جبلت نفسه عليه.
فهنيئا لمن أحسن في صيام رمضان وتلا وقام ليالي العتق والغفران، ولله در الشاعر حين قال:
ليهنكَ بعدَ صومكَ عيدُ فطرٍ***يريكَ بقلبِ حاسدكَ انفطارا
أتاكَ وفوقَ غرَّتهِ هلالٌ*** إذا قابلتهُ خجلًا توارى
يشيرُ وعادَ نحوكَ كلَّ عامٍ***يحدِّدُ فيكَ عهداَ وازديارا
ولا برحتْ لكَ العلياءُ دارًا***ومتَّعكَ الزَّمانُ بملكِ دارا
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: ولم تكن هذه الأعياد الشرعية مجرد لهو ولعب وأكل وشرب وزينة فحسب، ولكن لحِكَم ومقاصد عظيمة، ومن تلك الحكم والمقاصد:
تعظيم شعائر الله -تعالى-، قال -سبحانه-: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32]، والأعياد المشروعة من شعائر الله المهمة التي عظمها الإسلام.
ومن مقاصد العيد: أنها شرعت لشكر المنعم -جل في عليائه- على آلائه وإحسانه، يقول رب العزة والجلال: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 185]، ومن يتأمل في هذه الآية الكريمة يجد أن في ظاهر العيد الزينة والاستمتاع، وأن في باطنه شكر الله -تعالى-، إذ أن حقيقة العيد في حياة المسلم؛ أن يخرج العبد من يومه بلا ذنوب ولا تقصير في حق علام الغيوب؛ كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: "كل يوم لا يعصي الله فيه؛ فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه، وذكره، وشكره؛ فهو له عيد".
ومن المقاصد التي شرع لأجله العيد في الإسلام: إظهار سماحة هذا الدين الحنيف وتيسيره على من التزم سبيله، وتمسك به؛ فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ"(صححه الألباني).
قال تعالى : { وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم / 7
وقال تعالى مبينا حال تلك القرية والتي كانت ترفل في النعم والخيرات ثم كفرت بنعم الله تعالى ولم تؤدي حقها بشكر المنعم فكانت العاقبة زوالها والحرمان منها ، قال تعالى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}النحل /112
فاحذروا كفران النعم بالمعاصي ... فإن ذلك يؤذن بزوالها وحرمانها
إِذا كُنْتَ فِى نِعْمَةٍ فَارْعَهَا ... فَإِنَّ المعاصِى تُزِيلُ النِّعَم
وحافظوا عليها بدوم الشكر لمسديها فإن من أسمائه الشاكروالشكور ، قال تعالى : { فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }البقرة / 158 وقال تعالى { وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }التغابن / 17
فاشكروه جل في علاه فإنه يعطي الكثير من الأجر على القليل من العمل ويضاعف الأجور أضعاف مضاعفة ولذلك شكر للزانية على سقياها للكلب فأدخلها الجنة وشكر للرجل الذي أزال عن الطريق الغصن وغفر له ، فإحسانه عظيم وفضله عميم وكرمه كبير .
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربّ العالمين ، الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد ، الكريم المنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى حق التقوى ، وكبروه تعالى تكبيرا .
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .
أيها المسلمون : شكر الله تعالى ، واجب على العبد وإن مما يعين عليه أمور منها :
الدعاء كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا بذلك ،
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمًا، ثُمَّ قَالَ: «يَا مُعَاذُ إِنِّي لَأُحِبُّكَ» . فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا أُحِبُّكَ. قَالَ: " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ )) مسند أحمد مخرجا (36/ 430)
استحضار كمال قدرة الله وغناه وكمال رحمته ولطفه وأنه يتفضل على عباده بالنعم ويغمرهم برحمته وجوده مع تقصيرهم ، قال تعالى : { وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} لقمان /12
وأن يتأمل العبد في كثرة النعم وعظيم جزاء الشكر في الدنيا والآخرة
وأن يتفكر المؤمن في عظم السؤال والوقوف بين يدي الله عن مدى شكره للنعم التي أسدها إليه { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }التكاثر /8
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ
عباد الله : تابعوا شكر الله تعالى بالقيام والصيام وسائر النوافل التي تقربكم من الرحمن ومن ذلك صيام ست من شوال
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .
هذا وصلوا عباد الله على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، قال تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللهم أعز الاسلام والمسلمين ، واجعل بلادنا آمنة وسائر بلاد المسلمين ،
اللهم آمِنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه يا رب العلمين ،
اللهم اجعلنا من المقبولين وارحمنا برجمتك يا ارحم الراحمين واغفر لنا أجمعين ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا ارحم الراحمين
الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
لِلْعَبْدِ إِلَّا بِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ، وَلَا حَيَاةَ حَقِيقَةً لَهُ إِلَّا بِعُبُودِيَّتِهِ لَهُ، وَالْإِنْسَانُ مَهْمَا بَلَغَ لَنْ يَكُونَ شَيْئًا بِدُونِ تَعَلُّقِهِ بِرَبِّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ.
وَفِي الْقُرْآنِ أَمْرٌ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِفْرَادِهِ بِالْعِبَادَةِ دُونَ سِوَاهُ، وَأَنَّ الرُّسُلَ أُرْسِلُوا بِذَلِكَ، وَبِهِ تَنَزَّلَتِ الْكُتُبُ؛ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: 25]، وَكُلُّ رَسُولٍ قَالَ لِقَوْمِهِ: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الْأَعْرَافِ: 59]. وَفِيهِ تَحْذِيرٌ مِنَ الشِّرْكِ بِكُلِّ صُوَرِهِ وَأَنْوَاعِهِ؛ مِنَ التَّعَلُّقِ بِالْمَخْلُوقِينَ، وَعِبَادَةِ الْمَقْبُورِينَ، وَدُعَائِهِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، أَوِ التَّوَسُّلِ بِهِمْ، وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 194]، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فَاطِرٍ: 13-14]. وَأَصْحَابُ الْبِدْعَةِ وَالْخُرَافَةِ بَاتُوا فِي زَمَنِنَا يَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى الشِّرْكِ، وَيُزَيِّنُونَ لَهُمُ التَّوَسُّلَ بِالْمَخْلُوقِ دُونَ الْخَالِقِ، وَيَظْهَرُونَ عَلَى الشَّاشَاتِ بِلِحَاهُمْ وَعَمَائِمِهِمْ يُحِلُّونَ لِلنَّاسِ الشِّرْكَ، وَقَدْ أُرْسِلَتِ الرُّسُلُ بِالتَّحْذِيرِ مِنْهُ.
وَفِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ؛ لِيَعْرِفَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَخَالِقَهُ، وَلِيَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَيَتَفَكَّرَ فِي صِفَاتِهِ الْعُلَى، وَيُثْبِتَهَا لَهُ كَمَا جَاءَتْ فِي الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ بِهِ سُبْحَانَهُ، دُونَ تَعْطِيلِهِ مِنْ صِفَاتٍ أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ، أَوْ تَشْبِيهِهِ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ؛ إِذِ الْخَالِقُ فِي كَمَالِهِ وَقُدْرَتِهِ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ فِي نَقْصِهِ وَعَجْزِهِ. وَإِذَا كَانَ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ وَصْفٌ يَخُصُّهُ وَيَلِيقُ بِهِ، فَكَيْفَ لَا يَكُونُ لِلْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَصْفٌ يَخُصُّهُ وَيَلِيقُ بِهِ جَلَّ فِي عَلَاهُ. وَكَمَالُ الصِّفَاتِ مِنْ كَمَالِ الذَّاتِ. وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ ذُو الْكَمَالِ وَالْجَلَالِ وَالْجَمَالِ؛ ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الْأَعْرَافِ: 180]، ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الْإِسْرَاءِ: 110]. وَنَشِطَ فِي زَمَنِنَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ يُعَطِّلُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صِفَاتِهِ، وَيُنْكِرُونَ عُلُوَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَيَنْفُونَ اسْتِوَاءَهُ عَلَى عَرْشِهِ، وَيُحَرِّفُونَ مَعَانِيَ الْآيَاتِ الْكَثِيرَةِ الْمُثْبِتَةِ لِذَلِكَ، وَيَرُدُّونَ الْأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ فِيهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَهْوَاءٍ ضَالَّةٍ، وَأَفْكَارٍ مُنْحَرِفَةٍ، أَخَذُوهَا مِنَ الْفَلْسَفَةِ وَعِلْمِ الْكَلَامِ، يُسَمُّونَهَا قَطْعِيَّاتٍ عَقْلِيَّةً، فَيُقَدِّمُونَهَا عَلَى الْوَحْيِ الرَّبَّانِيِّ، وَهِيَ لَيْسَتْ بِقَطْعِيَّاتٍ وَلَا عَقْلِيَّةٍ، بَلْ هِيَ تُرَّهَاتٌ أَعْجَمِيَّةٌ، وَضَلَالَاتٌ إِلْحَادِيَّةٌ، نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنَ الضَّلَالِ وَالْإِلْحَادِ. فَالْحَذَرُ مِنْهُمْ وَمِمَّا يَدْعُونَ إِلَيْهِ وَاجِبٌ؛ فَإِنَّهُمْ دُعَاةُ ضَلَالٍ وَبِدْعَةٍ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله،وإحسانه،وأشكره على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: نسألُ اللهَ أن يُبرم لهذه الأمة أمر رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِه، ويُذَلُّ فيه أهلُ معصيتِه، اللهم أعزَّ دينَك وكتابَك وعبادَك الصالحين، اللهم عليك باليهود المعتدين، اللهم عليك بهم وبمن عاونهم يا قويُّ يا عزيزُ يا متين، اللهم تقبَّل طاعتنا، وأعد علينا رمضان أعواماً عديدة وسنيناً مديدة.
تقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بأسعد حال.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.
*خطبة عيد الفطر ١٤٤٢هـ*
---------------------------------
✍️ *معين صالح السلامي*
إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل الله، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار ما كُوِّر الليلُ على النهار، وما اهتزَّتِ الأشجار، وجرتِ الأنهار، وسلَّم تسليماً كثيراً.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِـمُونَ}
أما بعد:
عباد الله: يقول الله سبحانه: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر.
اللهُ أكبَرُ ما صامَ صائمٌ وأفطر، اللهُ أكبَرُ ما انبلجَ صبحُ عيدٍ وأسفر، اللهُ أكبَرُ ما هلَّ هلالٌ وأقمر، اللهُ أكبَرُ ما ما تابَ تائبٌ واستغفر، اللهُ أكبَرُ ما لمَعَ برقٌ وأنور، اللهُ أكبَرُ ما أرعد سحابٌ وأمطر، اللهُ أكبَرُ ما نبت زرعٌ وأثمر .. اللهُ أكبَرُ كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
لآ إله إلا الله .. لآ إله إلا الله .. لآ إله إلا الله.
لآ إله إلا الله ذو العرش المجيد، لآ إله إلا الله فعَّالٌ لما يريد، لآ إله إلا الله عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نبعث يوم الوعيد.
سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله.
سبحان من خلق الكون، سبحان من خلق الحركة والسكون، سبحان من فجَّر من اليابسة العيون، سبحان من يقول للشيء كن فيكون.
سبحانك ربي سبحانك، في السمآء ملكك، وفي الأرض سلطانُك، وفي الجنة رحمتُك، وفي النار عذابُك، وفي البحر عظمتُك، وفي كل شيء حكمتُك وآيتُك. لآ إله إلا أنت.
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ
وليتك ترضى والأنامُ غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
وبيني وبين العـالمين خـرابُ
إذا صحَّ منك الود فالكلُّ هينٌ
وكلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ
اللهُ أكبَر، ولآ إله إلا الله، واللهُ أكبرُ ولله الحمد .. الحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على نعمة الصيام والقيام، نحمده حمد الشاكرين ونشكره شكر العارفين، له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون.
عباد الله: أُهنئُكم بهذا العيد السعيد الذي نسأل الله أن يعيده علينا أعواماً عديدة، وسنيناً مديدة، بالخير والمسرات، واليُمْن والبركات.
إذا ما كنتَ لي عيداً
فمـا أصــنعُ بالعـيدِ
جرى حبُّك في قلبي
كجري الماءِ في العودِ
هنيــئاً ثم هنيــئاً ثم هنيــئاً لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً، فقد صحَّ عن الحبيب ﷺ أنه قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه».
هنيــئاً لمن قام رمضان إيماناً واحتساباً، فقد صحَّ عن الحبيب ﷺ أنه قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه».
هنيــئاً لمن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، فقد صحَّ عن الحبيب ﷺ أنه قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه».
عباد الله: ما أسرع مرور الأيام، ولنا في ذلك عبرة وعظة .. فلآ إله إلا الله كم فقدنا من أحباب في رمضان هذا العام، ولا ندري هل سيأتي رمضان القادم ونحن على قيد الحياة، أم أننا قد ارتحلنا كما رحلوا.
فيَا شهرَ الصِّيامِ فَدَتْكَ نفسي
تمهَّـلْ بالرَّحــيلِ والانتقالِ
فما أدري إذا مـا الحَـولُ ولَّى
وعــدتَ بقابلٍ في خير حالِ
أتلقــاني مـع الأحــياءِ حــيَّاً
أو انك تلقني في اللحدِ بالي
عباد الله: إنَّ أعظم نعمةٍ ينعمُها اللهُ على العبد هي نعمة الاستقامة، ففي الاستقامة على هذا الدين سعادة الدارين، وفيها طمأنينة القلوب، وتنزُّل رحمات علَّام الغيوب. قال الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ • أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَآءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
والاستقامة على الدين: هي الالتزام بالوحي المنزل من رب العالمين، وأن يداوم المسلم على ذلك حتى يأتيَه اليقين.
والاستقامة على الدين، هي وصية سيد المرسلين، قال له سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك. فقال ﷺ: «قل آمنت بالله ثم استقم» رواه مسلم.
عباد الله: إننا جميعاً معرَّضون للوقوع في الخطيئة والذنب .. أرأيتم عندما يُقارفُ الإنسانُ ذنباً .. كيف يجدُ نفسَه؟! أما يشعرُ بالضيق؟! أما يجد الهمَّ والغم؟! أما يحسُّ بالقلق والأرق؟!
🎤
*خطبة عيد الفطر 1444هـ*
*للشيخ/ عبدالله العازمي*
الخطبة الأولى:
الله أكبر (تسع مرات)
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونثني عليه الخيرَ كلَّه، ونشكره ولا نكفره،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فاتقوا الله عز وجل، فتقوى الله أكرمُ ما أسررتم، وأجملُ ما أظهرتم، وأفضلُ ما ادَّخرتم.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
أيها المسلمون: بالأمس استقبلنا شهرنا الفضيل، واليوم نودعه سائلين الله عز وجل أن يتقبل منا ما أودعنا فيه من عمل، وهذا حال الدنيا، أيامٌ قلائل وما أسرع انقضاءها،
لكن يبقى للإنسان ما قدَّمه من خيرٍ أو شر، فيا من صُمتم وقُمتم، وتَلَوْتُمْ وتصدَّقتم، بُشراكم رحمةٌ ورضوان، وعتقٌ وغفران، فربُّكم رحيمٌ كريم، جوادٌ عظيم،
لا يُضيع أجرَ من أحسنَ عملًا، فأحسنوا به الظن، واحمدوه على ما وفَّق وأعان، وعلى بلوغ الختام، وسَلُوه القبول، فهو سبحانه أكرمُ مسؤول.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.
أيها المسلمون: خرجتم من بيوتكم ترجون مغفرة ربكم، وهنيئًا لمن أكرمه الله بالمغفرة، غير أن من الناس من يُحرم المغفرة، أتدرون لماذا؟ استمعوا إلى هذا الحديث النبوي لتعرفوا الجواب،
يقول النبي ﷺ: (تُفتحُ أبوابُ الجنةِ يومَ الاثنين والخميس، فيُغفرُ لكل عبدٍ مسلمٍ لا يشركُ بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينَه وبينَ أخيه شحناء، فيُقال: أَنظروا هذين حتى يصطلحا،
أَنظروا هذين حتى يصطلحا)، والعيدُ مناسبةٌ كريمةٌ لتصافي القلوب، ومصالحة النفوس، والعفو عما فات، دحرًا للشيطان، وإرضاءً للرحمن، قال الله عز وجل:
(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم).
وتذكر يا عبد الله أنك تتعامل مع بشر، يخطئون ويصيبون، فعوِّد نفسك الصبرَ والتغاضي عن الزلات، وخصوصًا مع أهلك وأقاربك، وأصحابك وجيرانك.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
اللهم بارك لنا في الكتاب والسنة، وانفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم، إنه هو الغفورُ الرحيم
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الله أكبر (سبع مرات)
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
ثُمَّ أَنْتُنَّ يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ: تَذَكَّرْنَ أَنَّ "مَنْ أَطَاعَتْ رَبَّهَا، وَصَلَّتْ فَرْضَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، دَخَلَتِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شَاءَتْ"؛
فَأَيُّ نَعِيمٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا! وَأَيُّ غَايَةٍ مَقْصُودَةٍ أَشْرَفُ مِنْ دُخُولِ جَنَّةِ النَّعِيمِ، وَرُؤْيَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ!
تَصَدَّقْنَ؛ فَالصَّدَقَةُ بَلْسَمٌ لِلزَّلَّاتِ وَلَقَاحٌ لِلْعَثَرَاتِ، الْتَزِمْنَ الْحِجَابَ، وَأَقْفِلْنَ فِي وُجُوهِ الْمُتَرَبِّصِينَ الْبَابَ؛ فَالْحِجَابُ تَوْجِيهُ رَبِّ الْأَرْبَابِ،
وَتَوْصِيَةُ سَيِّدِ الْأَحْبَابِ، وَهُوَ سَتْرٌ وَصَوْنٌ، وَالْقَرَارُ فِي الْبُيُوتِ كَرَامَةٌ وَعَوْنٌ، ثُمَّ إِنَّ بَنَاتِكُنَّ عِنْدَكُنَّ أَمَانَةٌ، فَكُنَّ لَهُنَّ قُدْوَةً وَحَصَانَةً، عَوِّدْنَهُنَّ الصَّلَاةَ وَالْحَيَاءَ وَالْحِشْمَةَ وَالسَّتْرَ
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: إِنَّ الْعَبْدَ الرَّاغِبَ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ لَا يَرْبُطُهُ زَمَانٌ وَلَا يَحُدُّهُ مَكَانٌ وَلَا يُقْعِدُهُ حَالٌ عَنِ اللَّهِ -تَعَالَى-
وَمَرْضَاتِهِ؛ فَهُوَ لَا يَشْبَعُ مِنْ طَاعَةٍ، وَلَا يَقِفُ عِنْدَ قُرْبَةٍ حَتَّى يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ، وَيَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةَ؛ فَهُوَ -دَائِمًا- يُحَقِّقُ قَوْلَ اللَّهِ -جَلَّ جَلَالُهُ
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
وَهُوَ دَوْمًا يَتَمَثَّلُ قَوْلَ الْحَقِّ –سُبْحَانَهُ
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً.
تقبَّل الله طاعاتكم، وبارك لكم في أعيادكم، وجعل سعيَكم مشكورًا، وذنبَكم مغفورًا، وزادَكم في عيدكم فرحةً وبهجةً وسرورًا.
- وتُعَبِّرُ عن فرحك بصلة الرحم.. والرحم شاملة لكل أقاربك سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً، فلا تتنزل رحمة الله على قومٍ فيهم قاطع رحم، وصلة الرحم واجبة على الرجال والنساء.
- وتُعَبِّرُ عن فرحك بإدخال السرور على الآخرين، فأدخلْ مشاعر السرور إلى نفسك لأن الله يريد منك أن تكون مسروراً هذه الأيام، وانقل هذه المشاعر إلى الآخرين لتكون أنتَ العيد الذي تحمل الفرح إلى قلوب الآخرين.
وفي الطبراني قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سُرُورًا لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ».
ونُعَبِّرُ عن الفرح بالعيد بالتوسيع على الأهل والأولاد.
أيها الأخ المؤمن.
*افرح بالعيد ولا تنظر إلى ظروفك المادية.*
إذا نظرتَ إلى من هو أغنى منك وأفضل منك حالاً ورزقاً فلا تحزن، وإياك أن تزيل السرور عن قلبك أيام العيد.
فنحن لم نفرح بالعيد لأننا اشترينا فيه الجديد.. بل فرحنا بالعيد لأن الله وفقنا للطاعات في رمضان، فنحن نحتفل بسبب هذا التوفيق الذي حصلنا عليه من الله.
و الصالحون من عباد الله الذين فهموا سر العيد قالوا: ليس العيد لمن لبس الجديد، وإنما العيد لمن طاعته لله تزيد.
العيد يوم فرحة، ولماذا الفرحة؟ يقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يونس58.
فقد تفرح أنك جمعت مالاً ترتضيه، أو تفرح لأنك حصلت على نجاح أو تقدم، أو تفرح لأنك ظفرتَ بأمرٍ تحبه، ولكن الله يقول لك: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يونس58.
فإذا تفضل الله عليك ورحمك فذلك خير مما تجمع من أمور الدنيا.
ولهذا عندما دخل رجل على أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه يوم عيد الفطر فوجده يأكل خبزا فيه خشونة في الوقت الذي يأكل فيه غيره من رعيته ما لذ وطاب من الأطعمة، قال يا أمير المؤمنين يوم عيد وخبز خشن؟ فقال علي: اليوم عيد من قُبل بالأمس صيامه وقيامه، عيد من غُفر ذنبه، وشُكر سعيه، وقُبل عمله، اليوم لنا عيد وغدا عيد وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد.
وأهل الصلاح والتقوى كل يوم لا يعصون الله فيه فهو لهم عيد.
ولذلك فالمؤمن كل أيامه عيد، أما من يعصي الله يوم العيد فيوم العيد ليس له عيد.
ورمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فإذا خرجتَ من رمضان وقد تفضل الله عليك برحمته ثم غفر لك ثم أعتق رقبتك من النار، ألا ينبغي أن تفرح لذلك.
فربك يأمرك أن تفرح لأنه تفضل عليك ورحمك: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } يونس58، فهو يخبرك بأن رحمته وفضله خير مما يجمع الخلق من أمور الدنيا.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيمَ لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات.
فاستغفروه ثم توبوا إليه.
*الخطبة الثانية*
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وصيتي لنفسي وإياكم يا عباد الله بتقوى الله وطاعته، فاتقوا الله وخافوه راقبوه.
أما بعد:
أيها الإخوة الأعزاء:
*يوم الجائزة:*
وإنما كانوا رضي الله عنهم من المغتنمين لكل لحظة من لحظات الشهر المبارك حتى يفوزوا بالجائزة الكبرى التي ستوزع على الصائمين القائمين في يوم الفطر الذي يسمى في الأرض بيوم العيد ويسمى في السماء بيوم الجائزة فقد أخرج ابن حبان والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا بأن الله سبحانه وتعالى يقول لملائكته يوم العيد: ((ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟) فيقولون: إلهنا وسيدنا جزاؤه أن يوفى أجره) فيقول الله: (أشهدكم أني قد جعلت ثوابهم لصيامهم وقيامهم رضائي ومغفرتي) ثم يقو ل الله وقد نظر إلى جميع المصلين للعيد نظرة رحمة وحنان: (سلوني يا عبادي. فوعزتي .. لا تسألوني اليوم في جمعكم هذا لآخرتكم إلا أعطيتكم ولا لدنياكم إلا نظرت لكم ... قد أرضيتموني فرضيت عنكم. انصرفوا مغفورا لكم)).
وجاء في رواية أخرى عند البيهقي عن ابن عباس أن الله يقول وقد نظر إلى المصلين في صلاة العيد ((يا عبادي سلوني، فوعزتي وجلالي لا تسألوني شيئا في جمعكم هذا لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولدنياكم إلا نظرت لكم، فوعزتي لأقيلَنَّ عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي وجلالي لا أفضحكم ولا أخزيكم بين أصحاب الحدود، فانصرفوا مغفورا لكم، قد أرضيتموني فرضيت عنكم. ( 1 ).
*عيدان يجتمعان فهل تسقط الجمعة يوم العيد ؟*
أيها الإخوة المؤمنون :
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طريق النجاة والفلاح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
عباد الله:
لقد مر شهر رمضان ومضت أيامه وطويت صحائفه، فمنا المحسن ومنا المسيء، فمن حسنت خاتمة عمله فاز بالرضا والرضوان والنعيم المقيم في الجنان، وأما من فرط وضيع ساءت خاتمة عمله فنال الخسران المبين والعذاب الأليم.
فالبدار البدار عباد الله بالأعمال الصالحة قبل أن يتخطفكم المنون، واحرصوا على العمل ولو كان قليلاً كي تفلحوا وتنجحوا، فرسولكم - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل))؛ متفق عليه.
عباد الله:
ومن اتباع الطاعة بالطاعة بعد رمضان صيام الأيام التي أفطرها المسلم أو المسلمة في رمضان من أصحاب الأعذار، كالمريض والمسافر، والحائض والنفساء، وغيرهم. فينبغي في حقهم قضاء الأيام التي أفطروها قبل صيام التطوع، لأن قضاء أيام رمضان تكون في ذمتهم وهم محاسبون عليها، وأما التطوع فمن صام أجر، ومن لم يصم لم يأثم.
وقضاء رمضان يحتاج لمن أراد صيامه أن يبيت النية من الليل، ويكفيه أن يقوم ليتسحر ولو على شربة ماء ناوياً القضاء. ولا يجوز لمن دخل في صيام القضاء أن يفطر إلا من عذر كسفر أو مرض لأن بعض الناس يتساهل في ذلك ويحسب أنه لا حرج عليه.
عباد الله:
وبعض الناس يقول لمن صام وحصل نزهة أو مناسبة أفطر وصم يوماً آخر، وهذا خطأ ينبغي عدم الوقوع فيه لأن فيه مخالفة ظاهرة، فالقضاء إذا نوى المسلم صيامه لا يجوز له الفطر فيه كرمضان إلا من عذر كما ذكرنا، وأما التطوع فيجوز له أن يفطر ولا قضاء عليه لأن الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر.
وتقديم القضاء على صيام ست من شوال فيه سرعة براءة الذمة حيث قد يعرض للمسلم والمسلمة ظروف لا يستطيعون معها قضاء الصيام مستقبلاً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21] .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، أكرمنا بطاعته ووعد عليها بعظيم فضله وجنته، والصلاة والسلام على قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع سنته.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله،
واعلموا أن مما شرعه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته وحث عليه اتباع صيام رمضان بصيام ست من شوال فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله))؛ رواه مسلم.
وهذا الحديث فيه دلالة عظيمة على عظمة فضل الله تعالى حيث جعل صيام رمضان وست من شوال بأجر صيام سنة كاملة فلله الحمد والمنَّة. ونسأله سبحانه العون والمزيد من فضله.
عباد الله:
وصيام ست من شوال لا يحتاج إلى نية من الليل في أصح قولي العلماء، وإذا أصبح المسلم ولم ينو الصيام بالليل جاز له الصيام من النهار في أي وقت إذا كان لم يأكل أو يشرب.
ويجوز لمن صام الست من شوال أن يفرد يوم الجمعة بيوم منها ولا حرج في ذلك إن شاء الله.
ومن الناس من يقول: إن صيام ست من شوال بدعة، وهذا يدل على ضعف النفس عن الطاعة، وهذا الكلام منافٍ للحديث الصحيح المروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كمن صام الدهر كله))؛ رواه مسلم، فينبغي على المسلم أن يتحرى ما يقوله كي لا يقع في الإثم العظيم، قال تعالى: ﴿ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾[الأعراف: 28].
ومن لم يرغب في صيام هذه الست فلا يكون سبباً في منع غيره من صيامها، فالتطوع أجره عظيم، ويكفي فخراً من صام الست من شوال وغيرها من صيام التطوع هذا الحديث العظيم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله تعالى قال:... وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه))؛ رواه البخاري.
عباد الله:
إن أعمارنا قصيرة، وأيامنا قليلة، وساعاتنا معدودة، ولكن من فضل الله تعالى علينا أن جعل لنا أعمالاً من أتى بها على الوجه المطلوب كتب له أجر عظيم، فكيف يليق بالمسلم الذي يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحرم نفسه من فضل الله، ألا يرى حاجته إلى ثواب الله، ألا يرى حاجته إلى رحمة الله، ألا يرى حاجته إلى فضل الله وجنته، وهل ينال الأجر إلا من وفى، وهل ينال الجنة إلا من بذل وسعى، وهل ينال مجاورة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين إلا من سابق في الأعمال الصالحة، وهل ينال النظر إلى وجه الله إلا من نظر إلى طاعة الله في الدنيا وحرص عليها وتزود منها وأحسن في حياته الدنيا.
[1] ألقيت في مسجد ابن تيمية، إب، في 4/ رمضان/1429هـ، 3/ 10/ 2008م.
[2] رواه مسلم.
[3] متفق عليه.
[4] رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
[5] رواه أحمد وابن حبان والبيهقي، وهو صحيح.
[6] رواه الترمذي وأبو يعلى، وهو حسن.
[7] رواه مسلم.
[8] متفق عليه.
[9] رواه أحمد وابن حبان والطبراني، وهو صحيح.
[10] متفق عليه.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وهذه دعوة إلى أهمية الاستمرار على العمل الصالح، ولو كان قليلاً، فقليل دائم خير من كثير منقطع، كما قالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) [3].
و كان للمداومة هذه المكانة عند الله تعالى؛ لما للعمل الصالح المداوم عليه من الآثار الطيبة على المسلم بحيث يبقى متصلاً بالعبادة التي يصلح الروحَ استمرارها، ولعل الأجل يأتيه وهو فيه فيقبض على عمل صالح؛ فمن مات على شيء بعث عليه، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام [4].
فالصلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر إلا بالمواظبة عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، إن فلانا يصلي الليل كله، فإذا أصبح سرق؟ قال: (سينهاه ما تقول) [5].
والتوبة لا ينال صاحبها محبة الله تعالى إلا إذا استمر عليها التائب، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]. فالتواب كثير التوبة.
والمسلم إذا كان كثير الدعاء في كل الأحوال: في السراء والضراء كان أقرب إلى الإجابة من غيره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء) [6].
أيها الأحبة الفضلاء:
مما لا شك فيه أن المداومة على العمل الصالح ثقيلة على النفس، خاصة إذا هجم عليها صاحبها دون ترقٍ وتدرج؛ لأن النفس تحب الراحة والميل إلى الدعة؛ ولذلك كان على المسلم الذي يريد المواظبة على الطاعة أن يجاهد نفسه ويتدرج معها شيئاً فشيئاً حتى تألف العمل ويصبح لها سجية بعد ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لن يمل حتى تملوا)[7].
والجد والعزيمة الصادقة، وبُعد الهدف وسموه، والنظر إلى ما عند الله تعالى، ومعرفة حقيقة النفس ومجاهدتُها، عوامل مساعدة للإنسان على الاستمرار.
أيها المسلمون:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال رضي الله عنه: ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني سمعت خشف نعليك - أي: تحريك نعليك - بين يدي في الجنة). قال ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي) [8]، فالمداومة من بلال على هذا العمل جعله عنده أرجى أعماله رضي الله عنه.
وعائشة رضي الله عنها كانت تصلي الضحى ثمان ركعات وتداوم عليها وتقول: "لو نشرني أبواي على تركها ما تركتها". هكذا حب المداومة على العمل الصالح يصنع في نفس صاحبه.
عباد الله:
ما أحسن ما كان، وما أقل ما خلف! غصت في رمضان المساجد، وكثر الراكع والساجد، والباكي والتالي، والذاكر والباذل ماله في الخير، فما لهذا الجمع بدأ يتصدع ويقل من بيوت الله تعالى ومن هذه الأعمال؟! أفبهذا أمرهم رمضان إذا أفل، أهكذا تظهر آثار رمضان؟!
ما لهذا جاء رمضان، وما على هذا أحب أن يفارق، أين عمار المساجد وأهل الجماعة، أين قراء القرآن، وأين الممسكون لألسنتهم وأهوائهم، لماذا تغيرت الحال وانقلب الواقع؟
لقد شكت بيوت الله - هذه الأيام - فراغها وقلة ارتيادها، وشكت المصاحف هجرانها، وضعف الإقبال عليها، فأين ذلك الإقبال المشهود في رمضان؟
من أمر بالصلاة -معشر المسلمين- في رمضان أمر بها بعد رمضان وقبل رمضان أيضاً.
ومن أمر بقراءة القرآن في رمضان أمر به في غير رمضان أيضا، ومن نهى عن محظورات الأعمال والأقوال في رمضان هو من نهى عنها في غيره.
نعم نحن لا ننكر أن لرمضان مزاياه وخصوصياته في النشاط والجد؛ بسبب الجو العام للطاعة، ولعدد الأيام المحدد من عمر السنة، ويظهر هذا خصوصاً في بداية رمضان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة) [9].
ولكن تلك الخصوصية لا تعني أبداً الترك بالكلية للطاعات والإقبال بالنفس على المعاصي بعد تولي شهر الخير.
ولا ريب أنه يحصل فتور ويعتري الإنسان خمول وقلة عمل، ولكن تلك الأحوال لا يجوز أن تصل بصاحبها إلى ترك الفرائض وركوب المحرمات؛ ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث السابق: (فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك). وفي رواية لأحمد والبزار: (فمن كانت فترته إلى اقتصاد فلا يلام، أو فلا لوم عليه، ومن كانت فترته إلى المعاصي فأولئك هم الهالكون).
فالثباتَ الثباتَ - عباد الله - وإياكم الفتورَ المؤدي إلى ترك ما وجب وفعل ما حرُم. فمن هجم عليه الفتور والكسل في بعض المستحبات والنوافل فيرجى له حسن العودة، وأما من شرع في مساخط الله ومحارمه فالفطام عسر، والذنوب ودود ولود يجر بعضها بعضا.
أيها المسلمون:
من فاته فضل رمضان وخيراته لتقصيره أو تفريطه، وإضاعة لحظاته الغالية فيما لا ينفع أو فيما يضر فالخسارة كبيرة عليه.
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
✒️( *ﺧﻮﺍﻃﺮ ﺭﻣﻀﺎﻧﻴﺔ* )
*ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ (30) ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ*
(( *ﻭﺩﺍﻋﺎً ﺭﻣﻀﺎﻥ* ))
🔴
ﺩﻉ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻼﻝ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻟﻤﻦ ﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻞ ﻭﻣﻦ ﺟﺎﺭِ.
ﻭﺫﺭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻧﺤﻴﺒﺎً ﻭﺍﺑﻚِ ﻣﻦ ﺃﺳﻒٍ
ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻕ ﻟﻴﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﺃﻧﻮﺍﺭِ.
ﻋﻠﻰ ليالٍ ﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻣﺎﺟﻌﻠﺖ
ﺇﻻ ﻟﺘﻤﺤﻴﺺ ﺁﺛﺎﻡ ﻭﺃﻭﺯﺍﺭِ.
ﻳﺎﻻﺋﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺯﺩﻧﻲ ﺑﻪ كلفًا
ﻭﺍﺳﻤﻊ ﻏﺮﻳﺐ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭِ.
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺴﻨﻨﺎ ﻭﺍﻟﺸﻤﻞ ﻣﺠﺘﻤﻊ
ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﻭﻣﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ..
🟢 ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻳﺎ ﺷﻬﺮﺭﻣﻀﺎﻥ ! ﻭﺩﺍﻋًﺎ ﻳﺎ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ، وداعاً يا شهر الرحمات، وداعاً يا شهر البركات، وداعاً يا شهر ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ، ﻭﺩﺍﻋﺎً ﻳﺎ ﺿﻴﻔﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ !..
🔵 ﻫﺬﺍ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﻋﺪ ﺭﺣﺎﻟﻪ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻓﻴﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻓﺎﺳﻤﻊ ﺃُﺧﻲَّ ﺃُﺳﺪﻱ ﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺨﻔﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻮﻋﺔ ﻓﺮﺍﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ.
*فأقول وبالله التوفيق*:
🟡 ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻤﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻣﻨﻚ ﺭﺑﻚ ﻭﻫﺬﺍ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻓﻘﻴﻦ..
🟤 وﻫﻨﺎﻙ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺳﻨﻦ ﺷﺮﻋﻬﺎ ﻟﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ..
🔷 ﺃﻭﻟﻬﺎ: ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻏﺮﻭﺏ ﺷﻤﺲ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺻﻔﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ، ﻭﻳﺴﻦ ﺍﻟﺠﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﻓﻲﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻪ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﻢ ﻓﺮﻁ ﻗﻮﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺕ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺨﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻓﺄﺣﻴﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﺃﺳﻮﺍﻗﻜﻢ ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪﻛﻢ ﺍﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺗﻀﺞ ﺑﺎﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭﺍً ﻟﻔﺮﺣﺔ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﻋﺪﺓ ﺭﻣﻀﺎﻥ..
🔶 ومن اﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ أو الجبانة..
♦ ﻭﻳُﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍً ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻟﺮﺑﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺎﻋﻪ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ..
🔷 ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺯﻳﻨﺘﻪ ﻭﻳﺘﺠﻨﺐ ﻣﺎﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺤﺮير وغير ذلك ..
🔶 ﻭﻳﺴﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ لصلاة العيد ﻣﺎﺷﻴﺎً ﻻﺭﺍﻛﺒﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻭ ﻋﺠﺰ ﻭﺃﻥ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻳﻖﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻹﻳﺎﺏ.
{ ﻭَﻟِﺘُﻜْﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﻌِﺪَّﺓَ ﻭَﻟِﺘُﻜَﺒِّﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻫَﺪَﺍﻛُﻢْ ﻭَﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ
ﺗَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ }..
♦ ﻭﻣﻤﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﻲﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﺘﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻃﻬﺮﺓ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻮ ﻭﺍﻟﺮﻓﺚ ﻭﻃﻌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻛﻴﻦ..
🔷 ﻃﺎﺏ ﺻﻴﺎﻣﻜﻢ، ﻭﻃﺎﺏ ﻗﻴﺎﻣﻜﻢ، ﻭﻧﺴﺘﻮﺩﻋﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﺩﺍﺋﻌﺔ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﺻﻴﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﻴﺎﻣﻨﺎ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻃﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ..
*بلغوها وانشروها*
*فنشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها* ..
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم* ..
*ولاتنسونا في الختام من الدعاء*
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
ومنها: مراعاة طبيعية الفطرة البشرية المكونة من الروح والعقل والجسد، وقد جاء الإسلام بما يلبي احتياجات النفس البشرية؛ فعن عائشة -رضي الله عنهما- قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم: بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ وذلك في يوم عيد"؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا".
يقول الغزالي -رحمه الله-: "فإن النفس ملول، وهي عن الحق نفور؛ لأنه على خلاف طبعها؛ فلو كلفت المداومة بالإكراه على ما يخالفها جمحت وثابت، وإذا روّحت باللذات في بعض الأوقات قويت ونشطت".
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: وحتى تكتمل فرحة العيد على الوجه الأكمل والصورة الأمثل ينبغي أن نتحلى بالآداب الشرعية والسنن النبوية؛ فمن هذه الآداب والسنن:
الإكثار من التكبير يوم العيد حتى يخرج الإمام لصلاة العيد؛ فقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يخرج الإمام"، وجاء عن الزهري -رحمه الله- أنه قال: "كان الناس يكبرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى وحتى يخرج الإمام؛ فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبر كبروا".
الإفطار قبل الخروج إلى صلاة العيد -لا سيما- في عيد الفطر؛ كما كان يفعل خير الأنام -عليه الصلاة والسلام- ويحث على ذلك الصحابة الكرام.
ومن آداب وسنن العيد -يا أمة التوحيد- التجمل للعيد بالغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب؛ وقد روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: "أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق؛ فأتى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ابتعْ هذه تجملْ بها للعيد وللوفود؟".
ومن آداب وسنن العيد: التبكير في الذهاب لصلاة العيد؛ والاشتغال بالتكبير والدعاء والذكر في الذهاب وحال انتظار الصلاة، لقول الله -تعالى-: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)[البقرة: 148]، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي".
ومن آداب وسنن العيد: المشي إلى المصلى؛ كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، وقد جاء عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: "من السنة أن يأتي العيد ماشيا"، وقال ابن المنذر -رحمه الله-: "المشي إلى العيد أحسن وأقرب إلى التواضع ولا شيء على من ركب"، وقال ابن القيم -رحمه الله-: "وكان -صلى الله عليه وسلم- يخرج ماشيا".
ومن آداب وسنن العيد: الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والعودة من طريق أخرى؛ وهذه من الأمور التي حث عليها المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق".
ومن الآداب: الاستماع الخطبة؛ ولا يحرج على من لم يحضر الخطبة؛ لحديث عبد الله بن السائب قال: "شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيد فلما قضى الصلاة، قال: "إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب".
ومن آداب وسنن العيد: التهنئـة بالعيـد والزيارات؛ فيشرع تهنئة المسلم بالنعمة الحادثة والعيد كذلك، عن جبير بن نفير قال: "كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تُقُبِّل منا ومنك".
ومن آداب وسنن العيد: التوسعة على الأهل والأولاد في أيام العيد خصوصاً، وإظهار الفرح والسرور؛ ويدل على ذلك نهي النبي الكريم للصديق عن نهر الجواري اللاتي كن يغنين عند عائشة -رضي الله عنها-.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
-------------------------------------------------
الخطبة الثانية:
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أيها المؤمنون: اشكروا ربكم على هدايته لكم إلى هذا الدين العظيم وافرحوا بعيدكم، واحرصوا في هذه الأيام المباركة على القيام بالأعمال التي جاء الترغيب في فعلها بعد انصرام شهر رمضان المبارك؛ فمن ذلك:
شكر الله -تعالى- على اكتمال العدة إتمام النعمة، قال -سبحانه-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة: 185].
كما يجب على العبد أن يحسن الظن بربه: بأنه سيتقبل ما قدمه العبد من بر وإحسان؛ فالله -تعالى- عند حسن ظن عبده به؛ فقد قال -سبحانه- في الحديث القدسي: "أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء"، وما أجمل قول الشاعر وهو يرى جميل ظنه بربه:
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبة عيد الفطر 1444هـ*
*(شكر المنعم) للشيخ خالد الكناني*
الخطبة الأولى:
الحمد لله ربّ العالمين ، صاحب الفضل والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .
أيها المسلمون : اشكروا الله تبارك وتعالى واعبدوه وأطيعوه
قال تعالى : { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }سورة الزمر 66
وقال تعالى : { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }سورة النمل 40
لقد وهبنا الله تعالى نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }، (لَا تُحْصُوهَا ) العجز عَنْ تَعْدَادِ النِّعَمِ فَضْلًا عَنِ الْقِيَامِ بِشُكْرِهَا ......... فهو سبحانه وتعالى سخر لنا كل ما في هذا الكون من النعم والعطايا ، من أجل عبادته وحده { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }
وقد أمرنا خالقنا تبارك وتعالى بأداء شكر هذه النعم ، قال تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }سورة البقرة 152
أيها المسلمون : إن من الواجب علينا أن نستشعر فضل الله تعالى علينا ونعمه ، في كل وقت وحين وأن نشكره تعالى على تلك النعم ، وقد وعد الشاكرين بالجزاء العظيم وجعل ذلك سببا للحفاظ على النعم وزيادتها ، قال تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم / 7
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .
أيها المسلمون : نعم الله علينا عديدة وأعظمها نعمة الهداية للإسلام والإيمان فهو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة والفوز بالجنة ، قال تعالى : {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }الحجرات / 7، وقال تعالى :{ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }الحجرات / 17
واعلموا أن الشكر شطر الإيمان ، والإيمان نصفان : نصف شكر ، ونصف صبر .ولأن العبد تكون حاله إما ضراء فيصبر وإما سراء فيشكر
فعَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )) صحيح مسلم (4/ 2295)
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .
أيها المسلمون : اعلموا إن للشكر ثلاثة أركان : الأول : أن يشهد بقلبه بنسبة النعمة للمنعم الحق مع المحبة والخضوع له ، قال تعالى : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }النحل /53
والثاني : أن يشكر بلسانه وينسب الفضل لله وحده ويتبرأ من حوله وقوته ، قال تعالى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}الضحى / 11
والثالث : أن يستعمل النعمة ويسخرها في طاعة الله تعالى ولا يستعملها في سخط الله ، قال تعالى : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}سبأ / 13
اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ , اللهُ أَكْبَرُ , وَللهِ الْحَمْدُ .
أيها المسلمون : اعلموا أن الشكر سبب عظيم للحفاظ عليها وزيادتها
قال تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }إبراهيم / 7.... ويتحقق الشكر بأداء الفرائض والتزود من النوافل وكثرة الدعاء واستعمل الجوارح فيما يرضي الله تعالى فيستعمل نعمة السمع والبصر وكافة الأعضاء فيما أحل الله تعالى وبذلك يكون عبدا شكورا ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا ))
وإن عدم شكر النعم وكفرانها بالمعاصي والمخالفات سبب للحرمان منها وزوالها
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَاتِحِ أَبْوَابِ التَّوْبَةِ وَالرَّحَمَاتِ، بَاسِطِ النِّعَمِ وَالْخَيْرَاتِ، دَافِعِ النِّقَمِ وَمُهَوِّنِ الْمُصِيبَاتِ، لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَاهُ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَاهُ، نَحْمَدُهُ عَلَى الْهِدَايَةِ لِلْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى تَمَامِ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَنَسْأَلَهُ الْقَبُولَ وَالْغُفْرَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لَا رَبَّ لَنَا سِوَاهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، وَنَصِفُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَنَبْرَأُ مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ، أَوْ أَلْحَدَ فِي أَسْمَائِهِ، أَوْ أَنْكَرَ صِفَاتِهِ، أَوْ حَرَّفَ مَعَانِيَ آيَاتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ إِمَامُ الْمُرْسَلِينَ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ أَجْمَعِينَ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ فِي كُلِّ حَالٍ وَآنٍ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ.. أَيَّتُهَا الصَّائِمَةُ الْقَائِمَةُ: إِنَّ صَرْفَ الْمُسْلِمِينَ عَنِ الْعَقَائِدِ الصَّحِيحَةِ إِلَى عَقَائِدَ مُنْحَرِفَةٍ فِي رُبُوبِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَأُلُوهِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ؛ بَاتَ هَدَفًا أَسَاسًا لِأَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ، يَتَسَلَّطُونَ بِهِ عَلَى أَفْكَارِ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ، وَيَسْتَغِلُّونَ مَا فِي فَتْرَةِ الشَّبَابِ مِنْ حُبِّ الِاسْتِكْشَافِ وَالتَّغْيِيرِ وَالْمُغَامَرَةِ، كَمَا يَتَسَلَّطُونَ بِهِ عَلَى الْأَطْفَالِ. وَيَصِلُونَ إِلَيْهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْجَمَاعِيِّ، الَّتِي يُعْرَضُ فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ بِلَا قُيُودٍ؛ وَلِذَا فَإِنَّ وَاجِبَ الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ تُلَقِّنَ أَبْنَاءَهَا وَبَنَاتِهَا الْعَقَائِدَ الصَّحِيحَةَ مُنْذُ صِغَرِهِمْ، وَتُنَفِّرَهُمْ مِنَ الْعَقَائِدِ الْفَاسِدَةِ، وَتُعَلِّقَهُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَتُعَرِّفَهُمْ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتُعَلِّمَهُمْ شَيْئًا مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ؛ لِيَتَحَصَّنُوا مِنَ الشُّبُهَاتِ، وَيُحْفَظُوا مِنَ الِانْحِرَافِ. حَفِظَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُسْلِمِينَ رِجَالًا وَنِسَاءً وَشَبَابًا وَأَطْفَالًا مِنَ الضَّلَالِ وَالِانْحِرَافِ، وَأَخْرَسَ -بِقُدْرَتِهِ- أَلْسِنَةَ الْمُضِلِّينَ الْمُحَرِّفِينَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: هَذَا يَوْمُ عِيدٍ، وَهُوَ يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ وَتَوْسِعَةٍ عَلَى الْأَهْلِ وَالْأَوْلَادِ فِي الْمُبَاحَاتِ، مَعَ مُجَانَبَةِ الْمُنْكَرَاتِ.. وَهُوَ يَوْمُ بِرٍّ لِلْوَالِدَيْنِ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْجِيرَانِ، وَهُوَ يَوْمُ مَحَبَّةٍ وَوِئَامٍ، وَتَطْهِيرِ الْقُلُوبِ مِنَ الْإِحَنِ وَالْأَضْغَانِ.. اجْتَمَعَ فِيهِ عِيدُ الْفِطْرِ مَعَ عِيدِ الْجُمُعَةِ؛ فَكَانَ الْعِيدُ عِيدَيْنِ؛ فَمَنْ صَلَّى الْعِيدَ فَلَهُ رُخْصَةٌ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِ الْجُمُعَةِ، وَيُصَلِّيَهَا ظُهْرًا، وَإِنْ حَضَرَهَا فَهُوَ أَفْضَلُ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَعَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
خطبة عيد الفطر 1444هـ
للشيخ/ إبراهيم الحقيل
الخطبة الأولى:
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الْفَاتِحَةِ: 2-4]، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْخَلَّاقِ الْعَلِيمِ، الْغَفُورِ الرَّحِيمِ، السَّمِيعِ الْبَصِيرِ، الْغَنِيِّ الْحَلِيمِ؛ أَنْعَمَ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْإِيمَانِ، وَهَدَاهُمْ بِالسُّنَّةِ وَالْقُرْآنِ، وَعَلَّمَهُمْ أَرْكَانَ الْإِسْلَامِ، وَدَلَّهُمْ عَلَى غَنَائِمِ رَمَضَانَ، وَوَفَّقَهُمْ لِلصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَالْإِحْسَانِ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا وَاجْتَبَانَا، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَانَا وَأَوْلَانَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ رَبٌّ عَظِيمٌ فِي ذَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، عَدْلٌ فِي قَضَائِهِ، حَكِيمٌ فِي أَفْعَالِهِ، رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ؛ فَهُوَ سُبْحَانَهُ أَرْحَمُ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَعْلَمُ مِنْهُمْ بِمَصَالِحِهِمْ؛ فَيَهْدِيهِمْ إِلَى خَيْرِهَا، وَيَرُدُّ عَنْهُمْ شَرَّهَا، وَهُمْ يَظُنُّونَ بِهِ الظُّنُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ عَلِمَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَا لَمْ يَعْلَمْهُ بَشَرٌ غَيْرُهُ، وَأَكْرَمَهُ رَبُّهُ بِالْمِعْرَاجِ إِلَيْهِ وَكَلَّمَهُ، فَبَلَغَ مَنْزِلَةً لَمْ يَبْلُغْهَا سِوَاهُ؛ ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النَّجْمِ: 8-10]، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ؛ فَلَئِنْ فَارَقَكُمْ شَهْرُ التَّقْوَى؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُتَّقَى فِي كُلِّ زَمَانٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَجِبُ عَلَيْهِ مُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ؛ ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الْحِجْرِ: 99].
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ؛ مَضَى رَمَضَانُ بِمَا أَوْدَعَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أَعْمَالٍ.. وَهَكَذَا الدُّنْيَا تَمْضِي كَمَا مَضَى رَمَضَانُ.. اللَّهُ أَكْبَرُ؛ انْتَهَى شَهْرُ الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَالْإِحْسَانِ.. وَلَكِنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ حَالٍ وَمَكَانٍ وَزَمَانٍ.. لَا يُوقِفُ الْمُؤْمِنَ عَنِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ إِلَّا الْمَوْتُ؛ فَلَازِمُوا الْعَمَلَ الصَّالِحَ بَعْدَ رَمَضَانَ، وَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْفَرَائِضِ، وَأَتْبِعُوهَا بِالنَّوَافِلِ، وَلْيَكُنْ يَوْمُكُمْ خَيْرًا مِنْ أَمْسِكُمْ، وَلْيَكُنْ غَدُكُمْ خَيْرًا مِنْ يَوْمِكُمْ؛ فَإِنَّ كُلَّ يَوْمٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنْ أُخْرَاكُمْ، وَيُبْعِدُكُمْ عَنْ دُنْيَاكُمْ..
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
أَيُّهَا النَّاسُ: أَعْظَمُ نِعْمَةٍ يَنَالُهَا الْعَبْدُ مَعْرِفَةُ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ، وَالْعَمَلُ بِمَا يُرْضِيهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْقُرْآنُ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِهِ يَعْرِفُ الْعَبْدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَعْلَمُ رُبُوبِيَّتَهُ وَأُلُوهِيَّتَهُ، وَجُمْلَةً مِنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ. فَالْعِلْمُ بِالْقُرْآنِ عِلْمٌ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَالْجَهْلُ بِالْقُرْآنِ جَهْلٌ بِاللَّهِ تَعَالَى. وَفِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ إِخْبَارٌ عَنْ رُبُوبِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْفَاتِحَةُ رُكْنٌ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنَ الصَّلَاةِ، وَهِيَ مُفْتَتَحَةٌ بِرُبُوبِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى؛ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الْفَاتِحَةِ: 2]. وَالْآيَاتُ فِي رُبُوبِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَدَلَائِلِهَا كَثِيرَةٌ فِي الْقُرْآنِ. وَفِيهِ أَيْضًا خَبَرُ مَنْ جَحَدُوا الرُّبُوبِيَّةَ وَعَلَوْا وَاسْتَكْبَرُوا ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النَّمْلِ: 14]، وَخَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ فَقَالَ: ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ [الْأَنْعَامِ: 33]. وَظَهَرَ فِي زَمَنِنَا هَذَا مَلَاحِدَةٌ مُسْتَكْبِرُونَ، يُجَادِلُونَ فِي رُبُوبِيَّةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيُنْكِرُونَ وُجُودَهُ، وَيَدْعُونَ النَّاسَ إِلَى إِلْحَادِهِمْ، وَيُزَيِّنُونَهُ لِشَبَابِ الْمُسْلِمِينَ وَبَنَاتِهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْجَمَاعِيِّ؛ لِيُقْنِعُوهُمْ بِأَفْكَارِهِمُ الْبَائِدَةِ، وَحَيَاتِهِمُ الْبَائِسَةِ؛ وَلَا سَعَادَةَ
لكن في المقابل .. عندما يُقبِلُ الإنسانُ على طاعة ربِّه .. أما يجد الراحةَ في نفسِه، والطمأنينةَ في قلبِه، والانشراحَ في صدرِه؟!
إن هذا أعظم دليل على أن الاستقامة على الدين هي طريق السعداء، وأن المعاصي والذنوب طريق الشقاء والعناء.
فإذا كان الإنسانُ قد جرَّب المعصيةَ ووجد مغبَّتها، وجرَّب الطاعةَ ووجد راحتها، فعليه أن يلزم طريق الاستقامة؛ ليسعد في الدنيا ويوم القيامة.
عباد الله: إن الاستقامة على الدين هي الطريق الوسط بين طريق الغلو والتطرف، وطريق التفريط والتمييع .. فالحذر الحذر من الإفراط والتفريط، والزموا طريق الاستقامة.
الحذر الحذر من طريق أهل الغلو والتطرف، فقد حذرنا الله سبحانه من هذا الطريق كما حذر الأمم السابقة من قبلنا فقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}.
كما حذرنا نبيُّنا ﷺ من الغلو وذكر أنه سبيلٌ لهلاك الأمم فقد صحَّ عنه ﷺ أنه قال: «إيَّاكم والغلو، فإنَّما أَهلَك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين» صححه الألباني. وصحَّ عنه ﷺ أنه قال: «هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون» رواه مسلم. وصحَّ عنه ﷺ أنه قال: «لن يُشادَّ هذا الدين أحدٌ إلا غلبه» رواه البخاري.
وليس من الغلو في الدين الالتزامُ بسنة سيد المرسلين، كما يتصور بعض الجاهلين .. فليس من أهل الغلو من يعفى لحيتَه، ويقصِّر ثوبَه، ويحافظ على سنة السِّواك وغيرها من السُّنَن، بل إن ذلك هو عين الاستقامة، فقد عرَّف بعضُ السَّلف الاستقامة فقال: "هي لزوم سُنَّة رسول الله ﷺ".
ولو كان إعفاءُ اللحية غلواً وتطرفاً لكان نبيُّنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام متطرفاً، فقد كان ﷺ كثَّ اللحية.
عباد الله: وكما يجب علينا أن نحذر من طريق أهل الغلو، فلنحذر -أيضاً- من طريق أهل التفريط والتمييع، فقد ابتُلينا اليوم بدعاةٍ على أبواب جهنم -نراهم في القنوات، ومواقع الانترنت، ووسائل التواصل- يدعون إلى الانسلاخ من الدين باسم الدين .. يدعون إلى التهاون بالواجبات وترك السنن والمستحبات، وارتكاب المنكرات، باسم التيسير !!
ويكفي أصحاب هذا الطريق ذمَّاً وخزياً وعاراً أن أمريكا -التي لا يخفى على أحدٍ عداءها للإسلام والمسلمين- راضيةٌ عنهم، بل وتدعمهم وتفسح المجال لهم، بناءً على توصيات مؤسساتها كـ(مؤسسة راند)، وتسمي هذا المنهج المنحرف الزائغ الضال بـ(الإسلام المعتدل) .. إنه إسلامٌ معتدلٌ من وجهة نظر أمريكا؛ لأنه يدعو إلى الانسلاخ من الإسلام تدريجياً باسم الإسلام.
فالحذر الحذر من أصحاب هذا التَّوجُّه .. إنهم دعاةٌ على أبواب جهنم .. نسألُ اللهَ أن يكفيَنا ويكفيَ شباب الإسلام شرَّهم.
اللهم اجعلنا من أهل الاستقامة على دينك، الراجين رحمتَك، الخائفين من عذابِك، نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليك.
___
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله ربِّ العالمين، ولي الصالحين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَر، اللهُ أكبَرُ كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
عباد الله: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من صَامَ رمضانَ ثم أتبعه سِتَّاً من شوال كان كصيامِ الدَّهرِ» رواه مسلم.
فلا ينبغي أن يفوتكم -إخوة الإيمان- هذا الفضلُ العظيم والثَّوابُ الجزيل.
عباد الله: لقد منَّ الله علينا بأداء فريضة الصيام، فيجب علينا أن نشكره سبحانه على هذه النعمة العظيمة، بالمداومة على طاعته، فمن داوم على طاعة الله أحبه الله، فقد صحَّ عن نبيِّنا ﷺ أنه قال: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» متفق عليه. وفي الحديث القدسي: «وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينَّه ولئن استعاذني لأعيذنَّه» رواه البخاري.
عباد الله: ولا ننسى في هذا اليوم المبارك أن نذكِّر بما يحدث للمسجد الأقصى، ولإخواننا المستضعفين من المسلمين في تلك البقاع المُقدَّسة، فقد رأينا ورأى العالَم ما فعله اليهود الأنجاس من تدنيسٍ للمسجد الأقصى .. فهنيئاً للمرابطين في أكناف المسجد الاقصى، المدافعين عن مقدَّسات الأمة نيابةً عن ملياري مسلم، فقد قال نبيُّنا ﷺ: «لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحقِّ لايضرهم من خذلهم» قالوا: أين هم يارسول الله؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس».
وقبحاً لتلك الدُّمَى المحنَّطة على كراسي الحكم في بلداننا العربية والإسلامية التي ليس لها همٌّ إلا الحفاظ على كراسيها، ولو على حساب دين الأمة وكرامتِها ومقدساتِها، وأسؤهم حالاً الذين مدُّوا أياديهم للتطبيع مع اليهود الحاقدين في الوقت الذي يقتلون فيه إخواننا ويدنسون مقدساتنا.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا وولي عهده لرضاك، وأعنهما على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
إذا اجتمع في يوم واحد عيدان فهذا من تمام النعمة ، ففي هذا اليوم يجتمع عيدان ، اجتمع يوم الجمعة مع يوم عرفة أو يوم النحر ، فيزداد ذلك اليوم حرمة و فضلاً لاجتماع عيدين فيه .
وإذا كان يوم العيد هو يوم الجمعة فلا تسقط الجمعة على الراجح والصحيح من أقوال الجماهير من العلماء.
فقد قال الإمام القرطبي في تفسيره :
لا تسقط الجمعة لكونها في يوم عيد ، خلافا لأحمد بن حنبل رحمه الله فإنه قال: إذا اجتمع عيد وجمعة سقط فرض الجمعة ، لتقدُّم العيد عليها واشتغال الناس به عنها . واستدل في ذلك بما رُوي أن عثمان أَذِن في يوم عيد لأهل العوالي أن يتخلفوا عن الجمعة .
ثم قال القرطبي تعليقا على هذا : وقول الواحد من الصحابة ليس بحجة إذا خُولِف فيه ولم يُجْمَع معه عليه .
والأمر بالسعي في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9 الأمر بالسعي في هذه الآية عام لكل جمعة سواء وافقت يوم عيد أو غيره .
وفي صحيح مسلم عن النعمان بن بشير قال :
: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة :بـ"سبح اسم ربك الأعلى " و" هل أتاك حديث الغاشية " قال : وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين ".أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة . ( 2 ) .
وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يترك الجمعة أبداً حتى وإن وافقت الجمعة يوم العيد . .
وأما حديث الترخيص لأهل العالية بأن لا يأتوا الجمعة يوم العيد - وأهل العالية هم من سكان المدينة كانوا يسكنون أعلى المدينة - فإنهم كانوا إذا قد أتوا إلى العيد رُخِّص لهم بعدم الحضور إلى صلاة الجمعة ، والسبب طول المسافة بينهم وبين المسجد حتى لا يتكلفوا مشقة الحضور إلى المسجد مرتين مع طول المسافة ، فقد كانت المسافة ستة أميال ، أي تسعة كيلوا وستمائة متر .
ولا يمكن لأحد الآن أن يكون بعيدا عن المسجد مثل هذه المسافة حتى يترخص في ترك الجمعة.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه عموما بقول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك سيدنا ونبيِّنا وحبيبنا محمدٍ الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، واخذُل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملَّة والدين.
اللهم اجعل الشهر الكريم شاهدا لنا بالخيرات، ولا تجعله شاهدا علينا بالتقصير والإساءات.
اللهم أعد رمضان علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة وقد تحقق للأمة الإسلامية أمنها وإيمانها يا رب العالمين.
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعله السفهاء منا، ولا تسلّط علينا الظلمة والطغاة، واكفنا شر العقوبات، وعُمَّنا بالخير والأمن والأعمال الصالحات،
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مستجيب الدعوات.
المراجع:
(1) من كتاب من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم المجلد الأول، وكتاب المدارس
الرمضانية للشيخ أبي بكر الهدار.
(٢) تفسير القرطبي عند تفسيره لسورة الجمعة.
الموسوعة الفقهية الكويتية.
بسم الله الرحمن الرحيم
*خطبة عيد الفطر المبارك*
جمع وإعداد منصور علي عبد السلام وفقه الله وإياكم لصالح الأعمال وتقبل منه ومنكم.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
الحمد لله رب العالمين القائل جل جلاله: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}.
يا رب لك الحمد يوافي نعمك ويكافئ مزيدك ويدافع نقمك،
يا رب لك الحمد على كل نعمة ومن جملة النعماء قولي لك الحمد
فلا حمد إلا منك تعاليت منة سبحانك لا يقوى على حمدك العبد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك، شهادة أبدية سرمدية ندخرها إلى يوم الدين:
يا واحدا في ملكه أنت الأحد ولقد علمت بأنك الفرد الصمد
لا أنت مولود ولست بوالد كلا ولا لك في الورى كفوا أحد
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خير خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين:
كل القلوب إلى الحبيب تميـــل ومعي بهذا شاهـــــــد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمــــدا صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله هذا المصـطفى هذا لكل العالمين رســـــــــول
اللهم صل وسلم وشرف وكرم وعظم بجلالك وجمالك على أشرف مخلوقاتك سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
وصيتي لنفسي وإياكم يا عباد الله بتقوى الله فاتقوا الله وخافوه وراقبوه ولنعلم جميعا علم يقين أننا جميعا بين يدي ربنا موقوفون وعلى أعمالنا محاسبون وعلى تفريطنا نادمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، وأكرمنا بنور الفهم، وافتح علينا بمعرفة العلم، وزين أخلاقنا بالحلم، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ولا تجعلنا من الغافلين عنك يا رب العالمين.
أما بعد:
فيا معاشر الإخوة الأعزاء:
في هذا اليوم المبارك، يوم عيد الفطر المبارك، اليوم تشرق شمس العيد، فلتشرق معها شفاهكم بصدق البسمة، وقلوبكم بصفاء البهجة، ونفوسكم بالمودة والمحبة، وجددوا بين الاصدقاء أواصر الحب والمحبة والتراحم بين الاقرباء والتعاون بين الناس جميعاً، ففي العيد تتقارب القلوب على الود وتجتمع على الألفة، ويتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم، فيجتمعون بعد افتراق، ويتصافحون بعد انقباض، ويتصافون بعد كدر، فتكون الصِّلات الاجتماعية أقوى ما تكون حُباً ووفاء وإخاءً.
*حِكْمَةُ مَشْرُوعِيَّة العيد:*
1 - الْحِكْمَةُ مِنْ مَشْرُوعِيَّةِ الْعِيدَيْنِ: أَنَّ كُل قَوْمٍ لَهُمْ يَوْمٌ يَتَجَمَّلُونَ فِيهِ وَيَخْرُجُونَ مِنْ بُيُوتِهِمْ بِزِينَتِهِمْ (1) . فَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَال: كَانَ لأِهْل الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُل سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَال: كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأْضْحَى (2) .
(2) أخرجه النسائي.
*فكل قوم لهم عيد.*
فكل أمة لهم عيد، فمنها الأعياد السياسية أو التاريخية أو الشعبية والوطنية، وسبب عيدهم إما أن يكون بسب تحرير أوطانهم، أو بسبب تأسيس حزب أو جماعة أو غير ذلك.
وكلٌ منه يفرح بعيده، ولكل أمة لهم تعبير عن فرحهم بمثل هذه الأعياد.
فعيدنا نحن المسلمين ليس عيد زعيم ولا عيد شعب، وإنما عيد أمة مسلمة تنتشر في أصقاع المعمورة، وتضم شعوبا متباينة الأصول واللغات واللهجات، تجمعها أخوة الدين وروابط العقيدة والتوحيد.
ونحن معاشر المسلمين المؤمنين عيدنا سبَبُه أننا أطعنا الله، فعيد الفطر نبتهج به لأننا خرجنا بعد طاعة الله في رمضان.
وعيد الأضحى نحتفل به لأننا خرجنا بعد طاعة في العشر من ذي الحجة أفضل أيامٍ يطاع الله فيها كما ثبت بذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكل أصحاب الأعياد يُعَبِّرون عن فرحهم بعيدهم بنوع من التصرف.
ولكن ما هو التعبير الذي تعبره أنت عن فرحك كمسلم لأنك متميز على الجميع لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } آل عمران110؟
التعبير المتميز الذي يعبر به المسلم عن فرحه بالعيد يتنوع ما بين:
- الشكر لله على توفيقه له بالطاعة، يقول الله تعالى في آخر آية الصيام: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة185.
- وتُعَبِّرُ عن فرحك بالتكبير ليلة العيد إلى وقت صلاة العيد.
- وتُعَبِّرُ عن فرحك بصلاة العيد وسماع خطبتها.
- وتعَبِّرُ عن فرحك بالمصافحة لتتصافح القلوب، فلا عيد لمن لم يترفعْ عن البغضاء.
فليحرص كل منا على طاعة الله في سائر أيام حياته، فالخير كل الخير في لزوم طريق الاستقامة، فمن أحب الله حرص على رضاه، واجتهد بكل وسعه على بلوغ فضله وجنته.
واعلموا عباد الله:
أن الدنيا دار ممر، والآخرة دار مستقر، ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18- 19].
فاللهم إنا نسألك باسمك العظيم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه.
اللهم أصلح قلوبنا، واستر عيوبنا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارفع درجاتنا، وأدخلنا الجنة بفضلك وجودك يا أكرم الأكرمين.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: ٥٦].
مواصلة الطاعة بعد رمضان
الحمد لله الذي أدام على عباده مواسم الطاعات ليرى المجد ممن يركن إلى الشهوات والملذات، الحمد لله الذي جعل لنا أزمنة فاضلة تعود على من اجتهد فيها بكثرة الأجور ورفع الدرجات. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم في شأنه، العظيم في تدبيره، الكريم في عطائه وجوده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل في سنته: ((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني)) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وتفكروا في سرعة مرور الليالي والأيام، وأن الدنيا دار ممر وزوال، واعلموا أن أيامكم في الدنيا معدودة، وصحائفكم يوم القيامة بأعمالكم منشورة، فبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن يتخطفكم الموت فتندمون، ويوم القيامة تتحسرون: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89].
عباد الله:
كنا من أيام قليلة نعيش في جو عظيم، مليء بالسعادة والشجون، كان التنافس فيه من أجل إرضاء رب العالمين، فالصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقة والإحسان كل ذلك كنا نحرص عليه في رمضان، ولم لا وهو شهر تضاعف فيه الأجور، وتعتق فيه الرقاب من النيران.
فخرج المحسنون بعظيم الثواب وجزيل الهبات، وخرج المتكاسلون المفرطون بالندم والخسران وكثير من الذنوب والآثام.
وهذا يدل على عدل الله تعالى بين عباده، قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية:21].
وهكذا يكون الحال يوم القيامة عندما يفترق الفريقان إلى أشقياء وسعداء، قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 106- 108].
فهل ينظر الناس بعين الاعتبار قبل مفارقة الدنيا وملاقاة الله يوم العرض والجزاء، إننا نحتاج إلى مراجعة أوراقنا وحساباتنا قبل أن نترك هذه الدنيا ما دام في العمر بقية، قال عمر - رضي الله عنه -: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية).
فأين نحن من هذا الكلام؟ وأين نحن من مراجعة حساباتنا قبل يوم الحساب؟
إننا نحتاج إلى وقفات كي نستيقظ من سُبات الغفلة ونسير في طريق المحسنين الذين قدموا لأنفسهم الزاد، وعملوا ليوم تشيب فيه الرؤوس والولدان.
عباد الله:
إن بعض الناس يتعبدون في شهر رمضان خاصة، فيحافظون فيه على الصلوات في المساجد، ويكثرون من البذل والإحسان وتلاوة القرآن، فإذا انتهى رمضان تكاسلوا عن الطاعات، وبخلوا بما كانوا يبذلون من الصدقات، وعادوا إلى ما كانوا عليه قبل رمضان، ولم يعلم هؤلاء أن تكفير رمضان وغيره للسيئات مقيد باجتناب الكبائر، قال تعالى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ [النساء: 31]. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر))؛ رواه مسلم، وأي كبيرة بعد الشرك أعظم من إضاعة الصلاة؟ وهذا ما يقع فيه بعض الناس بعد رمضان.
إن اجتهاد بعض الناس في رمضان لا ينفع شيئاً عند الله إذا أُتبع بترك الواجبات والوقوع في المعاصي والسيئات. وقد سُئل بعض السلف عن قوم يجتهدون في شهر رمضان، فإذا انقضى ضيعوا وأساءوا، فقال: (بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان). لأن من عرف الله خافه في كل زمان ومكان.
عباد الله:
وأما المؤمنون الصادقون المحبون لربهم فيفرحون بانتهاء شهر رمضان لأنهم استكملوا فيه العبادة والطاعة لربهم، فهم يرجون أجره وثوابه من الله، ويتبعون ذلك أيضاً بلزوم العبادة تلو العبادة. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلَا يَنْقُضُونَ المِيثَاقَ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 20- 22]، فهؤلاء يحرصون على صيام القضاء، وست من شوال، وصيام الإثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وقد بشر الله المتقين العاملين بقوله: ﴿ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].