الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة المتخصصة بالخطـب والمحاضرات 🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه •~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~• للتواصل مع إدارة القناة إضغط على الرابط التالي @majd321
🎤
*خطــبــة جــيــدة بعـنـــوان :*
*محرم.وعاشوراء.فضل.وأمل.tt*
6-محرم1445هـ 12يوليو2024م
إعـــداد أ/ مـحــمــد الـجــرافـي
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الواحد القهار، مُدبّر الأمور مصرف الأحوال، رب المشارق والمغارب العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى الناس كافة بالهدى والرحمة والأنوار، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأخيار.
عباد الله أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعد:
عباد الله لقد حل علينا عام هجري جديد، نسأل الله تعالى أن يرزقنا فيه الهدى والتقى والعفاف والرضا والغنى، وأن يكون عام خير ورشد علينا وعلى جميع أفراد الأمة.
*عباد الله فإن الله تعالى خلق هذه الأشهر واختص منها أربعة فجعلها محرمةً معظمة فقال جل في علاه :{مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } أي جعل الله تعالى لها من الحرمة والمكانة والمنزلة ووجوب الصيانة ما ينبغي أن تحفظ وأن تصان ,ثم قال جلا وعلا: { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أي لا تظلموا أنفسكم بالمعصية بترك ما أمر الله تعالى ,أو بالتورط بما نهى الله تعالى عنه من المناهي والمعاصي والسيئات
*ومن هذه الأشهر الحرم شهرنا هذا المحرم فهو الشهر الذي أضافه الله لنفسه ولذلك أضافه النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل أخرج النسائي من حديث أبي ذر _رضي الله عنه_ قال:" سألت النبي _صلى الله عليه وسلم_: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟ فقال: "خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم"، فإضافة الشيء إلى الله تقتضي تعظيمه واختصاص الله تعالى به, وحفاوة الله به, ولذلك كان هذا الشهر محرمًا معظمًا
وإطلاق النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا الحديث أفضل الأشهر، محمول على ما بعد رمضان، لما روى مسلم عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"
فمن عظيم فضل الله أن جعل آخر شهر في العام شهر عبادة وطاعة، وأول شهر في العام شهر عبادة وطاعة؛ ليفتتح المرء عامه بإقبال ويختتمه بإقبال، قال ابن رجب: "من صام من ذي الحجة وصام من المحرم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة فيرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة، فإن من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين"
*وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث ،عظيم ونصر مبين، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة. فكما يذكّرنا صوم رمضان بنزول القرآن في إحدى لياليه، فإن صوم شهر المحرم في اليوم العاشر منه يذكرنا بمعجزة عظيمة حيث أنجى الله فيه موسى _عليه السلام_ وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فشرع صيام هذا اليوم لأن الله تعالى انتصر فيه لدينه ونبيه موسى عليه السلام فنجى الله كليمه موسى ومن معه وأغرق الطاغية فرعون ومن معه فنهاية كل طاغية هي مقدرة ومحتومة
- فرعون الذي قال في عزة وشقاق: (أنا ربكم الأعلى) والذي قال للناس ذات مرة (ما علمت لكم من إله غيري)،
- فرعون ذي الأوتاد والذي طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد ما عاد يتأله ويطغى بعد هذا اليوم-أي اليوم العاشر من محرم-، لقد صبّ الله عليه سوط عذاب واستحق أخذ الله له (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) وترك جسده عبرة للفراعين الذين سيأتون بعده وجعل من هذا العذاب آية للناس ليتبين لهم أن الله تعالى بالمرصاد لكل من تسول له نفسه افتراء الكذب على الله على أنبياءه عليهم السلام وليعلم في الأخير أن مصيره سيكون في الأذلين وأن كل من يعادي أولياء الله من المؤمنين وعباده الصالحين سيكون مآله المحاربة من قبل الله كما جاء في الحديث (من عادى لي ولي فقد آذنته بالحرب) وقدر الحق أن ينتصر إما بالأسباب أو بالمعجزة فالله تعالى لن يترك الحق وأهله لأنهم جنده ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]. ولو كان جنده أقل عددا وعدة ولا يملكون الطبول والمزامير ولا الدراهم ولا الدنانير ولا التيجان والنياشين ولكنهم يملكون: معرفة الله.. وحب الله..وعناية الله.. ومعية الله وهذا هو الكنز الأعظم
عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟" فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، و أغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه"، متفق عليه، ولأحمد عن أبي هريرة نحوه وزاد فيه: " وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا ً" . فكان يومًا صالحًا كما وصفته بنو إسرائيل وأقرهم النبي ﷺ
ولما ورد عن بعض السَّلف من صيام عاشوراء حتى وهُمْ في السَّفر؛ جاء ذلك عن ابن عباس وأبي إسحاق السبيعي والزهري وغيرهم - رضي
الله تعالى عنهم - وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيَّام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر.
عـــباد اللـــه :
إن من فضل الله علينا أنْ وهبنا بصيام يوم واحد تكفيرَ ذنوب سنة كاملة، وهذه الذنوب التي يكفرها صيام يوم عاشوراء هي الذُّنوب الصَّغائر فقط، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة وقبولها، كما أشار إلى ذلك العلماء المحقِّقون كابن تيمية وغيره - رحمة الله على الجميع.
واستمعوا - عـــبادَ الله :
إلى الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - وهو يُحذر ممن يتصور أنَّ صيام عرفة وعاشوراء كافٍ في النَّجاة والمغفرة؛ حيث يقول - رحمه الله -: "لم يدرِ هذا المغتر أنَّ صوم رمضان والصَّلوات الخمس أعظمُ وأجلُّ من صيامِ يوم عرفة وعاشوراء، وهي إنَّما تكفر ما بينها إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يَقْوَيان على تكفير الصغائر إلا مع انضمام تركِ الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصَّغائر.
ومن المغرورين مَن يظنُّ أن طاعته أكثر من معاصيه؛ لأنَّه لا يُحاسب نفسه على سيئاته ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعةً حفظها واعتبرها، كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مائة مرة، ثم يغتاب المسلمين ويُمزِّق أعراضَهم، ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبدًا يتأمل في فضائل التسبيحات والتهليلات، ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذَّابين والنمامين إلى غير ذلك من آفات اللسان، وذلك من محض غرور"، انتهى كلامه - رحمه الله.
عـــباد اللـــه :
وأمَّا مراتب صيام عاشوراء، فقد ثَبَت أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - صام يوم عاشوراء، وثبت عنه أنَّه قال: ((لئن بقيت إلى قابل، لأصومَنَّ التاسع))، والحديثان في صحيح مسلم.
فصام - عليه الصلاة والسَّلام - اليومَ العاشر فعلاً، وهَمَّ بصيام التاسع، والهم هنا يأتي يحاكي الفعل، فهاتان مرتبتان ثابتتان في السنة: صيام التاسع والعاشر، ففي صيام العاشر إدراك للفضل، وفي صيام التاسع معه تحقيق آكد لمخالفة اليهود، وذهب بعضُ العلماء إلى أن مراتب صيام يوم عاشوراء ثلاث مراتب: صيام التاسع والعاشر، أو صيام العاشر والحادي عشر، أو صيام التاسع والعاشر والحادي عشر، وذهب فريق من العلماء إلى زيادة مرتبة رابعة، وهي صيام العاشر وحده.
وهنا أمر يكثُر السؤال عنه، وهو: ما العمل إذا اشتبه أوَّل الشهر؟ فلم يُدْرَ أيُّ يوم هو العاشر أم التاسع؟ فيقال ما ذكره الإمام أحمد - رحمه الله -: "فإنِ اشتبه عليه أول الشهر، صام ثلاثةَ أيام، وإنَّما يفعل ذلك؛ ليتيقن صوم التاسع والعاشر، فمن لم يعرفْ دخولَ هلال محرم، وأراد الاحتياط للعاشر، بنى على ذي الحجة ثلاثين كما هي القاعدة، ثم صام التاسع والعاشر".
بارك الله لي ولكم في الوَحْيَين...
الخطبــة.الثانيـــة.cc
عـــبادَ اللـــه : مما يتعلق بيوم عاشوراء ما أحدثه بعضُ الناس من البدع فيه، فقد سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - عمَّا يفعله بعض الناس بيوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمُصافحة،
وطبخ الحبوب وإظهار السُّرور وغير ذلك،
فهل في ذلك عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديث صحيح؟ وإذا لم يردْ في ذلك حديث صحيح، فهل يكون فعل ذلك بدعة؟
وهل لفعل الطائفة الأخرى من المآتم والحزن والعطش وغير ذلك من الندب والنِّياحة وشق الجيوب، هل لذلك أصل أو لا؟
فأجاب - رحمه الله -: لم يرد في شيء من ذلك حديثٌ صحيح عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا عن أصحابه، ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة، ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئًا،
لا عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا عن الصَّحابة، ولا عن التابعين، لا صحيحًا ولا ضعيفًا
ثم ذكر - رحمه الله - ملخصًا لما مَرَّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث، ومقتل الحسين - رضي الله عنه - يوم عاشوراء، وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك، فقال - رحمه الله -: فصارت طائفة جاهلة ظالمة: إمَّا مُلحدة مُنافقة، وإمَّا ضالة غاوية، تظهر موالاته، وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهليَّة من لطم الخدود، وشقِّ الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهليَّة - يشير إلى فعل الروافض - فكل ما زينه الشيطان لأهل الضَّلال والغي من اتِّخاذ يوم عاشوراء مأتمًا، وما يصنعون فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلاَّ تجديد للحزن والتعصُّب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسُّل بذلك إلى سب السابقين الأولين، ثم ختم كلامه - رحمه الله - بهذه الكلمة: وشر هؤلاء - يعني الروافض - وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يُحصيه الرجل الفصيح في الكلام.
ـعــــــد :
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنها لا يقبل سنة أو نافلة حتى تؤدى الفريضة، فحرصوا على أداء الفرائض أولا، لأن الفرائض أحب إلى الله من النوافل، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فالنوافل مكملة للفرائض، أما أن تقام النوافل وتساهل في الفرائض فهذا أمر معكوس.
الواجب على المسلم أن يحافظ على الفرائض أولا وقبل كل شيء ثم يأتي بالنوافل بعدها لتكون مكملة لها وزيادة خير للمسلم.
اتقوا الله، عباد الله :
واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ أرنا الحق حقا ورزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين،
اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، اللَّهُمَّ وفقهم لما فيه خيرهم وخير الإسلام والمسلمين،
اللَّهُمَّ أحفظ بهم أمننا وجمع بهم كلمتنا،
وألف بهم جماعتنا يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء،
اللَّهُمَّ أحفظ بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين،
اللَّهُمَّ فرج للمسلمين مما هم فيه من كرب وضيق على يد الأعداء والكافرين والمنافقين،
اللَّهُمَّ فرج للمسلمين بفرج عاجل، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين بالنصر، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين من كل شدة ومن كل كرب يا سميع الدعاء يا فراج الكربات يا مجيب الدعوات يا مغيث اللهفات يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء يا ذا الجلال والإكرام (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
و علينا كمسلمين أن نشكر الله على ما يسره لنا من هذا الحساب البسيط الميسر في معرفة التاريخ اليومي الذي يبدأ من الهجرة (هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة) وأن علينا جميعاً أن نكون أمةً متميزة بتاريخها و أخلاقها ورأيها ومعاملاتها عن سائر الأمم الكافرة.
استشهاد سيد شباب
أهل الجنة
من المفارقات العجيبة ما حصل في هذا اليوم المبارك أيضًا من قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه وأمه وآل بيته، حيث قُتل في فتنة عظيمة بين فئتين من المسلمين، وهي فتنة طهّر الله منها أيدينا فلا نخوض فيها بألسنتنا، إن كل مسلم ينبغي أن يحزنه مقتل الحسين أو حتى غير الحسين من عامة المسلمين فكيف إذا كان من أهل الفضل والمكانة، وكيف إذا كان من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه رضي الله عنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عابداً شجاعاً سخياً .
ما ينبغـي التنبـــيه إليــــه
ما ينبغي التنبيه إليه هو أن ما يفعله بعض الشيعة في هذا اليوم من البكاء والنواح على قتل الحسين رضي الله عنه ،وما يقومون به من تعذيب أنفسهم وإسالة الدماء من وجوههم وصدورهم وظهورهم والتقرب إلى الله بضرب أبدانهم بالسلاسل والسكاكين ولطم خدودهم ونتف شعورهم ليس من الإسلام في شيء، وهو من البدع المحدثة والمنكرات الظاهرة ومن كبائر الذنوب التي تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرتكبيها فقال: صلى الله عليه وسلم «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» [متفق عليه]، فكل عمل يدل على الجزع والتسخط وعدم الرضا بقدر الله فإنه محرم.
تشويه صورة الإسلام
وتنفـــير غـــير المسلمـــين
يضاف إلى هذه الأعمال البدعية المؤذية للأبدان من حماقة وسفاهة وتشويه لصورة الإسلام وتنفير لغير المسلمين من الدخول فيه، وقد رأينا بعض وسائل الإعلام العالمية المعادية تحرص على نشر هذه الأعمال البدعية بالصوت والصورة، زاعمة بأن هذا هو الإسلام فمن كان مشتاق إلى الضرب فليدخل في هذا الدين على حد زعمهم.
مــــن العجائـــــــب
والعجيب من أمر الرافضة أن أبا الحسين رضي الله عنهما كان أفضل منه، وقُتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين، ولا يتخذون مقتله مأتماً، وكذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه
، وقد قُتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وقد ذُبح من الوريد إلى الوريد ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، وكذلك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قُتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتماً، كما يفعل هؤلاء الجهلة يوم مصرع الحسين رضي الله عنه
اللهم زدنا إيماناً بك وتوكلاً عليك واستعانةً بك ،اللهم كما أنجيت موسى وقومه فأنجِ المسلمين المستضعفين في كل مكان من فراعنة هذا الزمان، يا رحيم يا رحمان.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبة.جمعــة.بعنــوان.cc*
*محــرم وعاشــوراء دروس وعــبر*
*للشيخ/ أمـــير بن محمـــد المــدري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله الواحد القهار، مُدبّر الأمور مصرف الأحوال، رب المشارق والمغارب العزيز الغفار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى الناس كافة بالهدى والرحمة والأنوار، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأخيار.
أمـــا بـــعــــــد :
عـــامٌ جديـــد - أيــها المسلمـــون :
اتقوا الله وتحلوا بالعبودية الخالصة لله سبحانه وتعالى، واعلموا أنكم قد استقبلتم عامًا جديدًا وشهرًا مفضلاً عظيمًا، وقد افتتحت لأعمالكم سنة جديدة تحصى عليكم فيها أعمالكم، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، فلتكن أعمالكم في عامكم الجديد مفتتحة بالتقوى والصلاح، ثم الندم والتوبة على زمن انصرم وانقضى في غير طاعة الله ولم نفز فيه بالرضوان.
أيـــها المسلمـــون :
ذهب عامُكم شاهدًا لكم أو عليكم، فخذوا زادًا كافيًا، وأعِدّوا جوابًا شافيًا، واستكثِروا في أعمارِكم من الحسنات، وتدارَكوا ما مضَى من الهفَوات، وبادروا فرصةَ الأوقات، قبلَ أن يناديَ بكم منادي الشتات ويفجَأكم هادم اللّذات .
ضيــفٌ كريــــم
أظلنا شهرٌ عظيم مبارك هو شهر الله المحرم أول شهور السنة الهجرية ،وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ.... ) الآية [سورة التوبة].
وعن ابن عباس ب في قوله تعالى: (فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.
وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ »[رواه البخاري].
وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. وقال أبو عثمان النهدي: «كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم». [لطائف:84]. وقال قتادة: «إن الفجر الذي أقسم الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة». [فتح القدير:5/429].
صـــيام المــحـــرم :
ومن فضائل شهر المحرم أنه يُستحب الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ» [رواه مسلم] ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «شهر الله» من باب إضافة التعظيم، وأفضل أيامه اليوم العاشر، فقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، ففي الصحيحين وغيرهما عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: «مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى [شكراً لله تعالى]، قَالَ: فَنحن أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، ونحن نصومه تعظيماً له، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ». ورواه الإمام أحمد بزيادة غير صحيحة: «وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكرا».
نحن أحق بموسى منهم
نعم إخوة الإيمان، نحن أحق بموسى منهم فهذه الأمة المباركة هي امتداد للأنبياء والصالحين، وكل نبي وكل صالح من الأمم السابقة إنما هو تابع لهذه الأمة.ونحن أحق بكل نبي من قومه الذين كذبوه وعصوه، والأنبياء عليهم السلام امتداد لتاريخنا و الانتماء إلى الأنبياء ليس انتماء نسب أو بلد، إنما الانتماء للأنبياء يكون بإتباع هديهم وتعاليمهم.
صيام عاشــوراء يكفر سنـــة
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» [رواه مسلم].
فيا له من فضل عظيم لا يفوِّته إلا محروم، فصيام يوم واحد لا يتجاوز خمس عشرة ساعة يكفر الله به خطايا عام كامل، وهذا من رحمة الله تعالى بنا ولطفه .ولكن..صيام عاشوراء ماذا يكفّر؟ قال أهل العلم: إنه يكفر الذنوب الصغائر فقط، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح وقبولها، كما أشار إلى ذلك العلماء المحققون كالنووي وابن تيمية رحمهما الله.
هل يجوز إفراد عاشوراء بالصيام حتى وإن كان يوم جمعة أو سبت؟
يقول أهل العلم: لا مانع من ذلك، وإن كان الأولى صيام يوم قبله أو يوم بعده، كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية.
تَصْحِيحُ إِنَابَةٍ مَعَ اللَّهِ أَنْتَ قَادِمٌ عَلَى أَشْهَرٍ مِنْهَا أَشْهَرُ حَرُمٍ، أَنْتَ قَادِمٌ عَلَى أَيَّامٍ فَاضِلَةٍ أَنْتَ قَادِمٌ عَلَى عُمَرٍ جَدِيدٍ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى تَصْحِيحِ سَيْرِكَ مَعَ خَالِقِكَ وَرَبِّكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَلِهَذَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ﴿ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ﴾ هَكَذَا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ فِي الدُّنْيَا كَالْغَرِيبِ إِنْظَرُ الرَّجُلِ إِلَى وَصْلٍ إِلَى مَدِينَةٍ أَوْ إِلَى قَرْيَةٍ وَهُوَ غَرِيبٌ عَلَيْهِمْ لَا يُعْرَفُ كَثِيرٌ مِنْهُمْ.
وَهَكَذَا عَابِرُ سَبِيلٍ يَأْتِي إِلَى شَجَرَةٍ أَوْ يَأْتِي إِلَى بَيْتٍ أَوْ يَأْتِي ضَيْفٌ يَبْقَى سَاعَاتٍ ثُمَّ يَمْشِي وَيَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَمِنْ مَنْزِلِهِ إِلَى أَيْنَ؟ إِلَى مَحَلِّ وَطَنِهِ الَّذِي عَاشَ فِيهِ وَإِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَقِيَ فِيهِ.
هَكَذَا أَنْتَ _ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا عَابِرُ سَبِيلٍ أَمَّا مُقْرُّكٌ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَاعْمَلْ لَهَا، أَنْتَ فِي الدُّنْيَا فَقَطْ جِئْتَ مِنْ أَجْلِ أَنْ تُخْتَبَرَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ اللَّهِ
هَلْ سَتُطِيعُ أَمْ سَتَعْصِي؟
هَلْ سَتُقْبَلُ أَمْ سَتُدَبَّرُ؟
هَلْ سَتَكُونُ مِنَ الطَّائِعِينَ أَمْ مِنَ الْعَاصِينَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ أَمْ مِمَّنْ عِنْدَهُ الشَّرْكِيَّاتُ؟
هَلْ سَتَكُونُ مِمَّنْ يَتْلُواْ الْقُرْآنَ وَيُحَافِظُ عَلَى الصَّلَاةِ وَيُقِيمُ الشَّرِيعَةَ وَيُحَافِظُ عَلَى الدِّينِ أَمْ سَيَكُونُ مِنْ الْمُقَصِّرِينَ الْمُفْرِطِينَ؟
وَإِلَّا فَالْبَاقِيَةُ الْحَقِيقَةُ وَالْبَقَاءُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ فِي الْجَنَّةِ عَرْضُهَا السُّمُّٰوَاتَ وَالْأَرْضُ هَذَا هُوَ الْآنَ
أَمَّا فِي الدُّنْيَا أَنْتَ مُسَافِرٌ لَسْتَ بَاقٍ فِيهَا وَغَيْرُكَ عِبْرَةً لَكَ فِيهَا الْمَقَابِرُ عِبْرَةً لَنَا جَمِيعًاً الْحُفْرَةُ فِي التُّرَابِ عِبْرَةً لَنَا جَمِيعًاً ظُلُمَاتُ الْقُبُورِ عِبْرَةً لَنَا جَمِيعًاً حَمْلُكَ لِلْأَمْوَاتِ عِبْرَةً لَنَا جَمِيعًاً.
إِنْتَهَتْ أَيَّامُهُمْ هَؤُلَاءِ إِنْتَهَتْ السَّنَوَاتُ لَهُمْ بَعْضُهُمْ عَاشَ خَمْسِينَ سَنَةً وَذَاكَ سَبْعِينَ وَذَاكَ تِسْعِينَ وَذَاكَ ثَمَانِينَ إِنْتَهَتْ دُنْيَاهُمْ الْآنَ هُمْ تَحْتَ الْقُبُورِ.
وَأَنْتَ كَمْ سَتَبْقَى لَكَ؟
كَمْ سَتَتَعَمَّرُ وَسَتَصِيرُ إِلَى مَا صَارُواْ إِلَيْهِ، كَمَا عَزِيْتَ غَيْرَكَ سَتُعْزَى، كَمَا دُعَيْتَ لِغَيْرِكَ بِالْمَغْفِرَةِ سَيُدْعَى لَكَ بِالْمَغْفِرَةِ، كَمَا نَدِمْتَ عَلَى قَرِيبٍ أَوْ صَاحِبٍ أَوْ صِدِّيقٍ كَذَالِكَ سَيَنْدَمُ عَلَيْكَ الْأَيَّامَ الَّتِي تَكُونُ ثُمَّ كُلُّ وَاحِدٍ وَرَاءَ عَمَلِهِ، وَوَرَاءَ دُنْيَاهُ إِنْ مَرَّ بِكَ ذِكْرَيَاتٌ ذَكَرُوكَ بِمَوْقِفٍ، وَإِلَّا ذَكَرُوكَ بِحَالٍ وَإِلَّا أَنْتَ إِلَى اللَّهِ ذَهَبْتَ إِلَى اللَّهِ.
فَتَزَوَّدُواْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ:- تَزَوَّدُواْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِكُمْ، وَمَنْ صَالَحَ الْعِبَادَاتِ لِتَحْضُّواْ بِالْأَجْرِ الْعَمِيمِ وَالْفَضْلِ الْكَبِيرِ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَانْكُمْ مَعَاشِرُ الْمُسْلِمِينَ:
قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ وَمِنْهَا نِعْمَةُ الْأَمْطَارِ الَّتِي صَارَ النَّاسُ فِيهَا فِي فَرَحٍ شَدِيدٍ بَعْدَ أَنْ تَقْطَعَ بِالنَّاسِ الْحَالِ وَضَاقَتْ بِهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، بَعْدَ أَنْ مَاتَتْ بَعْضُ الْبَهَائِمِ.
لَقَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَعْضَ الْبَهَائِمِ مَاتَتْ مِنْ قِلَّةِ الْمَيَاةِ وَهَكَذَا مِنْ قِلَّةِ الطَّعَامِ لَهَا وَمِنْ قِلَّةِ الْعُشْبِ لَهَا الْآنَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ بِنِعْمَةِ الْأَمْطَارِ وَبِنِعْمَةِ الْخَيْرَاتِ فَلْيَحْمَدِ الْمُسْلِمُونَ رَبَّهُمْ وَلْيَشْكُرُوهُ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ وَلِيَزِيدُواْ فِي الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَلْيَحْرِصْ الْمُسْلِمُونَ عَلَى زِيَادَةِ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ وَأَنْ يَسْأَلُواْ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ
كَمْ جُرِفَتْ السُّيُولُ مِنْ أُنَاسٍ، وَكَمْ جُرِفَتْ السُّيُولُ مِنْ بُيُوتٍ، وَكَمْ جُرِفَتْ السُّيُولُ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ وَهَذَا كُلُّهُ بِأَمْرِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَنْ مَاتَ بِالْغَرَقِ فَهُوَ شَهِيدٌ فَهَذِهِ بُشْرَى لِمَنْ يَمُوتُ بِالْغَرَقِ
هَلْ صُفِيَتَ الْحِسَابَاتُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْخَلْقِ الَّذِينَ حَصَلَ مِنْكَ مَا حَصَلَ مِنَ التَّعَدِّي أَوِ الظُّلْمِ أَوِ الْبَغْيِ أَوِ الْقَهْرِ أَوْ التَّسَلُّطِ أَوْ غَيْرِ ذَالِكٍ.
هُنَا يَكُونُ الْعَبْدُ بِحَاجَةٍ إِلَى ذَالِكٍ أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَبْدَ لَا يُطَالِبُ بِحُقُوقِهِ الْمَالِيَّةِ حُقُوقٌ لَكَ يَجِبُ عَلَى غَيْرِكَ أَنْ يُؤَدِّيَهَا لَكَ لِأَنَّهَا حُقُوقٌ لَيْسَتْ تَفْضُلُ مِنْ أَحَدٍ لَكِنَّ مُرَادِي لَا تَنْظُرُ إِلَى الدُّنْيَا وَتَنْسَى نَفْسَكَ وَتَنْسَى أَمْرَكَ وَتَنْسَى مَا فِيهِ سَعَادَتُكَ أَوْ نَجَاتُكَ بَيْنَ يَدَيِ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
إِذَا مَعَاشِرُ الْمُسْلِمِينَ هَذَا مِمَّا يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُحَذِّرَهُ وَأَنْ يَتَجَنَّبَهُ أَعْنِي الْغَفْلَةَ عَنْ الْحُقُوقِ الَّتِي مَعَ النَّاسِ، كَمْ مِنْ أُنَاسٍ مَرَّتْ السَّنَةُ الْأُولَى فَتَجَرَعُ النَّاسُ مِنْهُ إِمَّا مِنْ ظُلْمِهِ أَوْ تَسَلِّطَهُ عَلَى حَقِّهِمْ كَأَيْتَامٍ أَوْ مَنْعِ نِسَاءٍ مِنْ الْمِيرَاثِ أَوْ تُسَلَّطَ عَلَى حَقٍّ مِنْ الْحُقُوقِ وَتَلَسُّطُ إِمَّا بِذَكَائِهِ وَإِمَّا بِدِهَائِهِ وَإِمَّا إِنَّ عِنْدَهُ أَمْوَالٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَظْلِمَ بِهَا وَإِمَّا إِنَّ عِنْدَهُ قُوَّةً فِي نَفْسِهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَظْلِمَ الْأُخْرَيْنِ لَا تَنْسَى مِلَفَّكَ مَحْفُوظٌ، مِلَفَّكَ مَحْفُوظٌ عِنْدَ مَنْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيهِ مِلَفَكَ بَاغٍ إِلَى يَوْمٍ لَا يَنْفَعُ فِيهِ مَالٌ وَلَا بَنُونٌ، مِلْفَكَ مَحْفُوظٍ إِلَى يَوْمِ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ، مِلَفَّكَ مَحْفُوظٍ إِلَى يَوْمِ عَرَضُواْ عَلَى رَبِّكَ صَفًّاً، مِلَفَكَ مَحْفُوظٌ إِلَى يَوْمٍ ﴿ وَبَدَا لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مَالَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ وَبِدَالُهُمْ سَيِّئَاتِ مَا عَمِلُواْ )
لَا تَظُنَّ أَنَّكَ إِنْ نَسِيتَ أَوْ تَغَافَلْتَ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ إِنْتَهَتْ لَا، إِنْتَهَتْ مِنْ ذَاكِرَتِكَ إِنْتَهَتْ مِنْ عَقْلِكَ أَمَّا الْحُقُوقُ فَهِيَ بَاقِيَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَى يَوْمٍ يَقِفُ فِيهِ الضَّعِيفُ وَالْقَوِيُّ وَبَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ إِلَى يَوْمٍ يَقِفُ النَّاسُ يَوْمَ يُنَادِي اللَّهُ أَنَا الْمَلِكُ؟ أَنَا الْجَبَّارُ؟ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ وَأَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ فَكُلُّ الْخَلَائِقِ تَتَطَأَّطَتْ رُؤُوسُهُمْ وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُمْ وَإِنْهَارَتْ إِمُورُهُمْ وَعَرَضُواْ عَلَى اللَّهِ وَهُمْ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُشْفِقُونَ خَائِفُونَ وَجَلُونَ الشَّمْسَ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الْأَجْسَادُ خَالِيَةٌ مِنَ الْمَلَابِسِ الْأَعْنَاقِ تَتَقَطَّعُ مِنَ الْعَطَشِ الْمَوْقِفِ مَهِيبٌ وَمِلْفَكٌ مَحْفُوظٌ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي لَا تَجِدُ فِيهِ الْمُفَرَّ سَتَهْرِبُ مِنْ أَبِيكَ وَمِنْ إِمِّكَ وَمِنْ أَبْنَائِكَ مَا تُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَ أَحَدًاً حَسَنَةً وَاحِدَةً فَانْتَبَهَ مِنَ الْآنِ قَبْلَ النَّدَمِ وَالْخُسْرَانِ وَلَا يَنْفَعُ لَكَ النَّدَمُ.
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
*الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ*
الْحَمْدَلُلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ
أَمَّا بَعْدَ مَعَاشِرِ الْمُسْلِمِينَ :- إِنَّ مُرُورَ هَذِهِ الْأَيَّامِ وَإِنَّ مُرُورَ السَّنَوَاتِ الَّتِي تَذْهَبُ وَاَلَّتِي تَأْتِي يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمْ التَّذَكُّرُ لِحَالَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَهَذِهِ الْأَيَّامُ وَالسَّنَوَاتُ الَّتِي تَمُرُّ إِنَّهَا تَذْكُرُ النَّاسَ بِهِجْرَةِ رَسُولِهِمْ وَنَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَتَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ يَذْكُرُونَ مَاعَانَاهُ رَسُولُهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَيَتَذَكَّرُونَ هِجْرَةَ نَبِيِّهِمْ مَعَ صَاحِبَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَفِي هَذَا عِظَةٌ وَعِبْرَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَيْضًاً يَتَذَكَّرُ الْمُسْلِمُونَ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَعْدَاءُهُمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنَ الْمَكْرِ بِنَبِيِّهِمْ وَرَسُولِهِمْ وَمِنْ تَأْلِيبِ
الْعَرَبِ عَلَى نَبِيِّهِمْ وَرَسُولِهِمْ وَيَتَذَكَّرُونَ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الْيَهُودِ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مَنْذُو مَبْعَثِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَلَيْسَتِ الْعَدَاوَةُ وَلِيدَةَ الْيَوْمِ أَوْ الْأَمْسِ، وَلَيْسَتْ الْعَدَاوَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ
وَهَكَذَا يَمُرُّ بِالنَّاسِ أَيَّامُ أَمْطَارٍ، وَأَيَّامٌ لِزِرَاعَةٍ، وَأَيَّامٍ يَأْتِي فِيهَا قَطْفُ الثِّمَارِ وَازْدِهَارُ الثِّمَارِ آيَاتٌ يَتَقَلَّبُ فِيهَا النَّاسُ مِنْ الَّذِي يُدِيرُ هَذَا؟ وَمِنْ الَّذِي يُهَيَّأُ هَذَا؟ إِنَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
يُسْهُلُ إِمُورُ النَّاسِ، وَيَصْرِفُ إِمُورَ النَّاسِ وَيَجْعَلُ إِمُورَ الْخَلْقِ كَيْفَ مَا شَاءَ وَبِمَا شَاءَ وَعَلَى أَيِّ حَالَةٍ شَاءَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى،
وَإِنَّ هَذِهِ السَّنَةَ الَّتِي مَرَّتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَمَرَّتْ عَلَى الْعَالَمِ كُلِّهِ تَقَلَّبَ فِيهَا النَّاسُ مَا بَيْنَ غِنًى وَفَقْرٍ وَضَحِكٍ وَبَكَى وَمَوْتٍ وَحَيَاةٍ وَحُزْنٍ وَسُرُورٍ هَكَذَا هِيَ الْحَيَاةُ،
تَمُرُّ بِالنَّاسِ الْأَيَّامُ وَالسَّنَوَاتُ وَالشُّهُورُ يَتَقَلَّبُونَ فِيهَا بَيْنَ أَحْوَالٍ عِدَّةٍ فَالْيَوْمَ مَنْ كَانَ مُعَافًاً فِي بِدَايَةِ السَّنَةِ الْأُولَى قَدْ أُصِيبَ بَعْضُهُمْ بِالْأَمْرَاضِ، وَمَنْ كَانَ مَرِيضًاً قَدْ تَعَافَى، وَمَنْ كَانَ فِي عَافِيَةٍ قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ فِي عِدَادِ الْعَدَمِ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ إِمِّهِ إِلَى الْحَيَاةِ،
وَهَكَذَا يَفْعَلُ اللَّهُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ، يَتَصَرَّفُ فِي الْخَلْقِ كَيْفَ شَاءَ وَيُهِيَّأُ فِي الْخَلْقِ مَاشَاءَ لَكِنْ يَحْتَاجُ أَهْلُ الْإِسْلَامِ أَنْ يَعْلَمُواْ أَنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ وَهَذِهِ السَّنَوَاتُ الَّتِي تَمُرُّ لَابُدَّ أَنْ يَقِفُواْ مَعَ أَنْفُسِهِمْ بَعْضَ الْوَقَفَاتِ.
الْوَقْفَةُ الْأُولَى:" يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ
إِنَّ مُرُورَ هَذِهِ الْعَوَامِّ إِنَّهَا تُقَدِّمُكُمْ مِنَ الْآخِرَةِ وَتُبْعِدُكُمْ مِنْ الدُّنْيَا، فَمَا مِنْ يَوْمِ يَمُرُّ إِلَّا وَهُوَ يُقَدِّمُكَ إِلَى الْآخِرَةِ، مَامِنٌ يَوْمَ يَمُرُّ إِلَّا وَهُوَ يَأْخُذُ مِنْ عُمُرِكَ جُزْءًاً، بَلْ مَا مِنْ سَاعَةِ تَمْرٍ إِلَّا وَتَأْخُذُ مِنْ عُمُرِكَ عَلَى حَسَبِ الْوَقْتِ الَّذِي أُخَذَ.
وَإِنْ كَانَ عُمْرُكَ يَصِلُ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، فَالسَّنَةُ الَّتِي مَرَّتْ أُخِذَتْ مِنْ عُمْرِكَ سَنَةً كَامِلَةً وَلَمْ يَبْقَى مَعَكَ إِلَّا الْقَلِيلُ وَهَكَذَا أَيْضًاً إِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ مَا يَصِلُ إِلَى سَنَتَيْنِ مَرَّتْ سَنَةً وَأَنْتَ تَسْتَقْبِلُ السَّنَةَ الْأُخْرَى وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ مُخْبِرًاً عِبَادُهُ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى الِاسْتِعْدَادُ لِلِقَاءِ اللَّهِ، وَإِلَى الِاسْتِعْدَادِ لِلْمَوْتِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ *﴿ وَٱتَّقُوا۟ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱلِلَّهِ ﴾*
إِتْقِي هَذَا الْيَوْمَ الَّذِي سَتَخْرُجُ مِنْ الدُّنْيَا إِلَى اللَّهِ، وَسَتَقِفُ فِيهِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا، لَا تَغْتَرُّواْ بِمُرُورِ الْأَيَّامِ وَالشُّهُورِ وَتَظُنُّواْ أَنَّ مُرُورَهَا عُبُورًا، بَلْ تَأْخُذُ مِنْ عُمُرِكَ وَتُقَدِّمُكَ إِلَى الْآخِرَةِ.
تَزَوَّدُواْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِكُمْ يَا أَيُّهَا الشَّبَابُ، يَا أَيُّهَا الْأَبَاءُ إِنَّ مُرُورَ الْعَامِ هُوَ مُرُورٌ مِنْ أَعْمَارِكُمْ، أَيْنَ التَّزَوُّدُ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؟ أَيْنَ التَّزَوُّدُ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ؟
قُدّمْتُمْ إِلَى الْآخِرَةِ وَأَبْعَدْتُمْ مِنَ الدُّنْيَا، قَدِمْتُمْ إِلَى لِلِقَاءِ اللَّهِ وَأَبْعَدْتُمْ مِنْ لِقَاءِ النَّاسِ، وَأَبْعَدْتُمْ مِنْ لِقَاءِ الْأَقَارِبِ وَالزَّوْجَةِ وَالْأَوْلَادِ وَالْأَصْحَابِ،
قَدَّمْتُمْ لِلِقَاءِ اللَّهِ وَأَخَّرْتُمْ عَنِ التِّجَارَاتِ وَالْعِمَارَاتِ وَالزِّرَاعَاتِ فَتَزَوَّدُواْ مِنْ صَالِحِ أَعْمَالِكُمْ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجُواْ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْمَالٍ لَمْ تَنْفَعْ.
وَإِنْ مِنَ الْعِبَرِ وَالْعِظَاتِ بِمُرُورِ هَذِهِ الْأَيَّامِ أَنْ يَعْلَمَ الْعِبَادُ أَنَّ الدُّنْيَا لَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ فَكَمْ مِنْ غَنِيٍّ افْتَقَرَ، وَكَمْ مِنْ ذَلِيلِ عَزَّ، وَكَمْ مِنْ عَزِيزٍ ذُلٍّ لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ أَنَّ صِلَتَهُمْ بِاَللَّهِ هِيَ الَّتِي تَجْعَلُ حَيَاتَهُمْ قَوِيمَةً
وَأُمُورُهُمْ سَعِيدَةٌ وَأَنَّ الِاعْتِمَادَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْأَسْبَابِ لِلْعِزَّةِ وَالرِّفْعَةِ، وَأَنَّ الْبُعْدَ عَنْ اللَّهِ مِنْ أَسْبَابِ الذِّلَّةِ فَمَا عَزَّ مَنْ عَصَى وَلَا ذُلَّ مَنْ أَطَاعَ، فَعَلَى قَدْرِ قُرْبِكَ مِنَ اللَّهِ يَسْتُرُ حَالَكَ وَأَمْرَكَ، فَتَزَوَّدَ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ
قوائم اللستات الاسلامية
🔆 البيت السعيد للمتزوجين
•| 🔘 @Albit_said99
📋
-------♡-------
🔆 روائـــع المنشـــورات
•| 🔘 @Kanz333
📋
-------♡-------
🔆 زاد الخطيب الدعوي
•| 🔘 @ZADI2
📋
-------♡-------
🔆 صلاتي نجاتي
•| 🔘 @Bnabad
📋
-------♡-------
🔆 سنن مهجورة
•| 🔘 @iduccbb
📋
-------♡-------
🔆 سؤال وجواب
•| 🔘 @ifus8yv
📋
-------♡-------
🔆 غربة الدين
•| 🔘 @gorbtaldin
📋
-------♡-------
🔆 الرحيق المختوم
•| 🔘 @M508H
📋
-------♡-------
🔆 (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)
•| 🔘 @i9lli
📋
-------♡-------
🔆 🌾 هذا يقيني 🌾
•| 🔘 @yaqeeny
📋
-------♡-------
🔆 عقيدة الطفل المسلم
•| 🔘 @reyihfh
📋
-------♡-------
🔆 🌟درر السلف 🌟
•| 🔘 @grouo_dorar
📋
-------♡-------
🔆 اختبارات في التجويد
•| 🔘 @ikhtebartajwed
📋
-------♡-------
🔆 بدائع الصور 🌸
•| 🔘 @rawa3h
📋
-------♡-------
🔆 🌻سعادتي وراحة قلبي🌻
•| 🔘 @saeadatqalbi
📋
-------♡-------
🔆 ✒️دروس في النحو 📜
•| 🔘 @Alnahw0
📋
-------♡-------
🔆 قال رسول الله ﷺ
•| 🔘 @qalAlrasul
📋
-------♡-------
🔆 نصائح أسريه
•| 🔘 @FamilyTip
📋
-------♡-------
🔆 رجيم مجاني👌
•| 🔘 @konuz2025
📋
-------♡-------
🔆 قطوف إيمانية
•| 🔘 @ktof_E
📋
-------♡-------
🔆 ضمان للأشغال اليدوية
•| 🔘 @damanmachrolat
📋
-------♡-------
🔆 قناة نور الايمان
•| 🔘 @nor1401norquran
📋
-------♡-------
🔆 خواطر مسلمة
•| 🔘 @itgogft
📋
-------♡-------
🔆 همسات إسلامية
•| 🔘 @hamasat_1
📋
-------♡-------
🔆 وأصلح لي ذريتي
•| 🔘 @fiducvib
📋
-------♡-------
🔆 لعله خير
•| 🔘 @Lalhe24hd
📋
-------♡-------
🔆 لـ فقيدتي.
•| 🔘 @THANi11
📋
-------♡-------
🔆 قناة الحياة
•| 🔘 @qanat_alhayat
📋
-------♡-------
🔆 🎉خدمات إعلانات دورات وشهادات
•| 🔘 @i3lanatwadawarat
📋
-------♡-------
🔆 نورالتوحيـد
•| 🔘 @noor9t
📋
-------♡-------
🔆 🎙| قصائــــد إسلاميــــة
•| 🔘 @alsaadahhona
📋
-------♡-------
🔆 فتاوى العلماء
•| 🔘 @y5foh7yg
📋
-------♡-------
🔆 أحكام النساء
•| 🔘 @ufu63v9j
📋
-------♡-------
🔆 🌷🌿إلـى ﷲ نمضـي🌿🌷
•| 🔘 @ture55
📋
-------♡-------
🔆 أدعية من الكتاب والسنة
•| 🔘 @xyduch
📋
-------♡-------
🔆 العقيدة الإسلامية
•| 🔘 @dudjcvi
📋
-------♡-------
🔆 الفقه الإسلامي
•| 🔘 @ricvixj
📋
-------♡-------
🔆 الخطــ زاد ــباء
•| 🔘 @ap11a
📋
-------♡-------
🔆 علم التجويد
•| 🔘 @rut4fi9h
📋
-------♡-------
🔆 الأربعون النووية
•| 🔘 @zyxnib
📋
-------♡-------
🔆 أخطاء ونصائح
•| 🔘 @fkdudnvkd
📋
-------♡-------
🔆 صحيح القصص
•| 🔘 @dudiobu
📋
-------♡-------
🔆 { محمد °🌷° قدوتنا }
•| 🔘 @muhamad_qadwatena
📋
-------♡-------
🔆 عطر الكلام
•| 🔘 @itr_elkalam
📋
-------♡-------
🔆 فَتاوى و فَوائد
•| 🔘 @ftaoaofaoaed
📋
-------♡-------
🔆 ✨ طَرِيقُ النَّجَاةِ والفَلَآح ✨
•| 🔘 @watazawd
📋
-------♡-------
🔆 🌹 للفردوس نسعى 🌹
•| 🔘 @al_ferdaws
📋
-------♡-------
🔆 💎 درر ابن القيم 💎
•| 🔘 @Ibn_alqaim
📋
-------♡-------
🔆 الكلمة الطيبة
•| 🔘 @alkalimaalttayiba
📋
-------♡-------
☑للإشتراك في الليسته ↙️
@aaaaaa24bot
عاثوا فسادًا أسرفوا تدميرا
وَعَتَوا عُتُوًّا في الحياةِ كبيرا
لكنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ نافِذٌ
فسَيُغلَبوا ويُتَبَّرُوا تَتبِيرا
وسَيَشهَدُوا ذُلا وتَحقِيرًا كما
عُقباهُمُ سَقَرٌ وساءَ مَصيرا
•أيهاالأحبة:
من يتأمل في خطاب الوحي، سيجد أنه لا يربّي المسلم على “الاطمئنان اللحظي”،.. بل على “التسليم الكلي”، ولذلك قال الله في سورة يونس في وصف أهل الإيمان بـ ((الذين آمنوا وكانوا يتقون))،.. ثم جاءت بعدها: ((لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة))، أي أن اليقين بالله، والرضا بتدبيره، ..لا ينتج فقط طمأنينة مستقبلية،.. بل يمنح الإنسان معنىً جديدًا للعيش في قلب اللحظة، ..حتى لو كانت اللحظة نفسها تُنذر بالفقد، أو بالتحوّل الجذري.
فالوعي الإيماني.. لا يُلغي المعاناة، لكنه يُعيد تأطيرها،.. لا يُطفئ الآهات، لكنه يضعها تحت سقف :((وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم)).. ولا يمنع الأسئلة،.. لكنه يعصم النفس من السقوط في مستنقع الجزع.
*وهذه جرعة يقين*:
"إذا أرادَ اللهُ شيئًا..
تعطَّلت قوانينُ الطبيعة من أجله..
فحينئذٍ .. البحرُ لا يُغرِق..
والنّار لا تَحرِق..
والجبلُ لا يعصِم..
والحوتُ لا يَهضِم..
والعذراء تحمل من غير زوج..
والعجوز تلد..
فلا تقُل عن شيءٍ أنه مستحِيل..
وكان اللهُ على كل شيء مقتدرًا"
-أحد القساميين.. يخاطب إسرائيلي ..قائلا:
إن عدالة الله لا تغيب ولا تخطئ الطريق..
بيوتنا التي جردت من جدرانها وسويت ركاماً ..
عادت اليوم لتروي قصتها في بيوتكم شظايا..
تطعن كبرياءكم.. وركام يدفن أوهام قوتكم.. وكما
بكينا أولادنا تحت الأنقاض.. ستبكون أنتم تحت
سقف الخوف والرعب ..
هكذا يمهل الله ولا يهمل ..
فارتقبوا ما بعد الرماد.. فما زال للحق بقية ..
إنها عدالة الله في أرضه والسلام...
@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وطبيعي أن تكون هذه التوبة.. نقلة كاملة من حياة إلى حياة.. وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين.. كما يفصل بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد.. كـلا كـلا .
إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها... هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول.. وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية... وانطلاقه من قيود الهوى والجحود.. ثم استقراره في مرحلة أخرى.. من الإيمان والإحسان.. والنضج والاهتداء .
هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها: ((واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى )).
إنها حياة تجددت بعد بلى..ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات....
إن تجديد الحياة..لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة.. وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة.. والأخلاق السيئة.. فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً.. ولا مسلكاً مجيداً .
بل إنه لا يدل على كمال أو قبول..فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع قد تتحرك بالعطاء .
والله عز وجل.. يصف بعض المطرودين من ساحته.. فيقول: ((أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدى))..
فالأشرار... قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل.. ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداء..
إن الاهتداء.. هو الطور الأخير للتوبة النصوح .
-إن البعد عن الله.. لن يثمر إلا علقماً.. ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة.. تتحول كلها إلى نقم ومصائب.. عندما تعرى عن توفيق الله.. وتحرم من بركته .
قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه..ويشمر عن ساعد الجد...يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي...ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته وعطلته عن السير إلى مولاه ..
ليتنا نمعن النظر..ونعمق التفكر..
نسعى إلى إصلاح ظاهرنا.. وننسى...أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري..!!
وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله..من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم
وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-
-اربأ بنفسك:-
يقول الشاعر:
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس
نعم لينشغل كل منا بنفسه....
ويتفكر في مستقبله.. ويومه.. وأمسه...ويترك الناس لرب الناس..
-لنربأ بأنفسنا الآن...ونصح من نومتنا...فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتنا..
والعمر يجري ونحن لا ندري..
فلنجعل من أنفسنا الآن.. من يقيل عثرتنا..
ليكمل كل منانقائصه..
وليدعم مميزاته وخصائصه..
وليسأل كل منانفسه :
ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه...
واسع في سبيله.. وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه..
وما ألذ لحظات النجاح
على النفس تنسكب..و بها الروح ترتوي...وكأنها ماء قراح..
* فلنحيى يومنا :-
اليوم !
ماذا عملنا اليوم ؟
هل نحن ممن كان خاملا واستراح ؟
أم تركنا الحبل على الغارب ولم نأبه بما جاء وما راح ؟
وقضينا وقتنا لاهين ساهين ؟
لم نعرف للوقت قيمة...ولم نعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
[الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب]
فأدرك اللحظة قبل الدقيقة..
والدقيقة قبل الساعة...واجعل يومك ملئ بالخير والعمل الصالح النافع المفيد..
-أخي الحبيب: لا تجتر مرارة الماضي : -
فالأمس جميل..
جميل بكل هفواته وزلاته..
ومواقفه وحكاياته..
لماذا ؟؟
لأننا نجد فيه العبرة..
ونكتسب من خلاله الخبرة..
فالحياة تجارب..ونحن نجرب فنتعلم...وبتجاربنا نتقدم...
فتقدم فيها وكأنك محارب..
وفي عينيك يبرق نور النصر
قوياً..طموحاً متفائلاً.. وبنظرتك ثاقب..
وليست العبرة بنقص البدايات... ولكن العبرة بكمال النهايات.
إذاً..
لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد..
فقط علينا أن نستخلص منها المفيد...ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها..
لأنه لن يتضرر .. ولن يستفيد غيرنا أحد.
* ولا ينس أحدنا الزاد :-
لينَمِ كل مناشخصيته بأركانها الأربعة:
-الروح.. بالعبادة والاستقامة.
-النفس.. بالتزكية والتهذيب.
-العقل.. بالتفكر والتأمل.
-الجسم.. بالرياضة التدريب.
* كن صلدا :-
لا تحطمك أمور تافهة..
واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة إلى المعالي الوارفة.
* لنغذي عقولنا وقلوبنا :-
بالقراءة والاطلاع...نملأ عقولنا لئلا يدخله ما ساء.. وما سلب..
وبذكر الله نشغل قلوبنا.. لئلا يصبح كالبيت الخرب
* ولنتقن السحر الحلال :-
أرسل ابتسامتك من داخلك..
وكن بشوشا لكل من قابلك..
فالابتسامة سر السعادة..
فلا تحرم نفسك , فالخير لك.
* ولنحرص على الجوهر :-
فلنهتم بآخرتنا تصلح لنا دنيانا...
ونهتم بمخبرنا يصلح لنا مظهرنا..ولنمسك علينا ألسنتنا..
فهو شر بلايانا..
ولنطلقه في ما ينفعنا.. عاجله و آجله يسرنا.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...
عبــاد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...
فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...
والحمد لله رب العالمين ...
والعلم طريق موصل إلى جنة الله ورضوانه .. عن أبي الدرداءِ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(صحيح ابن ماجه للألباني/183) ...
وبالعلم تُبنى الأمجاد، وتشيد الحضارات، وتسود الشعوب، وتبنى الممالك، ولا يستطيع أن يقدم أحدٌ لمجتمعه خيراً، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً إلا بالعلم..!!
وما فشا الجهل في أمة من الأمم إلا قَوَّض أركانها، وصدَّع بنيانها، وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة ..
وإن هتلر الذي دوخ العالم بقوته وغزا أوربا ووقف يحارب العالم لم يكن يُرجِع سبب انتصاراته إلى ما عنده من رجال أو عتاد أو قوة عسكرية ضاربه ..!!
بل كان يقول عندي تعليم جيد ...
واليابان التي دُمرت في الحرب العالمية الثانية وضُربت بالقنابل الذرية ، أدركت أن بناء القوة والاستحواذ عليها لا يحقق لها البقاء والتطور والرخاء ، ، ،
ولذلك اتجهت إلى العلم وبناء الإنسان ،
فعن طريق ذلك يأتي كل شيىء ...
ومن يشاهد اليوم التطور والرقي والحضارة وكثرة الاختراعات والانجازات واكتشاف خبايا هذا الكون الفسيح والاستفادة منها ، يجد أن طريق العلم وحده من أوصل تلك الدول والشعوب إلى ما وصلت إليه...
عبـــــــــاد الله : -
نحن أمة كانت الصيحة الأولى المدوية في حياتها التي أطلقها الإسلام في أنحاء المعمورة عند نزول الوحي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ َخلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق 1-5) ..
وما سادت أمة الإسلام وحكمت الدنيا وبنت
الحضارة إلا بالعلم في جميع جوانب الحياة وفي جميع التخصصات والعلوم ...
ولما ضعف الإيمان وفسدت القيم وأُهمل العلم في حياة المسلمين ظهر التأخر والتخلف في جميع جوانب الحياة ،
وأصبحنا أمة مستهلكة بعد أن كنا أمة منتجة وفاعلة ...
بل شهد الغرب أنفسهم بدور هذه الأمة وبفضل علماء الحضارة الإسلامية على أوربا،
ومن هؤلاء: الألمانية (سيجريد هونكه) في كتابها الرائع (شمس العرب تَسْطع على الغرب)، حيث قالت في مقدمته: إن هذا الكتاب يرغب في أن يرد للعرب ديْنًا لهم على البشرية استُحِقَّ منذ زمن بعيد)...
أيهــا المؤمنون :-
وإذا كان العلم بهذه الأهمية وهذه آثاره في حياة الأفراد والشعوب والمجتمعات ،
فما هو دور الآباء والمعلمين والقائمين على التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني في تربية وتعليم أبنائنا ..؟؟
إن المسئولية عظيمة والأمانة كبيرة ،
و أن أقل ما يُنتظَر من المعلم أن يكون قدوة حسنة لطلابه في قوله وفعله وسلوكه ومظهره،
وأن يكون معلماً ناجحاً ومربياً مخلصاً ،
فلا علم بدون تربية ...
فأبناء المسلمين أمانة بين يديه وعليهم تعول الأمة ، ومنهم سيكون الأمير والوزير والطبيب والمهندس والضابط والعالم وغيرهم ...
فإذا ما قصر في واجباته فقد فرط في هذه الأمانة ،،،
ولذلك يقول الشاعر :
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ * * *
جاءت على يده البصائر حولا ...
وإن أقل ما ينتظر من ولي أمر الطالب أن يكون عوناً للمدرسة والمعلمين بكل الوسائل والأساليب في تربية وتعليم ابنه ،
فيكون متابعاً جيد لسلوكيات ابنه وتحصيله العلمي , يزور المدرسة ويسأل عن أبنائه ومستوياتهم ،
وفي البيت يتابع مذاكرة دروسهم وتحفيزهم على النجاح ...
وكم يحز في النفس أن تجد بعض الآباء لا يتابعون ولا يعرفون حتى في أي صف يدرس أولادهم !!؟؟ وليس لهم أي عذر قد شغلوا بالدنيا عن فلذات أكبادهم وثمار جهودهم وأعظم مشروع في حياتهم ...
وليحرص ولي الأمر على العدل في تعليم أبنائه فكما يعلم الذكور من أبنائه عليه تعليم بناته وتشجيعهن وتربيتهن حتى يتعلمنّ واجباتهن الشرعية والدنيوية ، فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ...
وقد رآيتم وسمعتم أن أوائل الطلاب في التعليم الأساسي والثانوي من الطالبات وما ذاك إلا لحرصن وتفوقهن ...
وكم هي المجتمعات محتاجة إلى المرأة الطبيبة تعالج بنات جنسها ، وإلى المعلمة وإلى المربية والعالمة بأمور دينها ودنياها ، ، ،
وقد روى البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أبي سعيد _ رضي الله عنه _ قال : (( جاءت إمراءة إلى رسول الله ، فقالت : يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك ، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله ، فقال : اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا ")) ...
فالمرأة نصف المجتمع وهي التي تقوم بتربية وتعليم النصف الآخر .....
أيها الأخ الكريم" أيها الشاب إن الناس والأمة بحاجة إليك كحاجتهم إلى الطعام والشراب وكحاجتهم إلى الماء فسابق وسارع ونافس وأعد نفسك لأن تكون بذرة خير وأن تكون غراس خير في هذا العالم، وفي هذا المجتمع.
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير وأن يدفع عنا وعنكم وعن جميع المسلمين كل مكروه وضير
. اللهم اهدينا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما اعطيت وقنا واصرف عنا شر ماقضيت.
. اللهم أصلح دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر
. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك إنك أرحم الراحمين.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
أيها الأخ الكريم: العام الذي عشنا فيه النفس الواحد فيه كنز عظيم لا تساويه الدنيا بحذافيرها بل نبضة القلب فيه كنز عظيم كيف ذالك، قال عليه الصلاة والسلام يا أبى موسى آلا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال: بلى يارسول الله ومن يكره ذالك، كنز من كنوز الجنة، إذا كان الناس يتقاتلون على شبر من الأرض، فكيف بكنز من كنوز الجنة، قال بلى يارسول الله قال: قل لاحول ولاقوة إلا بالله، هذا كنز من كنوز الجنة لا يأخذ من وقتك الثواني ولا الدقائق.
إذاً كم ضيعت من كنوز الجنة، كم ضيعت من كنوز في هذا العام فلنبكي على كنوز ضاعت وأهملت وأغفلناها في هذا العام وهكذا فضائل كثيرة، وهكذا أعمال جليلة ثمينة غالية أهملناها في هذا العام، ومضى هذا العام لاندري كيف مضى.
قال أحد الأباء الكبار عمري الآن خمسة وستين سنة مضى عمري كأنه حلم لا أدري كيف مضى، وقد عاش خمسة وستين سنة، الأعوام تمضي واحداً بعد واحد وكلها تمشي وترتحل من جسمك، تفت فؤادك الأيام فتا، وتنحت الساعات جسمك نحتاً، قلي بربك من الذي اغتنم، ومن الذي فاز، ومن الذي ضيع وخسر.
أيها الأخ الكريم" هل تعلم أنك محاسب على كل لحظة وساعة في هذا العام، أم نحن لا نؤمن بأن نحن محاسبون ومسؤلون عن الأعوام التي مضت والأوقات التي ارتحلت ولهذا قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ ﴾ في هذا اليوم كم يخسر فيه أناس، وكم يغبن فيه أناس، وكم يحرم فيه أناس من عز ذلك اليوم لما ضيعواْ وأهملواْ من حياتهم الدنيوية التي عاشواْ فيها،
بل روى الإمام الترمذي من حديث أبي ذر وجاء عن أبي برزة الاسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ﴿ لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه﴾.
فأعد الجواب لهذه الأسئلة وكلها قد مضت ونحتت من هذا العام الذي عشنا فيه.
أيها الأخ الكريم "تأتي الحسرات والندامات التي تقطع الأكباد سأل نفسك.
أيها الأخ الكريم" عام مضى كم خدمت الإسلام ماذا قدمت من الأعمال، ماذا قد عملت من الجهود، كم بنيت من المساجد، كم أمرت بالمعروف، وكم نهيت عن المنكر، كم أحسنت إلى الناس، كم تعاونت مع معسر، كم فرجت عن مكروب كم وكم عملت من أعمال ومعاملات صالحة في هذا العام.
هاهم الكفار يحصون الفساد الذي نجحواْ فيه في أوساط المسلمين في هذا العام، فحدث ولا حرج فنرى تغيراً عجيباً في أوساط المسلمين هجرت المساجد وحلقات العلم وذكر الله، وامتلأت الأسواق، وامتلأت الشوارع، وضيع الناس ما ضيعواْ من المواسم التي قد فتح الله عز وجل لهم أبوابها وحصل ما حصل من التفريط.
يايها المسلم الكريم "أتريد أن نكون مثل بعض النصارى كانوا يعرضون كنائسهم للبيع والشراء في المزادات لا يوجد من يقيمها ولا من يدخلها أتريدون أن تباع المساجد بعد أيام في مزاد البيع والشراء، لا يوجد من يعبد الله فيها ولا من يذكر الله فيها، لا يوجد لها أهل يستوطنونها ولا تستبعد هذا، إذا عظم الجهل ودبت الغفلة التي هي دمار الأمم.
يايها الأخ الكريم" تأمل وتفكر وحاسب نفسك في العام الذي مضى، كيف مضى، وماذا عملت، وكيف عملت وحاول أن تستدركه بما أستدركته من المنافع والمصالح التي تكون لك بياض للوجوه في الدنيا والآخرة.
لا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم *﴿ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَٰحَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِى جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ﴾*
لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾﴿ يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾﴿ لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِى﴾*
لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾*
لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ وَأَنفِقُوا۟ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﴾﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا ﴾*
لا نكون ممن قال الله عز وجل فيهم *﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَٰلِحًا غَيْرَ ٱلَّذِى كُنَّا نَعْمَل ﴾*
~لا نكون ممن قال الله فيهم *﴿ يَٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى ﴾*
لا نريد أن نبني الدور و القصور والأبراج نريد أن نشيد الدين، وأن نبث العلم، وأن نرفع من هذا الدين بعز عزيز في شتى الأقطار والأمصار، نريد أن نرى عبادة الله موجودة وطاعة الله قائمة على أصولها وعلى ساقها وسنن رسول الله مبثوثة صغيرها وكبيرها معروفها ومالا نعرف، أن تكون موجودة وأن تكون الحياة مليئة بما يرضي الرحمن
عـــبادَ الله :
وأمَّا سائر الأمور مثل: اتِّخاذ طعام خارج عن العادة، أو تجديد لباس وتوسيع نفقة، أو شراء حوائج العام ذلك اليوم، أو فعل عبادة
مُختصة - كصلاة مختصة به - أو قصد الذَّبح، أو ادِّخار لحوم الأضاحي؛ ليطبخ بها الحبوب، أو الاكتحال، أو الاختضاب، أو الاغتسال، أو التصافح، أو التزاوُر، أو زيارة المساجد والمشاهد ونحو ذلك - فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنَّها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا خلفاؤه الراشدون، ولا استحبَّها أحد من أئمة المسلمين.
اللَّهم اجعلنا من أهل سنة نبيك محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأحيِنَا على الإسلام وأمتنا، ثم صلوا - رحمكم الله - على النعمة المسداة.
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
🎤
*خطبــة.جمعــة.بعنــوان.cc*
*شهـــر اللــه المحــرم وعاشــوراء*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمـــا بـــعــــــد :
عـــباد اللـــه - إنَّ من نعم الله على عباده أنِ اختصَّ بعضَ الأزمنة والأمكنة بمزيد عناية وفضل؛ ليزداد من اغتنمها ورعى حُرمتها إحسانًا، ويبوء من غَفَل عنها وأهملها خيبة ونقصانًا.
ألا وإنَّ من تلك الأزمنة الفاضلة التي أنعم الله بها على أمة محمد صلى الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - شهرَ الله الحرام.
شهر الله المحرم شهر عظيم من أشهر العام، وهو أحد الأشهر الحُرُم التي نهانا فيها مولانا أن نظلم فيهنَّ أنفسنا؛ لأنَّها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
قال ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله - تعالى -: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة: 36]، اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهنَّ حرامًا، وعظَّم حرماتِهنَّ، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.
عـــبادَ اللـــه:
لقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر المحرم شهرَ الله الأصم؛ لشدة تحريمه.
عـــباد اللـــه:
ومن فضائل شهر الله المحرَّم أنَّه يستحب الإكثار فيه من صيام النَّافلة؛ ففي الحديث عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم))؛ رواه مسلم.
قال ابن رجب - رحمه الله -: "سمى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هذا الشهر شهر الله المحرم، فاختصه بإضافته إلى الله، وإضافته إلى الله تدُلُّ على شرفه وفضله، ولما كان هذا الشهر مختصًا بإضافته إلى الله - تعالى - وكان الصيام من بين الأعمال مختصًا بإضافته إلى الله، ناسب أن يَختص هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إلى الله المختص به وهو الصوم".
وقال أيضًا - رحمه الله تعالى -: "من صام من ذي الحجة، وصام من المحرم، خَتَم السنة بالطاعة، وافتتحها بالطاعة، فيُرجى أن تكتب له سنته كلها طاعة، فإنَّ من كان أول عمله طاعة، وآخره طاعة، فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين".
عـــباد اللـــه:
ومما اختصَّ اللهُ به شهرَ المحرم يومُه العاشر وهو عاشوراء، هذا اليوم الذي احتسب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الله أن يكفِّر لمن صامه السنة التي قبله؛ عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً سأل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن صيام عاشوراء، فقال: ((أحتسب على الله أنْ يكفر السنة التي قبله))؛ رواه مسلم.
وقد صامه النبي - صلى الله عليه وسلَّم - تعظيمًا لهذا اليوم، وهو يومٌ مبارك معظم منذ القدم، فاليهود أتباع موسى - عليه السَّلام - كانوا يعظمونه ويصومونه ويتخذونه عيدًا؛ وذلك لأنه اليوم الذي نَجَّى الله فيه موسى - عليه السَّلام - من فرعون وقومه؛ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "قدم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح نَجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى"؛ أخرجه البخاري.
وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم؛ بل قريش على وثنيَّتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: "كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهليَّة، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصومه في الجاهلية".
ونحن المسلمين أحقُّ بصيام هذا اليوم من أولئك، فهو يوم نَجَّى الله فيه موسى، فنحن أحق بموسى منهم، فنصومه تعظيمًا له؛ كما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
عـــباد اللـــه:
صوم عاشوراء وإن لم يكن واجبًا باتِّفاق جمهور العلماء، فهو من المستحبات التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لما يأتي:
وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه.
ولتحري رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صيامَ هذا اليوم؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "ما رأيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتحرَّى صومَ يوم فضَّله على غيره إلاَّ هذا اليوم يوم عاشوراء"؛ أخرجه البخاري.
ولأن صيامه يكفر السنة الماضية؛ كما ورد في الحديث.
ولحرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على صيام صبيانِهم ذلك اليوم؛ تعويدًا لهم على الفضل؛ فعن الربيع بنت معوذ قالت: "أرسل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطرًا، فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم))، قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللُّعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطَّعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".
🎤
*خطبــة.جمعــة.بعنــوان.cc*
*فـضـــائـل شــهـــر مــحــــرم*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـــة.الأولـــى.cc*
الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا،
أمـــا بـــعــــــد :
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة، فما زال يوالي عليكم مواسم الخير الفضل،
ما انتهت أشهر الحج إلى وأعقبها شهر الله المحرم، وهذا الشهر خصه الله بخصائص
أولا: أنه من الأشهر الحُرم التي حرم الله فيها القتال قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) وهذه الأربعة: هي ذو القعدة، وذو الحجة، وشهر محرم، والرابع شهر رجب، حرم الله القتال فيها من أجل تأمين الحجاج والمعتمرين في سفرهم للحج والعمرة، فلما جاء الإسلام - ولله الحمد -
انتشر الأمن واندحر الكفار، وقام الجهاد في سبيل الله عز وجل في كل وقت مهما أمكن ذلك.
إن هذا الشهر له فضائل قال صلى الله عليه وسلم: أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ فيستحب الإكثار فيه من الصيام.
وهو أيضا من الأشهر الحرم.
وهو الشهر الذي اختاره الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه ليكون أول السنة الهجرية، فهو شهر له فضائل:
ومن أعظم فضائله :
أن فيه يوم عاشوراء الذي اخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر السنة الماضية، وقد صامه موسى عليه السلام شكرا لله لما أغرق الله فرعون وقومه فصامه شكرا لله عز وجل، وصامه اليهود من بعده، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا وجد اليهود يصومونه فقال: ما هذا الصوم الذي تصومونه؟ قالوا: إنه يوم أعز الله فيه موسى وقومه، وأذل الله فيه فرعون وقومه .
وقد صامه موسى عليه السلام
فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ أو أولا بِمُوسَى مِنْكُمْ فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه فصار صيامه سنة مؤكدة؛ لكنه صلى الله عليه وسلم أراد منا أن نخالف اليهود فـأمر بصوم يوم قبله وهو اليوم التاسع، وفي رواية أو صوم يوما بعده ، ولكن صيام يوم التاسع أوكد، فيصام هذا اليوم اقتداءً بأنبياء الله بموسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم في صيامه وهو يوم أعز الله فيه المسلمين على يد موسى عليه السلام، فهو نصر للمسلمين إلى أن تقوم الساعة، ونعمة من الله عز وجل يُشكر عليها وذلك بالصيام، فصيامه سنة نبوية مؤكدة، فيصومه المسلم اليوم التاسع ويصوم اليوم العاشر الذي هو يوم عاشوراء، ومضت هذه السنة في هذه الأمة والحمد لله فيتأكد صيامه طلبا للأجر والثواب وشكرا لله عز وجل.
فسنة الأنبياء وأتباعهم أنهم يشكرون الله على الانتصارات وذلك بالطاعة والصيام وذكر الله عز وجل وشكره ولا يحدثون في هذه الانتصارات بدعا ومنكرات فإن هذا من سنة الجاهلية، والاحتفالات إنما يحدثون فيها الشكر لله عز وجل والصيام، فإحياء السنة أمر مطلوب من الأمة، في صومه أجر عظيم، يكفر السنة الماضية.
فلا ينبغي للمسلم أن يفرط فيه،
أما من يتخذ يوم عاشوراء يوم حزن ويوم بكاء وعويل ونياحه كما تفعله الشيعة قبحهم الله حزنا على مقتل الحسين رضي الله عنه فإنه قتل في هذا اليوم في يوم عاشوراء في اليوم العاشر من شهر محرم؛ ولكن المصيبة لا تقابل بالنياحة والمعاصي والمنكرات؛ وإنما تقابل بالطاعة والصبر والاحتساب، مقتل الحسين رضي الله عنه لاشك أنه مصيبة؛ ولكن الله أمرنا عند حدوث المصائب أن نصبر ونحتسب.
والمسنون في هذا اليوم هو سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه يصام ولا يحدث فيه أي عمل آخر، وكذلك على العكس من جهال المسلمين ومن جهال أهل السنة من يعتبر هذا اليوم يوم فرح وبعضهم يسميه العيد عيد العمر يقولون وهو ليس عيدا إنما هو يوم نصر وشكر لله عز وجل ويوسعون على أولادهم ويعطونهم الهدايا يتقابلون الهدايا فيما بينهم هذه بدعة وأمر محدث ولا يجوز، وهذا يكون مقابلا لفعل الشيعة، الشيعة يحزنون وهؤلاء يفرحون، أيفرحون بمقتل الحسين رضي الله عنه يعني يحملهم بغض الشيعة على أن يفرحوا بمقتل الحسين رضي الله عنه لا، هذا لا يجوز.
فالواجب على المسلمين اتباع السنة وترك البدعة هذا هو المطلوب، والبدعة لا تقابل بما هو شر منها ببدع أخرى، إنما تقابل بتركها وإحياء السنة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب
فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبــة.الثانيـــة.cc
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وأعوانه، وسلم تسليماً كثيرا، أمـــا بــ
مخالفــة اليهود والتمـــيز
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع مع العاشر يعني عاشوراء» [ رواه مسلم] وفي صحيح مسلم أيضاً قال صلى الله عليه وسلم :«خالفوا اليهود، صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده».
الرسول صلى الله عليه وسلم يريد لنا الرفعة عن مشابهة الكفار، ويريد لنا العزة، ويريد لنا التميز، فلماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! نحن أمة مرفوعة، فلم نكون خاضعين؟! نحن أمة متبوعة، فلم نكون تابعين؟! وديننا يأمرنا بالتميز في سلوكنا ومظاهرنا وفي عباداتنا، وأن تكون لنا ـ نحن المسلمين ـ الشخصية المتميزة المبنية على الشعور بالعزة الإيمانية.
صيام عاشوراء مراتب
ذكر بعض الفقهاء أن صيام
عاشوراء ثلاث مراتب:
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر.
2ـ صوم التاسع والعاشر.
3ـ صوم العاشر وحده. [زاد المعاد:2/76]. ، وكلما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب.
أخي المسلم :
تزود من الخيرات واغتنم هذه الأيام لتقدم لنفسك زاداً تجده غداً أمامك ، فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره.
تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جن عليك الليل هل تعيش إلى الفجر
يوم عاشوراء يوم النصر للحق وأهله
في غمرة الشعور باليأس والإحباط الذي أصاب المسلمين اليوم من جراء تتابع النكبات والشدائد، يأتي يوم عاشوراء ليُذكِّر الأمة أنه لا تقف أمام قوة الله أي قوة، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه إذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن فيكون.
شهر الله المحرم شهر نصرٍ وعزٍ لنبي الله موسى صلى الله عليه وسلم وقومه على فرعون الطاغية المتجبر على رغم كثرة عددهم وعدتهم وخيلائهم، فإن الله تعالى يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وبإحياء ذكرى ذلك النصر المجيد، على ذلك الطاغية الكبير، نعلن أن الدعوات لا تهزم بالأذى والحرب والاضطهاد، و عاقبة الظلم وخيمة، والله ناصر دينه, وكتابه, وأوليائه، و العاقبة للمتقين والنصر حليفهم متى ما تمسكوا بدينهم، واستنزلوا النصر من ربهم، قال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) [آل عمران:126] وقال تعالى : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [غافر:51، 52].
يوم عاشوراء اليوم الذي قال فيه موسى لقومه لما قالوا له وهم يرون فرعون وجنوده خلفهم: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء:61]، قال موسى بلغة المؤمن الواثق من وعد الله: ( كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء:62]، إنه فضل وأهمية التوحيد والاستسلام في الملمات وتفويض الأمر إلى الله وحده، فمهما حمل لنا العدو من دبابات وقاصفات ومدمرات فإن الله معنا يسمع ويرى ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء قال تعالى : ( فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًا)[مريم: 84].
يوم عاشوراء اليوم الذي قال فيه فرعون المتجبر المتكبر المتألّه، لما أيقن بالهلاك: (آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [يونس:90]، فردّ الله عليه هذا الإيمان الاضطراري وهذه الدعوى الكاذبة فقال عز من قائل: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس:91، 92].
يوم عاشوراء حُق لكل مؤمن أن يعرف قدره ومقداره، وأن يتيقن فيه من سنة الله الكونية في نُصرة أوليائه الذين ينافحون عن دينه ودحر أعدائه الذين يعارضون شرعه في كل زمان ومكان.
يوم عاشوراء فيه رسالة أن الباطل مهما انتفخ وانتفش وتجبر وتغطرس وظن أنه لا يمكن لأحد أن ينازعه أو يرد كيده وباطله أو يهزم جنده وجحافله فإن مصيره إلى الهلاك وعاقبته هي الذلة والهوان، فهذا فرعون الطاغية بلغ به التكبر والغرور أن يدّعي الألوهية، وأن يعلن للناس بكل جرأة وصفاقة: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) [القصص:38]، وأن يقول بملء فيه من غير حياءٍ ولا خجل: ( أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى ) [النازعات:24]، ولكنه حين حل به العذاب لم يُغن عنه ملكه وسلطانه، ولا جنده وأعوانه، ولا تبجحه وادعاؤه، (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) [النازعات:25، 26.
محـــرم والهجــرة النبوية
العاشر من محرم يُذَكِّرُنَا بِهِجرَةِ المُصطَفَى صلى الله عليه وسلم مِن مَكَّةَ إِلى المَدِينَةِ وَبَدءِ ظُهُورِ الدَّعوَةِ الإِسلامِيَّةِ وَانتِصَارِ الإِسلامِ وَانتِشَارِه.
لَكِنَّ الْمُسْلِمَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ أَنْ يَقْبَلُواْ عَلَى اللَّهِ بِالدُّعَاءِ كَمَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ اللَّهَ بِنُزُولِ الْأَمْطَارِ وَنَقْبَلُ عَلَيْهِ وَنَسْأَلُهُ بِنُزُولِ الْأَمْطَارِ كَذَالِكَ نَدْعُواْ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ وَأَنْ يَرْحَمَ بِهَا الْعِبَادَ وَأَنْ يَجْعَلَهَا أَمْطَارَ خَيْرٌ لِلْإِرْضِ وَأَمْطَارٌ خَيْرٌ لِلْإِشْجَارِ وَلِلْبُلْدَانِ وَلِلْقُرَى وَلِلْوُدْيَانِ وَلُسُهُولِ
يَدْعُواْ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلَا تَزَالُ هُنَا بَعْضُ الْأَمَاكِنِ فِي مَنَاطِقِ الْيَمَنِ إِلَى الْآنَ لَمْ يَمْطَرُواْ فَالْمُسْلِمُونَ بِحَاجَةٍ أَنْ يَسْأَلُواْ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَ الْأَرْضَ كُلَّهَا مَطَرًاً وَأَنْ يُسْهُلَ لَهُمْ بِالْأَمْطَارِ جَمِيعًاً فَهَذَا مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي يَحْتَاجُهُ الْمُسْلِمُونَ وَلِيَزْدَادَ الْمُسْلِمُونَ فِي شُكْرِهِمْ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِمْ لِلَّهِ وَتَضَرُّعُهُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَمُجْتَمَعَاتِنَا وَآبَائُنَا وَأُمَّهَاتِنَا الَى مَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ
اللَّهُمَّ إِغْفِرْ لِلْإِحْيَاءِ وَارْحَمِ الْأَمْوَاتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
اسْأَلِ اللَّهَ الْعَظِيمَ بِإِسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ أَنْ يَجْعَلَهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ لَا أَمْطَارَ عَذَابٍ
اللَّهُمَّ إِجْعَلْهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ لَا أَمْطَارَ عَذَابٍ
اللَّهُمَّ إِجْعَلْهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ
اللَّهُمَّ إِجْعَلْهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ
اللَّهُمَّ أَمْطَارًاً تَغِيثُ بِهَا الْعِبَادُ وَتَرْحَمُ بِهَا الْبِلَادُ وَالْعِبَادُ وَتَغِيثُ بِهَا الْبَهَائِمُ وَتَرْحَمُ بِهَا الْأَشْجَارَ
اللَّهُمَّ إِيمًا أَرْضٌ مِنْ خَلْقِكَ لَمْ تُصِبْهَا رَحْمَتُكَ فَاسْبُلْ عَلَيْهَا سَحَائِبَ الرَّحَمَاتِ مِنَ الْأَمْطَارِ وَاجْعَلْهَا أَمْطَارَ رَحْمَةٍ لَا أَمْطَارَ عَذَابٍ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ
وَصَلَّى اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
وَبَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مَنْذُو مَوْقِفِ كَذَا وَكَذَا لَا الْعَدَاوَةُ بَيْنَ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مَنْذُو بَعْثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِنْبَثَقَتِ الْعَدَاوَةُ الْيَهُودِيَّةُ وَالْعَدَاوَةُ النَّصْرَانِيَّةُ عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَيَعْرِفُ الْمُسْلِمُونَ الْمَكْرَ الْكَيْدَ الَّذِي يَسْعَى لَهُ أَعْدَاءُ الْإِسْلَامِ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ لِلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَلَكِنَّ الْمُسْلِمُونَ بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ أَنْ يَتَمَسَّكُواْ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَمَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لِيَتَّضِحَ لَهُمْ مَكْرُ أَعْدَائِهِمْ لِلْإِسْلَامِ وَلِلْمُسْلِمِينَ.
وَأَيْضًاً إِنَّ مِثْلَ مُرُورِ هَذِهِ الْأَيَّامِ وَالسَّنَوَاتِ وَالشُّهُورِ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ إِقْبَالًاً عَلَى اللَّهِ مِمَّا مَضَى مِنْ عُمُرِهِ ارْأَيْتَ لَوْ قِيلَ لَكَ إِنَّ مَعَكَ شَهْرٌ وَسَتَمُوتُ مُرَّ عَلَيْكَ الْأُسْبُوعَ الْأَوَّلُ وَالْأُسْبُوعُ الثَّانِي كَيْفَ سَيَكُونُ قَلْبُكَ مُتَحَرِّكًاً وَحَيَاتُكَ حَيَاةٌ مَعْلُومَةٌ كَيْفَ سَيَكُونُ الْحَالُ وَالْأَمْرُ وَالْعَبْدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَوْتِ يُقَالُ بَقِيَ لَكَ نِصْفُ شَهْرٍ قَدْ مَرَّ عَلَيْكَ النِّصْفُ مِنْ عُمُرِكَ أَوْ بَقِيَ لَكَ ثَلَاثَةُ أَسَابِيعَ كَيْفَ سَيَكُونُ حَالُ الْعَبْدِ أَنْتَ الْآنَ اعْلَمْ يَقِينًاً أَنَّهُ قَدْ مَرَّ مِنْ عُمُرِكَ الْعُمُرُ الْأَوَّلُ كُلَّهُ فَبَعْضُنَا قَدْ مَرَّ عَلَيْهِ نِصْفُ عُمُرِهِ وَهُوَ وَلَا يَدْرِي، وَبَعْضُنَا مَرَّ عَلَيْهِ الثُّلُثُ مِنْ عُمُرِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي، وَبَعْضُنَا قَدْ أَوْشَكَ الرَّحِيلَ مِنْ الدُّنْيَا وَهُوَ لَا يَدْرِي، وَبَعْضُنَا رُبَّمَا بَقِيَتْ لَهُ سَاعَاتٌ أَوْ أَيَّامٌ أَوْ شُهُورٌ وَيَنْتَقِلُ إِلَى اللَّهِ، تُزَودُ الْآنَ اعْلَمْ إِنَّ الْمَوْتَ يُلَاحِقُكَ وَأَنَّكَ تَقْتَرِبُ مِنْ أَجْلِكَ.
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى *﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا۟ يُدْرِكُكُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ﴾*
وَفِي الْآيَةِ الْأُخْرَى *﴿ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾*
رَبُّ رَجُلٍ فَكَّرَ فِي نَفْسِهِ هَذِهِ السَّنَةَ سَأَعْمَلُ وَسَأَعْمَلُ وَبَرْنَامَجِي فِيهَا سَيَكُونُ كَيْتَ وَكَيْتَ فَجَاءَ الْمَوْتُ قُطِعَ عَلَيْهِ جَاءَ الْمَوْتُ قُطِعَ عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ فِي بَرْنَامَجُهُ فِي السُّنَّةِ الْآتِيَةِ التَّوْبَةُ الصَّلَاةُ الْإِقْلَاعُ عَنِ الذَّنْبِ الصِّدْقُ مَعَ اللَّهِ التَّوْبَةُ مِنْ جَمِيعِ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبِ مَا جَعَلَهَا فِي بَرْنَامَجِهِ وَلَا جَعَلَهَا فِي ذَاكِرَتِهِ، جَعَلَ فِي ذَاكِرَتِهِ التِّجَارَةَ جَعَلَ فِي ذَاكِرَتِهِ الْعِمَارَةَ، جَعَلَ فِي ذَاكِرَتِهِ الْأَسْفَارَ، جَعَلَ فِي ضَنَمِ بَرْنَامَجَهِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ يُخَطِّطُ بَعْضُهُمْ لِلسُّنَّةِ كُلِّهَا، وَيُخَطِّطُ بَعْضُهُمْ لِلسَّنَتَيْنِ بَلْ بَعْضُهُمْ لِعُمَرَ مَدِيدٍ، وَلَمْ يُخَطِّطْ فِي سَيْرِهِ مَعَ اللَّهِ كَيْفَ يُنَظِّمُ أَوْلَادَهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَيْفَ يَجْعَلُ أَوْلَادُهُ مِنْ الْمُحَافِظِينَ عَلَى الصَّلَوَاتِ، كَيْفَ يَجْعَلُ أُسْرَتَهُ مِنْ الْمُقْبِلِينَ عَلَى اللَّهِ، كَيْفَ يُهَيِّأُ نَفْسَهُ بِالتَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ.
يُفَتِّشُ عَنْ نَفْسِهِ بَعْضُهُمْ يُفَتِّشُ عَنْ أَخْطَاءِ السَّنَةِ الْأُولَى مَالَّذِي حَصَلَتْ فِي التِّجَارَةِ مَالَّذِي حَصَلَ فِي الْعِمَارَةِ، مَالَّذِي حَصَلَ فِيهَا.
هَذِهِ السَّنَةُ سَنَنْتَبُهُ، هَذِهِ السَّنَةُ سَنَسْتَيْقِظُ وَهَذِهِ إِمُورٌ دُنْيَوِيَّةٌ لَا تَحْرُمُ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا لَكِنَّ مُرَادِي أَنَّ بَعْضَهُمْ بِنَاءُ دُنْيَاهُ لَكِنْ لَمْ يَبْنِي آخِرَتَهُ وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُواْ النَّاسَ إِلَى الْمَوْتِ يَقُولُهُ ﴿أَكْثِرُواْ مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ ﴾ وَهَكَذَا أَكْثَرُواْ
مِنْ ذِكْرِ هَادِمِ اللَّذَّاتِ سَيَهْدِمُ الْمِلْذَّاتِ وَالْمُشْتَهَيَاتِ وَالرَّغَبَاتِ فَابْنِي آخِرَتَكَ يَا عَبْدَاللَّهِ إِجْعَلْ ضَنَمَ أَعْمَالَكَ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ وَفِي اسْتِقْبَالِهَا تَصْحِيحَ تَوْبَةٍ، تَصْحِيحُ تَقْصِيرٍ مَعَ اللَّهِ،
وَتُزَوَّدُ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَتَزَودُ مِمَّا فِيهِ قُرْبَةٌ لِخَالِقِكَ وَرَازِقُكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وَمِنَ الْمُرُورِ فِي اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ عُوَّدُواْ الْمَقَابِرَ فَكَمْ فِي السَّنَةِ الْأُولَى إِسْتَقْبِلَتْ الْمَقَابِرُ مِنْ الْأَصْدِقَاءِ، وَمِنْ الْأَبْنَاءِ وَمِنْ الْأَقْرِبَاءِ وَمِنْ الْأَصْحَابِ وَمِنْ الْخَلَانِ وَمِنْ آبَاءٍ وَمِنْ أُمَّهَاتٍ وَمِنْ أَزْوَاجٍ وَمِنْ زَوْجَاتٍ.
أَنْتَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ اللَّهُ أَعْلَمُ هَلْ تَكُونُ مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي تُودَعُ فِيهِ سَنَةٌ وَتُسْتَقْبِلُ سُنَّةُ اللَّهِ أَعْلَمُ هَلْ تَكُونُ فِي عِدَادِ الْأَحْيَاءِ أَمْ تَصِيرُ فِي عِدَادِ الْأَمْوَاتِ.
فَاسْتَقْبَلَ السُّنَّةَ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ فِي الِاقْبَالِ عَلَى اللَّهِ فِي التَّوْبَةِ فِي الْإِنَابَةِ فِي تَجْدِيدِ الْعَهْدِ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَالِقِكَ وَرَازِقِكَ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ وَالْإِنَابَةِ الصَّادِقَةِ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ الْإِقْبَالُ الصَّحِيحُ.
كَمْ مِنْ أُنَاسٍ يَظُنُّواْ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ تَارِيخُ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ يَظُنُّواْ أَنَّ الْمَسْأَلَةَ تَارِيخٌ يَقُولُ اسْتَقْبَلْنَا عَامَ وَذَهَبَ عَامَ، هَذَا مِنْ عُمْرِكَ، هَذَا مِنْ وَقْتِكَ، هَذَا مِنْ أَنْفَاسِكَ لَيْسَتْ الْمَسْأَلَةُ مُرُورَ سَنَةٍ فَحَسْبُ هَلْ اتَّعَظْتَ فِيهَا، هَلْ اُعْتُبِرَتْ بِمُرُورِهَا فَأَنْتَ سَيَأْتِي الْيَوْمُ الَّذِي سَتَخْرُجُ أَنْتَ مِنْ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ الْوَقْتُ الْمَحْتُومُ لِقِيَامِ السَّاعَةِ وَغَيْرِكَ يَسْتَقْبِلُ السَّنَوَاتِ الْآتِيَةَ وَهَكَذَا *﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾* فَتَزَودُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ الْكَرِيمُ وَمِمَّا يَنْبَغِي الْعِظَةُ فِيهِ وَالْعِبْرَةُ بِمُرُورِ هَذِهِ الْأَعْوَامِ وَبِمُرُورِ هَذِهِ السَّنَوَاتِ أَنْ يَحْرِصَ الْعَبْدُ عَلَى تَوْبَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ،
كَمْ مِنْ أُنَاسٍ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَرَّتْ قَدْ يَظْلِمُ جَارُهُ، قَدْ يَظْلِمُ رَحِمَهُ، قَدْ يَظْلِمُ الْعَامِلُ عِنْدَهُ، قَدْ يُظْلَمُ فِي بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ فِي مَسْؤَلِيَّتِهِ فِي جَمِيعِ إِمُورِهِ.
يَا عَبْدَاللَّهِ صَحِّحَ السَّيْرَ مَعَ اللَّهِ أَنْتَ عَلَى سُنَّةٍ جَدِيدَةٍ.
كَمْ تَسْمَعُونَ مِنَ التُّجَّارِ إِمَّا فِي السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ وَإِلَّا فِي السَّنَةِ الْمِيلَادِيَّةِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ تَصْفِيَةُ حِسَابَاتٍ مَعَنَا سَنَةٌ جَدِيدَةٌ مَعَنَا عَامٌ جَدِيدٌ مَعَنَا تَارِيخٌ جَدِيدٌ، إِمَّا فِي السَّنَةِ الْمِيلَادِيَّةِ أَوْ الْهِجْرِيَّةِ.
هَلْ صَفَّيْتَ حِسَابَكَ مَعَ النَّاسِ؟
هَلْ صَفَّيْتَ حِسَابَكَ مِنْ ظُلْمِ النَّاسِ؟
هَلْ صَفَّيْتَ حِسَابَكَ مِنْ ظُلْمِ الْأَرْحَامِ؟
هَلْ صَفَّيْتَ الْحِسَابَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْجِيرَانِ؟
هَلْ صَفَّيْتَ الْحِسَابَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذْتَ أَرْضَهُ أَوْ ظَلَمْتُهُ فِي حَقِّهِ؟
هَلْ صَفَّيْتَ الْحِسَابَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَشْشَتِهِ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ؟
هَلْ صَفَّيْتَ الْحِسَابَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنِ اغْتَبْتَهُ أَوْ نَمَّمْتَ عَلَيْهِ أَوْ كَذَبْتَ عَلَيْهِ اوْ حَلَفْتُ عَلَيْهِ بِالْيَمِينِ الْكَاذِبَةِ الْفَاجِرَةِ؟
هَلْ صَفَيْتَ الْحِسَابَ مِمَّنْ تَعَدَّيْتَ عَلَيْهِ وَقُمْتُ بِتِهَامِهِ بِالْكَذِبِ وَالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ؟
هَلْ صَفَيْتُ الْحِسَابَ فِيمَنْ تَعَامَلْتُ مَعَهُ بِقَهْرِهِ؟
هَلْ صَفِيَتِ الْحِسَابَ فِيمَنْ سَالَتْ دُمُوعُهُ مِنَ الْقَهْرِ الَّذِي قَهَرَتْهُ بِهِ؟
هَلْ صَفَيْتُ الْحِسَابَ فِيمَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي ظُلُمَاتِ اللَّيْلِ يَشْكُوكُ إِلَى اللَّهِ لِأَنَّكَ ظَلَمْتَهُ أَوْ قَهَرْتَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَأْخُذَ حَقَّهُ مِنْكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَسْتَرِدَّ حَقَّهُ مِنْكَ فَرَفَعَ قَضِيَّتَكَ إِلَى الْمَحْكَمَةِ الْإِلَهِيَّةِ الْعَادِلَةِ هُنَا تَصْفِيْتَ الْحِسَابَاتِ أَنْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى تَصْفِيَةِ الْحِسَابِ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّاسِ كَمْ مِنْ أَعْمَامٍ وَأَخْوَالٍ وَأَقْرِبَاءَ ظَلَمُواْ الْأَيْتَامَ أَخَذُواْ حُقُوقَ الْأَيْتَامِ تَسَلَّطُواْ عَلَى حُقُوقِ الْأَيْتَامِ مِنْ الْأَطْفَالِ وَالنِّسَاءِ.
صَفِي الْحِسَابِ مَعَ هَؤُلَاءِ، صَفِي حِسَابِكَ مَعَ هَؤُلَاءِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَسَارَةَ هُنَا أَنَّ النَّدَمَ هُنَا وَأَنَّ الْأَمْرَ سَتَنْدَمُ فِيهِ أَشَدُّ النَّدَمِ هُنَا تَصْفِيَةُ الْحِسَابَاتِ الْحَقِيقَةِ هَلْ صَفَّيْتَ حِسَابَكَ فِي تَعَامُلَاتِكَ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ وَفِي أَوْقَاتِ الْعِبَادَاتِ.
🎤
*خطبة جمعة جمعة:*
*نفـح الزهــور في العـبر*
*بـمـــرور الأيـام والـشـهــور*
*للشيخ/وهبان بن مرشد المودعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبـة الثانيـة:*
إِنَّ الْحَمْدَلَلَهِ نَحْمَدُهُ تَعَالَى وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا.
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا«»يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ اسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَنَا وَإِيَّاكُمْ مِنْ مِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ وَضَلَالَةٍ وَنَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِهِ وَمِنْ عَذَابِهِ وَمِنْ النَّارِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللَّهِ
هَا نَحْنُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ نَسْتَقْبِلُ عَامًاً جَدِيدًاً وَيَسْتَقْبِلُ الْمُسْلِمُونَ بَلْ وَالْعَالَمُ يَسْتَقْبِلُونَ سُنَّةً جَدِيدَةً مِنْ أَعْمَارِهِمْ وَإِنِّي فِي مَوْقِفِي هَذَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَ نَفْسِي وَإِخْوَانِي السَّامِعِينَ بِبَعْضِ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي مُرُورِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ وَمَا تَمُرُّ بِهِ السَّنَوَاتُ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْمُسْلِمُ.
اعْلَمُواْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ.
أَنَّ مُرُورَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ وَأَنَّ مُرُورَ الشُّهُورِ، وَأَنَّ مُرُورَ السَّاعَاتِ وَالْأَوْقَاتِ يَحْتَاجُ الْمُسْلِمُ هُنَا إِلَى أَنَّا يَأْخُذُ الْعِظَةَ وَالْعِبْرَةَ فِي ذَالِكَ فَمُرُورُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ وَمُرُورُ هَذِهِ السَّنَوَاتِ إِنَّهَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: *﴿ وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾*
وهكذا قال الله: *﴿ يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُو۟لِى ٱلْأَبْصَٰرِ ﴾*
وهكذا قال الله: *﴿ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَـٰهَا وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلَــٰهَا وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّــٰهَا وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَــٰهَا وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَــٰهَا وَٱلْأَرْضِ وَمَا طَحَــٰهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾*
وهكذا قال الله في كتابه الكريم: *﴿ إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَآ يَـٰتٍ لِّأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ ﴾*
فَجَعَلَ اللَّهُ مُرُورَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنْ آيَاتِهِ الَّتِي جَعَلَهَا لِخَلْقِهِ وَعِبَادِهِ وَالَّتِي امْتَنَّ بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ الْعِبَادِ.
مَعَاشِرِ الْمُسْلِمِينَ :
مَا تَمُرُّ هَذِهِ الَايَامُ، وَتَمُرُّ هَذِهِ السَّنَوَاتُ إِلَّا بِأَمْرِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَاللَّيْلُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَالْقَمَرُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَالنَّهَارُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، وَالشَّمْسُ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى فَمُرُورُ هَذِهِ اللَّيَالِي وَمُرُورُ هَذِهِ الْأَيَّامِ مِنْ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةِ الْكِبَارِ الَّتِي عَلَى الْمُسْلِمِ وَالْمُسْلِمَةِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ هَذَا الْإِلَهَ الْخَالِقَ الْبَارِئَ الْمُصَوَّرَ يُقَلِّبُ هَذِهِ اللَّيَالِيَ وَالْأَيَّامَ
لِعِبْرٍ وَعَظَاتٍ وَلِمَصَالِحِ الْخَلْقِ وَلِمَصَالِحِ النَّاسِ،
فَكَمْ فِي هَذِهِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ، وَكَمْ فِي السَّنَةِ مِنْ فُصُولِ الَّتِي يَمُرُّ بِهَا النَّاسُ مِنْ فَصْلِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ وَهَكَذَا أَيْضًاً مَا يَمُرُّ بِهِ النَّاسُ فِي هَذِهِ السَّنَوَاتِ مِنْ مُرُورِ الْأَرْبَعَةِ الْفُصُولِ.
للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️
* أيهاالحبيب: اختر طريقك :-
إذا كنت في طريق فلاح
فالله سيجزيك..والله سيعطيك..
والله سيرضيك.. بفوز ونجاح.
* وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة.. في العام الجديد...
ان نبتسم للحياة ،
ونستنشق عبير العز ،
ونتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
ونتوشح وشاح العزم ، ونسم بأنفسنا في المعالي؛
ليعــش كل منا يومه....
نــعــم عش يومك.. لا تجعل التفكير في الماضي.. إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير.. وذلك.. بأن تعلم:
أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــات .
ولنكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارنا..
لننطلق بروح جديدة .. روح التفاؤل والتحدي..
واعلموا أن مدار الأمر كله... ينصب في خشية الله....وأن النجاح والتوفيق بيد الله.
@-أيهاالأحبة:
الفوضى القادمة: (خذلان المستحقين للنصر).. يقود الخليج إلى المجهول.
في لحظة تاريخية حاسمة،.. تقف دول الخليج على مفترق طرق... تبدو فيها الأرض ساكنة... لكن تحتها بركان من السخط والارتباك والخذلان....ظاهريًا، كل شيء على ما يُرام: أبراج تعانق السماء، مؤتمرات تُرفع فيها شعارات السلام،.. اقتصاد يتحرك بثبات... لكن شيئًا ما في الجو مريب،..كأن الأرض تستعد للاهتزاز،..وكأن السماء توشك أن تمطر غضبًا، لا ماء...
إنه جزاء وفاقًا... لا ظلم فيه، بل عدلٌ إلهي يتسلل بهدوء، كأنفاس الليل، لكنه قادم لا محالة.
خذلان المستحقين للنصر.. ليس مجرّد موقف سياسي عابر، ولا زلّة في لحظة تردد، بل هو ...كسرٌ للميزان الذي تقوم عليه الأمم...حين يُترك أصحاب الحق وحدهم يواجهون البطش،... حين يُخذل الشرفاء في معاركهم العادلة،..فإننا لا نخسرهم وحدهم،.. بل نخسر أنفسنا. نخسر الكرامة التي بقينا ندّعيها،..والضمير الذي استتر خلف شعارات العدل.. لكنه صمت عند أول اختبار.
لقد خذل الخليج من يستحقون النصرة…وهم أهل غزةالأحرار.. من حملوا أحلام الحرية، ووقفوا أمام طغاة لا يعرفون من الحياة إلا سجونها... لم يكن أولئك المستضعفون ينتظرون الجيوش... بل كانوا يطلبون الموقف.. الكلمة.. اليد الممدودة.
لكن الجواب.. كان صمتًا رسميًا،.. بل في بعض الأحيان،.. تواطؤًا مقنّعًا بحسابات "السيادة".. و"المصلحة" و"الاستقرار".
لكن.. أي استقرار يُرجى إذا غُيّبت العدالة؟
وأي مصلحة تُرجى.. إن كانت على حساب الدماء والحق والحقيقة؟
إننا اليوم.. نشهد بداية فوضى.. لا تُشبه ما عهدناه من قبل....فوضى.. تتجاوز السلاح والاضطراب الأمني.. إلى التمزق القيمي... والانفصام الأخلاقي.. والانكشاف الحضاري.
شبابٌ يفتقد القدوة، أجيال تفقد الثقة في الخطاب الرسمي،.. شعوب تسأل نفسها في الخفاء: "من نحن؟ وعلى أي مبادئ نقف؟".
وما الفوضى القادمة.. إلا مرآة لما كان... ليست مفاجأة... بل نهاية منطقية.. لمقدمات.. اخترنا أن نتجاهلها.
لقد صنعنا بأنفسنا هذا المجهول القادم،...حين تركنا القضايا العادلة خلف ظهورنا.... وتفرّقنا بين ساكت ومتخاذل.. ومبرر ومداهن...بل..وبائع ومتآمر..
إن جزاء الخذلان لا يأتي فورًا،. بل يتسلل على مهل. بدايةً بالتشتت في الرؤية،.. ثم بالتنافس العبثي،.. ثم بالأزمات التي تنفجر من حيث لا نتوقع.....أمنٌ يضطرب،.. اقتصاد يختل... تحالفات تنهار...ثقة الشعوب تتآكل.
وكل ذلك.. لأننا لم ننصر من كان يجب أن ننصره، ..ولأننا لم نُعلي صوت المبدأ.. حين اختنق في الزوايا.
"جزاءً وفاقًا"... قالها الله في كتابه، وعدًا لا يخلفه.
فمن يزرع خذلانًا، لا يحصد أمنًا... ومن يصمت عن الظلم،.. يسمع قريبًا دوّي الفوضى،...لا من الخارج فحسب، ..بل من داخل نفسه.. ومجتمعه.. وتاريخه.
الخليج أمام فرصة أخيرة: أن يعيد صوته إلى حيث يجب أن يكون... أن يتذكّر أن الاستقرار لا يُشترى بالصمت،... وأن النجاة لا تكون في الحياد الكاذب...بل في الانحياز الصادق للحق.
قبل أن تطرق الفوضى الباب،.. لا بد أن يعلو صوت الضمير.
وقبل أن يُقال: "أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض"...لا بد أن ننتصر لمن يستحقون النصر... فذلك طريق النجاة، لا طريق المصالح الزائفة.
-قال الله على لسان نبيه صالح عليه السلام:((قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ ۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ))...هود-63.
-بارك الله ولكم بالقرآن العظيم...
الخطبةالثانية👇
الحمدلله وحده...
والصلاةوالسلام على من لانبي بعده..
أماااابعد:
-أيها الأحبةالكرام:
ومع بداية عام جديد..مازلنا نرى ونشاهد مشاهد تدمي القلوب..وتجرح المشاعر...وتجعل في الحلوق غصة...
ذبلت الأجساد، وجفَّت الأكباد،.. قرقرت البطون.. وظمأت الأجواف، أطفال يصرخون، وشيوخ يئنون، مرضى يتوجَّعون، ورجال حائرون...بيوت تنسف...وأسر تمحى من السجل المدني.. إنه مشهد من مشاهد الحصار الجائر..
من صهاينةاليهود..
وصهاينةالعرب.. وصورة من أثره وآثاره.
🎤
خطبةجمعةبعنوان👇
((وقفات مع بدايةعام جديد))
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله الحي الباقي، الذي أضاء نوره الآفاق...
ورزق المؤمنين حسن الأخلاق... وتجلت رحمته بهم إذا بلغت أرواحهم التَّرَاق...
-نحمده تبارك وتعالى، ونستعينه على الصعاب والمشاق...
ونعوذ بنور وجهه الكريم من ظلمات الشكِّ والشرك والشقاق...
ونسأله السلامة من النفاق وسوء الأخلاق...
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له.. القوي الرزاق، الحكم العدل يوم التلاق...
خلق الخلق فهم في ملكه أسرى مشدودو الوَثاق...
لولا الإلهُ لما تزحزح همّنا
ولعاشَ قلبُ المـرءِ بالأوهامِ
لكـنّما الله الكريمُ يمـدُّنا
بالصبرِ عند تراكمِ الأسقامِ
-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا..محمدًا عبده ورسوله المتمم لمكارم الأخلاق...
لم يكن لعانًا ولا سبابًا ولا صخابًا في الأسواق...
خير من صلى وصام ولبَّى وركب البراق...
وأول الساجدين تحت العرش يوم يُكشَف عن ساق...
وترك فينا ما إن تمسَّكنا به علمنا أن ما عندنا ينفَد وما عند الله باق...
كتَبَ الإلهُ على المآذنِ ذكرَهُ
فأثارَ حُباً في القلوبِ عظيما،
أمـرَ الإلهُ المؤمنينَ بـقولهِ:
﴿صلوا عليه وسلموا تسليما﴾.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه.. وعلى آله وأصحابه.. ما تعقب العشي الإشراق...
وما دام القمر متنقلًا في منازله من التمام إلى المحاق...
-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].
-أيها الأحبةالكرام:
قبل أمس انتهى عامنا المنصرم ..وطوي سجله وختم عمله ..
و ها نحن على باب عامٍ جديد..
الله أعلم بحالنا فيه..
فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..وويلٌ لمن أساء وارتكب الآثام و الإجرام ..
- مع كل اقتراب..شهر أو عام جديد.. تنمو آمالٌ.. وتزدهر طموحات..
ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إلينا...نفتح نحن صفحة جديدة فى حياتنا...فإما أن نزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة...
وإما أن نحشوها بالإخفاقات والفشل.
-يقول ابن القيم - رحمه الله -
(( السنة شجرة..والشهور فروعها
والأيام أغصانها...والساعات أوراقها...والأنفاس ثمرها..
فمن كانت أنفاسه فى طاعة.. فثمرة شجرته طيبة..
ومن كانت فى معصية.. فثمرته حنظل..
وإنما يكون الحصاد يوم المعاد..
فعند الحصاد.. يتبين حلو الثمار من مرها ))
- ومع ذلك:
فإن تجدد الحياة.. ينبع قبل كل شيء.. من داخل النفس...
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر..
لا تخضعه الظروف المحيطة به.. مهما ساءت.. ولا تصرفه وفق هواها....بل هو يستفيد منها.. ويحتفظ بخصائصه أمامها...
- ونقول أن:
كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك... وتصلح به أعمالك... لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية.. التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط..
فاعزم أمرك.. واستعن بالله..
وابدأ بداية جديدة.
- فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين.
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها..ليعرف عيوبها وآفاتها..
وأن يرسم السياسات القصيرة المدى.. والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
-أخي الحبيب:
-ألا تستحق نفسك.. أن تتعهد شئونها بين الحين والحين..لترى ما عراها من اضطراب.. فتزيله..
وما لحقها من إثم.. فتنفيه عنها.. مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!
-ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة نقطعها من الحياة... أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..
-إن الإنسان.. أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه.. وتعهد حياته على الخاصة والعامة.. بما يصونها من العلل والتفكك..
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم.. لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها.
وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد.. يمكنك أن ننهض لنبني مستقبلنا .
ولا تؤودنا كثرة الخطايا... فلو كانت ركاما أسود.. كزبد البحر
..ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها..
إن نحن اتجهنا إليه قصدا وانطلقنا إليه ركضا .
إن فرحته بعودتنا إليه.. فوق كل وصف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ.. فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه.. فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته )) .
ألا يبهرنا هذا الترحاب الغامر ؟!
أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!
وإذا النسـاءُ نشـأن فــي أُمّـيّـةٍ ***
رَضَـعَ الرجـالُ جهالـةً وخمـولا
ليس اليتيمُ مـن إنتهـى أبـواه من ***
هــمِّ الحـيـاةِ وخلّـفـاهُ ذلـيـلا
فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـةِ مِنهُمـا ***
وبِحُسـنِ تربيـةِ الـزمـان بـديـلا
إن اليتيـم هـو الـذي تلقـى لــه ***
أمـاً تخـلّـت او أبــاً مشـغـولا
عبـاد الله : -
وهناك واجب على القائمين على التربية والتعليم ، من وزارة التربية والتعليم و المناطق التعليمية ومكاتب التربية وإدارة المدارس ،
عليهم توفير البيئة التعليمة المناسبة للطلاب والكتب المدرسية والكراسي والوسائل التعليمية ،
و البحث عن المعلم الكفء وتدريبه والتوجيه عليه ومتابعة أدائه طوال السنة وتكريمه والثناء عليه بما هو أهله ، وإعطائه حقوقه ...
وليقف الجميع أمام الإهمال والتسيب واللامبالاة التي أوصلت التعليم في بلادنا إلى مستويات متأخرة وضعيفة ...
ثم إن على أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني تبجيل المعلم ، والاهتمام بالعلم ونشره ورصد الجوائز والمسابقات العلمية ، وتشجيع أفراد المجتمع على طلبه حتى كبار السن ،
أسأل اللهَ جل في علاه أن يرزُقَنِي وإيَّاكمُ وأبنائنا وبناتنا الإيمانَ الكاملَ والعلمَ النافعَ والعملَ الصالحَ ...
قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
-:(( الخطــبة الثانــية )): -
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
أما بعد:
عبــــــــاد الله :-
ليقم كل واحدٍ منا بواجباته ومسئولية ،
فإن ذلك من الأمانة التي سيسأل عنه الجميع بين يدي الله يوم القيامة ،
ولنجعل هذا العام الدراسي الجديد عام جد واجتهاد ونشاط ومتابعة وتربية وتعليم لتنتفع البلاد والعباد ...
وإن وضعنا التعليمي في مدارسنا ومؤسساتنا ليحتاج إلى جهود جبارة وتعاون من الجميع ماديا ومعنويا حتى نستبشر كبارا وصغارا ببدء العام الدراسي بعد طول غياب،
لنتقدم بخطوات مليئة بالثقة والحرص على التعليم و العلوم وعلى الاداب والاخلاق والقيم ..
فكم تبكي حروف العلم على أبواب مدارسنا وعلى عتبات منازلنا وفي أدراج ودفاتر وكراسات طلابنا ..!!
وكم من الأخلاق والآداب والقيم تحتاج إلى تصحيح في نفوس طلابنا ..!!
وكم من همم هبطت وسقطت وضعفت ،
تشربتها نفوس أبنائنا حين أصبح التعليم مجرد أشكال لا مضمون فيها ..!!
وكم كنا نتمنى أن لا يصبح التعليم عالة وهم وغم على المعلم وولي الأمر والطالب والتربية لسوء مخرجاته وضعف الإهتمام به..!!
وإنها دعوة للجميع للمساهمة الجادة في أن تكون التربية التعليم مشروعا وطنيا ، وتكون قضيتنا جميعاً لا ننفك عنها أو نحيد عنها ،
نفكر بها ونحلم لها ونعيش لأجلها ، إدارات ومعلمين ومجتمع وطلاب ومؤسسات وحكومة...
فنسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأداء ما ائتمنا عليه، وأن يحفظ علينا أمننا وأعراضنا وأموالنا وبلادنا وكل ما أنعم به علينا،
وأن يعيننا على شكره وذكره وحسن عبادته،
وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يأخذ بأيدينا إلى كل خير ....
هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،
النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ: 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..
اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،
خطبة 🎤 بعنوان
التربية والتعليم.. قضيتنا جميعا..
🕌🕋🌴🕋🕌
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ،
جعل العلم النافع طريقاً موصلاً لرضاه،
وصراطاً يتبعه من أراد هداه،
ويحيد عنه من ضل واتبع هواه،
وأشهد أن لا إله إلا الله رفع شأن العلم وأهله حتى وصلوا من المجد منتهاه، ومن العز أعلى ذراه،
القائل سبحانه ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة:11]...
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المعلم الأول ،،
القائل : (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا
سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)( رواه مسلم عن أبي هريرة (17/21) ...
صـلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الهداة التقاه ،
ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم أن نلقاه،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..
أما بعد : -
عبـــــــــاد الله : -
مع بداية عام دراسي جديد يتوجه عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات ، يتوجهون إلى مدارسهم لينهلوا من العلم والمعرفة والأدب والسلوك ما ينمي عقولهم ويقوم سلوكهم ويقوي عزائمهم ، حتى يكونوا أفراداً صالحين ومؤثرين وفاعلين في مجتمعاتهم وأوطانهم وأمتهم ...
قال تعالى (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ [الأعراف : 58] ...
وهاهي البيوت والأسر والآباء والأمهات والطلاب والمؤسسات التعليمية يعيشون حالة طوارىء ..!! مع بداية عام دراسي جديد ،
وهذا أمر جيد وعمل مهم ،
فبالعلم تزدهر الحضارات وتتقدم الأمم وتتربى الأجيال ،
إذا قام كل فرد من أفراد المجتمع بواجباته ومسئولياته تجاه العملية التربوية والتعليمة ...
ذلك أن الأمة التي تهتم بتعليم أبنائها وتربيتهم وتبصيرهم بالكون بما فيه هي أمة حيّة ، تسير في سلم الرقي والتقدم والحضارة...
ومن هنا فلا بد أن تتضافر جهود كل المؤسسات التربوية والعلمية، للنهوض بالأجيال نحو العلم وهدفه ورسالته في صناعة الإنسان وازدهار الأوطان...
أيهــا المؤمنون/ أيها الآباء والأمهات /
أيها المعلمون والمربون / أيها الطلاب: -
لقد رفع الله تعالى شأن العلم وأهله، وبين مكانتهم، ورفع منزلتهم،سواء كان العلم الشرعي وفقه الشريعة ، أو العلم الدنيوي الذي ينفع البلاد والعباد ،
فقال سبحانه وتعالى( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )[المجادلة:11]...
و منع الله سبحانه المساواة بين العالم والجاهل، لما يختص به العالم من فضيلة العلم ونور المعرفة،( قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الاْلْبَابِ )[الزمر:9]...
ولم يأمر المولى جلا و علا نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستزادة من شيء إلا من العلم،
فقال له سبحانه وتعالى( وَقُل رَّبّ زِدْنِى عِلْماً) [طه:114]،
وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فبالعلم يعرف العبد ربه ويعبده حق عبادته ويكون أكثر الناس خوفاً وخشيةً منه سبحانه القائل (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر : 28]...
وبالعلم يحصَّن المسلم نفسه من الشهوات والشبهات ، وبه يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل والخير من الشر والصحيح من الخطأ ...
عن عطاء بن أبي رباح قال : سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح في رأسه ، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أصابه احتلام ، فأمر بالاغتسال (أي أمره من كان حوله وأفتوه بالإغتسال) ، فاغتسل ، فمات ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " قتلوه ، قتلهم الله ، أولم يكن شفاء العي السؤال "( حسنه الألباني صحيح سنن ابن ماجة /464 وفي صحيح أبي داود/ 364 ) ..
سبحانه وتعالى.
أيها الأخ الكريم "لا نريد أن نشيد وأن نعد وأن ندخر الأموال وأن يعلو الاقتصاد مع ظلمٌ للعباد ومع تضييع لصلوات والقربات والطاعات، نريد أن تعلواْ وأن ندخر الحسنات والأجور والثواب والدرجات العالية في الفردوس الأعلى في الجنة.
أيها الأخ الكريم" انظر ماذا من عملك ومن وقتك في جنب الله وفي مرضاة الله
.... أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم...
الخطبة الثانية
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
أما بعد
أيها الأخ الكريم "كيف ستكون في العام المقبل عام ألف وأربعمائة وخمسةٍ وأربعين للهجرة، ماذا قد عزمت، وماذا قد نويت.
قال الحكماء من كان يومه كأمسه فهو مغبون، من كان يومه كأمسه فهو مغبون، ومن كان يومه شرٌ من أمسه فهو ملعون
أيها الأخ الكريم "لاتبغى على الغفلة على ماكنت عليه في العام الماضي بل نحن بحاجة جميعاً إلى أن نجدد النشاط وأن ننظر فيما يرفع من شأن أعمالنا وطاعتنا وقرباتنا وأوقاتنا في جنب الله عز وجل، رق نفسك واعزم العزيمة القوية والرغبة الجياشة بأعمال تبيض وجهك في العام المقبل وها أنا أضع قواعد لعلها تكون سبباً للبناء الطيب السعيد الذي ينفعنا الله به ديناً ودنيا وأخرى.
أيها الأخ الكريم
القاعدة الأولى--تزود من العلم الشرعي بكل ما استطعت من قوة فهو الغذاء وهو الدواء وهو الحراسة وهو النور، وهو الذي تستضي في هذه الحياة إلا به تزود، وتزود حتى تلقى الله عز وجل ولهذا قال الله عز وجل مخبراً رسوله عليه الصلاة والسلام ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا ﴾ فالمحروم والخاسر من حرم من العلم الشرعي الذي هو مائدة الله الطيبة في أرضه وجنة الله في أرض الله عز وجل.
القاعدة الثانية--إشغل وقتك وعمرك بخدمة الإسلام والمسلمين فالوقت إن لم تقطعه في طاعة الله قطعك في معصية الله، وإن لم تشغله بالخير شغلك بالشر، فاقطع وقتك، واشغل وقتك بالنفع والإصلاح والتزود من الأعمال والإصلاح لكل من يريد العون في هذه الحياة خدمة الإسلام والمسلمين.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى طاف الإمام أحمد الدنيا مرتين حتى جمع كتابه المسند.
وقال ابن المقرئ طفت المشرق والمغرب مرتين من أجل طلب العلم،
هكذا تكون الجهود، وهكذا تكون الهمم، هكذا تكون العزائم في الأعوام والأيام لا يضيع نفس ولا تضيع ساعة إلا وفيها بصمة خير، إلا وفيها أثر طيبة على نفسك وعلى من حولك وادخر الأعمال لذلك اليوم عسى الله أن يرفعك فيه.
القاعدة الثالثة-- لا تشغل نفسك بشهوات الدنيا وملذاتها أيها الأخ الكريم "إذا أردت أن تقنع نفسك بكل حلال طيب وتمنعها عن كل حرام خبيث فاعطها الجنة ونعيم الجنة وما أُعد في الجنة فإنها تقنع بإذن الله.
قال: عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله تعالى وجدت نفسي تواقة إلى كل شيء ما أعطيتها شيء إلا وتاقت إلى غيره فلما أعطيتها الجنة رضيت وقنعت بذلك.
أيها الأخ الكريم" إن كنت تريد النساء ففي الجنة ماهو أعظم، وأعظم ممن قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيه( لو طلعت إحدى نساء أهل الجنة على أهل الأرض لملأت ما بينها نوراً )
إن كنت تشتهي سماع الأغاني ففي الجنة ما هو أعظم قال: عليه الصلاة والسلام( إن الأزواج في الجنة يغنين لأزواجهن بغناء لم يسمع مثله قط ) الحديث من حديث أنس صححه الألباني.
إن كنت تشتهي القصور والدور والذهب والفضة ففي الجنة ماهو أعظم بل قال: عليه الصلاة والسلام آنيتهما ومافيهما من ذهب، وآنيتهما ومافيهما من فضة،
ماذا تريد بعد هذا العطاء دعك من شهوات الدنيا الناقصة. كذلك أيضاً
القاعدة الرابعة--
أيها الأخ الكريم " إجعل الله عز وجل ونظره إليك في كل ساعة وثانية على الدوام على الاستمرار لأنه من رزق هذا الجدار والواعظ جره إلى كل خير وجره إلى كل صلاح، ومنعه من كل فساد وذنب وضياع.
إجعل نظر الله إليك وعظم الله وأجل الله وقدر الله حق قدره لعل الله عز وجل أن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى من رزق معرفة الله إستراح من كل شيء لايضرك أحد قلبك معلق بالله، رزقك معلق بالله، شؤونك معلقة بالله من بيده شؤون العباد كلهم.
القاعدة الخامسة--
أيها الأخ الكريم "كل ما ينفع في الآخرة سابق إليه وسارع بكل ما أوتيت من قوة حتى ولو بذلت من دنياك، حتى ولو بذلت من مهجتك ونفيس وقتك فتمسك به، وكل ما يضرك في الآخرة فبتعد عنه واجتنبه ولا تقتربه، إجعل هذه القاعدة سيراً لحياتك فإنها تكون بإذن الله دافعاً إلى كل خير.
أخيراً أقل يا معشر الشباب إن نحن قوم خلقنا لنحيي الدنيا بعبادة الله وطاعته وبمرضاة الله وبخدمة دين الله وبنفع الناس فيما يعود عليهم بالخير في الدين والدنيا والأخرى لا تضيع الأوقات والقوة والمرحلة العظيمة فيما لا يرضي الله عز وجل وهنا وهناك.
*يا من أساء في عام مضى*
*بالله أحـسـن في عـام أتى*
*خطبة الجمعة للشيخ/*
*نصر محمد بن عبدالله الإمام*
إن الحمدلله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾*
*﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا«»يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾*
ثم أما بعد
فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار
إخوة الإيمان
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهو وصية الأولين والأخرين والأنبياء والمرسلين.
يا أيها الناس اسمعو واعواْ فإذا وعيتم فانتفعواْ إنه من عاش مات ومن مات فات وسيأتي كل ماهو آت وما ذهب فلن يرجع أبداً.
قال الله عزوجل في كتابه الكريم *﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾﴿ لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّآ ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾*
أيها الأخ الكريم، الأيام ذهبت والليالي والساعات فنيت
يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا،
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى يا ابن آدم إنما أنت أيام،فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك،
إنما أنا وأنت ساعات تقضى في هذه الحياة الدنيا وما مضى فلن يعود أبداً
وها نحن نودع عاماً عشنا فيه وقد انطوى بما انطوى فيه من الأعمال والأقوال والأفعال والأحوال التي داهمناها وناهزنها في هذا العام هذا العام هو ألفٍ وأربعمائة وأربعٍ وأربعين للهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وداعاً لعام عشنا فيه لاندري هل نحن إلى صعود أم إلى سقوط،لاندري هل نحن إلى جنة أم إلى نار، لاندري هل نحن من الفائزين أم من الخاسرين، لاندري أن نحن ممن رضي الله عنهم أم سخط الله عليهم وساءت أعمالهم في هذا العام.
أيها الأخ الكريم: عام كامل عدد شهوره تتكون من أثني عشر شهراً، الشهر تسعاً وعشرين أو ثلاثين يوماً، واليوم أربعٍ وعشرين ساعة، والساعة تتكون من ستين دقيقة، والدقيقة تتكون من ستين ثانية، هذه أوقات وأزمان كلها عشنا فيها في هذا العام، ماذا عملنا فيها، وكيف مضى هذا العام، وكيف ارتحل وبماذا ارتحل الله أعلم.
اليوم الواحد ثلثه نوم، والثلث الآخر أكل وشرب، والثلث الآخر أعمال وتجارات وأشغال ولهو ولعب وقليل قليل صلاة وعبادة لله، ماهذا البخل الذي حصل، وماهذا الدهاء الذي قد حدث، في عام عشنا فيه وياترى هل قبل الله منا هذه الأعمال، وهل قبل الله منا هذه العبادات والصلوات أم أنها على غير وجهها ممن قال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيهم ﴿ يصلي الرجل لله ستين سنة ليس له من صلاته شيء ﴾ ومع هذا كله كم صلاة وصلوات تركت أو أخرت، وكم عبادات أهملت وكم قرآن هجر، وكم سُنة تركت، وكم سيئات وذنوب وكم آثام وأوزار، وكم أخطاء وزلات، وكم وكم مما حصل في هذا العام، كم من ظلم وحقد وحسد، كم من غيبة ونميمة، كم من عقوق للوالدين، كم من إعراض عن ذكر الله، كم من إيذاء للجار، كم وكم حصل في هذا العام لنحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسب،
أيها الأخ الكريم ـ نحن عشنا في عام هو من أعظم نعم الله عز وجل علينا الأموات تتمنى الساعة والذين في القبور يتمنون الدقيقة، يتمنون التسبيحة وها نحن عشنا عام بأكمله ولا ندري كيف حالنا فيه
أيها الأخ الكريم: نودع عاماً بحزن ونفارق عاماً ببكاء فلنبكي على عام مضى كل واحد منا يبكي على عامه الذي عاش فيه لاتظن أن الأمر سهل عام مضى وكفى، إنما الأمر جلل،
أيها الأخ الكريم: يبكي بكاء الطفل فارق أمه، ما حيلة المحزون إلا بكاء /بكيت على الشباب بدمع عيني، فلم يغني البكاء ولا النحيب /لو سكبنا الدموع سكباً بعدد ساعات ودقائق وثواني هذا العام ما كان ذلك كافياً،